التفريغ
ومن اعظم الطرق لمعرفة الله طريقان الطريق الاول النظر في اياته الشرعية والطريق الثاني النظر في اياته الكونية فكلما امعن العبد النظر في ايات الله الشرعية واياته الكونية وتفكر فيها عرف ربه حق المعرفة - 00:00:00ضَ
وامتلأ قلبه بمعرفة الله وخشيته والايمان به ورسخ في هذا الباب على قدر سوقه في النظر في هذه الدلائل وتوفيق الله عز وجل سابق لكل شيء اما النظر في ايات الله الشرعية - 00:00:21ضَ
فان القرآن كله ناطق بوحدانية الله عز وجل. وبانه المستحق للربوبية والالوهية وببيان اسمائه وصفاته فقد تضمن القرآن من الحكمة البالغة والحجج الباهرة التي تدل على وحدانية الله. وفيه من الدلائل على قيام الله عز وجل - 00:00:38ضَ
بمصالح العباد والبلاد وعدم التناقض في خلقه جل وعلا وفي شرعه وتدبيره ورزقه وان على صراط مستقيم في كل شيء ما يبهر العقول. ويجعل القلب يذعن لله عز وجل في هذا الباب. ولذا قال تعالى افلا يتدبرون - 00:01:04ضَ
القرآن افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فلن تجد ادل على الصراط المستقيم ولا اهدى للقلوب. ولا ازكى للنفوس ولا اعظم تثبيتا للايمان في قلبك. ولا اعظم جلبا لخشية - 00:01:24ضَ
الى قلبك من تدبر القرآن والعيش معه ولذا قال عثمان رضي الله عنه والله لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. فمن اسقى الى كلام الله بسمعه وتدبره بقلبه وجد فيه من العلم والخير والبركة - 00:01:45ضَ
والانس ما لا يجد في اي كلام لا منظومه ولا منثوره. فتدبر القرآن ان رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن فنصيحتي لكم اخواني. ارجعوا الى القرآن وتدبروه. وتأملوه. لن تجد اية الا وتجد فيها شفاء في بابها - 00:02:02ضَ
ومن اكبر الغبن ان يخرج الانسان من الدنيا ولما يطلي نهمتهم من تدبر كتاب الله عز وجل والكلام على هذا يطول. الطريق الثاني النظر في ايات الله جل وعلا الكونية. ومخلوقاته. فمن تدبر - 00:02:23ضَ
ترى الكون ونظر في السماء وما فيها من البناية العظيمة والسمك والارتفاع ونظر الى الارض وما فيها من الارزاق والتسخير. ونظر الى النجوم وافلاكها. والشمس والقمر وسيرها بنظام بديع دقيق من يوم خلق الله السماوات والارض الى قيام الساعة. ونظر الى نفسه وما فيها - 00:02:42ضَ
من الدلائل ونظر الى رزقه كيف يأتيه. اذعن ان الله عز وجل بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وان انه جل وعلا هو الخالق دون من سواه. كما قال الله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار - 00:03:10ضَ
لايات لاولي الالباب. لكن لاولي الالباب ذوي القلوب والبصائر. فينبغي للانسان ان يتدبر ذلك. سئل اعرابي بم عرفت ربك قال البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير. فسماء ذات ابراج. وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج. الا تدل على اللطيف الخبير - 00:03:30ضَ
لا يمكن لانسان ان يقيس الخالق بالمخلوق. لا يمكن لانسان ان يقيس القادر بالعاجز. لا يمكن لانسان ان يقيس الرب بالمربوب. لكن يقضى على المرء في ايام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن. وكلما امعن العبد في هذا - 00:03:57ضَ
الباب كلما رسخ في قلبه من خشية الله واذا نور الله بصيرته. ولذا لما تكلم بعض علماء الفلك بالاكتشافات التي اكتشفوها. والاشياء التي تبهر العقول فقال له رجل هذه الاشياء عظيمة. فقال ارأيتم هذه الاشياء - 00:04:19ضَ
التي تكلمنا عنها اننا يعني يحدث عن انفسهم عن هؤلاء العلماء الذين نظروا الى هذه الاكتشافات قال نسبة ما اكتشفناه بالنسبة لما نظن اننا نجهله من الكون كنسبة الطفل الذي يلعب على على ساحل البحر. ما نسبة ما يعرفه - 00:04:43ضَ
في البحر مما يجهله. فالكون عظيم. ولذا قال الله عز وجل وفي انفسكم افلا تبصرون هذا الكون نجهل كثيرا منه. لكن لولا ان الله حدثنا عما يدور فيه. وعما يكون فيه لما علمنا. ولذا - 00:05:09ضَ
ينبغي للانسان ان يتدبر القرآن ويتدبر ما في هذا الكون فيجد فيه العجب. ابن القيم رحمه الله له كلام نفيس في هذا في الثلث الثاني من مفتاح دار السعادة الثلث الاول تكلم فيه على فضل العلم - 00:05:29ضَ
والثلث الثاني تكلم فيه على التأمل في خلق الله. فذكر لك اشياء عجيبة. والثلث الثالث تكلم فيه على تقرير شيء كبير من الاسماء والصفات والرد على الطوائف المنحرفة في ذلك المعتزلة والقدرية والجهمية وغير ذلك. لكن - 00:05:46ضَ
المتفكر يرى البصائر اذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة. نعم - 00:06:07ضَ