التعليق على كتاب لطائف الفوائد
(159) التعليق على كتاب لطائف الفوائد (من الفائدة 1001) - لفضيلة الشيخ أ.د.سعد الخثلان
ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم. لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكذا. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله - 00:00:00
نبينا محمد وعلى اله وصحبه بهديه الى يوم الدين اما بعد فنسأل الله تعالى اللهم لا علم لنا الا علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم اهلنا ما ينفع علم النافع ينفعنا - 00:00:20
نستكمل التعليق على لطائف الفوائد وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم الف وواحد حكيمة الا ذو تجربة من غير الممكن ان تكون في جميع تصرفاتك على صواب دائما لا بد ان تقع منك اخطاء في الحياة - 00:00:37
سجل هذه الاخطاء التي ارتكبتها ولاحقة النقد بسببها وعد اليها من حين لاخر لتستخلص منها العبر التي تفيدك في مستقبلك والاعتبار بالاخطاء التي وقعت فيها يقودك للحكمة في تصرفاتك مستقبلا - 00:00:56
قال معاوية رضي الله عنه لا حكيم الا ذو تجربة لابد ان يقع من الانسان اخطاء في حياته ان الانسان ليس معصوما من الوقوع في الخطأ كل بني ادم خطاء - 00:01:15
خير الخطائين التوابون يحصل له يحصل له تعثرات في الحياة ويقع منه اخطاء ولكن المهم ان يستفيد من هذه الاخطاء ولا تتكرر منه مرة اخرى وان يأخذ منها الدرس وهذا الدرس - 00:01:33
يفيده مستقبلا ومع مرور الوقت يكون عنده خبرات في الحياة تجعل منه شخصا حكيما ان هو افاد منها ولذلك قال معاوية رضي الله عنه لا حكيم الا ذو تجربة لا يمكن ان يكون الانسان حكيما وهو لم يجرب الامور - 00:01:51
لابد ان يكون له تجارب ومخالطة ويقع منه اخطاء وتعثرات لكنه يستفيد منها نستفيد من هذه الاخطاء ويستفيد من هذه التجارب ويستفيد من هذه الخبرات ومجموعها يشكل الحكمة التي من اوتيها فقد اعطي خيرا عظيما - 00:02:13
اوتي الحكمة من يشاء ثم يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا والحكمة هي وضع الشيء في موضعه وهي وتعني سداد الرأي كما قال ابو الطيب المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو اول وهي بالمحل الثاني - 00:02:37
واذا اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء كل مكان اجتمع الرأي السديد والحكمة والشجاعة هذا هو الذي اه يبلغ معالي الامور لكنها قل ان تجتمع. ولذلك اه الحكماء شجعاء قليلون في الناس - 00:02:57
واذا اجتمعت الحكمة مع الشجاعة فيكون صاحبها حكيما ويكون من عظماء الرجال ومن المؤثرين وبعض الناس قد يكون حكيما لكنه جبان او يكون شجاعا لكن ليس عنده حكمة ولا سداد رأي - 00:03:18
او لا يكون هذا ولا ذاك عند سداد رأي وجبان في الوقت نفسه. وهذا اسوأ الاقسام خير الاقسام من اجتمع عنده والحكمة وسداد الرأي مع الشجاعة الاستهزاء بالناس من الجهل - 00:03:42
دل قول الله تعالى واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين على ان الاستهزاء بالناس من الجهل - 00:03:58
وهو الحمق والسفه لقول موسى عليه الصلاة والسلام اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين هذه القصة ذكرها ربنا سبحانه في سورة البقرة اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:04:13
وذلك لانه قتل قتيل من بني اسرائيل لم يعرفوا القاتل وقال موسى ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة وتأخذوا جزء من هذه البقرة وتضربوه على تضربوا بهذا الجزء على القتيل - 00:04:29
ويحيه الله عز وجل ويخبركم بالقاتل قال وتتخذون وهزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين هذا يدل على ان الاستهزاء انه جهل قول موسى اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين - 00:04:43
الاستهزاء بالناس من الحمق والسفه ومن الجهل ولا يجوز للانسان ان يستهزأ بغيره يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن - 00:04:59
ربما يكون هذا الذي تسخر به ربما يكون خيرا عند الله عز وجل منك وفي الاستهزاء بالناس من من الجهل ومن الحمق والسفه اما العاقل فلا يستهزئ بالاخرين. انما يحترمهم - 00:05:16
ويحترم ارائهم لا يسخر بها ولا يستهزئ بها ومن اكثر من الاستهزاء بالقول والفعل هذا هو الهمزة اللمزة حيث وعده الله عز وجل بقوله ويل لكل همزة لمزة مازن مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم - 00:05:34
هذه ذكرها الله تعالى من صفات اهل الكفر والظلم والبغي اما المؤمنون الصادقون فبعيدون عن هذه الصفات على المسلم ان يبتعد عن هذا الخلق الذميم. خلق الاستهزاء بالاخرين فانه من الجهل والسفه - 00:05:55
فائدة نعمة الصبر قال عمر ابن عبد العزيز ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاظها مكانها الصبر الا ما كان عوضه خيرا مما هذه مقولة لطيفة من عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر - 00:06:15
الا كان ما عوضه يعني كان نعمة الصبر خيرا مما انتزعه منه. خيرا من تلك النعمة التي انتزعه آآ انتزعها منه لان الصبر نعمة عظيمة الله تعالى يقول وبشر الصابرين - 00:06:40
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون عمر رضي الله عنه يقول نعم العدلان ونعمة العلاوة ويعني بالعدلان اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة - 00:06:54
والعلاوة واولئك هم المهتدون من صبر وقال انا لله وانا اليه راجعون عند المصيبة انه ينال هذه الفضائل. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون والصبر واجب على المسلم ان يعود نفسه على الصبر - 00:07:15
الصبر على طاعة الله الصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله المؤلمة التي يقدرها على العبد من المصائب ونحوها والصبر لا يستلزم الرضا قد يصبر الانسان وهو غير راض. فالصبر واجب واما الرضا فانه مستحب - 00:07:38
انه ليس كل انسان يستطيع ان يرضى بالمصيبة اه الرضا مستحب واما الصبر الذي هو حبس النفس عن الجزاء وعن التسخط والتشكي وعن الافعال المحرمة من لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها فهذا - 00:07:57
حكمه الوجوب مئة واربعة وللاخرة وكبر درجات انظر الى تفاوت الناس في الدنيا في ارزاقهم واعلم انهم في الاخرة اعظم تفاوتا كما قال الله تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا - 00:08:11
هيك ما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير مدقع وهذا غني موسع عليه. فكذلك هم في الاخرة. هذا في الغرفات في اعلى الدرجات وهذا في الغمرات في اسفل الدرجات تفاوت الناس - 00:08:38
في ارزاقهم في الدنيا امره عجيب تجد الناس متفاوتين تفاوتا عظيما هذا فقير مدقع ما عنده شيء او عنده شيء يسير وهذا غني ثري ثراء فاحشا الناس بين ذلك بين هذا الغني - 00:08:55
والثري ثراء فاحشا وبين هذا الفقير المدقع حالة التفاوت الكبير بين الناس في الارزاق يقول الله تعالى عنه انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. يعني في الرزق في الدنيا لكن ينبغي الاعتبار بهذا التفاوت - 00:09:17
على تفاوت درجات الناس في الاخرة ولهذا قال ربنا سبحانه وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا اذا كنت تتعجب من تفاوت الناس في الرزق في الدنيا بين فقير فقرا مدقعا وبين غني وثري ثراء فاحشا - 00:09:34
فان التفاوت يوم القيامة بين الناس اعظم من ذلك كثير وللاخرة اكبر درجات واكبر تفظيلا فيوم القيامة يأتي اناس ما ما معهم شيء ما معهم حسنات ذهبت اعمارهم في لهو وفي غفلة - 00:09:54
الى ان بغتهم الاجل فيأتون يوم القيامة وليس معهم رصيد من الحسنات معهم سيئات وذنوب ارتكبوها وليس معهم حسنات وفي المقابل يأتي اناس معهم حسنات عظيمة كامثال الجبال التفاوت يكون كبيرا جدا بين الناس يوم القيامة - 00:10:12
يتفاوتون تفاوتا عظيما ويقضي الله بين عباده القضاء العدل وهناك نتيجة عامة ونتيجة تفصيلية النتيجة العامة من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية من رجحت كفة حسناتي ولو بحسنة واحدة كان من اهل الجنة - 00:10:35
ومن خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية. اذا رجحت كفة السيئات ولو بسيئة واحدة وهو متوعد بالنار الا ان يعفو الله عنه واذا تساوت الحسنات والسيئات فهؤلاء هم اهل الاعراف - 00:10:55
يوقفون في مكان بين الجنة والنار ثم تكون نهاية امره من الجنة برحمة ارحم الراحمين هذه هي النتيجة العامة ثم تأتي بعد ذلك نتيجة تفصيلية هؤلاء الذين رجحت كفة حسناتهم - 00:11:11
الجنة بينهم تفاوت كبير ويتفاوتون في درجات الجنة تفاوتا عظيما وقد اعد الله تعالى مئة درجة للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والارض يتفاوتون في الجنة تفاوتا عظيما حسب اعمالهم - 00:11:26
وهكذا ايضا اهل النار يتفاوتون في النار بحسب ذنوبهم وهناك الدرك الاسفل من النار وهناك ما فوقه من الدركات بحسب الذنوب فاذا هناك نتيجة عامة وهي اما ان ترجح كفة الحسنات او ترجح كفة السيئات - 00:11:49
ونتيجة تفصيلية في من رجحت كفة حسناتهم في درجاتهم في الجنة. ومن رجحت كفة سيئاتهم ان لم يعفو الله عنهم في دركاتهم في النار يرى الانسان يوم القيامة ان كل شيء مرتب على العمل في الدنيا - 00:12:09
ولذلك عندما يكون الناس يوم القيامة ويأتي اناس بحسنات امثال الجبال واناس قد ضيعوا اعمارهم في لهو وفي غفلة عندما يرون اولئك الذين اتوا بحسنات امثال الجبال يصابون بالغبن ولهذا سمى الله تعالى يوم القيامة سماه يوم التغابن - 00:12:26
يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن وهذا والله والغبن الحقيقي ليس الغبن غبنا في بيع او شراء انما الغبن عندما يضيع العمر على الانسان في لهو وفي غفلة ثم يبغته الموت - 00:12:48
ويأتي يوم القيامة وليس معه حسنات او معه حسنات قليلة ويرى اناسا معهم حسنات عظيمة امثال الجبال. فيصاب حينئذ بالغبن الحقيقي. ويندم ندما عظيما على ما فرط في حياة في الدنيا - 00:13:05
ننتقل للفائدة الصالح تأثر شخصية الانسان كثيرا باكثر خمسة اشخاص يقضي وقته معهم احرص على الجليس الصالح لانك رابح من مجالسته بكل حال اما ان يحذيك ان يعطيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة - 00:13:22
بينما جليس السوء يخسر الانسان بمجالسته بكل حال اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة اي انسان يتأثر بمجالسيه الانسان اجتماعي بطبعه ويتأثر بمن يجالسه وهذا امر متقرر ومعلوم - 00:13:44
قديم الزمان وحديثه ولذلك نجد ان الناس اذا خطب منهم خاطب يسألون عن جلساء عمن يجالس فاذا كان يجالس الاخيار واهل الصلاح والاستقامة حكموا عليه الصلاح واذا كان يجالس ارباب الفجور - 00:14:10
اذا كان مثلا جلساء من اهل المخدرات نحو ذلك تجد ان اهل هذه الفتاة لا يزوجونه يحكمون عليه من مجالسيه يقول لماذا يجالس فلانا وفلان من ارباب المخدرات الانسان اذا يحكم عليه من مجالسيه - 00:14:33
لذلك ينبغي ان ينتقي الجلساء الصالحين. ويقال ان شخصية الانسان تتأثر اكثر ما تتأثر باكثر خمسة جلساء يجالسهم الانسان وتتأثر شخصيته بهم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير - 00:14:55
وحامل المسك اما ان يحذيك يعني يهدي لك هدية واما ان تبتاع منه يعني تشتري منه واما يعني على الاقل ان تجد منه ريحا طيبة منافق الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة - 00:15:20
وجليس الصالح انت رابح منه بكل حال على الاقل تجد منه ريحا طيبة وجليس السيء انت خاسر منه بكل حال على الاقل تجد منه ريحا خبيثة احرص على ان تنتقي جلساءك وان تجلس مع الاخيار واهل الصلاح - 00:15:36
الاستقامة الذين تشعر انك كل يوم افيد منهم في امور دينك ودنياك وابتعد عن جلساء السوء اذا رأيت الجليس يحثك على طاعة الله وعلى الاستقامة يدلك على ما فيه الخير لامور دينك ودنياك - 00:15:57
نتمسك به واذا رأيت الجليس على العكس من ذلك وتجد بمجالسته النقص في امور دينك ودنياك ابتعد عنهم رقم الف وستة حسن الخلق راجع الى الاعتدال حسن الخلق يرجع الى اعتدال قوة العقل وكمال الحكمة - 00:16:20
والى اعتدال قوة الغضب والشهوة كونها للعقل مطيعة وللشرع ايضا وهذا الاعتدال يحصل على وجهين احدهما وجود الهي وكمال فطري حيث يخلق الانسان ويولد كامل العقل حسن الخلق قد كفي سلطان الشهوة والغضب بل خلق معتدلتين منقادتين للعقل والشرع - 00:16:40
الوجه الثاني اكتساب هذه الاخلاق بالمجاهدة والرياضة واعني به حمل النفس على الاعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب من اراد مثلا ان يحصل لنفسه خلق الجود فطريقه ان يتكلف تعاطي فعل الجواد - 00:17:05
وهو بذل المال فلا يزال يطالب نفسه ويواظب عليه تكلفا مجاهدا نفسه فيه حتى يصير ذلك طبعا له ويتيسر عليه يصير به جوادا جميع الاخلاق المحمودة شرعا حصلوا من هذا الطريق - 00:17:21
حسن الخلق يرجع الى اعتدال قوة العقل وكمال الحكمة حيث يكون هذا الانسان انسانا معتدلا في عقليته وفي اخلاقه وفي نظرته للامور حكيما وايضا اعتدال قوة الغضب والشهوة ان يكون معتدلا في غضبه لا يغضب غضبا مفرطا - 00:17:40
ولا يغضب بدون سبب ولا يكون سريع الغضب واذا غضب يكظم غيظه ويغلب عليه جانب الحلم وهكذا ايضا الشهوة يكون مهذبا لشهوته فلا يصرفها الا فيما احل الله له والاخلاق الكريمة تكون على وجهين اما بجود الهي وكمال فطري - 00:18:03
بان يولد هذا الانسان حليما كريما شجاعا مفطورا على مكارم الاخلاق والوجه الثاني انه لا يولد كذلك. يكون انسان شديد الغضب سريع الغضب بخيلا جبانا وقل ما شئت من الاخلاق السيئة - 00:18:26
لكنه يهذب هذه الاخلاق ويكتسب الاخلاق الكريمة يهذب خلق الغضب ويحوله الى حلم وذلك بان يتكلف الحلم يتكلفه شيئا فشيئا الى ان يصبح خلقا راسخا له فيصبح حليما لهذا جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله اوصني قال لا تغضب - 00:18:47
ردد مرارا قال لا تغضب لولا ان ترك الغضب واكتساب الحلم انه ميسور ومستطاع. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل مرارا لا تغضب وهكذا ايضا بالنسبة الخلق - 00:19:13
الكريمة الاخرى الكرم مثلا يتكلف خلق الكرم حتى يصبح كريما الشجاعة حتى يكون شجاعا وهكذا بالنسبة لسائر الاخلاق الكريمة الاخلاق الكريمة يمكن ان تكتسب لكن قد يجد الانسان في البداية صعوبة ثم مع مرور الوقت - 00:19:31
تصبح هذه الاخلاق سجية لهم وخلقا راسخا لهم الغاية التي لا تدرك قال الشافعي رحمه الله رضى الناس غاية لا تدرك ليس الى السلامة منهم سبيل انظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه - 00:19:52
رضا الناس غاية لا تدرك. هذه كلمة مشهورة عند الناس يقال ان اول من قالها الامام الشافعي رحمه الله والامام الشافعي قد اعطي الحكمة ومع تقوى لله عز وجل الامام الشافعي كان يختم القرآن في كل يوم ختمة. في اليوم والليلة ختمة - 00:20:15
في رمظان ختمتين يعني يختم في رمظان ستين ختمة مع انه لم يعمر يعني مات وعمره خمسة وخمسون عاما ومع ذلك اصبح احد عظماء تاريخ واحد ائمة الدنيا واحد الاربعة - 00:20:37
فله كلمات جميلة وحكم ومن ذلك هذه المقولة عنه اه رضا الناس غاية لا تدرك لا يمكن ان يدرك الانسان رضا جميع الناس ليس الى السلامة منه سبيل لا يمكن - 00:20:57
لا يمكن ان ترضي الجميع وان تسلم منهم جميعا انظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه. انظر الى ما ترى ان فيه صلاح دينك ودنياك الزمه ودع الناس وما هم فيه - 00:21:13
اذا كان الانبياء عليهم الصلاة والسلام هم صفوة البشر لم يستطيعوا ارضاء جميع الناس فما بالك بغيرهم لا يجعل الانسان رضا الناس غاية له. لان هذه الغاية غاية لا تدرك - 00:21:26
وليس اليها سبيل وانما يجعل رضا الله هو غايته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من ارضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن ارضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس - 00:21:41
رضا الله عز وجل هو غايتك فان الله يرضى عنك ويرضي عنك الناس ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا لكن رضا جميع الناس هذه غاية لا يمكن - 00:21:59
لا يمكن الوصول اليها حتى الانبياء لم يستطيعوا ان يرضوا جميع الناس مهما كان الانسان عليه من الخلق ومن مكارم الاخلاق لا يمكن ان يرضي جميع الناس ستبقى شريحة ساخطة عليه - 00:22:17
لا يعجبها العجب وربما تسيء له من غير سبب هكذا يعني هم الناس سيبقى منهم شريحة لا يمكن ان ان ان يرظيها ولذلك يجعل المسلم غايته رضا الله عز وجل ولا يبالي برضا الناس رضي عنه الناس ام سخطوا عليه - 00:22:32
الف وثمانية تأديب الله لاولياءه يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بادنى زلة وهفوة ولا يزال مستيقظا حذرا واما من سقط من عينه وهان عليه فانه يخلي بينه وبين معاصيه - 00:22:54
كلما احدث ذنبا احدث له نعمة. والمغرور يظن ان ذلك من كرامته عليه لا يعلم ان ذلك عين الاهانة انه يريد به العذاب الشديد كما في الحديث المشهور اذا اراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا واذا اراد بعبده شرا امسك عنه عقوبته في الدنيا - 00:23:12
يرد يوم القيامة بذنوبه هذا من كلام الامام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ان المؤمن الكريم عند الله عز وجل الذي يحبه الله سبحانه يؤدبه الله تعالى بادنى زلة وهفوة - 00:23:33
يعاقبه على ذلك حتى يكون حذرا مستيقظا بعيدا عن الوقوع في الذنوب والمعاصي واما من اه سقط من عينه وهان عليه بتجرؤه على حرمات الله سبحانه فان الله يخلي بينه وبين معاصيه - 00:23:49
ربما يستدرج فاذا احدث ذنبا احدثت له نعمة يكون هذا استدراجا له ويظن ان هذا من كرامته على الله ولا يعلم ان ذلك هو عين الاهانة ولذلك جاء بالحديث الصحيح اذا اراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا - 00:24:08
من يرد الله به خيرا يصب منه اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل ونكتب بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا - 00:24:28
التفريغ
ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم. لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكذا. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله - 00:00:00
نبينا محمد وعلى اله وصحبه بهديه الى يوم الدين اما بعد فنسأل الله تعالى اللهم لا علم لنا الا علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم اهلنا ما ينفع علم النافع ينفعنا - 00:00:20
نستكمل التعليق على لطائف الفوائد وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم الف وواحد حكيمة الا ذو تجربة من غير الممكن ان تكون في جميع تصرفاتك على صواب دائما لا بد ان تقع منك اخطاء في الحياة - 00:00:37
سجل هذه الاخطاء التي ارتكبتها ولاحقة النقد بسببها وعد اليها من حين لاخر لتستخلص منها العبر التي تفيدك في مستقبلك والاعتبار بالاخطاء التي وقعت فيها يقودك للحكمة في تصرفاتك مستقبلا - 00:00:56
قال معاوية رضي الله عنه لا حكيم الا ذو تجربة لابد ان يقع من الانسان اخطاء في حياته ان الانسان ليس معصوما من الوقوع في الخطأ كل بني ادم خطاء - 00:01:15
خير الخطائين التوابون يحصل له يحصل له تعثرات في الحياة ويقع منه اخطاء ولكن المهم ان يستفيد من هذه الاخطاء ولا تتكرر منه مرة اخرى وان يأخذ منها الدرس وهذا الدرس - 00:01:33
يفيده مستقبلا ومع مرور الوقت يكون عنده خبرات في الحياة تجعل منه شخصا حكيما ان هو افاد منها ولذلك قال معاوية رضي الله عنه لا حكيم الا ذو تجربة لا يمكن ان يكون الانسان حكيما وهو لم يجرب الامور - 00:01:51
لابد ان يكون له تجارب ومخالطة ويقع منه اخطاء وتعثرات لكنه يستفيد منها نستفيد من هذه الاخطاء ويستفيد من هذه التجارب ويستفيد من هذه الخبرات ومجموعها يشكل الحكمة التي من اوتيها فقد اعطي خيرا عظيما - 00:02:13
اوتي الحكمة من يشاء ثم يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا والحكمة هي وضع الشيء في موضعه وهي وتعني سداد الرأي كما قال ابو الطيب المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو اول وهي بالمحل الثاني - 00:02:37
واذا اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء كل مكان اجتمع الرأي السديد والحكمة والشجاعة هذا هو الذي اه يبلغ معالي الامور لكنها قل ان تجتمع. ولذلك اه الحكماء شجعاء قليلون في الناس - 00:02:57
واذا اجتمعت الحكمة مع الشجاعة فيكون صاحبها حكيما ويكون من عظماء الرجال ومن المؤثرين وبعض الناس قد يكون حكيما لكنه جبان او يكون شجاعا لكن ليس عنده حكمة ولا سداد رأي - 00:03:18
او لا يكون هذا ولا ذاك عند سداد رأي وجبان في الوقت نفسه. وهذا اسوأ الاقسام خير الاقسام من اجتمع عنده والحكمة وسداد الرأي مع الشجاعة الاستهزاء بالناس من الجهل - 00:03:42
دل قول الله تعالى واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين على ان الاستهزاء بالناس من الجهل - 00:03:58
وهو الحمق والسفه لقول موسى عليه الصلاة والسلام اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين هذه القصة ذكرها ربنا سبحانه في سورة البقرة اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:04:13
وذلك لانه قتل قتيل من بني اسرائيل لم يعرفوا القاتل وقال موسى ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة وتأخذوا جزء من هذه البقرة وتضربوه على تضربوا بهذا الجزء على القتيل - 00:04:29
ويحيه الله عز وجل ويخبركم بالقاتل قال وتتخذون وهزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين هذا يدل على ان الاستهزاء انه جهل قول موسى اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين - 00:04:43
الاستهزاء بالناس من الحمق والسفه ومن الجهل ولا يجوز للانسان ان يستهزأ بغيره يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن - 00:04:59
ربما يكون هذا الذي تسخر به ربما يكون خيرا عند الله عز وجل منك وفي الاستهزاء بالناس من من الجهل ومن الحمق والسفه اما العاقل فلا يستهزئ بالاخرين. انما يحترمهم - 00:05:16
ويحترم ارائهم لا يسخر بها ولا يستهزئ بها ومن اكثر من الاستهزاء بالقول والفعل هذا هو الهمزة اللمزة حيث وعده الله عز وجل بقوله ويل لكل همزة لمزة مازن مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم - 00:05:34
هذه ذكرها الله تعالى من صفات اهل الكفر والظلم والبغي اما المؤمنون الصادقون فبعيدون عن هذه الصفات على المسلم ان يبتعد عن هذا الخلق الذميم. خلق الاستهزاء بالاخرين فانه من الجهل والسفه - 00:05:55
فائدة نعمة الصبر قال عمر ابن عبد العزيز ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاظها مكانها الصبر الا ما كان عوضه خيرا مما هذه مقولة لطيفة من عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول ما انعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر - 00:06:15
الا كان ما عوضه يعني كان نعمة الصبر خيرا مما انتزعه منه. خيرا من تلك النعمة التي انتزعه آآ انتزعها منه لان الصبر نعمة عظيمة الله تعالى يقول وبشر الصابرين - 00:06:40
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون عمر رضي الله عنه يقول نعم العدلان ونعمة العلاوة ويعني بالعدلان اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة - 00:06:54
والعلاوة واولئك هم المهتدون من صبر وقال انا لله وانا اليه راجعون عند المصيبة انه ينال هذه الفضائل. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون والصبر واجب على المسلم ان يعود نفسه على الصبر - 00:07:15
الصبر على طاعة الله الصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله المؤلمة التي يقدرها على العبد من المصائب ونحوها والصبر لا يستلزم الرضا قد يصبر الانسان وهو غير راض. فالصبر واجب واما الرضا فانه مستحب - 00:07:38
انه ليس كل انسان يستطيع ان يرضى بالمصيبة اه الرضا مستحب واما الصبر الذي هو حبس النفس عن الجزاء وعن التسخط والتشكي وعن الافعال المحرمة من لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها فهذا - 00:07:57
حكمه الوجوب مئة واربعة وللاخرة وكبر درجات انظر الى تفاوت الناس في الدنيا في ارزاقهم واعلم انهم في الاخرة اعظم تفاوتا كما قال الله تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا - 00:08:11
هيك ما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير مدقع وهذا غني موسع عليه. فكذلك هم في الاخرة. هذا في الغرفات في اعلى الدرجات وهذا في الغمرات في اسفل الدرجات تفاوت الناس - 00:08:38
في ارزاقهم في الدنيا امره عجيب تجد الناس متفاوتين تفاوتا عظيما هذا فقير مدقع ما عنده شيء او عنده شيء يسير وهذا غني ثري ثراء فاحشا الناس بين ذلك بين هذا الغني - 00:08:55
والثري ثراء فاحشا وبين هذا الفقير المدقع حالة التفاوت الكبير بين الناس في الارزاق يقول الله تعالى عنه انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. يعني في الرزق في الدنيا لكن ينبغي الاعتبار بهذا التفاوت - 00:09:17
على تفاوت درجات الناس في الاخرة ولهذا قال ربنا سبحانه وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا اذا كنت تتعجب من تفاوت الناس في الرزق في الدنيا بين فقير فقرا مدقعا وبين غني وثري ثراء فاحشا - 00:09:34
فان التفاوت يوم القيامة بين الناس اعظم من ذلك كثير وللاخرة اكبر درجات واكبر تفظيلا فيوم القيامة يأتي اناس ما ما معهم شيء ما معهم حسنات ذهبت اعمارهم في لهو وفي غفلة - 00:09:54
الى ان بغتهم الاجل فيأتون يوم القيامة وليس معهم رصيد من الحسنات معهم سيئات وذنوب ارتكبوها وليس معهم حسنات وفي المقابل يأتي اناس معهم حسنات عظيمة كامثال الجبال التفاوت يكون كبيرا جدا بين الناس يوم القيامة - 00:10:12
يتفاوتون تفاوتا عظيما ويقضي الله بين عباده القضاء العدل وهناك نتيجة عامة ونتيجة تفصيلية النتيجة العامة من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية من رجحت كفة حسناتي ولو بحسنة واحدة كان من اهل الجنة - 00:10:35
ومن خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية. اذا رجحت كفة السيئات ولو بسيئة واحدة وهو متوعد بالنار الا ان يعفو الله عنه واذا تساوت الحسنات والسيئات فهؤلاء هم اهل الاعراف - 00:10:55
يوقفون في مكان بين الجنة والنار ثم تكون نهاية امره من الجنة برحمة ارحم الراحمين هذه هي النتيجة العامة ثم تأتي بعد ذلك نتيجة تفصيلية هؤلاء الذين رجحت كفة حسناتهم - 00:11:11
الجنة بينهم تفاوت كبير ويتفاوتون في درجات الجنة تفاوتا عظيما وقد اعد الله تعالى مئة درجة للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والارض يتفاوتون في الجنة تفاوتا عظيما حسب اعمالهم - 00:11:26
وهكذا ايضا اهل النار يتفاوتون في النار بحسب ذنوبهم وهناك الدرك الاسفل من النار وهناك ما فوقه من الدركات بحسب الذنوب فاذا هناك نتيجة عامة وهي اما ان ترجح كفة الحسنات او ترجح كفة السيئات - 00:11:49
ونتيجة تفصيلية في من رجحت كفة حسناتهم في درجاتهم في الجنة. ومن رجحت كفة سيئاتهم ان لم يعفو الله عنهم في دركاتهم في النار يرى الانسان يوم القيامة ان كل شيء مرتب على العمل في الدنيا - 00:12:09
ولذلك عندما يكون الناس يوم القيامة ويأتي اناس بحسنات امثال الجبال واناس قد ضيعوا اعمارهم في لهو وفي غفلة عندما يرون اولئك الذين اتوا بحسنات امثال الجبال يصابون بالغبن ولهذا سمى الله تعالى يوم القيامة سماه يوم التغابن - 00:12:26
يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن وهذا والله والغبن الحقيقي ليس الغبن غبنا في بيع او شراء انما الغبن عندما يضيع العمر على الانسان في لهو وفي غفلة ثم يبغته الموت - 00:12:48
ويأتي يوم القيامة وليس معه حسنات او معه حسنات قليلة ويرى اناسا معهم حسنات عظيمة امثال الجبال. فيصاب حينئذ بالغبن الحقيقي. ويندم ندما عظيما على ما فرط في حياة في الدنيا - 00:13:05
ننتقل للفائدة الصالح تأثر شخصية الانسان كثيرا باكثر خمسة اشخاص يقضي وقته معهم احرص على الجليس الصالح لانك رابح من مجالسته بكل حال اما ان يحذيك ان يعطيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة - 00:13:22
بينما جليس السوء يخسر الانسان بمجالسته بكل حال اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة اي انسان يتأثر بمجالسيه الانسان اجتماعي بطبعه ويتأثر بمن يجالسه وهذا امر متقرر ومعلوم - 00:13:44
قديم الزمان وحديثه ولذلك نجد ان الناس اذا خطب منهم خاطب يسألون عن جلساء عمن يجالس فاذا كان يجالس الاخيار واهل الصلاح والاستقامة حكموا عليه الصلاح واذا كان يجالس ارباب الفجور - 00:14:10
اذا كان مثلا جلساء من اهل المخدرات نحو ذلك تجد ان اهل هذه الفتاة لا يزوجونه يحكمون عليه من مجالسيه يقول لماذا يجالس فلانا وفلان من ارباب المخدرات الانسان اذا يحكم عليه من مجالسيه - 00:14:33
لذلك ينبغي ان ينتقي الجلساء الصالحين. ويقال ان شخصية الانسان تتأثر اكثر ما تتأثر باكثر خمسة جلساء يجالسهم الانسان وتتأثر شخصيته بهم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير - 00:14:55
وحامل المسك اما ان يحذيك يعني يهدي لك هدية واما ان تبتاع منه يعني تشتري منه واما يعني على الاقل ان تجد منه ريحا طيبة منافق الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة - 00:15:20
وجليس الصالح انت رابح منه بكل حال على الاقل تجد منه ريحا طيبة وجليس السيء انت خاسر منه بكل حال على الاقل تجد منه ريحا خبيثة احرص على ان تنتقي جلساءك وان تجلس مع الاخيار واهل الصلاح - 00:15:36
الاستقامة الذين تشعر انك كل يوم افيد منهم في امور دينك ودنياك وابتعد عن جلساء السوء اذا رأيت الجليس يحثك على طاعة الله وعلى الاستقامة يدلك على ما فيه الخير لامور دينك ودنياك - 00:15:57
نتمسك به واذا رأيت الجليس على العكس من ذلك وتجد بمجالسته النقص في امور دينك ودنياك ابتعد عنهم رقم الف وستة حسن الخلق راجع الى الاعتدال حسن الخلق يرجع الى اعتدال قوة العقل وكمال الحكمة - 00:16:20
والى اعتدال قوة الغضب والشهوة كونها للعقل مطيعة وللشرع ايضا وهذا الاعتدال يحصل على وجهين احدهما وجود الهي وكمال فطري حيث يخلق الانسان ويولد كامل العقل حسن الخلق قد كفي سلطان الشهوة والغضب بل خلق معتدلتين منقادتين للعقل والشرع - 00:16:40
الوجه الثاني اكتساب هذه الاخلاق بالمجاهدة والرياضة واعني به حمل النفس على الاعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب من اراد مثلا ان يحصل لنفسه خلق الجود فطريقه ان يتكلف تعاطي فعل الجواد - 00:17:05
وهو بذل المال فلا يزال يطالب نفسه ويواظب عليه تكلفا مجاهدا نفسه فيه حتى يصير ذلك طبعا له ويتيسر عليه يصير به جوادا جميع الاخلاق المحمودة شرعا حصلوا من هذا الطريق - 00:17:21
حسن الخلق يرجع الى اعتدال قوة العقل وكمال الحكمة حيث يكون هذا الانسان انسانا معتدلا في عقليته وفي اخلاقه وفي نظرته للامور حكيما وايضا اعتدال قوة الغضب والشهوة ان يكون معتدلا في غضبه لا يغضب غضبا مفرطا - 00:17:40
ولا يغضب بدون سبب ولا يكون سريع الغضب واذا غضب يكظم غيظه ويغلب عليه جانب الحلم وهكذا ايضا الشهوة يكون مهذبا لشهوته فلا يصرفها الا فيما احل الله له والاخلاق الكريمة تكون على وجهين اما بجود الهي وكمال فطري - 00:18:03
بان يولد هذا الانسان حليما كريما شجاعا مفطورا على مكارم الاخلاق والوجه الثاني انه لا يولد كذلك. يكون انسان شديد الغضب سريع الغضب بخيلا جبانا وقل ما شئت من الاخلاق السيئة - 00:18:26
لكنه يهذب هذه الاخلاق ويكتسب الاخلاق الكريمة يهذب خلق الغضب ويحوله الى حلم وذلك بان يتكلف الحلم يتكلفه شيئا فشيئا الى ان يصبح خلقا راسخا له فيصبح حليما لهذا جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله اوصني قال لا تغضب - 00:18:47
ردد مرارا قال لا تغضب لولا ان ترك الغضب واكتساب الحلم انه ميسور ومستطاع. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل مرارا لا تغضب وهكذا ايضا بالنسبة الخلق - 00:19:13
الكريمة الاخرى الكرم مثلا يتكلف خلق الكرم حتى يصبح كريما الشجاعة حتى يكون شجاعا وهكذا بالنسبة لسائر الاخلاق الكريمة الاخلاق الكريمة يمكن ان تكتسب لكن قد يجد الانسان في البداية صعوبة ثم مع مرور الوقت - 00:19:31
تصبح هذه الاخلاق سجية لهم وخلقا راسخا لهم الغاية التي لا تدرك قال الشافعي رحمه الله رضى الناس غاية لا تدرك ليس الى السلامة منهم سبيل انظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس وما هم فيه - 00:19:52
رضا الناس غاية لا تدرك. هذه كلمة مشهورة عند الناس يقال ان اول من قالها الامام الشافعي رحمه الله والامام الشافعي قد اعطي الحكمة ومع تقوى لله عز وجل الامام الشافعي كان يختم القرآن في كل يوم ختمة. في اليوم والليلة ختمة - 00:20:15
في رمظان ختمتين يعني يختم في رمظان ستين ختمة مع انه لم يعمر يعني مات وعمره خمسة وخمسون عاما ومع ذلك اصبح احد عظماء تاريخ واحد ائمة الدنيا واحد الاربعة - 00:20:37
فله كلمات جميلة وحكم ومن ذلك هذه المقولة عنه اه رضا الناس غاية لا تدرك لا يمكن ان يدرك الانسان رضا جميع الناس ليس الى السلامة منه سبيل لا يمكن - 00:20:57
لا يمكن ان ترضي الجميع وان تسلم منهم جميعا انظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه. انظر الى ما ترى ان فيه صلاح دينك ودنياك الزمه ودع الناس وما هم فيه - 00:21:13
اذا كان الانبياء عليهم الصلاة والسلام هم صفوة البشر لم يستطيعوا ارضاء جميع الناس فما بالك بغيرهم لا يجعل الانسان رضا الناس غاية له. لان هذه الغاية غاية لا تدرك - 00:21:26
وليس اليها سبيل وانما يجعل رضا الله هو غايته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من ارضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن ارضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس - 00:21:41
رضا الله عز وجل هو غايتك فان الله يرضى عنك ويرضي عنك الناس ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا لكن رضا جميع الناس هذه غاية لا يمكن - 00:21:59
لا يمكن الوصول اليها حتى الانبياء لم يستطيعوا ان يرضوا جميع الناس مهما كان الانسان عليه من الخلق ومن مكارم الاخلاق لا يمكن ان يرضي جميع الناس ستبقى شريحة ساخطة عليه - 00:22:17
لا يعجبها العجب وربما تسيء له من غير سبب هكذا يعني هم الناس سيبقى منهم شريحة لا يمكن ان ان ان يرظيها ولذلك يجعل المسلم غايته رضا الله عز وجل ولا يبالي برضا الناس رضي عنه الناس ام سخطوا عليه - 00:22:32
الف وثمانية تأديب الله لاولياءه يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بادنى زلة وهفوة ولا يزال مستيقظا حذرا واما من سقط من عينه وهان عليه فانه يخلي بينه وبين معاصيه - 00:22:54
كلما احدث ذنبا احدث له نعمة. والمغرور يظن ان ذلك من كرامته عليه لا يعلم ان ذلك عين الاهانة انه يريد به العذاب الشديد كما في الحديث المشهور اذا اراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا واذا اراد بعبده شرا امسك عنه عقوبته في الدنيا - 00:23:12
يرد يوم القيامة بذنوبه هذا من كلام الامام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ان المؤمن الكريم عند الله عز وجل الذي يحبه الله سبحانه يؤدبه الله تعالى بادنى زلة وهفوة - 00:23:33
يعاقبه على ذلك حتى يكون حذرا مستيقظا بعيدا عن الوقوع في الذنوب والمعاصي واما من اه سقط من عينه وهان عليه بتجرؤه على حرمات الله سبحانه فان الله يخلي بينه وبين معاصيه - 00:23:49
ربما يستدرج فاذا احدث ذنبا احدثت له نعمة يكون هذا استدراجا له ويظن ان هذا من كرامته على الله ولا يعلم ان ذلك هو عين الاهانة ولذلك جاء بالحديث الصحيح اذا اراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا - 00:24:08
من يرد الله به خيرا يصب منه اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل ونكتب بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا - 00:24:28
التعليق على كتاب لطائف الفوائد
(159) التعليق على كتاب لطائف الفوائد (من الفائدة 1001) - لفضيلة الشيخ أ.د.سعد الخثلان