آيات وتفسير - سورة البقرة - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد رحمه الله
التفريغ
اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد سعيد الصفار اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان - 00:00:01ضَ
قبوضة فإن امن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته وليت اتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد - 00:00:38ضَ
بعد ان حذر الله تبارك وتعالى من اكل الربا وامر المؤمنين اذا تداينوا بدين الى اجل مسمى ان يكتبوه ووضع لهم اقوم المناهج في تحرير الصكوك عند المداينات ورخص لهم اذا كانت معاملاتهم في تجارة حاضرة يديرونها بينهم الا يكتبوها لانتفاء المحظور عند ذلك - 00:01:18ضَ
اوضح هنا ان الانسان قد يحتاج عند التعامل. اوضح هنا ان الانسان قد يحتاج عند التعامل الى التوثيق بريال مقبوضة. فقال عز وجل وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فريعان مقبوضا - 00:01:42ضَ
ولا شك عند اهل العلم ان الرهن جائز في الحضر. لا شك عند اهل العلم ان الرهن جائز في الحضر كما هو جائز في السفر فان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي وكان ذلك في الحضر. ولم يكن في السفر - 00:02:01ضَ
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من يهودي الى اجل طهنه درعا من حديد كما روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت - 00:02:21ضَ
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير وليست اباحة الرهن مشروعة بكونه في السفر او عند عدم وجود الكاتب ليست اباحة الرهن مشروطة بكونه في السفر او عند عدم وجود الكاتب. اذ المقصود من الشرط هنا هو الغالب. اذ السفر مظن - 00:02:37ضَ
عدم وجود الكاتب وحتى لو وجد الكاتب في السفر او في الحضر جاز الرهن ايضا. لان المقصود هو التوثيق. فاذا لم يرضى البائع ان يبيع لاجل. اذا يرضى البائع ان يبيع لاجل الا برهن جزى ذلك كما دل عليه حديث عائشة المتقدم المخرج في الصحيحين. والمعروف - 00:03:02ضَ
باللسان العربي المعروف اللسان العربي ان الشرط قد يجيء في الكلام العربي لبيان الواقع او الغالب سيكون لا مفهوم له. وان كان يفيد الاشارة الى الغالب او الواقع. كما في قوله تبارك وتعالى وربائبكم اللاتي في حجوركم من - 00:03:24ضَ
اللاتي دخلتم بهن فان كون الربيبة في الحجر لا يؤثر في التحريم او التحليل. فهي محرمة سواء كانت في حجر الرجل او في غير حجره وانما الغالب ان تكون في حجره مع امها - 00:03:44ضَ
وكذلك قوله تبارك وتعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا فان قصر الصلاة الرباعية الى ركعتين في السفر لا يشترط فيه ان يكون السفر مخوفا كما جاء في صحيح مسلم من طريق اعلى ابن امية - 00:03:58ضَ
قال سألت عمر بن الخطاب قلت له قوله تعالى ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا. وقد امن الناس. فقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:04:18ضَ
عجبت مما عجبت منه. فسألت فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. والمعروف عند اهل العلم ان القيد اذا كان لبيان الواقع او خرج مخرج الغالب فانه يقول - 00:04:31ضَ
لا مفهوم له ولا يتقيد به الحكم. وقد قرأ اكثر القراء فرهان وقرأ ابو عمرو وابن كثير فرهن. والرهان جمع رهن. مثل كباش وكبش وحبال وحبل ونحوهما. وكذلك رهن جمع رهن ايضا. واصل الرهن في اللغة اصل الرهن في اللغة. يدور على معنى الحبس والدوام والثبات - 00:04:51ضَ
اصل الرهن في اللغة يدور على معنى الحبس والدوام والثبات. ومنه قوله تبارك وتعالى كل نفس بما كسبت رهينة. اي محتبسة بعملها وقوله عز وجل كل امرئ بما كسب رهين اي محتبس بعمله. ومنه قول الشاعر نأت بسعاد عنكن وانشطون ونأت - 00:05:17ضَ
بسعادة عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين. اي محبوس عندها. والرهن في اصطلاح العلماء هو لباس العين والرهن في اصطلاح العلماء هو احتباس العين وثيقة بالحق. ليستوفى الحق من ثمنها او من ثمن منافعها عند تعذر - 00:05:41ضَ
اخذه من الغريب. والمرتهن هو الذي يأخذ الرهن. وقوله عز وجل مقبوضة اي مسلمة مؤداة الى المرتعد وقد اجمع العلماء. اجمع العلماء على صحة قبض المرتهن او وكيله. والقبض شرط للزوم الرهن لا لصحته وجوازه - 00:06:01ضَ
ولابد من اذن الراهن للمرتهن في القبض. والقبض في الرهن كالقبض في البيع. فان كان من المنقول فقبض المرتهن له اخذه اياه من راهني منقولا. وان كان مما لا ينقل كالدور والاراضين. فقبضه تخلية راهنه بينه وبين مرتهنه دون حائل - 00:06:20ضَ
وقوله عز وجل فان من بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته وليتق الله ربه فان احسن بعضكم الظن ببعض في التعامل وحسن الاداء. وكان احد العوضين او بعضه مؤجلا فلم يكتب فلم يكتب فلم يكتب الدائن صكا بالدين على المدين. اي ان احسن بعضكم الظن ببعض في التعامل وحسن الاداء. وكان احد - 00:06:40ضَ
عوضين او بعضه مؤجلا. فلن يكتب الدين الدائن صكا بالدين على المدين. او كان احدكم ائتمن اخاه المسلم فوضع اعنده امانة فاذا جاء وقت الاجل في الدين الذي لم يكتب به صك - 00:07:06ضَ
او طلب صاحب الامانة امانته فيجب على المؤتمن ان يؤدي للذي تمنهما في ذمته من دين او امانة. لما في ذلك من شيوع الثقة لما في ذلك من شيوع الثقة والطمأنينة بين الناس. وليخلص نفسه من عذاب الله يوم القيامة. وقد حض الله تبارك وتعالى - 00:07:21ضَ
قال على ذلك في غير موضع من كتابه الكريم حيث يقول عز وجل ان الله يأمركم ان تعدوا الامانات الى اهلها واثنى على من يؤدي الامانة ووبخ من يخونها حيث يقول عز وجل. ومن اهل الكتاب من ان تامنوا بقنطار يؤده اليك. ومنهم - 00:07:41ضَ
من ان تأمنه بدينار لا يؤديه اليك الا ما دمت عليه قائما. وبين ان خيانة الامانة وبين ان خيانة الامانة لا تحدث الا من الظلوم الجهول. حيث يقول عز وجل انا عرضنا الامانة على السماوات - 00:07:59ضَ
والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان خيانة الامانة من ابرز صفات المنافقين فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد - 00:08:16ضَ
اخلف واذا اؤتمن خان. وقد اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان حفظ الامانة واداءها من اعظم اسباب نجاة المؤمنين يوم القيامة. اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان حفظ الامانة واداءها من اعظم اسباب - 00:08:42ضَ
بنجاة المؤمنين يوم القيامة. فقد روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة وابي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس - 00:09:02ضَ
فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون ادم صلوات الله عليه. فيقولون يا ابانا استفتح لنا الجنة. فيقول وهل اخرجكم من الجنة الا خطيئة الا خطيئة ابيكم. لست بصاحب ذلك. اذهبوا الى ابني ابراهيم خليل الله. قال فيأتون ابراهيم. فيقول ابراهيم لست - 00:09:17ضَ
بذلك انما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا الى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى فيقولون لست بصاحب ذلك. اذهبوا الى عيسى كلمة الله وروحه. فيقول عيسى لست بصاحب ذلك. فيأتون محمدا صلى الله - 00:09:41ضَ
عليه وسلم فيقوم فيؤذن له. وترسل الامانة والرحم. وترسل الامانة والرحم. فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر اولكم كالبرق قلت بابي وامي اي شيء كمر المرق؟ قال الم تروا كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح ثم كمر الطير واشد الرجال تجري بهم اعمالهم - 00:10:01ضَ
ونبيكم قائم على الصراط يقول يا رب سلم. سلم حتى تعجز اعمال العباد حتى يجيء الرجل لا يستطيع والا زحف وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة باخذ من امرت به. فمخدوش ناج - 00:10:31ضَ
ومكدوس في النار. والذي نفس ابي هريرة بيده ان قعر جهنم لسبعون خريفا. انتهى المؤتمن فعلى المؤتمن ان يتقي الله ربه على المؤتمن. ان يتقي الله ربه. وليحذر عقوبته ان لم يؤدي الامانة - 00:10:51ضَ
فانه يوم القيامة لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم. وقوله عز وجل ولا تكتموا الشهادة ليكتمها فانه اثم قلبه. اي ولا تخفوا الشهادة ان طلبتم لادائها. ومن اخفاها عند طلبها فهو فاجر القلب لا يخاف الله. ولا يخشى - 00:11:11ضَ
وهذا تأكيد لقوله تبارك وتعالى في الاية السابقة ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا. فان الشاهد يحرم عليه ان يمتنع عن اداء الشهادة كما يحرم عليه ان يكتمها. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية. قال ابن عباس وغيره شهادة الزور - 00:11:31ضَ
من اكبر الكبائر وكتمانها كذلك. انتهى. يعني وكتمان الشهادة بالحق شبيه بشهادة الزور. وكتمان الشهادة بالحق بشهادة الزور وقوله والله بما تعملون عليم هو ترغيب وترهيب. ليحرص المسلم على الشهادة بالحق والامتناع عن كتفان الشعب - 00:11:51ضَ
وقد ذكر القرطبي رحمه الله في ختام تفسير هذه الاية الكريمة كلاما حسنا. حيث قال اعلم ان الذي امر الله تعالى به من الشهادة والكتابة لمراعاة صلاح ذات البين. ونفي التنازع المؤدي الى فساد ذات البين. لان لا يسول له الشيطان - 00:12:11ضَ
جحود الحق وتجاوز ما حد له الشرع ثم قال لما امر الله تعالى بالكتب والاشهاد واخذ الرهان كان ذلك نصا قاطعا لما امر الله تعالى بالكتب والاشهاد واخذ الرهان كان ذلك نصا قاطعا على مراعاة حفظ - 00:12:35ضَ
وتنميتها وتنميتها وردا على الجهلة المتصوفة. يقول القرطبي لما امر الله تعالى بالكتب والاشهاد اخذ الرهان كان ذلك نصا قاطعا على مراعاة حفظ الاموال وتنميتها. وردا على الجهلة المتصوفة ورعاية - 00:12:56ضَ
الذين لا يرون ذلك فيخرجون عن جميع اموالهم ولا يتركون كفاية لانفسهم وعيالهم ثم اذا وافتخر عياله فهو اما ان يتعرض لمنن الاخوان او لصدقاتهم او ان يأخذ من ارباب الدنيا وظلمتهم وهذا الفعل مذموم - 00:13:16ضَ
منهي عنه ثم قال قال ابو الفرج الجوزي وهذا كله خلاف الشرع والعقل وسوء فهم المراد بالمال وهذا كله خلاف الشرع والعقل وسوء فهم المراد بالمال. وقد شرفه الله وعظم قدره - 00:13:36ضَ
امر بحفظه اجعله قواما للادمي. وما جعله قواما للادمي الشريف فهو شريف. وما جعله قواما للادمي الشريف فهو شريف. فقال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما. ونهى جل وعز ان يسلم المال - 00:13:54ضَ
ان يسلم المال ونهى عز وجل ان يسلم المال الى ان يسلم المال الا الى رشيد. فقال فان منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال - 00:14:14ضَ
نهى عز وجل وعز ان يسلم المال الى غير رشيد. فقال ان انستم منهم فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال قال لسعد انك انت ترى ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة - 00:14:32ضَ
الناس وقال ما نفعني مال كمال ابي بكر. وقال لعمرو ابن العاص نعم المال الصالح للرجل الصالح ودعا لانس وكان في اخر دعائه اللهم اكثر ما له وولده وبارك له فيه. وقال كعب يا رسول الله - 00:14:52ضَ
ان من توبتي ان انخلع من ما لي صدقة الى الله ورسوله. فقال امسك عليك بعض ما لك فهو خير لك. قال الجوزي هذه الاحاديث مخرجة في الصحاح انتهى والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله - 00:15:12ضَ
ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد سعيد الصفار - 00:15:32ضَ