شرح (التفسير الميسر)

١٧. تفسير سورة البقرة | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد عليه وعلى اله افضل صلاة واتم تسليم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها - 00:00:00ضَ

قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. اي سيقول الجهال وضعاف العقول من اليهود وامثالهم في سخرية واعتراض. ما الذي صرف هؤلاء المسلمين عن قبلتهم؟ التي كانوا يصلون الى جهتها اول الاسلام - 00:00:19ضَ

وهي بيت المقدس قل لهم ايها الرسول المشرق والمغرب ومن بينهما من كل الله وليست جهة من الجهات خارجة عن ملكه وليست جهة من الجهات خارجة عن ملكها خارجة خارجة عن ملكه - 00:00:37ضَ

يهدي من يشاء من عباده الى الى طريق الهداية القويم. وفي هذا اشعار بان الشأن كله لله في امتثال اوامره. فحيث وجهنا توجهنا. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:58ضَ

لما حولت القبلة عن بيت المقدس الى الكعبة تساءل هؤلاء السفهاء وهم اليهود السفه يكون دلالة على نقص في عقل الانسان الله تعالى له المشرق والمغرب كما بين سبحانه وهؤلاء يتساهلون يتساءلون ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها - 00:01:15ضَ

لماذا كانوا على قبلة؟ ثم تحولوا عنها الى قبلة ثانية فاجابهم الله تعالى قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فالامر لله عز وجل في ارضه وفي - 00:01:39ضَ

شرعه وفي قدره سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فحيثما وجهنا الله عز وجل توجهنا وحيثما امرنا سبحانه وتعالى ائتمرنا ولهذا - 00:01:54ضَ

كما تقدم في النسخ يكون امرا من الامور له حكم. يكون امر من الامور له حكم. ثم ان الله يرفع هذا الحكم فيتغير الى حكم اخر فيلتزم المسلم الحكم الاول لما كان نازلا ثم بعد ان رفع يلتزم ويعتقد ان ذاك الحكم قد انتهى وان ثم حكما اخر وهكذا - 00:02:14ضَ

لكن كما قال عز وجل هؤلاء كما بين سفهاء لا يستطيع ان يعلم ليس فيه رشد وفهم فلهذا يسأل مثل هذه الاسئلة الدالة على جهله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا - 00:02:35ضَ

على من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم. ان الله بالناس لرؤوف رحيم اي وكما هديناكم ايها المسلمون الى الطريق الصحيح في الدين. جعلناكم امة خيارا عدولا. لتشهدوا على الامم في الاخرة ان - 00:02:58ضَ

لهم ان ان رسل رسلهم بلغتهم رسالات ربهم ويكون الرسول في الاخرة كذلك شهيدا عليكم انه بلغكم رسالة ربه وما جعلنا ايها الرسول قبلة بيت المقدس التي كنت عليها ثم صرفناك عنها الى الكعبة بمكة - 00:03:21ضَ

الا ليظهر ما علمنا ما علمناه في الازل. علما يتعلق به الثواب والعقاب. لنميز من من يتبعك ويطيعك معك حيث توجهت ومن ومن هو ضعيف الايمان فينقلب مرتدا عن دينه شكي ونفاقه - 00:03:42ضَ

وان هذه الحال التي هي التي هي تحول المسلم في صلاته من استقبال بيت المقدس الى استقبال الكعبة لثقيلة شاقة الا على الذين هداهم الله ومن عليهم بالايمان والتقوى وما كان الله ليضيع ايمانكم به واتباعكم لرسوله - 00:03:59ضَ

ويبطل صلاتكم الى القبلة السابقة. انه سبحانه ليرحم الناس رحمة واسعة في عاجلهم واجلهم بين سبحانه فضل هذه الامة لقوله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا والوسط هو العدل الخيار - 00:04:19ضَ

قال الله عز وجل في هذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس هذه الامة بحمد الله هي افضل الامم مع انها اخر الامم فانها اول هذه فانها اول الامم دخولا الجنة - 00:04:39ضَ

فاول من يدخل الجنة هذه الامة جعلها الله عز وجل هذه الامة وسطا فهي عدل خيار ولهذا تشهد على الامم التي كانت قبلها لان الله ابلغهم ان الرسل عليهم الصلاة والسلام قد بلغوا - 00:04:52ضَ

يدعى نوح كما في الحديث القيامة فيقال هل بلغت؟ والله اعلم سبحانه يعلم انه قد بلغ ولكن تظهر في القيامة امور كثيرة تتبين فيها الحجج على الناس تقول امة نوح ما بلغنا - 00:05:10ضَ

فيؤتى بهذه الامة فتشهد ان نوحا قد بلغ بما علموا بان الله اخبرهم في كتابه ان نوحا قد بلغ هذه الامة هي امة الوسط واعلم ان كلمة الوسط يدعيها كثيرون جدا - 00:05:30ضَ

وكل احد يزعم ان ما هو عليه هو الوسط وانه هو الوسطي انه صاحب النظرة السليمة ولا يمكن ان يكون احد وسطا الا اذا كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لانه قطعا - 00:05:46ضَ

اسعد الناس في كل ثناء في هذه الامة اسعد الناس في كل ثناء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لانه هو الذي دل الامة على كل هذا الخير - 00:06:02ضَ

فاذا قال احد انه على الوسط فليبرهن على انه على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون على الوسط. اما ان يظن ان الوسط دعوة يدعيها الانسان وتخفيف - 00:06:13ضَ

من احكام الله عز وجل وتسهيل للحرام وتملص من الواجبات ثم يسمى هذا وسطا فهذا ليس وسطا. هذا لا شك انه خروج عن الشرع وضلال وزيغ قال تعالى لتكونوا شهداء على الناس - 00:06:27ضَ

ويكون الرسول عليكم شهيدا. الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد على هذه الامة فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فيشهد النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم على - 00:06:44ضَ

امته وتشهد هذه الامة على الامم قبلها وما جعلنا القبلة التي كنت عليها وهي الاولى التي هي الى بيت المقدس يخبر تعالى انه ما جعل تلك تلك القبلة قال الا لنعلم لا شك ان الله يعلم الشيء قبل ان - 00:06:57ضَ

وقوله تبارك وتعالى هنا الا لنعلم ينبغي ان يعرف المراد منه فان الله تعالى من جهة علمه يعلم كل شيء كما قال سبحانه وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناح كما قال عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من - 00:07:15ضَ

الا يعلمها على حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين قال سبحانه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين - 00:07:36ضَ

فعلمه لا شك انه سابق سبحانه بل انه تعالى يعلم الشيء الذي لم يقع لو انه وقع يعلم ما لم يقع لو انه وقع كيف يكون فمثلا اليوم الفجر هذا - 00:07:52ضَ

ما نزل على علينا مطر الله تعالى يعلم ان هذا المطر الذي لم ينزل لو انه نزل ماذا سيكون هل سيكون نقمة وعذابا او سيكون رحمة يعلمه حتى وهو لم يقع - 00:08:11ضَ

ولا شك انه يعلم ما لم يكن لو انه كان كيف يكون والدليل على هذا ايات في كتاب الله منها قوله سبحانه في اهل النار ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين - 00:08:29ضَ

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا مع انه لن يردوا لكن الله عز وجل اخبر انهم لو انهم ردوا وهم لن يردوا لو انهم ردوا - 00:08:46ضَ

لعادوا والعياذ بالله لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون اذا ما المراد بقوله لنعلم من يتبع الرسول؟ المراد ليظهر علم الله سبحانه ان الله تعالى لا يجازي الناس بمجرد علمه بانهم سيفعلون هذا - 00:08:58ضَ

حتى يظهر ويفعلوه ويعملوه. فيؤاخذهم ويجازيهم سبحانه اما مجرد علمه ان فلانا سيقع منه كذا وكذا من الذنوب. فلا يؤاخذه بعلمه حتى اذا مضى هذا الانسان وعمل ما قد علم الله انه سيعمله - 00:09:15ضَ

اخذه الله تعالى به فيظهر علم الله السابق هذا هو المراد في هذه الاية وبماثلها كما بين ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من اهل العلم قال الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه - 00:09:34ضَ

لان تحويل القبلة يبين ويظهر اهل الايمان الثابتين الذين يقولون حيث توجهنا حيث وجهنا الله توجهنا توجهنا الى شرق او الى غرب اتجهنا كما امر الله سبحانه وتعالى ويظهر المتزعزع المتشكك المضطرب - 00:09:49ضَ

الذي اذا جاء امر كهذا انقلب على عقبيه والعياذ بالله وانتكس وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله. يعني تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة هو امر قد يكبر على النفوس - 00:10:09ضَ

الا على من هداه الله تعالى وثبته وعلم ما تقدم من ان المشرق والمغرب كله كله المشرق والمغرب كلها لله عز وجل وان الامر امره تعالى القدر قدره واليه المرد سبحانه وبحمده فحيثما وجه عباده فيجب ان يتجهوا - 00:10:29ضَ

لكن لا يوفق لهذا كل احد. لهذا صارت كبيرة يتزعزع بعض الناس ويتظعظع اذا جاءت احكام او اذا جاءت اقدار ولم يسلم لها اذا جاء حكم شرعي ولم يوفق للتسليم له تزعزع - 00:10:51ضَ

او جاء قدر من اقدار الله واعترض عليه واحتج عليه ايضا تزعزع على العبد ان يرظى وان يسلم وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى اعلم من خلقه في شرعه وقدره واليه سبحانه وتعالى مرد الامور كلها - 00:11:06ضَ

قال عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم لما نزلت اية صرف القبلة من بيت المقدس الى الكعبة تسائل بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ماذا عن صلاتنا الى تلك القبلة المحولة - 00:11:25ضَ

يقولون ان الله تعالى امر ان يصرف ان تصرف الصلاة الى الكعبة ماذا عن صلاتنا الى بيت المقدس؟ لان بيت المقدس لا شك انه لا يجوز ان يستقبل الان ولا حين نزول الكعبة - 00:11:43ضَ

هنا نزول الاية الى قيام الساعة لا يجوز ان يستقبل هذا يتساءل رضي الله عنهم ماذا عن صلاتنا تلك التي التي صارت الى تلك تلك القبلة التي نسخت قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم - 00:12:00ضَ

انه لن يضيع عليكم شيء من تلك الصلاة لانكم اتجهتم الى بيت المقدس طاعة لله تعالى ثم اتجهتم الى الكعبة طاعة لله تعالى. فما سلف من الصلوات التي كانت الى بيت المقدس صحيحة لا تضيع - 00:12:15ضَ

واستدل اهل السنة بهذه الاية على ان العمل داخل في الايمان وذلك ان الله سبحانه وتعالى ذكر الصلاة باسم الايمان. فقال سبحانه وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس - 00:12:29ضَ

فتسمية الصلاة الايمان يدل على ان العمل من الايمان وهذا ورد في له نظائر كثيرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. فاطلق على - 00:12:44ضَ

الصيام وعلى القيام وعلى اعمال كثيرة اطلق عليها اسم الايمان ودل على ان العمل ولا شك داخل في الايمان اخراج المرجئة العمل من الايمان لا شك في بطلانه وانهم قد - 00:13:07ضَ

صلوا في حقيقة الايمان الايمان لا شك ان العمل يدخل فيه والدليل عليه ادلة كثيرة جدا دالة على هذا فان الايمان عند اهل السنة قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح والاركان - 00:13:22ضَ

ثم قال سبحانه وتعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم الصيغتين من صيغ المبالغة رؤوف على وزن الفعول ورحيم على وزن الفعيل. اي انه عز وجل عظيم الرأفة وعظيم الرحمة سبحانه - 00:13:42ضَ

قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون - 00:13:57ضَ

اي قد نرى تحول وجهك ايها الرسول في جهة السماء مرة بعد مرة انتظارا لنزول الوحي اليك في شأن القبلة عن بيت المقدس الى الى قبلة تحبها ترضاها وهي وهي وجهة المسجد الحرام - 00:14:18ضَ

في مكة فول وجهك اليها وفي اي مكان كنتم ايها المسلمون واردتم الصلاة فتوجهوا نحو المسجد الحرام وان الذي وان الذين اعطاهم الله علم الكتاب من اليهود والنصارى لا يعلمون ان تحويلك الى الكعبة هو الحق الثابت في في كتبهم. هو الحق - 00:14:36ضَ

هو الحق هو الحق الحق هو الحق الثابت الثابت الثابت في كتبهم وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء المعترظون المشككون وسيجازيهم على ذلك يقول تعالى قد نرى تقلب وجهك اي النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ان - 00:14:56ضَ

الكعب القبلة الى الكعبة وكان عليه الصلاة والسلام بين تعالى يتقلب وجهه في السماء يتمنى ان تصرف القبلة الى الكعبة فاتاه من ربه تعالى الخبر بقوله فلنولينك قبلة ترضاها وهي الكعبة - 00:15:16ضَ

طول لي وجهك شطر المسجد الحرام يولي وجهك عند صلاتك الى جهة المسجد الحرام وحيثما كنتم وهذا حكم عام الى قيام الساعة. حيثما كنتم يا ايها المسلمون اتجهوا نحو هذا الموضع - 00:15:39ضَ

في صلاتكم وحولت وصرفت الكعبة من بيت المقدس الى الى فحولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة وهذا صار حكما عاما ولله الحمد الى قيام الساعة ونسخت القبلة الاولى فليس لاحد ان يستقبلها بعد ذلك ولهذا لما صلى احد الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان حولت القبلة - 00:15:58ضَ

جاء الى اهل قباء وهم يصلون الى جهة بيت المقدس. وقال اشهد لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الكعبة فتحولوا وهم في الصلاة نفسها طاعة لله ورسوله فتحولوا - 00:16:20ضَ

الى الكعبة فصار اول الصلاة متوجها الى بيت المقدس واخر الصلاة متوجها الى الكعبة اهل المدينة قبلتهم نحو الجنوب كما هو معلوم الان الى جهة الكعبة وفي السابق كانت القبلة الى بيت المقدس فكان - 00:16:34ضَ

الامام متجها جهة الشمال وهم متجهون الى جهات الشمال فلما حولت الكعبة تغير الامام فصار مكان المأمومين وصار المأمومون وراءه صليت هذه الصلاة النادرة الى الى قبلتين طاعة لله ورسوله - 00:16:54ضَ

يقول نكمل صلاتنا هذه ثم نصلي لاحقا نفذوا رضي الله تعالى عنهم وارضاهم كما قال عز وجل وانها لكبيرة وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله ثم ان الله تعالى اخبر بامر - 00:17:14ضَ

يعرفه اهل الكتاب جيدا وهو العلم بالحق مع جحده وكتمانه قال سبحانه وتعالى بعد ان حول الكعبة وامر بان يتجه الى شطر بيت المقدس الشطر او فول وجوهكم شطره او الى جهته - 00:17:34ضَ

قال وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق هذا الامر يعلم اهل الكتاب انه هو الحق وان الصدق فيه. لكنهم كتمة كذبة فجرة. يكتمون الحق ويلبسونه ويدلسون على الناس لانهم لا يريدون - 00:17:49ضَ

ان يخضع للحق ولهذا تجدهم دائما من جهة الحق اهل كتمان ومن جهة الباطل الذي معهم اهل تلبيس للباطل بالحق وصار لهم من الشر قديما وحديثا ما من خلاله الى افساد دين الناس - 00:18:08ضَ

وتشكيكهم في امر ربهم والا فهم يعلمون ان هذا الصرف للكعبة للقبلة الى الكعبة هو حق لا شك فيه وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم بغافل الله تعالى ليس غافلا عنهم ولا عن غيرهم. فالله تبارك وتعالى - 00:18:26ضَ

ينفى عنه الغفلة هذا مما ينفى عن الله مما ينفى عن الله تعالى الغفلة النوم والظلم ونحو ذلك امر الصفات المنفية يعلمه المسلم لان المنهج في الاسماء والصفات قائم على قواعد كبيرة من ضمنها هاتان القاعدتان - 00:18:44ضَ

اثبات ما اثبت الله ونفي ما نفى الله. فمما نفعه الله تعالى عن نفسه هذه الصفات ولهذا يقال للمتحذلق ما في الصفات ان الله تعالى قد نفى ما لا يليق - 00:19:07ضَ

به سبحانه وبحمده وما تزعمه من ان صفة كذا وكذا لا تليق بالله مما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انت فيه محاد لله تعالى لان الله تعالى اذا اثبت صفة فيجب ان - 00:19:21ضَ

واذا نفها فيجب ان تنفى. وكما انك تلحد اسماء الله بنفي ما اثبت فان الممثل يلحد باثبات ما نفع سبحانه وتعالى الالحاد في الاسماء والصفات انواع خمسة من ضمنها ان يعكس ما امر الله تعالى به من اثبات ما اثبت - 00:19:32ضَ

ونفي ما نفى فمن نفى ما اثبت الله في حال اكثر المتكلمين من المعتزلة ومن او عكس فاثبت ما نفى الله الممثلة الممثلة اثبتوا ما نفى الله لان الله نفى المماثلة - 00:19:56ضَ

وهم اثبتوا في الصفات المماثلة فاثبتوا ما نفى الله فهذا الحاد الحاد في الاسماء والصفات وهكذا المعطلة فالواجب ان يثبت لله ما اثبت لنفسه سبحانه وهو اعلم بنفسه ما الذي يليق به وينفع عنه ما نفاه عن نفسه فهو اعلم - 00:20:15ضَ

ما الذي لا يليق به ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك. وما انت بتابع قبلتهم. وما بعضهم بتابعين قبلة بعض وان اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين - 00:20:31ضَ

اي ولئن جئت ايها الرسول الذين اعطوا التوراة والانجيل بكل حجة وبرهان. على ان على ان توجهك الى الكعبة في الصلاة هو الحق من عند الله ما تبعوا قبلتك. عنادا واستكبارا وما انت بتابع قبلتهم مرة اخرى. وما بعضهم بتابع قبلة بعض - 00:20:55ضَ

ان اتبعت اهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعد ما جاءك من العلم بانك على الحق وهم على الباطل هنا يا شيخ في قاطع يا شيخ انك حينئذ لمن الظالمين لانفسهم وهذا خطاب لجميع الامة ولئن اتبعت - 00:21:15ضَ

ولان اتبعت اهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعد ما جاءك من العلم. بانك على الحق وهم على على الباطل. الان ياتي. يأتي الجواب الان ولئن اتبعت انك نعم. انك حينئذ لمن الظالمين لانفسهم. وهذا خطاب لجميع الامة. وهو تهديد ووعيد لمن يتبع اهواء المخالفين لشريعة الاسلام - 00:21:34ضَ

ولهذا هذه الآية فيها عبرة للمعتبر لا تتقطع النفوس حسرات على اليهود والنصارى ولا يذهب العاقل ليتنازل لهم عن شيء من دين الله فان دين الله ليس لاحد حتى يتنازل عنه - 00:21:56ضَ

يخبر تعالى بان اهل الكتاب هؤلاء الذين ضلوا عن سواء السبيل ان اوتوا بالايات والحجج والبراهين الدالة على الحق فانه لن يتبعون ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية كل علامة دالة على الصدق - 00:22:13ضَ

ما تبعوا قبلتك لانهم قد علموا علموا الحق وتنكبوه وما انت بتابع قبلتهم لانك مطيع لله تعالى فلا تطيعهم وانما تطيع الله عز وجل قال تعالى في بيان ما بينهم هم انفسهم - 00:22:32ضَ

وما بعضهم بتابع قبلة بعض امة اهل اختلاف من بعد ما تبين لهم الحق ومن بعد ما جاءهم وظهر لهم ما الذي يطمع فيهم لا لا يفقه ولا يعقل ولهذا قال الله عز وجل فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق - 00:22:51ضَ

فسيكفيكهم الله هذا التقطع والتحسر عليهم في غير موضعه. قال تعالى في اكثر من موضع فلا تأس على القوم الكافرين بين سبحانه وتعالى ان هذا الصنف لا ينبغي ان يؤسى عليه - 00:23:17ضَ

ولهذا نبي الله شعيب لما اهلك الله تعالى قومه بعد ما جاءهم بالبينات وبعد ما اظهر لهم ما يجب من طاعة الله ثم انزل الله بهم عقوبته قال يا قوم لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم - 00:23:32ضَ

فكيف على قوم كافرين لا يستحقون ان يؤسى عليهم اصلا وهكذا بين تعالى فيما يتعلق باهل الكتاب لما بين سبحانه لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم - 00:23:54ضَ

ختم الاية بقوله فلا تأس على القوم الكافرين. اناس مصرون على ما هم فيه من الباطل يعلمون ان محمدا صلى الله عليه وسلم صادق كما يعلمون ابناءهم ثم يأبون ان ينصاعوا - 00:24:12ضَ

ويعاند ويقول اخو حيي ابن اخطب لما رقب النبي صلى الله عليه وسلم نهارا كاملا واتى اليه من الصباح الى الظهر ثم بقي من الظهر الى المساء يرقب علامات يعلمها في التوراة في رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:24:27ضَ

فلما تحقق انه رسول الله والخبر ترويج ام المؤمنين صفية رضي الله عنها اتى وقد تغير عن وضعه وعن خلقه السابق فيقول له حيي بن اخطب اهو هو هو رسول الله حقا بعد ما رأيت الصفات - 00:24:50ضَ

قال اي والله قال فما عزمت ما الذي عزمت عليه بعد ما رأيت وتأكدت؟ قال حربه ما بقيت. نسأل الله العافية ماذا يفعل بهذا الذي يقطع نفسه عليهم ويسعى لان يرضيهم كما قال تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم - 00:25:14ضَ

هؤلاء اناس لا يفقهون. لا يعلمون قدر الله وشرعه لان الله سبحانه وتعالى قد قضى ان هؤلاء يصرون على ما هم فيه من الباطل ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية - 00:25:34ضَ

لها شأن عظيم هذا الموضع له شأن من كتاب الله انهم لو يؤتون بكل اية ما تبعوا اذا على ما يتقطع اظهر الحق وبينة واظهر حجة الله البالغة ثم ان قبل فالحمد لله وان لم يقبل فاستمسك. كما قال تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم - 00:25:49ضَ

ما دمت على الصراط المستقيم استمسك ولهذا قال الله تعالى وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. فمن الناس من لا ينفعه ولهذا قال بعض السلف من لم يتعظ بالقرآن - 00:26:14ضَ

وبالموت فلو انتطحت بين يديه الجبال ما اتعظوا الجبال ارتفعت وصار بعضها يضرب بعضها حتى يثبت له الحق ما يتعظ لانه اذا لم يتعظ من القرآن ولم يكن له في الموت واعظ - 00:26:27ضَ

هذا لا حيلة فيه حتى لو رأى ما رأى من الايات نسأل الله العافية والسلامة ولهذا اهل الكفر هؤلاء من اليهود والنصارى من اشر الناس لانهم قد علموا الحق وتنكبو - 00:26:40ضَ

اللهم الا جهلة النصارى والضالون فيهم فان كثيرا منهم يهتدي اذا اتضح له الحق كما سماهم الله تعالى بالضالين. لكن رؤوسهم في العموم الاغلب اهل عناد واهل ضلال والغالب عليهم - 00:26:53ضَ

معرفة الحق ولهذا اذا كان الواحد من رؤوسهم صادقا في اتباع ما هو عليه ويظن انه هو الحق ثم عرض عليه الاسلام فانه لا يتردد في الدخول في الاسلام. ولهذا تلاحظ كثرة اسلام من اسلموا من النصارى. والذي وقع في الفاتيكان وفي غيره من اسلام عدد كبير من - 00:27:09ضَ

اسس على مدار السنين الماضية هذا يدل على انهم كانوا يجهلون الحق قد ضلوا عنه ثم وجدوا الحق في الاسلام فاهتدوا اليه. لكن الرؤوس منهم شياطين يعلمون الحق كما قال تعالى في شأن النبي صلى الله عليه وسلم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم - 00:27:28ضَ

لا يشكون بتاتا في ان ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحق ثم يأبون الا العناد فهؤلاء لا يتقطع عليهم ولا يذهب العمر حسرات عليهم اذ هم كما قال تعالى ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوكم - 00:27:47ضَ

ما فيهم حيلة وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ثم بين تعالى الشأن العظيم الذي فيه العبرة للامة ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم - 00:28:01ضَ

انك اذا لمن الظالمين لاحظ في الاية شيئان شيئين الامر الاول الذي جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم علم والذي عند هؤلاء هوى الذي ينتقل من العلم الى الهوى هذا من اخبث الناس - 00:28:16ضَ

اذ قد انتقل عن الحق الى الباطل قطعا اما الذي يكون على باطل لم يعرف الحق فانه قد يهتدي الى الحق يوما ما لكن من كان على العلم والمعرفة بالسنة - 00:28:31ضَ

فينتقل منها فهذا لا عذر له لا في الدنيا ولا في الاخرة. كأن ينتقل من السنة الى التشيع او من الاسلام الى الكفر لا شك انه قد انتقل من علم الى هوى - 00:28:44ضَ

ولهذا اخبر تعالى ان من كان هذا صنيعه فانه من الظالمين. ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين وهذا فيه تهديد للامة ان من انتقل من الحق - 00:28:55ضَ

الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه كالمنتقل من الروضة الغناء الخضراء المليئة بالمياه العذبة والرائحة الطيبة الى الموضع المنتن القذر فلا يمكن ان يكون له عذر عند الله عز وجل. اذ قد رأى - 00:29:10ضَ

حسن هذه الروضة وحلاوة مائها انتقل الى الماء المنتن والى الرائحة الخبيثة يزعم ان هذا الماء القذر افضل من ذاك الماء العذب ويزعم ان تلك الروائح القذرة والمنتنة والجدبة افضل من تلك الدوحة الخضراء. فلا يمكن ان يكون لهذا عذر - 00:29:31ضَ

بخلاف من كان في التيه والضلالة فانه قد يهتدي. اما المنتقل والمنتكس فلا يرتاب بتاتا في انه منقطع العذر امام الله سبحانه وتعالى ولهذا هؤلاء الذين ينتكسون نسأل الله العافية والسلامة ونعوذ بالله من الزيغ والانحراف - 00:29:51ضَ

بعد الهدى لا شك انهم لا عذر لهم امام الله وانهم من اشر عباد الله وان المنتقل من الحق بعد ان علمه وعرفه لا شك انه مقطوع العذر اما الذي لم يعلم الحق اصلا فانه قد يهتدي اليه - 00:30:09ضَ

مثل ما قلنا في كثير من النصارى فان الذين اسلموا من النصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يشك انهم ليسوا بالألوف بل بالملايين بالملايين انتقلت قبائل باسرها قبائل كانت نصرانية باسرها انت بلدان باسرها كانت نصرانية انتهت فيها النصرانية وانقلبت الى بلاد الاسلام - 00:30:25ضَ

اما اليهود فاهل عناد ولهذا سماهم الله بالمغضوب عليهم. واما رؤوس النصارى الغالب عليهم ايضا العناد الا ان يهتدي احدهم فيسلم او ان يبقى كاتما ايمانه كحال بعضهم. لان منهم من يسلم ويبقى كاتما ايمانه - 00:30:45ضَ

هؤلاء قد علموا الحق وعرفوه اهتدوا اليه اما الذي يعرض عليه الاسلام ويزعم ان النصرانية فيها من البراهين والادلة. ما هو اقوى ويستدعيه الى ان يبقى على ما هو عليه ويترك الاسلام فلا شك انه كاذب ضال وهكذا اليهودية وهكذا سائر وهذا معنى - 00:31:05ضَ

قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فبمجرد الارسال وصول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس تنقطع الحجة لانه لا يمكن ان يعرض الاسلام على منصف - 00:31:31ضَ

يريد النجاة لنفسه ويزعم ان ما هو عليه خير وافضل من عبادة صنم او نصرانية او يهودية. ولهذا على المسلم ان لا يتقطع حسرة يبذل ما استطاع لنصر دينه ونشره واعزازه - 00:31:50ضَ

اما الهدى فكما قال الله لنبيه ليس عليك هداهم وكما قال تعالى انك لا تهدي من احببت على المسلمين ان يستمسكوا بما هم عليه وان يعلموا ان هؤلاء الذين يأبون - 00:32:05ضَ

ويعاندون ان هؤلاء يجب ان يحالوا الى الله تعالى ان الله تعالى هو الذي اخبر انه سيتولى امر عقوبتهم. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. اما ان يبحث ويلتمس ما الذي يرضيهم؟ ما الذي يمكن ان يسعدهم - 00:32:17ضَ

هم الذي يجعلهم يجعلنا في اعينهم في مكانة علية رفيعة فهذا الذي اضاع الناس في القديم والحديث - 00:32:31ضَ