شرح ( الموطأ للإمام مالك ) المنبر الصوتي

17 - شرح موطأ الإمام مالك : رقم الحديث 119 || ماهر ياسين الفحل

ماهر الفحل

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الراوي عن يحيى وحدثني عن مالك عن هشام ابن عروة - 00:00:01ضَ

عن ابيهم عن يحيى ابن عبدالرحمن ابن حاطب انه اعتمر مع عمر ابن الخطاب في ركب فيهم عمرو بن العاص وان عمر ابن الخطاب عرف ببعض الطريق قريبا من بعض المياه - 00:00:24ضَ

فاحتلم عمر وقد كاد ان يصبحا فلم يجد مع الركب ماء فركب حتى جاء الماء فجعل يغتسل ويغسل ما رأى من ذلك الاحتلام حتى اسفر فقال له عمرو بن العاص - 00:00:46ضَ

اصبحت ومعنا ثياب فدع ثوبك يغسل فقال عمر ابن الخطاب وعجبا لك يا عمرو ابن العاص لان كنت تجد ثيابا افكل الناس يجد ثيابا والله لو فعلتها لك انت سنة. بل اغسل ما رأيتم وانضح ما لم ار - 00:01:07ضَ

قال مالك في رجل وجد في ثوبه اثر احتلام ولا يدري متى كان ولا يذكر شيئا رأى في منامه قال ليغتسل من احدث نوم نام فان كان صلى بعد ذلك النوم فليعد ما كان - 00:01:33ضَ

صلى بعد ذلك النوم من اجل ان الرجل ربما احتلم ولا يرى شيئا ويرى ولا يحترم فاذا وجد في ثوبه احتلاما فعليه الغسل وذلك ان عمر اعاد ما كان صلى لاخر نوم نام ولم يعد ما كان قبله - 00:01:54ضَ

اقول بسم الله الرحمن الرحيم. قول الراوي وحدثني عن مالك. شوف الامام مالك اجاد وافاد في طلب العلم واجاد وافاد في تصنيف الموطأ ثم حدث الناس وممن سمعه عنه خلق كثير منهم يحيى. ويحيى حدث به. وهذا الراوي يقول وحدثني عن مالك. فاذا الانسان ينبغي ان يكون - 00:02:16ضَ

صاحب رواية وان يكون صاحب نفع وايضا ان يكون صاحب نفع للاخرين في نقل العلم وبثه بين الناس عن هشام ابن عروة هشام ابن عروة معروف توفي على خمس واربعين ومئة عن ابيه وهو عمر ابن الزبير في عام ثلاث وتسعين - 00:02:43ضَ

عن يحيى ابن عبدالرحمن ابن حاتم ويحيى بن عبدالرحمن بن حاطب واللي دعم اثنتين وثلاثين في عام اربع ومئة وهو ثقة ولكن هذا الحديث قد خولف فيه مالك فرواه غيره من الثقات عن هشام بن عروة عن ابيه عن يحيى ابن عبد الرحمن ابن حاطب عن ابيه - 00:03:03ضَ

فهنا الامام مالك سقط منه عن ابيه والحديث اذا متصل لكن يعني رواية مالك فقط منها عن ابيه انه اعتمر مع عمر ابن الخطاب اذا المعتمر مع عمر ليس يحيى ابن عبد الرحمن انما هو عبد الرحمن ابن حاظم - 00:03:23ضَ

انه اعتمر مع عمر ابن الخطاب وهذا يدل على اهتمام السلف الصالح بالاعتمار الى بيت الله العتيق في ركب فيهم عمرو بن العاص اي مجموعة من الناس ومنهم عمرو ابن العاص طبعا هنا - 00:03:44ضَ

التابعي ذكر عمرو بن العاص باعتبار ان له ذكر في الخبر وان عمر بن الخطاب عرس ببعض الطريق. التعريس هو النزول ليلا. لاجل شرب الماء لاجل الطعام لاجل النوم لاجل الراحة - 00:04:04ضَ

لاجل بعظ الحاجات قريبا من بعض المياه. لماذا؟ قريبا من المياه؟ لانه ارفق بالنازل وبمن معه فاحتلم عمر في هذه النومة وقد كاد ان يصبح يعني كان احتلامه قريبا من الصبح - 00:04:21ضَ

فلم يجد مع الركب ماء لم يجد ماء فركب حتى جاء الماء ركب بدابته حتى وصل الى الماء فجعل يغتسل اي يغتسل الغسل من الجنابة ويغسل ما رأى من ذلك الاحتلام - 00:04:40ضَ

حتى اسفر اي جعل يغسل المني من ثوبه في في البقع التي فيها المني حتى اسفر يعني يعني فاته اول وقت الفجر فاته الصلاة بغلس حتى اسفر الفجر اي تقدم الوقت يسيرا لكن لم تطلع الشمس - 00:04:58ضَ

فقال له عمرو بن العاص اصبحت اصبحت اي كدت تصبح يعني صار الصبح قريبا ومعنا ثياب فدع ثوبك يختم قال اترك الثوب هذا يفصل بس ثوبا اخر فقال عمر ابن الخطاب انظر الى دقة عمر ابن الخطاب. وعجبا لك يا عمرو ابن العاص - 00:05:21ضَ

تعجب منهم وعمر لا يفعل فعل الا لحكمة ونظر وهكذا ينبغي على الانسان ان ينتبه في اقواله في افعاله ومن كان قدوة في الخير يقتدى به فليعلم ان افعاله منظور اليها - 00:05:44ضَ

وعجبا لك يا عمرو بن العاص لئن كنت تجد ثيابا افكل الناس يجد ثيابا اذا انت الان معك ثياب وتستطيع ان تبدل لا ليست كل الناس قال والله لو فعلتها لكانت سنة. عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من الائمة - 00:06:04ضَ

المقتدى بهم في الدين ووجدنا في هذا الزمان من بعض اهل العلم ان يتابعه الناس في اقواله في افعاله في طريقته وعمر من الائمة والنبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. عظوا عليها بالنواجذ - 00:06:24ضَ

قال بل اغسل ما رأيت يعني اغسل ما رأيته من المني وهذا حجة لمن يرى ان المني نجس وانضح ما لم ارى. اما الذي لا اراه فانضح عليه نضحا دفعا لوسوسة النفس - 00:06:45ضَ

ودفعا للشيطان وهذا فيه اشارة على ان النجاسة التي نحن متعبدون بازالتها هي النجاسة المعلومة ثم قال قال مالك لماذا قال مالك؟ لان هذا الكتاب موطأ والموطأ تذكر فيه اقوال النبي صلى الله عليه وسلم واقوال الصحابة واقوال التابعين - 00:06:59ضَ

اقوال المؤلف وهو الامام مالك لاجل ان يوطأ الناس للعلم ان يبسطه قال مالك في رجل وجد في ثوبه اثر احتلاما ولا يدري متى كان متى كان هذا سر الاحتلام - 00:07:18ضَ

ولا يذكر شيئا رأى في منامه لا يتذكر في اي نومة نامها قال ليغتسل من احدث نوم نام يعني اجعله هذا اغتسال النوما قريبا فاذا كان قد صلى بعد هذه النومة فعليه ان يقضي - 00:07:33ضَ

قال فان كان صلى بعد ذلك النوم هذا الاخير فليعد ما كان صلى بعد ذلك النوم من اجل ان الرجل ربما احتلم ولا يرى شيئا ويرى ولا يحتلم فاذا وجد في ثوبه احتلاما فعليه الغسل. هنا - 00:07:51ضَ

الانسان اذا رأى انه يجامع ولم يجد بلن لن يحترم متى يغتسل اذا وجد البلل وذلك ان عمر اعاد ما كان صلى لاخر نوم نام اتاك بالاستدلال ولم يعد ما كان قبله. انا اقول دائما انك الموطأ اكثر من مئتين وخمسين اثر عن عمر ابن عمر - 00:08:11ضَ

وان هذا الكتاب هو سليل المدرسة العمرية فرحم الله مالك الذي وطأ للامة هذا العلم ورحم الله عمر وابن عمر في فقههما عن النبي صلى الله عليه وسلم وهنا ملمح مهم جدا ان عمر بن الخطاب في فعله هذا - 00:08:33ضَ

نظر الى مسألة الناس لانه قدوة والقدوة يقتدى به وينظر الى فعله وامره فينبغي على الانسان ان يراعي اقواله وافعاله وتصرفاته امام اهله امام الجيران امام الناس في كل مكان - 00:08:54ضَ

ولذلك الانسان يدعو بحاله وبمقاله. بمقاله يوفر الناس بالكتاب والسنة وبحاله بافعاله. فعمر بن الخطاب كان يستطيع ان يأمر بثوب فيبدل الثوب وكان يستطيع ان يأمر الخادمة بغسل الثوب. ولكن عمر علم الناس التوافق فهو امير المؤمنين - 00:09:12ضَ

وكانت دولة الاسلام في زمانه دولة عظيمة كبيرة جاء الى الثوب فغسله ونضح ما لدر فيه الاذى ثم لبسه ثم صلى وفوت على نفسه فضيلة الصلاة بغلس حتى اسفر فيه الفجر لاجل النظافة. وهنا علم الناس علما على ان الانسان اذا احتلم في ثوب - 00:09:36ضَ

فانه لا يجب غسل الثوب جميعه انما يجب غسل موطن الاذى فقط ففي هذا ملمح مهم جدا لان بعض الناس يتهاواها الشيطان في امر الوسوسة فيأتي الى كل شيء يحصله اذا اصابه شيء - 00:10:03ضَ

وهنا فيه تعذيب للامة ودفع الوسوسة نسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:21ضَ