شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
18- التعليق على (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي) أ د سامي الصقير- 10 رجب 1444هـ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقد قال قال ابن ابي العز شارح العقيدة الطحاوية رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ
والقضارية تضرب مثلا بمن امر غيره بامره. فانه لا بد ان يفعل ما يكون المأمور اقرب الى فعله كالبشر والطلاقة وتهيئة في المساند والمقاعد ونحو ذلك ويقال لهم هذا يكون على وجهين - 00:00:15ضَ
احدهما ان تكون مصلحة ان تكون مصلحة الامر تعود الى الامر كامر الملك جنده بما يؤيد ملكه. وامر السيد عبده بما يصلح ملكه. وامر الانسان شركاءه بما يصلح الامر المشترك - 00:00:32ضَ
بينهما ونحو ذلك الثاني ان يكون الآمر يرى الاعانة للمأمور مصلحة له كالامر بالمعروف واذا اعان المأمور على البر والتقوى فانه قد علم ان الله يثيبه على اعانته على الطاعة. وانه في عون العبد ما كان - 00:00:48ضَ
كان العبد في عون اخيه فاما اذا قدر ان الامر انما امر المأمور لمصلحة المأمور لا لنفع يعود على الامر من فعل المأمور كالناصح المشير. وقدر انه اذا اعانه لم يكن ذلك مصلحة للامر. وان في - 00:01:07ضَ
تقدم لنا ان الآمر حينما يأمر غيره بأمر لا يخلو من ثلاث حالات. الحالة الاولى ان يأمره لمصلحة المأمور المحضة ان تكون المصلحة للمأمور والحل الثاني ان تكون المصلحة متمحظة للامر - 00:01:25ضَ
والحال الثالث ان تكون المصلحة لهما معا يقول واذا اعان المأمور على البر والتقوى فانه قد علم ان الله يثيبه على اعانته على الطاعة لان كل من اعان شخصا على الطاعة - 00:01:44ضَ
فانه يثاب على ذلك بانه دال له على الخير وهادي له الى الخيل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه - 00:02:02ضَ
قال وانه في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه لقوله صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه وهذا الحديث يرويه بعض الناس - 00:02:19ضَ
والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه وهذا خطأ من وجوب الوجه الاول انه خلاف اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ الوارد ما كان - 00:02:33ضَ
ولم يقل ما دام ثانيا ان لفظ ما دام يدل على ان معونة الله تعالى للعبد تكون مدة دوام كونه معينا فاذا انقطع انقطعت اعانته انقطعت اعانة الله له فهمتم - 00:02:51ضَ
يعني والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه ما هنا مصدرية ظرفية اي مدة دوامه معينا لاخيه. فاذا انقطعت اعانته انقطعت اعانة الله بخلاف ما كان العبد في عون اخيه - 00:03:12ضَ
فانها تدل على استمرار ذلك وثالثا ان قوله ما كان العبد في عون اخيه يدل على ان معونة الله للعبد من جنس معونته لاخيه بخلاف لفظ ما ما دام هذه ثلاثة وجوه تدل على ان هذا اللفظ ما دام العبد لا تصح. فلا يصح من جهة الحديث - 00:03:29ضَ
ولا ايضا من جهات المعنى هذا؟ نعم. نعم قال فاما اذا قدر ان الامر انما امر المأمور لمصلحة المأمور. لا لنفع يعود على الامر من فعل المأمور كالناصح المشير. وقدر انه - 00:03:57ضَ
اذا اعانه لم يكن ذلك مصلحة للامر. وان في حصول مصلحة الامر مضرة على الامر مثل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى. وقال موسى ان الملأ يأتمرون. وقال لموسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فقط - 00:04:14ضَ
اخرج اني لك من الناصحين. فهذا مصلحته في ان يأمر موسى عليه السلام بالخروج. لا في ان يعينه على ذلك اذ لو اعانه لضره قومه ومثل هذا كثير واذا قيل ان الله امر العباد بما يصلحهم لم يلزم من ذلك ان يعينهم على ما امرهم به. لا سيما وعند القدرية لا - 00:04:30ضَ
ان يعين احدا على ما به يصير فاعلا. واذا عللت افعاله بالحكمة فهي ثابتة في نفس الامر. وان كنا نحن لا نعلمها. فلا يلزم اذا كان في نفس الامر له حكمة في الامر ان يكون في الاعانة على فعل المأمور به حكمة. بل قد - 00:04:56ضَ
الحكمة تقتضي الا يعينه على ذلك. فانه اذا امكن في المخلوق ان يكون مقتضى الحكمة والمصلحة ان يأمر بامر لمصلحة المأمور وان تكون الحكمة والمصلحة للامر الا يعينه على ذلك. فان كان ذلك في حق الرب اولى واحرى - 00:05:16ضَ
والمقصود انه يمكن في حق المخلوق الحكيم ان يأمر غيره بامر. يعني المقصود انه لا تلازم بين الامر وبين الاعانة على الامر فانت قد تأمر شخصا بشيء ولا تعينه كما في الاية الكريمة ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج - 00:05:37ضَ
وهنا امره ولكنه لم يعن. وسبب عدم اعانته خشية الظرر كذلك الله عز وجل قد يأمر عباده بما فيه مصلحة ولكن لا يعينهم على ذلك الا من استعان بالله. فمن استعان بالله اعانه الله - 00:05:58ضَ
فلا تلازم يعني المراد انه لا تلازم بين الامر نعم. وبين الاعانة على الامر. فقد يجتمعان وقد ينفك احدهما عن الاخر قال رحمه الله والمقصود انه يمكن في حق المخلوق الحكيم ان يأمر غيره بامر - 00:06:15ضَ
ولا ولا يعينه عليه. فالخالق اولى بامكان ذلك في حقه مع حكمته. فمن امره واعانه على فعل المأمور كان ذلك المأمور به قد تعلق به خلقه وامره نشأة وخلقا ومحبة. فكان مرادا بجهة - 00:06:33ضَ
الخلق ومرادا بجهة الامر. ومن لم يعنه على فعل المأمور كان ذلك المأمور قد تعلق به امره. ولم يتعلق به خلقه لعدم الحكمة المقتضية لتعلق الخلق به. ولحصول الحكمة المقتضية لخلق ضده - 00:06:51ضَ
وخلق احد الضدين ينافي خلق الضد الاخر فان فان فان خلق المرض الذي يحصل به ذل العبد لربه ودعاؤه وتوبته وتكفير خطاياه ويرق به قلبه ويذهب عنه الكبرياء والعظمة والعدوان. ويضاد يضاد خلق الصحة التي لا تحصل معها هذه المصائب - 00:07:09ضَ
طالع شوف ذكر رحمه الله المرض المرض من الابتلاء الذي يبتلي الله عز وجل به عباده عباءة احدا من عباده وهو مما مما لا يلائم العبد يقول يحصل فيه حكمة. ذل العبد ربي يذل - 00:07:35ضَ
ويعرف قدر نفسه وانه ضعيف ايضا دعاؤه يلجأ الى الله عز وجل في طلب آآ كشف ما اصابه والشفاء توبته لانه قد يكون هذا هذا المرض بسبب الذنوب والمعاصي يبتلى - 00:07:51ضَ
ايضا تكفير الخطايا ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله تعالى بها خطاياه. ويرق قلبه لان المرض يصيب الانسان بالانكسار يجد انكسارا - 00:08:07ضَ
يرق قلبه. ويذهب عنه الكبرياء والعظمة وهذا في الانفس السوية والا بعض من بعض الناس قد يبقى على عتو وعلى جبروته نسأل الله العافية لكن عموما المرض سبب لانكسار الانسان - 00:08:25ضَ
وذله ولقد ويذهب عنه الكبرياء والعظمة بعض الناس يعني حتى وهو مريض تجد ان ان عنده انفة لا يحب ان يراه الناس على مرض ما درناه يصاب بمرض ويقعد في البيت - 00:08:46ضَ
يستطيع ان يذهب مثلا الى المسجد على عربة لكنه لا يفعل. ليش يقول ان لا اريد ان الناس يروني على هذا الذل وانكسار. وانا من انا؟ انا فلان وابن فلان كذا - 00:09:04ضَ
وتجد انه يعني يحرم نفسه الخير. نعم قال رحمه الله فان خلق المرض الذي يحصل به ذل العبد لربه ودعاؤه وتوبته وتكفير خطاياه. ويرق به قلبه ويذهب عنه الكبرياء والعظمة والعدوان يضاد خلق الصحة التي لا تحصل معها هذه المصالح. وكذلك خلق ظلم الظالم الذي يحصل - 00:09:19ضَ
للمظلوم من جنس ما يحصل بالمرض يضاد خلق عدله الذي لا يحصل به هذه المصالح وان كانت مصلحته هو في ان يعدل وتفصيل حكمة الله في خلقه وامره يعجز عن معرفتها عقول البشر. والقدرية دخلوا في التعليل على طريقة فاسدة - 00:09:45ضَ
مثلوا الله فيها بخلقه ولم يثبتوا حكمة تعود اليه طيب تفصيل حكمة الله في خلقه وامره يعجز عن معرفتها عقول البشر لان عقول البشر لا ترتقي الى معرفة حكم ما يقدره الله تعالى - 00:10:06ضَ
وما يفعله في خلقه وفي شرعه فمثلا قد يقول بعض الناس الكائنات الحية الحيوانات المفترسة يعني مثلا العق الاسود والعقارب والحيات وغيرها من وغيرها من الحيوانات المؤذية قد يقول الانسان لماذا خلقها الله - 00:10:27ضَ
ما الفائدة من خلق الحيات وهي مؤذية وتؤذي الانسان؟ ما الفائدة من خلق العقارب ما الفائدة من خلق كذا وكذا وكذا؟ فيقال ان الله تعالى لا يخلق شيئا الا بحكمة - 00:10:56ضَ
فهذه المخلوقات التي خلقها الله وفيها ضرر لخلقها حكمة اولا ان يعرف الانسان ان يعرف الانسان مجرى نعمة الله عز وجل عليه. بحفظه وحمايته وثانيا ان يعرف قدر نفسه وانه مهما بلغ في العظمة - 00:11:11ضَ
والكبرياء فان هذه الحشرات او هذه الحيوانات قد تصيبه باذى لا يستطيع ان يدفعه عن نفسه وثالثا ان يلجأ الى الله تعالى في دفع ظرر هذه المخلوقات يلجأ الى الله عز وجل بالادعية والاوراد - 00:11:35ضَ
رابعا ان ليستفيد من ذلك او يكتسب من ذلك انه كما انه يحب الا تؤذيه هذه الحيوانات يكن ذلك في نفسه بحيث انه لا يؤذي غيره اذا كما انه يحب الا يؤذي الا يؤذى فلا - 00:11:57ضَ
يؤذي وايضا خامسا فيه كمال قدرة الله عز وجل حيث ان هذه الحيوانات سواء كانت من الذوات الاربع او الزواحف يجتمع فيها منافع ومضار في ان واحد وقد يخلق الله عز وجل في الشيء في الذات الواحدة منفعة ومضرة في ان واحد - 00:12:22ضَ
ارأيت قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمس فان في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء او قال شفاء الذات الواحدة من هذه الحشرات قد يكون فيها مضرة وقد يكون فيها - 00:12:45ضَ
منفعة وقد ذكرنا ايضا مما يدل على هذا ان ان معرفة حكم هذه تذهب عن تذهب عن الانسان الكبر والاعجاب والاعجاب بنفسه وان هذه الحيوانات او هذه الحشرات قد يحصل منها اذلال لهذا الشخص - 00:13:02ضَ
ولهذا حضر بعض الادباء مجلسا لاحد الولاة فقال ما ادري لما لما خلق الله الذباب وقال هذا الرجل ليرغم به انوف الجبابرة يعني هذا الذباب الحشرة تقع على انف ايش ايش - 00:13:29ضَ
الجبابرة فلا فلا يستطيع ان يمنع ان ان يمنع نفسه عنه ربما ربما وقع على قاذورات وانجاس واقذار فيصيب هذا الشخص وذكروا ان شخصا ايضا من من المتغطرسين نسأل الله العافية - 00:13:57ضَ
انه قال ما ادري لما خلق الله الخنفساء ذكرناها لكم قبل. نعم. ايه. لما خلق الله الانفساء؟ الجمال شكلها اورطي برائحتها نعم. ما في جمال ورائحة منتنة. يقولون فابتلاه الله تعالى بالاكلة - 00:14:16ضَ
الاكلة مثل الغرغرينا تأكل اللحم فذهب يطوف البلدان يبحث عن علاج فلم يجد قالوا فبينما هو جالس في بيته مع اصحابه. سمع رجلا ينادي يا من حكيم يسمونه الطبيب الحكيم يا من يريد الدواء يا من يريد الدواء - 00:14:40ضَ
قال احضروا هذا الرجل به الي قالوا كيف يعني انت ذهبت الى الجميع الاطباء والحكماء ولن تجد علاجا؟ كيف تجد علاجا عند شخص يسوق لنفسه المهم احذروا هذا الرجل لما رأى هذه الاكلة قال احظروا لي خنفساء - 00:15:00ضَ
فاحضروا له خنفساء فاحرقها ودقها وذرها على الجرح. يقول فما لبث اياما الا وبرئ هذا يدلك ان هذا ان هذا الرجل ابتلي ها آآ استهزائه واستحقاره لخلق من مخلوقات الله جعل الله تعالى شفاءه - 00:15:25ضَ
بسببه بعد الله عز وجل فكون الانسان يتكبر ويتغطرس ويعجب بنفسه هذا هذا اقول امر محرم شرعا وهو ايضا من من اكبر اسباب سرعة زوال ما هو فيه من سلطان او عظمة او غير ذلك - 00:15:49ضَ
كل من تكبر وتجبر على قدر الله وعلى شرع الله اذله الله تبارك وتعالى ولذلك ذكروا ان ابن بويه لما فتح ما فتح من البلدان وانتصر وانتصر في حروبه افتخر - 00:16:17ضَ
وتعاظم في نفسه وقال والعياذ بالله انا عضد الدولة وابن ركنها ملك الاملاك غلاب القدر يقول فما امسى الا وهو مجنون مكبل بالحديد يبول في ثيابه والعياذ بالله بانه تطاول على الله عز وجل جاءته العقوبة عاجلة - 00:16:39ضَ
قال رحمه الله قوله لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام قال الله تعالى ولا يحيطون به علما. قال في الصحاح توهمت الشيء ظننته وفهمت الشيء علمته. فمراد رحمه الله انه لا ينتهي اليه وهم ولا يحيط به علم. قيل الوهم ما يرجى كونه. اي يظن انه على صفة - 00:17:05ضَ
كذا والفهم ما يحصله العقل ويحيط به. طيب يقول توهمت الشيء من الوهم ظننته وفهمت الشيء علمته ظننته علمته ولا يقال ظننته علمته وذلك بان التفسير اذا كان باي يفارق ما اذا كان بغيرها - 00:17:31ضَ
وقد ذكرنا لكم ابيات ابن هشام رحمه الله التي ذكرها في المغني يذكرونها اذا كنيت باي فعلا تفسره فضمتاءك فيه ظمة معترفي وان وان تك يوما باذا تفسره ففتحة التاء امر غير مختلف - 00:18:00ضَ
اذا كلميت باي فعل تفسره فضمتاعك فيه ظم معترفيه. تقول توهمت الشيء اي ظننته لان اي تكون تفسيرية والتفسيرية يقول الاعراب ما بعدها قبلها اما اذا فسرته باذا تقول توهمت الشيء اذا ظننته - 00:18:29ضَ
اذا ظننته نعم اذا اذا كنيت باي فعل تفسره فضم متاعك فيه ظم معترفي وان تقب اذا يوما تفسره ففتحة التاء امر غير مختلفين هذي قاعدة مفيدة يستفيد منها ذكرها ابن هشام - 00:18:51ضَ
رحمه الله في مغني اللبيب عن كتب الاعاريب قال رحمه الله والله تعالى لا يعلم كيف هو الا هو سبحانه وتعالى. وانما نعرفه سبحانه بصفاته. وانه احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:19:12ضَ
الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. وقال تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن - 00:19:32ضَ
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور. له الاسماء الحسنى سبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. وهو العزيز الحكيم قوله ولا يشبه الانام - 00:19:46ضَ
هذا رد لقول المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى. قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وليس المراد نفي الصفات كما يقول اهل البدع. فمن كلام ابي حنيفة رحمه الله في الفقه الاكبر لا يشبه شيء - 00:20:05ضَ
شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه. ثم قال بعد ذلك وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين. يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى لك رؤيتنا انتهى. طيب قوله رحمه الله ولا يشبه الانام يقول هذا رد - 00:20:25ضَ
قول المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق ثم استدل بالاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وسبق لنا ان التعبير بنفي التمثيل اولى من التعبير بنفي التشبيه من وجوه ثلاثة. اولا انه اللفظ الوارد - 00:20:45ضَ
في الكتاب والسنة ليس كمثله شيء فلا تضربوا لله الامثال وثانيا ان لفظ ان نفي التشبيه لا يصح لانه ما من شيئين الا وبينهما قدر مشترك ما من شيئين الا وبينهما قدر مشترك - 00:21:04ضَ
الخالق سبحانه وتعالى له علم والمخلوق له علم فاشتركا في صفة العلم ولكن يختلفان في مقتضياتها واثارها ونفي التشبيه لا يصح وثالثا ان التشبيه ان التشبيه عند بعض اهل البدع معناه اثبات الصفات - 00:21:27ضَ
ولهذا يلقبون اهل السنة والجماعة لماذا المشبهة لانهم يثبتون الصفات فاذا قلت من غير تشبيه فمعناه من غير اثبات صفات نعم وقال نعيم بن حماد من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر. ومن انكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر - 00:21:51ضَ
وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه وقال اسحاق بن راهويه من وصف الله فشبه صفاته بصفات احد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم وقال علامة جهم واصحابه دعواهم على اهل السنة والجماعة ما اولعوا به من الكذب انهم مشبهة بل هم المعطلين - 00:22:20ضَ
وكذلك قال خلق كثير من ائمة السلف علامة الجهمية تسميتهم اهل السنة مشبهة. فانه ما من احد من نفات شيء من الاسماء والصفات الا يسمي المثبت لها مشبها. نعم. المثبت يسمونه ماذا - 00:22:44ضَ
مشبه هؤلاء مشبهة. فانت اذا قلت من غير تشبيه والتشبيه اثبات الصفات صار المعنى من غير اثبات صفات صفات. نعم فمن انكر اسماء الله بالكلية من غالية الزنادقة القرامطة والفلاسفة. وقال ان الله لا يقال له عالم ولا قادر - 00:23:03ضَ
ان من سماه بذلك فهو مشبه. لان الاشتراك في الاسم يوجب الاشتباه في معناه. ومن اثبت الاسم وقال هو من كغالية الجهمية يزعم ان من قال ان الله عالم حقيقة قادر حقيقة فهو مشبه - 00:23:26ضَ
ومن انكر الصفات وقال ان الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا ارادة قال لمن اثبت الصفات انه مشبه وانه مجسم ولهذا كتب نفات الصفات من الجهمية والمعتزلة والرافضة ونحوهم - 00:23:44ضَ
كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة ويقولون في كتبهم والرافضة مذهبهم في الاسماء والصفات مذهب الجهمية مذهبهم هم. مذهب الجهمية وغلاة الجهمية كما تقدم لنا ينكرون الاسماء والصفات يقول ليس لله اسماء - 00:24:03ضَ
وليس لله صفات مجردة فقط. لا اسماء ولا صفات ويقولون في كتبهم ان من جملة المجسمة قوما يقال لهم المالكية ينسبون الى رجل يقال له مالك ابن انس قوما يقال لهم - 00:24:27ضَ
يقال لهم الشافعية ينسبون الى رجل يقال له محمد بن ادريس حتى الذين يفسرون القرآن منهم كعبد الجبار والزمخشري غيرهما يسمون كل من اثبت شيئا من الصفات. وقال بالرؤية مشبها. وهذا الاستعمال قد غلب عند المتأخرين من غالب - 00:24:49ضَ
الطوائف ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين انهم لا يريدون بنفي التشبيه نفي الصفات. ولا يصفون به كل من اثبت الصفات بل مرادهم انه لا يشبه المخلوق في اسمائه وصفاته وافعاله - 00:25:09ضَ
كما تقدم من كلام ابي حنيفة انه تعالى يعلم لا كعلمنا ويقدر لك قدرتنا ويرى لك رؤيتنا وهذا معنى قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنفى المثل واثبت الوصف - 00:25:28ضَ
وسيأتي في كلام الشيخ اثبات الصفات تنبيها على انه ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الصفات ومما يوضح هذا ان العلم الالهي لا يجوز ان يستدل فيه بقياس تمثيل بقياس تمثيل يستوي فيه الاصل والفرع. ولا بقياس ولا ولا بقياس شمولي يستوي افراده. فان الله سبحانه ليس - 00:25:46ضَ
كمثله شيء. فلا يجوز ان يمثل بغيره. ولا يجوز ان يدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي افرادها ولهذا لما سلك الطوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الاقيسة في المطالب الالهية لم يصلوا بها - 00:26:13ضَ
الى اليقين بل تناقضت ادلتهم وغلب عليهم بعد التناهي. الحيرة والاضطراب لما يرونه من فساد ادلتهم او تكافؤها ولكن يستعمل في ذلك قياس الاولى. سواء كان سواء كان تمثيلا ام شمولا - 00:26:33ضَ
وحتى سواء الافصح نعم ايه ايه كل ما جت سوا ارفع او ايضا هو او شمولا كما قال ابن مالك وان بها تسوية كما قال عز وجل سواء عليهم اانذرتهم - 00:26:53ضَ
فالافصح بعده سواء ام وبعد هل او تقول هل جاء فلان او فلان؟ لا تقول ام الفقهاء رحمهم الله يتسامحون في هذا يقول سواء كان كذا او كذا او يقولون وهل يجوز كذا ام كذا؟ نعم - 00:27:20ضَ
قال ولكن يستعمل في ذلك قياس الاولى سواء كان تمثيلا او شمولا. كما قال تعالى ولله المثل الاعلى مثل ان يعلم ان كل ان كل كمال ثبت للممكن او للمحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وهو ما كان كمالا للوجود غير مستلزم للعدم - 00:27:40ضَ
فالواجب القديم اولى به وكل وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المدبر. فانما ثبت نوعه للمخلوق المربوب المدبر. فانما استفاده من خالقه وربه ومدبره. فهو احق به منه. وان كل نقص - 00:28:02ضَ
وعيب في نفسه وهو ما تضمن سلب هذا الكمال اذا وجب نفيه عن شيء من انواع المخلوقات والممكنات والمحدثات فانه يجب نفيه عن الرب سبحانه عن الرب تعالى بطريق الاولى - 00:28:26ضَ
ومن اعجب العجب ان من غلاة نفاة الصفات الذين يستدلون بهذه الاية الكريمة على نفي الصفات او الاسماء. ويقولون واجب الوجود لا يكون كذا ولا يكون كذا. ثم يقولون اصل الفلسفة هي التشبه بالاله على قدر الطاقة. ويجعلون هذا - 00:28:42ضَ
غاية الحكمة ونهاية الكمال الانساني. ويوافقهم على ذلك بعض من يطلق هذه العبارة. ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تخلقوا باخلاق الله فاذا كانوا ينفون الصفات. فباي شيء كما ذكر لا اصل له - 00:29:02ضَ
فاذا كانوا ينفون الصفات فبأي شيء يتخلق العبد على زعمهم؟ وكما انه لا يشبه شيئا من مخلوقاته تعالى لا يشبهه شيء من مخلوقاتك. لكن المخالف في هذا النصارى والحلولية والاتحادية لعنهم الله - 00:29:23ضَ
ونفي مشابهة شيء من مخلوقاته له مستلزم لنفي مشابهته لشيء من مخلوقاته فلذلك اكتفى الشيخ رحمه الله بقوله ولا يشبه الانام. والانام الناس. وقيل الخلق كلهم. وقيل كل ذي روح. وقيل الثقلان. وظاهر قوله تعالى - 00:29:44ضَ
والارض وضعها للانام. يشهد للاول اكثر من الباقي والله اعلم. يعني ان المراد المنام الناس. نعم وهذا هو المشهور المراد به الناس قوله حي لا يموت قيوم لا ينام قال رحمه الله قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم - 00:30:05ضَ
فنفي السنة والنوم دليل على كمال حياته وقيم وقيوميته. انتبه. فنفي الزنا هو النوم عن صفة نقص وصفة سلبية لكنها لا تنثى مجردا وانما تنثى مع اثبات كمال ضده كمال ضدها. نعم - 00:30:33ضَ
وقال تعالى الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق وقال تعالى وعنت الوجوه للحي القيوم. وقال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمدك - 00:30:52ضَ
وقال تعالى هو الحي لا اله الا هو. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام. ولا ينبغي له ان ينام. الحديث لما نفى الشيخ رحمه الله التشبيه اشار الى ما تقع به التفرقة بينه وبين خلقه. بما يتصف به تعالى دون خلقه. فمن - 00:31:08ضَ
ذلك انه حي لا يموت. لان صفة الحياة الباقية مختصة به تعالى دون خلقه فانهم يموتون. ومنه انه قيوم لا ينام. اذ هو مختص بعدم النوم والسنا دون خلقه. فانهم ينامون - 00:31:28ضَ
وفي ذلك اشارة الى ان نفي التشبيه ليس نفي النوم عن المخلوق نقص ونفي النوم عن الخالق كمال فهمتم؟ نعم. المخلوق الذي لا ينام هذا نقص لكنه بالنسبة للخالق يعتبر كمال كمال كمال حياته وقيوميته - 00:31:45ضَ
وذلك لان الله عز وجل جبل الخلق على النوم. جميع المخلوقات تمام فكون المخلوق لا ينام هذا انما يكون ذلك لعرض وسبب ومرظ فهو في في الواقع نقص وليس كمالا. نعم - 00:32:09ضَ
ومنه انه قيوم لا ينام. اذ هو مختص بعدم النوم والسنة دون خلقه. فانهم ينامون. وفي ذلك اشارة الى ان نفي التشبيه ليس المراد به نفي الصفات. بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال لكمال ذاته - 00:32:26ضَ
فالحي بحياة باقية لا يشبه الحي بحياة زائلة. ولهذا كانت الحياة الدنيا متاعا ولهوا ولعبا. وان الدار الاخرة لهي حيوان فالحياة الدنيا كالمنام والحياة الاخرة والحياة الاخرة كاليقظة. ولا يقال فهذه الحياة الاخرة كاملة. وهي - 00:32:43ضَ
للمخلوق لانا نقول الحي الذي الحي الذي الحياة من صفات ذاته اللازمة لها هو الذي وهب المخلوق تلك الحياة تلك الحياة الدائمة. فهي دائمة بادامة الله لها. لا ان الدوام وصف لازم لها لذاتها. بخلاف حياة الرب تعالى. وكذلك سائر صفاته. فصفات الخالق - 00:33:03ضَ
كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به واعلم ان هذين الاسمين اعني الحي القيوم مذكوران في القرآن معا في ثلاث سور كما تقدم. وهما من اعظم اسماء الله الحسنى. حتى قيل انهما الاسم الاعظم. فانهما يتضمنان اثبات صفات الكمال اكمل تضمن واصدق - 00:33:27ضَ
يدل القيوم على معنى الازلية والابدية ما لا يدل عليه لفظ القديم. ويدل ايضا على كونه موجودا بنفسه. وهو معنى وهو معنى كونه وهو معنى كونه واجب الوجود. والقيوم ابلغ من القيام لان - 00:33:51ضَ
ان الواو ايام استغفر الله. والقيوم ابلغ من القيام. احسن الله اليكم والقيوم ابلغ من القيام. لان الواو اقوى من الالف. ويفيد قيامه بنفسه. وباتفاق المفسرين واهل اللغة وهو معلوم بالضرورة - 00:34:09ضَ
وهل تفيد اقامته لغيره وقيامه عليه فيه قولان اصحهما لانه يفيد ذلك وهو يفيد دوام قيامه وكمال قيامه. لماذا؟ الحي القيوم القائم على نفسه القائم بنفسه القائم على غيره القيوم القائم بنفسه القائم على غيره كما صححه رحمه الله. قال وهل تفيد اقامته لغيره وقيام - 00:34:25ضَ
فيه قولان اصحهما انه في جدار فهو في دوام دوام قيامه وكمال قيامه. نعم قال وهو يفيد دوام قيامه وكمال قيامه لما فيه من المبالغة. فهو سبحانه لا يزول لا يأفل. فان الافل قد زال قطعا - 00:34:52ضَ
اي لا يغيب ولا ينقص ولا يفنى ولا يعدم. بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال. لا يأثم وهو والزوال ومنه قول ابراهيم عليه الصلاة في قصة ابراهيم فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي فلما رأى القمر بازغا قال - 00:35:11ضَ
ربي فلما افل قال لا احب الافلين قال واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال. ويدل على بقائها ودوامها وانتفاء النقص والعدم عنها ازلا وابدا ولهذا كان قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم - 00:35:31ضَ
اعظم اية اعظم اعظم اية في القرآن كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لا اعظم اعظم النصب ولهذا الجواب كان ولهذا كان قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم اعظم سيادة النائب عن رزق حينما كان مستمعا. اي نعم - 00:35:52ضَ
ولهذا يقال القارئ نعم. والمستمع القارئ كالحالب. المستمع. كالشارب. نعم القارئ احيانا القارئ احيانا يقرأ بقلبه بعينه ولهذا كان قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم اعظم اية في القرآن. كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:21ضَ
فعلى هذين الاسمين مدار الاسماء الحسنى كلها واليهما يرجع معانيها. فان الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال. فلا يتخلف عنها صفة منها الا لضعف الحياء فاذا كانت حياته تعالى اكمل حياة واتمها استلزم اثباتها اثبات اثبات استلزم اثباتها - 00:36:52ضَ
اسبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة واما القيوم فهو متضمن جمالا فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته. فانه القائم بنفسه فلا يحتاج الى غيره بوجه من الوجوه. المقيم لغيره - 00:37:18ضَ
فلا قيام لغيره الا باقامته. فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال اتم انتظام. نعم. وقوله خالق خلاص لم يثبت من الصفات الواردة لكن هو يقول الاوهام مهما لا تحيط به. مهما حاولت تتصور لا يمكن - 00:37:35ضَ
مراد يعني بيحاول يتصور ذات الرب عز وجل ما يمكن ما لا تحيط به عقول والاوهام واعظم من ذلك - 00:38:08ضَ