حلية طالب العلم الشيخ د عبدالحكيم العجلان
18 حلية طالب العلم ( آداب الزمالة ) الشيخ د عبدالحكيم العجلان
التفريغ
نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد رحمه الله تعالى. الثالث والعشرون. احدى طريق السوء. كما ان - 00:00:00ضَ
والناس شهر معاشرة من كان ذهب فانه العقب. وعليه فتخير الزمالة والصداقة من يعينك على مغفرته وخذ تقسيم الصديق في ادق المعاني. نعم. اه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب - 00:00:20ضَ
للعالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. لما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ادب الطالب مع الشيخ اراد ان يعقب ذلك بادب الطالب مع زميله وقرينه وصاحبه في الطلب - 00:00:50ضَ
ذلك للاشارة الى انه لا ينفك طالب العلم من الحاجة الى قرين يعينه على الطلب. لان طريق العلم طويلة شائكة متعرجة صعبة آآ ان لم يكن له من يعينه ويغطيه ويساعده - 00:01:10ضَ
ويكمل آآ له آآ ويسليه عما يصيبه فانه ولا شك ينقطع ويحصل له شيء من الضعف فيما قصده واراده من هذه الطريق الطويلة. ولذلك احتاج الطالب الى زميل. فلما كان الزميل بها - 00:01:30ضَ
هذه المثابة وكان الصاحب بهذه المنزلة التي هي طريق الى التقوي في العلم والاعانة عليه فانه لا ينفع في ذلك ان يكون لها اي صاحب او اه اي صديق بل لا بد ان يكون صديق لعلى درجة من الاعانة - 00:01:50ضَ
اقطع سبيل من من التسديد في العلم. والا لحصل ضد المقصود. ولا آآ جرى خلاف المطلوب من اعانة الطالب من اعانة الصاحب لصاحبه والزميل لزميله في هذا التحصيل. ولذلك فانكم ترون في واقعكم اكثر ما يكون معينا للطالب هو صاحبه. واكثر ما يكون مثبطا - 00:02:10ضَ
له عن العلم هو صاحبه واكثر ما يكون مظلا مظلا لصاحبه عن العلم اما لطلب غير طريقه لاهل العلم هو الصاحب. واما ان يقصد بعلمه امر الدنيا هو الصاحب. فتجد انه لا يزال بهذا الذي حصل - 00:02:40ضَ
العلم حتى يجعل له طريقا الى ان يتعيش بذلكم العلم او يتكسب به او يتكثر به مالا غير مهيب لما الله جل وعلا ولا طالب لطريق الاخرة. قاصد لمرضات الله سبحانه وتعالى. لاجل ذلك كله لا كان لابد ولزاما - 00:03:00ضَ
من الحرص على طالب يعينك على هذا على هذا الطريق. ولذلك قال ان العرق دساس. وجعل الصاحب في منزلة العرق لعظم منزلته ومداخلته. كما ان العرق هو حقيقة مداخل لاصق وملازم للانسان فكذلك الصاحب والزميل ملازم له. هذا من جهة ومن جهة ثانية فانه - 00:03:20ضَ
كما ان الانسان لا يستغني عن عرقه واصله في انه يكون سببا اعتماده و آآ ثباته فكذلك يكون الصاحب آآ في آآ حصول الثبات وهذا. فلذلك قال بانه ينبغي ان يطلب هذا خاصة وان الطبيعة البشرية تكون سبيلا التأثر بالغير كما قال - 00:03:50ضَ
فان الناس كاسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض لم يرى ان واحدة من الحمام تسلك طريقا والاخرى تسلك طريقا اخر ولا ان هذه تذهب شمالا وتلك تذهب جنوبا وانما تمشي جماعات جماعات فكذلك الناس يذهبون اه مجتمعين - 00:04:20ضَ
مجتمعين ولذلك قال فاحذر معاشرة من كان كذلك فانه العطب. من كان من هؤلاء الذين ليسوا على طريقة سوية على سبيل المرعية فانهم يكون فيهم الضلال. يكون فيهم الهلاك. يكون فيهم البوار. فاياك ان تسلك هذه الطريق. فتضيع ما جاء - 00:04:40ضَ
ويذهب ما ما ما له تعبت من التحصيل المجاهدة والمثابرة والمثابرة على هذا الطريق. وثم ما بين لك قاعدة ينبغي ان تحرص عليها وهي ان الدفع اسهل من الرفع كانه يقول بانك في طريق - 00:05:00ضَ
للتحصيل لا بد وان تبتلى بصاحب ليس بصاحب. يعني بصاحب يكون لك ليس هو من الاصحاب الذين يعينونك ويسددونك ويسهلونك لك الطريق. فلما كان الامر كذلك من حصول البلية بهؤلاء - 00:05:20ضَ
فان الدفع ارفع من فان الدفع اسهل من الرفع. ان تدفعه عن المصاحبة وتباعد بينك وبينه مع ما يكون من الاشياء التي تجلبه اليه اما لكونه من بلدك او لكونه ممن ممن تأنس بهم او لغير ذلك من الاشياء - 00:05:40ضَ
نفعه في اول الحال اسلم من رفعه بعد ان يصير بينك وبينه من الامور المشتركة او ان تبتلى ببعض العادات والطبائع الذي التي املاها عليك فان رفعها يكون اصعب ما يكون بعد وقوعها وحصولها. نعم - 00:06:00ضَ
تقسيم صديقه اداب المعاهد الاول صديقه الثالث فالاولان منقطعان المنفعة في الاول واللذة الثانية. واما الثالث فالتهويل عليه وهو الذي صداقته تبادل الاعتبار في رسومه لدى كل منهما. نعم. آآ قال بان الاصدقاء ثلاثة واشار الى ذلك غير واحد. وممن اشار الى هذا - 00:06:20ضَ
ابن القيم رحمه الله تعالى قال اولهما صديق منفعة. يعني يريد منك منفعة وهنا صداقة لا لا شك انها مقصود منها التبادل تبادل المنافع حتى الصدقات الدنيوية فليس هذا هو طريق - 00:06:50ضَ
فان بعض الناس مثلا اذا اتصل عليه شخص لمنفعة او لحاجة او لشيء فانه يذمه على ذلك اكثر الذم اذا كان منقطعا عنه ثم لم يتصل به الا لتلك الحاجة. وهذا ليس بذنب ولا بطريق الى القدح. ولكن ما دام انه جاء الى الامر من باب - 00:07:10ضَ
فلا اشكال في ذلك. لكن صديق المنفعة الذي تكون قصده يحصل منافعه مما يكون فيه منافعك فان هذا هو الذي يحصل به الضرر اعظم ما يكون. وكلا الصديقين بالنسبة لطالب العلم غير - 00:07:31ضَ
مطلوبين صديق المنفعة الذي يحصل منافعه على ما ما يذهب منافعك او الذي اه له منافع لكنها اه اه تحصيلها له يقطعك عن مرادك ويحول بينك وبين مقصودك. واعظم من هذا صديق - 00:07:51ضَ
اللذة الذي غاية ما يكون بهم معهم تحصيل الشهوات واللذات. والمقصود باللذات هنا مثلا الاستئناس بالاحاديث والجلسات الذهاب والمجيء والتنقل يحصل له به معك من الوصول الى بعض الاشياء او بعض الامور التي لا - 00:08:11ضَ
يحصلها مع غيره فهذا لا شك انه اه صديق لذة وهذا اكثر صداقات الناس. الذي يأنس به ولذلك تجد ان بعض الناس يقول اذا ضاق صدره اين فلان؟ فانه يجلي عنا. او يذهب سهامتنا او يفرحنا. اليس كذلك - 00:08:31ضَ
وهذا غالب صداقات الناس فمن كان يمتلك من الخصائص والخصال ما تحمل على الضحك والفرح والانبساط والسرور تجد ان له عند عند الناس من الحظوة كثرة الصحبة اكثر من غيره وكل هؤلاء ليسوا او ليس بمرادين لطالب العلم. وانما حاله - 00:08:51ضَ
حال اصحاب الفضائل وصاحب اه الخصال الحميدة الخلال الطيب الحميدة الذي يعينه على الخير ويسدده فيه ينصحه اذا حصلت منه ثغرة ويعينه اذا وجد منه آآ صحة ويسدده في كل اموره الذي آآ يفرح له بالخير - 00:09:21ضَ
يشجعه عليه ويخاف عليه من حصول الشر ويحذره منه الذي يراجع معه المسائل ويذهب معه الى الدروس ويكون اكثر تحريصا له على هذه المجالس. فانه ولا شك هذا هو الذي يطلب للعلم واهله. وكم من - 00:09:49ضَ
الاصحاب يظن انهم من اهل هذه الخصلة وليسوا كذلك. لان بعظ الناس انما حاله ان يعرف الصاحب بشكله بكونه ذا لحية او ذا ثوب قصير او معه كتاب علم او آآ يذكر بانه يحضر درسا وليس كذلك - 00:10:12ضَ
بل اذا لم يكن الطالب متحلم بالخصال الطيبة التي تطيب ما يطيب معها قلبه وباطنه وتظهر معه الفضائل على لسانه وقوله وفعله ويحصل معه مراجعتك للخير واعانتك عليه فان هذا هو صادق الفضيلة - 00:10:32ضَ
الذي تحرص عليه. نعم. ولذا ستجد من كلام المؤلف في هذا كلاما عظيما. نعم. رحمه الله قضينا هذا عمرة صعبة. يعز الحصول عليها وهو من شأن ابن عبد الملك المتوفى سنة خمس وعشرين ومائة للهجرة - 00:10:52ضَ
قوله ما بقي من لذات الدنيا شيء الا اخذ مهولة عرف معونة التحفظ العزلة نعم. يقول المؤلف رحمه الله صديق الفضيلة هذا عملة صعبة يعز الحصول عليها. التعبير بعملة صعبة هذه ليست من التعابير التي جرى عليها الفقهاء وانما هي من المصطلحات اه المعاصرة. واه - 00:11:12ضَ
فلا مشاحة في الاصطلاح ما دام انها تدل على المقصود ويحصل منها معرفة المراد فان التعبير بها آآ يحصل به فائدة. فالعملة الصعبة عند الناس يعني ما لا يحصل وتحصل لكل احد. فكذلك صاحب الفضائل لا يحصل لكل - 00:11:52ضَ
لاحد ولو فتشت عن اصحابك لو اجتدت في كثير من الاحوال انهم يقصرون عن هذه المنزلة. بل ربما كانوا لا يقاربونها. ولذلك ذكر كلام هشام ابن عبد الملك انه ما بقي من لذات الدنيا شيء الا اخ ارفع - 00:12:12ضَ
ومعونة التحفظ بيني وبينه. يعني هذه شيء من اللذات صعب. وهو من اعظم اللذات ما يفرح به الانسان ان يجد له صاحب يرفع الكلفة بينه وبينه يفضي اليه ويكون معينا له ومسددا له وآآ محرصا له - 00:12:32ضَ
له على الفضائل ويا مباعدا له عن الغداء. ثم قال ومن لطيف ما يقيد قول بعضهم العزلة من غير من غير عين العلم زلة اه ومن غير زاي الزهد علة - 00:12:52ضَ
تحتاج لها شيء من اه التأمل العزلة من غير عين العلم زلة. يعني العزلة اه اذا رفعت منها العين فانها تكون زلة. اه فكذلك ومن غير الزهد علة اه كذلك - 00:13:11ضَ
آآ تكون هذه آآ الزلة علة يعني اذا رفعت الزاي من العزلة تكون علة فكذلك آآ الحرص على تحصيل آآ الصاحب الذي يعين على الفضائل يسدد صاحبه فيها نعم. انتهى الوقت ولا بقي؟ بقي دقيقة. طيب اه الحقيقة يعني ربما لا يكون مناسبا ان نبتدأ في فصل اخر - 00:13:31ضَ
اه لكن اه بين يدي اه الاقامة اه للصلاة. اه اه لا شك ان اه دراسة طالب العلم مسائل الادب وما يتعلق بها من اهم الامور. ولعلك ان تلحظ ان ادب الزمالة ايظا من اعظم - 00:14:01ضَ
ما ينبغي الحرص عليه. وان كان المؤلف رحمه الله تعالى قد اجمل هذا الباب. وكان آآ يعني آآ جيد لو فاض فيه لان الزمالة في الطلب يحصل معها طول في الوقت. واذا كان كذلك فانها تحتاج فيها من - 00:14:21ضَ
والمروءات اه شيئا كثيرا ينبغي الا تكون بمنأى عن طالب العلم فانه يحتاج الى ان يعين صاحبه اذا قل ماله آآ يحتاج معه مع طول صحبته. ان يطلع منه على عورات يحتاج الى كتمها وعدم افشائها او اظهارها - 00:14:41ضَ
اه ينظر منه الى اه اه اشياء طيبة يحتاج الى اظهارها والاشادة بها. اه اذا اه طالب علم مع صاحبه احوج ما يكون الى تعزيز الاداب واظهار الفضائل فيما بينهم بهذا يحصل لهم العلم - 00:15:01ضَ
وآآ يتسنى لهم العلو في الدرجات وتحصيل المنازل العلية وآآ الدرجات الرفيعة ولا يكون ذلك بدون ادب وبدون اه تحصيل لهذه الاخلاق والخصال. والموفق في هذه الاداب موفق. اذا كان الانسان يتجمل بلباسه فليس بعد جمال الادب جمال. وليس هذا خاصا - 00:15:21ضَ
العلم فانه لكل مسلم ومسلمة اه يجب وينبغي له ان يقتنص الاخلاق شاب كما يقتنص المال ويفرحا بالفرص. بل انما يزينه من العلم والفضل والاخلاق اعظم من المال بان المال ربما كان عليه حسرة وربما كان سببا آآ الى ظلمة وربما جلب - 00:15:51ضَ
عليه من البليات شيئا كثيرا. واما الاداب العلية فانها لا تزيد الانسان في الدنيا الا رفعة. ولا تزيده بين يدي الله جل وعلا على الا درجة وحسنة. فهنيئا لمن نظر الى نفسه في الفاظه واقاويله. نظر اليها في تعاملات - 00:16:21ضَ
وذهابه ومجيئه واخلاقه وخصاله مع اجيره ومع اهل بيته ومع الناس جملة ومع اصحابه ومع الذاهب والجائز في الشارع ومع غير المسلمين ينتقي الاخلاق الطيبة فيعاملهم بها والكلمات الرفيعة فيلفظ بها لا يرى - 00:16:41ضَ
له طريقا الى غير هذه الفضائل ولا سبيلا الى غير هذه الاخلاق. والله جل وعلا المسؤول ان يزيننا بالاخلاق الطيبة والخصال قال الحميدة اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق والاقوال والافعال. لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها. لا يصرف عنا سيئها - 00:17:01ضَ
الا انت انت الكريم الجواد. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على النبي الامين - 00:17:21ضَ