شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
19- التعليق على (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي) أ د سامي الصقير- 16 رجب 1444هـ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن ابي العز رحمه الله تعالى في شرحه للعقيدة الطحاوية - 00:00:00ضَ
قال قوله خالق بلا حاجة رازق بلا مؤونة قال قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين - 00:00:14ضَ
وقال يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وقال والله الغني وانتم الفقراء. وقال قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض؟ وهو يطعم ولا يطعم - 00:00:35ضَ
وقال صلى الله عليه وسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجن - 00:00:54ضَ
انكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل كل انسان مسألته ما نقص ذلك من - 00:01:13ضَ
ما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر الحديث رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه - 00:01:33ضَ
قال رحمه الله قوله خالق بلا حاجة الخلق في اللغة في معنى الايجاد كما قال الشاعر ولا انت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لا يفري وقولوا بلا حاجة - 00:01:48ضَ
اي ان خلقه سبحانه وتعالى لم يكن بحاجة لهؤلاء المخلوقين الذين خلقهم فهو سبحانه وتعالى غني عنهم قال رازق بلا مؤونة الرزق بمعنى العطاء الرزق بمعنى العطاء والرزق نوعان رزق - 00:02:09ضَ
حسي ورزق معنوي الرزق المعنوي ما يرزق الله عز وجل العبد من الايمان والخشية والعلم الى غير ذلك وهذا رزق الارواح والثاني رزق حسي وهو رزق الابدان يقوم به البدن من مأكل - 00:02:40ضَ
ومشرب ونحو ذلك وهذا يشمل يعني الحسي يشمل الحلال والحرام. يشمل الحلال والحرام ولهذا قال السفاريني رحمه الله والرزق ما ينفع من حلال وضده فحل عن المحال لانه رازق كل الخلق - 00:03:15ضَ
وليس مخلوق بغير رزقه الرزق كل ما ينتفع به سواء كان من حلال ام من حرام حتى السارق حينما يسرق هذا رزق لكنه رزق محرم يقل رازق بلا مؤونة ثم قال قال الله تعالى وما خلقت الجن - 00:03:44ضَ
والانس الا ليعبدون ما خلقت اي ما اوجدت الجن والجن عالم غيبي عالم الغيبي الله اعلم بهم وهم ليسوا كالإنس في الحج ولا في الحقيقة فهم مكلفون في الجملة كما قال عز وجل يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي - 00:04:12ضَ
ولكن تكليفهم ليس كتكليف الانس اذا الجن مكلفون في الجملة. وهذا بالاجماع يدخل مؤمن مؤمنهم الجنة وكافرهم النار وهذا ايضا بالاجماع وليس منهم رسول ولا نبي واما قوله تعالى الم يأتكم رسل يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم - 00:04:45ضَ
قال اهل العلم اي من احدكم كقوله عز وجل يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان يعني من احدهما قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يوحدون وليطيعون تبين سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة ان الغاية من خلق الجن والانس هو توحيده وطاعته وعبادته - 00:05:17ضَ
ولم يخلقهم سبحانه وتعالى في حاجته اليهم لم يخلقهم ليتكثر بهم من قلة ولا ليتعزز بهم من ذلة ولا ليستغني بهم من فقر. ولهذا قال ما اريد منهم من رزق - 00:05:45ضَ
وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين الرزاق صيغة مبالغة اي كثير الرزق وهذا يشمل من يرزقهم ويشمل ايضا الرزق في حد ذاته الرزاق صيغة مبالغة لكثرة رزقه ولكثرة من يرزقه - 00:06:02ضَ
ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ثم قال تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد الفقراء الاصل في الفقر الاعدام ومعلوم ان المعدم للشيء - 00:06:32ضَ
محتاج الى غيره لان الفقراء جمع فقير والفقر يشابه القفر والقصر هو المكان الخالي الخلق كلهم محتاجون الى الله بالمضطرون اليه سبحانه وتعالى قال والله هو الغني الحميد فهو الغني - 00:06:53ضَ
عن جميع خلقه الحميد اي المحمود ها هو حميد فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول حميد بمعنى فاعل وبمعنى مفعول بمعنى مفعول اي انه محمود من عباده وبمعنى فاعل اي انه حامد لمن يستحق الحمد من عباده. قال والله الغني وانتم فقراء - 00:07:21ضَ
قال قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم سبحانه وتعالى وقال صلى الله عليه وسلم من حديث ابي ذر يا عبادي، لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا - 00:07:51ضَ
على اتقى قلب رجل واحد منكم. يعني لو اجتمعوا على اتقى قلب رجل واحد وصاروا جميعا في التقى كهذا الرجل فان ذلك لا يزيد في ملك الله عز وجل شيئا - 00:08:12ضَ
فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر - 00:08:28ضَ
افجر من الفجور والفجور والانبعاث في المعاصي والانغماس فيها قلب رجل واحد منكم. اي لو اجتمعوا على افجر قلب رجل واحد صاروا كلهم صاروا صاروا جميعا على افجر قلب رجل واحد فانه لا يقول ما نقص ذلك من ملكي شيئا - 00:08:52ضَ
يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني كل الخلق من اولهم الى اخرهم فاعطيت كل انسان مسألته مهما كثرت مهما كثر المعطى يقول ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر - 00:09:17ضَ
لو ادخلت مخيطا في البحر ينقص ولا شي فهكذا ملك الله عز وجل وهذا يدل على عموم ملكه وسعة ملكه سبحانه وتعالى قال وقوله بنا مؤونة بلا في قرين ولا كلفة - 00:09:44ضَ
ومؤونة تقدم لنا ان فيها ثلاث لغات مؤونة ومؤونة امونة ذكرنا هذا في الزكاة فيما يسقى فيما سقي بمؤونة وما سقي بغير مؤونة. نعم قال رحمه الله قوله مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة - 00:10:03ضَ
الموت صفة وجودية خلافا للفلاسفة ومن وافقهم. قال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا والعدم لا يوصف بكونه مخلوقا. وفي الحديث انه يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش املح - 00:10:28ضَ
فيذبح بين الجنة والنار. وهو وان كان عرضا فالله تعالى يقلبه عينا. كما ورد يقول رحمه الله قوله مميت الموت صفة وجودية خلافا للفلاسفة ومن وافقهم والموت مرحلة من المراحل - 00:10:48ضَ
التي يمر بها كل انسان فان كل انسان يمر بمراحل خمس المرحلة الاولى مرحلة العدم قال الله تعالى هل اتى على الانسان طحين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فهو قبل ان يكون شيئا كان عدما - 00:11:10ضَ
المرحلة الثانية مرحلة الحمل في بطن امه قال الله تعالى يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث المرحلة الثالثة مرحلة الدنيا قال الله عز وجل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا - 00:11:40ضَ
وقال الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهذه الدار او هذه المرحلة هي مرحلة الابتلاء وهي دار الامتحان والاختبار كما قال الله عز وجل في الاية الكريمة الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايهم احسن عملا - 00:12:10ضَ
المرحلة الرابعة مرحلة البرزخ قال تعالى ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون والمرحلة الخامسة مرحلة البعث وهي نهاية الراحل وغاية المراحل ثم انكم بعد ذلك لميتون. ثم انكم يوم القيامة - 00:12:41ضَ
يبعثون وكل انسان لا بد ان يمر بهذه المراحل الخمس قال والعدم لا يوصف بكونه مخلوقا. نعم. الدليل هنا اية على ان الموت صفة خلق الموت اذ لو كان الموت عدما - 00:13:07ضَ
لم يصح ان يوصف لماذا؟ بالخلق. نعم قال وفي الحديث انه يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش املح فيذبح بين الجنة والنار وهو وان كان عرضا يعني لا يرى - 00:13:25ضَ
الله تعالى يقلبه عينا. والله على كل شيء قدير. فهو الذي خلقه وهو القادر سبحانه وتعالى على ان يقلبه عينا. نعم قال رحمه الله وهو وان كان عرضا فالله تعالى يقلبه عينا كما ورد في العمل الصالح - 00:13:43ضَ
انه يأتي صاحبه في صورة الشاب الحسن والعمل القبيح على اقبح صورة وورد في القرآن انه يأتي على صورة الشاب الشاحب اللون. الحديث اي قراءة القارئ. وورد في الاعمال انها توضع في الميزان - 00:14:00ضَ
والاعيان هي التي تقبل الوزن دون الاعراض. وورد في سورة البقرة وال عمران انهما يوم القيامة يضيء صاحبهما كانهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف وفي الصحيح ان اعمال العباد تصعد الى السماء. وسيأتي الكلام على البعث والنشور ان شاء الله. ايضا هذا في الحديث - 00:14:17ضَ
في فضل سورة البقرة وال عمران انهما يأتيان يوم القيامة يظلان صاحبهما كانهما غمامتان او غيايتان مع انهما من من المعاني لكن الله عز وجل يقلب هذه مع انهما من العروظ - 00:14:43ضَ
لكن الله عز وجل يقلبها يقلب هذه الاعراض الى اعيان والله على كل شيء قدير. قال وفي الصحيح ان اعمال العباد تصعد الى السماء. كما قال عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب - 00:15:02ضَ
والعمل الصالح يرفعه قال رحمه الله قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه. لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا - 00:15:18ضَ
اي ان الله سبحانه وتعالى لم يزل متصفا بصفات الكمال. صفات الذات وصفات الفعل. ولا يجوز ان يعتقد ان يعتقد ان الله وصف بصفة بعد ان لم يكن متصفا بها. لان صفاته سبحانه صفات كمال - 00:15:38ضَ
صفة صفاته صفاته لان صفاته سبحانه صفات كمال وفقدها صفة نقص. ولا يجوز ان يكون قد حصل له الكمال بعد ان كان بضده ولا يرد على هذا ولا يرد على هذا صفات الفعل. والصفات الاختيارية ونحوها كالخلق والتصوير - 00:15:56ضَ
الاحياء والاماتة والقبض والبسط والطي والاستواء والاتيان والمجيء والنزول والغضب والرضا ونحو ذلك مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وان كنا لا ندرك كنه وحقيقته التي هي تأويله. ولا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين - 00:16:24ضَ
باهوائنا ولكن اصل معناه معلوم لنا. كما قال الامام ما لك رضي رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى ثم استوى على العرش كيف استوى؟ فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول. وان كانت هذه الاحوال تحدث في وقت دون وقت. كما في حديث الشفاعة ان ربي - 00:16:44ضَ
قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله لان هذا الحدوث بهذا طيب وهذا الكلام الامام مالك رحمه الله هو قاعدة في جميع صفات الله عز وجل - 00:17:07ضَ
المجيء والنزول الى السماء الدنيا لما سئل الامام مالك عن قوله ثم استوى على العرش كيف استوى على الاستواء معلوم والكيف مجهول استوائه سبحانه وتعالى له كيفية ولكن هذه الكيفية - 00:17:21ضَ
مجهولة لان الله تعالى اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف كيف استوى وقوله ثم استوى على العرش. تقدم لنا ان السلف رحمهم الله آآ اختلفت عباراتهم لفظا بمعنى استوى فقيل صعد - 00:17:41ضَ
وقيل على وقيل قصد وقيل ارتفع وقد ذكرها ابن القيم رحمه الله في النونية وقال فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه بالنقصان - 00:18:05ضَ
وكذا وكذا وكذا وكذلك قد صعد الذي هو رابع وابو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره ادرى من الجهمي بالقرآن وذكر اربع يقول فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعاني - 00:18:27ضَ
وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نقصان وكذلك قد صعد الذي هو رابع يمكن اه اذن استقر وعلى وصعد ايه اربعة. نعم لكن يعني كل الاربعة صحيح يا شيخ قد استوى اي صعد واستوى على استوى ارتفع نعم لكن اجمعه ان يقول استوى اي على - 00:18:50ضَ
وارتفع نعم. نعم يتضمن قصد ويتضمن صعد. نعم قال لان هذا الحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنع. ولا يطلق عليه انه حدث بعد ان لم يكن. الا ترى ان من تكلم اليوم وكان متكلما - 00:19:29ضَ
بالامس لا يقال انه حدث له الكلام ولو كان غير متكلم لآفة كالصغر والخرس ثم تكلم يقال حدث له الكلام. فالساكت لغير افة يسمى متكلم بالقوة بمعنى انه يتكلم اذا شاء. وفي حال تكلمه يسمى متكلما بالفعل. وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو - 00:19:46ضَ
كاتب بالفعل ولا يخرج عن كونه كاتبا في حال عدم مباشرته للكتابة قال وحلول الحوادث بالرب تعالى المنفي في علم الكلام ومثل ذلك العالم العالم نوعان عالم بالفعل وعالم بالقوة القريبة. نعم - 00:20:11ضَ
العالم بالفعل هو الذي يقول علمه في صدره اذا سئل اجيب. اجاب والعالم بالقوة القريبة هو الذي يتمكن من معرفة العلم بالمراجعة بالمراجعة والبحث فهمتم اذا العلم قد يكون علما بالفعل - 00:20:29ضَ
وذلك بما يحصل في صدره من العلم وقد يكون بالقوة القريبة فاذا سألت ما حكم كذا؟ يجيبك سألت العالم الاخر ما حكم كذا؟ راجع المسألة واجاب. نقول هذا عالم بالقوة القريبة. نعم - 00:20:49ضَ
قال وحلول الحوادث بالرب المنفي في علم الكلام المذموم لم يرد نفيه ولا اثباته في كتاب ولا سنة. وفيه اجمال. فان اريد انه سبحانه لا يحل في ذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة - 00:21:08ضَ
او لا يحدث له وصف متجدد لم يكن فهذا نفي صحيح وان اريد به نفي الصفات الاختيارية من انه لا يفعل ما يريد. ولا يتكلم بما شاء اذا شاء. ولا انه يغضب ويرضى - 00:21:24ضَ
ذاك احد من الورى ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والاتيان كما يليق بجلاله وعظمته فهذا ده نفي باطل واهل الكلام المذموم يطلقون نفي حلول الحوادث فيسلم السني للمتكلم ذلك على ظن انه نفى عنه سبحانه - 00:21:39ضَ
ما لا يليق بجلاله. فاذا سلم له هذا النفي الزمه نفي الصفات الاختيارية وصفات الفعل. وهو لازم له. وانما اوتي السني من تسليم هذا النفي المجمل. والا فلو استفسر واستفسر لم ينقطع معه - 00:22:01ضَ
وكذلك مسألة الصفة. هل هي زائدة على الذات ام لا؟ لفظها مجمل. وكذلك لفظ الغير. فيه اجمال فقد يراد به ما ليس هو اياه وقد يراد به ما جاز مفارقته له - 00:22:19ضَ
ولهذا كان ائمة السنة رحمهم الله تعالى لا يطلقون على صفات الله وكلامه انه غيره. ولا انه ليس غيره. لان اطلاقا الاثبات قد يشعر ان ذلك مباين له. واطلاق النفي قد يشعر بانه هو هو - 00:22:34ضَ
اذ كان لفظ الغير فيه اجمال. فلا يطلق الا مع البيان والتفصيل. فان اريد به ان هناك ذاتا مجردة قائمة بنفسها منفصلة عن الصفات الزائدة عليها فهذا غير صحيح. وان اريد به ان الصفات زائدة على الذات التي يفهم - 00:22:53ضَ
ومن معناها غير ما يفهم من معنى الصفة فهذا حق. ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات. بل الذات الموصوفة بصفات الكمال الثابتة لها لا تنفصل عنها. وانما يفرض الذهن ذاتا وصفة. كلا وحده. ولكن - 00:23:13ضَ
ليس في الخارج ولكن ليس في الخارج ذات غير موصوفة. فان هذا محال. ولو لم يكن الا صفة ولو لم يكن الا صفة الوجود فانها لا تنفك عن الموضوع. لا يمكن ان يكون هناك ذات من الذوات. سواء من من - 00:23:33ضَ
الجمادات او من غيرها الا وله صفة. نعم. لانه اذا لم يكن له صفة فهو عدم فهمتم؟ نعم. واولى من يوصف بالصفات هو الله عز وجل سبحانه وتعالى لكن في مسألة هل نقول ان - 00:23:50ضَ
اه ان صفاته وان كلامه غيره او ليس بغيره او ليس غيره. نقول هذا لا يطلق لا اثباتا ولا نفيا بل يفصل فيه نعم قال رحمه الله ولكن ليس في الخارج ذات غير موصوفة فان هذا محال. ولو لم يكن الا صفة الوجود فانها لا تنفك عن الموجود. وان كان الذهن - 00:24:07ضَ
ردوداتا ووجودا يتصور هذا وحده وهذا وحده. لكن لا ينفك احدهما عن الاخر في الخارج. وقد يقول بعضهم الصفة لا عين موصوف ولا غيره. وهذا له معنى صحيح. وهو ان الصفة ليست عين ذات الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة - 00:24:34ضَ
بل هي غيرها وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيء واحد غير متعدد والتحقيق ان يفرق بين قول القائل الصفات غير الذات. وبين قوله صفات الله غير الله. فان الثاني باطل - 00:24:54ضَ
لان مسمى الله يدخل فيه صفاته بخلاف مسمى الذات فانه لا يدخل فيه الصفات. لان المراد ان الصفات زائدة على ما اثبته المثبتون من الزات. والله تعالى هو الذات الموصوفة بصفاته - 00:25:12ضَ
اللازمة. ولهذا قال الشيخ رحمه الله لا زال بصفاته ولم يكن لا زال وصفاته لان العطف يؤذن بالمغايرة. وكذلك قال الامام احمد رضي الله رحمه الله في مناظرته الجهمية لا نقول الله - 00:25:27ضَ
الله وقدرته الله ونوره ولكن نقول الله بعلمه وقدرته ونوره هو اله واحد سبحانه وتعالى. نعم لان العلم والقدرة والنور صفات لازمة لله عز وجل لا تنفك عنه كذا قلت الله وعلمه - 00:25:45ضَ
يحتمل ان يكون العلم منفصلا. ان تكون القدرة منفصلة وهكذا. لكن الله بعلمه صارت الصفة ملازمة للذات. نعم فاذا قلت فاذا قلت اعوذ بالله فقد فاذا قلت اعوذ بالله فقد عذت بالذات المقدسة الموصوفة بصفات الكمال - 00:26:03ضَ
المقدس الثابتة التي لا تقبل الانفصال بوجه من الوجوه واذا قلت اعوذ بعزة الله فقد عذت بصفة من صفات الله تعالى. ولم اعذ بغير الله وهذا المعنى يفهم من لفظ الذات. فان ذات فان ذات في اصل معناها لا تستعمل الا مضافة. اي ذات وجود ذات - 00:26:27ضَ
قدرة ذات عز ذات علم ذات كرم الى غير ذلك من الصفات. فذات كذا بمعنى صاحبة كذا. تأنيث ذو. هذا اقصد معنى الكلمة فعلم ان الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه. وان كان الذهن قد يفرض ذاتا مجردة عن الصفات. كما يفرض المحال - 00:26:51ضَ
وقد قال صلى الله عليه وسلم اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر. وقال صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات مات من شر ما خلق ولا يعود صلى الله عليه وسلم بغير الله. وكذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك - 00:27:12ضَ
وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك. وقال صلى الله عليه وسلم ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا وقال صلى الله عليه وسلم اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وكذلك قولهم الاسم عين المسمى او غيره. وطالما غلط كثير من الناس في ذلك وجاهلوا الصواب فيه. فالاسم يراد - 00:27:32ضَ
المسمى تارة ويراد به اللفظ الدال عليه اخرى فاذا قلت قال الله كذا او سمع الله لمن حمده ونحو ذلك فهذا المراد فهذا المراد به المسمى نفسه. واذا قلت الله اسم عربي والرحمن اسم عربي. والرحمن من اسماء الله - 00:27:58ضَ
تعالى ونحو ذلك فالاسم ها هنا للمسمى. ولا يقال غيره لما في لفظ الغير من الاجمال. فان اريد بالمغايرة ان غير المعنى فحق. وان يريد ان الله سبحانه وتعالى كان ولا اسم له. حتى خلق لنفسه اسماء اسماء او حتى - 00:28:21ضَ
سماه خلقه باسماء باسماء من صنعهم فهذا باسماء باسماء من صنعهم فهذا من اعظم الضلال والالحاد في اسماء الله تعالى. والشيخ رحمه الله اشار بقوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه - 00:28:41ضَ
الى اخر كلامه الى الرد على المعتزلة والجاهمية. ومن وافقهم من الشيعة. فانهم قالوا انه تعالى صار قادرا على الفعل والكلام بعد ان لم يكن قادرا عليه. لكونه اعوذ بالله. لكونه صار الفعل والكلام ممكنا بعد ان كان ممتنعا. وانه انقلب من الامتناع الذاتي - 00:28:58ضَ
الى الامكان الذاتي وعلى ابن طلاب والاشعري ومن وافقهما فانهم قالوا ان الفعل صار ممكنا له بعد ان كان ممتنعا منه واما الكلام عندهم فلا يدخل تحت المشيئة والقدرة بل هو شيء واحد لا بل هو شيء واحد لازم لذاتك - 00:29:18ضَ
واصل هذا الكلام من الجهمية فانهم قالوا ان دوام الحوادث ممتنع. وانه يجب يعني يعنون كلام الله عز وجل. يقول فلا يدخل تحت المشيئة والقدرة بل هو شيء واحد لازم لذاته. اما اهل السنة - 00:29:40ضَ
ويقولون ان كلام الله عز وجل قديم وحادث فباعتبار اصله قديم لم يزل ولا يزال متكلما وباعتبار افراده واحاده هو حادث ولهذا قال الله عز وجل ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. ايه. ربه. متى حصل الكلام - 00:29:56ضَ
في نجاح نعم. وهو تابع للمشيئة تابع للمشيئة لان جميع افعاله سبحانه وتعالى تابعة لمشيئته. نعم قال واصل هذا الكلام من الجهمية فانهم قالوا ان دوام الحوادث ممتنع. وانه يجب ان يكون للحوادث مبدأ. امتناع حوادث لا - 00:30:18ضَ
لا اول لها فيمتنع ان يكون الباري عز وجل لم يزل فاعلا متكلما بمشيئته. بل يمتنع ان يكون قادرا على ذلك. لان القدرة الممتنع ممتنعة وهذا فاسد فانه يدل على امتناع حدوث العالم. وهو حادث. والحادث اذا حدث بعد ان لم يكن محدثا فلابد ان يكون ممكن - 00:30:40ضَ
والامكان ليس له وقت محدود وما من وقت يقدر الا والامكان ثابت فيه. فليس لامكان الفعل وجوازه وصحته فليس لامكان الفعل وجوازه وصحته مبدأ ينتهي اليه. فيجب انه لم يزل الفعل ممكنا جائزا صحيحا فيلزم انه لم يز - 00:31:02ضَ
الرب قادرا عليه. فيلزم جواز حوادث فيلزم جواز حوادث لا نهاية لاولها قالت الجهمية ومن وافقهم نحن لا نسلم ان ان كان الحوادث لا بداية له. ولكن نقول ان كان الحوادث بشرط كونها - 00:31:24ضَ
بالعدم لا بداية لها. لا بداية لها وذلك لان الحوادث عندنا تمتنع ان تكون قديمة ان تكون قديمة النوع. بل يجب حدوث نوعها ويمتنع قدم نوعها لكن يجب الحدوث في وقت بعينه. فان كانوا الحوادث بشرط كونها مسبوقة بالعدم لا اول له بخلاف جنس الحوادث - 00:31:43ضَ
ويقال لهم هب انكم تقولون ذلك. ولكن يقال ان كان جنس الحوادث عندكم له بداية. فانه صار جنس الحدوث عندكم ممكنا بعد ان لم يكن ممكنا وليس لهذا الامكان وقت معين. بل ما من وقت يفرض الا والامكان ثابت قبله. فيلزم دوام الامكان. والا لزم - 00:32:06ضَ
انقلاب الجنس من الامتناع الى الامكان من غير حدوث شيء ومعلوم ان انقلاب حقيقة جنس الحدوث او جنس الحوادث او جنس الفعل او جنس الاحداث او ما اشبه هذا من العبارات من الامتنان - 00:32:29ضَ
الى الامكان هو يصير ذلك ممكنا جائزا بعد ان كان ممتنعا من غير سبب تجدد. وهذا ممتنع في صريح العقل وهو ايضا انقلاب الجنس من الامتناع الذاتي الى الامكان الذاتي. فان ذات جنس الحوادث عندهم تصير ممكنة بعد ان كانت ممتنعة - 00:32:44ضَ
وهذا الانقلاب لا يختص بوقت معين. فانه ما من وقت يقدر الا الا والان كان ثابت قبله. فيلزم انه لم يزل ها لم يزل هذا الانقلاب ممكنا فيلزم انه لم لم يزل الممتنع ممكنا. وهذا ابلغ في الامتناع من قولنا لم يزل الحادث ممكنا. فقد لزمهم فيما - 00:33:04ضَ
فروا الي ابلغ مما لزمهم فيما فروا منه فانه يعقل كون الحادث ممكنا. ويعقل ان هذا الامكان لم يزل. واما كون الممتنع ممكنا فهو ممتنع في نفسه. فكيف اذا قيل لم - 00:33:28ضَ
هذا الامكان هذا الممتنع وهذا مبسوط في موضعه. فالحاصل ان نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي ام او في المستقبل فقط او الماضي فقط فيه ثلاثة اقوال معروفة لاهل النظر من المسلمين وغيرهم - 00:33:44ضَ
اضعفها قول من يقول لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل. كقول جهم بن صفوان وابي الهذيل العلاف وثانيها قول من يقول يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي. كقول كثير من اهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم - 00:34:02ضَ
والثالث قول من يقول يمكن دوامها في الماضي والمستقبل كما يقوله ائمة الحديث وهي من المسائل الكبار ولم يقل احد يمكن دوامها في الماضي دون المستقبل ولا شك ان جمهور العالم - 00:34:22ضَ
من جميع الطوائف العالم هكذا قال ولا شك ان جمهور العالم من جميع الطوائف يقولون ان كل ما سوى الله تعالى مخلوق سائل بعد ان لم يكن. وهذا قول الرسل واتباعهم من المسلمين واليهود - 00:34:38ضَ
واتباعهم من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم واليهودي والنصارى وغيرهم. ومن المعلوم بالفطرة ان كون الفعل مقارنا لفاعله كونه مفعول وهذا قول الرسل لا ومن معلوم بالفطرة ان كون المفعول ومن المعلوم بالفطرة ان كون المفعول مقارنا لفاعله لم يزل ولا يزال معه ممتنع محال - 00:34:58ضَ
ولما كانت ولما كان ولما كانت آآ ولما ولما ولما كان تسلسل الحوادث بالمستقبل لا يمنع ان يكون الرب سبحانه هو الاخر الذي ليس بعده شيء هو الاخر احسن الله اليك - 00:35:31ضَ
ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع ان يكون الرب سبحانه هو الاخر الذي ليس بعده شيء. فكذلك تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع ان سبحانه وتعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء. فان الرب سبحانه يقف له - 00:35:51ضَ