رياض الصالحين للنووي

19- باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر 16جمادى الآخرة 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ومشايخهم ولجميع المسلمين. امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الزهد في الدنيا. عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا. رواه الترمذي وقال حديث حسن. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله - 00:00:18ضَ

الله عنهما قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ونحن نعالج خصا لنا فقال ما هذا؟ فقلنا قد وهى فنحن فقال ما ارى الامر الا اعجل من ذلك. رواه ابو داوود والترمذي باسناد البخاري ومسلم. قال الترمذي حديث حسن صحيح - 00:00:35ضَ

عن كان من عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل امة فتنة وفتنة امة المال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله ابن مسعود - 00:00:55ضَ

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تتخذوا الضيعة الضيعة في الاصل هي العقار والمراد بذلك البستان والمزرعة ثم علل عليه الصلاة والسلام بقوله فترغبوا في الدنيا يعني فتميل الى الدنيا - 00:01:12ضَ

ويشغلكم هذا الامر اعني اتخاذ الضيعة عن امر الاخرة وهذا الحديث حديث ضعيف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان اتخاذ الضيعة والعقار والبستان والمزرعة مباح من حيث الاصل - 00:01:32ضَ

بل قد يكون امرا واجبا اما على الكفاية واما على الاعيان فيجب على الاعيان يعني يجب عينا اذا كان الانسان يكتسب منه. ليس له طريق لاكتسابه وكف يده عن السؤال - 00:01:52ضَ

الانفاق على نفسه ومن تلزمه مؤنته الا عن طريق هذا العقار او هذا البستان او هذه المزرعة فيجب عليه ان يعمل ولا يجوز له ان يأخذ من الزكاة. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدقة لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب - 00:02:08ضَ

ما دام الانسان يتمكن من الاكتساب اما بصنعة واما بحرفة او زراعة او نحو ذلك فلا حرج عليه في ذلك ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يتخذون الضيعة والمزارع والبساتين - 00:02:28ضَ

ولن ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك وقد يكون اتخاذ الضيعة ايضا اعني المزارع والبساتين. قد يكون على سبيل الكفاية يعني فرض كفاية. لان المسلمين يستغنون به عن غيرهم - 00:02:46ضَ

وامور الدنيا من علوم الهندسة والطب والصناعة والزراعة وغيرها من فروض الكفايات اذا قام بها من يكفي من المسلمين فانه يسقط الاثم عن الباقين. لان المسلمين بحاجة فكل بحاجة الى الاخر. كل انسان في هذه - 00:03:02ضَ

الدنيا بحاجة الى طبيب يعالجه. بحاجة الى مهندس يبني له بيتا بحاجة الى مزارع يدر عليه من الثمرات ونحو ذلك. ولو قيل ان الناس يجلسون في المساجد ولا يعملون لتعطلت مصالح الدين والدنيا - 00:03:22ضَ

المهم ان هذا الحديث ضعيف. وعلى فرض صحته فهو محمول على ما اذا كانت الضيعة تشغل الانسان عما خلق لاجله وهو الدار الاخرة اما الحديث الثاني حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج يعني نصلح خصا لنا - 00:03:42ضَ

يخص هو البيت الذي يكون من الخشب والقصب ويشبع بالطين قد هوى يعني ال الى السقوط. فقال عليه الصلاة والسلام سألهم ماذا تصنعون؟ فقالوا انا نعالج هذا البيت الذي قد - 00:04:07ضَ

هذا الى السقوط فقال عليه الصلاة والسلام ما ارى الامر الا اعجل من ذلك. يعني ان الموت اسرع وهذا ايضا محمول على ان هذا البيت الذي كانوا يعالجونه ليس من الامور الظرورية ومن الحاجات بل هو من - 00:04:23ضَ

وايضا تكون معالجتهم له من باب طول الامل والبقاء في الدنيا. فاذا كان كذلك فانه يكون من الامور غير المرغوب بها واما اذا عالج الانسان واصلح بيته للسكنى او للانتفاع به او للاستثمار فالاصل ان - 00:04:43ضَ

جائز بل قد يكون من الامور الواجبة كما سبق واما الحديث الثالث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل امة فتنة يعني لكل امة ما يختبرون به يمتحنون به وفتنة امتي يعني امتحانهم في الدنيا في المال. يعني انهم يفتنون في المال - 00:05:03ضَ

والمال فتنة في تحصيله وكسبه وفي بذره وانفاقه. اما في تحصيله وكسبه فهو فتنة من حيث ان بعض الناس قد يكتسب هذا المال من طرق محرمة ومن طرق غير مشروعة كأن يكتسبه من الربا او من - 00:05:26ضَ

من الغش او من التدليس او يأكل اموال الناس بالباطل او يجحد ما وجب عليه من الحقوق ونحو ذلك وقد يكتسبه من طرق مباحة. ولكن يشغله اكتسابه وتحصيله عما خلق لاجله. بحيث - 00:05:46ضَ

تكون الدنيا هي اكبر همه وهو ايضا فتنة من حيث البذل والانفاق فمن الناس من يقوم باداء الواجب الذي اوجبه الله تعالى في هذا المال. من اداء الزكاة والنفقات والحقوق الواجبة. ومنهم من - 00:06:05ضَ

يمنعوا ذلك ومنهم من يقوم باداء الحقوق الواجبة ولكن يبذل بقية ما له في الامور المحرمة او في الامور التي لا منفعة فيها وهذا المال قد جعله الله تعالى قياما للناس تقوم به مصالح دينهم ودنياهم. فعلى المرء - 00:06:23ضَ

ان يحرص على اكتساب المال من طرق مباحة. وان يبذله فيما شرع الله عز وجل. فيكتسب المال من محله وينفقه في محله. يكتسبه من محل يعني من طرق مشروعة. ويبذله في طرق مشروعة. والحلال ليس كما - 00:06:43ضَ

بعض الجهال من العوام الحلال ما حل في اليد. فما حل في يده من حلال ام حرام فانه يعتبره حلالا. هذا خطأ بل الحلال ما احله الله والحرام ما حرم الله - 00:07:05ضَ

على الانسان ان يحرص في اكتساب المال ان يكون اكتسابه من طرق مشروعة ومن طرق طيبة وان يبذله ايضا في طرق مشروعة وطرق طيبة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا - 00:07:20ضَ

فهو سبحانه وتعالى طيب طيب في ذاته وفي اسمائه وصفاته وافعاله. لا يقبل الا طيبا لا يقبل من الاعمال والاقوال والاموال الا ما كان طيبا. والطيب ظابطه موافقة الشرع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:40ضَ