شرح الأربعين النووية | للشَّيخ عبدالله الغنيمان
التفريغ
بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الامام النووي غفر الله له ولشيخنا الحديث السابع والعشرون. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق - 00:00:02ضَ
والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابظة بن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر والاثم؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه - 00:00:22ضَ
النفس واطمئن اليه القلب. والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك حديث حسن رويناه في مسند الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:42ضَ
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن سار على نهجه ودعا بدعوته ليوم الدين في هذا الحديث السابع والعشرون وحديث النواس بن سلمان رضي الله عنه - 00:01:02ضَ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاسم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم هنا جعل البر البر والاثم فالاسم يقابل والبر فسره صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق. وذلك ان حسن الخلق - 00:01:22ضَ
يمنع الانسان من اه اقتراف ما لا يجوز. ويحمله على ودرء ما هو من اثار الغضب واثار الانتصار للنفس وهذا كله من امر الشرع الذي جاء به جاءت به الشريعة - 00:02:02ضَ
اما البر فهو كلمة جامعة وقد يطلق على شيء معين على الاحسان الى الخلق. والاحسان اولا يكون خاصا ويكون عاما ولهذا جاء في لما سأل الصحابي من اولى الناس بري او بحسن صحبتي قال - 00:02:32ضَ
امك ثم ابوك ثم الادنى فالادنى. اذا اطلق البر ويقصد به الاحسان الى الخلق في اول ما يدخل في ذلك الوالدين. وقد امر الله جل وعلا ببرهما في نصوص متعددة وكذلك في الاحاديث. وقد يأتي البر ويقصد به ما هو اعم. بل يقصد به كل - 00:03:02ضَ
وما جاء به الشر. فيكون بمنزلة التقوى او بمنزلة الايمان كما قال الله جل وعلا يسألونك عن البر الى اخر الاية جعل الشرع كله داخل فيه والبر من امن بالله واليوم الاخر الى اخر الاية جعل الايمان بالله والملائكة - 00:03:32ضَ
والكتب واداء الزكاة والصبر على المكاره والصبر في البأساء وفي الصبر على المرظ وغيره كل داخل في البر. فيكون كلمة جامعة يدخل فيها الخير كله. ولكن هنا شيء خاص وهو الظال بانه كما يظهر من سياق الحديث انه الشيء الذي يريد - 00:04:02ضَ
ان يسلكه ويجتنب ما فيه اثم. يعني ما فيه الخير بالخاص الانسان نفسه ولهذا قال له حسن الخلق وحسن الخلق معلوم انه يراد به معاملة الناس بالاخلاق الحسنة وليس الشيء الذي يخصه من العبادات كما في الاية ليس - 00:04:32ضَ
البر ان تولوا وجوهكم قبل الى اخره. وحسن الخلق يجمع الخير كله ولهذا جاء في الحديث ان اقرب المؤمنين الى الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة احاسنهم اخلاقا. فيقصد به ايضا - 00:05:02ضَ
السلوك الحسن في نفس الانسان. ومع الاخرين. وهذا هو الذي تخلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما سئلت عائشة عن اخلاقه قالت خلقه القرآن والخلق خلق القرآن يعني انه يعمل به. يعمل بما امر الله جل وعلا به ويجتنب ما نهى عنه - 00:05:32ضَ
اما الاثم فالاثم يعني ما يترتب على فعل يكون اثره عذاب واثم. اثم يعني انه يعذب على ذلك. فاذا اثم الانسان ترتب على ذلك عذابه. ومعنى ما حاك في نفسك يعني - 00:06:02ضَ
انه ما تأثرت النفس به ولم تطمئن اليه. وهذا معناه اذا كان الامر فيه اشتباه وليس فيه امر واضح يمكن يركن اليه فيجتنبه تخلصا وابتعادا عن الوقوع في الاثم. فهذا شبيه - 00:06:32ضَ
الحديث السابق الذي مر معنا حديث النعمان ابن بشير الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه. هذا الشبهات الذي يجتنبها ويتقيها يكون قد عمل الاحتياط - 00:07:02ضَ
الذي ينبغي ان لا يقع في الاثام ويقع في الحرام. وقوله وكرهت ان صلي عليه الناس يعني هذا ما كان بينك وبين ربك يكون امر تفعله وتقدم عليه او يكون يعني خاصا الفعل الذي يخصك - 00:07:32ضَ
فاذا كرهت اطلاع الناس عليه لان لا ينتقدوك او ينكروا عليك وما اشبه ذلك فهذا معناه انه فيه الاثم. وليس لله ولكن هذا ليست قاعدة مطردة. هذا في الامور التي - 00:08:02ضَ
ليس فيها دليل من الشرع. لا في التحريم ولا في التحليل. لان بعض ناس يكره اشياء قد ثبتت ان ثبتت الادلة عليها فلا دليل على ذلك. وقد مثلا يعمل اشياء قد ثبتت كراهتها او تحريمها على حسب العادة التي اعتادها فهذا لا لا يلتفت - 00:08:22ضَ
وانما هذا في الشيء الذي ليس فيه دليل. ولكنه امر مشتبه لا تدري هل هو داخل في الامور التي يفعلها العبد امتثالا لامر الله او الامور التي ينبغي يجتنبها. ابتعد عنها. هذا من باب - 00:08:52ضَ
شبهات المشتبهات اذا الامور تكون كأنها مقسمة الى اقسام امر واضح جلي لان انه حلال احله الله. واخر يقابله واضح بانه محرم. وشيء بينهما ما يدرى هل هو من هذا ولا من او من هذا؟ فهذه التي ينبغي ان يقف عندها الانسان. فاذا كان - 00:09:22ضَ
قلبه مطمئنا وهو قد عرف الادلة. عرف الادلة وعرف الامور الظاهرة التي جاء بها الشرع ووقف لانه في نفسه وصار قلبه غير مطمئن به انه يجتنبه ويبتعد فهذا من باب الورع. والورع ان يكون الانسان محطاطا لدينه - 00:09:52ضَ
ان يحتاط لدينه. فاذا احتاط ذلك ارتاح. ارتاح ضميره ويرتاح بانه لم يقع في شيء يتأثم به. اما الحديث الثاني حديث وابسة اولا فيه علامة من علامات نبوة علامة النبوة لانه اخبرنا - 00:10:22ضَ
وهو عن شيء في ضميره جاء اليه ليسألوه فاخبره به قبل ان يسأل. فقال جئت تسأل عن كذا وكذا هذا من الامور الغيبية التي يعلمه الله الله جل وعلا بها لتكون اية له. وهذا يدلنا على ان الايات التي - 00:10:52ضَ
تظهر علامة للنبي صلى الله عليه وسلم انه نبي تكون خاصة وعامة. لان هذا خاص بهذا الذي فوطت. وان كان معناه انه يعم عندما يظهر هذا وينتشر. يعني هذا حديث اذا ظهر وانتشر علم ان هذا من الايات والايات معناها الدلائل الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم - 00:11:22ضَ
الشرع يسمى ايات وبعض الناس اصطلحوا على انها تسمى معجزات معجزة ولكن القرآن والحديث جاء بانها اية. ولم اذكرنها والمعجزة اخذت من المعنى من التحدي الذي قاله الله جل وعلا ان كنتم في ريب مما - 00:11:52ضَ
على عبدنا فاتوا بسورة من من مثله. فتحداهم ان يأتوا شيء مما اعطي فعجزوا فصارت معجزة هذا معنى العجز عجزوا ان يأتوا بشيء منها فسموها معجزة وايات المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا. منها ما هو ظاهر مثل القرآن وهو - 00:12:22ضَ
من اعظمها واظهرها ومنها ما هو محسوس مشاهد في وقته ومنها ما هو ايضا عام في النظر الى حالته والى سيرته والى ما حصل له من اجابة دعاء او غير ذلك فهو كثيرة وقد الف فيها العلماء مؤلفات خاصة سموها دلائل النبوة - 00:12:52ضَ
لانها تدل على نبوته صلى الله عليه وسلم. هنا قال جئت تسأل عن البر والاثم لهذا قال قلت نعم. قد جاء انه النواب انه قال اتيت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اقصد انا سؤاله عن البر كله وعن الاثم كله - 00:13:22ضَ
هذا يدلنا على حرص الصحابة على الاستقامة وعلى فعل الخير واجتناب ما فيه اثم. هذا ينبغي لان هذا فيه سلامة العبد ان يسلم من اه الوقوع في المآثم التي يترتب عليها العذاب في الدنيا - 00:13:52ضَ
والاخرة. هذا امر مطلوب لابد منه. ثم قال استفت قلبك وهذه الكلمة يستعملها الناس كثيرا. استفتي قلبك وتكون في الامور التي لم يتبين انها لا من الخير ولا من الشر. لا من الحلال ولا من الحرام. استفتي قلبك - 00:14:12ضَ
والمعنى ان القلب اذا اطمئن الى هذا الشيء ولم يكن فيه حرج ولا حزازات ان الانسان يسكن اليه ويفعله وهذا يدلنا على ان الله جل وعلا فطر عباده على معرفة الخير وحبه. وهذا جاء في نصوص كثيرة. فطرة الله التي فطر - 00:14:42ضَ
عليه الناس وفي قول الرسول صلى الله عليه كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. والمقصود بالابوين يعني المربي الذي يتربى على يديه سواء ابواه ولا غيرهما. وآآ هذا كثير فيك - 00:15:12ضَ
الله جل وعلا انه يذكر جل وعلا ان خلق خلقه قابلين مريدين له ولكن التربية والتعليم تصرفهم عما خلقوا وفطروا عليه. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله خلق عبادة عن الله - 00:15:42ضَ
جل وعلا وقال خلقت عبادي حنفاء. حنفاء يعني مسلمين. اجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما احللت له الى اخره. والمعنى انهم خلقوا قابلين للحق مريدين له وليس ما انهم خلقوا يعرفون الحق. لان الله جل وعلا اخبرنا انه اخرجنا من بطون امهاتنا - 00:16:12ضَ
لا نعلم شيئا وجعل لنا السمع والبصر حتى نستدل بالسمع والبصر والعقل على ما ينفع اجتنب الشيء الضار. فعلى هذا لابد ان يأتي الامر. يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم الينا بما - 00:16:42ضَ
يصلحنا وانما تكون الفطرة يعني انها ان الانسان يكون قابلا للحق ومريدا له ليس عنده في نفسه ما يصده ويمنعه من قبوله. حتى تأتي المؤثرات التي هي التعليم وغيرها ثم هذا قوله استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه - 00:17:02ضَ
القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر. وان افتاك الناس وافتوك هذا يكون في امور خاصة وليس في كل شيء. يعني في الامور التي لم تتبين ان انها لا من الحلال ولا من الحرام. ومعلوم الناس تختلف انظارهم في هذا وتختلف ميولهم. فقد يكون المفتي - 00:17:32ضَ
في مثلا يفتي بلا دليل. وانما يفتي عن رأيه ونظره فيكون قد تأثر بامور تحيط به من حب او بغظ كراهة او غير ذلك فيفتي بخلاف ما في ما في يكون مطمئن اليه القلب - 00:18:02ضَ
فمثل هذا لا يأخذ بفتواه لان القلب لا يطمئن الى فتواه. ولكن اذا كانت فتوى مستندة على دليل فلا يجوز انها انه يعرض عنها ويقول انظر الى ما في قلبي. انما هذه - 00:18:32ضَ
في الامور التي لا تستند الى دليل وانما هي اراء وانظار وفكر افكار والشرع ليس رأي ولا نظر وانما الشرع نصوص. نصوص جاء بها الوحي. وقد يخفى على الانسان شيء من ذلك - 00:18:52ضَ
فاذا خفي بعد ان طلبه وبعثه فلا لوم عليه في ذلك ولكن يجب على العامل الذي يعمل ان وان يتثبت حتى لا يقع في الاثم. والمقصود هنا ان الرسول صلى الله - 00:19:12ضَ
وسلم اخبر ان الذي تطمئن اليه النفوس وتسكن اليه القلوب انه من الامور المأمور بها وانه من البر. وان الشيء الذي لا يطمئن له القلب ويصير فيه في النفس حزازة من وحك والحك يعني مثل الحز. انه يجتنبه - 00:19:32ضَ
لانه اثم. وليس هذا نقول ليس هذا في كل شيء. هذا في الامور التي لا نص فيها. اما اذا كان فيه نص فلا يجوز ان يحوك في نفس الانسان شيء منه. ومثال ذلك اذا كان الانسان مثلا مريض - 00:20:02ضَ
ايضا ثم قيل له المرض يريد ان يصوم الا الصوم يؤثر عليك في مرضك فكثير من الناس يحز في نفسه ان هذا ما لا ينبغي فيصوم فهذا لا يكون هذا من الامور التي تحزه النفس. لان هذا فيه الدليل الشرعي. انه اذا كان مريضا او على سفر انه يفطر - 00:20:22ضَ
فيستعمل هذا ولا ينظر الى ما يحزه النفس. لان هذا له قال عليه دليل. ومثل ذلك قصر الصلاة او السفر او ما اشبه ذلك من الرخص التي جاء بها الشرع. فالشيء الذي جاء به الشرع - 00:20:52ضَ
لا يجوز ان يكون في النفس منه حزازة. بل يفعله مطمئنا. وانما هذا في الشيء الذي لا ليس فيه دليل الذي ليس فيه دليل يصير في مثل هذه الامر اذا كان يحز في النفس - 00:21:12ضَ
ولا يطمئن اليه القلب فاجتنابه اولى. ولكن هل يكون هذا اجتنابه واجب لا يكون واجبا الا اذا كان هناك دليل يوجب هذا. وانما هذا من باب الورع وباب الاحتياط. ان يحتاط - 00:21:32ضَ
لدينه والاول حديث النواس يدلنا على ان العبد ينبغي له ان يجتنب الامر الذي يكون فيه قدح من الناس او كلام من الناس لانه فيه يقول وكرهت ان يطلع عليه الناس. فالشيء الذي - 00:21:52ضَ
ينتقدك الناس في ينبغي ان تجتنبه فهو صيانة لعرضك لان لا يقعوا فيك. وصيانة العرظ مطلوبة مطلوبة شرعا. اما هذا يقول وان افتاك الناس وافتوك يعني وفي رواية وان افتاك المفتون. وليس هذا في كل شيء يفتى فيه. وانما هو في الشيء الذي - 00:22:22ضَ
ليس عليه دليل من الشرع لا في كونه مباحا او جائزا او حلالا او كونه محرما ومكروها. وعلى كل حال الشيخ رحمه الله الله نووي جعل هذا الحديث من الجوامع جوامع الكلم التي تدل على معان كثيرة - 00:22:52ضَ
فهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم لان هذا يتعلق بالانسان نفسه وبما يفعله وبالاحتياط لعرضه ولدينه وهو امر مطلوب شرعا. ثم فيه ان القلب قلب العبد انه فطر على محبة الخير وارادته. وانه قد مثلا - 00:23:22ضَ
صار الى مثلي هذا الامر في بعظ الاشياء. وليس في كل شيء لان العبد يجب ان يتبع شرع الله جل وعلا امرا ونهيا. ولكن هناك فيها امور امتحن الناس بها تكون مشتبهة - 00:23:52ضَ
لا يدري هل هي من الامور المباحة او من الامور المحظورة؟ فيحتاط لنفسه فاذا الاحتياط للدين مطلوب امر مطلوب. وقد يكون الدليل عليه ضعيف. فمثل هذا المصير الى ما يحوك في النفس هذا ليس هو مثل الدليل الذي جاء به - 00:24:12ضَ
في الكتاب والسنة. نعم الحديث الثامن والعشرون. عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون مم - 00:24:42ضَ
وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله و السمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد وانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة - 00:25:02ضَ
للخلفاء الراشدين المهديين المهديين عضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح عن النواس عن ابي نجيح الارباض ابن سارية رضي الله عنه - 00:25:22ضَ
قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل. والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد - 00:25:42ضَ
فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عظوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ظلالة هذا الحديث كل جملة منه تحتها امور عظيمة فهو من الجوامع - 00:26:12ضَ
وقوله ان وعظنا موعظة وجلت من القلوب وذرفت من العيون هذه صفة المؤمنين الذي الذي الذين اثنى الله عليهم بانهم اذا ذكرت لهم ايات الله وجلت قلوبهم وازدادوا ايمانا. يعني عملا ومن العمل البكاء خوفا من الله جل وعلا - 00:26:42ضَ
هو المقصود هنا بذرف العيون. ذرفت دموعهم يعني البكا خوفا من الله جل وعلا ومعلوم ان هذا يكون له اثر في الاعمال في عمل الانسان من آآ الاجتهاد في طاعة - 00:27:12ضَ
الله والابتعاد عن معاصيه. ثم قوله وعظم موعظة يدل على ان الموعظة من الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد امر الله جل وعلا بذلك وقال تعالى ادعوا الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. بالموعظة. وقال وعظهم في انفسهم - 00:27:32ضَ
قل لهم قولا بليغا. فامره ان يعظ. فالموعظة من الامور المهم. المهمة التي جاء بها الشرع والموعظة هي ذكر ما يرقق القلوب. ويخوف العبد بالمستقبل ولا احسن من هذا من النصوص التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وكذلك نصوص رسول الله صلى الله - 00:28:02ضَ
عليه وسلم. ثم هذا الذي ذكره يدل على انه امر تميز وعرفوا ان هذا توديع ومعنى ذلك عند وفاته صلى الله عليه وسلم لان الذي يودع احدا يجتهد في ما يقول له ويوصيه فتميز هذا وعرفوه - 00:28:32ضَ
لهذا قالوا كأنها موعظة مودع. وقد جاءت مواعظ في اخر حياته صلى الله عليه وسلم في خطبه تدل على ذلك ويشير فيها الى هذا. فانه لما خطب يوم عرفة وكذلك يوم - 00:29:02ضَ
النحر واليوم الذي بعده كان يشير الى هذا ويقول لعلكم لا تلقوني بعد اليوم. وفي بعض الالفاظ ان هذه حجة الوداع. يعني يودعهم وفي بعضها ايضا تصريح بان هذا اخر اللقاء لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا - 00:29:22ضَ
التوديع وكذلك جاء في نصوص اخرى بعدما رجع من الحج صلوات الله وسلامه عليه فانه ذهب الى الشهداء ودعا لهم ثم الى للبقيع يقول ثم تكلم بالكلام البليغ الذي فيه الوصاية ولهذا قالوا كانه يودع الاموات والاحياء. يودعهم - 00:29:52ضَ
بامر الله جل وعلا. وفي هذه الوصية قل فاوصنا يعني فيه طلب الوصية له عبدا انه يطلب ممن يكون عالما بالامور ويكون عنده الاستطاعة على التوجيه والارشاد ومعرفة الامور طلب الوصية من - 00:30:22ضَ
والوصية امر الله جل وعلا بها للمؤمنين فهي من الدين الذي يجب ان يمتثل يقول الله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا صوب الحق وتواصوا بالصبر. فالتواصي بالحق مأمور به وكذلك التواصي بالصبر عليه - 00:30:52ضَ
وفي ضمن هذا التواصي ايضا باجتناب الباطل. والامور التي قد تكون سبب في هلاك الانسان او في تعذيبه. فهي من امور المسلمين التي يجب انهم يعملوا بها بامر الله جل وعلا. لهذا قال قالوا فاوصنا اوصاهم بامور جامعة - 00:31:22ضَ
اه اول وصية قال فيها اوصيكم بتقوى الله. هذه كلمة جامعة تجمع الخير كله اذا امتثل الانسان وهي وصية الله جل وعلا للاولين والاخرين. وقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا - 00:31:52ضَ
الله. لهو وصية فهي وصية الله لمن قبلنا ولنا. ولهذا وصى بها رسول الله اوصيكم بتقوى الله وتقوى الله حقيقتها ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وتخافه واقيا يقيك ويسترك من الوقوع فيما هو سبب للعذاب. ومعنى ذلك طاعة الله - 00:32:12ضَ
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. واجتناب المعاصي كلها فهي تقوى الله. ولابد ان يكون على نور من الله في هذا يعني لابد ان يكون تكون التقوى بدليل يترك كل شيء بدون دليل يتقي معناه يمتثل الاوامر. التقوى امتثال للامر - 00:32:42ضَ
واجتناب النهي والامر يكون من الله جل وعلا. وكذلك النهي الامر الذي امر به تفعله ومن اعظم الاوامر التي جاءتنا في هذا عبادة الله وحده والخلاص من كل ما يشوب العبادة من القوادح او التي تنقصها تذهب - 00:33:12ضَ
تذهب بكمالها هذا امر مهم جدا. ثم بعد ذلك تترتب الامور التي يأمر الله جل وعلا بها على هذا. ومن اعظمها بعد ذلك اقامة الصلاة. يأتي بها على الوجه المطلوب - 00:33:42ضَ
الذي امره الله جل وعلا بها يقيمها بشروطها واركانها وما يلزم لها يعني يحسن الوضوء ثم يحسن الوقوف بين يدي الله بحضور قلبه خشوعه بين يد ربه فانه يقوم في الصلاة يناجي ربه جل وعلا. ويؤديها في اوقاتها التي - 00:34:02ضَ
امر الله جل وعلا بها وفي الجماعات التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني على الوجه شرعي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك الامور التي تلي هذا مثل الزكاة داء الزكاة - 00:34:32ضَ
الزكاة قد تكون للمال وقد تكون للنفس. ولهذا جاءت اه الايات من السور بامري باداء الزكاة ولا الزكاة ما فرضت الا في المدينة زكاة الاموال. لا بد ان يكون هذا في زكاة النفس - 00:34:52ضَ
وزكاة التزكية عند الله جل وعلا. ثم كذلك الامور الواجبة التي ترتب على هذا مثل الصوم والحج وغير ذلك. فهذه من تقوى الله جل وعلا. وهي ويدخل فيها الواجب والمستحب. كما يدخل فيها اجتناب المحرم واجتناب المكروه - 00:35:12ضَ
فهي من الكلم الجوامع التي تجمع الخير كله. وقوله والسمع والطاعة يعني اوصيكم ان تسمع وتطيع لمن تأمر عليكم. وهذا امر مهم ايضا. ومن الاصول التي جاءت بها جاء بها الشرع فلا بد من السمع والطاعة لمن تأمر علينا ان نسمع له ونطيع بغض النظر عن حاله - 00:35:42ضَ
كونه تقي ولا غير تقي هذا اليه. هذا امره يتعلق بنفسه. وانما السمع والطاعة حتى اه لا يكون هناك امور تخالف الاجتماع ان الاجتماع مأمور به ومعلوم انه لا بد للمسلمين من قائد يقودهم واميرنا تأمر عليهم - 00:36:12ضَ
تأخذ الحق ممن يمتنع منه كذلك يكونون معه على التعاون على امر الله جل وعلا وامر رسوله. ثم لما كانت من عادة العرب احدتهم قديما انهم لا ينقادون لكل احد. انما ينقضون للكبرى ولمن عرف بالشرف آآ - 00:36:42ضَ
لهذا قال وان كان عبد. يعني وان تأمر عليكم عبد والعبد هو المملوك الذي يباع ويشترى وان ثمر عليكم مثل هذا يجب ان تطيعوا وتنقادوا لامرك فهذا من القواعد العظيمة التي يجب ان - 00:37:12ضَ
تمسك بها. وقوله فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا الى اخره. هذا مثل ما سبق من الايات التي تدل على نبوته صلى الله عليه وسلم لانها امور مستقبلة يخبر بها فوقعت - 00:37:32ضَ
كما اخبر بها صلوات الله وسلامه عليه. ورتب على قوله فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا يعني اختلاف في الدين. اختلاف في الامور التي يجب ان تفعل او لا تفعل - 00:37:52ضَ
والاختلاف لا خير فيه هو شر كله. ولهذا حرمه الله جل وعلا يعني في ديني في دين الله جل وعلا. رتب على هذا قوله فعليكم بسنتي. وسنة الخلفاء الراشدين يعني وعليكم هنا اغراء. يعني الزموها الزموها ولا تفرطوا بها - 00:38:12ضَ
عليكم بلزومها والسنة طريقته التي عرفت عنه قولا وفعلا وعملا الاقوال التي يقولها والافعال التي يفعلها الاعمال وكذلك الذي يكون في وقته ويقره عليه فهي سنته صلى الله عليه وسلم. اما سنة الخلفاء الراشدين فهم الخلفاء لا يأتون بشيء جديد. وانما - 00:38:42ضَ
تمسكوا بسنته صلى الله عليه وسلم لانهم اخص الناس به. والخلفاء الراشدين قد علم من هم الخلفاء الراشدين المهديين. فهم اربعة كما عليه اهل السنة والاتفاق. ابو بكر وعمر وعثمان - 00:39:12ضَ
انا وعلي رضي الله عنه. وهذا بالنص وليس بالاجتهاد. لان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر ان الخلافة بعده ثلاثون سنة. بعد بعد الثلاثين تكون ملك. فاول الملوك في الاسلام معاوية رضي الله عنه. والذين قبله خلفاء. خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:39:32ضَ
اه سنة الخلفاء يجب ان يتمسك بها. لانهم على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس معنى ذلك انهم بشيء جديد. ولهذا وصفهم بانهم مهديون راشدون ومهديون. فالراشد هو الذي اتبع الحق - 00:40:02ضَ
واهتدى الي والمهدي هو الذي هدي الى الصراط المستقيم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم حظ على هذا واكد على ذلك فقال عظوا عليها بالنواجذ. هذا تأكيدا للتمسك بالسنة. والنواجد - 00:40:22ضَ
يا اطراف مؤخر الاسنان واطراف الاضراس وهي اقوى ما في الفم. يعني انكم تمسكوا فيها اشد التمسك. فلا تفرطوا فيها. لان التمسك بها يترتب عليه سعادة الدنيا والاخرة والتفريط يترتب عليه الشقاء في الدنيا والاخرة. ثم قال - 00:40:42ضَ
اياكم ومحدثات الامور. اياكم يعني تحذيرا احذروا ان تقعوا فيما يحدث من الامور في دين الله. فان هذا هلك وانحراف عن السنة. التي يجب ان فهو ضد ما قبله. الوصية بالتمسك بالسنة وسنة الخلفاء - 00:41:12ضَ
اه هذا من باب التأكيد قال واياكم ومحدثات الامور ثم بين ان كل بدعة ضلالة والبدعة هي المحدثة يعني الشيء الحديث الذي يأتي لم يسبق له نظير في شرع الله جل وعلا. وهذا عام - 00:41:42ضَ
سواء كان في العمليات او في الاعتقادات. كله شر لا خير فيه. يجب ان يبتعد عنه ولان او يترتب عليه عذاب الانسان. فهذه من الامور الجوامع التي لا اشكال فيها فهي ظاهرة وفي هذه الوصايا التي قالها صلى الله عليه وسلم سلامة العبد في الدنيا والاخرة - 00:42:02ضَ
اخرة من الاثام التي يترتب عليها العذاب عذاب الله جل وعلا. فهي الزم للانسان واهم من كونه يتحصل على الطعام والشراب واللباس وغير ذلك ما فيه حياته الدنيوية. لان فيها - 00:42:32ضَ
سلامته من موجبات العذاب في الدنيا والاخرة وهذا امر مطلوب. فيجب ان يتبع والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. يقول السائل حبذا لو حدثتنا حسن الخلق خاصة بين طلبة العلم ومع العامة. حسن الخلق يجب ان يكون مع جميع عموم الناس ليس مع العامة - 00:42:52ضَ
اخوك وغير اخوك. وفيه اكتساب الفضائل والسلامة من الاثم. وان يعني آآ الزم ما يكون بين الرجل واهله. يعني اولاده وزوجته واقاربه. يجب ان يستعمل حسن خلق فانه اذا استعمله لا يندم بل يكتسب الخير ويسلم من الاذان. ثم بعد ذلك - 00:43:22ضَ
الناس عموما عموما وخصوصا. وحسن الخلق فيه الخير كله. كما هو معلوم. وكان صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا. والاقتداء به فظل وخير. بل هو الذي لا بد لنا منه. والانسان فظله وخيره حسب اقتدائه بالمصطفى صلى الله عليه وسلم. آآ لهذا - 00:43:52ضَ
اخبر صلى الله عليه وسلم ان اقرب المؤمنين اليه مجلسا يوم القيامة احاسنهم اخلاقا الخلق ذهب بالخير كله من في الدنيا والاخرة. والانس والخلق يكون حسن الخلق على قسمين شيء طبع عليه الانسان وجبل عليه خلقة يكون عنده حلم واناءة طمأنينة - 00:44:22ضَ
ولا يستعجل وشيء يكتسب. بالتخلق به. بان يجتهد ويحمل نفسه على ذلك ويمنع الغضب ويمنع فهذا يمكن ان يتحصل عليه العبد في كل وقت ولكنه يحتاج الى جهاد الاجتهاد جهاد - 00:44:52ضَ
ولابد من العمل الذي لا يعمل يعني يترك نفسه على سجيتها وطبيعتها قد يظله الشيطان ويحمله الغظب على امور لا يجوز انها انها يرتكبها ثم يندم ولابد يندم بعد ذلك - 00:45:12ضَ