شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. ومن سار على منهجهم اقتفى اثرهم الى يوم الدين. اما بعد قال المصنف رحمه الله - 00:00:00ضَ
تعالى ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين اتقدم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يفتح الله على يديه فبات الناس يدركون - 00:00:20ضَ
ايهم يعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون ان يعطاها وقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه - 00:00:40ضَ
ودعا له فبرا كان لم يكن به وجاء. فاعطاه الراية فقال انفذ على على رسلك. حتى بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله - 00:01:00ضَ
بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يدركون اي يخوضون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلاة الله وسلامه على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه ودعا بدعوته الى يوم الدين وبعد مضى كلام على هذا الحديث - 00:01:20ضَ
الدرس السابق وبقي قوله انفذ على عسرك حتى تنزل في في ساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا - 00:01:50ضَ
خير لك من حمر النعم. والحديث سيق من اجل ذلك. من اجل وجوب الدعوة الى الى الاسلام والى توحيد الله جل وعلا. ولا شك ان الله جل وعلا كلف عباده - 00:02:10ضَ
بعبادته ومن ومن عبادته جل وعلا الدعوة اليه. بل هذا من افضل العبادة الانسان يدعو الى الله على بصيرة. ولا يكون الانسان له نصيب وحظ من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ
حتى يأخذ شيئا مما كان يتحلى به صلوات الله وسلامه عليه من الدعوة الى الله تعالى لان الله جل وعلا يقول كما مضى. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فاتباعه - 00:02:50ضَ
ذلك يدعون الى الله على بصيرة. اما الذي يتخلى عن الدعوة نهائيا فليس من اتباعه. في في الحقيقة وان كان من اتباعه في الظاهر ولكن في الحقيقة ليس من اتباعه. لان اتباعه هم الذين - 00:03:10ضَ
في دعوته ويترسمون خطاه. هؤلاء هم اتباعه على الحقيقة. وقوله هنا انفذ على رسلك مظى ان هذا يدل على ان المسلم يكون عنده الطمأنينة والسكينة وعدم الخوف من الخلق. لانه يكون واثقا بوعد الله - 00:03:30ضَ
جل وعلا وبنصره ولانه متيقن انه يتحصل على احدى الحسنيين اما النصر والتأييد في الدنيا واما الظفر واما الشهادة والفوز بها عند الله جل وعلا وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتباشرون - 00:04:00ضَ
بان يفوز احدهم بالشهادة اذا قتل احدهم قالوا هنيئا لك يهنئونه هنيئا لك الشهادة واذا حصل لاحدهم شيء من هذا القبيل قال فزت ورب الكعبة الشهادة. فكانوا يتمنونها ويطلبونها. لانهم واثقون بوعد الله جل وعلا. فلهذا - 00:04:30ضَ
ما يكون عنده طيش ولا يكون عنده خوف وانما يكون على تؤدة وبادب وسكينة ولهذا قال على رسلك امضي على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. وساحة القوم هو هي ما يقرب من افنية بيوتهم في البيت الذي امامه قريبا منه. بمعنى انك - 00:05:00ضَ
تصل اليهم حتى تسمع كلامهم ويسمعون كلامك حينما تدعوهم. اذا او تهم تسمعهم وتسمع جوابهم ماذا يردون عليك؟ ثم قال ثم ادعهم الى الاسلام والدعوة الى الاسلام هي الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كما مضى. ولا يدخل الانسان في الاسلام الا - 00:05:30ضَ
لهذا وان كان من مثل هؤلاء الذين يزعمون انهم اهل علم واهل كتاب فلا بد ان يدعون الى شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله. ومضى ان معنى شهادة ان لا اله الا الله - 00:06:00ضَ
العلم اليقيني الذي يكون في القلب ثم يتلفظ به اللسان. لان الله جل وعلا هو المعبود وحده. وانه لا يتوجه بعبادته قلبا وقالبا الا الى الله وحده تعالى وتقدس. ثم يلزم على هذا ان يأتي بكل ما كلفه الله جل وعلا وفرضه عليه - 00:06:20ضَ
على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي يقصده صلوات الله وسلامه عليه بقوله واخبر منهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. في هذه الشهادة اذا تشهدوها وقالوها - 00:06:50ضَ
اخبرهم بالواجب الذي يكون عليهم. والواجب الذي يكون عليهم هو بعد اداء الشهادة والعلم بها والارتباط بها ومحبتها وقبولها والاستسلام لها والانقياد لها ان يؤدي الصلاة ان يقيم الصلاة. ويؤدي الزكاة المفروضة. طيبة بها نفسه - 00:07:10ضَ
راجيا ثواب الله خائفا ما لو منعها ان يعاقبه الله جل وعلا. وكذلك الصوم يصوم رمظان ويحج الى بيت الله الحرام في عمره مرة لهو الحق الذي يجب على من دخل في الاسلام. اما ما عدا ذلك فليس بواجب وانما - 00:07:40ضَ
ما هو تطوع؟ اذا جاء به فانه يكون له الثواب عند الله جل وعلا الحسنة بعشر امثالها وان لم يأتي به لا يطالب ولا يعاقب بشرط ان يأتي بهذه الامور الخمسة كاملة - 00:08:10ضَ
غير منقوصة. فان نقص منها شيء فامره الى الله جل وعلا. يحاسبه على ذلك. ان شاء عفا عنه. وان شاء اخذه اما شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فلا بد منها لكل من يدخل - 00:08:30ضَ
نعم ولابد من العلم بها. والعمل بمقتضاها. ولا يجوز ان يجهلها المسلم. فان فهو اللوم عليه وهو غير معذور. لان الله جل وعلا ارسل رسوله بها صلوات الله وسلامه عليه - 00:08:50ضَ
وانزل كتابه شارحا لها ومبينا لها. فعلى المسلم يجب عليه ان يتعرف على ذلك على امر ولا يسعه الجهل في ذلك. فالذين مثلا يصدون عن مقتضى ذلك ويأتون فيما يناقضه كونهم يعبدون امواتا لا يملكون لانفسهم ظرا ولا نفعا - 00:09:10ضَ
يتوجهون اليهم بالدعاء والاستغاثة بهم وطلب الحاجات او كذلك طلب حصري على الاعداء منهم فان هذا يناقض شهادة ان لا اله الا الله تماما تمام المناقظة. واذا زعم ام انه وجد الناس على هذا وما وجد من يبين له. فالجواب انه معرض عن دين الله - 00:09:40ضَ
ولا يلزم الانسان ان يأتيك يبين لك. بل انت يلزمك ان تتعرف على رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كلفها كلفك الله به من عبادته يجب على كل انسان ذلك. ولهذا اذا وظع الانسان في قبره - 00:10:10ضَ
كل مقبور يأتيه الاختبار. يسأل ثلاث مسائل. ان اجاب عنها سئل عن البقية والا عذب لانه هالك. يقال له من ربك؟ وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ المعنى انه يقال من الذي كنت تعبده - 00:10:30ضَ
باي شيء كنت تعبد؟ وعن من اخذت هذه العبادة التي تتعبد بها؟ هذه الاسئلة لا بد منها لكل انسان. واذا قال انا وجدت اهل بلدي او وجدت الشيخ الفلاني يقول لي كذا وكذا فهذا ليس جوابا - 00:11:00ضَ
فليس معذور اهل البلد والناس كلهم ليسوا رسل وانما الانسان مكلف باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم مكلف بمعرفة كتاب الله جل وعلا. ولهذا اخبر جل وعلا انه انزل الكتاب عربيا مبينا. يعني بين واظح من عرف اللغة لا - 00:11:20ضَ
لابد ان يعرف المعاني. وان كان القرآن فيه معاني دقيقة ومعاني جليلة. ومعاني كثيرة لكن الظاهر من الخطاب كل من عرف اللغة يعرفه. وهذا هو المطلوب من كل احد. اما ما وراء ذلك من - 00:11:50ضَ
دقائق والامور التي تتطلب الفهم فهذه الى العلماء. ليست لعامة الناس. واذا كان انسان محتاجا الى ما يكون من نصيب العلماء فقد امر الله جل وعلا بسؤالهم. فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اما ما يعم الناس فكلهم يستطيعوا ان - 00:12:10ضَ
بيكا بشرط ان يعرف اللغة. اللغة التي نزل بها القرآن. والعلماء يذكرون انه من الواجب المتعين على كل مسلم. ان يعرف اللغة العربية. واجب متعين على كل مسلم. ان يعرف - 00:12:40ضَ
اللغة العربية لانه لا يفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم الا اذا عرف اللغة ثم اذا اجابوه الى هذا وقالوا بالقبول لقبول ما جاء به فان القتال ينتهي يتوقف لا يقات بل - 00:13:00ضَ
يصبحون مسلمين اخوانا للمسلمين. لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. فينصرفوا عنهم ويتركوهم وبلادهم. اما اذا ابوا فلا بد من المقاتلة. يقاتلونه ثم بعد هذا يقول يقسم صلوات الله وسلامه عليه. والله لان يهدي الله - 00:13:30ضَ
بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. واحد وليس قسم الرسول صلى الله عليه وسلم هنا الا لتعظيم الامر عظيمه وتفخيمه لدى السامع. والا فالرسول صلى الله عليه وسلم صادق. مصدوق فيما يخبر به. لو اخبر - 00:14:00ضَ
بخبر بدون قسم يجب قبوله وتصديقه. ولكن جاء بالحلف والقسم لتعظيم الامر حتى يتنبه له ويرغب فيه واذا كان هداية رجل واحد خير لمن دعا الى الهدى من حمر النعم وحمر النعم هي النوق الحمر - 00:14:30ضَ
وهي انفس ما لدى العرب من الاموال. والمعنى كما يقول العلماء هداية رجل واحد احد خير لك من الدنيا. من اموال الدنيا وما طلعت عليه الشمس. ثم الامر مثل ما - 00:15:00ضَ
يقول النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث يقول هذا تمثيل تقريبي للافهام والا فذرة من الاخرة تساوي ما في الارض ومثله معه. يعني ان اموال الدنيا الاموال التي في الدنيا ما تساوي هداية الرجل الذي يهتدي - 00:15:20ضَ
على يدي على يدي الداعية. بل ولا انه اقل من ذلك. وانما هذا تقريب للافهام. ومن المعلوم ان الناس يحرصون على امور الدنيا. ويرغبون فيها كثيرا. وكثير منهم يزهد او - 00:15:50ضَ
اكثرهم يزهد عن اعمال الاخرة. فيحتاجون الى تبيين والى ايضاح والى ضرب الامثال من اجل ذلك جاء ضرب المثل. من اجل كون اكثر الناس تكون رغبته وتعلقه في امور الدنيا. ويغفل عن امور الاخرة - 00:16:10ضَ
الا جاء ان مكان محل سوط في الجنة افضل من الدنيا مئة مرة. لان الدنيا زائلة وذائبة مهما حصل للانسان من الاموال ومن الاغراض التي يريدها فسوف تنقطع وتذهب كأن لم تكن. بخلاف ما يتحصل عليه من اسباب رضا الله جل وعلا. فانه - 00:16:40ضَ
توصله الى السعادة الابدية التي لا تفنى. ومعلوم ان الانسان يتنقل من دار لاخرى وجعل في هذه الدار ليزرع ويعمل ثم يموت ولا لابد من الموت وبعد الموت يكون جزاؤه على قدر عمله في هذا - 00:17:10ضَ
هذه الحياة ان كان امتثل امر الرسول صلى الله عليه وسلم واطاع الله جل وعلا فهو السعيد. الذي يلقى ما لا عين رأته ولا اذن سمعت به. ولا خطر على قلب بشر. اما ان كان اطلق - 00:17:40ضَ
لنفسه العنان. واصبح لا يبالي بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واتباعه. فانه امده قصير. ومرجعه الى الله. وسوف يعذبه العذاب الذي لا يتصور. عذاب الله ليس كعذاب الخلق. الخلق مهما اوتوا من البطش. ومن الظلم. ومن عدم الرأفة - 00:18:00ضَ
والرحمة فان عذابهم ينقطع. بموت المعذب. مهما اوجدوا له من انواع العذاب. سوف يموت ولكن رب العالمين يعذب بلا موت. يعذبه العذاب الذي لا يطاق ولا يأتيه الموت بل كما يقول الله جل وعلا في وصف المعذب يأتيه الموت من كل - 00:18:30ضَ
لمكان وما هو بميت يعني اسباب الموت تأتيه متنوعة ولكن ما يموت لا يموت فيها اولا يحيى لا حياة ولا موت عذاب ابدي كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ذوقوا العذاب. وهذا ابد الاباد. ما دامت السماوات والارض. وينساهم الله جل وعلا. في جهنم - 00:19:00ضَ
نار اوقد عليها حتى صارت لا تضاق. وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. اذا قال الله جل وعلا خذوه في تبادره من الملائكة من لا عدد لهم. لا يعلم عدده الا الله. ايهم - 00:19:30ضَ
تأخذه ويلقيه في جهنم. فالمقصود ان الانسان اعد لامر عظيم قد هيؤوك لامر لو فطنت له. فاربأ بنفسك ان ترعى مع العمل. الانسان خلق لامر عظيم خلق للجنة او للنار. ولهذا الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه يقول لا تنسوا العظيمتين - 00:20:00ضَ
الجنة والنار. لا يجوز للعاقل ان ينساهما لان مصيره الى واحدة منهما ولابد. ما في مكان ثالث. اما ان تكون في الجنة او تكون في النار فقط ثم بعد هذا اذا استقر الانسان في واحدة منهما يجاء - 00:20:30ضَ
وبالموت صورة كبش. فيقال لاهل الجنة يا اهل الجنة فينظرون وهم يرجون فظلا على فظل. فيقال لهم اتعرفون هذا ويعرفون اياه فيقول نعم هذا الموت. ثم ينادى اهل النار يا اهل النار. فيش رائبون - 00:20:50ضَ
انهم يرجون يرجون فرجا فيقولون فيقال لهم هل تعرفون هذا؟ فيقول نعم هذا الموت سيذبح يذبح بين الجنة والنار ويقال لا موت. خلود ولا موت. انتهى الموت. لو ان احدا يموت من الحسرة - 00:21:20ضَ
منهم لماتوا عند ذلك. لانهم يطلبون يا ما لك ليقضي علينا ربك ما لك خازن النار يدعونه ليقضي علينا يعني ليمتنا حتى نرتاح من هذا العذاب. جاء انه يدعون سنين متطاولة. وبعد الاف السنين يقال لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون. الجواب - 00:21:40ضَ
متى يأتي؟ يأتي بعد وقت طويل جدا. ثم ما هو؟ جواب شديد جدا. اخسئوا فيها ولا تكلموني. فعند ذلك يبقى الا الزفير والشهيق. لهم فيها زفير خالدين ابدا. فكيف يهنأ الانسان النوم والاكل - 00:22:10ضَ
والضحك وهو يعرف ان مصيره الى هذا ان الامر مثل ما قال احد السلف لما كان يبكي يبكي يدع النوم فعوتب. لماذا؟ فقال والله لو توعدني ربي ان يسجنني في حمام - 00:22:40ضَ
لحق لي ان ابكي. وان اقلق فكيف وقد توعدني ان عصيته ان يسجنني في جهنم والانسان ما له عمر اخر. ولا يعود اذا مات وانقضت حياته لا يعود. فاذا لابد اذا كان له نصيب من السعادة ان يقبل عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بما - 00:23:00ضَ
بكل ما يستطيعوا. ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. في هذا الحديث يؤخذ من اولا مشروعية القتال للمسلمين. وانه سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. وان اعداء الله قتالهم من افضل الاعمال. وليس هناك - 00:23:30ضَ
ما يسعد به الانسان من الشهادة التي يتمنى اذا مات ان يعاد مرة اخرى فيقتل. الا القتال في سبيل الله. فقط. كل ميت اذا مات من اهل الايمان واهل الحق ما يحب ان يرجع الى الدنيا الا الشهيد. لما يرى من الفضل مما يرى - 00:24:00ضَ
من نعم الله علي يتمنى ان يعاد مرة اخرى ثم يقتل. لما يرى مما وحده الله جل وعلا به. وفيه ايضا العبرة بما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة - 00:24:30ضَ
التي قال فيها من قال فقد حصل له من الامور العجيبة من الحاجة والجوع كذلك مضايقة الاعداء الشيء الكثير لمن رأى لمن قرأ سيرته ولا سيما في هذه الغزوة ومن المعلوم انه صلوات الله وسلامه عليه افضل خلق الله وخير من نشى على الارض صلوات الله - 00:24:50ضَ
الله وسلامه عليه. ثم اصحابه خير الخلق بعد الانبياء. افضل هذه الامة على الاطلاق. ويحصل لهم هذا الامر حتى فحصل لهم من المرض والوبا الشيء الذي اشتكوا اشتكوا منه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والجوع - 00:25:30ضَ
يبقى احدهم ثلاثة ايام ما اكل في هذه الغزوة. وهم اولياء الله. فلماذا كل هذا يدلنا على ان التصرف كله لله جل وعلا. وانه ليس للخلق معه نصيب في التصرف والربوبية تعال وتقدس. وان الدنيا لا تساوي شيء. لو كانت تساوي شيء ما حجبها - 00:25:55ضَ
منعها من اوليائه ومعهم سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه. وفيه ايضا فضيلة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه منقبة عظيمة والشهادة له بانه يحب بان الله يحبه ورسوله - 00:26:25ضَ
لان الله يحبه ورسوله. فمن احبه فهو لانه يحبه الله وحق على كل مؤمن ان يتولاه. ولكن هذا هذا الحديث وهذه المنقبة لا تتم على قول الذين يزعمون ان الصحابة ارتدوا بعد ايمانهم - 00:26:45ضَ
بل تكون باطلة. ولا يمكن ان يستدلوا بذلك على النواصب. الذين او علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وابغضوه وربما كفروه كالخوارج ونحوهم. لانهم يقولون وهذا كذلك كان بعد كان قبل ان يرتدوا. اما لما ارتد ما حصل له ذلك - 00:27:15ضَ
المعلوم عند جميع المسلمين الذين يؤمنون بالله وبرسوله حقا ان الله جل وعلا ورسوله لا يمدح ويثني على من يعلم انه يرتد ويموت كافرا. والا يكون كذب. تعالى الله وتقدم - 00:27:45ضَ
وفيه ايضا في هذا الحديث وجوب ارسال الدعاة على الامام امام المسلمين ان يرسل الدعاة الى دين الله. وان يختار من يكون اهلا والتولية. وهذا ايضا واجبا علي. وفيه اعلام من اعلام النبوة - 00:28:05ضَ
لانه صلوات الله وسلامه عليه كفل في عينه وهو ارمد لا يبصر. فزال الالم في لحظة واصبح يبصر بصرا احسن مما كان اول. وقد جاء عنه رضوان الله عليه يعني - 00:28:35ضَ
اي انه قال لم اشتك عيني بعد ما تفل فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا علم اخر من اعلام النبوة. وهو اخباره صلوات الله وسلامه عليه في الفتح قبل حصوله. قال يفتح الله على يديه وقد حصل كما اخبر صلوات الله وسلامه عليه. وفيه ايضا - 00:28:55ضَ
فضل من اهتدى على يده رجل وان له من الاجر الشيء العظيم. فكيف بالذي يهتدي على يده لا في الناس مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم كل انسان اهتدى بدعوة رسول الله صلى الله - 00:29:25ضَ
قال وسلم فله من الاجر مثل اجر ذلك المهتدي. الى قيام الساعة. فهذا يدلنا على انه ما في حاجة للانسان انه مثلا يعمل اعماله ويقول اهديها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي عمل - 00:29:46ضَ
سوف يحصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عملك بدون ان تبدي. لانه هو الذي دل سأل الهدى ودعا اليه. وكذلك مع ذلك اذا قام من يدعو الى الله متصفا بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتحل بما - 00:30:06ضَ
امر به وحض عليه فانه يحصل له ذلك. وقد جاء هذا نصا صريحا عنه صلوات الله وسلامه عليه من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من اهتدى من غير ان ينقص من اجورهم شيء - 00:30:30ضَ
وبالعكس من دعا الى ردى والى بدعة كان عليه من الوزر والاثم مثل اوزار من اتبعه الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان كل نفس تقتل الى يوم القيامة - 00:30:50ضَ
كونوا على ابن ادم الاول الذي سن القتل كفل من هذا. كفل من ذلك نصيب. لان هو اول من سن القتل ثم نفيه ايضا سنة الدعوة قبل المباشرة في القتال وان كان - 00:31:14ضَ
ناس فهموا الدعوة وعرفوها. انه يسن تعاد اليهم الدعوة. قبل ان يبدأ بالقتال وهذا وهذه سنة ليس واجب بخلاف ما اذا كان القوم ما بلغتهم الدعوة فلا يجوز قتالهم بحال من الاحوال حتى - 00:31:36ضَ
تبين لهم الدعوة ويدعون. فاذا اصروا على الكفر وابوا الدخول في الاسلام هناك. يقاتلون ونصر الله جل وعلا مع المؤمنين. ولهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم اول ما يبدأون به - 00:31:56ضَ
دعوة وان كان القوم قد بلغتهم الدعوة ولكن اذا كانوا يستعدون لقتال المسلمين وقد بلغتهم الدعوة يجوز ان يضغطوا بل هذا هو المستحب. لان النبي صلى الله عليه وسلم اغار على - 00:32:16ضَ
بني المصطلق وهم غافلون فقتل مقاتلتهم وسبى اموالهم ونساءهم. لانهم كانوا يستعدون لمقاتلته صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قوله عن سهل ابن سعد اي ابن مالك ابن خالد الانصاري الخزرجي الساعدي ابي العباس صحابي شفير وابوه صحابي ايضا مات - 00:32:37ضَ
سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المئة. وقوله قال يوم خيبر وفي الصحيحين عن سلمة بن الاكوع قال كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان ارمد فقال انا اتخلف - 00:33:07ضَ
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما انا مساء الليلة التي فتحها فتحها الله عز وجل في صباحها. قال صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية - 00:33:27ضَ
او ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله. هذا الفتح ما هو؟ القتال الذي حدث في خيبر ليلة او ليلتين او ثلاثة او عشر بقي ما يقرب من شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتله. او اكثر - 00:33:47ضَ
وهو حصون متفرقة. كلما فتح حصن ذهب الى الاخر. فهذا الخبر وقع في حصن من الحصون وليس في كل خيبر في حصن من حصونها فقط. نعم. من قال او ليأخذن - 00:34:07ضَ
غدا رجلا يحبه الله ورسوله او قال يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه فاذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه وقوله - 00:34:27ضَ
صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية قال الحافظ رحمه الله في رواية بريدة اني دافع اللواء الى رجل يحبه الله ورسوله من الامور التي تذكر ويلهج بها كثير من الناس يعتقدون - 00:34:47ضَ
اعتقادات باطلة. ما جاء في السيرة في هذه القصة ذكره ابن اسحاق وغيره يقول لما حضر علي رضي الله عنه في الى هذا الحصن ضرب بالدرقة التي كانت عليه يكتفي بها السلاح. فسقطت منه - 00:35:07ضَ
فعنده باب كان عنده باب من ابوابه فاخذه. واتقى به السلاح ثم لما انتهى القتال يعني فتح الحصن يقول حاول ما يقرب من اربعين رجل انهم يقلب هذا الباب ما استطاعوا. هذا يذكره بعض الناس. ويقولون ان هذا من خصائص علي ابن ابي طالب - 00:35:37ضَ
وهو جاء في السيرة بدون سند يعني مرسل. ليس له سند صحيح. ولكن اذا صح هذا فليس غريبا فان هذا من ايات رسول الله صلى الله عليه وسلم. والايات التي حدثت للصحابة. كثير - 00:36:07ضَ
حتى ان جاء اشياء غريب جدا. مثل كون الملائكة تنزل على احدهم وتصبح ترى. وكونهم يخوضون البحر. على خيولهم. فلا اتبتل ثيابهم بل تصبح خيلهم تقع على الماء كأنها تقع على الرمال. كما حدث ذكر عن - 00:36:27ضَ
سعد بن ابي وقاص في غزوة غزوته للفرس. قادسية. وكذلك ابن الحظرمي نفس القصة حصلت له. وانه ايظا فقدوا الماء فدعا الله فجاءهم الغيث. من السمع فصبت عليهم حتى استقوا وارتووا - 00:36:57ضَ
ثم وقفت فلما ساروا قليلا وجدوا الارظ يابسة ثم انه لما حضرته الوفاة سأل الا يراه احد. حتى لا يرى عورته طلبوه بعدما ارادوا دفنه فما وجدوه. اشياء كثيرة. وكذلك ما حصل - 00:37:27ضَ
لثابت ابن ابن شماس ثابت ابن قيس ابن شماس في يوم القادسية وايات كثيرة خارقة للعادة بل جاء ما هو من اعجب من هذا وهو احياء الموتى لبعضهم حي بعد ممات وصار يتكلم ويخاطبهم ثم بعد - 00:37:57ضَ
كذلك مات وكل هذا من ايات رسول الله صلى الله عليه وسلم. دليل دليل على معجزاته صدقه وما جاء به. لانها حصلت لاتباعه الذين يتبعونه. ويؤمنون ان هذا من اياته وان - 00:38:27ضَ
الله اعطاهم ذلك كرامة لهم على اتباعهم دينا. ومعلوم ان الايمان بكرامات الاولياء الاولياء اولياء الله وكثرتها انها من اصول اهل السنة. ولكن ما تدل على ان هذا من الرجل نفسه او انه ايظا يتخذ مدعوا من دون الله جل وعلا. لاجل انه يكون عنده كرامة - 00:38:47ضَ
كما حدث لكثير من الناس اذا سمعوا ان هذا العالم او هذا الرجل له كرامات اتخذ قبره صنما يعبد. وصاروا يدعونه كما حصل لعبد القادر الجيلاني لما كتب ما كتب وذكر له من الكرامات صار من اكبر الاوثان قبره. التي تعبد - 00:39:20ضَ
اغترارا وجهلا بالواقع. الواقع ان هذا ليس للانسان فيه دخل. وانما هو من الله جل وعلا واذا حصل له شيء من ذلك فهو لحاجته التي احتاج اليه اكرمه الله جل وعلا بذلك وهو من الله. ولا يحصل الا بالايمان. وقد يحصل - 00:39:50ضَ
شيء من هذا النوع او قريبا منه او شبها به لمن هو ليس من علويها لهذا يقول العلماء لا تغتر بما يحصل على يد الرجل. وان رأيته يطير في الهواء. وان رأيته يمشي على الماء حتى تنظر - 00:40:15ضَ
ماذا وقوفه عند محارم الله وحدود الله؟ وكيف اتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك لكتاب الله. فاذا رأيته متبعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الله وقافا عند حدوده فعالا قواما بالواجب عند ذلك يعتقد انه من الاولياء - 00:40:34ضَ
لان الله جل وعلا يقول الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. هؤلاء هم الاولياء الذين امنوا وكانوا يتقون. وقد قص الله جل وعلا علينا من الكرامات كرامات الاولياء في كتابه - 00:41:04ضَ
اشياء كثيرة مثل ما حصل لمريم انما ولدت كيف حصل وكذلك قبل الولادة كان كان تأتيها الفواكه الشيء الذي لا يعرف كل ما دخل عليه يا زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال انى لك هذا؟ قالت هو من عند الله. ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. في وقت لا تعلن - 00:41:24ضَ
لا تعرف فيه الفاكهة تأتيه كل ذلك من الله جل وعلا ويكون اكراما للعبد ولكن اذا كان طائعا لله جل وعلا والا يكون اهانة له. اذا كان عاصي فقد يحصل له شيء من هذا النوع ولكن يكون اهانة - 00:41:54ضَ
انا ويكون استدراجا ومكرا به. فيتنادى في المعصية ويظل ويظل من اتبع ولهذا السبب قال العلماء لا يغتر بالشخص وما يحصل له حتى ينظر ماذا سلوكه وعمله هل هو متبع او مبتدع؟ فان كان متبع علم انه ولي. وان كان مبتدا - 00:42:14ضَ
علم انه شقي وان هذا غالبا يكون من الشيطان. نعم. وقوله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراء قال الحق رحمه الله في رواية بريدة اني دافع اللواء الى رجل يحبه الله ورسوله. وقد صرح جماعة من اهل - 00:42:44ضَ
بترادفهما لكن رأى الامام احمد والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولوائه ابيض ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن عدي عن ابي هريرة - 00:43:04ضَ
رضي الله عنه وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله. اهذا شيء معروف من قديم الزمن انه عند القتال اذا تقاتل فريقان كل فريق يكون له راية. وتكون علامة - 00:43:24ضَ
للمقاتلين ينظرون اليها وما دامت الراية قائمة. فهم يقاتلون بقوة. فاذا سقطت فهو علامة على انهزامهم وعلى انهم ضعفوا. الامر في هذا معروف من قديم الزمن كل قوم يتخذون لهم راية والرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ راية ويجعلها على - 00:43:44ضَ
بل كان يتخذ عددا من الرايات ولكل قوم يدفع لهم راية يكونون يقاتلون تحتها. ويجعل لهم علامة ايضا في الكلام. يتكلمون حتى يعرف بعضهم بعضا انه عند القتال في ذلك الوقت يختلط بعضهم ببعض. فاذا تكلم احدهم بالكلام عرف انه - 00:44:14ضَ
انه من اصحابه والا قد يقتل بعضهم بعضا لولا ذلك. لان الاختلاط يحصل عند الالتحام التحام القتال فهذا هو السبب في حصول الراية. والا هي لا تنصر ولا تغني شيء وانما هي - 00:44:40ضَ
فيها علامة يعرف بها المسلم المقاتل اصحابه واذا جال رجع اليها. اذا جال في الاعداء رجع اليها. تكون محل للكر والفر وقوله صلى الله عليه وسلم يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي - 00:45:00ضَ
قال شيخ الاسلام رحمه الله ليس هذا الوصف مختصا بعلي ولا بالائمة فان الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي. يحب الله ورسوله. لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به. على النواصب الذي - 00:45:30ضَ
لا يتولونه او يكفرونه او يفسقونه كالخوارج. لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم فان الخوارج تقول فان تقول في علي مثل ذلك. لكن هذا باطل فان الله تعالى ورسوله لا لا يطلق مثل هذا - 00:45:50ضَ
ويطلق مثل هذا المدح على من يعلم على من يعلم الله انه يموت كافرا. لان الله جل وعلا علام الغيوب لا يخفى عليه شيء. لا يمكن ان يثني على انسان يرتد ويموت كافرا جل وعلا. ثمان - 00:46:20ضَ
اه هذا يعني كون الله جل وعلا يحب بعض عباده وكذلك رسوله هذا كثير جدا انا احب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بلال مرصوص في اشياء كثيرة - 00:46:40ضَ
اخبر جل وعلا ولكن اذا نص الرسول صلى الله عليه وسلم على رجل بعينه ان هذا يحبه الله ورسوله. كل انسان يود ان يكون هو ذلك النصوص عليه. هذا هو السبب في كونه صار من طباع - 00:47:00ضَ
عظيم. وقد جاء ان الرسول صلى الله عليه وسلم نص على اقوام انه في الجنة. كم من ذلك مثل ما شهد لابي بكر انه في الجنة وشهد لعمر انه في الجنة وشهد لعثمان ولعلي ولعبدالرحمن ابن عوف - 00:47:20ضَ
ولطلحة ولغيرهم كثير وكذلك مثل حسن والحسين ومثل ثابت ابن قيس ابن شماس ومثل عبد الله يا سلام وكثير بل جاء جاء ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصل ما حصل من حافظ ابن ابي بلتعة - 00:47:40ضَ
يعني كونه كتب ذلك الكتاب وارسله الى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه يسلم اليهم فقال له عمر دعني اضرب عنقها فانه منافق. قال وما يدريك انه من اهل بدر وان الله اطلع عليهم وقال - 00:48:00ضَ
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. عند ذلك ذرفت عين عمر وقال الله ورسوله اعلم. وآآ جاء رجل جاء غلام من غلمانه فقال يا رسول الله والله ليدخلن حاطب النار قال كذبت كذبت - 00:48:20ضَ
انه من اهل بيعة الرضوان. بيعة الرضوان هي التي حدثت في سنة ست من الهجرة وكان عدد الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقرب من الف واربع مئة. الف واربع مئة - 00:48:40ضَ
فمن الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبر الله جل وعلا ان الله رضي عنه ورضوا عنه. قد رضي والله على المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة هذه بيعة الرضوان. ولهذا يقول الامام ابن حزم كل من بايع تحت الشجرة فنحن نشهد له - 00:49:00ضَ
لشهادة الله جل وعلا وشهادة رسوله صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك كثير. صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم اولى هذه الامة بكرامة الله جل وعلا. وهو لانهم هم الذين ناصروا الرسول صلى الله عليه - 00:49:24ضَ
وسلم وهم الذين بلغوا الدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الى الخلق. فهم الواسطة بين الامة وبين رسول صلوات الله وسلامه عليه. نقلوا القرآن ونقلوا الدعوة ونقلوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قاله - 00:49:44ضَ
نعم. قال وفي الحديث اثبات صفة المحبة لله تعالى خلافا للجهمية ومن اخذ عنهم المحبة من الصفات التي ذكر الله جل وعلا كثيرا انه يتصل بها كما سمعنا بعض ذلك. ولكن الجهمية الذين يقولون انهم انكروها الذي يقول - 00:50:04ضَ
انهم انكروها في الواقع ما ينظرون الى كتاب الله ولا الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. واصلهم زنادقة دخلوا في الاسلام ليفسدوه. هذا هو اصله. فاغتر بهم من اغتر - 00:50:34ضَ
كسائر الدعوات التي تأتي دخيلة يا كل الناس يكون عنده بصيرة في النظر يغتر يظن ان كل داع وكل قائم يريد الحق فيغتر ويتبعه. يتبع على ذلك وهو لا يدري - 00:50:53ضَ
فاتبعهم على قولهم الباطل خلائق ليسوا منهم ولكنهم ضلوا بانهم لانهم اضلوهم بذلك صاروا مما ينكرونه كون الله جل وعلا يتصف بالصفات. بل جعلوا التوحيد عندهم الا يوصف الله جل وعلا بصفة. سواء كانت صفة فعل او صفة ذات. تعالى الله وتقدس. ويكون لا يكون - 00:51:16ضَ
الانسان موحدا حتى يعطل الله جل وعلا من اوصافه. مما ذكر عن نفسه. ولا شك ان هذا من اعظم الضلال هذا كثير من العلماء كفرهم اخرجهم من الدين الاسلامي وقال ليسوا من الثنتين والسبعين التي اخبر الله اخبر الرسول - 00:51:46ضَ
صلى الله عليه وسلم انها تفترق انه قال اشترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة - 00:52:10ضَ
قالوا مني؟ فقال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي؟ فالثنتين والسبعون كلها ظالة ولكن الثنتان والسبعون هذه من امتي الاجابة الامة التي استجابت للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:52:30ضَ
وليست من الامة التي بعث صلوات الله وسلامه عليه الى دعوتها لان هذا للخلق كلهم فيقول الذين العلماء الذين كتبوا في الفرق يقول هؤلاء ليسوا من من الثنتين والسبعين. يعني انهم ليسوا مسلمين. هذا معناه. لان الثنتين والسبعين من المسلمين. الا انهم - 00:52:50ضَ
توعدوا بدخول النار. وامرهم الى الله جل وعلا. وكذلك الفرق الباطنية التي تبطن الكفر وتظهر الايمان. هم من هذا القبيل كلهم ليسوا منه فهم انكروا المحبة ان يكون الله جل وعلا يحب احدا. والعجيب انهم انكروا المحبة من الجانبين - 00:53:17ضَ
يعني ان الله لا يحب ولا يحب. تعالى الله وتقدس. فاذا ما هو الايمان؟ ما هي العبادة العبادة هي التأله الذي هو حب يصل الى الغاية والنهاية. مع الذل والتعظيم. فالذي ينكر ذلك معناه - 00:53:45ضَ
في الدين الاسلام اصلا والله جل وعلا اذا اخبر عن نفسه بخبر وجب قبوله وتصديقه على وكذلك كونه جل وعلا مخالفا لخلقه. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. تعالى وتقدس - 00:54:09ضَ
فهو يحب ولكن محبته ليست كمحبة العباد التي تكون مقتضية للحاجة الرب جل وعلا يحبه وهو غني غني عن كل ما سواه. والخلق كلهم فقراء ولكنه كريم جواد فهو يحب المتقين ويحب المؤمنين ويحب التوابين ويحب - 00:54:29ضَ
ويحب من اتبع رسوله كذلك اكتفى وامتثل لاوامره واجتنب نواهيه. ولهذا من انكر المحبة كهؤلاء فالواقع انه ينكر الاسلام عموما. وشبهتهم التي زعموا هي مبنية على التشبيه. التشبيه الذي ارتسم في اذهانهم - 00:54:59ضَ
ولم ينطقوا به وزعموا انهم ينزهون الله. وذلك انهم قالوا المحبة هي الميل الى الملائم. والمحبة هذه ما هي؟ هكذا فسروها. قالوا المحبة هي الميل الى الملائم. والميل الى الملائم يقتضي الفقر - 00:55:39ضَ
لو لم يكن عنده فقر ما مال الى ملائمه الى ما يلائم. فعلى هذا قال لا يجوز ان نصف الله جل وعلا بالمحبة لان لا يكون متصفا بالميل الى الملائم. فيقال لهم هذه المحبة التي - 00:56:07ضَ
يكون فيكم انتم محبة الخلق اما محبة الله جل وعلا فهي فهي تليق به بجلاله وعظمته لا يجوز ان تكون مثل محبة المخلوق. تعالى الله وتقدس. نعم الذين يؤولونها هما الاشعرية يؤولون المحبة - 00:56:27ضَ
لا ينكرونها مثل الجهمية ولكنهم يؤولون والتأويل يقول بعض العلماء هو شر من فعل الجهمية. لماذا؟ لان كثيرا من المسلمين اغتر بقوله. لانهم زعموا ان الحق معهم وان هذا هو معنى ما اخبر الله جل وعلا به عن نفسه. لانه يحب وتأويلهم اياها - 00:56:57ضَ
يكون على على نوعين احدهما ان يؤولوها بصفة اخرى كالارادة يقولون يحب المتقين يعني يريد منهم يريد منهم التقوى. يحب المحسنين يريد منهم الاحسان. والنوع الثاني يؤولونها بشيء مخلوق. لا يتصف الله جل وعلا به. وهو الطاعة او - 00:57:27ضَ
الاثابة يعني يثيبهم يحبهم يعني يثيبهم. يعطيهم يجزيهم. ومعلوم ان الاثابة والجزع شيء منفصل عن الله جل وعلا بل شيء مخلوق. فلا يجوز ان يكون المخلوق صفة لله جل وعلا. كل - 00:58:07ضَ
هذا باطل بل المحبة يجب ان يوصف الله جل وعلا بها على ظاهرها مع تنزيه الله جل وعلا عن خصائص وانه ليس كمثله شيء تعال وتقدس. قوله يفتح الله على يديه صريح في البشارة بحصول الفتح - 00:58:27ضَ
فهو علم من اعلام النبوة. نعم. وقوله فبات الناس يذوقون ليلتهم بنصف ليلتهم قال المصنف يخوضون اي في من يدفعها اليه. وفي حرص الصحابة رضي الله عنهم على واهتمامهم به. وعلو مرتبتهم في العلم والايمان. قوله ان بشارة الفتح يقول - 00:58:47ضَ
الله على يديه ان فيه علم من علام النبوة المقصود به علام النبوة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم. واخباره بالمستقبل مثل هذا امر مستقبل لا يعرفه فالله جل وعلا يعلم من الغيب يطلع على بعض الغيب - 00:59:17ضَ
في رسله ليكون ذلك دليل على انه صادقون. من عند الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان - 00:59:47ضَ
قد ابلغوا رسالات ربهم بهذا يتبين انه رسل من عند الله يعني اذا اخبروا بالامور التي لا قدرة على للوصول اليها. اخبار المستقبل وهذا شيء كثير جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني علامات نبوته - 01:00:07ضَ
واضح جدا من اول دعوته الى اخر دعوته كلها علاماتها بينة وظاهرة. ومن اولها كونه جاء الى قوم الكفار. مخالفين له في العقيدة اتباع ثم عادوه اشد المعاداة. حينما دعاهم الى ترك ما كانوا عليه - 01:00:27ضَ
صار يتوعدهم وهو وحده. ليس معه قوة ولا اعداد. ويقول ان لم تؤمنوا بما جئتم به وتتبعوني والا سوف اقتلكم. ثم تكون عاقبتكم الى النار. وهذا لا يمكن ان يقوله الا من هو واثق بالله جل وعلا وبانه اخبره بان هذا سيقع ولابد - 01:00:57ضَ
الا العاقل لا يمكن يأتي الى قوم اعداء الله وهو ليس معه قوة وليس بيده سلطان ثم يتحداهم ويتوعدهم ويتهددهم يتسلطون عليه يقتلونه بادنى سبب فيقتلون لو كان غير واثق. فهذا من علامات نبوته صلوات الله وسلامه عليه. وهذا اتى عن الرسل - 01:01:27ضَ
كلهم كما قال الله جل وعلا عن هود لما توعدوا كذلك وقالوا ان قولك هذا مخالف لجميع الناس وانت يجوز انك مجنون ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء يعني بجنون. الهتهم اصنامهم يقولون اصابت بعض اصنام لبثوا. يتحداهم وقال - 01:01:57ضَ
اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه. فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون يعني كل الكيد الذي عندكم اجتمعوا عليه. واستعينوا باصنامكم والهتكم. ثم لا تمهلوني في ساعة وهو وحده يقول هذا الكلام وهو وحده وهكذا الرسل بعده كلهم من نوح الى محمد صلوات الله - 01:02:27ضَ
سلام علي. يأتون بالتحدي لقومهم واحدهم وحده. لانه واثق بان الله ناصره وهو معه. ولا يصل اليه. فهذا من اعظم علامات النبوة. من اعظم الدلائل. ومن ذلك الامور التي وقعت خارقة خارقة للعادة. مثل كون القمر انشق في القتيل. فصار قسم منه الى جهة - 01:02:57ضَ
في السماء وقسم في جهة الشمال. صاروا ينظرون كل الناس ينظرون الي. وهو يقول هذه علامات نبوءة هذه على دليل على اني من عند الله. وقد اخبرهم بهذا قبل وقوعه. ومنه كذلك - 01:03:27ضَ
اخبر اناس باعيانهم انه سيقع له كذا فوقع كما اخبر. فان ابي بن خلف لما كان يستعد ويصلح سلاحه يقول محمد فقيل له صلى الله انه يقول كذا قال بل انا بل انا سوف اقتله. فجزع جزعا عظيم. وصار - 01:03:47ضَ
عنده خوف فقالت له زوجته اكل هذا من خبر جاءك رجل وحدة؟ فقال انه ما اخبر بشيء الا وقع الاخبار انه يقتلني ثم لما صارت وقعت احد وجاء على فرسه - 01:04:17ضَ
اروني محمدا سوف اقتله. قال صلى الله عليه وسلم بنا بل انا ساقتله. فتناول حربة فطعنه في لبته من بين هلال درعه فصار يخور يعجز عن شديد فقال له اصحابه ما بك من بأس؟ فقال بل والله لو كان الذي بي في كذا وكذا لمات. ثم مات مات من تلك الطعنة - 01:04:37ضَ
قتله الله وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اشد الخلق عذابا من قتل نبيا او قتله نبي. لان النبي ما يقتل الا من هو متناهي في الكفر والضلال. ومنها - 01:05:07ضَ
ايضا كونه صلوات الله وسلامه عليه. يؤتى بالماء القليل في اناء. ثم يضع ضع فيه يداه فيصبح الما ينبع من بين اصابعه ثم يتوضأ منه القوم كلهم. دين صغير كل منها كونه صلوات الله وسلامه عليه لما كان في غزوة - 01:05:27ضَ
تبوك انتهى الماء عنهم. فارسل اثنين من صحابته يطلبان الماء هي امرأة من المشركين معها راويتين قربتين مملوءتين على فقال لها اين الماء؟ قالت عهدي به امس في هذا الوقت. يعني بعيد. فجاء - 01:05:57ضَ
بها الى النبي صلى الله عليه وسلم. فامر ان يؤخذ من مائها باناء. فاخذ من مع وصار الناس يتوضأون ويشربون ويقضون حاجتهم بالماء ثم بعد ذلك نظروا اليها واذا هي اشد من الامتلاء مما كانت اول. فقال لها هل رزقناك من معك - 01:06:27ضَ
لا واعطوها من الطعام ما حمل راحله. ومنها انه في نفس الغزوة ان اراد القوم انتهى تزويدتهم واستأذنوه في نحر ركائبه ركائبهم جاء اليه عمر رضي الله عنه فقال له يا رسول الله لو دعوت - 01:06:57ضَ
لما معه من الطعام ثم دعوت الله جل وعلا يبارك فيك. انه اذا نحره ابله على اي شيء يحملون امتعتهم انفسهم؟ قال نعم فدعي بما معهم من طعام ان وضع نطق جلد يوضع عليه يقول فجيء في كل الجيش الذي عندهم صار - 01:07:27ضَ
بالنسبة البهمة اذا ربطت ان احد يجي يأتي بتمرة واحد يأتي بتمرتين واحد يأتي بكفه بطحين ملء كفه واكثرهما معه شيء ما عنده شيء. عند ذلك كفل فيه سأل الله جل وعلا ثم قال احملوا فجاءوا بكل اناء معهم فملؤوا وهو كما هو - 01:07:57ضَ
ابي لن ينقص وهذا لا يكون الا اية من ايات الله جل وعلا. كذلك ما كان في حفر الخندق كانوا في حاجة. حاجة شديدة. فرأى احد الصحابة ما في الرسول صلى الله عليه وسلم من الجوع قد ربط ربط على بطنه حجرا - 01:08:27ضَ
قال لا صبر على هذا. ثم استأذن من النبي صلى الله عليه وسلم انصرف الى اهله. لما جاء زوجته سأل هل عندك شيء قالت عندي صاع من شعير. وامرها ان تطحنه وذهب الى بهيمة صغيرة فذبحها - 01:08:57ضَ
فقال اعمل ادعو رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين معه فقط يعني ثلاثة الطعام يكفي ثلاثة فقط ثم ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره. قال تأتي انت واثنين معك. عند ذلك قال صلوات الله وسلامه عليه - 01:09:17ضَ
لكل المسلمين ان فلان يدعوكم فذهبوا كلهم تقدم الى زوجته الانصاري وقال جاءك رسول الله والمسلمون فقالت هل علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قالت اذا علينا. لانها واثقة ان - 01:09:37ضَ
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتي الا بشيء. ثم قال لا تبدأوا بالخبز حتى اتي فصار يتفل على العجين ثم قال اخبزوا وتفل في الطعام الذي على على النار لحم ثم صاروا يتقدمون عشرة عشرة ويأكلون ويسترون الى ان اكل المسلمون كله - 01:10:07ضَ
وهو باق كما هو. في اشياء كثيرة من هذا النوع. وكلها علامات ودلائل على نبوته صلوات الله وسلامه والواقع ان العلامات كثيرة. وهي لا تخفى على على العاقل. مثل ما قال - 01:10:37ضَ
فعبدالله بن سلام يقول لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ورأيت وجهه علمت انه صادق. مجرد ما رأى وجهه علم انه صادق. لانه اذا قال مثلا انسان انا نبي - 01:10:57ضَ
نبي ارسلني الله. فلا يخلو اما ان يكون هو اصدق الناس وابرهم او هو افجر الناس واكذبهم. فهل يلتبس افجر الناس واكذبهم باصدق الناس وابرهم؟ ابدا ما يلتبس لان النبي الذي يقول انا نبي اما ان يكون صادق فيكون هو ابر الناس واعلمهم بالله - 01:11:17ضَ
اليه او يكون كاذب. فيكون هو اكذب الناس وافجرهم لان الذي يكذب على الله لا يبالي ان يكذب على ولهذا لما ارسل كتابه صلوات الله وسلامه عليه الى هرقل ملك الروم - 01:11:47ضَ
يدعوه الى الاسلام. وارسله بلغته صلوات الله وسلامه عليه. كتب الكتاب وصورته بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله. الهي رقلة عظيم الروم. اما بعد فاسلم تسلم يؤتيك الله اجرك مرتين. وان توليت فان عليك اثمك. واثم الاريسين - 01:12:07ضَ
اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا يتخذ اذا بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمين. هذه صورة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:12:37ضَ
ثم جاءه امر بالترجمان فقرأ ثم اهتم به كثيرا. ثم قال اطلبوا لي اناسا من قومه ممن فطلبوا فوجدوا ابا سفيان ومعه بعض اصحابه وكان مشرك في ذلك الوقت. لم يسلم - 01:12:57ضَ
كان ابو سفيان على دين قومه. وكان يحب الا ينتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ويسعى الى ذلك. فجيء به الى هرقل. واجلسه قريبا منه واجلس اصحابه خلفه. وقال لترجمانه قولوا لهم اني سائل. فان صدقني فصدقوه - 01:13:17ضَ
وان كذب فكذبوه. فصار يسأله فقال اخذلني عن هذا الرجل هل هو ذو نسب فيكم فقال هو من اشرفنا نسب فقال هل كنتم تتهمونه قبل ان يقول ما قال؟ فقال لا - 01:13:47ضَ
نسميه الامين ولم نجرب عليه كذبة واحدة. فقال هل كان سبقه احد دعا الى قوله فقال لا. فقال هل كان في ابائه من ملك؟ فقال لا فقال من يتبعه؟ قال يتبعه ضعفاء الناس وسقطوا. واما اشرافهم - 01:14:07ضَ
ثم كبراءهم فابوا. فقال وكيف الامر بينكم وبينه؟ قال الامر بيننا وبينه الحرب سجال. مرة يدال علينا ومرة الندال عليه. وهذا كان فيما يظهر ان بعد وقعة احد. الى اخر الكلام. ثم بعد - 01:14:37ضَ
ذلك قال له هرقل لان كنت صادقا فيما تقول والله ليملكن ما تحت قدمي وهو بالشأن. ولو اقدر عليه لذهبت حتى اغسل رجليه واحمل عليه ثم قال له سألتك هل - 01:14:57ضَ
هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال فزعمت ان لا. فعلمت انه ما يترك الكذب على الناس ويذهب تكذب على الله لواحد ثم سألتك هل هو ذو شرف - 01:15:27ضَ
في نسب قومه فاخبرتني ان نعم وهكذا الانبياء تبعث في اشراف قومها. سألتك هل سبقه احد بان قال دعا الى دعوتها او قال مثل قوله فزعمت ان لا. فقلت لو ان احدا سبقه الى هذا لقلت رجل يقتدي بما سبق - 01:15:47ضَ
وسألتك هل كان في ابائه من ملك؟ فاخبرتني ان لا وقلت لو كان في ابائه ملك لو قلت رجل يطلب ملك ابائه. وسألتك من يتبعه؟ فاخبرتني انهم الضعفاء وهكذا الانبياء اتباعهم الضعفاء. اما الكبرى والملأ فانهم يكفرون بهم - 01:16:07ضَ
لان الله جل وعلا يقول له قل ما كنت بدعا من الرسل. لست اول من يأتيكم انظروا الى دعوة الرسل السابقين اقتدوا وانظروا فيها. وقيسوا قيسوا. ما يكون الى اخر ما قال. وكل هذا يدل على - 01:16:37ضَ
على عقل هرقلة وان نظره في الواقع نظرا صحيحا مقصود ان الدلائل دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه كثيرة. وكذلك خديجة رضوان الله عليها لما اخبرها بما يرى يرى الملك وما رأى ارتاع منه. قال لها - 01:16:57ضَ
اني اخاف على نفسي ماذا قالت له؟ قالت كلا والله. والله لا يخزيك الله ابدا. انك لتعمل كذا وتعمل كذا وتعمل كذا فاستدلت على انه سوف يلقى الخير والسعادة بما فعل بما يفعل بفعله - 01:17:27ضَ
لانه مثل ما قلنا ما يلتبس امر الكاذب بامر الصادق وهذا يدلنا على ان من المتكلمين ما اهتدوا الى شيء من ذلك. حينما قالوا انه لابد ان تقترن بدلائل النبوة التحدي. والا يلتبس الامر بالنبي والمتنبي والساحر وغيره - 01:17:47ضَ
هذا بعيد جدا. لان المتنبي كاذب. والنبي صادق. بل المتنبي اكذب الخلق واخبثهم والنبي اصدق الخلق وافظلهم. ولا يمكن ان يلتبس اصدق الخلق باكذبهم. وكذلك الساحر مثل المتنبي او اخبث - 01:18:17ضَ
وهكذا. المقصود ان النبوة كثيرة جدا. ومن قرأ السيرة طلع على الشيء الكثير ولهذا يقول ونحظ كثيرا على قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانها تزيد بالايمان الانسان ايمانا وتثبت اليقين عنده تماما. ومن اعظم الايات التي جاء بها صلوات - 01:18:37ضَ
الله وسلامه عليه هذا القرآن القرآن الذي يتلى نسمعه كثيرا وفيه من عجائب ومن الايات والدلائل على صدقه في كل اية. على كل حال هذا هذه من الامور الواجبة على المسلمين. كونهم يتعرفون على دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. والانسان - 01:19:07ضَ
ان يسأل عنها في قبره. يسأل عن هذه الامور. فانه اذا وظع في قبره سئل ثلاث اسئلة. الاول من يقال له من ربك؟ ولابد ان يعرف ربه بالدلائل يقينية ما هو بالتقليد - 01:19:37ضَ
والثاني السؤال الثاني يقال له من هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ الا يكفي كونه يقول محمد ابن عبد الله لابد ان يعرف انه نبي حق انه صادق وانه جاء بالهدى. والثالث يقال له - 01:19:57ضَ
ما دينك؟ يعني ما الذي تتعبد به؟ فاذا اجاب سئل عن الدليل. يقال له وما يدريك ما يدريك ان هذا هو الحق لو قال مثلا ربي الله وهذا هو رسول الله ودين الاسلام يقال له وما يدريك - 01:20:17ضَ
يعني ما الدليل؟ هذا معناه ما يدريك؟ ما الدليل؟ فاما ان يذكر الدليل الذي يقتنعون به تجتمع به الملائكة او يتلعثم ويقول لا لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقمته. فيعذب. فالمقصود - 01:20:37ضَ
ان هذا مما يجب على الانسان معرفته. وانه يسأل عنه في قبره. يسأل عن ذلك. واذا لم يعرف ربه وزينه ونبيه باقتناع. فانه يخشى عليه الا يجيب الجواب الصحيح خاف علي نعم - 01:20:57ضَ
وقوله ايهم هو برفعي اي على البناء لاضافتها وحذف صلتها وقوله فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها وفي رواية ابي هريرة عند مسلم ان عمر رضي الله عنه قال ما احببت الامارة يومئذ ما احببت الامارة الا يومئذ - 01:21:27ضَ
قال شيخ الاسلام رحمه الله ان في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بعلي رضي الله عنه باطن وظاهرا واثباتا لموالاته لله تعالى ورسوله. ووجوب موالاة المؤمنين له اذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة او دعا له احب كثير من الناس ان يكون - 01:21:57ضَ
فله مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو لخلق كثير. وهذا كالشهادة بالجنة لثابت ابن قيس رضي الله عنه وعبدالله ابن سلام - 01:22:27ضَ
وان كان شهد بالجنة لاخرين. والشهادة بمحبة الله ورسوله. للذي ضرب في الخمر ثابت ابن قيس ابن شماس هو خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان جهوري الصوت اذا تكلم صوته يكون عال. فلما نزل قول الله جل وعلا - 01:22:47ضَ
يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول. كجهر بعضكم بعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. عند ذلك خاف وقال اذا انا المعني بهذه الاية. لانني - 01:23:17ضَ
اجهم بصوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا قد حبط عملي. فجلس يبكي في بيته ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه. فقيل له انه يقول كذا وكذا. قيل فقال بل هو من اهل - 01:23:37ضَ
الجنة بل هو من اهل الجنة. امر به ان يؤتى به. فصارت هذه الشهادة شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم بانه من اهل الجنة. وكذلك عبد الله ابن سلام شهد له ايضا بانه عنده - 01:23:57ضَ
رؤيا رآها فقال هو من اهل الجنة. وغير هذا كثير شهد آآ اناس اخبرهم قال فلان من اهل الجنة وفلان من اهل الجنة مثل قوله ابو بكر في الجنة. وعمر في الجنة وعثمان في الجنة - 01:24:17ضَ
في الجنة حتى عدى العشرة. ولهذا يسمون العشرة المشهود لهم بالجنة. بل جاء انه قال لا يدخل النار من بايع تحت الشجرة. وهذه شهادة له في الجنة. والذين بايعوا تحت الشجرة الف - 01:24:37ضَ
اربعمئة من الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك لما كتب حافظ ابن ابي بلتعة الى كفار يخبرهم لمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - 01:24:57ضَ
سأل سأل الله جل وعلا ان يعمي على قريش امره حتى يبغتهم في بلاده هذا لما نقضوا العهد. لانهم نقضوا عهده الذي كتبه بينه وبينه في في الحديبية لقظوه حيث ظاهروا على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة وقتلوهم - 01:25:17ضَ
ركعا وسجدا. كما قال الشاعر ثم جاءوا يطلبون تمديد لانهم احسوا بانهم نقضوا تأكيد العهد وتمديد الوقت فلم يجبه من شيء لا ولا كلم رسولهم بل كل الصحابة لم يكلموه. جاء الى ابي بكر فلم يكلمه بشيء - 01:25:47ضَ
ثم جاء الى عمر فقال له والله لو اقدر لقاتلتكم ولو لم يكن معي الا الذر وجاء الى علي فقال له اذهب الى المسجد فقل اني مددت اه الوقت ووضعت كذا وكذا بيني وبينه ثم اذهب فجاء الى المسجد فتكلم هذا الكلام فلما رجع الى - 01:26:17ضَ
كقوم قالوا ماذا وراءك؟ فقال ما وجدته خبرا ما وجدت من يجيبني. غير ان علي ابن ابي طالب قال لي كذا وكذا ففعلت. فقالوا ما زاد على ان ضحك تجهز الرسول صلى الله عليه وسلم سأل ربه جل وعلا ان - 01:26:47ضَ
عليهم امره حتى يبغتهم في بلادهم. فكتب حافظ ابن ابي بلتعة كتابا واعطاه امرأة. فيه اما بعد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاكم والمسلمون. لجنود لا قبل لكم بها - 01:27:07ضَ
جاءه الخبر من السمع. جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الكتاب. فامر الزبير وعلي بن ابي طالب دعاهما وقال اذهبا الى روضة خاخ تجدان فيها ظعينة معها كتاب ائتيان بالكتاب. فذهب على فرسيهما الى تلك الروضة. فوجد - 01:27:27ضَ
المرأة في معها غنم لها. فقال لها الكتاب. فقالت ما معي من كتاب فقال لها والله ما كذبنا ولا كذبنا. لتخرجن الكتاب او لنلقين الثياب. يعني ثيابك نفتشكي لانه لا بد معك الكتاب. لما رأت الجد اخرجت الكتاب من عقيصتها من شعرها. قد وضعتها - 01:27:57ضَ
في شعرها فجاء به الى النبي صلى الله عليه وسلم اخذه النبي صلى الله عليه وسلم وامر بقراءته ثم استدعى حاطب فقال ما هذا؟ فقال يا رسول الله لا تعجل والله ليس شك مني ولا - 01:28:27ضَ
بل لهم ولكني رجل ملصق فيهم وكل من معك لهم من اقربائهم من يحمي ذويهم واموالهم الا انا. فاردت ان اتخذ عندهم يدا وقد علمت ان الله ينصرك. فقال عمر رضي الله عنه دعني اضرب - 01:28:47ضَ
قال المنافق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك انه شهد بدر؟ وان الله قال لاهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فاهل بدر كذلك ومرة جاء اليه صلوات الله وسلامه - 01:29:07ضَ
غلام لحافظ جاء الى النبي فقال والله لادخلن حاطب النار فقال كذبت لا يدخل النار انه من اهل بدر. ومعلوم انه ان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم افظل الامة يعني معلوم عند اهل السنة - 01:29:27ضَ
عند المؤمنين اهل السنة فانهم افضل الامة. لان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك وقال خير قرن خيركم من القرن الذي بعثت فيه. خيركم القرن الذين بعثت فيهم. ثم ثم الذين - 01:29:47ضَ
ثم الذين يلونهم. ثم يأتي قوم تسبق شهادة احدهم احده. تسبق شهادة احدهم يمينه - 01:30:07ضَ