كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

19 - كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت...) - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد درسنا هذه الليلة في الباب الثامن الثامن عشر التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قال - 00:00:17ضَ

رحمه الله باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت الاية في الصحيح عن ابن عن ابن المسيب او ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب للوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله - 00:00:37ضَ

ابن ابي امية وابو جهل فقال له يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله قال له اترغب عن ملتي عبد المطلب فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد. فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب - 00:00:58ضَ

وابى ان يقول لا اله الا الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين - 00:01:23ضَ

وانزل في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء هذا الباب اورده المصنف في كتاب التوحيد لمسألة مهمة وهي مسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:38ضَ

له هداية الارشاد اما هداية التوفيق والتيسير لليسرى هذه الى الله عز وجل وحده وانه لا يملك اشد من حرص على هدايته لا يملك لهم الهداية بداية التوفيق لان الهداية - 00:01:55ضَ

بداية التوفيق وهداية الارشاد بداية الارشاد والبيان اثبتها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وهداية التوفيق الى الخير وتيسير ذلك على قلبه نفاها الله عز وجل فقال تبارك وتعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء - 00:02:21ضَ

هذه هداية التوفيق. هذه بيد الله وحده عز وجل يهدي من يشاء فضلا ويظل من يشاء عدلا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ابدا لن يستطيع احدا - 00:02:51ضَ

الذي اثبته الله لنبيه صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم اي ترشد انك لتهدي واي وانك لترشد ترشد الناس الى صراط مستقيم واضح يا اخوان؟ الفرق بين الهدايتين - 00:03:12ضَ

بداية الارشاد والتوفيق هذه بعث الله بها رسله وانبياءه واثبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وانه يهدي ويرشد الى صراط مستقيم وهو صراط الله كما قال في تتمة الاية واما هداية التوفيق فهي التي نفاها الله عن عن الخلق وعن الناس وانها بيده وحده لا شريك له عز وجل بذلك لان هذا من مقتضى - 00:03:37ضَ

الربوبية الربوبية لا يملكها الا الله. قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح مسلم يقلبها كيف يشاء بيد الله وحده عز وجل - 00:04:02ضَ

المصنف اورد هذا الحديث لبيان ان هذه الامور لا تسأل الا من الله وفيها الرد على الجهلة من الذين تعلقوا بالاولياء والصالحين والقبور يعتقدون انهم اذا اه استشفعوا بهم او سألوهم في قبورهم انهم يوفقونهم ويهدونهم ويكونوا سببا لذلك - 00:04:19ضَ

ان الهداية بيد الله وحده تسأل الا من الله تفريج الكروب هداية القلوب مغفرة الذنوب كلها بيد الله عز وجل. كما ان الرزق والشفاء والعطاء بيد الله ولذلك اورد هذه الاية ثم اورد - 00:04:48ضَ

قصة سبب نزولها وقال وفي الصحيح في صحيح البخاري عن ابن المسيب سعيد ابن المسيب عن ابيه المسيب بن حزن المخزومي قال لما حضرت ابا طالب الوفاء. ابو طالب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحوطه ويحرص على حمايته - 00:05:08ضَ

وكان واثقا من صدقه صلى الله عليه وسلم لكنه لم يسلم الذي منعه من الاسلام هي هذه الامور التي ذكرها في هذا الحديث في هذا الخبر قالوا له اترغب عن ملة عبد المطلب - 00:05:32ضَ

يعني الملة ذي كان عليها ابوه لانه ابو طالب عبد مناف ابن عبد المطلب هلا ابو طالب اسمه عبد مناف عم النبي صلى الله عليه وسلم اخو عبدالله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:49ضَ

ابن عبد المطلب وكان عبد المطلب واباء ابوه هاشم وغيرهم من قريش كانوا على ملة آآ يعني الشرك على الجاهلية لذلك يقول ابو طالب في في قصائده يقول لقد علموا ان ابننا لا مكذب - 00:06:04ضَ

لدينا ولا يعنى بقول الاباطل يعني انه غير يكذب صدقوا ولذلك يقول ايضا في القصيدة الثانية لولا المذمة او مقالة حاسد او لا لولا الملامة او مقالة حاسد لوجدتني سمحا - 00:06:27ضَ

لما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له يا عمي اسلم يا عمي كذا ها يقول لولا الملامة والمذمة مقالة حاسد ان يقولوا انك تركت ملة عبد المطلب ونحوها لوجدتني سمحا بذاك مبين - 00:06:44ضَ

يعني سمح اسلم اتبعك ومبين بذلك ولذلك اسلم اعمامه العباس حمزة وابناء اعمامه علي وجعفر علي ابن ابي طالب وجعفر ابن ابي طالب وعقيل ابن ابي طالب اولى ممن اسلموا الشاهد في هذا - 00:07:01ضَ

ان هذا الباب اورده الشيخ رحمه الله لبيان ان ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية القلوب لا يملك هداية القلوب فلا تسأل هذه الا من الله يقول ابن المسيب ابن المسيب عن ابيه لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل - 00:07:23ضَ

عبد الله بن ابي امية كان عنده من بني مخزوم وابو جهل من بني مخزوم. جاءوا اليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار يا عمي قل لا اله الا الله - 00:07:51ضَ

كلمة احاج لك بها عند الله يعني مجال للشفاعة لانه لا شفاعة الا للمسلم اقل فلو قال لا اله الا الله لكان هناك مجال للشفاعة فقال له لما رأوا منه ايش - 00:08:06ضَ

الميول الى الاسلام قالوا له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ يعني عند الموت كنت كل هذه الحياة صامدا لم تسلم. وعند الموت جزعت وخفت وترغب عن ملة عبد المطلب عيروه - 00:08:20ضَ

عاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة عاد عليه دعوة الشر نسأل الله العافية والسلامة فكان اخر ما قال او فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب نعوذ بالله - 00:08:39ضَ

هو على ملة عبدالمطلب. يعني هو عبر بتعبير لسانه هو انه قال انا على ملة كذا. لكن الراوي رواها يعني ولم يقل انا خشية ايش؟ يعني تأثيمها فقال هو عبارة عن - 00:08:56ضَ

عبر عن الغائب ها عبر عن عن الحاضر صيغة الورع متكلم في ضمير الغائب وابى ان يقول لا اله الا الله مات على الكفر ولذلك لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم لم - 00:09:10ضَ

يقل ذلك ما وتركه وقال لاستغفرن الله لك استغفر لنا لك ما لم انهى عنك نخاطبه وهو حي ثم قال ثم بعد مدة هل هي المدة طويلة او نفس اليوم - 00:09:30ضَ

لانه جاء في مسند الامام احمد ان علي ابن ابي طالب جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان عمك الشيخ الضال مات لان الذي لا زال على ضلالته ضلالة الشرك - 00:09:53ضَ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فوارهي. اي ادفنه جاء علي يسأل يقول مات وهو مشرك ماذا اصنع به؟ ابوه قال اذهب واره يعني ادفنه لا تتركه فقال فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين - 00:10:06ضَ

ولو كانوا او اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم من اصحاب الجحيم يعني لا لا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ليه آآ المؤمنين ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا قراباتهم ولو كانوا - 00:10:27ضَ

اباءهم وحق الاب على الابن اكبر حق لكن مع ذلك ما دام تبين انه مات على الشرك وعلى الكفر ما يجوز له ان استغفر له. اما اذا لم يعلم عن حاله - 00:10:47ضَ

ومات على ظهر الاسلام فلا بأس ان يدعو له. اما اذا تبين له انه مات وهو على الشرك فانه لا يستغفر له ثم قال وانزل في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء - 00:11:04ضَ

تعزية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم. لانه حزن على عمه وحرص على دعوته فبين الله له ان هذا الامر ليس اليك انت لم تقصر معه بل حرصت على دعوته وبينت له وكان قد تبين له - 00:11:20ضَ

فان الامر بيد الله. الله يهدي من يشاء ويوفق من يشاء ويظل من يشاء عز وجل اذا الامر ليس بيدك ايها العبد انت تبذل الاسباب التوفيق بيد الله التيسير بيد الله. ولذلك تدعو الله ان يثبتك - 00:11:36ضَ

من يصلح قلبك وان يعينك وان يشرح صدرك والا ان شاء الله لصرف ذلك نسأل الله العافية والسلامة. كما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان - 00:11:55ضَ

اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم تأمل هذه الاية الذي قالها في المؤمنين ترى الله حبب اليكم الايمان هو الذي حبب اليه ولذلك كان مثلا الذين كانوا تأخروا في الاسلام من الصحابة كانوا قبل الاسلام يكرهون الاسلام يكرهون النبي ويكرهون الدعوة الى الاسلام - 00:12:14ضَ

لكن الله حبب اليهم الايمان ففرحوا به. فصار احب اليهم من انفسهم احب اليهم من انفسهم انقلبت تلك العداوة والبغض الى محبة صاروا يحبون الايمان يحبون الاسلام لكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم - 00:12:37ضَ

وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون قال فظلا من الله ونعمة الفضل بيد من بيد الله والنعمة اتت ممن؟ من الله. والله عليم حكيم الله عليم بمن يستحق ذلك - 00:12:56ضَ

حليم بمن يستحق ذلك حكيم في قضائه وعطائه ومنه فيحرم من لا يستحق ويعطي من يستحق الامر كله بيد الله وحكمته تبارك وتعالى قاضية وقضائه بحكمة وعدل لانه حكيم عليم عدل تبارك وتعالى - 00:13:14ضَ

في هذا الحديث فوائد وفي هذه الباب فوائد الاولى انه الامر والهداية بيد الله. وان الله يهدي من يشاء. وليست لاحد من الناس مهما كان ولو كان افضل الخلق وهو النبي صلى الله عليه وسلم. الهداية بيد الله - 00:13:39ضَ

ثانيا اه يستفيد منها ان العبد انه يسأل الله الهداية لان الله يقول ولكن الله يهدي من يشاء تسأله وتتوجه اليه ثالثا ان الهداية مقترنة بتوفيق الله وليس فقط بايش؟ بالمعرفة - 00:13:55ضَ

لان ابا طالب كان يعرف يعرف انه رسول الله حقا وصادق ويعرف انه لا يكذب ولكنه مع ذلك لم يسلم واضح؟ فالفضل بيد الله. ابليس لما ابى واستكبر وكان من الكافرين - 00:14:14ضَ

لما قال الله له اسجد لادم ابى واستكبر وهو مع ان الله عاتبه وقال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي قال انا خير منه خلقتني من نار خلقته من طين - 00:14:32ضَ

قال ااسجد لمن خلقت طينا اذا هو سمع خطاب الله لكنه مع ذلك لم يؤمن الامر بيد الله وحده الملائكة اذعنوا واسلموا وسجدوا كما امرهم الله اذا العبرة بما في القلوب من الهداية والاقبال والخشوع - 00:14:48ضَ

تحرص على ذلك احرص على ذلك وتحرص على العلم لان العلم الشرع العلم بالكتاب والسنة سبب من اسباب الهداية وزيادة الايمان والثقة بالله والتعلم والتعلق به كذلك ولكن الله يهدي من يشاء - 00:15:13ضَ

في هذه القصة شؤم رفقاء السوء هذا الرجل الذي كاد ان يسلم ما الذي منعه هؤلاء الذين جلسوا عنده يعيرونه ابو جهل وعبد الله بن ابي امية فقالوا له اترغب عن ملة عبد المطلب - 00:15:32ضَ

ما نصحوا له بل ارادوا ان يبقى على ذلك ما باقي فرفقاء السوء يرشدون صديقهم الى الضلالة ويزينون له الباطل ويحثونه عليه ويؤزونه عليه ويمنعونه لو اراد الهداية بينما رفاقائه الخير - 00:15:50ضَ

يدعونه الى الخير ويحثونه ولذلك يحرص العبد ان يكون مع رفقاء الخير والايمان كما قال عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من - 00:16:13ضَ

قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا لا تخافقوا ولا تطعوا المفرط والذي يدعو الله ويعبد الله ويسأل في هذا الحديث انه لا يجوز الدعاء او في هذه القصة لا يجوز الاستغفار للمشركين - 00:16:30ضَ

تبين انه مات على الشرك والكفر ما يجوز ان تستغفر له. خلاص انتهى لان الله نهى عن ذلك اه كذلك من فوائد هذا الحديث انه لا يدعى ولا يسلم ولا يدعى ولا يستغاث ولا يطلب منه الهداية الا من الله عز - 00:16:50ضَ

نسأل الله ان يهدينا لاقوم السبيل وان يفتح على قلوبنا بالعلم والايمان. انه جواد كريم والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة - 00:17:07ضَ

وبركاته - 00:17:22ضَ