باحث

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فقد استمعنا في قراءة - 00:00:02ضَ

امامنا في هذه الليلة في صلاة التراويح الى قول الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان به - 00:00:22ضَ

والايمان في اللغة بمعنى التصديق. قال الله عز وجل وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا واما شرعا فالايمان هو اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان. فالايمان يتعلق بالقلب واللسان والجوارح - 00:00:42ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وهذا نطق اللسان وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وهذا عمل الجوارح. والحياء شعبة من شعب الايمان - 00:01:08ضَ

وهذا ما يتعلق بالقلب والايمان بالله عز وجل يزيد وينقص بزيادته اسباب ولنقصه اسباب فمن اسباب زيادة الايمان اولا التفكر في ايات الله عز وجل الكونية والشرعية فان التذكر في ايات الله الكونية وهي مخلوقاته من السماوات والارض وغيرها. والتذكر في ايات - 00:01:33ضَ

الله عز وجل الشرعية وهي احكامه الشرعية سبب في زيادة الايمان ثانيا مما يكون سببا في زيادة ايمان فعل الطاعة تقربا الى الله. فان الطاعات سبب كن بزيادة الايمان ثم ان الطاعات ثمان الطاعات ايضا تختلف في زيادتها للايمان بحسب جنس الطاعة - 00:02:09ضَ

ونوعها فان الطاعات تختلف منها صلاة وصيام وزكاة. ثم هذه الاجناس منها ما هو فرض ومنها ما هو نفل فعل الطاعة عموما مما يكون سببا في زيادة الايمان ثالثا من اسباب زيادة الايمان ترك المعصية. خوفا من الله. فالذي يدع معصية الله عز وجل خوفا من عقابه ورغبة - 00:02:39ضَ

في ثوابت لان الانسان اذا هم بالسيئة ولم يعملها كتبها الله عنده عز وجل حسنة كاملة هذه بعض اسباب زيادة الايمان نقص الايمان له اسباب منها اولا الغفلة عن تفكر في ايات الله والتأمل فيها. ومنها ايضا ترك الطاعات فكون الانسان يترك الطاعات التي امره الله عز وجل بها - 00:03:10ضَ

هذا سبب من اسباب نقص الايمان. ومنها ايضا الذنوب والمعاصي. فان الذنوب والمعاصي سبب لنقص الايمان قال الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. تطمئن اي تلين وتسكن - 00:03:40ضَ

بذكر الله اي بسبب ذكر الله عز وجل وذكر الله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح فذكر الله تعالى بالقلب هو التفكر فكل تفكر يقربك الى الله فهو من ذكر الله عز وجل بالجوارح - 00:04:02ضَ

وذكر الله تعالى ايضا يكون اللسان فكل نطق تنطق به مما يقرب الى الله. من تلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل قيل فهو من ذكر الله عز وجل باللسان. وذكر الله تعالى يكون بالجوارح. فكل عمل تعمله مما - 00:04:27ضَ

يقربك الى الله سواء كان ذلك من العبادات من صلوات وزكوات وحج وعمرة وغير ذلك. او بر الوالدين او صلة الارحام فهو من ذكر الله عز وجل بالجوارح. اذا ذكر الله بالقلب كل تفكر يقربك الى الله - 00:04:51ضَ

ذكر الله تعالى باللسان كل نطق يقربك الى الله ذكر الله تعالى بالجوارح كل عمل تعمله مما يقرب الى الله. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب - 00:05:11ضَ

فذكر الله تعالى سبب لطمأنينة القلوب والقرب من علام الغيوب. واعلم ان من رحمة الله عز وجل بعباده ان شرع لهم الاذكار الشرعية حتى يكون العبد على صلة بالله عز وجل. هذه الاذكار منها ما يكون له سبب - 00:05:31ضَ

ومنها ما ليس له سبب. والاذكار الشرعية التي شرعها الله عز وجل لعباده. اربعة انواع النوع الاول ما قيد بفرظ. الاذكار المقيدة بفريضة. كالاذكار التي تكون عقب الصلاة المكتوبة وكما يكون بعد الحج فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا - 00:05:56ضَ

النوع الثاني ذكر مقيد بزمن كاذكار الصباح والمساء فانها مقيدة بزمن. فاذكار الصباح تبتدأ من طلوع الفجر الى الزوال وكلما بادر الانسان بها فهو افضل واذكار المساء تبتدأ من بعد صلاة العصر الى ما بعد العشاء - 00:06:26ضَ

لكن ما قيد بالليل فانه لا يكون الا بعد غروب الشمس فمثلا قراءة اية الكرسي قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي في ليلة الليل لا يدخل الا بعد - 00:06:56ضَ

غروب الشمس فلا يجزئ لو قرأتها بعد العصر اما ما سوى ذلك اعني مما لم يقيد بالليل كامسينا وامسى الملك لله. اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق رضيت بالله ربا ونحو ذلك. فيجوز ان تأتي به بعد العصر - 00:07:14ضَ

النوع الثالث من انواع الذكر ما قيد بسبب اذكار مقيدة بسبب كالذكر عند دخول المسجد. فالسنة عند دخول المسجد ان يقدم رجله اليمنى دخولا وان يقول بسم الله. والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر - 00:07:34ضَ

لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم عند الخروج يقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب فضلك - 00:07:59ضَ

ووجه الفرق ظاهر لان المساجد محل تنزل الرحمات من الله عز وجل والانسان حينما يخرج من المسجد يبتغي فضل الله وما عند الله عز وجل من الرزق. كما قال عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله - 00:08:20ضَ

البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ومن الاذكار ايضا المقيدة بسبب الذكر عند دخول الخلاء وعند الخروج منه. الذكر عند دخول المنزل - 00:08:42ضَ

وعند الخروج منه كل هذه اذكار مقيدة باسباب. فاذا وجد السبب شرع الذكر القسم النوع الرابع من انواع الذكر الذكر المطلق الذي لم يقيد بفرظ ولا سبب ولا زمن كقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل - 00:09:06ضَ

واعظم الذكر واشرف الذكر هو تلاوة كتاب الله عز وجل. فان القرآن اعظم ذكر واشرف ذكر هذا القرآن العظيم انزله الله عز وجل على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:09:35ضَ

ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وهو اعظم اية اوتيها الرسول صلى الله عليه وسلم كل نبي من الانبياء يرسله الله عز وجل يعطيه من الايات ما على مثله يؤمن البشر. ورسولنا صلى الله عليه وسلم اعطي ايات اعظم - 00:09:55ضَ

هذا القرآن. قال الله عز وجل مخاطبا كفار قريش او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. فكفى بالقرآن اية وعبرة وعظة. هذا القرآن العظيم امر الله عز وجل بتلاوته - 00:10:23ضَ

ورغب فيها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته قال الله عز وجل اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب وقال عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية - 00:10:46ضَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه والتلاوة التي امر الله تعالى بها في كتابه ورغب فيها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وخطابه ثلاثة انواع - 00:11:06ضَ

النوع الاول التلاوة اللفظية. ان يقرأ القرآن لفظا وفيها ثواب عظيم واجر جزيل. قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف - 00:11:31ضَ

كن حرف ولام حرف وميم حرف. اذا اذا قرأ القارئ الف لام ميم له ثلاثون حسنة بان كل حرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها هذا النوع الاول من انواع التلاوة وهو تلاوة القرآن لفظا. النوع الثاني من انواع التلاوة التلاوة - 00:11:58ضَ

وهي تدبر القرآن والتفكر فيه. فان الله تعالى انزل هذا الكتاب تدبر والتفكر والتعقل. قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب وقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن - 00:12:26ضَ

والتدبر معناه التأمل في الالفاظ. للوصول الى معانيها. وحقائقها. هذا معنى التدبر ان تتأمل في الالفاظ حتى تصل الى حقائقها والى معانيها. ومن المعلوم ايها الاخوة ان الانسان لا يمكنه ان يتدبر كتاب الله عز وجل الا بعد فهم المعنى - 00:12:54ضَ

الذي لا يفهم المعنى لا يمكن ان يتدبر. فالذي يقرأ مثلا كلاما بلغة غير عربية. ولا يعرفها ولا يعرف هذه اللغة لا يمكن ان يفهم ما اشتملت ما اشتمل عليه هذا الكلام. كذلك ايضا القرآن الذي يقرأ القرآن - 00:13:23ضَ

ولا يفهم معناه لا يمكن ان يحصل له التدبر الكامل. وان كان ينتفع بذلك. لكن التدبر الكامل لا يمكن ان يحصل له فالتدبر انما يكون بعد فهم المعنى. ولهذا كان لزاما على من اراد ان يتدبر القرآن حق التدبر - 00:13:43ضَ

ان يفهم معاني القرآن وذلك بالرجوع الى كتب التفسير الموثوقة التي الفها العلماء الموثوق بدينهم وعلمهم وعقيدتهم ومنهجهم. النوع الثالث من انواع التلاوة التلاوة عملية وهذه هي الثمرة والغاية والنتيجة وهي العمل بالقرآن - 00:14:06ضَ

ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه قال اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا وارعها سمعك. اي اصغي اليها فاما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه فاذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين - 00:14:37ضَ

فاتق الله عز وجل وكن صادقا مع الله باخلاص العبادة له. كن صادقا مع رسوله صلى الله عليه وسلم اتباع له كن صادقا مع اخوانك المؤمنين بان تعاملهم وان تحب لهم ما تحب لنفسك وهكذا. هذه - 00:15:03ضَ

انواع الثلاثة ايها الاخوة الانواع الثلاثة من تلاوة القرآن هي التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم من الصحابة فمن بعدهم كانوا يتلون القرآن تلاوة اللفظية وتلاوة معنوية وتلاوة عملية. قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله. حدثنا الذي - 00:15:23ضَ

كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات. لم يتجاوزوها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل. قالوا - 00:15:49ضَ

تعلمنا القرآن لفظا والعلم معنى والعمل تأمل قال تعلمنا القرآن هذه التلاوة اللفظية والعلم هذه التلاوة المعنوية. والعمل هذه التلاوة العملية. اذا علينا ايها ايها الاخوة ان نحرص على الاقبال على كتاب الله عز وجل. وان نقرأه بالتدبر والتأمل - 00:16:09ضَ

لان الاقبال على كتاب الله قراءته بالتدبر والتعقل سبب لثبات الانسان على دينه. وسبب لنجاته من الفتن ان من اعظم ما يثبت الانسان عند الفتن. ويثبت الانسان على دين الله عز وجل - 00:16:38ضَ

هو التمسك بكتاب الله والاقبال على كتاب الله. قال الله عز وجل وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ها كذلك لنثبت به فؤادك ترتيلا وقال عز وجل وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. وهذا يدل على - 00:17:03ضَ

ان القرآن الكريم من اسباب الثبات على دين الله عز وجل ثم ان تلاوة القرآن الكريم ايضا كما مر بنا لا تقتصر على مجرد تلاوته لفظا ان الذي يقرأ الاحكام المستمدة من كتاب الله تعالى - 00:17:32ضَ

يكون تاليا لكتاب الله. ولهذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله. ما معنى يتلون كتاب الله هنا؟ يشمل التلاوة اللفظية والتلاوة المعنوية. فالذي - 00:17:56ضَ

مثلا يفسر القرآن ويستنبط الاحكام. لو اننا مثلا قرأنا اية الوضوء يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق الاية وصرنا نتكلم عن ما يتعلق بالوضوء وشروط الوضوء واحكام الوضوء والغسل والتيمم ونحو ذلك هذا من تلاوة كتاب - 00:18:16ضَ

بالمعنى الثاني وهو التلاوة المعنوية. ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله. يتلون كتاب الله ويتدارس بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ذكر عليه الصلاة والسلام اربعة امور. الا - 00:18:41ضَ

نزلت عليهم السكينة اي الطمأنينة وذلك لان تلاوة كتاب الله من الذكر. وذكر الله تعالى مما يكون سببا لطمأنينة القلوب لا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة يعني رحمة الله عز وجل تغشاهم وتغطيهم - 00:19:06ضَ

وحفتهم الملائكة احاطت بهم اجلالا وتعظيما لهم. وذكرهم الله تعالى فيمن عنده. وقد قال الله عز وجل من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. فاسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من الذاكرين الله كثيرا - 00:19:29ضَ

والذاكرات وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته انه جواد كريم - 00:19:49ضَ