اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا - 00:00:00ضَ

وخفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم مشركون قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او يلبسكم شيعا - 00:00:31ضَ

او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق لكل نبأ وسوف تعلمون الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد - 00:01:13ضَ

بعد ان لفت الله عز وجل انتباه الناس الى بعض ايات قدرته وعلمه التي اقامها فيهم وما يجريه عليهم من ادلة قدرته وقهره لخلقه وعلوه على عباده واكد ان مرد جميع العباد اليه - 00:01:53ضَ

ليحاسبهم على اعمالهم. ويحكم بينهم بعلمه وعدله. شرع هنا في توبيخ المشركين من قريش. ومن على شاكلة مرة اخرى بلفت انتباههم الى انهم اذا وقعوا في ورطة في ظلمات البر والبحر توجهوا بالضراعة - 00:02:12ضَ

الى الله وحده ونسوا اصنامه واوثانهم واخلصوا الدعاء جهرا وسرا وتذللا لله وحده. فاذا نجاهم الله من ورطته وكشف عنهم ضرهم رجعوا الى شركهم وعبادة اصنامهم واوثانهم ثم حذرهم بانهم لن يفلتوا من عذاب الله اذا اراده بهم - 00:02:32ضَ

وبين لهم انهم ليسوا بمنجم من عذاب الله في اية لحظة وعلى اي حال وهو القادر على ان يرسل عليهم حاصبا من السماء او اي يختفى بهم الارض او ان يسلط بعضهم على بعض فيقتل بعضهم بعضا - 00:02:54ضَ

ثم واسى رسوله وحبيبه وسيد خلقه محمدا صلى الله عليه وسلم. وبين له انه على الحق وان ما جاء به من عند الله هو الحق وان قلوب العباد بيد الله وحده وان العاقبة الحسنى ستكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين - 00:03:10ضَ

وفي ذلك يقول قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن انجانا من هذه لان انجانا من هذه نكونن من الشاكرين الى قوله تبارك وتعالى لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون - 00:03:34ضَ

ومعنى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون. اي قل يا محمد لهؤلاء المشركين واسألهم على سبيل - 00:03:52ضَ

تقريعي والتوبيخ والتقرير. ما تلجأون اليه اذا كنتم في البر او كنتم في البحر واحاطت بكم ظلمات واحاطت بكم الظلمات. ونزل بكم الضر واشرفتم على الهلاك. انكم لن تضرعوا الا الى الله - 00:04:12ضَ

الله وحده. اذ تدعونه حينئذ جهرا وسرا وتتعهدون بانكم ستعرفون نعمة الله عليكم وتقولون لان خلصنا الله من هذه الورطة وكشف عنا هذا الضر لنكونن من الشاكرين المؤمنين المخلصين لله وحده - 00:04:30ضَ

ثم امر نبيه صلى الله عليه وسلم بتقرير الجواب مع كونه من وظائفهم للدلالة على ان هذا هو الجواب متعين الذي لا جواب غيره ولتوبيخهم على نقضهم للعهد وكفرانهم للنعمة فقال قل الله ينجيكم من - 00:04:49ضَ

منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون ثم امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخبر قريشا ومن على شاكلتهم بانهم لن يفلتوا من الله ولن تهربوا من عقابه في البر او في البحر. وانه قادر على ان يرسل عليهم عذابا من السماء. من حاصب او حجارة او سحاب عارض - 00:05:09ضَ

يمطرهم بعذاب الله كالذي ارساه الله عز وجل على قوم هود او يرسل عليهم مطرا منهمرا كالذي سلطه على قوم نوح او كسفا من السماء كعذاب يوم الظلة. الذي ارسله على قوم شعيب او ان يخسف بهم الارض من تحت ارجلهم - 00:05:32ضَ

او ان يسلط بعضهم على بعض فيقتل بعضهم بعضا. وهذا المقام قد ساق الله عز وجل له نظائر كثيرة وصرف فيه الايات في غير موضع من كتابه الكريم. ولذلك زينه هنا بقوله انظر كيف نصرف الايات لعل - 00:05:52ضَ

هم يفقهون. حيث يقول عز وجل ربكم الذي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله. انه كان بكم رحيما. واذا مسكم في البحر ظل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر اعرضتم. وكان الانسان كفورا. افأمنتم. ان يخسف بكم - 00:06:12ضَ

البار او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيذكم فيه تارة اخرى فارسل عليكم قاصفا من الريح ليغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا - 00:06:32ضَ

وكما قال عز وجل هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان. وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين. لان انجيتنا من هذه - 00:06:47ضَ

من الشاكرين. فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق. يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة في الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون وكما قال عز وجل اما يهديكم في ظلمات البر والبحر؟ ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته؟ االه مع الله؟ تعالى الله - 00:07:07ضَ

عما يشركون. وقد قال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه حدثنا ابو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو دينار عن جابر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم - 00:07:34ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك قال او من تحت ارجلكم؟ قال اعوذ بوجهك. او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض؟ قال رسول الله صلى الله عليه - 00:07:54ضَ

عليه وسلم هذا اهون او هذا ايسر. وقال البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه. حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول لما نزل على رسول الله صلى الله - 00:08:09ضَ

عليه وسلم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال اعوذ بوجهك او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك. فلما نزلت او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض - 00:08:29ضَ

لها تاني اهون او ايسر. وقال في كتاب التوحيد من صحيحه حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حماد بن زايد عن عمرو عن جابر بن عبدالله قال لما نزلت هذه الاية قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:46ضَ

اعوذ بوجهك. فقال او من تحت ارجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك. قال او يلبسكم شيعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ايسر وقد اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان هذه العقوبات الى ان هذه العقوبات - 00:09:06ضَ

اربعة انواع اي تعد قوله عز وجل او يلبسكم شيعا عقوبة من هذه العقوبات. كما عد قوله عز وجل ويذيق بعضكم بأس بعض اخرى حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في رواية البخاري من طريق علي بن عبدالله هاتان اهون او ايسر - 00:09:26ضَ

وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله زوالي الارض ان الله زوالي ارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. واعطيت الكنزين الاحمر والابيض - 00:09:47ضَ

واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة بعامة والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. وان ربي قال يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم بسنة بعامة. والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم يستبيحوا بيضتهم - 00:10:07ضَ

ولو اجتمع عليهم من باقطارها او قال من بين اقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. كما اخرج مسلم في صحيحه كما اخرج مسلم في صحيحه. من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:35ضَ

ذات يوم من العالية. حتى اذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين. وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف ثم انصرف الينا فقال صلى الله عليه وسلم سألت ربي ثلاثا فاعطاني ثنتين ومنعني واحدا سألت - 00:10:55ضَ

ربي الا يهلك امتي بالسنة فاعطانيها. وسألته الا يهلك امتي بالغرق فاعطانيها. وسألته الا بأسهم بينهم فمنعانيها. والمقصود ان الله تبارك وتعالى استجاب لرسوله صلى الله عليه وسلم فلن على امته عذاب استئصال يأتيها من فوقها او من تحت ارجلها. وهذا لا يمنع ان يخسف الله بواحد او اكثر من هذه - 00:11:17ضَ

امة او ان ينزل عذابا من السماء على واحد او اكثر من هذه الامة. وقوله تعالى وكذب به قومك وهو الحق. قل عليكم بوكيل. اي وكذبت قريش بما جاءهم به الصادق الامين. محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن العظيم - 00:11:47ضَ

والذكر الحكيم الذي صرفنا فيه من الايات لعلهم يتذكرون. وضربنا لهم فيه من كل مثل لعلهم يرتدعون عن وضلالهم. وقد بلغ هذا الذكر في الاحقية اعلى الدرجات. لكن قلوبهم الجاحدة عميت - 00:12:07ضَ

عن المسارعة الى قبول هذا الحق. فاخبرهم ايها الرسول الكريم اخبرهم ايها الرسول الكريم انك لست بمسؤول عن تبليغهم رسالة ربك. واما هدايتهم فليست بيدك. ولست بمسيطن على قلوبهم. قال ابن كثير رحمه الله - 00:12:27ضَ

يقول تعالى وكذب به اي بالقرآن الذي جئتهم به والهدى والبيان. قومك يعني قريشا وهو الحق اي الذي ليس وراءه قل لست عليكم بوكيل اي لست عليكم بحفيظ ولست بموكل بكم ولست بموكل بكم كقوله وقل الحق من ربكم - 00:12:47ضَ

فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. اي انما علي البلاغ وعليكم السمع والطاعة. فمن اتبعني سعد في الدنيا والاخرة ومن خالفني فقد شقي في الدنيا والاخرة انتهى. وقوله تعالى لكل نبأ مستقر وقوله تعالى - 00:13:08ضَ

لكل نبأ مستقر هذه الجملة القليلة الحروف قد شملت من المعاني ما تعجز الاقلام عن تسطيره من الحكمة البالغة والمعجزة الظاهرة واصدق الامثال السائرة ولم يسمع نظيرها في غير القرآن الكريم. لم يسمع نظيرها في غير القرآن الكريم. وقد اشتملت على الوعد والوعد - 00:13:28ضَ

والترغيب والترهيب. فكل خير يلفت انتباه الناس الا لابد وان يعرف في المستقبل. كل خبر كل خبر يلفت انتباه يلفت انتباه الناس كل خبر يلفت انتباه الناس لابد وان يعرف في - 00:13:53ضَ

اقبل صدقه او كذبه. وقد اشتملت اخبار القرآن العظيم واخبار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على امور دنيوية اشتملت اخبار القرآن العظيم واخبار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على امور دنيوية - 00:14:12ضَ

واخروية ولم يتخلف خبر عن موعده اذا جاء اجله. كالاخبار عن القتال بين فارس والروم وغلبة الروم في قوله عز وجل غلبت الروم في ادنى الارض. وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين. لله الامر من قبل ومن بعد. ويومئذ يفرح المؤمنون - 00:14:32ضَ

بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد الله لا يخلف الله وعده. ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وقد وقعت وكالاخبار عما يقع يوم بدر وقد وقع ولذلك قال عز وجل سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وكما قال عز - 00:14:52ضَ

ولا تعلمن نبأه بعد حين. ولذلك قال عز وجل هنا وسوف تعلمون. والى الحلقة التالية شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:15:16ضَ