سلسلة المحاضرات العامة - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ
صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الاخوة الكرام في هذه السورة سورة الهمزة بين ربنا تبارك وتعالى وعيدا شديدا لطائفة من الناس يستكبرون على عباد الله ويحتقرونهم ويهمزونهم ويلمزونهم - 00:00:21ضَ
ويتكبرون بما اوتوا من مال ومناصب حتى لا يرون الناس شيئا فتوعدهم الله بالويل وبالعذاب والنار نعوذ بالله يقول عز وجل ويل لكل همزة لمزة الويل وعيد بالعذاب ولذلك من اراد ان يتوعد احدا اناسا او شخصا يقول له يا ويلك - 00:00:54ضَ
وقيل انه واد في جهنم والظاهر والله اعلم انه توعد بالعذاب فيقول عز وجل ويل لكل همزة لمزة لكل تفيد عموم ان كل من يهمز الناس ويلمس الناس يهمزهم بغمز العين. الاحتقار او يلمزهم باللسان. فيقول فلان - 00:01:36ضَ
كذا او يشير الى شيء في نقصه متوعد بالويل نعوذ بالله هذا الذي يهمز الناس ويلمز الناس له وصف اخر وهو الغرور في الدنيا والكبر فيقول عز وجل الذي جمع مالا وعدده - 00:02:09ضَ
جمع المال ومع الجمع يعدده ويستحضره عنده العمارة الفلانية والبيت الفلاني والسيارة الفلانية ورصيده كذا وعنده مزرعة كذا يعدد ما عنده اما يعدده دائما بينه وبين نفسه او يعدد للناس - 00:02:39ضَ
لا على سبيل الثناء على الله. والشكر وانما على سبيل الفخر يستحضر انه عنده اموال ما يظره شيء لو خسرت تجارة عنده عقار لو كسد العقار عنده تجارات لو كسد العقار والتجارات عنده مزارع - 00:03:01ضَ
وايرادات لو عنده لو كسد هذا وهذا عنده اغنام او ابل او غير ذلك ان كسد هذا وهذا عنده رصيد في البنك من الذهب او الدنانير او الريالات او الدولارات او غير ذلك - 00:03:29ضَ
اذا كان يستحضر هذا الشيء تجده لا يخاف من الله ولا يخشى من من الفقر ولا يخشى من الدنيا لماذا؟ لانه وجدها عنده على سبيل على جميع الوجوه فهذا لكن لو عد النعمة وشكر الله - 00:03:54ضَ
كما قال عز وجل واما بنعمة ربك فحدث اي ينسبها الى الله شاكرا له يقول ان الله انعم علي واعطاني ومن علي وانا فقير وانا محتاج. هذا بالعكس بل الذي جمع مالا وعدده - 00:04:19ضَ
يعدده على الناس افتخارا حتى يعرفوا قيمته يحسب ان ما له اخلد يظن بعض الناس ان وجود المال وكثرته تنوعه انه لا يأتيه زوال وسيخلد ذكره وسيبقى غنيا حتى يموت - 00:04:48ضَ
العمارات موجودة والقصور موجودة والسيارات موجودة والبنوك مليانة يظن انها ستخلد هذه الاموال. لا قال تعالى كلا كلا لا تخلط انظر الى قصة ذكرها الله في كتابه عن قارون قال تعالى ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم - 00:05:13ضَ
واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة. اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك - 00:05:44ضَ
ولا تبغي الفساد في الارض. ان الله لا يحب المفسدين ماذا قال قال انما اوتيته على علم عندي على معرفة بوجوه التجارة والحذق والخبرة واموال كثيرة اغتر هذا الرجل قال الله اولا يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون. من هو اشد منه قوة واكثر جمعا - 00:06:05ضَ
ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون يؤخذون يؤخذ اخذ يأخذه الله اخذ عزيز مقتدر فخرج على قومه في زينته غرور. قال الذين يحبون الحياة قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون - 00:06:42ضَ
انه لذو حظ عظيم. غبطوه على الدنيا. مع ما هو فيه من الكفر والفجور والفسوق وكان هذا الرجل في زمن موسى وصل بالحرب مع الله انه دفع مالا لبغي من بغايا بني اسرائيل فاجرة - 00:07:11ضَ
وقال لها اتهموا اتهمي موسى بالفاحشة امرأة فاجرة زانية فاعطاها مالا قال اذا قام موسى يعظنا قومي في الناس وقولي ان موسى زنا بها فقامت وقالت يا ايها الناس ان موسى هذا الذي يعظكم والنبي قد زنا بها - 00:07:32ضَ
فناداها موسى فلما وقفت بين يديه خافت فقال من امرك بهذا قالت قارون قال كم دفع لك؟ قالت كذا وكذا. اقرت فدعا موسى على قارون دعاء قال الله فخسفنا به وبداره الارض - 00:08:05ضَ
فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. هل نفعه امواله وجاهه والعصبة الذين كانوا معه يحملون المفاتيح لان الله يقول واتيناه لانه بغى بغى بالمال الذي طغى. وصل الحرب ان يحارب الانبياء. يحارب الله - 00:08:33ضَ
هل نفعه ماله قال الله فخسفنا به وبداره الارض ذهبت امواله هذه الكنوز واتيناه من الكنوز. ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة. المفاتيح تصعب على العصبة اولو القوة من الرجال لو جمعت المفاتيح ويحملون - 00:09:05ضَ
عصبة من الرجال الاقوياء ما يستطيعون حملها هذي مفاتيح الكنوز من الذهب والفضة فلذلك حصل هذا الجزاء قال الله فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين - 00:09:32ضَ
هو ما عنده ما يستطيع ينتصر. لان الحرب من الله. والفئة والناس الاحزاب الذين معه والاعوان موظفين كلهم ما يستطيعون ان يحمونه فماذا قال الناس لان الذين يريدون الحياة الدنيا ماذا قالوا؟ قالوا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون. انه لذو حظ عظيم. وقال الذين اوتوا العلم ويلكم - 00:09:55ضَ
ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا. ولا يلقاها الا الصابرون اهل العلم يعرفون بان هذا الرجل ليس مؤمنا صالحا فماله يكون عونا له على الخير بل هذا طاغي فماله يكون عونا له على الشر - 00:10:25ضَ
فلما خسف به ماذا قال اولئك قال واصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا ان من الله علينا لكنا لخسرنا - 00:10:49ضَ
بنا وي كأنه لا يفلح الكافرون الكافر لا يفلح لو كثرت امواله لانه اما ان يعاقب في الدنيا واما ان يحاسب في الاخرة لان الله يقول معنا قال كلا يحسب ان ما له اخلده؟ كلا - 00:11:08ضَ
لا يخلده لينبذن في الحطمة في الاخرة يطرح في النار جهنم وما ادراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة لهبها وعذابها يصل الى القلوب والى الجوف. انها عليهم مؤصدة مغلقة - 00:11:29ضَ
في عمد ممددة. مع الاغلاق عليها عمد ممددا لا يستطيعون الخروج منها نعوذ بالله فهذه صفة الكافرين من صفات البغي في الارض الغرور بالمال الهمز واللمز لعباد الله ونبه الله على هذه الصفات لهؤلاء للتحذير منها ان الذي يلمز الناس ويلمز الناس سيحاسب - 00:11:53ضَ
سيعاقب وسيعذب في الدنيا وفي الاخرة نسأل الله تعالى ان يجعلنا ان يجعلنا من المؤمنين الشاكرين الذاكرين. الذين يرحمون عباد الله المؤمنين. وان يقنعنا بما اتانا وان يرزقنا من فضله انه جواد كريم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:29ضَ
- 00:13:02ضَ