باحث

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في كتاب اداب النوم والاضطجاع عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه نام على شقه الايمن ثم قال اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة - 00:00:20ضَ

ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك. امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك الذي ارسلت. رواه البخاري بهذا اللفظ في في كتابه الادب من صحيحه وعنه رضي الله عنه قال - 00:00:40ضَ

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن وقل وذكر نحوه وفي واجعلهن اخر ما تقول متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن البراء بن عازب رضي الله عنه - 00:00:54ضَ

قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه اي اضطجع ونام كان ينام على شقه الايمن ثم يقول اللهم اني اسلمت نفسي اليك. اللهم اني اسلمت نفسي اي جعلتها منقادة اليك - 00:01:14ضَ

في اوامرك وفي نواهيك. ووجهت وجهي اليك اي ذاتي. وهذا اشارة الى الاخلاص لله عز وجل وان العبد متوجه الى الله تعالى بكليته. ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك. اي توكلت - 00:01:34ضَ

عليك واعتمدت عليك وفوضت امري اليك لا ملجأ لي ولا ملجأ منك الا اليك. لا ملجأ اي لا احد التجأ اليه ولا احد ينجيني منك الا انت سبحانك وتعالى. وقوله والجأت ظهري اليك. اي - 00:01:54ضَ

سندت واعتمدت عليك. قال والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة. رغبة اي في ثوابك ورهبة من عقابك كما قال الله تبارك وتعالى يدعون ربهم رغبا ورهبا ثم قال امنت بكتابك الذي انزلت امنت اي صدقت واذعنت. بكتابك الذي انزلت وهو القرآن - 00:02:14ضَ

والايمان بالقرآن يستلزم الايمان بجميع الكتب المنزلة. وبرسولك الذي ارسلت وامنت برسولك الذي ارسلت وهو النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به يستلزم الايمان بكل رسل الله عز عز وجل هذا لفظ البخاري وفي رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذا اويت الى مضجعك فتوضأ - 00:02:39ضَ

ونم على شقك الايمن وقل هذا الذكر. وفي اخره انه رضي الله عنه قال امنت بكتابك الذي انزلت وبرسولك الذي ارسلت. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا بل قل وبنبيك الذي ارسلت. وانما - 00:03:09ضَ

قال له ذلك لان بين اللفظين فرقا. والفرق بينهما من وجهين. الوجه الاول انه اذا قال فبرسولك فان الرسول لفظ مشترك بين الرسول البشري وبين الرسول الملكي. ولهذا قال الله تعالى انه لقول رسول كريم. وقال جاعل الملائكة رسلا فالملائكة منهم الرسل. فاذا قال امنت برسوله - 00:03:29ضَ

اشتبه الامر ولم يكن الامر مبينا واضحا بل كان مجملا مشتركا. لكن اذا قال وبنبيك تعين ان يكون بذلك النبي البشري. الوجه الثاني انه اذا قال وبرسولك الذي ارسلت فكل رسول نبي. وحينئذ يكون دلالة اللفظ على النبوة دلالة تظمن. واما اذا قال وبنا - 00:03:59ضَ

نبيك فان دلالته على النبوة دلالة مطابقة ونطق صريح. فهذا الحديث فيه فوائد منها اولا مشروعة الوضوء عند النوم. وان يحرص المؤمن على ان ينام على طهارة. ولهذا جاء في السنن وغيرها - 00:04:29ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الانسان اذا نام على طهارة وذكر اسم الله عز وجل لم يتقلب ساعة من ليل يسأل الله تعالى شيئا من خيري الدنيا والاخرة الا اعطاه الله عز وجل اياه. ومنها ايضا استحباب النوم - 00:04:49ضَ

على الشق الايمن ولو كانت القبلة خلف ظهره او عند رأسه او عند رجليه. ومنها ايضا تفظيم العبد امره الى الله عز وجل وانه مفتقر الى الله في جميع احواله. كما قال عز وجل يا ايها الناس - 00:05:09ضَ

انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فالعبد لا ملجأ ولا منجأ منه الا الى الله تبارك وتعالى فهو الذي يعتمد عليه ويفوض امره اليه. ومنها ايضا المحافظة على الالفاظ - 00:05:29ضَ

الشرعية قدر الامكان. لان البراء رضي الله عنه لما قال امنت بكتابك الذي انزلت وبرسولك الذي ارسلت قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا بل قل وبنبيك الذي ارسلت. وهذا يدل على ان الالفاظ الشرعية - 00:05:49ضَ

والاذكار الشرعية تجب مراعاتها. واعلم ان الالفاظ الشرعية من حيث المراعاة على اقسام ثلاثة القسم الاول ما تجب مراعاة لفظه ومعناه وهو القرآن العظيم لانه معجز بلفظه متعبد بتلاوته. ولهذا لا تجوز ترجمة القرآن وانما الترجمة تكون لمعاني - 00:06:09ضَ

قرآن وليس للقرآن اي لالفاظه. القسم الثاني ما تجب مراعاته عند القدرة بمعنى ان يراعي لفظه عند القدرة ومعناه عند العجز. وهو بقية الاذكار الشرعية كاذكار الصلاة من التسبيح والتحميد والتهليل - 00:06:39ضَ

تكبير وغيرها. والقسم الثالث ما لا تجب مراعاة لفظه. بل يكون المقصود المعنى وهي العقود والفسوخ. فالفاظ العقود والفسوخ ليست مما يتعبد لله عز وجل بها. وانما المقصود منه المعنى فكل ما دل على المعنى فانه يصح. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا - 00:06:59ضَ

- 00:07:29ضَ