رياض الصالحين للنووي

2 - شرح رياض الصالحين ‌‌(باب الجمع بين الخوف والرجاء) 7 جماد أول 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين نقل الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب الجمع بين الخوف والرجاء. قال الله تعالى - 00:00:00ضَ

يوم تبيض وجوه تفسد وجوه وقال تعالى ان ربك لسريع العقاب انه لغفور رحيم. وقال تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم وقال تعالى فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. والايات في هذا المعنى - 00:00:20ضَ

انا كثيرا فيجتمع الخوف والرجاء في الايتين مقرنتين وايات واية واو ايات. بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى في باب الجمع بين الخوف والرجاء في سياق الايات. قال الله عز وجل يوم تبيض وجوه وتسود وجوه - 00:00:40ضَ

يوم تبيض وجوه اي تبيض وجوه المؤمنين. بما بما يبشرون به من النعيم. وبما يبشرون به من جنة وتسود وجوه اي تسود وجوه الكافرين والمنافقين. وذلك بما يبشرون به من العذاب الاليم - 00:01:00ضَ

ثم قال عز وجل ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم ان ربك لسريع العقاب اي لمن عصاه. وكذب باياته ورسله. ولم ينقض لاوامره. وان انه لغفور رحيم اي لمن اطاعه واتقاه. واتبع رسله. وفي هاتين الايتين جمع بين الترغيب - 00:01:20ضَ

والترهيب وبين الوعد والوعيد. وهذا هو طريق القرآن. انه اذا ذكر الخير ذكر الشر. واذا ذكر ذكر الترهيب واذا ذكر الوعد ذكر الوعيد. كما قال عز وجل نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي - 00:01:47ضَ

هو العذاب الاليم وهذا يدلنا على ان الانسان ينبغي له ان يكون في سيره الى الله عز وجل جامعا بين الخوف والرجاء. لانه اذا غلب احد الجانبين هلك. فاذا غلب جانب الخوف قنط من رحمة الله وايس من روح الله. واذا - 00:02:07ضَ

قلب جانب الرجاء امن من مكر الله اما الاية الثالثة وهي قول الله تبارك وتعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم. ان الابرار جمع بر وهو كثير الطاعة والخير والاحسان لله عز وجل ولعباد الله. فهو كثير الاحسان في - 00:02:30ضَ

عبادة الله وكثير الاحسان لعباد الله. اما الاحسان في عبادة الله فان يكون مخلصا لله عز وجل متبع عن رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو احسان عبادة. اي ان يأتي بها باخلاص ومتابعة. واما الاحسان - 00:02:56ضَ

بعباد الله تعالى فيجمعه بذل الندى وكف الاذى وطلاقة الوجه. فيحسن اليهم بالقول ويحسن اليهم بالفعل ويحسن اليهم بالمال ويحسن اليهم بالجاه. ان الابرار لفي نعيم. وهذا النعيم هو الجنة - 00:03:16ضَ

التي يدخلونها بفضل الله عز وجل ورحمته. وهذا النعيم نعيم حسي ونعيم معنوي اما النعيم الحسي فبما يتلذذون به بابدانهم. مما اعده الله تعالى لهم في الجنة. واما النعيم المعنوي فبما يحصل في قلوبهم من الفرح والسرور. ثم قال وان الفجار لفي جحيم. الفجار جمع - 00:03:36ضَ

وفاجر وسمي فاجرا من الفجور وهو الانبعاث في المعاصي والذنوب. والمراد بهم هنا الكفار والمنافقون حين كذبوا بايات الله وبرسله. وان الفجار لفي جحيم والجحيم النار. وهذا العذاب لهم عذاب - 00:04:06ضَ

حسي وعذاب معنوي. اما العذاب الحسي فبما ينال ابدانهم من عذاب النار ولهيبها واحراقها واما العذاب المعنوي فبما يحصل لهم من التوبيخ والتقريع. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون الايات واما الاية الاخيرة او الاية الاخيرة فهي قول الله تبارك وتعالى فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية - 00:04:26ضَ

من ثقلت موازينه اي ثقلت اعماله الصالحة. فرجحت حسناته على سيئاته. فهو في عيشة راضية اي في عيشة كريمة يرضاها لنفسه. واما من خفت موازينه اي خفت اعماله الصالحة بان - 00:04:56ضَ

رجحت سيئاته على حسناته او لم تكن لهم حسنات اصلا كالكافر. فامه هاوية اي مأواه مصيره ومسكنه الهاوية. ثم بين سبحانه وتعالى هذه الهاوية فقال تعظيما لها وما ادراك ما هي تعظيم - 00:05:16ضَ

لشأنها وتفخيما لامرها وما ادراك ما هي نار حامية. فهي نار قعرها بعيد والمها شديد فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية تحمي ابدانهم فهي تحميهم حسيا كما تقدم ومعنويا. وكل هذه الايات التي ساقها المؤلف ساقها ليبين ان الانسان ينبغي له ان - 00:05:36ضَ

جامعا بين الخوف والرجاء. فيكون الخوف مانعا له من المخالفة. ويكون الرجاء دافعا له الى العمل الصالح فها هنا امران دافع ومانع. فالمانع من المخالفة هو خوف الله تعالى والخوف من عقابه والدافع الى العمل - 00:06:06ضَ

الصالح هو طمعه ورجائه بفضل الله تعالى وكرمه واحسانه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:26ضَ