التفريغ
قال المصنف رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته. ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. قد تقدم معنا في الاصول الثلاثة بيان معنى الحنفية ان بيان معنى - 00:00:00ضَ
الحنيفية وان ملة ابراهيم عليه السلام هي الميل عن الشرك الى التوحيد. فهي وان كانت مشتقة من الحنف الذي يعني الميل الا انه ميل عن طريق الشرك الى طريق التوحيد. وهي ملة ابراهيم. التي امر بها - 00:00:20ضَ
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجميع انبياء الله. فجميع انبياء الله كانوا على ملة ابراهيم. قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه - 00:00:40ضَ
وقال سبحانه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. فمنة ابراهيم عليه السلام هي التوحيد وهو ان تعبد الله مخلصا له الدين. وهذه الجملة تضمنت امرين. اولا اثبات عبادة الله - 00:01:00ضَ
ثانيا اخلاص العبادة لله. فلا تكفي العبادة وحدها بل لابد ان تكون خالصة لله عز وجل فضد العبادة الاعراض وترك العبادة وضد الاخلاص الشرك. والسلامة هما ملة ابراهيم ان تعبد الله مخلصا له الدين. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:01:20ضَ
الله تعالى في هذه الاية اي علة لخلق الانس والجن الا علة واحدة وحكمة واحدة وهي عبادته. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله ليعبدون اي - 00:01:50ضَ
اي يوحدون. فالعبادة لا تكون عبادة الا ان تكون خالصة لله عز وجل. قال رحمه الله فاذا عرفت ان الله خلقك لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد - 00:02:10ضَ
اي ان التوحيد هو شرطها الاساس. كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة. الطهارة شرط في صحة الصلاة ولو قام انسان يصلي على غير طهارة متلبس بالحدث الاصغر او - 00:02:30ضَ
اكبر فانه وان قام وقعد وركع وسجد الا ان هذه الحركات لا لا تسمى صلاة شرعية. لماذا هذا لافتقارها الى شرطها. والشرط في اللغة هو ما يلزم من عدمه العدم. ولا يلزم من وجوده وجود ولا - 00:02:50ضَ
لا عجب تعريف الشرط عند الاصوليين ما يلزم من عدمه العداء. فاذا عدم الشرط عدم المسروق. فلا صلاة شرعية بلا طهارة. ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم. فربما تطهر الانسان ولم يقع - 00:03:10ضَ
المشروب. فاذا منزلة التوحيد بالنسبة للعبادة كمنزلة الطهارة بالنسبة للصلاة ثم ماذا يقابل الحدث الذي هو الناقد للطهارة؟ قال فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت. كالمحدث اذا دخل كالمحدث اذا دخل كالحدث اذا دخل في الطهارة. نعم. اذا الشرك حدث واي حدث - 00:03:30ضَ
هو اعظم حذر. فاذا وقع الشرك في العبادة افسدها. فلو ان انسانا اقام صلاة يتزين بها الى الناس فكانت من اصلها باطلة. لماذا؟ لافتقارها الى الشرط الاعظم وهو الاخلاص لله عز وجل. مثل لو انه - 00:04:00ضَ
اه احدث في صلاته الصلاة محدثا لفسدت. فكذلك فكذلك العبادة لا مقبولة الا بشرط الاخلاص. ولا شك ان الاخلاص ضروري لقبول اي عبادة ولو طرأ ما يضاده على العبادة فلابد ها هنا من التفصيل لو لو طرأ الرياء - 00:04:20ضَ
على العبادة فلابد في هذا من التفصيل. فيقال اذا قارن الرياء العبادة من فهي فاسدة اصلا. اذا قارن الرياء العبادة من اولها فهي فاسدة اصلا لانها لم تنعقد واما اذا طرأ عليها في اثنائها اي بمعنى انه عقد العبادة خالصة لله عز - 00:04:50ضَ
عز وجل ثم طرأ عليه الرياء في اثنائها. فينظر حينئذ ان دافعه لهجومه عليه من غير تخطيط مسبق لم يضره. ان دافعه فاندفع لن يضره. وان استرسل معه فها هنا ننظر - 00:05:20ضَ
وايضا هل هذه العبادة عبادة واحدة؟ ينبني بعضها على بعض؟ ام انها عبادة ذات اجزاء منفصلة يستقل بعضها على بعض. ونوضح هذا بالمثال. لو طرأت لو طرأ الرياء على الصلاة في اثنائها ولم يدافعه صاحبه بل استرسل معه لما يرى من نظر رجل اليه فلما - 00:05:40ضَ
فاحس ان فلانا ينظر اليه صار يمد قيامه وقعوده وجلوسه ويتخشع. مسترسلا في هذا الشعور الشيطاني فان العبادة تبطل باجمعها. لماذا؟ لان الصلاة عبادة واحدة مفتتحة بالتكبير ختم بالتسليم فاذا فسد بعضها فسد كلها. اما اذا كانت العبادة ذات اجزاء ينفصل بعضها عن بعض ولا - 00:06:10ضَ
بعضها عن بعض فان الرياء لا يبطل الا ما قارنه. اظرب لذلك مثالا لو تعين على انسان اخراج زكاة ما له الف ريال. فصار يخرج مائة مائة. وكان مخلصا لله - 00:06:40ضَ
في تسع منها. فلما كانت المئة العاشرة تمام الالف خالطه رياء وحب سمعة. فحينئذ هل يفسد الجميع؟ ام يفسد؟ تفسد الدفعة الاخيرة؟ الاخيرة فقط. لان هذه عبادة منفصل بعضها عن بعض - 00:07:00ضَ
قال الشيخ رحمه الله فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت هذا جواب الشرط. ولا ريب ان ما قدم به الشيخ من الجمل مقرر آآ ثابت واضح - 00:07:20ضَ
فان الله سبحانه وتعالى قد قال لنبيه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن ولتكونن من الخاسرين. هذا يقال للنبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه؟ لان اشركت وحاشى لا - 00:07:40ضَ
فطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فاعبد. وقدم الاسم الشريف لكي يدل على الاختصاص. بل الله وكن من الشاكرين. اذا عرفت هذا عرفت ان اهم ما عليك معرفة ذلك. يعني معرفة ما تقدم - 00:08:00ضَ
لعل الله ان يخلصك من هذه الشبكة. مراده بالشبكة الشرك. مراده بالشبكة. الشرك الذي يقع به آآ الانسان او الطير او البهيمة. فان من اراد ان يصيد صيدا نشر له شبكة او شرط - 00:08:20ضَ
ركن او حبولة لكي يقع فيها. ولا شرك ولا شبكة ولا احبولة اشد من شرك الشرك واحبولته فانها اخطر شيء. فاذا عرف العبد ذلك وادرك قيمة الاخلاص والتوحيد فانه ينجو من هذه الشبكة الخطيرة - 00:08:40ضَ
وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به. يعني ان الله لا يغفر شركا به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فبين الله تعالى انه سبحانه يمكن ان يغفر جميع الذنوب - 00:09:00ضَ
حتى وان كانت كبائر. لكن لا يمكن ان يغفر الشرك. لان الشرك ظلم عظيم. لا غير قابل للمغفرة فهذا دليل على انه على ان اعظم ما ينبغي ان يعتني الانسان به ويمحض قلبه له هو - 00:09:20ضَ
تحقيق التوحيد لله رب العالمين. والتخلص من الشرك. والحاجة الى هذا في اصل الدين ظاهرة بينة. لكن الحاجة فاليه ايضا في احسان العبادة للمؤمنين الموحدين ايضا مهمة. فان العبد ربما تخلص من من اصل الشرك والعياذ بالله وهو صرف العبادة الى غير الله. لكن يبقى بعد ذلك تحسينه - 00:09:40ضَ
تكميله بحيث يؤديه على اكمل الوجوه لا يلتفت قلبه يمنة ولا يسرة. بل يستحضر عبوديته لله تعالى فيما يأتي وما يذر. وهذا ميدان فسيح يتبارى فيه المخلصون. يتبارى فيه السائرون الى الله عز وجل. وسلم رفيع - 00:10:10ضَ
يتفاوت في منازله وعتباته الصاعدون الى الله عز وجل. فعلينا ان نعتني بهذا الامر من اصله وفي ضعيفة ثم شرع رحمه الله في ذكر القواعد الاربع - 00:10:30ضَ