بلوغ المرام (شرح المختصر) - كتاب الحج - 1444هـ
20- شرح بلوغ المرام كتاب الحج - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير - 18 ذو القعدة 1444هـ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه من مشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في باب - 00:00:00ضَ
الحج في حديث جابر رضي الله عنه قال فلما كان يوم التروية توجهوا الى منى وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر العصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فاجاز حتى اتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها - 00:00:20ضَ
حتى اذا زاغت الشمس امر بالقسواء فرحلت له فاتى بطن الوادي فخطب الناس. ثم اذن ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصلي بينهما شيئا ثم ركب حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة - 00:00:40ضَ
فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص ودفع وقد شنق للقصواء الزمام حتى ان رأس ليصيب ويقول بيده اليمنى ايها الناس السكينة السكينة. كلما اتى حبلا ارخى لها قليلا حتى تصعد. بسم الله الرحمن الرحيم قال - 00:01:00ضَ
الله تعالى في حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه فلما كان يوم التروية كان هنا تامة اي وجد. فلما كان يوم التروية ويوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة. سمي - 00:01:20ضَ
ذلك لانهم كانوا يتروون الماء يعني يتزودون بالماء لان منى لم يكن فيها مياه كما في وقتنا الحاضر حيث اوصلت الحكومة وفقها الله المياه الى جميع مناطق المشاعر وما يحتاج اليه الحجاج. واعلم ان - 00:01:40ضَ
ان كل يوم من ايام الحج له اسم خاص. فكانوا يسمون يوم السابع مع انه ليس من ايام الحج يسمونه يوم الزينة لانهم يزينون رواحلهم وركابهم استعدادا للحج. واليوم الثامن يسمى - 00:02:00ضَ
ما يوم التروية لانهم يتروون الماء واليوم التاسع يسمى يوم عرفة لانه يقفون بعرفة واليوم العاشر يسمى يوم النحر. ويسمى يوم الحج الاكبر. فيسمى يوم النحر لان انه تنحر فيه الهدايا والضحايا. ويسمى يوم الحج الاكبر لان اكثر مناسك الحج تفعل فيه. ففيه - 00:02:20ضَ
ونحر وحلق وطواف وسعي. واليوم الحادي عشر يسمى يوم الرؤوس. لانهم ينتفعون برؤوس الهدايا والضحايا كما في حديث سراء بن تنبهان رضي الله عنها قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس اوسط ايام التشريق. ويسمى ايضا يوم القرن، لان الحجاج قارون - 00:02:50ضَ
في منى فله اسمان يوم القر ويوم الرؤوس. واليوم الثاني عشر يسمى يوم النفل الاول واليوم الثالث عشر يسمى يوم النفل الثاني. لما كان يوم توجهوا الى منى يعني توجه النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة. سواء كان - 00:03:20ضَ
كانوا متمتعين ام قارنين ام مفردين؟ فمن كان متمتعا احرم بالحج ضحى اليوم الثامن من موضعه في مكة او من اي موضع ثم يأتي الى منى. واما النبي صلى الله عليه وسلم فكان باقيا على احرامه. لانه كان - 00:03:40ضَ
فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. فلما طلعت الشمس من اليوم التاسع توجهوا الى عرفات فاجاز النبي صلى الله عليه وسلم اجاز المزدلفة حتى اتى الى نمرة فوجد القبة قد ضربت له فيه - 00:04:00ضَ
وخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك خالف كفار قريش من المشركين فانهم كانوا لا يجاوزون المزدلفة ولا سيما الحمس منهم ويقولون نحن اهل الحرم فلا نخرج منه - 00:04:20ضَ
فهم الرسول صلى الله عليه وسلم فاتى الى نمرة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فاقام بها حتى اذا زاغت شمس امر بالقصواء فرحلت له. ناقته عليه الصلاة والسلام فاتى بطن الوادي يعني وادي عرنة - 00:04:40ضَ
الناس خطبة عظيمة عليه الصلاة والسلام. ثم امر فاذن ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصلي بينهما شيئا ثم اتى الموقف الذي اختاره لنفسه عليه الصلاة والسلام عند الصخرات فلم يزل - 00:05:00ضَ
واقفا داعيا متضرعا الى الله عز وجل تغاضى القرص وغربت الشمس وهو رافع يديه عليه الصلاة والسلام يدعو الله عز وجل ويتضرع اليه. فهذا اليوم يوم عظيم. ثم لما غربت الشمس دفع الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:05:20ضَ
من عرفة بسكينة ووقار. وكان يحث اصحابه على ذلك. ويقول ايها الناس السكينة السكينة وكلما اتى حبلا من الحبال ارخى قليلا لناقته حتى تصعد. حتى اتى المزدلفة كما يأتي هذه القطعة من الحديث فيها فوائد منها اولا مشروعية الاحرام بالحج يوم الثامن لمن - 00:05:40ضَ
حل من عمرته وان يتوجه جميع الحجاج الى منى فيصلوا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. والافضل الا ما يجمع المسافر بل يصلي كل صلاة في وقتها. والاتيان الى منى والمبيت فيها ليلة التاسع سنة - 00:06:10ضَ
وليس بواجب. ومن فوائد هذا الحديث ايضا مشروعية الاقامة في نمرة الى زوال الشمس. فان تيسر ان يبقى بها الى زوال الشمس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فذلك حسن. ومن فوائد هذا الحديث ايضا - 00:06:30ضَ
مشروعية الخطبة في عرفة فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس فيها فيشرع للامام او لنائبه ان يخطب والناس خطبة يبين فيها اركان الاسلام وشرائع الاسلام وحدوده وما يتعلق بالمناسك - 00:06:50ضَ
ومنها ايضا ان من جمع بين الصلاتين فانه يؤذن للاولى ويقيم لكل فريضة ولهذا قال فقهاؤنا رحمهم الله ومن جمع او قضى فوائت اذن للاولى واقام لكل فريضة ومنها ايضا مشروعية الدعاء والتضرع الى الله عز وجل في عرفة. فقد قال النبي - 00:07:10ضَ
صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. والنبي صلى الله عليه وسلم وقف هذا الموقف خلف الصخرات - 00:07:40ضَ
الذي اختاره لنفسه وقد قال وقفت ها هنا وعرفت كلها موقف. فيقف الانسان حيث تيسر له ولا يشرع صعود الجبل كما يفعله بعض الجهال. واعلم ان صعود الجبل في يوم عرفة - 00:08:00ضَ
لا يخلو من ثلاث حالات. الحال الاولى ان يصعد الجبل تعبدا لله عز وجل وتقربا اليه. فهذا من البدع ومن الامور المعجزة. والحال الثانية ان يصعد الجبل للدعوة والارشاد والانكار بما قد يفعله بعض - 00:08:20ضَ
الناس من التمسح بالصخر وبالحجارة التي تكون فوق هذا الجبل فهذا امر مطلوب بل قد يكون واجب اذا والحال الثالثة ان يصعد الجبل تفرجا فقط لينظر ويتفرج لا تعبدا ولا انكارا - 00:08:40ضَ
ودعوة فهذا من حيث الاصل هو مباح. لكن ان كان الذي صعد الجبل ممن يتأسى به وممن يقتدى به فانه ينهى عن ذلك لانه قد يقتدي به بعض العامة وبعض الجهال. ومنها ايضا ان المشروع ان لا - 00:09:00ضَ
من عرفة الا اذا غربت الشمس وغاب القرص لان الرسول صلى الله عليه وسلم مكث بها حتى الشمس وحتى غاب القرص فلا يعجل في الدفع كما قد يفعله بعض الناس. فالواجب ان - 00:09:20ضَ
في عرفة الى ان تغرب الشمس. فمن دفع قبل ان تغرب الشمس فقد ترك واجبا من الواجبات. لان الوقوف بعرفة ركن من اركان الحج. وكونه يبقى ويمكث في عرفة الى ان تغرب الشمس واجب من - 00:09:40ضَ
ويأتي ان شاء الله تعالى بقية الكلام على هذا الحديث في الدرس القادم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:10:00ضَ