باحث

والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوا باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم - 00:00:01ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه واحبابه ومن تبع هداه. ثم اما بعد مشاهدي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا هو المجلس العشرون من مجالس الصحابة الميامين - 00:00:43ضَ

مع النبي رب العالمين ولا زلنا آآ نتحدث في مسألة النية والنية باب عظيم من ابواب الخيرات واصل عظيم من اصول الدين لدرجة ان حديث انما الاعمال بالنيات ذكر بعض اهل العلم ان هذا الحديث - 00:01:05ضَ

يعد ثلثا الاسلام وحديث اليوم آآ حديث مبارك يبين صورة عظيمة من صور حرص الصحابة على النية وبركة هذه النية. فقد روى الامام البخاري ومسلم واللفظ البخاري عن جابر ابن عبدالله رضي الله تعالى عنه - 00:01:31ضَ

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة وقال ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة - 00:02:01ضَ

قال صلى الله عليه وسلم وهم بالمدينة العذر هذا الحديث فيه معية الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم هم الذين كانوا معه في هذه السفرة وهم الذين نقلوا عنه ما حدث من حوار كما ساذكره لاحقا - 00:02:27ضَ

آآ ايضا نجد فضيلة هذه المعية وبركة هذه المعية. لان مجالسة الصالحين ومعية اهل الفضل بركة وخير فهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم ومناسبة هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى تبوك - 00:02:54ضَ

وتبوك هذه يعني آآ مدينة او موقع عامر بيتبع الدولة الرومانية على مشارف الجزيرة العربية بينها وبين المدينة ما يقرب من سبعمائة الى تمنميت كيلو المسافة دي كلها صحراء مكشوفة - 00:03:22ضَ

ليس فيها لا استراحات وليست فيها جزر وليست فيها اشجار مغرقة وليست بها عيون دافقة وانما هي صحراء قاحلة آآ النبي صلى الله عليه وسلم علم بان هناك تجمعات رومانية - 00:03:49ضَ

وان الروم يريدون الهجوم على المدينة ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم ان ينتظر العدو ليصل اليه وليحاربه وانما كانت الحكمة بالمبادرة لان المبادر في الضربة العسكرية هو الذي ستنتهي الجولة لصالحه - 00:04:12ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم ما خرج غزاة الا وراء عليها باختها. يعني مثلا افترضنا هو يريد ان يذهب قتالي عطفان آآ يشيع بين الناس انه يذهب مثل لقتال بني اسد. مثلا - 00:04:39ضَ

هذا من هديه صلى الله عليه وسلم الا ما كان من هذه الغزوة وهي اخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم دي كانت اخر غزوة توفي بعدها النبي عليه الصلاة والسلام - 00:04:57ضَ

فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ثم بعد ذلك كانت غزوة حنين ثم بعد ذلك توجه النبي عليه الصلاة والسلام فحاصر في الطائف ثم بعد ذلك كانت هذه الغزوة المباركة - 00:05:15ضَ

التي آآ وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم الروم ايها المشاهدون الكرام في هذا التوقيت كانت هي القوة العسكرية الاكبر في العالم ايوة كانت هناك الدولة الفارسية - 00:05:32ضَ

وكانت بينهم حروب سجال اكثر من خمسميت سنة يعني حروب لم تتوقف بين الفرس والروم لاكثر من خمسمائة سنة ولكن انتهت الجولات العسكرية بين الفرس والروم بانتصار ساحق للروم واسرد الروم في انتصاراتهم تلك ما يطلقون عليه - 00:05:51ضَ

وهو الصليب الذي يزعمون ان المسيح وحاشاه قد صلب عليه هو صليب مقدس وتملكوا معظم البلاد المشرقية الشام وغيرها بعد انتصارهم الحاسم على الروم اذا الروم في هذا التوقيت كانت آآ هي الدولة القوية العظمى في العالم. اقوى دولة عظمى في العالم - 00:06:16ضَ

اه من حيث عدد الجيوش والتكتيكات العسكرية والقادة الاسطوريين يعني كان القادة الروم قادة اسطوريون فكان اسمه الروم آآ يلقى بسببه الرعب في قلوب العرب ولهذا لما ابانا النبي عليه الصلاة والسلام عن وجهته في قتال الروم - 00:06:45ضَ

آآ نشط الصحابة جميعا الا آآ اصحاب النفاق. فقالوا وما لنا وقتال بني الاصفر خافوا ان يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرجعوا ثانية ولهذا لما تركهم النبي عليه الصلاة والسلام فرحوا انهم لم يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:08ضَ

فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله فرحوا بذلك الامر لانهم كرهوا ان يجاهدوا في سبيل الله عز وجل باموالهم وانفسهم. خرج المسلمون في هذه المعركة وكانوا نحو من ثلاثين الفا - 00:07:32ضَ

كان القيظ شديدا وكان الحر آآ عظيما. لانهم كانوا في شهر الصيف او في اشهر الصيف وتمام البلاء ان المسلمين كانوا في مجاعة هناك مجاعة شديدة في المدينة وواكب هذه المجاعة ان الثمر كان مستطابا على الشجر - 00:07:49ضَ

يبقى الثمر مستطاب فبالتالي القلوب متهيئة الى ان يأتي وقت جني الثمار حتى يأكله فيشبعه ويبيعه فيتموله يعني ياكلم فيشبعم. وبعدين يبيع ويبقى معهم مال لكن بدل ما ينتظروا الى آآ جني الثمار - 00:08:14ضَ

النبي عليه الصلاة والسلام بيأمرهم ان يخرجوا لقتال من؟ لقتال الروم. دي مسألة صعبة جدا اذا هيشمش محاولة سبعمية وتمانين كيلو سبعمية او تمنمية كيلو في الصحراء وآآ الصخور والجبال والرمال الساخنة والحر الشديد والقيض الشديد والمجاعة الشديدة - 00:08:37ضَ

هذا كله شديد جدا على الصحابة شديد جدا على الصحابة وكان الظهر قليلا. الظهر اللي هو ما يركب وسمي ظهرا لان صاحبه يركب ظهره. يعني لما يكون فيه جمل او فيه فرس او بغل. البغل او الجمل او الفرس - 00:09:01ضَ

اه بيوت ظهره فسمي ظهرا لان آآ ظهره الذي يركب كان الظهر قليلا فكان النفر يتعاورون في ركوب آآ الظهر الواحد. تلاتة اربعة خمسة اكثر اقل اذا معنى ذلك ان كل واحد كان سيسير المسافة الطويلة الكثيرة - 00:09:21ضَ

فالنبي صلى الله عليه وسلم ببركة ان الصحابة صدقوا معه فخرجوا معه. وصل النبي عليه الصلاة والسلام الى تبوك فلم يلق بأسه فالرومان سمعوا بان محمدا عليه الصلاة والسلام خرج بجيشه فببركة الطاعة لله وللرسول. القى الله تعالى في قلوب الرومان الرعب. فانكفأوا - 00:09:43ضَ

عن لقاء النبي عليه الصلاة والسلام يعني خافوا وارسل النبي صلى الله عليه وسلم سراياه هنا وهناك آآ القبائل ويعاهدها ويصالحها ولم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم بأسا ورجع منتصرا مظفرا. ففي رجوع النبي صلى الله عليه - 00:10:08ضَ

كان هذا الخبر. فبيقول الراوي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك لانه رجع من هذه الغزوة الشديدة العظيمة فدانا من المدينة يعني لما اقترب من المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة اقواما. صدر الخطاب بان - 00:10:33ضَ

للدلالة على التأكيد وقال ان بالمدينة اقواما ان للمدينة اقواما الاقوام مش مجرد نكرة لان الاقوام جمع قوم فاذا كان فاذا كان الاقوام هذه نكرة فليست مجرد نكرة ولكنها نكرة فيها معنى التعدد. اي معنى - 00:11:01ضَ

ان هناك آآ رجالا وآآ نساء واطفالا هؤلاء جميعا كانوا يرغبون ان آآ آآ يكونوا شركاء للمسلمين في هذه الغزوة. فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا - 00:11:26ضَ

يبقى مسيرته مسيرة لما تكون الارض مستوية يبقى ده مسير وهنا الجبال وبعدين تنزل من جبل وعشان تطلع جبل ما بين الجبلين فيه هناك وادي اذا الطريق لم يكن بالطريق السهل المنبسط - 00:11:50ضَ

هل كان الطريق شاقا وعرة الجبال والتلال ويقول ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرة ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم. الله الا كانوا معكم. فيه هناك رواية الا شاركوكم في الاجر - 00:12:10ضَ

هنفهم كلمة الا كانوا معكم اي كانوا معكم. يتمنون ان يكونوا معكم بانفسهم فلم يقدروا فشاركوكم في الاجر وهذا يعني آآ فائدة ان شاء الله سنذكرها بعد ذلك ان الانسان الحريص على الخير اذا لم يشارك بنفسه في الخير - 00:12:34ضَ

فلا ينبغي ان تتخلف نيته عن مشاركة الخير يعني انا مش قادر ان انا احضر الخدمة بنفسي خلاص اتمنى ان اكون موجود في هذا الخير فالتمني والحرص ان اكون موجودا مع عدم وجودي - 00:12:59ضَ

قد يؤدي الى ذلك الخير العظيم وهو الا كانوا معكم الصحابة رضي الله تعالى عنهم جميعا. بيقيسوا الامور ويشوفوها طب احنا مشينا على رجلينا مئات الكيلوات تقطعت آآ يعني جلود آآ اقدامنا - 00:13:17ضَ

واجهدنا واتعرضنا للمجاعة حتى كدنا ان نموت. وقد ذكرتكم قبل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اصاب الناس يوم تبوك مجاعة شديدة. اذا كانوا في مجاعة وكانوا في عسرة وشدة. وتحملوا وعثاء السفر مع شدة الحر - 00:13:40ضَ

مع قيد الشمس هذا كله تحملوه والناس اللي في المدينة دول لم يتعبك تعبنا ولم يجهدوا كجهدنا انما هم في ظل وارث وماء بارد فكيف يكونون معنا في الاجر. ولهذا قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة - 00:14:01ضَ

ازاي وهم بالمدينة كيف يكون ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم قال وهم بالمدينة يقرروا ما قال ويجيبهم عن الاشكال ثم يعلل هذا لقوله حبسهم العذر ده لفظ البخاري في رواية مسلم حبسهم المرض - 00:14:25ضَ

اذا في هناك اناس بالمدينة كانوا يريدون ان يكونوا معكم ولكن حبسهم العذر لمرض او لنحوه السفر في هذه الغزوة اه كان المسلمون يعني يقطعون مراحل السفر وآآ وهم في شدة شديدة - 00:14:51ضَ

كانوا يقطعون مراحل السفر وهم في شدة شديدة ولهذا رتب الله تبارك وتعالى على ذلك الاجر العظيم وقال ربنا عز وجل ما كان لاهل المدينة من حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه - 00:15:18ضَ

لا يمكن ابدا يحصل هذا الكلام ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله. ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا يبالون من عدو ميلان الا كتب لهم به عمل صالح - 00:15:41ضَ

كل ده كله يكتب لهم به اعمال صالحة ان الله لا يضيع اجر المحسنين. ايضا ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم. ده كله كتب لهم في ميزان - 00:16:02ضَ

سنتين ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون. اذا الاجر الكبير ده كله للذين خرجوا وشاركوا في غزوة تبوك الذين بالمدينة كانوا معهم في ذلك الخير الكثير المسألة كلها متعلقة بالنية - 00:16:21ضَ

المسألة كلها متعلقة بنية بداية النية ديت آآ هي ايه النية حتى لا اطيل في الكلام النية عمل من اعمال القلب اذا النية عمل من اعمال القلب القلب ده له اعمال - 00:16:43ضَ

الاعمال دي بتسمى اعمال باطنة. كالحب والخوف والرهبة والرغبة والاستكانة والتوكل والحزم دي كلها اعمال قلبية وايضا النية من جملة اعمال القلوب النية ديت بيتوجه القلب آآ بها لتحقيق المطلوب - 00:17:04ضَ

القلب بيتوجه بالنية لتحقيق المطلوب اذا لا يمكن لمطلوب ان هو يتحقق الا بهذه النية لان القلب يتوجه بالنية دي لتحقيق المطلوب فيقوى عزم الانسان على حصول هذا المطلوب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات - 00:17:30ضَ

العلماء قالوا والنية شرط في سائر العمل فبها الصلاح والفساد للعمل العلماء حتى لما عرفوا ان الايمان قالوا الايمان قول وعمل ونية وسنة قول المعاملة دي كلام الجماهير بعضهم زات فقال ونية لان القول وعمل بغير نية - 00:17:56ضَ

لا يصح وقول وعمل من غير سنة بدعة تقيدوا القول والعمل بماذا؟ بالنية والسنة ومسألة النية والسنة هي شرط في صلاح العمل يعني العامل لا يكون صحيحا صالحا يرفعه الله الا بالنية الا بالنية والسنة - 00:18:22ضَ

ولهذا عن بعض السلف في قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربي احد اليوم العمل صالح قال في العمل الصالح اصلحه اصوبه واخلصه - 00:18:48ضَ

قال في العمل الصالح الصواب واخلصه العمل الصواب ما وفق السنة والعمل الخالص ما كانت فيه النية اي ابتغى فيه وجه الله عز وجل النية مهمة جدا لتحقيق العمل وليتصور عمل من غير نية - 00:19:07ضَ

لا يتصور عمل من غير نية. هذا في الغالب الاغلب الا في حالة واحدة ان شاء الله سنذكرها في وقتها ان شاء الله ولذلك النية دي لها آآ عند الفقهاء والعلماء آآ اسماء تدل عليهم - 00:19:28ضَ

حاجة زي الارادة فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا في قول الله تبارك وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد وبعدين في المقابل - 00:19:45ضَ

ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيه وهو مؤمن. اذا الارادة الهم يأتي الهم من معنى النية في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما جعل الدنيا همه فرق الله عليه شمله - 00:20:01ضَ

وجعل فقره بين عينيه ولم يؤت من الدنيا الا ما كتبه الله له ومن جعل الاخرة همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا ويرى غما يبقى الهم هنا لي النية - 00:20:18ضَ

اللي هي النية والهم والنية والارادة الى غير ذلك. منها الجازم ومنها العارض يعني في هناك هم جازم وهم عارض ونية جازمة ونية عارضة وهناك ارادة جازمة وارادة عارضة نشوف الكلام ده فين - 00:20:36ضَ

نشوف في قصة يوسف عليه واعلن نبينا الصلاة والسلام. وهذا ان شاء الله ما سنعرف تفصيله في المجلس القادم. فانتظرونا بارك الله فيكم. وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:20:59ضَ

والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوا باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحت الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم - 00:21:16ضَ