(مكتمل)تفسير سورة البقرة

21- تفسير القرآن | سورة البقرة ١١٤-١٢٣ | للشيخ أ.د. يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته - 00:00:00ضَ

وحياكم الله في درسنا درس الاربعاء في تفسير القرآن العظيم وهذا اليوم يوم الاربعاء هو اليوم الخامس والعشرون من شهر شعبان من عام الف واربع مئة واثنين واربعين وهذا الدرس واللقاء - 00:00:13ضَ

والمجلس هو المجلس السادس عشر من مجالس تفسير القرآن العظيم والايات التي بين ايدينا نبدأ من الاية الرابعة عشرة بعد المئة وهي قول الله سبحانه وتعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه - 00:00:29ضَ

وسع في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم لو نلاحظ ايها الاخوة عندما تريد ان تفهم الايات فهما دقيقا - 00:00:57ضَ

وتتدبر هذه الايات وتصل الى درجة يعني ادراك معاني هذه الايات ادراكا يعني دقيقا فانك تنظر في الايات السابقة والايات السابقة كما هو واضح من قوله تعالى ما ننسخ من اية - 00:01:17ضَ

وموقف اليهود من النسخ ثم ثم ذكر بعض الامور المتعلقة باليهود والنصارى في الايات السابقة بين سبحانه وتعالى حتى يعني الله سبحانه وتعالى ذكر في الاية السابقة شيئا عن المشركين - 00:01:38ضَ

ذكر هنا ايضا شيئا من مواقف هؤلاء من اليهود والنصارى والمشركين وان من مواقفهم انهم يمنعون مساجد الله يمنعون مساجد الله يمنعون اهل المساجد من اقامة ذكر الله واقامة الصلاة - 00:01:55ضَ

وشتى انواع الطاعات في هذه المساجد والله سبحانه وتعالى اخبر وخبر صادق بانه لا احد اظلموا واشد جرما من مثل هؤلاء الذين يمنعون المساجد يمنعون المساجد وليس فقط يمنعون المساجد - 00:02:20ضَ

ويمنعون اهل المساجد من اقامة شرع الله واقامة ذكر الله والصلاة والله سبحانه وتعالى قال ان يذكر فيها اسمه وقوله ان يذكر فيها اسمه هذا كامل بكل ما يدخل في ذكر اسم الله - 00:02:43ضَ

من الصلاة ومن ومن الذكر ومن التهليل والتكبير ومن قراءة القرآن ومن عقد حلقات القرآن الكريم. ومن عقد دروس العلم والتعلم والتعليم في هذه المساجد فلا احد اشد لا احد اشد - 00:03:05ضَ

ظلما ولا احد اشد جرما ممن يمنع مواطن الذكر وبيوت الله يمنعها من اقامة ذكر الله وكما ذكرنا ان هذه الاية مرتبطة بما قبلها من اليهود والنصارى والمشركين فان المشركين صدوا - 00:03:27ضَ

المشركين صدوا صدوا رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية والنصارى خربوا بيت المقدس واليهود منعوا المسلمين من الصلاة في في بيت المقدس وكذلك النصارى في زمن ما - 00:03:50ضَ

واصحاب الفيل ايضا كان لهم ايضا في ذلك سعي في تخريب بيت الله وهو المسجد الحرام والكعبة وكل ذلك داخل في هذه الاية. وكل من سعى كل من سعى وكل من منع مساجد الله وسعى في افسادها وخرابها - 00:04:07ضَ

ومنع ويشمل الفساد المعنوي ويشمل الفساد الحسي فمن افسد فيها معنى انه او حسا والافساد المعنوي هو منع الناس من الخير افساد المعنوي اظهار البدع في المساجد ومن الافساد الحسي هدم المساجد واغلاقها وتخريبها ومنع الناس من الصلاة فيها والذكر فيها كل - 00:04:30ضَ

داخل في قوله تعالى وسعى في خرابها نلاحظ ان كلمة سعى تدل على ان هؤلاء يبذلون جهدهم ويبذلون وسعهم هذه المساجد ولا يألون جهدا في منع اهلها من الاقامة من اقامة ذكر الله فيها - 00:05:01ضَ

وهم يسعون سعيا حثيثا في مثل هذا الامر هذه الاية كما ذكر اهل التفسير لها مفهوم مفهوم مخالفة وهو ان لا احد احسن ولا احد ولا احد احب عند الله ممن يقيم المساجد - 00:05:23ضَ

ممن يفتح المساجد وممن من وممن يعين على على على على عمارتها حسا ومعنى وعمارة المساجد معنى ان ان يقام فيها شرع الله. من الصلاة والذكر وعقد الحلق والتذكير. كل ذلك يعتبر من عمارة المساجد - 00:05:46ضَ

وعمارتها الحسية تشييدها وبناؤها على وعلى وجه الارض في كل مكان وهذه الاية لها مفهوم ومفهومها ان من انه لا احسن عند الله ولا اعظم اجرا عند الله ممن ممن يفتح المساجد - 00:06:10ضَ

ويشرع المساجد ويشجع على على نشرها ويسعى في في اقامتها باي وجه من الوجوه بأي وجه من الوجوه توعد الله سبحانه وتعالى هؤلاء لما حكموا عليهم بانهم لا احد اظلم منهم توعدهم بالوعيد الشديد. وقال اولئك - 00:06:28ضَ

ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين. القى الله الرعب في قلوبهم فهم في خوف ولو دخلوها فانهم لا لا يدخلوها وهم وهم مطمئنون وانما يدخلونهم وقد استولى عليه مرء الخوف والرعب. ولذلك قال ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين. وهذا خبر من الله - 00:06:51ضَ

وهو اصدق القائلين بانه لا يمكن ان يدخل هؤلاء الا وقد الا وقد استولى عليهم الخوف والرعب والذعر. قال ما كان لهم ان يدخلوها الا الا خائفين. ثم وحكم عليهم بحكم في الدنيا والاخرة. قال لهم في الدنيا - 00:07:15ضَ

الخزي والخزي هو الفضيحة والعار الفضيحة بان الله سبحانه يفضحهم ويكشف عوارهم ويعرفهم كل من من رأهم قال لهم في الدنيا خزي وذلة وهوان وصغار. واما في الاخرة فقد اعد الله لهم العذاب العظيم - 00:07:35ضَ

العذاب العظيم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك ولله المشرق والمغرب فاينما فاينما تولوا وثم وجه الله ان الله واسع عليم وانا اكرر واقول من باب التدبر والتأمل تتأمل الآيات تجد الترابط بينها والتماسك بينها والتناسب بينها - 00:08:01ضَ

وكأن هذه الاية تفتح المجال فاذا قيل اذا لو لو قيل ان ان المساجد منع الناس فيها او في اماكن ما لم يستطع المسلمون اقامة شرع الله في هذه المساجد - 00:08:29ضَ

قد منعوا من دخولها فكان الاية التي بعدها تقول تقول المشرق والمغرب المشرق والمغرب لله نبحث ان ارض كما قال الله سبحانه قال ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون واذا منعت في مكان ما - 00:08:45ضَ

فان هناك مكان تستطيع ان تقيم شرع الله فيه. والله سبحانه وتعالى له المشرق وله المغرب فاينما تولوا فثم وجه الله والمشرق والمغرب يشمل الارض كلها كلها فاذا اعطاك الله سبحانه او اخبرك الله سبحانه وتعالى باول باول باقصى الشيء وادنى الشيء فان هذا يشمل كل - 00:09:02ضَ

الجهات كل الجهات فلله المشرق وله المغرب وله ما بينهما. وله الشمال وله وله جنوب كل ذلك في حكم الله داخل في حكمه. لكن قد يسأل سائل فيقول لماذا هذا - 00:09:29ضَ

وصى الله المشرق والمغرب ونقول لانه محل الايات العظيمة في غروب الشمس وطلوعها في غروب الشمس وطلوعها وهي ايات عظيمة. تدل على عظمة الخالق وان هذا كله تحت ملك الله سبحانه وتعالى. فالجهاد كلها لله ولذلك قال لله - 00:09:44ضَ

لله المشرق والمغرب والجهاد كلها لله. ثم قال فاينما تولوا اي اينما تولوا وجوهكم من الجهات اينما تولوا وجوهكم وكانت هذه التولية بامر من الله بامر من الله فولوا وجوهكم - 00:10:05ضَ

ان الله سبحانه وتعالى امركم باستقبال بيت المقدس وامر المسلمين باستقبال بيت المقدس وصلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة وهو يستقبل بيت المقدس ثم ستة عشر شهرا في المدينة وهو يستقبل بيت المقدس ثم امر بالتحول - 00:10:26ضَ

الى الى المسجد الحرام الى الى المسجد الحرام والى الكعبة وصلى اليها فاينما تولوا بامر من ربكم فتوجهوا فتوجهوا الى هذه الجهة وايضا في هذه الاية كما ذكر اهل التفسير - 00:10:49ضَ

فيها دلالة على ان الانسان اذا صلى واختلفت عليه القبلة فان صلاته صحيحة. اذا اجتهد في مكان اجتهادك ان يكون في صحراء وليس عنده علامات تدله على ذلك. واجتهد وصلى خلاف القبلة فان صلاته صحيحة. وكذلك من يكون مأسورا - 00:11:06ضَ

في مكان ما او مصلوب او مريضا لا يستطيع التوجه فانه يصلي على قدر حاله وايضا ايضا استنبط اهل التفسير من هذه الاية انه ان المصلي اذا كان في سفر - 00:11:29ضَ

اذا كان في سفر وكان على راحلته واراد ان يصلي صلاة النافلة اراد ان يصلي صلاة النافلة فان له ان يصلي حسب ان يصلي اينما توجهت به راحلته لكن لا بد ان يكون في سفر - 00:11:46ضَ

وان يكون في صلاة النافلة وان يكون على الراحلة. فان كان قد نزل في مكان ما ولابد ان يتوجه القبلة قال الله سبحانه وتعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله - 00:12:06ضَ

اي ثم يعني هناك هناك وجه الله يعني اينما توجهت في صلاتك او في دعائك حتى الدعاء يدخل في ذلك والصلاة والذكر اينما توجهت فان هناك فان هناك وجه الله وجهة الله هناك. وفي هذا دلالة - 00:12:26ضَ

في هذه الاية دلالة ان لله وجها كما اثبته كما اثبته اهل العلم ان لله وجها حقيقيا لا تشبهوا وجوه المخلوقين وله وجه يليق بجلاله من غير تمثيل. كما انه ان لله سبحانه وتعالى الصفات العلا وله الصفات الذاتية - 00:12:47ضَ

بالصفات الفعلية اللائقة به سبحانه وتعالى ولذلك ختم الله هذه الاية بقوله ان الله واسع عليم. واسع الفضل والعطاء واسع الصفات عليم باحوال الناس وعليم بنياتهم وعليم باعمالهم وبصلواتهم ودعائهم - 00:13:10ضَ

وذكرهم لله سبحانه وتعالى ومن سعته سبحانه وتعالى ان وسع لان الواسع الواسع العليم باحوال الناس هو الذي يوسع عليهم في احكامهم وفي احوالهم سبحانه وتعالى فله الحمد وله الشكر - 00:13:33ضَ

ننتقل الايات بعد ذلك الى ايضا الى موقف من مواقف هؤلاء هؤلاء الذين الذين افتروا على الله الكذب هؤلاء الذين منعوا مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. والذين تقولوا على الله من اليهود - 00:13:52ضَ

والنصارى والمشركين فذكر موقفا من مواقفهم وانهم اجتمعوا على هذه على هذه الفرية وعلى هذا القول العظيم قول عظيم الذي قالوه في حق الله على وجه التنقص على وجه التنز فقالوا اتخذ الله ولدا - 00:14:12ضَ

اتخذ الله ولدا فقالت اليهود ابن الله وقالت النصارى المسيح من الله. وقالت المشركون وقالت المشركون الملائكة بنات الله. وهؤلاء كلهم كلهم وصفوا الله بما لا يليق سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى. فلذلك - 00:14:32ضَ

يعني اساءوا في هذا في هذا الوصف اساءة عظيمة وظلموا انفسهم بوصف بوصفهم لله سبحانه وتعالى بانه بانه اتخذ ولدا سبحانه وتعالى. ولذلك الله رد عليهم رد عليهم وابطل فريتهم فقال سبحانه يعني تنزه سبحانه وتقدس - 00:14:53ضَ

ان ان يكون له الولد ان يكون له ثم اثبت بطلان هذه المقالة بالادلة العقلية بالادلة العقلية لما قال سبحانه سبحان له الكمال المطلق من جميع الوجوه وهو الغني من جميع الوجوه. فكيف يكون له ورد - 00:15:13ضَ

الذي يكون له ولد هو الناقص الذي يكون له ولد هو هو الفقير الذي يكون له ولد هو المحتاج اما الله سبحانه وتعالى الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه - 00:15:33ضَ

له الغنى المطلق لا وله القدرة لا يمكن ان ان يكون محتاجا للولد حتى يكون له ولد سبحانه وتعالى. ولذلك ابدع الله سبحانه وتعالى مقولتهم بالادلة بالادلة الواضحة فقال بل له ما في السماوات والارض - 00:15:47ضَ

بل هذه للاظراب لما لما نزه نفسه عن هذه المقولة وهذه الفريا العظيمة انتقل الى الرد عليها فقال له ما في السماوات والارض واذا كان له ما في السماوات والارض والخلق كلهم - 00:16:07ضَ

جميعهم تحت ملكه وعبيد له يتصرف فيهم فكيف يكون له ولد سبحانه وكيف يكون له ورد؟ ولذلك قال له ما في السماوات والارض ثم اثبت ايضا دليلا اخر فقال كل له قانتون. ومعنى قانتون اي مسخرون مذللون لطاعته - 00:16:27ضَ

كلهم مفتقرون لربهم سبحانه وتعالى. فكيف يكون له الولد سبحانه وتعالى وكلهم قانتون والقنوت القنوت يأتي في القرآن بمعنى بمعنى القنوت بمعنى الطاعة المطلقة والافتقار الى الله سبحانه وتعالى اه كلهم قانتون اي المطيعون لربهم - 00:16:48ضَ

ويأتي القنوت ايضا بمعنى الطاعة الخاصة وهي العبادة. كما قال سبحانه وتعالى قال ومن يقنط منكن لله ورسوله. وقال في في مريم قال وكانت من القانتين اه الخضوع المطلق يسمى قنوت وهو يصدر من المؤمن والكافر. الخضوع المطلق والاذعان لله هو القنوت المطلق والقنوت - 00:17:14ضَ

وطاعة الله سبحانه وتعالى. التي تكون من المؤمنين سبحانه. من المؤمنين. قال سبحانه وتعالى كل له قانون. هذا الرد الثاني ثم الرد الثالث قال بديع السماوات والارض الذي خلق السماوات والارض ليس محتاجا للولد حتى حتى نقول انه اتخذ ولدا بديع السماوات والارض ولاحظ ان - 00:17:38ضَ

كلمة بديع وكلمة فاطر كلمة خالق تأتي في القرآن مرة يقول خالق السماوات والارض او يقول خلق السماوات والارض. ومرة يقول فاطر السماوات والارض ومرة يقول بديع والخلق هو الانشاء - 00:18:02ضَ

العدم والفطر هو خلق الشيء في سورة لم يسبق لها ومعنى البديع الابداع هو خلقها في احسن صورة واجمل. وابهى صورة وهذا رانيا وهذا كله متمثل في خلق الله سبحانه وتعالى - 00:18:21ضَ

وهو المنشأ الاول الخالق الاول الخالق الذي فطر السماوات واوجدها من العدم فطر الخلق واوجده من العدم واوجده على احسن صورة على احسن صورة. وهذا معنى بديع السماوات ولذلك الذي ابدع السماوات والارض بهذه الصورة الجميلة الحسنة وزينها بهذه - 00:18:42ضَ

بهذه الزينة لا يمكن ان يكون له ولد. هذا الرد الثالث اما الرد الرابع قال واذا قظى امرا واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. فلا لا يستعصي عليه اي امر من الامور. ولا يمتنع عليه شيء حتى - 00:19:06ضَ

يقال له انه اتخذ ولد واحتاج الى الولد. فالذي يقول لشيء كن فيكون ليس بحاجة لاحظ لاحظ ان الله سبحانه وتعالى ابطل هذه المقولة وهذه الفريئة التي قالوها من غير دليل. لا دليل لا دليل لديهم. سبحانه نزه نفسه في اول - 00:19:25ضَ

الامر ثم ابطل هذه الشبهة وهذه بالادلة العقلية المشاهدة التي ترى من خلقه السماوات وملكه للسموات وابداعه وان الخلق كله مقرون بوحدانيته وانه يقول شيكن فيكون سبحانه وتعالى لما ذكر هذه الفرية ايضا اعقبها - 00:19:45ضَ

بفرية اخرى وبتقول على الله واحتجاج وايضا يعني طلب الايات على وجه التعنت وكل ذلك صادر اما من اما من اهل الكتاب واما من المشركين وقال الذين لا يعلمون. واول وصف من اوصافهم انهم جهلة. لا يعلمون. لولا يكلمنا الله - 00:20:11ضَ

كما كلم كما كلم بعض رسله كلما موسى عليه السلام قال لولا يكلمنا الله او تأتينا اية وهذه الاية تأتيهم على على ما يريدون والا جاءتهم الايات الكثيرة وانزل الله لهم الايات واتاهم الايات والحجج - 00:20:37ضَ

والادلة الواضحة. ولكنهم لا يريدون ذلك على وجه الاسترشاد وانما يريدونه على وجه التعنت لذلك قال لا او تأتينا اية قال الله ردا عليهم كذلك قال الذين من قبلهم هؤلاء ومن قبلهم قد تشابهت قلوبهم - 00:20:56ضَ

كذلك قالوا الذين من قبلهم كما قال الله سبحانه وتعالى في موضع اخر اتواصوا به قال كذلك قال الذين لا يعلمون كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم - 00:21:15ضَ

في مثل هذه في مثل هذا في مثل هذا الاحتجاج ومثل هذا التعنت تشابهت قلوبهم قال الله ردا عليهم قد بينا الايات لقوم يوقنون قد بينها الله لا لقوم لا يعلمون - 00:21:29ضَ

وليس لقوم يجهلون وانما لقوم يوقنون واليقين هو اعلى درجات العلم هؤلاء اهل العلم قد اتضحت عندهم الايات وعرفوا وعرفوا عظمة الله وقدرته ثم اثبت الله لهم انه قد جاءهم بالايات الواضحات التي ليست على وجه التعنت فقال انا ارسلناك يا محمد - 00:21:47ضَ

هؤلاء من المشركين واهل الكتاب ارسلناك بالحق والذي جاءهم الحق من عند الله وهو القرآن. والمرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم. الذي اتصف باحسن الصفات. ارسله على وجه ماذا - 00:22:12ضَ

على وجه البشر على وجه البشارة والنذارة وهو بشير لمن اطاعه نذير نذير لمن عصاه. قال ولا تسأل عن اصحاب الجحيم هؤلاء الذين لا يريدون الوصول الى الحق هم هم الذين القوا انفسهم في الجحيم فلا تسألوا يا محمد عنهم وانما عليك ان تبلغ رسالة ربك - 00:22:28ضَ

هذه الرسالة ان امنوا فخير لهم وان عصوا اه ظرره عليهم. وفي قراءة اخرى قال ولا تسأل عن اصحاب الجحيم يعني لا تسأل انت عن هؤلاء اصحاب الجحيم لا تسأل عنهم انما دعهم وشأنهم - 00:22:55ضَ

دعهم وشأنهم قال الله سبحانه وتعالى بعد ذلك ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى. هذا التصريح بعد ذكر بعد ذكر مثالبهم وبعد ذكر شيء من قبائحهم جاءت تصريح من شدة عداوتهم - 00:23:17ضَ

الاسلام والمسلمين. وقال سبحانه وتعالى ولن ترظى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. اي حتى تتبع دينهم الذي هم عليه. ودينهم باطل. دينهم باطل. لانه مبني على الهوى والشرك - 00:23:36ضَ

ولذلك قال ولئن اتبعت اهواءهم فدل على انهم اصحاب هوى انهم اصحاب هوى. قال لن ترضى عنك لن يرضوا عنك هؤلاء اليهود ولا النصارى يرظون عنك حتى تترك دينك وتقبل عليهم. حتى تتبع ملتهم. رد عليهم فبين الله - 00:23:54ضَ

بالرد عليهم فقال قل لهم يا محمد قل ان هدى الله هو الهدى ليس ليس ما انتم عليه وانما الهدى هو هدى الله وهذا الذي ارسلت به وجئتكم به هو هدى الله وانتم تعرفون ان - 00:24:16ضَ

القرآن وان رسالتي هي الهدى وهي الحق وهي الحق كما اخبركم رسلكم بذلك وان قل ان هدى الله هو الهدى ثم قال سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه محمدا وان كان الخطاب له وهو له ولامته. قال ولئن اتبعت اهواءهم تحذيرا. تحذيرا من اتباع اهواء هؤلاء - 00:24:32ضَ

لاحظ انه لم يقل ولئن اتبعت ملتهم او دينهم قال اهواءهم. فدل على انهم هم اهل هوى واهل شهوات لا ولئن اتبعت اهواه ولا يريدون الحق قال ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. ما لك من الله من ولي ولا - 00:24:58ضَ

اذا اذا اتبعت اهواءهم فان الله قد تخلى عنك. فليس لك ولي غير الله. ولا نصير ينصرك. لا يتولى امر لا ليس هناك احد يتولى امرك ولا احد ينصرك ينصرك ان نزل بك العذاب. وهذا كله تهديد وتخويف من اتباع اهواء - 00:25:22ضَ

مثل هؤلاء من اليهود والنصارى قال الله سبحانه وتعالى بعد ختام هذه الايات ونحن نختم ايضا هذا اللقاء بهذه بما تبقى نلاحظ ان الله سبحانه وتعالى لما ذكر قبائح هؤلاء اليهود والنصارى وذكر مثالبهم استثنى منهم - 00:25:45ضَ

استثنى منهم من هو على الحق وقال الذين اتيناهم الكتاب اي التوراة والانجيل يتلونه حق تلاوته ومعنى يتلونه اي يتبعون احكامه ويعملون باحكامه ويقرؤونه قراءة قراءة عمل قراءة تأمل وتدبر وعمل. هذا معنى يتلونه حق تلاوته - 00:26:07ضَ

قال الله مخبرا عن عن حالهم قال اولئك يؤمنون به. اي يؤمنون بما انزل اليهم ويؤمنون بما انزل على غيرهم. قال ومن يكفر به اي يكفر بما انزل واولئك هم الخاسرون - 00:26:29ضَ

هذا بيان لمن لم يكن على هذا على هذا المنهج من اليهود والنصارى. وكفروا بما انزل عليهم فانهم قد خسروا خسروا انفسهم دنياهم ودينهم واخرتهم ثم نادى سبحانه وتعالى في ختام هذه الايات نادى بني اسرائيل كما ناداهم في اول الايات - 00:26:46ضَ

يا بني اسرائيل وهذي مرت معنا في الايات الاولى قال يا بني اسرائيل ينادي بني اسرائيل وهم اليهود واسرائيل واسرائيل هو يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم قال يا بني اسرائيل يا من تنتسبون لهذا النبي الشريف - 00:27:09ضَ

هذا النبي الحبيب وهذا النبي الكريم يا من تنتسبون اليه اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم فقد انعمت عليكم بنعم عظيمة عظيمة ومن اجل هذه النعم ان ارسلت اليكم الرسل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم ومن نعمه انه فضلهم على العالمين. والمراد بالعالمين عالمي - 00:27:28ضَ

او عالم زمانهم ثم قال واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفسي شيئا تهديد لهم تذكروا بنعمة الله ثم تهديد لهم وتخويف من ذلك اليوم العظيم الذي سيقفون فيه امام الله - 00:27:51ضَ

وان كل نفس لا تجزي عن نفسه ولا تدفع ولا تنجي لا احد ينجي يدفع عن الاخر ولا احد يخلص الاخر ابدا من هذا العذاب اذا نزل به وانما خوطبوا هؤلاء اليهود والنصارى بهذه العبارة او اليهود خاصة - 00:28:07ضَ

لانهم هم قتلة الانبياء وانهم سيقفون امام الله. وسيجازيهم في ذلك اليوم الجزاء الذي يستحقونه. قال لا تجزي نفس ولا تنفع نفس ولا تملك نفسي لنفسي شيئا ابدا. ثم قال ولا يقبل منها عدل - 00:28:25ضَ

ولا تنفعه شفاعة ولا هم ينصرون نلاحظ عندما تقرأ هذه الاية وترجع الى الايات السابقة تجد هناك تقديم وتأخير في الايات. هنا قال ولا يقبل منها عدل هنا ولا تنفعها شفاعة - 00:28:43ضَ

ولا هم ينصرون. وهناك ماذا قال؟ قال هناك قال لا قال لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون. وقد يسأل سائل يقول ما الفرق وما السر في تقديم هذا دون هذا؟ نقول الاية من باب التدرج - 00:29:00ضَ

للتخويف والوعيد الشديد من باب التدرج. فالايات الاولى التي قال الله سبحانه وتعالى فيها لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل لان الشفاعة اقل من العدل. العدل ما هو؟ هو الفدية. ان ان يفدي نفسه من للتخلص من العذاب - 00:29:19ضَ

والشفاعة ان يبحث عن من يشفع عنه والبحث عن الشفاعة اهون من ان يدفع ما يملك ولذلك بدأت بالتدرج في اول الايات قال لا يقبل قال لا يقبل منها شفاعة - 00:29:40ضَ

ولا يؤخذ منها عدل لان الشفاعة اهون لما جاء هنا جاء بما هو اعظم فقال لا يقبل منها عدل ابدا. ولا تنفعها شفاعة فاذا لم يقبل منها لم تنفع الشفاعة ولا هم ينصرون والعدل هنا هو الفداء والتخلص من ان يفدي نفسه من العذاب باي - 00:29:55ضَ

شيء يملكه ولو يستطيع ان يفدي نفسه بملء الارض ذهبا لفعل ذلك لكنه لا ينفع معه ذلك لعلنا نقف عند هذا القدر ايها الاخوة وجزاكم الله خير على انصاتكم ومتابعتكم ونلقاكم ان شاء الله على خير والله اعلم وصلى الله وسلم - 00:30:17ضَ

على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:30:36ضَ