كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

21 - كتاب التوحيد - باب ما جاء في التغليظ فيمن... - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا كريم - 00:00:00ضَ

درسنا هذه الليلة في كتاب التوحيد الباب العشرين وهو باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده قال الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب - 00:00:23ضَ

في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت في رسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور فقال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح - 00:00:49ضَ

بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله هؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل قال ولهما عنها يعني عن عائشة قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه - 00:01:09ضَ

فاذا اغتم بها كشفها وهو كذا فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا اخرجه - 00:01:46ضَ

الى اخر الباب ذكر ايضا فيه عدة احاديث واثار الباب هذا ترجمه المصنف في كتاب التوحيد ان عبادة الله عند قبور الصالحين وسيلة الى الشرك وسيلة الى العقوع في عبادة نفس الصالحين - 00:02:16ضَ

اذا كان التعبد لله عز وجل في هذه المواضع منهيا عنه اشد النهي فكيف بالوقوع بنفس عبادة هؤلاء الصالحين هو اشد نهيا لانه شرك الباب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح - 00:02:51ضَ

فكيف اذا عبده؟ يعني فكيف اذا عبد ذلك الرجل الصالح ومن باب من باب اولى اشد تغليظا فاذا كانت عبادة الله في هذه المواضع مواضع البدع من هي عنها مغلظ فيها اشد التغليط - 00:03:19ضَ

فكيف بعبادة اصحابها وعبادة هذه المواضع تذكر حديث عائشة وهو في الصحيح صحيح البخاري ان ام سلمة رضي الله عنها ويا زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الحبشة - 00:03:39ضَ

مع زوجها الاول ابي سلمة لان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد موت ابي سلمة رضي الله عنه كانت مهاجرة مع زوجها الى ارض الحبشة فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأته - 00:04:00ضَ

هنالك ما يكون في الكنائس كنائس النصارى من الصور التماثيل التي تجعل عند آآ في المساجد او على قبور الصالحين وما فيها من الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اولئك - 00:04:20ضَ

واولئك بكسر الكاف من اولئك على الخطاب لان الخطاب موجه الى ام سلمة فهي انثى واذا خاطبت المذكر تقول اولئك اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا - 00:04:51ضَ

وصوروا فيه تلك الصور هذه فعل المشركين هذا فعل المشركين انهم يبنون القبور على يبنون المساجد على قبور الصالحيهم ويزيدون عليها انهم يمثلون تماثيل لهؤلاء الصالحين وينصبونها هنالك هذه التي رأتها في تلك - 00:05:14ضَ

الكنائس ولذلك قال اولئك شرار الخلق عند الله قال شيخ الاسلام المصنف نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية يقول فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اولئك شرار الخلق - 00:05:45ضَ

عند الله بناء على ما ذكر من فعلهم وهو انهم يصورون هذه التماثيل للاصنام وينصبونها في مواضع العبادة والثانية انهم يبنون على القبور مساجد يبنون على القبور مساجد هذه فتنة - 00:06:11ضَ

فتعبد في هذه الاماكن منهي عنه فكيف اذا لو وقع عبادة اولئك المقبورين او الاولياء او الصور فهي اشد هي اشد اثما وفي الحديث الثاني قالت عائشة لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم اي نزل به ملك الموت - 00:06:36ضَ

حضره الموت يطرح خميصة له على وجهه. طفق اي جعل ويجعل خميصة خميصة كساء. معلم له خطوط واعلام اجعلوا على وجهي يغتم ثم يكشفه اذا اغتم من كتم النفس وهو في حال الشوق والاحتضار صلى الله عليه وسلم - 00:07:06ضَ

ثم فقال وهو كذلك. قال فاذا اغتم بها كشفها. اذا اغتم بسببها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك اي وهو في تلك الحال في سوق الموت عليه الصلاة والسلام قال لعنة الله على اليهود والنصارى - 00:07:37ضَ

اتخذوا قبور انبيائهم مساجد لما ذكرهم ذكر وصفا يستحق به اللعن اضافة على ما هم فيه من الكفر لكنه ذكر الوصف المناسب للعن وهو اتخاذ قبور الانبياء مساجد ولذلك قال في الحديث السابق شرار الخلق عند الله - 00:07:56ضَ

قالت عائشة يحذر ما صنعوا الحديث قالت يحذر مما صنعوا حتى لا يبنى على مسجده صلى الله على قبره صلى الله عليه وسلم مسجدا يتخذ قالت يحذر ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره - 00:08:23ضَ

لولا هذا لابرز قبره في الخارج ولكن جعل في بيته غير انه خشي ان يتخذ مسجدا اخرجه في الصحيحين اخرجه البخاري ومسلم هنا هذا الحديث فيه قوله صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى او لعن الله اليهود والنصارى - 00:08:42ضَ

يدل على ان اتخاذ القبور محلا للعبادة انه حرام ومن الكبائر لانه ملعون فاعله واللعن يدل على انه كبيرة هذا اذا كان اتخاذا مجردا اما اذا عبد من دون الله فهو اشد لعنا لانه كفر وشرك - 00:09:09ضَ

ثم يقول يقول حيحذروا ما صنعوا اي يحذر صنيعة هؤلاء المشركين وهؤلاء الذين فعلوا ذلك من اليهود والنصارى او ما شابههم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فاما قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور الانبياء والصالحين تبركا بالصلاة في تلك البقعة - 00:09:32ضَ

هذا عين المحادة لله ورسوله والمخالفة لدينه وابتداع دين لم يأذن به الله فان المسلمين قد اجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من ان الصلاة عند القبر اي قبر كان لا فضل فيه لذلك - 00:09:59ضَ

ولا للصلاة في تلك البقعة مزية خير بل مزية شر انتهى كلامه رأيه ما فيها خير بل اسم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ففي هذا ثم ذكر المصنف رحمه الله حديثا بعد ذلك قال ولمسلم عن جندب عن جندب ابن عبد الله - 00:10:25ضَ

رحمه الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ ان الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا - 00:10:51ضَ

ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك هذا الحديث فيه - 00:11:09ضَ

التشديد في اتخاذ القبور مساجد والنهي عن ذلك وقاله صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس ايام خمسة ليالي في خمس ليال وبخمسة ايام وعظ اصحابه ونهاهم وهو كان في المرض عليه الصلاة والسلام - 00:11:32ضَ

قال الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد يعني اليهود والنصارى ومن فعلوا ذلك. الذين قال في الحديث السابق لعنة الله عليهم ثم قال افلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك - 00:11:53ضَ

وقوله اتخاذ فلا تتخذوا القبور مساجد يشمل شيئين يشمل البناء عليها يعني اتخذ المكان مسجدا عاما مبنيا عليه هذا من البدع ويشمل انه القسم الثاني وهو ان يكون الموضع ولو كان قبرا مجردا ان يكون الموضع موضع صلاة - 00:12:11ضَ

لان المسجد ما اتخذ للصلاة. سواء كان مبنيا او غير مبني انه كما في قوله تبارك وتعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. اي مواضع السجود لله وحده فلا تدعو معه ولا تعبد معه غيره - 00:12:37ضَ

قال المصنف فانتقد نهى عنه في اخر حياته وهذا الكلام ايضا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم قال فقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم في اخر حياته - 00:12:59ضَ

ثم انه لعن وهو في السياق يعني في سوق الموت لعن من فعله وثم انه لعن وهو في السياق من فعله. والصلاة عندها من ذلك وان لم يبن مسجد يعني الصلاة عندها - 00:13:12ضَ

من من اتخاذها مساجد وان لم يبنى عندها مسجد الا وهو معنى قولها قول عائشة وهو معنى قولها خشي ان يتخذ مسجدا فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا صلى الله عليه وسلم - 00:13:32ضَ

وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا يعني جعلت الارض كلها لي موضع للصلاة موضع مساجد. وجعل كلها الطاهر منها موضعا للطهارة - 00:13:52ضَ

تيمم يعني ثم قال المصنف ولاحمد بسند جيد اي لواء رواه الامام احمد في المسند بسند جيد يعني صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا يعني من كلام النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:15ضَ

ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور مساجد ورواه ابو حاتم في صحيحه حديث رواه الامام احمد وابو حاتم ابن حبان في صحيحه فهو حديث صحيح - 00:14:34ضَ

في هذا الحديث اخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان صنفين من الناس هم من شرار الخلق الصنف الاول الذين تقوم عليهم الساعة لانها لا تقوم على الا على شرار الخلق - 00:14:52ضَ

اما المؤمنون فان الله قبل قيام الساعة يرسل ريحا طيبة تقبض نفس كل مؤمن ومؤمنة سيبقى شرار الخلق تقوم عليهم الساعة هذا الصنف الاول. الصنف الثاني قال والذين يتخذون القبور مساجد - 00:15:08ضَ

القبور مساجد اما ان يصلوا عندها يتقصدون ذلك والمقصود به صلاة صلاة العبادة ذات العبادة صلات الجنازة صلاة الجنازة لان المقصود بها الدعاء للميت هنا في هذا الحديث التشديد البليغ في هذا الامر وشدته وانهم شرار الخلق - 00:15:30ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم من تدركهم الساعة وهم احياء يعني التي تقوم عليهم الساعة. قال ابن القيم رحمه الله وبالجملة فمن له معرفة بالشرك واسبابه وذرائعه وفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مقاصده - 00:16:03ضَ

جزمة جزما لا يحتمل النقيض ان هذه المبالغة واللعن والنهي بصيغتيه يعني من النبي صلى الله عليه وسلم صيغتي لا تفعلوا وصيغتي اني انهاكم ليس لاجل النجاسة في المقابر يعني بل هو لاجل نجاسة الشرك اللاحقة من عصاه وارتكب ما عن هنا - 00:16:23ضَ

يعني لما نهى عن الصلاة في المقابر او في المساجد او اتخاذ القبور في المساجد ليس لاجل نجاستي ما فيها من الموتى لا كان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان المؤمن لا ينجز - 00:16:48ضَ

ولكن لاجل الشرك لانه هو النجاسة العظمى ان الله قال انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ففعل الشرك عند دعاء هذه القبور هو النجاسة هذا المقصود - 00:17:04ضَ

قال آآ فان ذلك لا يفعله الا من اتبع هواه ولم يخشى ربه ومولاه وقل نصيبه او عدم من تحقيق لا اله الا الله فان هذا وامثاله يعني هذا النهي الذي جاء في الاحاديث وامثاله كثير في السنة - 00:17:22ضَ

من النبي صلى الله عليه وسلم صيانة لحمى التوحيد ان يلحقه الشرك ويغشاه وتجريد له وغضب لربه ان يعدل به سواه فابى المشركون الا معصية لامره وارتكابا لنهيه وغرهم الشيطان - 00:17:46ضَ

بان هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين الذين يبنون على القبور مساجد الان ويبنون فيها وكذا يظنون ان هذا من تعظيم الاولياء والصالحين. وهو في الحقيقة غرور من الشيطان ومعصية لله - 00:18:06ضَ

ووقوع في اللعن وسبب للشرك او قد يقعون في الشرك لانهم يستغيثون بهم ويدعونهم وينذرون لهم الا وكلما كنت اشد لها تعظيما يقول وان غرهم الشيطان بان هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين وكلما كنت اشد لها تعظيما - 00:18:24ضَ

واشد فيها غلوا كنت بقربهم اسعد ومن اعدائهم ابعد صدق رحمه الله اذا عظمت هؤلاء القبور هؤلاء المقبورين والسوء ونذرت لهم عظموك سدناه الذين عنده ويرون انك تعظم الصالحين وانك تجله - 00:18:49ضَ

وهو هذا الشرك نعوذ بالله واذا نهيت عن ذلك اتخذوك عدوا. قالوا انت لا تحب الصالحين لانك تنهى عن عبادتهم من دون الله وهذا كما قال الله عز وجل عن المشركين. واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة - 00:19:11ضَ

واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون اذا ذكرت الالهة ومدحت وانها نفعت كذا وسأل فلان عندها واستغاث عندها فاستجيب له عن الصالحين عندهم انها علامات وكرامات واذا قيل لهم وحدوا الله وحده وشمأزت قلوبهم - 00:19:30ضَ

لا يريدون ذلك لانهم يرون ان هذا نهي عن تعظيم الصالحين يقول ولا عمر الله من هذا الباب بعينه دخل على عباد دخل على عباد ياغوث يعني دخل الشيطان على عباد يغوث ويعوق ونصر - 00:19:51ضَ

ودخل على عباد الاصنام منذ كانوا الى غيط يوم القيامة. صحيح. الشيطان دخل عليهم من هذه الابواب. تعظيم الصالحين مر معنا في الباب السابق ايش انه كان سبب الشرك في بني ادم هو تعظيم الصالحين. نسأل الله ان يهدينا سواء السبيل. وان يصلح قلوبنا واحوالنا - 00:20:09ضَ

وان يلزمنا التوحيد والسنة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة - 00:20:30ضَ