شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
22- التعليق على (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي) أ د سامي الصقير- 19 رجب 1444هـ
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن ابي العز رحمه الله تعالى في شرحه للعقيدة الطحاوية - 00:00:00ضَ
والدليل العقلي على علمه تعالى انه يستحيل ايجاده الاشياء مع الجهل ولان ايجاده الاشياء بارادته. والارادة تستلزم تصور المراد. وتصور المراد هو العلم بالمراد فكان الايجاد مستلزما للارادة. والارادة مستلزمة للعلم - 00:00:14ضَ
الايجاد مستلزم للعلم. ولان المخلوقات فيها من الاحكام والاتقان ما يستلزم علم الفاعل لها. لان الفعل المحكم المتقن يمتنع صدوره عن غير عالم. ولان من المخلوقات ما هو عالم والعلم صفة كمال ويمتنع الا يكون الخالق عالما. وهذا له طريقان - 00:00:34ضَ
احدهما ان يقال نحن نعلم بالضرورة ان الخالق اكمل من المخلوق. وان الواجب اكمل من الممكن. ونعلم ضرورة انا وفرضنا شيئين احدهما عالم والاخر غير عالم كان العالم اكمل. فلو لم يكن الخالق عالما لزم ان يكون الممكن اكمل منه - 00:00:58ضَ
وهو ممتنع الثاني ان يقال كل علم في الممكنات التي هي المخلوقات فهو منه. ومن الممتنع ان يكون فاعل الكمال ومبدعه عاريا منه بل هو احق به. والله تعالى له المثل الاعلى لا يستوي هو والمخلوقات. لا في قياس تمثيل ولا في قياس شموع - 00:01:20ضَ
بل كل ما ثبت للمخلوق من كمال فالخالق به احق. وكل نقص تنزه عنه مخلوق ما فتنزيه الخالق عنه اولى قال قوله قال قوله وقدر لهم اقدارا قال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال تعالى وكان امر الله - 00:01:43ضَ
قدرا مقدورا. وقال تعالى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه - 00:02:10ضَ
اه قال رحمه الله وقدر لهم اقدارا والقدر هو تقدير الله عز وجل للكائنات حسبما تقتضيه حكمته من ايجاد او اعجاب او تغيير هذا هو القدر. وسيأتي الكلام عليه مفصلا في آآ كلام المؤلف رحمه الله - 00:02:27ضَ
والقدر الايمان به من اركان الايمان ولا يتم الايمان به الا بالايمان بامور اربعة اولا الايمان بان الله عز وجل عالم بكل شيء جملة وتفصيلا انه سبحانه وتعالى عالم بكل شيء جملة وتفصيلا - 00:02:54ضَ
فهو يعلم ما كان وما يكون لو كان كيف يكون ثانيا الايمان بان الله عز وجل كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في الحديث - 00:03:21ضَ
الامر الثالث ان الله عز وجل خلق كل شيء فهو خالق لكل شيء الخالق للعباد وخالق لافعالهم كما قال عز وجل الله خالق كل شيء والامر الرابع الايمان بمشيئة الله - 00:03:42ضَ
وعن كل شيء كائن بمشيئته فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن هذه اربعة امور لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان بها وقد جمعت في حول الناظم علم - 00:04:06ضَ
كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين علم هذه مرتبة العلم كتابة هذه مرتبة الكتابة مولانا مشيئته هذه المشيئة وخلقه وهو ايجاد وتكوينه كما قدره الله عز وجل من المقادير - 00:04:27ضَ
وكتبه في اللوح المحفوظ فانه لا يتبدل ولا يتغير وانما الذي يتبدل ويتغير هو ما كتب في الصحف التي في ايدي الملائكة قال الله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت - 00:04:53ضَ
وعنده ام الكتاب قالت وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق - 00:05:13ضَ
السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه على الماء قوله وضرب لهم اجالا يعني ان الله سبحانه وتعالى قدر اجال الخلائق بحيث اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. قال تعالى اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقال تعالى وما كان لنفس ان تموت - 00:05:29ضَ
الا باذن الله كتابا مؤجلا. طيب يقول وضرب لهم اجالهم اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فاذا قال قائل ما الجمع بين هذه الاية وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:55ضَ
في صلة الرحم من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه الا يعارض هذا الاية الكريمة اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - 00:06:14ضَ
الجواب انه لا معارضة لان الله تعالى كتب في الاجل وفي اللوح المحفوظ ان هذا الرجل سيصل رحمه وبسبب صلته للرحم سيطول عمره سيطول عمره كل هذا مكتوب وليس المعنى ان الله قدر الاجل ان يموت مثلا في السنة الفلانية - 00:06:32ضَ
واذا وصل وصل رحمه سوف يتأخر. لا كل هذا مكتوب فقد كتب الله تعالى في الاجل ان هذا الرجل بسبب صلته للرحم سيزاد في عمره ويمد في عمره. اما الاجل - 00:06:55ضَ
فهو محتوم لا يتقدم ولا يتأخر. نعم وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود قال قالت ام حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امتعني بزوجي رسول الله وبابي ابي سفيان وباخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سألت الله لاجال - 00:07:12ضَ
مضروبة وايام معدودة وارزاق مقسومة. لن يعجل شيئا قبل حله. ولن يؤخر شيئا عن حله. ولو كنت سألت ان يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وافضل. نعم - 00:07:39ضَ
احنا هنا الرسول عليه الصلاة والسلام ارشد ام حبيبة رضي الله عنها. الى ان تدعو بهذا افضل قول اللهم امتعني بزوج رسول الله. وبابي ابي ابي سفيان وباخي معاوية اه هؤلاء مهما - 00:07:56ضَ
تمتع الانسان بهم وبالبقاء معهم فان مآلهم الى الفناء والموت مآلهم الى الفناء والموت فان ان يفنى هو واما ان يفنوا هم ولهذا ارشدها ان تدعو قد ان يعيذك من عذاب النار - 00:08:13ضَ
من عذاب في النار وعذاب القبر كان خيرا وافضل. لان ما سألته امر تحصيل حاصل. نعم. وتحصيله حاصل. نعم قال رحمه الله فالمقتول ميت باجله. فعلم الله تعالى وقدر ميت - 00:08:30ضَ
اي نعم هي ميت انها مكتومة قال بعضهم يفرق بين ميت وميت نعم. هم. اتعرف الفرق؟ نعم. نعم في قوله انك ميت وانهم ميتون. ميت يعني ستموت. من سيموت. من سيموت. والميت. والميت. من مات. من مات في النار. نعم - 00:08:48ضَ
قال فالمقتول ميت باجله. فعلم الله تعالى وقدر وقضى ان هذا يموت بسبب المرض. وهذا بسبب القتل. وهذا بسبب الهدم وهذا بالحرب وهذا بالغرق الى غير ذلك من الاسباب. والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة - 00:09:08ضَ
وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه اجله. ولو لم يقتل لعاش الى اجله. فكان له اجلان وهذا باطل. لانه لا يليق ان ينسب الى الله تعالى انه جعل له اجلا يعلم انه لا يعيش اليه البتة. او يجعل اجله احد الامرين - 00:09:28ضَ
كفعل الجاهل بالعواقب ووجوب القصاص ووجوب القصاص والضماء ووجوب القصاص والضمان على القاتل. لارتكابه المنهي عنه. ومباشرته السبب المحظور. وعلى هذا يخرج قوله صلى الله عليه وسلم صلة الرحم تزيد في العمر. اي هي سبب طول العمر. وقد قدر الله ان ان هذا يصل - 00:09:48ضَ
رحمه فيعيش بهذا السبب الى هذه الغاية. نعم. وليس المعنى ان له اجلين. اجلا اذا وصل واجلا اذا قطع. لا الاجل واحد لكن الله تبارك وتعالى قد قدر في الازل انه يصل وانه يمد في عمره بسبب اه صلته للرحم - 00:10:13ضَ
وقد قدر الله ان هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب الى هذه الغاية. ولولا ذلك السبب لم يصل الى هذه الغاية. ولكن قدر فهذا السبب وقضاه. وكذلك قدر ان هذا يقطع رحمه فيعيش الى كذا كما قلنا في القتل وعدمه - 00:10:33ضَ
فان قيل هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه تأثير الدعاء في ذلك ام لا الجواب ان ذلك غير لازم. لقوله صلى الله عليه وسلم لام حبيبة رضي الله عنها قد سألت الله تعالى لاجال مضروبة - 00:10:52ضَ
الحديث كما تقدم فعلم ان الاعمار مقدرة لم يشرع لم يشرع الدعاء بتغييرها. بخلاف النجاة من عذاب الاخرة. فان الدعاء مشروع له نافع فيه. الا ترى ان الدعاء بتغيير العمر لما تضمن النفع - 00:11:10ضَ
لما تضمن النفع الاخروي شرع كما في الدعاء الذي رواه النسائي من حديث عمار ابن ياسر رضي الله لذلك كره الامام احمد رحمه الله وغيره ان يقال للرجل ان يدعى للرجل بطول البقاء. اطال الله بقاءك - 00:11:30ضَ
لان طول البقاء قد يكون خيرا وقد يكون شرا فمن الناس من يطول بقاءه ويزداد من الحسنات ومنهم من يطول بقاؤه ويزداد من السيئات ولهذا يقرن من الاحسن من دعا بذلك ان يقرن ذلك بان يقول اطال الله بقاءك على عمل صالح - 00:11:47ضَ
اطال الله بقاءك او امد في عمرك على عمل صالح. نعم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احييني ما كانت الحياة خيرا لي - 00:12:07ضَ
وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي الى اخر الدعاء ويؤيد هذا ما رواه الحاكم في صحيحه. نعم وهذا له سبب وهو نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن تمني الموت لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به. فان كان لابد فليقل اللهم احيني اذا كانت الحياة خيرا لي - 00:12:23ضَ
توفني اذا كانت الوفاة خيرا لي فقد تكون الحياة قد تكون الحياة خير لانسان اذا كان يزداد بها عملا صالحا وقد تكون ليس كذلك شرا له او شرا عليه اذا كان اذا كانت سببا لفتنته اما فتنا دنيوية واما اما فتنا تتعلق - 00:12:46ضَ
بالدنيا او بالدين. نعم قال ويؤيد هذا ما رواه الحاكم في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد القدر الا الدعاء. ولا يزيد في العمر الا البر. فان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه - 00:13:09ضَ
وفي الحديث رد على من يظن ان النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير. وانما يستخرج به من البخيل. نعم. وما اشار اليه رحمه الله - 00:13:29ضَ
هي عقيدة فاسدة توجد عند بعض العامة فتجد انه يصاب بمرض اما بنفسه او في ولده او في احد من اهله يبذل السبب ويقوم بمحاولة العلاج لهذا المرض. ولكن حكمة الله - 00:13:48ضَ
تأبى الا ان يبقى هذا الشخص مريضا اما الى ان يموت او الى اجل يقدره الله عز وجل فتجد انه يقول اذا انذر لكي يشفى المريض فيقول مثلا ان شفى الله مريضي - 00:14:09ضَ
فبالله علي نذر ان اصوم شهرا ان اذبح بعيرا ان افعل كذا وكذا وكلما بالغ في النذر ظن ان ذلك اقرب الى حصول ما اه نذر من اجلها وهذه عقيدة فاسدة - 00:14:26ضَ
ولهذا النذر ينهى عنه كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وفي صحيح مسلم انه قال عليه الصلاة والسلام لا تنذروا وهذا نهي والاصل في النهي التحريم وقد مال - 00:14:45ضَ
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى تحريم النذر. الى ان النذر محرم ومن العلماء من صرح بالتحريم كالصنعاني رحمه الله في شرحه لبلوغ المرام. صرح لان النذر محرم ووجه ذلك اولا ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر - 00:15:00ضَ
والاصل في النهي التحريم وثانيا ان الانسان اذا نذر ولم يف بالنذر صار مشابها للمنافقين الذين قال الله عز وجل فيهم ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبه - 00:15:22ضَ
نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون وثالثا ان ان النذر ان النذر قد يكون ان النذر قد يكون سببا لعقيدة فاسدة وهي ما تقدم. من انه سبب في دفع البلاء وحصول النعمة - 00:15:50ضَ
ومنها ايضا من مفاسده ان الانسان يلزم نفسه في امر هو في عافية في عافية منه ولهذا تجد ان بعض الناس ينذر نذرا قد لا يستطيعه فاذا حصل ما نذر - 00:16:12ضَ
اذا حصل بان قال ان شفى الله مريظي ان حصل كذا وكذا فلله علي نذر ان افعل كذا. ثم يحقق الله عز وجل له ذلك. تجد انه يحاول ان يتخلص من النذر باي سبب كان - 00:16:32ضَ
يتتبع عتبة كل عالم لعله يجد مخرجا من هذا النذر. وقد قال الامام احمد رحمه الله السلامة لا يعد لها شيء. طيب نقف على - 00:16:50ضَ