تيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول | عبد المحسن القاسم
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى - 00:00:01ضَ
قال مصنف رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة سبق ان الدين له ثلاث مراتب المرتبة الاولى الاسلام وسبق ذكر اركانها مع ادلتها وهنا المرتبة الثانية وهي الايمان. وسيأتي بمشيئة الله المرتبة الثالثة. وهي مرتبة الاحسان - 00:00:22ضَ
قوله رحمه الله المرتبة الثانية الايمان اي المرتبة الثانية من مراتب الدين هي مرتبة الايمان والايمان هو قول واعتقاد وعمل قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية - 00:00:48ضَ
قول اللسان مثل كلمة الشهادة والذكر وقراءة القرآن ونحو ذلك واعتقاد القلب اي بما يعتقده من وحدانية الله وما جاء من الايمان بالملائكة والكتب والرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر - 00:01:11ضَ
وعمل الجوارح مثل اداء الصلاة ومثل الحج ونحو ذلك يزيد بالطاعة يعني كلما ازداد الانسان من الطاعات فان الايمان يزيد وينقص بالمعصية اي ان الانسان اذا اقترف معصية فان ايمانه ينقص - 00:01:31ضَ
كما قال عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فتلاوتهم للقرآن زادتهم ايمانا. فدل على ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص ايضا بالمال - 00:01:51ضَ
معصية فدخل في الايمان جميع المأمورات سواء كان من الواجبات او المستحبات ودخل فيه ايضا ترك جميع المنهيات فما من خصلة من خصال الطاعات الا وهي من الايمان. مثل الصلاة والزكاة والحج. هذه من خصال الايمان - 00:02:11ضَ
فما من خصلة من خصال الطاعات الا وهي من الايمان ولا ترك محرم من المحرمات الا وهو من الايمان وترك الكذب من الايمان. وترك خلاف الوعد من الايمان. وهكذا كل امر محرم يتركه الانسان - 00:02:32ضَ
فانه من الايمان قال رحمه الله وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان قوله رحمه الله وهو بضع وسبعون شعبة - 00:02:52ضَ
اي ان الايمان بضع وسبعون شعبة وهذا هو لفظ الحديث الذي رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ورواه البخاري من حديث ابي هريرة ايضا بلفظ بظع وستون - 00:03:12ضَ
وورد عند مسلم برواية اخرى بالشك بضع وستون او بضع وسبعون قال ابن حجر رحمه الله ان المعول على المتيقن وهو الاقل وهو بضع وستون والبضع من الثلاثة الى التسعة - 00:03:28ضَ
والشعبة هي الطائفة من الشيء والقطعة منه والشعبة من شعب الايمان يدخل تحتها افراد من الخصال. وكل خصلة من خصال الخير فهي من شعب الايمان واجل شعب الايمان واعلاها واساسها كلمة التوحيد قول لا اله الا الله - 00:03:47ضَ
فهي كلمة الاخلاص وكلمة الاسلام وهي العروة الوثقى وكلمة التقوى واساس الملة ومفتاح الجنة وكلمة لا اله الا الله لابد من العلم بمعناها والعمل بمقتضاها والبعد عما يناقضها فلا بد فيها من هذه الشروط الثلاثة - 00:04:10ضَ
ليكون العبد موحدا فلا بد من العلم بمعناها ومعناها لا معبود بحق الا الله فتعتقد وتؤمن بانه لا يوجد معبود يستحق العبادة الا الله وان ما سوى الله من المعبودات فهي معبودات باطلة. لا تنفع من التجأ اليها بشيء - 00:04:35ضَ
ولابد من العمل بمقتضاها فتعمل بما دلت عليه لا اله الا الله من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره واداء الصلاة واداء والصيام والحج وغير ذلك مما تقتضيه لا اله الا الله من العمل. ولابد ايضا من البعد عما يناقض تلك الكلمة - 00:05:03ضَ
فلا ينفع ان يقول العبد لا اله الا الله ويعلم معناها ويعمل ببعض مقتضياتها ولكنه يذهب ويلتجأ الى القبور والاضرحة فان هذا قد ارتكب ما يناقض معنى هذه الكلمة ولو كان يقول لا اله الا الله ولكنه يطوف على القبور - 00:05:36ضَ
ويلتجئ اليها ويستغيث بها ويدعوها من دون الله فان هذا والعياذ بالله هو الشرك الاكبر ولو كان المرء يقول لا اله الا الله لانه لم يعمل بمعنى تلك الكلمة وان ما سوى الله من المعبودات فهي باطلة - 00:06:02ضَ
وادناها اي ادنى شعب الايمان اماطة اي ازالة الاذى عن الطريق من شوك وحجر ونحو ذلك مما يتأذى المار به والحياء شعبة من شعب الايمان اي بعض منه والحياء غريزة يحمل المرء على فعل ما يجمل ويزين - 00:06:23ضَ
ويمنعه من فعل ما يدنس ويشين. يعني ان الحياء غريزة يحمل المرء على فعل ما يجمل ويزين مثل الصدق هذا مما يجمل الانسان ومثل الكرم ومثل الاحسان الى الضعيف والارامل هذا من الحياء وهو يجمل ويزين - 00:06:47ضَ
ويمنعه من فعل ما يدنس ويشين مثل الكذب ومثل الاساءة الى الاخرين هذا يدنس ويشين. الحياء يمنع مثل هذه الغرائز السيئة. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الحياء لا يأتي الا بخير. متفق عليه - 00:07:10ضَ
وانما جعل الحياء بضعة لان المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي ولان الايمان ينقسم الى ائتمان وانتهاء فاذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الايمان والحياء من افضل الاخلاق واجلها واعظمها قدرا - 00:07:32ضَ
بل هو خاصة الانسانية. وفي الحديث اذا لم تستحي فاصنع ما شئت رواه البخاري ومرتبة الايمان اعم من مرتبة الاسلام من جهة نفسها. واخص من جهة اصحابها معنا هذا الكلام - 00:07:55ضَ
اعم من مرتبة الاسلام من جهة نفسها اي لان الايمان يشمل ايضا الاسلام. فهو اعم من الاسلام واخص من جهة اصحابها اي ان اصحاب الايمان اقل من اصحاب الاسلام لا يصل الى هذه المرتبة الا من تجاوز مرتبة - 00:08:14ضَ
الاسلام فهم اخص من جهة اصحابها. لانهم تجاوزوا مرتبة الاسلام الى مرتبة الايمان واهل الايمان هم خواص اهل الاسلام. واهل الاسلام اكثر من اهل الايمان بخلاف العكس. قال تعالى قال - 00:08:37ضَ
الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا فان من حكمت له النصوص انه مؤمن فانه مسلم على كل حال. لان مرتبة الايمان اعلى من مرتبة الاسلام فالايمان وصف اعلى من وصف الاسلام - 00:08:56ضَ
لانه مشتق من الامن فهو من الامور الباطنة الذي يؤتمن عليه ويكون خفيا والاسلام من الامور المدركة المحسوسة في الظاهر. مشتق من التسليم او من المسالمة فاذا اطلق الايمان في النصوص دخل فيه الاسلام - 00:09:16ضَ
واذا اطلق الاسلام لم يدخل فيه الايمان ومن اثبت له الايمان في النصوص فانه ثابت له الاسلام والمسلم لابد ان يكون معه ايمان يصحح اسلامه. والا كان منافقا ولكن لا يستحق ان يمدح به ويثنى عليه. بل ايمانه ناقص - 00:09:39ضَ
جاء في الدرر السنية ومن تأمل النصوص تبين ان الناس يتفاضلون في التوحيد والايمان تفاظلا عظيما وذلك بحسب ما في قلوبهم من الايمان بالله والمعرفة الصادقة والاخلاص واليقين فينبغي للمسلم ان يسعى جاهدا ان يكثر من الطاعات ويجتنب السيئات ليصل الى مرتبة الايمان - 00:10:05ضَ
ثم يسعى جهده ايضا ليصل الى المرتبة الاعلى منها وهي مرتبة الاحسان ولما ذكر المصنف رحمه الله هذه المرتبة وهي مرتبة الايمان شرع في ذكر اركانها فقال واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:10:35ضَ
وتؤمن بالقدر خيره وشره قوله واركانه ستة اي اركان الايمان واصوله التي يبنى عليها. والتي يزول بزوالها ستة اركان ويكون بزوال الركن الواحد من تلك الستة كافرا والعياذ بالله كفرا يخرج من الملة - 00:11:01ضَ
فلو زال الايمان بالملائكة لا يكون الرجل مسلما. بل يخرج من دائرة الايمان والاسلام الى دائرة الكفر وما عداها من الشعب فانه لا يزول بزواله فمثلا لو لم يمط الانسان الاذى عن الطريق - 00:11:24ضَ
فانه لا يخرج من دائرة الايمان لكن منها ما يزول بزواله كمال الايمان الواجب مثل صلة الرحم ونحو ذلك فهي من الايمان فاذا ترك المرء تلك الخصلة فانه نقص منه الايمان الواجب. ومنها ما يزول بزواله كمال الايمان - 00:11:43ضَ
هاني المندوب مثل ترك السواك فانه قد ترك الايمان المندوب الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله واركانه ستة ان تؤمن بالله. اي الركن الاول من اركان الايمان ان تؤمن بالله - 00:12:07ضَ
والايمان بالله اعظم اركان الاسلام واساسه. وما بعده من الاركان مندرج في هذا الركن وداخل فيه. وهذا الركن وهو الايمان بالله هو اصل الاصول ويتضمن الايمان بربوبية الله وبالوهيته وباسمائه وصفاته. والايمان بربوبية - 00:12:28ضَ
هو افراد الله بافعاله من الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة وغير ذلك من افعاله جل وعلا فاذا اعتقدت ان الخلق والرزق والتدبير والشفاء ونحو ذلك اعتقدت ان ذلك من افعال الرب - 00:12:53ضَ
فقد حقق توحيد الربوبية فنؤمن انه لا يحيي ولا يميت ولا يخلق ولا يرزق سواه وهذا هو توحيد الربوبية. والايمان بتوحيد الالوهية هو افراد الله بافعال العباد. فلا يصرف العبد اي عبادة لغير الله جل وعلا. من الطواف والدعاء - 00:13:15ضَ
والصلاة وغير ذلك من انواع العبادة. فكل عبادة امر الله بها يجب ان تصرف لله. فاذا صرفت لله فقد حقق العبد توحيد الالوهية مع ايمانه بان عبادة من سواه عبادة باطلة - 00:13:40ضَ
ومما يشمله الايمان بالله الايمان بتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته الله لنفسه من الاسماء والصفات وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل. ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل نؤمن بان الله ليس كمثله شيء وهو - 00:14:00ضَ
سميع البصير ونؤمن بان الله عز وجل يسمع ونؤمن بان الله سبحانه وتعالى يبصر ونؤمن بان الله تعالى حكيم وخبير. وغير ذلك من الاسماء والصفات التي جاءت بها النصوص قول رحمه الله واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته. سبق ذكر الايمان بالله - 00:14:26ضَ
والركن الثاني من اركان الايمان الستة ان تؤمن بملائكته والايمان بالملائكة ان تؤمن بجميع الملائكة وانهم عباد مكرمون فلا يستحقون شيئا من العبادة. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. لانهم عبيد لله سبحانه - 00:14:51ضَ
نؤمن بهم اجمالا في الاجمال. يعني نؤمن بالملائكة على سبيل الاجمال. وبانهم عباد مكرمون لا يملكون شيئا الا بامر الله عز وجل فنؤمن بهم وبوجودهم ونؤمن باعمالهم التي اوكلهم الله بها مما اطلعنا عليه - 00:15:16ضَ
من قبض الارواح ومن سوق الرياح ومن النفخ في الصور ونحو ذلك. وتفصيلا في التفصيل. اي نؤمن به تفصيلا على ما جاء في التفصيل وتعيينا في التعيين كما ورد في الكتاب والسنة - 00:15:40ضَ
فنؤمن بمن جاء تعيينهم كجبريل وميكائيل واسرافيل ومالك وملك الموت وليس لهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء وهم عالم غيبي خلقوا من نور وعددهم كثير لا يحصيهم الا الذي خلقهم سبحانه وتعالى - 00:15:58ضَ
هذا هو الركن الثاني من اركان الايمان وهو الايمان بالملائكة قال وكتبه ورسله الركن الثالث من اركان الايمان ان تؤمن بكتبه والايمان بالكتب يقتضي الايمان بجميع الكتب المنزلة على الانبياء من السماء - 00:16:21ضَ
اجمالا في الاجمال يعني نؤمن بان الله عز وجل انزل كتبا على انبياء منها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه وتفصيلا في التفصيل. يعني نؤمن بما جاءت النصوص بتسميته فيفصل الايمان بالقرآن والزبور والتوراة والانجيل وصحف ابراهيم وموسى - 00:16:44ضَ
لانه قد جاء ذكرها في النصوص ونؤمن بان الكتب السابقة كلها منسوخة بالقرآن العظيم وانه لا يجوز التحاكم الى غيره ولا العمل الا به. قال سبحانه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر - 00:17:11ضَ
قال رحمه الله ورسله اي الركن الرابع من اركان الايمان ان تؤمن برسله اي برسل الله سبحانه والايمان بالرسل يقتضي الايمان بجميع الرسل اجمالا في الاجمال. كما قال سبحانه ورسلا قد - 00:17:38ضَ
عليك ورسلا لم نقصصهم عليك. فنؤمن بان الله ارسل رسلا ولكنه لم يقصهم علينا. وتفصيلا في التفصيل فنؤمن بمن جاء تفصيلهم في الكتاب والسنة على التعيين. واعظم ذلك الايمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:17:59ضَ
وممن يؤمن بهم تفصيلا اولو العزم من الرسل وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن بغيرهم ممن سمى الله في كتابه او على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام - 00:18:20ضَ
ونؤمن بما لم يسمى في النصوص ولا نفرق بين احد منهم في الايمان. كما قال سبحانه لا نفرق بين احد من رسله. اي في الايمان بهم اي نؤمن بهم جميعا - 00:18:42ضَ
والايمان بهم فرض وهو التصديق بانهم رسل الله الى عباده صادقون فيما اخبروا به عن الله وانهم بلغوا عن الله رسالاته. وبينوا للمكلفين ما امرهم الله به وهم بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء - 00:18:58ضَ
وان جميع الشرائع نسخت ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لاحد ان يتبع غير شريعته قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان من اصحاب النار - 00:19:22ضَ
رواه مسلم قال رحمه الله واليوم الاخر اي الركن الخامس من اركان الايمان ان تؤمن باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر هو التصديق بيوم القيامة وما يكون بعد الموت في القبر من العذاب والنعيم - 00:19:45ضَ
وما في الاخرة من الحساب والميزان والجنة والنار وانهما دار ثوابه وجزائه للمحسنين والمسيئين واكبر ذلك واعظمه اي اكبر الايمان باليوم الاخر واعظمه الايمان ببعث هذه الاجساد واعادتها كما كانت بعظامها واعصابها - 00:20:07ضَ
حتى يقع الثواب على هذا الجسد والروح جميعا على ما فعل من طاعة الله او يعاقب على المعاصي التي صدرت منهما جميعا فنؤمن بان الذي اوجد هذا الجسد وانفرد بخلقه يبعثه حيا ويعيده كما كان - 00:20:33ضَ
فهذا هو الايمان باليوم الاخر. تصدق بجميع ما جاءت به النصوص. مما سيكون في اليوم الاخر وما يكون في القبر من العذاب والنعيم واعادة الارواح الى الاجساد كما كانت كما قال سبحانه اوليس الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى. بلى انه على كل - 00:20:56ضَ
شيء قدير قال رحمه الله وتؤمن بالقدر خيره وشره اي الركن السادس من اركان الايمان ان تؤمن بالقدر اي بما قدره الله وكتبه من خيره اي بما فيه من الخير والسرور - 00:21:23ضَ
وشره اي بما فيه من الشر والاحزان والايمان بالقدر والتسليم لامر الله فيه ثواب عظيم وهو من اعظم ثمار الايمان فيجب على المسلم ان يصبر على ما اصابه وان يسلم لما كتب له او كتب عليه - 00:21:42ضَ
وان يرظى بذلك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول عجبا لامر المسلم ان امره كله له خير. وليس ذلك الا للمسلم فالمسلم ان اصابه خير حمد الله عز وجل عليه. وان اصابه شر صبر واحتسب ورضى بما قدر - 00:22:06ضَ
وفي ذلك اجر عظيم عند الله تعالى والايمان بالقدر يتضمن الايمان باربع مراتب يجب اعتقادها والايمان بها المرتبة الاولى الايمان بعلم الله بالاشياء قبل حدوثها اي ان تؤمن بان الله علم الاشياء قبل حدوثها - 00:22:28ضَ
فان الرب سبحانه علم بعلمه السابق ما هو كائن وما سيكون كما قال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض فكل ما في الكون هو بامر الله سبحانه وبعلمه. كما قال سبحانه يسأله من في السماوات ومن في الارض - 00:22:55ضَ
كل يوم هو في شأن. فهو مطلع على اعمال العباد. وعالم بها قبل حدوثها. فيجب عليك ان تؤمن بان الله عالم بالاشياء قبل ان تحدث المرتبة الثانية مما يتضمنه ايمانك بالقدر ان تؤمن بان الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ - 00:23:17ضَ
قال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب فكل ما هو مقدر لك من خير وشر فانه مكتوب في اللوح المحفوظ ويجب ان تؤمن بان ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ - 00:23:43ضَ
مما يدعوك الى الرضا والتسليم بما كتب لك من خير او من شر قال عليه الصلاة والسلام كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. رواه مسلم - 00:24:03ضَ
وكل ما في هذا الكون هو مكتوب في اللوح المحفوظ فتؤمن بذلك ومما يتضمنه ايضا الايمان بالقدر الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا يقع في ملك الله سبحانه الا ما اراده جل وعلا - 00:24:23ضَ
قال سبحانه وربك يخلق ما يشاء ويختار. وقال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله وقال جل شأنه ويفعل الله ما يشاء فانت تؤمن بان ما وقع هو بامر الله سبحانه وتعالى. لانه ما لك الكون وهو الذي شاء حدوث - 00:24:45ضَ
هذا الامر فتؤمن وتسلم بالقضاء والقدر ومما يتضمنه ايضا الايمان بالقدر وهو المرتبة الرابعة الايمان بان الله اوجد جميع المخلوقات وان ما في الكون بتقدير الله وايجاده قال تعالى الله خالق كل شيء. وقال عز وجل - 00:25:10ضَ
وخلق كل شيء فقدره تقديرا. فهو سبحانه هو الذي اوجد جميع الخلق وما في هذا الكون هو بتقدير الله سبحانه وايجاده فتؤمنوا وترضى وتسلم بما كتب عليك من المصائب والاحزان والاقدار. ولا يصير المرء - 00:25:35ضَ
مؤمنا بالقدر الا بهذه الاربعة الاشياء مجتمعة وقد جمعها الناظم في قوله علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين علم وهو الاشارة المرتبة الاولى العلم كتابة مولانا اشارة الى المرتبة الثانية وهي الكتابة - 00:25:58ضَ
مشيئته اشارة الى المرتبة الثالثة وهو ان ما في هذا الكون انما هو بمشيئة الله وخلقه وهو ايجاد وتكوين هذه اشارة الى المرتبة الرابعة وهي ان الله اوجد جميع الخلق - 00:26:22ضَ
ما في الكون بتقدير الله وايجاده فيجب على العبد ان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه كما قال عليه الصلاة والسلام واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك. رواه ابو داوود - 00:26:41ضَ
والمؤمن بالقدر يفوض اموره كلها لله ولا يعتمد على السبب نفسه لان كل شيء بقدر الله وايمانه بذلك يثمر له الطمأنينة والراحة بما يجري عليه من اقدار الله لان ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والارض - 00:27:05ضَ
كما قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن كله خير رواه مسلم وما خلقك الله عز وجل في هذه الدنيا الا لابتلائك قال سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ وقال جل وعلا احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون - 00:27:30ضَ
وقال عز وجل ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وخلقت في هذه الدار للابتلاء والامتحان ويجب عليك الصبر على اوامر الله والصبر عن معاصي الله. ويجب عليك الصبر على اقدار الله - 00:27:56ضَ
واعلم ان الله عز وجل مع الصابر وان الصابر يوفى اجره بغير حساب قال ابن القيم رحمه الله ولو لم يأتك من مزية الصبر الا ان الله مع الصابر لكفى به مزية. كما قال - 00:28:20ضَ
ان الله مع الصابرين والى هنا نأتي الى نهاية درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:28:39ضَ