التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اهلا وسهلا ما بكم طلاب وطالبات منصة زاد في هذا الدرس. هذا درسنا الثالث من الوحدة الخامسة - 00:00:00ضَ
وحديثنا فيه عن قاعدة التأسيس اولى من التأكيد اه سنبين الفاظ القاعدة ومعناها وننتقل بعد ذلك الى ذكر بعض تطبيقاتها في كلام المفسرين ثم نختم بالعنصر الثالث في درس اليوم وهو الاشارة الى بعض فوائد هذه القاعدة - 00:00:31ضَ
بما يتعلق ببيان الفاظ القاعدة ومعناها التأسيس اولى من التأكيد التأسيس هو انشاء وابتداء معنى جديد والتأكيد او التوكيد هو تقرير واعادة وتثبيت المعنى السابق فمعنى هذه القاعدة ان الكلام اذا كان محتملا لمعنيين - 00:00:49ضَ
احدهما ابتداء وانشاء لمعنى جديد لم يكن مذكورا في الكلام من قبل والثاني هو اعادة لكلام سابق. اعادة وتثبيت وتقرير للمعنى السابق فهل الاولى ان نحمل الكلام على معنى التأسيس - 00:01:12ضَ
ام على معنى المعنى الثاني الذي هو تأكيد لا شك ان الاولى هو ان يحمل الكلام على التأسيس لا على التأكيد ولذلك يقولون ان الافادة خير من الاعادة من امسلة هذه القاعدة وننتقل الى تطبيقات القاعدة عند المفسرين - 00:01:29ضَ
قوله سبحانه وتعالى اه حكاية عما ذكره موسى عليه السلام لقومه بوصف البقرة قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها. ما معنى مسلمة - 00:01:48ضَ
قال الشوكاني رحمه الله والمسلمة هي التي لا عيب فيها هذا المعنى الاول قال وقيل مسلمة من العمل. مسلمة من العمل يعني مسلمة لا تعمل قال رحمه الله تعالى وهو ضعيف - 00:02:05ضَ
لان الله سبحانه وتعالى قد نفى ذلك عنها اين نفى ذلك عنها؟ في اول الاية لما قال انها بقرة لا دلول تثير الارض ولا تسخي الحرث اذا هي لا تعمل - 00:02:22ضَ
فلو حملنا قوله جل وعلا بعد ذلك مسلمة على عدم العمل لكان فيه تكرار مع مع ما سبق قال وهو ضعيف لان الله سبحانه وتعالى قد نفى ذلك عنها. والتأسيس خير من التأكيد - 00:02:36ضَ
والافادة اولى من الاعادة. انتهى كلامه رحمه الله فاذا حملنا كلمة مسلمة على معنى انها مسلمة من العيوب افادت معنى جديدا والتأسيس اولى من التأكيد المثال الثاني في قوله سبحانه وتعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون - 00:02:51ضَ
قوله وصدوا يحتمل معنيين اما ان يكون قوله جل وعلا وصدوا اه مأخوذ من الصدود وهو الاعراب يعني كفروا واعرضوا عن سبيل الله وهذا فعل لازم والاحتمال الثاني ان يكون المعنى وصدوا عن سبيل الله الصد هنا بمعنى المنع يعني كفروا ومنعوا غيرهم - 00:03:14ضَ
عن الدخول في سبيل الله عز وجل والصد هنا يكون متعديا هل المعنى الاول هو الاولى ام الثاني هل الاولى الذين كفروا واعرضوا ام الذين كفروا ومنعوا غيرهم عن الاسلام - 00:03:39ضَ
قال الشنقيطي رحمه الله في الاضواء وهذا القول الاخير هو الصواب يعني ان وصدوا عن سبيل الله بمعنى الذين كفروا ومنعوا غيرهم عن سبيل الله قال لان على القول لانه على القول بان صد لازمة يعني بمعنى اعرض - 00:03:55ضَ
فان ذلك يكون تكرارا مع قوله كفروا. الذين كفروا وصدوا لان الكفر هو اعظم انواع الصدود عن سبيل الله واما على القول بان صد متعدية يعني الذين كفروا وصدوا غيرهم عن الدين - 00:04:13ضَ
فلا تكرار لان المعنى انهم ضالون في انفسهم مضلون لغيرهم بصدهم اياهم عن سبيل الله قال وقد قدمنا في سورة النحل ان اللفظ اذا دار بين التأكيد والتأسيس وجب حمله على التأسيس الا بدليل يجب الرجوع اليه. فاعمل الشنقيطي رحمه الله في هذا المقام قاعدة - 00:04:33ضَ
تأسيس اولى من التأكيد طيب نختم بعد ذلك بذكر بعض الفوائد المتعلقة بدراسة هذه القاعدة هذي القاعدة في الحقيقة من القواعد المهمة التي تستعمل كثيرا في الترجيح بين اقوال المفسرين - 00:04:58ضَ
ويعبر عنها بهذه الصيغة اللي ذكرناها التأسيس اولى من التأكيد. وقد يعبر عنها بقولهم الاعادة الافادة اولى من الاعادة وهذه القاعدة في الحقيقة يذكرها العلماء ايضا تحت قاعدة ان اعمال الكلام اولى من اهماله - 00:05:14ضَ
هذه القاعدة التأسيس اولى من التأكيد تندرج تحت تلك القاعدة تحت قولهم اعملوا الكلام اولى من اهماله لماذا لاننا اذا حملنا الكلام على التأسيس فقد اعملناه كيف اعملناه؟ اعملناه في المعنى الجديد - 00:05:31ضَ
واذا حملنا الكلام على التوكيد ففيه شيء من الاهمال لاننا اهملنا المعنى الجديد ولم اه نستفده واعمال الكلام اولى من اهماله فينتج عن ذلك ان التأسيس اولى من التأكيد. بهذا نكون قد انتهينا من درس اليوم ونلقاكم باذن الله جل وعلا في الدروس القادمة - 00:05:49ضَ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:06:10ضَ