بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على من بعثه ربي وربكم رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سبق ان تحدثنا - 00:00:00
عما يقوله الموردون وهم يتحدثون عن اية الجزية وهي قول الله تبارك وتعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون - 00:00:20
تحدثنا في برنامجكم الذي يتحدث ويذب عن الشبهات التي تثار عن الاسلام. تحدثنا في حلقة سابقة عن الشرع عن مقدار الجزية التي فرضها الله وعن من تؤخذ منه الجزية. ونكمل باذن الله تبارك وتعالى لنتحدث - 00:00:40
هل كانت الجزية شرعة قرآنية؟ كما يراها الاخرون نوعا من الاتاوة يفرضها المسلمون بحكم القرآن على الاخرين؟ ام كانت جزءا من عقد معاوضة بين اهل الذمة وبين المسلمين لن نتحدث من عندياتنا فسنترك الحكم للنصوص القرآنية والنبوية وكذلك لاقوال - 00:01:00
للفقهاء المسلمين ثم سيسمع التاريخ ماذا يقول. بداية نقول بان للجزية شوطا وشروطا اخرى. فاما الشرط الاساس فهو شرط الحماية. حينما يأخذ المسلمون الجزية من اهل فانما يأخذونها في مقابل الحماية. وهذا امر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين - 00:01:30
كتب عقد الجزية مع ربيعة الحضرمي جاء فيه وان نصر اله مرحب على جماعة المسلمين هل هذا واجب عليهم بموجب الجزية؟ وحين كتب عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الجزية للمقوقع - 00:02:00
قال له نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من ارضكم ودمائكم واموالكم ونقوم بذلك عنكم ان كنتم في ذمتنا وكان لكم به عهد علينا. اذا شرط الجزية هو الحماية. ان نحمي الاخرين من العدوان. ان نبذل دمائنا زودا عنهم - 00:02:20
ولما كتب خالد رضي الله عنه عقب الجزية مع اهل جرجان قال لهم فان معناكم فلنا والا فلا حتى نمنعكم حتى نمنعكم. يقول الباجي في المنتقى جزية تؤخذ منهم على وجه العوض لاقامتهم في بلاد المسلمين والذب عنهم والحماية لهم - 00:02:50
وهذا امر مشهور عند الفقهاء. قال هم ما ودي في الاحكام السلطانية والنووي في مول المحتاج. وابن قدامة في المغني وغيره وغيره كثير من الفقهاء. بل ينقل القرافي رحمة الله عليه عن ابن حزم اجماعا غريبا. يقول - 00:03:20
من كان في الذمة هذا موضوع اجماع المسلمين. من كان في الذمة وجاء اهل الحرب الى بلادنا يقصدونه وجب علينا اجماعا وجب علينا ان نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك ونموت دون ذلك صونا لمن هو فيه - 00:03:40
الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. فان تسليمه دون ذلك اجمال لعقد الذمة اي هو استهتار بذمة الله وذمة رسوله. فالواجب اجماعا على المسلمين ان يقوموا زود عن اهل الجزية ولو بذلوا في ذلك دماءهم واموالهم. يعلق القوافي على هذا الاجماع فيقول - 00:04:10
يؤدي الى اتلاف النفوس والاموال صونا لمقتضاه انه لعظيم. وهو والله عظيم والحماية المفروضة لاهل الجزية ليست فقط في بلاد المسلمين. بل لو العدو على غير المسلمين الذين يدفعون الجزية لنا. فان الواجب علينا ان نخلصهم. ولو اخذهم الى - 00:04:40
فان الواجب علينا ان نستردهم وان نطلق اسراهم. يقول ابن النجار الحنبلي في مطالب اولي النهى يجب على الامام حفظ اهل الذمة. ومنع من يؤذيهم وفك اسرهم. ودفع من قصدهم - 00:05:10
لذلك لما اغار التتار على بغداد وعلى بلاد المسلمين اخذوا اهل الذمة بعض المسلمين اسرى. فذهب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كما يحكي ذلك في مجموع الفتاوى. ذهب الى اميره - 00:05:30
قتلوا شاة وطلب منه ان يفرج عن الاسرى الذين عنده. فقال له افرج عن اسرى المسلمين فقال العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه لابد من افتكاك جميع من معك - 00:05:50
من اليهود والنصارى الذين هم اهل ذمتنا. لا ندع لك اسيرا لا من اهل الملة ولا من اهل اهل الذمة فان لهم ما لنا وعليهم ما علينا. فلما رأى الامير التتري اصرار - 00:06:10
على اطلاق اهل ذمتهم اطلق لهم اسراهم من اهل الملة ومن اهل الذمة. اذا الحماية يمتد لهؤلاء حتى ولو كانوا في بلاد لا نقدر عليها. ماذا يفعل الاخرون الجزية هل هي اتاوى؟ اقول لا انما هي في مقابل ما يصنعه المسلمون لهم. وهو الحماية - 00:06:30
فان تولوا حماية انفسهم او عجز المسلمون عن حمايتهم سقطت الجزية لسقط شرقها لذلك لما اخذ ابو عبيدة رضي الله عنه الجزية من اهل حمص جمع الروم له الجموع. فماذا صنع - 00:07:00
ابو عبيدة رضي الله عنه رد المال الى اهل حمص وقال لهم انما رددنا عليكم اموالكم انه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع. وانكم اشترطتم علينا ان نمنعكم وانا لا نقدر على ذلك - 00:07:20
وقد رددنا عليكم ما اخذنا منكم ونحن لكم على الشرط ما كان بيننا وبينكم ان نصرنا الله عليهم وبالفعل نصر الله جنده فعاد ابو عبيدة الى اخذ الجزية. فالجزية استحقها بشرط الحماية - 00:07:40
حين عجز عن الحماية وجب عليه ان يرد الجزية. حين قامت بعض الشعوب بالدفاع عن نفسها المسلمون عنهم الجزية نقل ذلك المؤرخ الفرنسي لورهان في كتابه المنيا بين بيزنطة والاسلام نقل - 00:08:00
بان معاوية رضي الله عنه اسقط الجزية عن القائد رختوم ومن معه على شرط ان يقوموا انفسهم وهم من الارمن. فلما قاموا بحماية انفسهم سقطت الجزية عنهم. ومثل هذا صنعه مع - 00:08:20
معاوية رضي الله عنهم فقد اسقط عنهم الجزية بل كانوا يغنمون اذا قاتلوا مع المسلمين. لماذا اسقط عنهم الجزية لانهم كانوا يتولون بانفسهم حماية انطاكيا وما حولها. وايضا ابو عبيدة صنع مثل ذلك مع اهل السامع - 00:08:40
وسويد بن مقري رضي الله عنه صنعه مع اهل زرجان وعامر عمر رضي الله عنه عتبة ابن فرقد صنعه مع اهل اذربيجان وسراقة بن عمرو صنعه مع اهل ارمينيا. كل هؤلاء اسقطت عنهم الجزية. حين قاموا بانفسهم - 00:09:00
للدفاع عن بلاده. اذا الجزية ليست اتاوة الجزية اشبه ما يكون بما نسميه اليوم ببدل الخدمة العسكرية الذي يدفعه الناس في بعض الدول فبدل من ان يخدم خدمة العسكرية يقوم بدفع شيء من المال فكانه - 00:09:20
اشبه الذل. هذا ما يقوله ادم نزل في كتابه الحضارة الاسلامية يقول كانت هذه الجزية اشبه بضريبة للدفاع الوطني فكان ما يدفعها الا الرجل القادر على حمل السلاح. توماس ارنولد في كتابه - 00:09:40
الدعوة الى الاسلام يقول مثل ذلك. يقول ولم يكن الغرض من فرض الجزية على المسيحيين لونا من الوان عقاب الامتناعهم عن الاسلام. وانما كانوا يؤدونها مع سائر اهل الجنة من غير المسلمين. مما - 00:10:00
الدولة الذين كانت ديانتهم المختلفة تحول بينهم وبين الخدمة في الجيش. وفي مقابل الحماية التي كفلتها لهم جيوش وسيوف المسلمين. اذا لم يكن من العدل ان يطلب من غير المسلمين ان يشترك - 00:10:20
في جيش الاسلام الذي ينصر قضايا المسلمين. فكان العوض عن ذلك ان يقوم المسلمون بحمايتهم مقابل دينار من واحد عمن يقدر على حمل السلاح. والجيران في كتابه قصة الحضارة يقول ولم تكن هذه الضريبة تفرض - 00:10:40
على غير المسلمين الا على القادرين على حمل السلاح. وكانت بالنيون يعفون في نظير بهذه الضريبة من الخدمة العسكرية. وكان لهم على الحكومة المسلمة ان تحميهم. المؤرخ يقول ويعطي بعدا اخر للجزية. يقول الضرائب ليست فادحة بالنسبة لما كانت تقوم به - 00:11:00
الحكومة العربية من بناء الطرق وحفر الترع وتوطيد الامن والى غيره من دروب الاصلاح والحقيقة والكلام لفلوتين والحقيقة ان الجزية لم تكن عقابا لاهل الذمة فهي اعفائهم من الجندية وفي مقابل حماية المسلمين لهم. اذا حين اخذ المسلمون الجزية - 00:11:30
فانما اخذوها في مقابل ما بذلوا من اموالهم ودمائهم ذودا عن هؤلاء الذين دفعوا الجزية. اذا الجزية ليست اتاوة وليست شيئا من الظلم. فهذا اول ضمانة يقدمها الاسلام لاهل الجزية. هل هناك ضمانات اخرى؟ نعم. من ضمانات الاسلام لاهل الجزية انه يشملهم في نظام - 00:12:00
التكافلي الذي يدفع الجزية له على المسلمين ان يشركونه في نظامه التكافلي. الاسلام دين احسان الله عز وجل يقول واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وكلمة احسنوا عامة تعم المسلم والكافر فكل هؤلاء يحب الله الاحسان اليهم. لذلك اذا افتقر واحد من اهل الذمة فانه - 00:12:30
المسلم الى التصدق عليه الى الانفاق عليه. بل بعض اهل العلم حين قرأ قول الله تبارك وتعالى انما صدقات للفقراء والمساكين. يقول القرطبي مطلق لفظ الفقراء لا يقتضي الاختصاص بالمسلمين دون - 00:13:00
ان يجعلهم داخلين في هذه الاية. ويقول عكرمة من التابعين رحمة الله عليه في شرح هذه الاية فقراء فقراء المسلمين. والمساكين فقراء اهل الكتاب. فجعلهم جزءا مما يجب على ان يدفعوا له. السرخسية رحمة الله عليه الفقيه العظيم يقول في كتابه المبسوط مبينا - 00:13:20
ماذا تدفع الزكاة والصدقات لهؤلاء؟ يقول لنا ان المقصود اي من الزكاة الواجبة سد الخلة للمحتاج. وبضع حاجته بفعل هو قربة من المؤدي. قربة الى الله من المؤدي وهذا المقصود حاصل بالصرف اي بدفع المال الى اهل الذمة. فان التصدق عليهم - 00:13:50
قربة بدليل بدليل التطوعات. لاننا لم ننهى عن بر من لم يقاتلنا قال الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. اذا يرى بعض الفقهاء بانهم حتى من الزكاة الواجبة. وبعضهم منع ذلك وقال بل يعطون فقط من من الصدقات - 00:14:20
المندوبة الكاساني رحمة الله عليه في بدائع الصنائع يرى ان دفع الصدقة الى الفقير غير المسلم اولى من دفعها للمسلم. لماذا؟ لان المسلم قد يجد روافد اخرى. قد يجد كثيرين من المسلمين - 00:14:50
يتبرعون له فلا تكون حاجته بمقدار حاجة غير المسلم. يقول الامام رحمة الله عليه وجبت الصدقة المسكنة والمسكنة موجودة في الكفرة. فيجب صرف الصدقة اليهم. كما يجوز طرفها الى المسلم بل اولى لان التصدق عليهم بعض ما يرغبهم الى الاسلام ويحملهم عليه - 00:15:10
يرى انه اولى ان نتصدق لماذا؟ لجملة امور من بينها ان ذلك لعله يحببهم الى الاسلام وجاء في القرآن ما يرغب في الصدقة على غير المسلمين. يذكر ابو عبيد في كتابه الاموال - 00:15:40
والاثر صححه الامام الالباني رحمة الله عليه ذكر ان بعض المسلمين كان لهم انسباء وقرابة من بني قريظة هو من بني النضير فكانوا يتقون ان يتصدقوا عليه لا يرغبون بالصدقة على هؤلاء القرابة من غير المسلمين - 00:16:00
يريدونهم ان يسلموا فينفقوا عليهم. فنزل قول الله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. وما تنفقوا من خير فلأنفسكم. اذا انفقتم على غير المسلم فهذا لانفسكم هذا خير يكتب لكم عند الله تبارك وتعالى. وفي مراسم سعيد بن زيد - 00:16:20
باسناد صحيح اليه ان النبي صلى الله عليه وسلم تصدق على اهل بيت من اليهود. تصدق على اهل كل بيت من اليهود بل هذا ما فهمه العلماء من قول الله تبارك وتعالى ويطعمون الطعام على حبه - 00:16:50
مسكينا ويتيما واسيرا. يقول ابو رزين كنت مع سفيان بن سلمة رضي الله عنه فمر على اسارة من المشركين فامرني ان اتصدق عليهم وتلا هذه الاية. هذا صنيع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:10
وهكذا صنع خلفاؤه من بعده. وهكذا فعل الامراء المسلمون. فقد كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه لنصارى في كتاب جزيتهم وجعلت لهم اي مع شيخ ضعف عن العمل او اصابته افة - 00:17:30
من الافات او كان غنيا فافتقر وصار اهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته ليس عليه جزية اعين من بيت مال المسلمين هو وعياله. ولما رأى عمر رضي الله عنه رجلا كبيرا من اهل الذمة - 00:17:50
يسأل الناس قال ما انصفناك؟ ان اكلنا شبيبتك ثم نأخذ منك الجزية وكتب رضي الله عنه الى ماله الا يأخذوا الجزية من شيخ كبير. وفي رواية انه كتب لخازن بيت المال انظر هذا - 00:18:10
غرباء امثاله فوالله ما انصفناه ان اكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم انما الصدقات للفقراء والمساكين والفقراء هم المسلمون وهذا من المساكين من اهل الكتاب. فوضع عنه الجزية وامر له من - 00:18:30
المسلمين. وقال رضي الله عنه من لم يطق الجزية خففوا عنه. ومن عجز فاعينوه. وكتب عمر بن عبدالعزيز الى واليه علي بن عطاء انظر من قبلك من اهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته - 00:18:50
وولت عنه المكاسب لم يعد قادرا على العمل. فاجري عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه. هكذا يتحول ذاته الجزية بموجب نظام التأمين الاجتماعي الاسلامي من دافع للجزية حال شباب - 00:19:10
الى اخذ للصدقة هو اخذ للعون من بيت مال المسلمين. ما اشبه هذه الشرعة حين تكون كذلك ما اشبهها بضريبة التقاعد التي يأخذها الموظفون في بلداننا اليوم. نسأل الله عز وجل - 00:19:30
ان يبصرنا بالحق اينما كان. وان يجعلنا من اتباع الحق. لنا عودة اخرى للحديث عن شبهات اخرى. يثيرها الاخرون عن القرآن العظيم فالله اسأل ان يجعلنا ممن يرى الحق حقا فيتبعه. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين - 00:19:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:10
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على من بعثه ربي وربكم رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سبق ان تحدثنا - 00:00:00
عما يقوله الموردون وهم يتحدثون عن اية الجزية وهي قول الله تبارك وتعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون - 00:00:20
تحدثنا في برنامجكم الذي يتحدث ويذب عن الشبهات التي تثار عن الاسلام. تحدثنا في حلقة سابقة عن الشرع عن مقدار الجزية التي فرضها الله وعن من تؤخذ منه الجزية. ونكمل باذن الله تبارك وتعالى لنتحدث - 00:00:40
هل كانت الجزية شرعة قرآنية؟ كما يراها الاخرون نوعا من الاتاوة يفرضها المسلمون بحكم القرآن على الاخرين؟ ام كانت جزءا من عقد معاوضة بين اهل الذمة وبين المسلمين لن نتحدث من عندياتنا فسنترك الحكم للنصوص القرآنية والنبوية وكذلك لاقوال - 00:01:00
للفقهاء المسلمين ثم سيسمع التاريخ ماذا يقول. بداية نقول بان للجزية شوطا وشروطا اخرى. فاما الشرط الاساس فهو شرط الحماية. حينما يأخذ المسلمون الجزية من اهل فانما يأخذونها في مقابل الحماية. وهذا امر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين - 00:01:30
كتب عقد الجزية مع ربيعة الحضرمي جاء فيه وان نصر اله مرحب على جماعة المسلمين هل هذا واجب عليهم بموجب الجزية؟ وحين كتب عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الجزية للمقوقع - 00:02:00
قال له نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من ارضكم ودمائكم واموالكم ونقوم بذلك عنكم ان كنتم في ذمتنا وكان لكم به عهد علينا. اذا شرط الجزية هو الحماية. ان نحمي الاخرين من العدوان. ان نبذل دمائنا زودا عنهم - 00:02:20
ولما كتب خالد رضي الله عنه عقب الجزية مع اهل جرجان قال لهم فان معناكم فلنا والا فلا حتى نمنعكم حتى نمنعكم. يقول الباجي في المنتقى جزية تؤخذ منهم على وجه العوض لاقامتهم في بلاد المسلمين والذب عنهم والحماية لهم - 00:02:50
وهذا امر مشهور عند الفقهاء. قال هم ما ودي في الاحكام السلطانية والنووي في مول المحتاج. وابن قدامة في المغني وغيره وغيره كثير من الفقهاء. بل ينقل القرافي رحمة الله عليه عن ابن حزم اجماعا غريبا. يقول - 00:03:20
من كان في الذمة هذا موضوع اجماع المسلمين. من كان في الذمة وجاء اهل الحرب الى بلادنا يقصدونه وجب علينا اجماعا وجب علينا ان نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك ونموت دون ذلك صونا لمن هو فيه - 00:03:40
الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. فان تسليمه دون ذلك اجمال لعقد الذمة اي هو استهتار بذمة الله وذمة رسوله. فالواجب اجماعا على المسلمين ان يقوموا زود عن اهل الجزية ولو بذلوا في ذلك دماءهم واموالهم. يعلق القوافي على هذا الاجماع فيقول - 00:04:10
يؤدي الى اتلاف النفوس والاموال صونا لمقتضاه انه لعظيم. وهو والله عظيم والحماية المفروضة لاهل الجزية ليست فقط في بلاد المسلمين. بل لو العدو على غير المسلمين الذين يدفعون الجزية لنا. فان الواجب علينا ان نخلصهم. ولو اخذهم الى - 00:04:40
فان الواجب علينا ان نستردهم وان نطلق اسراهم. يقول ابن النجار الحنبلي في مطالب اولي النهى يجب على الامام حفظ اهل الذمة. ومنع من يؤذيهم وفك اسرهم. ودفع من قصدهم - 00:05:10
لذلك لما اغار التتار على بغداد وعلى بلاد المسلمين اخذوا اهل الذمة بعض المسلمين اسرى. فذهب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كما يحكي ذلك في مجموع الفتاوى. ذهب الى اميره - 00:05:30
قتلوا شاة وطلب منه ان يفرج عن الاسرى الذين عنده. فقال له افرج عن اسرى المسلمين فقال العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه لابد من افتكاك جميع من معك - 00:05:50
من اليهود والنصارى الذين هم اهل ذمتنا. لا ندع لك اسيرا لا من اهل الملة ولا من اهل اهل الذمة فان لهم ما لنا وعليهم ما علينا. فلما رأى الامير التتري اصرار - 00:06:10
على اطلاق اهل ذمتهم اطلق لهم اسراهم من اهل الملة ومن اهل الذمة. اذا الحماية يمتد لهؤلاء حتى ولو كانوا في بلاد لا نقدر عليها. ماذا يفعل الاخرون الجزية هل هي اتاوى؟ اقول لا انما هي في مقابل ما يصنعه المسلمون لهم. وهو الحماية - 00:06:30
فان تولوا حماية انفسهم او عجز المسلمون عن حمايتهم سقطت الجزية لسقط شرقها لذلك لما اخذ ابو عبيدة رضي الله عنه الجزية من اهل حمص جمع الروم له الجموع. فماذا صنع - 00:07:00
ابو عبيدة رضي الله عنه رد المال الى اهل حمص وقال لهم انما رددنا عليكم اموالكم انه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع. وانكم اشترطتم علينا ان نمنعكم وانا لا نقدر على ذلك - 00:07:20
وقد رددنا عليكم ما اخذنا منكم ونحن لكم على الشرط ما كان بيننا وبينكم ان نصرنا الله عليهم وبالفعل نصر الله جنده فعاد ابو عبيدة الى اخذ الجزية. فالجزية استحقها بشرط الحماية - 00:07:40
حين عجز عن الحماية وجب عليه ان يرد الجزية. حين قامت بعض الشعوب بالدفاع عن نفسها المسلمون عنهم الجزية نقل ذلك المؤرخ الفرنسي لورهان في كتابه المنيا بين بيزنطة والاسلام نقل - 00:08:00
بان معاوية رضي الله عنه اسقط الجزية عن القائد رختوم ومن معه على شرط ان يقوموا انفسهم وهم من الارمن. فلما قاموا بحماية انفسهم سقطت الجزية عنهم. ومثل هذا صنعه مع - 00:08:20
معاوية رضي الله عنهم فقد اسقط عنهم الجزية بل كانوا يغنمون اذا قاتلوا مع المسلمين. لماذا اسقط عنهم الجزية لانهم كانوا يتولون بانفسهم حماية انطاكيا وما حولها. وايضا ابو عبيدة صنع مثل ذلك مع اهل السامع - 00:08:40
وسويد بن مقري رضي الله عنه صنعه مع اهل زرجان وعامر عمر رضي الله عنه عتبة ابن فرقد صنعه مع اهل اذربيجان وسراقة بن عمرو صنعه مع اهل ارمينيا. كل هؤلاء اسقطت عنهم الجزية. حين قاموا بانفسهم - 00:09:00
للدفاع عن بلاده. اذا الجزية ليست اتاوة الجزية اشبه ما يكون بما نسميه اليوم ببدل الخدمة العسكرية الذي يدفعه الناس في بعض الدول فبدل من ان يخدم خدمة العسكرية يقوم بدفع شيء من المال فكانه - 00:09:20
اشبه الذل. هذا ما يقوله ادم نزل في كتابه الحضارة الاسلامية يقول كانت هذه الجزية اشبه بضريبة للدفاع الوطني فكان ما يدفعها الا الرجل القادر على حمل السلاح. توماس ارنولد في كتابه - 00:09:40
الدعوة الى الاسلام يقول مثل ذلك. يقول ولم يكن الغرض من فرض الجزية على المسيحيين لونا من الوان عقاب الامتناعهم عن الاسلام. وانما كانوا يؤدونها مع سائر اهل الجنة من غير المسلمين. مما - 00:10:00
الدولة الذين كانت ديانتهم المختلفة تحول بينهم وبين الخدمة في الجيش. وفي مقابل الحماية التي كفلتها لهم جيوش وسيوف المسلمين. اذا لم يكن من العدل ان يطلب من غير المسلمين ان يشترك - 00:10:20
في جيش الاسلام الذي ينصر قضايا المسلمين. فكان العوض عن ذلك ان يقوم المسلمون بحمايتهم مقابل دينار من واحد عمن يقدر على حمل السلاح. والجيران في كتابه قصة الحضارة يقول ولم تكن هذه الضريبة تفرض - 00:10:40
على غير المسلمين الا على القادرين على حمل السلاح. وكانت بالنيون يعفون في نظير بهذه الضريبة من الخدمة العسكرية. وكان لهم على الحكومة المسلمة ان تحميهم. المؤرخ يقول ويعطي بعدا اخر للجزية. يقول الضرائب ليست فادحة بالنسبة لما كانت تقوم به - 00:11:00
الحكومة العربية من بناء الطرق وحفر الترع وتوطيد الامن والى غيره من دروب الاصلاح والحقيقة والكلام لفلوتين والحقيقة ان الجزية لم تكن عقابا لاهل الذمة فهي اعفائهم من الجندية وفي مقابل حماية المسلمين لهم. اذا حين اخذ المسلمون الجزية - 00:11:30
فانما اخذوها في مقابل ما بذلوا من اموالهم ودمائهم ذودا عن هؤلاء الذين دفعوا الجزية. اذا الجزية ليست اتاوة وليست شيئا من الظلم. فهذا اول ضمانة يقدمها الاسلام لاهل الجزية. هل هناك ضمانات اخرى؟ نعم. من ضمانات الاسلام لاهل الجزية انه يشملهم في نظام - 00:12:00
التكافلي الذي يدفع الجزية له على المسلمين ان يشركونه في نظامه التكافلي. الاسلام دين احسان الله عز وجل يقول واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وكلمة احسنوا عامة تعم المسلم والكافر فكل هؤلاء يحب الله الاحسان اليهم. لذلك اذا افتقر واحد من اهل الذمة فانه - 00:12:30
المسلم الى التصدق عليه الى الانفاق عليه. بل بعض اهل العلم حين قرأ قول الله تبارك وتعالى انما صدقات للفقراء والمساكين. يقول القرطبي مطلق لفظ الفقراء لا يقتضي الاختصاص بالمسلمين دون - 00:13:00
ان يجعلهم داخلين في هذه الاية. ويقول عكرمة من التابعين رحمة الله عليه في شرح هذه الاية فقراء فقراء المسلمين. والمساكين فقراء اهل الكتاب. فجعلهم جزءا مما يجب على ان يدفعوا له. السرخسية رحمة الله عليه الفقيه العظيم يقول في كتابه المبسوط مبينا - 00:13:20
ماذا تدفع الزكاة والصدقات لهؤلاء؟ يقول لنا ان المقصود اي من الزكاة الواجبة سد الخلة للمحتاج. وبضع حاجته بفعل هو قربة من المؤدي. قربة الى الله من المؤدي وهذا المقصود حاصل بالصرف اي بدفع المال الى اهل الذمة. فان التصدق عليهم - 00:13:50
قربة بدليل بدليل التطوعات. لاننا لم ننهى عن بر من لم يقاتلنا قال الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. اذا يرى بعض الفقهاء بانهم حتى من الزكاة الواجبة. وبعضهم منع ذلك وقال بل يعطون فقط من من الصدقات - 00:14:20
المندوبة الكاساني رحمة الله عليه في بدائع الصنائع يرى ان دفع الصدقة الى الفقير غير المسلم اولى من دفعها للمسلم. لماذا؟ لان المسلم قد يجد روافد اخرى. قد يجد كثيرين من المسلمين - 00:14:50
يتبرعون له فلا تكون حاجته بمقدار حاجة غير المسلم. يقول الامام رحمة الله عليه وجبت الصدقة المسكنة والمسكنة موجودة في الكفرة. فيجب صرف الصدقة اليهم. كما يجوز طرفها الى المسلم بل اولى لان التصدق عليهم بعض ما يرغبهم الى الاسلام ويحملهم عليه - 00:15:10
يرى انه اولى ان نتصدق لماذا؟ لجملة امور من بينها ان ذلك لعله يحببهم الى الاسلام وجاء في القرآن ما يرغب في الصدقة على غير المسلمين. يذكر ابو عبيد في كتابه الاموال - 00:15:40
والاثر صححه الامام الالباني رحمة الله عليه ذكر ان بعض المسلمين كان لهم انسباء وقرابة من بني قريظة هو من بني النضير فكانوا يتقون ان يتصدقوا عليه لا يرغبون بالصدقة على هؤلاء القرابة من غير المسلمين - 00:16:00
يريدونهم ان يسلموا فينفقوا عليهم. فنزل قول الله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. وما تنفقوا من خير فلأنفسكم. اذا انفقتم على غير المسلم فهذا لانفسكم هذا خير يكتب لكم عند الله تبارك وتعالى. وفي مراسم سعيد بن زيد - 00:16:20
باسناد صحيح اليه ان النبي صلى الله عليه وسلم تصدق على اهل بيت من اليهود. تصدق على اهل كل بيت من اليهود بل هذا ما فهمه العلماء من قول الله تبارك وتعالى ويطعمون الطعام على حبه - 00:16:50
مسكينا ويتيما واسيرا. يقول ابو رزين كنت مع سفيان بن سلمة رضي الله عنه فمر على اسارة من المشركين فامرني ان اتصدق عليهم وتلا هذه الاية. هذا صنيع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:10
وهكذا صنع خلفاؤه من بعده. وهكذا فعل الامراء المسلمون. فقد كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه لنصارى في كتاب جزيتهم وجعلت لهم اي مع شيخ ضعف عن العمل او اصابته افة - 00:17:30
من الافات او كان غنيا فافتقر وصار اهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته ليس عليه جزية اعين من بيت مال المسلمين هو وعياله. ولما رأى عمر رضي الله عنه رجلا كبيرا من اهل الذمة - 00:17:50
يسأل الناس قال ما انصفناك؟ ان اكلنا شبيبتك ثم نأخذ منك الجزية وكتب رضي الله عنه الى ماله الا يأخذوا الجزية من شيخ كبير. وفي رواية انه كتب لخازن بيت المال انظر هذا - 00:18:10
غرباء امثاله فوالله ما انصفناه ان اكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم انما الصدقات للفقراء والمساكين والفقراء هم المسلمون وهذا من المساكين من اهل الكتاب. فوضع عنه الجزية وامر له من - 00:18:30
المسلمين. وقال رضي الله عنه من لم يطق الجزية خففوا عنه. ومن عجز فاعينوه. وكتب عمر بن عبدالعزيز الى واليه علي بن عطاء انظر من قبلك من اهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته - 00:18:50
وولت عنه المكاسب لم يعد قادرا على العمل. فاجري عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه. هكذا يتحول ذاته الجزية بموجب نظام التأمين الاجتماعي الاسلامي من دافع للجزية حال شباب - 00:19:10
الى اخذ للصدقة هو اخذ للعون من بيت مال المسلمين. ما اشبه هذه الشرعة حين تكون كذلك ما اشبهها بضريبة التقاعد التي يأخذها الموظفون في بلداننا اليوم. نسأل الله عز وجل - 00:19:30
ان يبصرنا بالحق اينما كان. وان يجعلنا من اتباع الحق. لنا عودة اخرى للحديث عن شبهات اخرى. يثيرها الاخرون عن القرآن العظيم فالله اسأل ان يجعلنا ممن يرى الحق حقا فيتبعه. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين - 00:19:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:10