من القصص النبوي

22 | من القصص النبوي | الشيخ أ.د أحمد النقيب

أحمد النقيب

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى. والصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبي الحبيب محمد وعلى اله واصحابه وازواجه امهات المؤمنين وعلى كل من اتبعه بخير وهدي الى يوم الدين ثم اما بعد - 00:00:00ضَ

اه ايها الاحباب الكرام اه تكلمت مع حضراتكم في اللقاء الفائت في القصة الماضية عن جزء من القصة قصة الرجل الذي توسل الى الله عز وجل آآ ببره لوالديه وانه قدم - 00:00:23ضَ

والديه قدم والديه على زوجه واولاده. الصبية الصغار. اتى بماشيته وحلب الماشية وجعل الحليب في اناء وذهب الى والديه كي يسقيهما فوجدهما نائمين فوقف عند رأسهما ولم يشأ ان يوقظهما حتى طلع الفجر واستيقظ وشرب حلوبهما. وكان اولاده صبية صغار يستغيثون من شدة الجوع لكنه - 00:00:44ضَ

لم يلتفت الى اولاده حتى لا يقدم اولاده على ابويه. كان هو يعني ذلك الرجل واصحابه قد دخلوا هذا الغار وانسد عليهم باب الغار فقال بعضهم لبعض انه لن ينجينا مما نحن فيه الا ان ندعو الله بصالح اعمالنا - 00:01:16ضَ

الاول فعل ما ذكرته لكم فدعا الله عز وجل اللهم ان كنت قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرج الصخرة شيئا يسيرا رأوا منها السماء الا انهم لا يستطيعون الخروج. ما قصة صاحبيه - 00:01:36ضَ

وكيف توسل الى الله عز وجل؟ وما هي اعمالهم الصالحة التي بها آآ فرج الله تعالى عنهم ذلك الكرب قال صاحبه الثاني اللهم انه كانت لي ابنة عم ابنة عم - 00:01:56ضَ

احببتها كاشد ما يحب الرجال النساء تعلق بها دي مسألة صعبة جدا ان الرجل يتعلق بالمرأة يتعلق بالمرأة وقلبه يذهب فرقا وهواء بسبب هذه المرأة ومن شدة تألقي بهذه المرأة - 00:02:21ضَ

طلبت اليها نفسها. طلبت اليها نفسها فابت حتى اتيها بمائة دينار وهناك لفظ انها امتنعت فالمت بها سنة سنة اي آآ اصابها فقر وآآ جوع وجدب وحاجة فاستغل حاجتها الى المال - 00:02:44ضَ

وجمعت مائة دينار. جمع مائة دينار قال فجئتها بها اي جئتوها بهذه الدنانير على ان تخلي بيني وبين نفسها انها فقيرة ومحتاجة وتريد المساعدة فاستغل ذلك الموقف وجمع الدنانير واعطاها المئة دينار - 00:03:10ضَ

على ان تخلي بينها وبين نفسها ما الذي حدث الحدث بيقول فلما وقعت بين رجليها اي تمكن منها وكاد ان يطأها كاد ان يجامعها قالت يا عبدالله طبعا هذا الموقف موقف صعب - 00:03:36ضَ

موقف صعب. واذا كان في ذلك المقام فانه لا يرجع حتى يأتي ما يريد ولكن في هذا المقام الصعب الذي تحركت فيه عواطفه وقاده هواه وليس معه الا الشيطان يؤزه ويهيجه قالت له يا عبدالله اتق الله - 00:04:00ضَ

ولا تفتح الخاتم الا بحقه اي لا تفض بكارتي. ولا تزني بي واتق الله. ذكرته بالله في ذلك المقام سبحان الله ما الذي حدث؟ هل قال لها انت لا تصلحين وهاتي المال الذي اعطيته لك - 00:04:23ضَ

هل لم يلتفت اليها وهجم عليها ليقضي فيها شهوته ومأربه؟ ماذا صنع ذلك الرجل؟ في ذلك المقام الصعب العسير بيقول فقمت عنها فقمت عنها وفي لفظ وهي من احب الناس الي - 00:04:44ضَ

وتركت لها ما اعطيته وتركت لها ما اعطيتها. لم يأخذ منها شيئا. اذا ترك لها المال وانصرف وتركها قال فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة - 00:05:03ضَ

ان كنت فعلت ذلك ابتغى وجهك ابتلاء وجهك فافرج فافرج لنا منها فرجة بيقول ففرج الله لهم اي فرج لهم فرجة لكن لا يستطيعون الخروج من الذي حرك الصخر وباي قوة تحركت الصخر بالدعاء - 00:05:24ضَ

تتحرك الصخر بالدعاء ولكن بدعاء من؟ بدعاء الرجل الصالح الذي يعمل الصالح ابتغاء وجه الله عز وجل ايها الاحباب لابد ان تجتهد في الصالحات فان الباقيات الصالحات خير لك عند الله عز وجل - 00:05:47ضَ

وارجى لك عند الله عز وجل واعظم لك عند الله عز وجل. اذا توسل الاول بالعمل الصالح وهو البر بر الوالدين وتوسل الثاني بماذا؟ بالعفاف وخشيته من الله عز وجل. وانه عندما ذكر تذكر - 00:06:08ضَ

عندما ذكر تذكر في ذلك الموقف اصعب العسر لكن الصخرة لا زالت موجودة. نعم تحركت الصخرة وصاروا ينظرون الى السماء. ودخل من خارج الصخرة الهواء والنور. الا انهم لا يستطيعون الخروج من هذه الصخرة - 00:06:30ضَ

يأتي دور الثالث ما هو ذلك العمل الصالح الذي تقرب به الثالث الى الله عز وجل. ودعاه به وتوسل به اليه قال الاخر اللهم اني كنت استأجرت اجيرا بفرق رز بفرق ارز. الفرق والفرق - 00:06:51ضَ

كلاهما صواب لغتان. والفتح اصوب واصح والفتح اصوب واصح يقول بفرق وبفرق كلاهما صواب والفتح اصواب والفرق اناء يسع ثلاثة اصاباع الاناء بيصع ثلاثة اصاع او صيعان اذا بيشمل ما يقرب من عشرين كيلو. اذا اناء - 00:07:19ضَ

يتحط فيه عشرين كيلو رز. اذا هذا الاجير يعمل عندي وهذا العمل في مقابل في مقابل هذا الفرق هذا الفرق من الارز. اذا كان الارز مثلا الكيلو باتنين تلاتة جنيه. اذا بيشتغل عندي اليومية بخمسين ستين جنيه - 00:07:52ضَ

اذا هذا الاجير يعمل عندي يوميا خمسين ستين جنيه. ما الذي حدث؟ فلما قضى عمله قال اعطني حقي اين حقي اعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه هذا حقك لم يأخذه وتركه وانصرف - 00:08:16ضَ

تركه وانصرف لم يأخذه وتركه وانصرف. اما استصغارا استقلالا فلم ازل ازرعه لمي ازل ازرعه اي زرع هذا الارز الارز زرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها الرعاء هم الرعاة الذين يسوقون البقرة ويتولون البقر - 00:08:40ضَ

ما شاء الله اذا العشرين كيلو رز دول زرعهم وطلع ما شاء الله محصول كبير. بقى المحصول وزرع تاني طل محصول اكبر وهكذا لغاية لما اشترى بقر كثير واصبح عنده بقر ورعاء - 00:09:11ضَ

دعاهما الى ذلك. اذا البقر والرعاة وهذا الخير كله منين؟ من هذا الفرق. من هذا الفلق اليسير الذي تركه صاحبه وانصرف اللي حدث بيقول فاجأني كلمة فاجأني لما لما رجل يزرع فارق - 00:09:26ضَ

رز ويجعل منه غنم ورعاء وما الى ذلك. يبقى كم سنة؟ قل مثلا عشرين تلاتين اربعين سنة. بعد عشرين تلاتين اربعين سنة ده الراجل الايه الاجير سبحان الله يا راجل الاجير. فقال له اتق الله - 00:09:46ضَ

ولا تظلمني حقي. بعد اربعين سنة ولا تلاتين سنة او عشرين سنة بيطالبوا بماذا؟ بحقه؟ يقول له ولا تظلمني حقي قلت اذهب الى تلك البقر ورعائها فخذها. البقر مثلا هذه المئات من الابقار والرعاء - 00:10:06ضَ

القدم ده كله خذ هذا كله فقال اتق الله ولا تهزأ بي انت بتهزأ به! اتق الله! ولا تهزأ بي. انا حقي اربعين خمسين جنيه لكن ما ارى هذا ملايين الملايين - 00:10:33ضَ

اتهزأ بي اتق الله لا تهزأ بي. فقلت اني لا استهزئ بك خذ ذلك البقرة ورعائها سبحان الله! كان ممكن يقول له انت كان حقك كم؟ خمسين ستين جنيه طيب ادي الخمسين ستين جنيه ومني كمان مية جنيه بزيادة اهو. سبحان الله - 00:10:49ضَ

قل ذلك ولكنه ثمر حق ذلك الاجير وكان امينا مع ذلك الاجير. طيب ماذا فعل ذلك الاجير؟ قاله بارك الله فيك. يبقى لك نصف هذا المال ولنصف؟ لا. هذا الاجير - 00:11:08ضَ

يظهر عليه انه كان جشعا كان جشعا ايه اللي حصل؟ قال فاخذه فذهب به. اخذ البقر كله والرعاء اخذ كل شيء وفي لفظ فاستاقه كله ولم يبق منه شيئا. كان ممكن التاني يقول خد يا جدع انت. تقليل الادب ونتيجة لذلك انا لن اعطيك ذلك الشيء - 00:11:23ضَ

حقق خمسين جنيه خد هذا الحق فقط لكنه لم يفعل لان هذا تولد من حقه الاول. اذا كل هذا البقر وكل هذه هذه الخيرات تولدت من الحق الاول فاخذه كله فاستاقوا كله ولم يبق منه شيئا - 00:11:45ضَ

فقال ذلك رجل اللهم ان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي. اي الجزء المتبقي حتى تخرج ففرج الله ما بقي. وفي لفظ فخرجوا يمشون. ما شاء الله. اذا الثالث توسل الى الله عز وجل بماذا؟ بالامانة - 00:12:03ضَ

بالامانة كان رجلا امينا حافظ على حق ذلك الاجير. ولم يضيعه بل نماه. بل نماه وكثره. وجعل منه مالا كثيرا. ثم لم يتطلع الى ذلك المال. ولم يرغب في ذلك المال لانه في الحقيقة متولد من حق ليس له - 00:12:26ضَ

ولذلك نتعلم من هذه القصة ان المسلم لابد ان يجتهد في ضبط اعماله. وان تكون اعماله صالحة وان تكون اعماله صالحة لا ينظر حظ نفسه في هذه الاعمال. لا ينظر حظ نفسه من هذه الاعمال. فان - 00:12:48ضَ

العمر لا يكون صالحا الا اذا ابتغي به وجه الله عز وجل. والا اذا كان على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اذا لابد يكون العامل مشروعا. اتنين لابد ان يبتغى به وجه الله - 00:13:07ضَ

كيف يكون العمل صالحا وهذا فسر به فضيل ابن عياض فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك سادة ربي احدا. اولا لابد ان يكون وفق الشرع الاول توسل ببر الوالدين. والثاني توسل بماذا؟ بالعفاف. بالعفاف والخوف من الله. والثالث توسل بالامانة - 00:13:23ضَ

اذا كلها اعمال مشروعة الشرط الثاني ان تكون الاعمال لوجه الله تعالى خالصة. فلذلك ينبغي على المسلمين ان يجتهدوا في ضبط اعمالهم حتى تكون خالصة على الوجه الله عز وجل صوابا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم. نسأل الله تعالى ان يرزقنا صياما صالحا - 00:13:47ضَ

وان يرزقنا عملا متقبلا وان يتقبل منا الاعمال والصيام والقيام. وصل اللهم على النبي الحبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:14:09ضَ