بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة - 00:00:00
ولا يزالون مختلفين لو شاء ربك ايها الرسول ان يجعل الناس امة واحدة على الحق لفعل لكنه لم يشأ ذلك فلا يزالون مختلفين فيه بسبب اتباع الهوى والبغي وهذه اية عظيمة - 00:00:25
تبين للانسان الحكمة من خلق الخلق وان الله سبحانه وتعالى يبتلي العباد ويمتحنهم وربنا جل جلاله لما كان النعي على الامم الذين لم يقع فيهم من ينهون عن فساد تتبع الاجرام - 00:00:51
وكان الاخبار عن اهلاكهم بانه ليس ظلما من الله وانهم لو كانوا مصلحين لما اهلكوا لما كان ذلك كله قد يثير توهم ان تعاصي الامم عما اراد الله منهم خروج - 00:01:16
عن قبضة القدرة الالهية اعقب ذلك بما يرفع هذا التوهم بان الله سبحانه وتعالى قادر ان يجعلهم امة اذا متفقة على الحق مستمرة عليه كما امرهم ان يكونوا ولكن الله سبحانه وتعالى يختبر العباد حتى يجازي كلا على عمله - 00:01:37
فقال ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. اي لو شاء ربك يا محمد لجعل جميع الناس على ملة واحدة وربنا جل جلاله يقول لو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين - 00:02:00
وربنا يقول ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وربنا يقول ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يظلوا من يشاء ويهدي من يشاء - 00:02:20
ولا تسألن عما كنتم تعملون. فكل انسان يسأل عن عمله وقال هنا ولا يزالون مختلفين اي ولا يزال الناس مختلفين في اديانهم ومذاهبهم وارائهم فالناس يختلفون فربنا جل جلاله يحاسب الجميع - 00:02:38
قال الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وتأمل هنا يقول الاخوة في مركز تفسير الا من رحمهم الله بالتوفيق للهداية فانهم لا يختلفون في توحيد الله سبحانه - 00:03:00
ولذلك الاختبار بالاختلاف خلقهم سبحانه فمنهم شقي وسعيد وتمت كلمة ربك ايها الرسول التي قظاها في الازل بملئ جهنم من اتباع الشيطان من الجن والناس اذا مناسبة هذه الاية لما قبلها - 00:03:24
وهو انه لما اشعر الاختلاف بانه اختلافا في الدين وان معناها العدول عن الحق الى الباطل لان الحق لا يقبل التعدد والاختلاف. عقب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله تعالى الا من رحم ربك - 00:03:45
بمعنى الا من رحمهم الله فهداهم الى الايمان واتباع رسله فانهم لا يختلفون فيما جاءهم من عند ربهم. قال ولذلك خلقهم ايوة للاختلاف بالشقاء والسعادة خلقهم فخلق قوما للاختلاف والشقاء وقوما للرحمة والسعادة. وذلك بحسب ما تقتضيه حكمته عز وجل - 00:04:07
وربنا قال هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وربنا جل جلاله علم ما سيصنعه العباد فكتب ذلك حتى جاء في حديث ابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق - 00:04:35
ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون في ذلك علاقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات - 00:04:53
بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. فربنا جل جلاله يعلم ما سيعمله العباد. وربنا لا يظلم احدا وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. ايوا تم امر الله - 00:05:11
ونفذ قظاؤه بما سبق في علمه ليملأن جهنم بمن يستحقها من الجن والانس اجمعين نعم ولذلك هذه الاية هي اية عظيمة. وتأمل كيف انها قد جاءت في اخر هذه السورة بعد ذكر عدد من الامم الذين اهلكهم الله تعالى - 00:05:30
بسبب اعمالهم فربنا جل جلاله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون بعد هذا قال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك - 00:05:56
وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وكل خبر نقصه عليك ايها الرسول من اخبار الرسل من قبلك نقصه لنثبت به قلبك على الحق ونقويه وجاءك في هذه السورة الحق الذي لا شك فيه - 00:06:11
وجاءتك فيها موعظة للكافرين وذكرى للمؤمنين الذين ينتفعون بالذكرى. اذا ربنا جل جلاله لما ذكر في هذه السورة من اخبار الانبياء ذكر الحكمة في ذلك كله. فقال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك - 00:06:35
اي ونقص عليك يا محمد كل ما تحتاج الى معرفته من اخبار الرسل المتقدمين ما نثبت به قلبك فتزداد ايمانا ويقينا وصبرا على تكذيب قومك كما صبر المرسلون من قبل. وتزداد صبرا على العمل بالطاعات - 00:07:00
وتزداد صبرا على المقدورات المؤلمة وجاءك في هذه الحق اي وجاءك يا محمد في هذه السورة الحق الذي لا شك فيه وموعظة وذكرى للمؤمنين. اي وجاءت في هذه السورة ايضا موعظة من الله - 00:07:23
يتعظ بها المؤمنون اذا سمعوا فيها ما نزل بالامم من العذاب ويحترزون عما اهلكها فتلين قلوبهم لسلوك الحق وتذكير للمؤمنين وربنا جل جلاله قال في سورة يونس يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم - 00:07:38
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وربنا قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ثم قال تعالى وقل للذين لا يؤمنون وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون - 00:08:00
وقل ايها الرسول للذين لا يؤمنون بالله ولا يوحدونه. اعملوا على طريقكم في الاعراض عن الحق والصد عنه انا عاملون على طريقتنا انا عاملون على طريقنا من الثبات عليه والدعوة له والصبر عليه - 00:08:29
اذا لما يعني ذكر الله تعالى الاعذار والانذار والترغيب والترهيب اتبع ذلك بالتهديد والوعيد وايضا فانه عطف على جملة وجاءك في هذه الحق لانها لما اشتملت على ان في هذه القصة ذكرى للمؤمنين امر بان - 00:08:51
يخاطب الذين لا يؤمنون بما فيها خطاب الايس من انتفاعهم بالذكرى الذي لا يعبأ باعراضهم ولا يصده عن دعوته الى الحق تألبهم على باطلهم ومقاومتهم الحق فقالوا قل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. اي وقل يا محمد - 00:09:12
للذين لا يقرون بتوحيد الله ولا يصدقون رسالتك اعملوا على طريقتكم وحالتكم التي انتم عليها وهذا تهديد متمكنين من العمل الذي تعملونه انا مستمرون على العمل بمنهجنا الذي امرنا الله به وهذا ايضا امر للنبي على الثبات وعلى - 00:09:38
ادب المداهنة نعم وانتظروا انا منتظرون وترقبوا ما ينزل بنا انا مترقبون ما ينزل بكم وانتظروا انا منتظرون تأمل هذا النص الجليل. اي وانتظروا ما يحل بنا من رحمة الله. اللهم ارحمنا يا رب في هذه الساعة - 00:10:00
وفي جميع الساعات انا منتظرون ما وعدنا الله من عقوبتكم ونصرنا عليكم وهذا كما في حكاية شعيب لقومه حينما قال ويا قومي اعملوا على مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه - 00:10:25
ومن هو كاذب وارتقبوا اني معكم رقيب ثم قال الله تعالى ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ولله وحده علم ما غاب في السماوات وما غاب في الارض لا يخفى عليه شيء منه - 00:10:48
واليه وحده يرجع الامر جميعه يوم القيامة فاعبده ايها الرسول وحده وتوكل عليه في كل امورك وليس ربك بغافل عما تعملون بل هو عليم به وسيجازي كلا بما عمل وهذه الاية اية عظيمة ينبغي ان - 00:11:18
يستشعر الانسان ما فيها من معاني التوكل ولله غيب السماوات والارض. اي ولله ملك كل ما غاب عن عباده في السماوات والارض وهو العالم بكل ما فيهما من الخفايا والغيوب - 00:11:38
وكل شيء من ملكوت السماوات والارض بيده واليه المنتهى في كل شيء. فينبغي على الانسان ان يرجو الله وحده والنصوص في هذا المعنى كثيرة كما قال تعالى ان الله عالم غيب السماوات والارض انه عليم بذات الصدور - 00:11:56
وربنا قال ان الله يعلم غيب السماوات والارض والله بصير بما تعملون. وتأمل هنا قال واليه يرجع الامر كله. جميع الامور لابد ان ترجع الى الله اي والى الله وحده - 00:12:15
مرجع كل عامل وعمله فيجازيهم يوم القيامة على جميع اعمالهم كما قال تعالى الا الى الله تصير الامور. فمصير كل شيء الى الله تعالى قال فاعبده وتوكل عليه. اي فاعبد الله وحده يا محمد - 00:12:31
وفوض اليه جميع امورك واستعن بالله. وقلنا بان الخطاب للنبي هو خطاب للجميع. فانت مخاطب لهذا اخي المسلم الكريم كما ان نبيك مخاطبا بهذا وما ربك بغافل عما تعملون. اي وما ربك يا محمد بغافل عما تعملون من خير - 00:12:50
وسيجازي كل واحد بعمله. طبعا نبينا لا يعمل الشر في الخطاب يعني من خير يشار لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعمل الا الخير ذكر الاخوة هنا قالوا - 00:13:13
فيما يتعلق من فوائد الايات بيان الحكمة من القصص القرآني وهي تثبيت قلب النبي وموعظة للمؤمنين انفراد الله تعالى بعلم الغيب لا يشرك فيه احد ذكروا فائدتين ثم ذهبوا الى فوائد الامام فوائد سورة يوسف - 00:13:25
وهنا بالامكان النظاف قوله وكل نقص عليك من انباء رسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين يعني في هذه الاية الكريمة ان سماع اخبار الاخيار - 00:13:44
فيه تقوية للعزائم واعانة على اتباع تلك الاثار لان النفوس تأنس بالاقتداء وتنشط على الاعمال وتريد المنافسة لغيرها ويتأيد الحق بذكر شواهده وكثرة من قام به. وهنا لما قال مالك لما قال مالك وابو حنيفة - 00:14:02
رحمهم الله قالوا سير القوم احب الينا من كثير من الفقه ثانيا في قوله وكلا نقص عليك من انباء الرسل والماء من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك يعني فيها ايضا الاعتبار - 00:14:21
ان قصص الرسل بما فيها من حسن صبرهم على اممهم. اجتهادهم على دعائهم الى عبادة الله بالحق وتذكيرهم الخير والشر وما يدعو اليه كل منهما من عاقبة النفع لاجل ان الانسان يثبت على الحق - 00:14:40
ثالثا في قوله ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبدهم وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون يعني هذه الاية الكريمة طبعا من من الايات التي لها تأثير في قلبي وانا اكررها كثيرا - 00:15:01
فهي اية عظيمة دلت على ان علمه محيط بجميع الكائنات كليها وجزئيها حاضرها وغائبها لانه اذا احاط علمه بما غاب فهو بما حظر محيط. اذ علمه تعالى لا يتفاوت. والجملة الثانية - 00:15:22
دلت على القدرة النافلة والمشيئة والجملة الثالثة دلت على الامر بافراد من هذه صفاته بالعبادة الجسدية والقلبية والجملة الرابعة دلت على الامر بالتوكل والجملة الخامسة تضمنت التنبيح على المجازات فربنا لا يضيع طاعة مطيع ولا يهمل حال متمرد - 00:15:38
وهذه الاية تجتمع مع سورة الفاتحة في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين رابعا في قوله فاعبده وتوكل عليه يعني ان الانسان دائما يراقب التوكل فالتوكل لا يصح بغير العبادة - 00:16:02
والاخذ بالاسباب المستطاعة وانما يكون بدونهما هذا هو التمني الكاذب والامال الخادعة كما ان العبادة وهي ما يراد به وجه الله من كل عمل لا تكمن الا بالتوكل الذي يكمن به التوحيد - 00:16:21
اذا صلاح العبد وسعادته في تحقيق معنى اياك نعبد واياك نستعين وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الاصلين في مواضع كثيرة من كتابه ولذلك قال عن نبيه شعيب وما توثيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب - 00:16:40
وايضا وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وقوله وتبتن اليه تبتيلا. رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا وقوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب - 00:17:00
وقال عن ابراهيم ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير اذا هذه الاية الكريمة وجميع ايات القرآن خزائن الله في الارض. فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها كما قال سفيان ابن عيينة - 00:17:22
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:47
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة - 00:00:00
ولا يزالون مختلفين لو شاء ربك ايها الرسول ان يجعل الناس امة واحدة على الحق لفعل لكنه لم يشأ ذلك فلا يزالون مختلفين فيه بسبب اتباع الهوى والبغي وهذه اية عظيمة - 00:00:25
تبين للانسان الحكمة من خلق الخلق وان الله سبحانه وتعالى يبتلي العباد ويمتحنهم وربنا جل جلاله لما كان النعي على الامم الذين لم يقع فيهم من ينهون عن فساد تتبع الاجرام - 00:00:51
وكان الاخبار عن اهلاكهم بانه ليس ظلما من الله وانهم لو كانوا مصلحين لما اهلكوا لما كان ذلك كله قد يثير توهم ان تعاصي الامم عما اراد الله منهم خروج - 00:01:16
عن قبضة القدرة الالهية اعقب ذلك بما يرفع هذا التوهم بان الله سبحانه وتعالى قادر ان يجعلهم امة اذا متفقة على الحق مستمرة عليه كما امرهم ان يكونوا ولكن الله سبحانه وتعالى يختبر العباد حتى يجازي كلا على عمله - 00:01:37
فقال ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. اي لو شاء ربك يا محمد لجعل جميع الناس على ملة واحدة وربنا جل جلاله يقول لو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين - 00:02:00
وربنا يقول ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وربنا يقول ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يظلوا من يشاء ويهدي من يشاء - 00:02:20
ولا تسألن عما كنتم تعملون. فكل انسان يسأل عن عمله وقال هنا ولا يزالون مختلفين اي ولا يزال الناس مختلفين في اديانهم ومذاهبهم وارائهم فالناس يختلفون فربنا جل جلاله يحاسب الجميع - 00:02:38
قال الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وتأمل هنا يقول الاخوة في مركز تفسير الا من رحمهم الله بالتوفيق للهداية فانهم لا يختلفون في توحيد الله سبحانه - 00:03:00
ولذلك الاختبار بالاختلاف خلقهم سبحانه فمنهم شقي وسعيد وتمت كلمة ربك ايها الرسول التي قظاها في الازل بملئ جهنم من اتباع الشيطان من الجن والناس اذا مناسبة هذه الاية لما قبلها - 00:03:24
وهو انه لما اشعر الاختلاف بانه اختلافا في الدين وان معناها العدول عن الحق الى الباطل لان الحق لا يقبل التعدد والاختلاف. عقب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله تعالى الا من رحم ربك - 00:03:45
بمعنى الا من رحمهم الله فهداهم الى الايمان واتباع رسله فانهم لا يختلفون فيما جاءهم من عند ربهم. قال ولذلك خلقهم ايوة للاختلاف بالشقاء والسعادة خلقهم فخلق قوما للاختلاف والشقاء وقوما للرحمة والسعادة. وذلك بحسب ما تقتضيه حكمته عز وجل - 00:04:07
وربنا قال هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وربنا جل جلاله علم ما سيصنعه العباد فكتب ذلك حتى جاء في حديث ابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق - 00:04:35
ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون في ذلك علاقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات - 00:04:53
بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. فربنا جل جلاله يعلم ما سيعمله العباد. وربنا لا يظلم احدا وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. ايوا تم امر الله - 00:05:11
ونفذ قظاؤه بما سبق في علمه ليملأن جهنم بمن يستحقها من الجن والانس اجمعين نعم ولذلك هذه الاية هي اية عظيمة. وتأمل كيف انها قد جاءت في اخر هذه السورة بعد ذكر عدد من الامم الذين اهلكهم الله تعالى - 00:05:30
بسبب اعمالهم فربنا جل جلاله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون بعد هذا قال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك - 00:05:56
وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وكل خبر نقصه عليك ايها الرسول من اخبار الرسل من قبلك نقصه لنثبت به قلبك على الحق ونقويه وجاءك في هذه السورة الحق الذي لا شك فيه - 00:06:11
وجاءتك فيها موعظة للكافرين وذكرى للمؤمنين الذين ينتفعون بالذكرى. اذا ربنا جل جلاله لما ذكر في هذه السورة من اخبار الانبياء ذكر الحكمة في ذلك كله. فقال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك - 00:06:35
اي ونقص عليك يا محمد كل ما تحتاج الى معرفته من اخبار الرسل المتقدمين ما نثبت به قلبك فتزداد ايمانا ويقينا وصبرا على تكذيب قومك كما صبر المرسلون من قبل. وتزداد صبرا على العمل بالطاعات - 00:07:00
وتزداد صبرا على المقدورات المؤلمة وجاءك في هذه الحق اي وجاءك يا محمد في هذه السورة الحق الذي لا شك فيه وموعظة وذكرى للمؤمنين. اي وجاءت في هذه السورة ايضا موعظة من الله - 00:07:23
يتعظ بها المؤمنون اذا سمعوا فيها ما نزل بالامم من العذاب ويحترزون عما اهلكها فتلين قلوبهم لسلوك الحق وتذكير للمؤمنين وربنا جل جلاله قال في سورة يونس يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم - 00:07:38
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وربنا قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ثم قال تعالى وقل للذين لا يؤمنون وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون - 00:08:00
وقل ايها الرسول للذين لا يؤمنون بالله ولا يوحدونه. اعملوا على طريقكم في الاعراض عن الحق والصد عنه انا عاملون على طريقتنا انا عاملون على طريقنا من الثبات عليه والدعوة له والصبر عليه - 00:08:29
اذا لما يعني ذكر الله تعالى الاعذار والانذار والترغيب والترهيب اتبع ذلك بالتهديد والوعيد وايضا فانه عطف على جملة وجاءك في هذه الحق لانها لما اشتملت على ان في هذه القصة ذكرى للمؤمنين امر بان - 00:08:51
يخاطب الذين لا يؤمنون بما فيها خطاب الايس من انتفاعهم بالذكرى الذي لا يعبأ باعراضهم ولا يصده عن دعوته الى الحق تألبهم على باطلهم ومقاومتهم الحق فقالوا قل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. اي وقل يا محمد - 00:09:12
للذين لا يقرون بتوحيد الله ولا يصدقون رسالتك اعملوا على طريقتكم وحالتكم التي انتم عليها وهذا تهديد متمكنين من العمل الذي تعملونه انا مستمرون على العمل بمنهجنا الذي امرنا الله به وهذا ايضا امر للنبي على الثبات وعلى - 00:09:38
ادب المداهنة نعم وانتظروا انا منتظرون وترقبوا ما ينزل بنا انا مترقبون ما ينزل بكم وانتظروا انا منتظرون تأمل هذا النص الجليل. اي وانتظروا ما يحل بنا من رحمة الله. اللهم ارحمنا يا رب في هذه الساعة - 00:10:00
وفي جميع الساعات انا منتظرون ما وعدنا الله من عقوبتكم ونصرنا عليكم وهذا كما في حكاية شعيب لقومه حينما قال ويا قومي اعملوا على مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه - 00:10:25
ومن هو كاذب وارتقبوا اني معكم رقيب ثم قال الله تعالى ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ولله وحده علم ما غاب في السماوات وما غاب في الارض لا يخفى عليه شيء منه - 00:10:48
واليه وحده يرجع الامر جميعه يوم القيامة فاعبده ايها الرسول وحده وتوكل عليه في كل امورك وليس ربك بغافل عما تعملون بل هو عليم به وسيجازي كلا بما عمل وهذه الاية اية عظيمة ينبغي ان - 00:11:18
يستشعر الانسان ما فيها من معاني التوكل ولله غيب السماوات والارض. اي ولله ملك كل ما غاب عن عباده في السماوات والارض وهو العالم بكل ما فيهما من الخفايا والغيوب - 00:11:38
وكل شيء من ملكوت السماوات والارض بيده واليه المنتهى في كل شيء. فينبغي على الانسان ان يرجو الله وحده والنصوص في هذا المعنى كثيرة كما قال تعالى ان الله عالم غيب السماوات والارض انه عليم بذات الصدور - 00:11:56
وربنا قال ان الله يعلم غيب السماوات والارض والله بصير بما تعملون. وتأمل هنا قال واليه يرجع الامر كله. جميع الامور لابد ان ترجع الى الله اي والى الله وحده - 00:12:15
مرجع كل عامل وعمله فيجازيهم يوم القيامة على جميع اعمالهم كما قال تعالى الا الى الله تصير الامور. فمصير كل شيء الى الله تعالى قال فاعبده وتوكل عليه. اي فاعبد الله وحده يا محمد - 00:12:31
وفوض اليه جميع امورك واستعن بالله. وقلنا بان الخطاب للنبي هو خطاب للجميع. فانت مخاطب لهذا اخي المسلم الكريم كما ان نبيك مخاطبا بهذا وما ربك بغافل عما تعملون. اي وما ربك يا محمد بغافل عما تعملون من خير - 00:12:50
وسيجازي كل واحد بعمله. طبعا نبينا لا يعمل الشر في الخطاب يعني من خير يشار لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعمل الا الخير ذكر الاخوة هنا قالوا - 00:13:13
فيما يتعلق من فوائد الايات بيان الحكمة من القصص القرآني وهي تثبيت قلب النبي وموعظة للمؤمنين انفراد الله تعالى بعلم الغيب لا يشرك فيه احد ذكروا فائدتين ثم ذهبوا الى فوائد الامام فوائد سورة يوسف - 00:13:25
وهنا بالامكان النظاف قوله وكل نقص عليك من انباء رسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين يعني في هذه الاية الكريمة ان سماع اخبار الاخيار - 00:13:44
فيه تقوية للعزائم واعانة على اتباع تلك الاثار لان النفوس تأنس بالاقتداء وتنشط على الاعمال وتريد المنافسة لغيرها ويتأيد الحق بذكر شواهده وكثرة من قام به. وهنا لما قال مالك لما قال مالك وابو حنيفة - 00:14:02
رحمهم الله قالوا سير القوم احب الينا من كثير من الفقه ثانيا في قوله وكلا نقص عليك من انباء الرسل والماء من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك يعني فيها ايضا الاعتبار - 00:14:21
ان قصص الرسل بما فيها من حسن صبرهم على اممهم. اجتهادهم على دعائهم الى عبادة الله بالحق وتذكيرهم الخير والشر وما يدعو اليه كل منهما من عاقبة النفع لاجل ان الانسان يثبت على الحق - 00:14:40
ثالثا في قوله ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبدهم وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون يعني هذه الاية الكريمة طبعا من من الايات التي لها تأثير في قلبي وانا اكررها كثيرا - 00:15:01
فهي اية عظيمة دلت على ان علمه محيط بجميع الكائنات كليها وجزئيها حاضرها وغائبها لانه اذا احاط علمه بما غاب فهو بما حظر محيط. اذ علمه تعالى لا يتفاوت. والجملة الثانية - 00:15:22
دلت على القدرة النافلة والمشيئة والجملة الثالثة دلت على الامر بافراد من هذه صفاته بالعبادة الجسدية والقلبية والجملة الرابعة دلت على الامر بالتوكل والجملة الخامسة تضمنت التنبيح على المجازات فربنا لا يضيع طاعة مطيع ولا يهمل حال متمرد - 00:15:38
وهذه الاية تجتمع مع سورة الفاتحة في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين رابعا في قوله فاعبده وتوكل عليه يعني ان الانسان دائما يراقب التوكل فالتوكل لا يصح بغير العبادة - 00:16:02
والاخذ بالاسباب المستطاعة وانما يكون بدونهما هذا هو التمني الكاذب والامال الخادعة كما ان العبادة وهي ما يراد به وجه الله من كل عمل لا تكمن الا بالتوكل الذي يكمن به التوحيد - 00:16:21
اذا صلاح العبد وسعادته في تحقيق معنى اياك نعبد واياك نستعين وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الاصلين في مواضع كثيرة من كتابه ولذلك قال عن نبيه شعيب وما توثيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب - 00:16:40
وايضا وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وقوله وتبتن اليه تبتيلا. رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا وقوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب - 00:17:00
وقال عن ابراهيم ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير اذا هذه الاية الكريمة وجميع ايات القرآن خزائن الله في الارض. فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها كما قال سفيان ابن عيينة - 00:17:22
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:47