شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي

24- التعليق على (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي) أ د سامي الصقير- 21 رجب 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال علي ابن ابي العز الحنفي الدمشقي رحمه الله في شرحه في شرحه للعقيدة الطحاوية - 00:00:00ضَ

فان قيل يشكل على هذا قوله تعالى سيقول السفهاء سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا. الاية وقوله تعالى وقال الذين اشتراك لو شاء رب لو لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء - 00:00:18ضَ

الاية وقوله تعالى وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم. ما لهم بذلك من علم. ان هم الا يخرصون وقد ذمهم الله تعالى حيث جعلوا الشرك كائنا منهم. بمشيئة الله وكذلك ذم ابليس. حيث حيث اضاع - 00:00:37ضَ

الاغواء الى الله تعالى اذ قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض قيل قد اجيب على على هذا باجوبة من احسنها انه انكر عليهم ذلك. لانهم احتجوا بمشيئته على رضاه. على رضاه ومحبته. وقالوا - 00:00:57ضَ

لو كره ذلك وسخطه لما شاء لما شاءه. فجعلوا مشيئته دليل رضاه ورد الله عليهم ذلك او انكر عليهم اعتقادهم اعتقادهم ان مشيئة الله دليل على امره به بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:01:21ضَ

وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اه اما بعد قال رحمه الله فان قيل يشكل على هذا قوله تعالى سيقول سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا - 00:01:44ضَ

الولاية الثانية وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء الى اخره اه فان هذه الايات ظاهرها يدل على ان ما حصل من اغواء لهم كائن بمشيئة الله - 00:01:58ضَ

ومن لازم ذلك ان يكون برضاه وبمحبته ما دام ان الله عز وجل قد شاءه يلزم من ذلك انه احبه ورضيه فكيف يحاسبهم على ذلك ولهذا قال لو كره ذلك وسخطه لما شاء - 00:02:13ضَ

الجواب ذكر اجوبة قال انه انكر عليهم ذلك لانه احتجوا بمشيئة الله على رضاه ومحبته ولا تلازم بين الامرين فقد يشاء الله تعالى امرا لا يحبه لان مشيئته بمعنى الارادة - 00:02:33ضَ

وقد يريد الله عز وجل امرا كونيا بحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ولكنه لا يكون محبوبا عنده ارأيت الكفر والفسوق والمعاصي هذه ارادها الله ايش لكنها ليست محبوبة عنده. هو ارادها وقدرها كونا لكنها ليست محبوبة عنده وانما ارادها لحكمة - 00:02:53ضَ

فلا يلزم من من ارادة الله للشيء ومشيئته للشيء ان يكون محبوبا عنده. لان هناك فرقا بين الارادة القدرية الكونية وبين الارادة الشرعية الارادة الكونية تكون فيما يحبه الله وما لا يحبه - 00:03:22ضَ

ويلزم منها وقوع المراد فما اراده الله كونا فهو واقع وكائن لا محالة الارادة الشرعية ما اراده الله شرعا اولا لا يكون الا فيما يحبه الله وثانيا لا يلزم ان يقع المراد - 00:03:45ضَ

فقد يريد الله عز وجل امرا شرعيا لكنه لا يقع. والله يريد ان يتوب عليكم. ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما الله يحب من عباده التوبة لكن هل هل العباد كلهم تابوا وانابوا؟ لا - 00:04:04ضَ

اذن نقول هنا يقول المؤلف رحمه الله فجعلوا مشيئته دليلا على رضاه فرد الله عليهم ذلك. يعني انه لا تلازم بين الامرين او انه انكر عليهم اعتقادهم ان مشيئة الله دليل على امره به - 00:04:20ضَ

يعني وعنا ما شاءه ان مشيئته دليل على امره به يعني شرعا وليس آآ كونا. نعم قال رحمه الله او انكر عليهم معارضة شرعه وامره الذي ارسل به رسله وانزل به كتبه بقضائه وقدره - 00:04:37ضَ

فجعلوا المشيئة العامة دافعة للامر. فلم يذكروا المشيئة على وجه التوحيد على جهة التوحيد. وانما ذكروها بها لامره دافعين بها لشرعه. كفعل الزنادقة والجهال اذا اذا امروا او نهوا احتجوا بالقدر - 00:04:56ضَ

وقد وقد احتج سارق على عمر. نعم. بعض الزنادقة والجهال اذا احتج عليه بما هو عليه من المعصية والتفريط في امر الله قال هذا امر قد قدره الله عز وجل عليه. وما قدر الله وما شاء الله - 00:05:17ضَ

وما لم يشأ لم يكن قدر الله علي ان اشرب الخمر وعن اتعاطى المخدرات وان افعل الفواحش هذا امر قد قدره الله. قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ولا راد لحكمه ولا معقب لقظائه - 00:05:33ضَ

موب عارف هذي لكن حنا نقولها. نعم فيحتجون يقول اذا نهوا احتجوا بالقدر احتجوا بالقدر يكمل قد احتج وقد احتج سارق على عمر رضي الله عنه بالقدر فقال وانا اقطع يدك بقضاء الله - 00:05:49ضَ

وقدره. طيب. هذا رجل سرق في زمن امير المؤمنين عمر رضي الله عنه فلما اوتي به اليه وامر بقطع يده قال يا امير المؤمنين انما سرقت بقدر الله وقضائه وقال ونحن ايضا نقطع يدك - 00:06:09ضَ

بقضاء الله فقابل احتجاجه احتجاج اخر. نعم والقضاء الشرعي نعم نقطع يدك هو قال انما سرقت بقضاء الله وقدره. قال ونحن ايضا قطعنا لك بقضاء الله وقدره لا عمر رضي الله عنه لا يريد - 00:06:26ضَ

لا يريد الشرع هو قابل احتجاجه بالقدر بالقدر يعني ما دمت انت تقول هذا امر قد قدره الله عز وجل علي ايضا قد قدر الله عز وجل عليك ان تقطع يدك. هذا مراده - 00:06:54ضَ

لا لا يقول وانا اقطع يدك بقضاء الله وقدره يعني بقضائه وقدر الكون معلوم انه اذا قضى فقطع بشرع الله لكن اصل حسن حصول القطع بقضاء الله وقدره يشهد لذلك قوله تعالى في الاية كذلك كذب الذين من قبلهم - 00:07:07ضَ

فعلم ان مرادهم التكذيب فهو من من قبل الفعل. من اين له ان الله لم يقدره اطلع الغيب فان قيل فما تقولون في احتجاج ادم على يعني يقول فهو من قبل الفعل من اين له؟ لماذا؟ يعني كانوا يقولون لماذا - 00:07:35ضَ

الذي يعصي الله عز وجل لماذا لا يقدر نفسه انه مؤمن وهداه الله الى الايمان لماذا يتشاءم على نفسه ويقدر ان الله اراد اظلاله فهمتم؟ نعم. نعم. ولهذا قال اطلع الغيب. هل انت اطلعت على الغيب - 00:07:54ضَ

علمت ان الله عز وجل قدر في الازل ان تكون من الاشقياء لا اذا اعمل اعملوا فكل ميسر فيما خلق الله له؟ فيما خلقه الله له فان قيل فما تقولون في احتجاج ادم على موسى عليهما السلام بالقدر - 00:08:13ضَ

اذ قال له اتلومني على امر قد كتبه الله علي قبل ان اخلق باربعين عاما وشهد النبي صلى الله عليه وسلم ان ادم حج موسى اي غلبه بالحجة قيل نتلقاه بالقبول والسمع والطاعة لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:31ضَ

ولا نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه. كما فعلت القدرية ولا بالتأويلات الباردة. بل الصحيح ان ادم لم احتج بالقضاء والقدر على الذنب. وهو كان اعلم اعلم بربه وذنبه بل احاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر. فانه باطل. وموسى عليه السلام كان اعلم بابيه وبذنب - 00:08:53ضَ

من ان يلوم ادم عليه السلام على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه واجتباه وهداه وانما وقع اللوم على المصيبة التي اخرجت اولاده من الجنة واحتج ادم عليه السلام بالقدر على المصيبة. لا على الخطيئة. فان القدر يحتج به عند المصائب لا عند المعايب - 00:09:20ضَ

وهذا المعنى احسن ما قيل في هذا الحديث. طيب اذا هذا الجواب الاول من الاجوبة عن عن هذا الحديث وهو ان احتجاج ادم لم يحتج بالقدر على على المعصية. وانما احتج بالقدر على المصيبة - 00:09:44ضَ

فهمتم وهذا هذا احد الاجوبة جواب اخر وهو ان الاحتجاج بالقدر على المعصية لا بأس به بعد التوبة منها بعد التوبة منها فاذا تاب واناب لا حرج ان يقول هذا امر قد قدره الله عز وجل عليك - 00:10:03ضَ

لكن هذا بشرط ان يكون بعد التوبة. نعم وهذا المعنى وهذا المعنى احسن ما قيل في هذا الحديث فما قدر من المصائب يجب الاستسلام له. فانه من تمام الرضا بالله ربا. واما الذنوب فليس للعبد ان يذنب. واذا اذنب - 00:10:24ضَ

فعليه ان يستغفر ويتوب. فيتوب من المعايب ويصبر على المصائب. قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق حقوا واستغفر لذنبك. وقال تعالى ان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا واما قول ابليس ربي بما اغويتني انما ذم على احتجاجه بالقدر. لا على اعترافه بالقدر واثباته له - 00:10:46ضَ

الم تسمع قول نوح عليه السلام ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم واليه ترجعون ولقد احسن القائل فما شئت كان وان لم اشأ. وما شئت ان لم تشأ لم يكن. وعن وهب ابن منبه انه قال - 00:11:14ضَ

في القدر فتحيرت. ثم نظرت ثم نظرت فيه فتحيرت. ووجدت اعلم الناس بالقدر اكفهم عنه واجهل الناس بالقدر انطقهم فيه قوله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضله. ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدله - 00:11:36ضَ

قال هذا رد على المعتزلة هذا رد على المعتزلة قولهم بوجوب فعل الاصلح للعبد على الله. وهي مسألة الهدى والاضلال. قالت المعتزلة الهدى من الله. بيان طريق بيان طريق الصواب. والاضلال تسمية العبد ضالة. او حكمه تعالى على العبد - 00:12:01ضَ

بالضلال عند خلق العبد الضلال الضلال فيها الضلال في نفسه. وهذا مبني على اصلهم الفاسد. ان افعال العباد مخلوقة لهم. والدليل على ما فقلناه قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء - 00:12:24ضَ

ولو كان الهدى بيان الطريق لما صح هذا النفي عن نبيه لانه صلى الله عليه وسلم بين الطريق لمن احب ابغض وقوله تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها وقوله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولو كان - 00:12:45ضَ

الهدى من الله البيان وهو عام في كل في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة وكذا قوله تعالى ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين. وقوله وقوله من يشأ الله يضلله. ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم - 00:13:05ضَ

طيب قوله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل من يشاء كما جاء بذلك القرآن ان الله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء بحسب ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى - 00:13:27ضَ

يقول هذا رد على المعتزلة هذا رد على المعتزلة قولهم بوجوب فعل الاصلح للعبد على الله وان الله عز وجل يجب عليه ان يفعل الاصلح للعبد وهو الهداية فهمتم فاوجبوا على الله عز وجل من تلقاء انفسهم - 00:13:45ضَ

الا وهي مسألة الهدى والضلال ومذهب اهل السنة والجماعة انه ليس للعباد ان يوجبوا على على الله عز وجل شيء ومسألة ايضا فعل الاصلح او الصلاح هذي لا نوجبها على الله - 00:14:06ضَ

ولهذا قال رحمه الله في منظومته فلم يجب عليه فعل الاصلح ولا الصلاح ويح من لم يفلح ولم يجب عليه فعل الاصلح ولا الصلاح ويح من لم يفلح فيه رد على - 00:14:24ضَ

المعتزلة في ايجابهم على الله عز وجل ويأتي ان شاء الله المزيد من الكلام غدا ان شاء الله والله اعلم - 00:14:40ضَ