التفريغ
حديث اشتمل على وصيتين عظيمتين. اذا طبقهما العبد نال محبة الله ومحبة الناس الاولى الزهد في الدنيا. والثانية الزهد فيما في ايدي الناس. فالزهد في الدنيا راحة وطمأنينة وسعادة وسبب لاجتماع القلب على عمل الاخرة وهو شعار الانبياء. عليهم الصلاة - 00:00:00ضَ
سلام فان الانبياء كانوا من اهل الزهادة في الدنيا والرغبة في الاخرة. فمن اراد الله به خيرا زهده في الدنيا وحرك قلبه لعمل الاخرة. وفقهه في الدين وبصره بامور نفسه وعيوبها. وقد - 00:00:30ضَ
سورة النصوص في الحث على الزهد في الدنيا. يقول الله عز وجل قل متاع الدنيا قليل. فقال تعالى وما اوتيتم من شي فمتاع الحياة الدنيا وزينتها. وما عند الله خير وابقى. افلا تعقلون؟ انما ينتفع - 00:00:50ضَ
من هذه الوصية من له عقل نافع. ولذا قال تعالى افلا تعقلون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الزهد في الدنيا حتى انه كان يقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة. العيش الحقيقي عيش الاخرة هو العيش الباقي - 00:01:10ضَ
هو العيش الكامل. اما عيش الدنيا فهو فاني. عيش الدنيا مشوب. بالغصص. ولذا جاء في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى ابن عمر وقال له كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل - 00:01:30ضَ
والنصوص في هذا كثيرة. النبي صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا مقبلا على الاخرة هكذا كان اصحابه افلح الزاهدون والعابدون اذ لمولاهم اجاعوا البطون اسهر الاعين الكليلة حبا فانقضى ليلهم وهم قائمون شغلتهم عبادة الله حتى حسب الناس ان فيهم جنونا - 00:01:50ضَ
وليس من شرط الزهد في الدنيا ان يكون الانسان فقيرا. او يتخلى عن الدنيا او ينعزل عن الناس يعيش وحده. فليس هذا من شرطها. نبي الله داود ونبي الله سليمان كان - 00:02:20ضَ
من اهل الزهادة ومع ذلك كان عندهم من الدنيا ما الله به عليم. النبي صلى الله عليه وسلم ازهد الناس ومع ذلك كان عنده تسع نسوة. النبي صلى الله عليه وسلم حث الصحابة على الزهد. ومع ذلك منهم من كان عنده دنيا - 00:02:40ضَ
الحاصل ليس الزهد بترك الدنيا وانما الزهد الحقيقي ان تكون الدنيا بيد العبد ما في قلبه والا تكون هي همه وشغله. وانما ان يكون شغله الاخرة فلا تشغله الدنيا عن طاعة ربه. وانما يستعين بها على مرظاة الله. ويكون راغبا في الاخرة مقبل - 00:03:00ضَ
عليها وان يقصر الامل ويحسن العمل ولا يطلب ما في ايدي الناس - 00:03:30ضَ