تفسير سورة البقرة

25 - تفسير سورة البقرة 2 رجب 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء اخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وان كنتم في ريب مما نزلنا - 00:00:00ضَ

على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى - 00:00:19ضَ

وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه قال الله عز وجل الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم - 00:00:38ضَ

فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون بعد ان امر الله عز وجل الناس بعبادته في الايات السابقة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون بين سبحانه وتعالى منته على عباده - 00:00:55ضَ

فيما من عليهم من جعل الارض فراشا والسماء بناء وما انزل من الثمرات وقال عز وجل الذي جعل لكم الارض فراشا جعل اي خلق وسير والجعل هنا جعل كوني الارض فراشا اي موطأة ممهدة - 00:01:17ضَ

قرارا للجلوس عليها والنوم والبناء والسير والسكن والسماء بناء اي سقفا كالقبة على الارض واودع في هذه السماء الشمس والقمر والنجوم لتكون منافع للعباد كما قال عز وجل وجعلنا السماء سقفا محفوظا - 00:01:44ضَ

وانزل من السماء ماء المراد بالسماء هنا العلو وهو السحاب الذي بين السماء والارض يعني انزل من السماء يعني انزل من السحاب الذي بين السماء والارض كما قال عز وجل والسحاب المسخر بين السماء والارض - 00:02:11ضَ

واخرج به من الثمرات رزقا لكم اخرج به للسببية اي بسببه وهذا يدل على ان الامور مربوطة باسبابها ولكن هذه الاسباب لا تكونوا اسبابا مؤثرة الا باذن الله عز وجل - 00:02:33ضَ

واخرج به من الثمرات رزقا لكم الثمرات جمع ثمرة وجمع الثمرات باعتبار انواعها لان الثمر يختلف هناك ثمر النخل وثمر العنب القمر البرتقال وثمر التفاح الى غير ذلك رزقا لكم - 00:02:59ضَ

اي عطاء الرزق في اللغة بمعنى العطاء والرزق لغة شامل بكل ما يعطى الانسان سواء كان ذلك من حلال ام من حرام حتى ما يحصله السارق والغاصب تعتبر رزقا ولكنه رزق - 00:03:25ضَ

محرم ولهذا قال السفاريني رحمه الله والرزق ما ينفع من حلال وضده تحل عن المحال لانه رازق كل الخلق وليس مخلوقا وليس مخلوق بغير بغير رزق اه رزقا لكم اي عطاء - 00:03:50ضَ

كما قال عز وجل وفي السماء رزقكم وما توعدون فلا تجعلوا لله اندادا. لا تجعلوا اي لا تصيروا ولا هنا ناهية والانجاد جمع ند وهو الشبيه والنظير والمثيل من ناده - 00:04:12ضَ

يناد اذا كان نظيرا له او مكافئا له والمراد بقوله اندادا يعني اندادا في العبادة واعلم ان اتخاذ الند على قسمين القسم الاول ان يجعل لله عز وجل ندا في العبادة - 00:04:38ضَ

الخوف والرجاء والاستغاثة الاستعانة والدعاء وهذا والعياذ بالله شرك اكبر وذنب لا يغفر كما قال عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله الاية - 00:05:02ضَ

والقسم الثاني من اتخاذ الامداد ما كان من الشرك الاصغر التشريك في الالفاظ وهذا له صور متعددة منها الحلف بغير الله فان الحلف بغير الله من اتخاذ الانداد لله عز وجل - 00:05:28ضَ

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وقال لا تحلفوا بابائكم ولا بالانداد الله ولا يجوز الحلف بغير الله كائنا من كان - 00:05:51ضَ

كذلك ايضا قول ما شاء الله وشئت هذا ايضا من اتخاذ الانداد لله وهو نوع من الشرك الاصغر ومنه ايضا يسير الرياء المرائي قد اتخذ ندا مع الله عز وجل - 00:06:10ضَ

لانه شرك في نيته هذا الذي رأى من من اجله وقوله فلا تتخذوا لله اندادا ذكرها سبحانه وتعالى بلفظ الجمع تنبيها على بلاغ على شدة سفههم فانهم يعلمون امتناع الند لله عز وجل - 00:06:29ضَ

فكيف يجعلون له اندادا فاذا كنتم تعلمون انه لا ند له واحدا فكيف تجعلون له اندادا قال وانتم تعلمون. الجملة في موضع نصب على الحال يعني والحال انكم تعلمون انه لا انداد له - 00:06:54ضَ

فهي في موضع نصب على الحال من فاعل تجعل ايها الحال انكم تعلمون انه لا انداد له والمراد بذلك لا عنداد له في الربوبية لانهم يقرون لذلك واقرارهم الربوبية يستلزم - 00:07:16ضَ

افراد الله تعالى بالعبادة لان توحيد الالوهية متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الربوبية متضمن لتوحيد الالوهية في هذه الاية الكريمة فوائد منها اولا بيان بفضل الله تعالى ومنته على عباده حيث جعل لهم الارض فراشا - 00:07:38ضَ

والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لهم ومنها ايضا اثبات الاسباب وانها مؤثرة ولكن تأثير الاسباب انما يكون بامر الله عز وجل والاسباب انما تؤثر - 00:08:06ضَ

وتعمل عملها بامر الله ولكن لا يجوز الانسان ان يعتمد على الاسباب وحدها بل لا بد مع الاسباب ان يفوض الامر الى الله عز وجل لان هذا هو حقيقة التوكل - 00:08:34ضَ

حقيقة التوكل وصدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله وفعل الاسباب فان اختل احدهما فليس متوكلا بل متواكل هو متواكل لانه اذا اعتمد على السبب وحده - 00:08:55ضَ

ولم يفوض امره الى الله فقد طعن في كفاية الله واذا اعتمد على الله عز وجل وحده ولم يفعل السبب فقد طعن في حكمة الله. لان الله جعل لكل شيء - 00:09:23ضَ

سببا فمثلا من يريد الرزق وهو قابع في بيته وجالس في بيته نعم هو فوض امره الى الله لكن لم يفعل السبب فان السماء لا تمطر ذهبا ومن يريد ومن يريد الذرية - 00:09:39ضَ

ولم يفعل السبب من النكاح يقول هذا هذا متواكل وليس متوكلا الذرية ليست بدرا يضعه الانسان ثم ينبت لابد من فعل السبب. فلابد من امرين تفويض الامر الى الله والثاني - 00:09:57ضَ

ان يفعل الاسباب ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مع انه اعظم المتوكلين كان يفعل الاسباب. كان في الحروب يلبس الدروع ويتقي ويلبس ما يتقي به من السهام ضربات السيف الى غير ذلك - 00:10:17ضَ

ومنها ايضا ان الرزق من الله عز وجل واذا كان الرزق من الله فابتغه منه. كما قال عز وجل فابتغوا عند الله الرزق وطلب الرزق يكون في لسان الحال طلب الرزق من الله - 00:10:36ضَ

يكون بلسان الحال وبلسان المقال وان شئت فقلت بالقول والفعل اما بلسان المقال فبسؤال الله عز وجل ان يرزقه من فضله وعطائه واما بلسان حال فان يسعى في اسباب الرزق - 00:11:00ضَ

من الكسب والوظيفة وغير ذلك. ومنها ايضا ان الاصل في جميع الثمرات الحل والاباحة لقوله عز وجل فاخرج به من الثمرات وهذا عام في كل ثمر يخرجه الله عز وجل - 00:11:23ضَ

عليه نقول الاصل في جميع الثمرات الحل والاباحة ومما يؤيد ذلك قول الله تبارك وتعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وقال عز وجل وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه - 00:11:46ضَ

واذا قال قائل ما الضابط فيما يحل من الثمرات وما لا يحل الجواب ان الاصل في الثمرات بل ان الاصل في جميع الاطعمة الحل والاباحة فكل طعام طاهر لا مضرة فيه فهو مباح. فالضابط - 00:12:08ضَ

ان يكون قاهرا وثانيا الا يكون فيه مضرة فخرج بقولنا ان يكون طاهرا النجس والمتنجس الذي اصابته نجاسة ولا يمكن ازالتها منه وخرج بقولنا ما فيه ما لا مضرة فيه ما فيه مضرة - 00:12:33ضَ

السم ونحويه السم وان كان طاهرا لكن لا يجوز اكله ولا تناوله لما فيه من المضرة اذا ضابط ما يجوز اكله او ما يباع اكله عمران اولا ان يكون طاهرا وضده - 00:12:58ضَ

النجس فمثلا لو اكل لحم ميتة ما حكمه حرام لانه نجس حرمت عليكم الميتة والدليل على ان الميتة نجسة قول الله عز وجل قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعمي يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسبوحا او لحم - 00:13:20ضَ

خنزير فانه فيؤخذ من الاية الكريمة ان كل نجس فهو محرم كل نجس فهو محرم ولكن ليس كل محرم يكون نجسا السم محرم ولكنه ليس نجسة القيد الثاني ان يكون - 00:13:44ضَ

لا مضرة فيه فان كان فيه مضرة فانه لا يجوز. والمضرة قد تكون مطلقة وقد تكون مقيدة المضرة المطلقة ما كان ظررا على الجميع السم ماء يضر البدن ونحو ذلك - 00:14:09ضَ

والضرر المقيد ما كان ظرره لشخص دون اخر فمثلا من به مرض سكري ونحوه اكله الحلوى ومبالغته فيه ما حكمه يقول حرام وان كان مباحا من حيث الاصل لكن بالنسبة له يكون فيه - 00:14:37ضَ

ضرر نتبين بهذا ان ما فيه مضرة نوعان ما ضرره مطلق بحيث يكون ضرره عاما يعني ما ضرره عام لكل الناس السم ونحوه والثاني ما ضرره خاص لشخص دون اخر - 00:15:01ضَ

فبعض الاطعمة قد لا تناسب بعض الناس بمعنى انه اذا اكل هذا الطعام او هذا النوع من الطعام تضرر اما بتخمة واما بارتفاع الضغط واما بارتفاع نسبة السكر فحينئذ نقول هذا الطعام بالنسبة لك - 00:15:21ضَ

محرم بانك تلحق الظرر بنفسك وقد قال الله عز وجل ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما وقال ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ويستفاد من هذا الحديث ايضا من هذه الاية الكريمة - 00:15:40ضَ

وجوب افراد وجوب افراد الله عز وجل بالعبادة في قوله فلا تجعلوا لله اندادا ومنها ايضا تحريم اتخاذ الانداد لله عز وجل سواء كان ذلك اندادا في التشريع ام في العبادة - 00:15:57ضَ

التشريع اتخاذ الرهبان والاحبار الذين يحلون ما حرم الله ويحرمون ما احل الله او في العبادة بحيث يحبهم كحب الله فيستغيث بهم ويدعوهم يستعين بهم كاستعانته بالله عز وجل ومنها ايضا ان المشركين - 00:16:21ضَ

كانوا يقرون لتوحيد الربوبية في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم يعلمون ومنها ايضا ان الاقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الاقرار بتوحيد الالوهية لان من كان خالقا مالكا مدبرا هو الذي يستحق ان يكون - 00:16:50ضَ

الها لان لان الذي لا يخلق ولا يملك ولا يتصرف ولا يرزق لا يستحق ان يكون الها فاذا كنتم تقرون ان الله عز وجل هو الخالق الرازق المالك المدبر فاقراركم بربوبيته - 00:17:21ضَ

يستلزم ان تقروا له الالوهية داخل يعني انه يدخل يعني من لازم ذلك الاقرار به. يعني اذا كنت تقر بالربوبية يستلزم هذا ويتضمن يدخل فيه لكن يستلزم ادق اه ايضا من فوائده انه من فوائد الاية - 00:17:43ضَ

انه ينبغي لمن خاطب احدا ان يبين له ما تقوم به الحجة عليه في قولي فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ومنها ايضا ان مخالفة العالم اشد ان مخالفة العالم - 00:18:14ضَ

هي اشد من غيرها مخالفة العالم اشد من غيره لقوله وانتم تعلمون وذلك لان الجاهل قد يكون معذورا في المخالفة فكون العالم الذي عنده علم بالشيء يخالف هذا اب هذا اشد - 00:18:37ضَ

شناعة وقبحا واحق بالتوبيخ ممن يكون جاهلا لماذا؟ لانه قد قامت عليه الحجة واما الجاهل فلم تقم عليه الحجة ولذلك لا ينبغي اللوم والمعاتبة والمحاسبة الا بعد قيام الحجة والتعليم - 00:19:00ضَ

ولهذا من القواعد النبوية في هذا الباب ان يكون التعليم قبل التأديب من القواعد النبوية التي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التعليم قبل التأديب ودليل ذلك اعني التعليم قبل التأديب - 00:19:27ضَ

حديث ما لك بن حويرث رضي الله عنه قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبابة نحوا من نحوا من عشرين شابا وبقوا او مكثوا عند النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين ليلة. يتعلمون منه - 00:19:52ضَ

قال مالك رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم رؤوفا رحيما فلما رأى انا قد اشتقنا الى اهلينا قال لهم ارجعوا الى اهليكم تأمل فعلموهم وادبوهم بدأ بماذا - 00:20:13ضَ

في التعليم لانك اذا علمته قلت لهذا الصبي مثلا او الصغير هذا حرام هذا خطأ اذا خالف حينئذ تكون مخالفته عن علم او عن جهل العلم بخلاف ما اذا فعل ما يلام عليه - 00:20:34ضَ

بخلاف ما اذا خالف عن جهل فانت لم تقم الحجة وهكذا سنة الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين ها لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اذا هذه الاية تشير - 00:20:52ضَ

الى ان مخالفة العالم اشد من مخالفة الجاهل ويتفرع على ذلك التعليم قبل التأديب وهذه مأخوذة من القرآن ومن السنة من القرآن قال الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل - 00:21:10ضَ

وقال عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا واما السنة فمنها حديث اه مالك بن حويلث رضي الله عنه والله اعلم - 00:21:36ضَ