(مكتمل) شرح دفع ايهام الاضطراب للشنقيطي
25- شرح دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لمحمد الامين الشنقيطي | سورة المائدة (٢)
التفريغ
بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في - 00:00:00ضَ
اللقاء المبارك في هذا اليوم هذا اليوم هو اليوم السابع يوم السبت السابع من شهر الله المحرم من عام ستة واربعين واربع مئة والف للهجرة درسنا في كتاب الاضطراب عن ايات الكتاب لمؤلفه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى. وقفنا في لقاء الماضي في سورة المائدة - 00:00:18ضَ
والان نواصل بين ايدينا الاية الثانية والاربعون من السورة وهي قول وهي قوله سبحانه وتعالى فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم. قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله هذه الاية الكريمة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تحاكم اليه اهل الكتاب مخير - 00:00:44ضَ
بين الحكم بينهم والاعراض عنهم وقد جاءت اية اخرى تدل على خلاف ذلك. وهي قول تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله يعني هذه الاية الثانية تدل على اي شيء تدل على الامر - 00:01:08ضَ
وانحكم بينهم بما انزل الله الاية التي قبلها يدل على التخيير فان جاؤوك يتحاكمون اليك فاحكم بينهم او اعرض عنها. يعني اما ان تحكم بينهم بحكم الله وبالعدل او تعرض عنهم وعندهم كتابهم يتحاكمون اليه - 00:01:25ضَ
فانت مخير. اما الاية الثانية فهي تدل على الامر. احكم بينهم. بما انزل الله الشيخ وجوه ان قوله تعالى وان احكم بينهم ناسخ لقوله او اعرض عنهم يعني كأن الاية الاولى التي فيها التخيير نزلت ثم جاءت الاية الاخرى فنسخت الحكم السابق - 00:01:49ضَ
بالحكم ليس هناك تخيير. التخيير انتهى نسخ. هذا على هذا الرأي الذي ذكره وهو قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي وزيد ابن اسلم وعطاء الخرساني وغير واحد قاله ابن كثير - 00:02:20ضَ
وقيل معنا وان احكم اي اذا حكمت بينهم فاحكم بما انزل الله. لا باتباع الهوى وعليه الاية الاولى محكمة وليست منسوخة والعلم عند الله تعالى ولكن الذي يظهر هو الرأي الثاني وهو الارجح - 00:02:40ضَ
لماذا؟ لان الاصل عدم النسخ ولا يصار الى النسخ الا عند التعارض الحقيقي الذي لا يمكن الجمع. فان امكن الجمع فلا نسخ وهنا يمكن الجمع ونقول في الاية الاولى فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم - 00:03:03ضَ
ثم جاءت الاية الثانية تبين كيفية الحكم فان جاؤك فاحكم بينهم بما انزل الله او اعرض عنهم فيمكن الجمع بينهما هذه الطريقة التي ذكرناها وما دام ان الجمع ممكن فلا نصير الى - 00:03:27ضَ
هنا نصير الى الى النسخ واما ما ذكر المؤلف من ان هذا يعني من قول عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة الى اخر من ذكرهم. فنقول النسخ عند المتقدمين اوسع اصطلاحا اصطلاح المتقدمين في النسخ غير اصطلاح المتأخرين. المتأخرون يقولون النسخ رفع الحكم السابق بحكم جديد - 00:03:49ضَ
اما المتقدمون مثل يعني زمن الصحابة والتابعين وهم اوسع يوسعون في النسخ. فيقولون للاية المخصصة ناسخة. والاية المقيدة ناسخة الاية المبينة ناسخة كأنها نسخت الحكم الاول الحكم الاول غير واضح فجاءت هذه وبينت هذا الذي يظهر - 00:04:17ضَ
الله اعلم. طيب ننتقل الى الاية التي تليها. قال المؤلف رحمه الله وهي الاية السادسة بعد المئة قوله او اخران من غيركم هذه في اية الوصية. يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت - 00:04:42ضَ
اذا حضر احدكم الموت قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت اذا اثنان منكم او اخران من غيركم يعني اذا حضر الموت لهذا لهذا الشخص - 00:05:02ضَ
فشهادة بينكم اذا حضر احدكم موت ان يشهد اثنان منكم او اخران من غيركم يقول هذه الاية تدل على قبول شهادة الكفار شهادة قال اثنان منكم او اخران من غيركم - 00:05:23ضَ
طيب يقول هنا تدل على قبول شهادة الكهف او اخران من غيركم اي من غير المسلمين فيقول هنا يقول تدل على قبول شهادة الكفار على الوصية في السفر على الوصية في السفر فان المسافر الذي يضرب في الارض - 00:05:53ضَ
المسافر الذي يضرب في الارض في الغالب ابو غالب اه اذا نزل به الموت قد يكون في في بلاد ليس فيها مسلمين فاذا اراد وحضره الموت واراد ان يوصي فكيف يشهد على وصيته؟ ما في مسلمين فماذا يصنع؟ يشهد الكفار - 00:06:19ضَ
يقول هنا شأن وصية في السفر الوصية اذا حضر انسان الموت واراد ان يوصي وكتب وصيته يشهد عليها من المؤمنين هذا هو الاصل. طيب اذا لم يجد من المؤمنين قال يشهد من الكفار او اخران من غيركم. يقول قد جاءت ايات - 00:06:42ضَ
اخر تدل على خناء ذلك يعني انه لا يشهد الكفار. كقوله انما انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون كيف يشهد اناسا الله سبحانه وتعالى حكم عليهم بانهم كاذبون. وقال تعالى ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا - 00:07:02ضَ
وقال سبحانه فالكافرون قال الشيخ فالكافرون احرى برد شهادتهم ثم قال وقوله واشهدوا ذوي عدل منكم. واستشهدوا شاهدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل امرأتان ممن من الشهداء فدل على ان الشهادة المطلوبة - 00:07:30ضَ
وان يشهد من يثق فيهم. من يثق فيهم وان يكونوا يكون عدولا ان يكونوا عدولا. وان يكونوا من من المسلمين. اما الكافر فليس عدلا وليس فلا تقبل شهادتهم طيب كان الان عندنا عندنا اية المائدة او اخران من غيركم - 00:07:52ضَ
وهم الكفار وايات اخرى تدل على انها لا تقوى الا شهادة المؤمن. كان بينهما في ظاهر الامر التعارض. فكيف نجيب كفر الشيخ والجواب عن هذا الجواب عن هذا على قول من لا يقبل شهادة الكفار - 00:08:18ضَ
على الايصال في السفر انه يقول ان قوله او اخران من غيركم منسوخ بآيات اشتراط العدالة يعني بين الايات هذي نسخ. والذي يقول بقبول شهادتهما يقول هي محكمة مخصصة للعموم - 00:08:36ضَ
غيرها يعني بينهما خصوص وعموم. فنقول الاصل الاصل قبول شهادة المؤمن العدل اخواني الشهادة لا تقبل الا من المؤمن. لكن في هذه الحالة اذا تعذر وجود المؤمن فانه يشهد الكافر فجهالة الكافر تخصيص لعموم شهادة المؤمن - 00:08:56ضَ
يقول هذا الخلاف معروف ووجهه ووجه الجواب على على كلا القولين ظاهر على كل قولين ظاهر يقول واما على قول من قال ان معنى قوله ذوى عدل منكم اي من قبيلتي - 00:09:21ضَ
الموصي وقوله او اخران من غيركم اي من غير قبيلة الموصي من سائر المسلمين فلا يشكان في الاية لانها لا نتحدث عن الكفار ثم قال ولكن جمهور العلماء على ان قولهم من غيركم اي من غير المسلمين. اي في الكفار وان قوله منكم اي من المسلمين - 00:09:40ضَ
وعليه فالجواب ما تقدم. يعني اما بينهما نسخ او بينهما عموم وخصوص والارجح ماذا؟ الارجح ان يكون بينهما عموم وخصوص. لان القول بالنسخ لا نصير اليه الا عند عند التعارض الحقيقي عند عدم الجمع فما دام ان الجمع ممكن وانه لا تعارض بين الايتين فلا - 00:10:10ضَ
يقال بذلك طيب ننتقل للموضوع الذي يليه وهو وهو وهي الاية التاسعة بعد المئة قول الله سبحانه وتعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم؟ قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب. هذه الاية يفهم منها ان الرسل لا يشهدون يوم القيامة على اممهم. لا علم لنا لا نشهد - 00:10:35ضَ
وقد جاءت في وقد جاء في ايات اخر ما يدل على انهم يشهدون على اممهم. كقوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. وقوله تعالى ويوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم من انفسهم. وجئنا بك - 00:11:04ضَ
شهيدا على هؤلاء فهذه الايات تدل على ان الرسل يشهدون واية المائدة تدل انهم لا يشهدون لا علم لنا فكيف نجمع؟ كيف نزيل هذا الاشكال؟ قال الجواب من ثلاثة اوجه - 00:11:28ضَ
الاول وهو اختيار ابن جرير وقال فيه ابن كثير لا شك انه حسن ان المعنى لا علم لنا الا علم انت اعلم به منا فلا علم لنا بالنسبة الى علمك المحيط بكل شيء فنحن وان عرفنا - 00:11:47ضَ
من اجابنا ماذا اجبتم؟ عرفنا من اجابنا من من الامم فانما نعرف الظواهر ولا علم لنا بالبواطن. وانت من مطلع على السرائر. وما تخفي الضمائر. فعلمنا بالنسبة الى علمك كلا علم - 00:12:09ضَ
هذا هو الوجه الاول ان قوله قالوا لا علم لنا اي ليس عندنا علما كعلمك عندنا علم ظاهر اما الاشياء لا نعلم عنها وهذا الذي اختاره ابن جليل الطبري في تفسيره وحسنه ابن كثير - 00:12:28ضَ
طيب الرأي الثاني وبه قال مجاهد والسدي والحسن البصري كما نقله عنه ابن كثير وغيره انهم قالوا لا علم لا لا علم لنا. لماذا؟ قال لما اعتراهم من شدة هول يوم القيامة. ثم زال ذلك عنهم فشهدوا على اممهم - 00:12:48ضَ
يقول لما طال يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اوجبتم؟ قالوا لا علم لنا لشدة الموقف وشدة الهول نسوا ولم يدكروا شيئا يقول الوجه الثالث وهو اضعفها ان معنى قوله ان معنى قوله ماذا اوجبتم؟ اي ماذا عملوا بعدكم - 00:13:08ضَ
وماذا وما احدثوا بعدكم؟ قالوا لا علم لنا نحن لا ندري ما الذي جرى بعد موتنا مثل ما قال عيسى قال وكنت عليه شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم - 00:13:36ضَ
يقول ذكر ابن كثير وغيره هذا القول ولا يخفى بعده ولا يخفى بعده عن ظاهر القرآن يعني هذي الاوجه الثلاثة ذكرها اهل العلم لكن يعني الاقرب الاول والثاني طيب ننتقل للاية الخامسة عشرة من السورة - 00:13:55ضَ
ويقول الله سبحانه وتعالى قال الله اني منزلها اي المعدة ربنا انزل علينا مائدة من السماء. قال قال الله اني انزله عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين - 00:14:18ضَ
قال هذه الاية الكريمة تدل على ان اشد الناس عذابا يوم القيامة من كفر من اصحاب المعدة فاني اعذبه عذابا لا اعذب احدا من العالمين. وقد جاء في بعض الايات ما يوهم خلاف ذلك - 00:14:37ضَ
بقوله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. فالمنافقون اشد الناس عذابا. وكذلك قوم فرعون الذين قال الله فيهم ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فكيف نجمع؟ هل اصحاب المائدة الذين - 00:14:55ضَ
الذين وقع منهم الكفر بها اشد الناس عذابا او نقول المنافقون او نقول يقول الجواب ان اية ادخلوا ال فرعون وكذلك اية ان المنافقين لا منافاة بينهما لان كلا من ال فرعون - 00:15:18ضَ
والمنافقين في اسفل دركات النار في اشد العذاب. وليس في الايتين ما يدل على ان بعضهم اشد فذهب من الاخر هذا بالنسبة لي اه ال فرعون والمنافقون بالنسبة لال فرعون والمنافقين. واما اية المائدة فاني اعذبه - 00:15:44ضَ
فنجيب عنه من وجهين الاول وهو ما قاله الكثير في تفسيره ان المراد للعالمين عالم زمانهم عليه فلا اشكال ونظيره قوله تعالى واني فضلتكم على العالمين كقوله تعالى في مريم اصطفاك على العالمين - 00:16:10ضَ
فكل اية اه وغيرها كثير المراد به عالم زمانهم عالم زمانهم اه يكون فيكون قوله تعالى لا اعذب اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين اي من عالم زمانهم. طيب هذا وجه الوجه - 00:16:36ضَ
ما قاله البعض من ان المراد به العذاب الدنيوي الذي هو مسخهم خنازير يعني عذابا لا اعذب احدا من العالمين اي في الدنيا. بحيث انه يمسحه خنازير لكن الشيخ قال ولكن يدل - 00:16:57ضَ
لانه عذاب الاخرة لكنه يدل على ان المراد بالاية عذاب الاخرة ليس المراد بها عذاب الدنيا فاني اعذب عذابا لا اعذب احدا من العالمين اي في الاخرة يقول مما يدل على ذلك ما رواه ابن جرير عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص انه قال اشد الناس عذابا يوم القيامة. ثلاثة المنافقون - 00:17:23ضَ
ومن كفر من اصحاب المعدة وال فرعون فدل على ان اه ان العذاب الذي توعد الله به اصحاب المائدة ان كفروا بها ان المراد به عذاب الاخرة لا عذاب الدنيا. يعني لا يكون لهذا الرأي وجه. طيب نأخذ الرأي الذي بعده؟ يقول - 00:17:46ضَ
وهذا الاشكال في اصحاب المعدة لا يتوجه الا على القول بنزول المعدة هذا الرأي الثاني يعني الرأي الاول اما ان يكون المقصود بعالم زمانهم او يكون المقصود به ماذا؟ انه عذاب الدنيا - 00:18:09ضَ
وكأن المؤلف يعني ضعف الرأي الثاني ورد عليه بما نقله عن عبد الله بن عمر طيب يقول وهذا الاشكال في اصحاب المائد لا يتوجه الا على القول بنزول المائدة. لان نزول المائدة مختلف في هل نزلت او لم تنزل؟ فبعضهم يقول لم تنزل. وان - 00:18:32ضَ
وبعضهم يقول نزلت. وان بعضهم كفر بعد ان انزلها. اما على قول حسن ومجاهد انهم خافوا من الوعيد فقالوا لا حاجة لنا فلا اشكال ولكن ظاهر قوله تعالى اني منزلها يخالف ذلك. وعلى القول بنزولها لا - 00:18:52ضَ
وجه الاشكال الا اذا ثبت كفر كفر بعضهم كما لا يخفى. يعني هل كفروا او لم يكفروا وبهذا تنتهي مواضع التي ذكرها المؤلف في سورة المائدة وان شاء الله ننتقل لسورة الانعام في لقاء قادم - 00:19:12ضَ
الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:35ضَ