قراءة تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) - (حسب سور القرآن) - كبار العلماء
29 من 114\تفسير سورة العنكبوت\قراءة من تفسير السعدي\عبد الرحمن بن ناصر السعدي\كبار العلماء
المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم فلكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يحتاجون - 00:00:00
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمن الكاذبين. يخبر تعالى عن تمام حكمته وان حكمته لا تقتضي ان كل من قال انه مؤمن. وادعى لنفسه الايمان - 00:00:30
ان يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن. ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم ايمانه وفروعه. فانهم لو كان الامر كذلك لم يتميز الصادق من الكاذب والمحق من المبطل. ولكن سنته وعادته في الاولين. وفي هذه الامة ان يبتليهم بالسراء والضراء - 00:00:50
العسر واليسر والمنشط والمكره والغنى والفقر. وادانة الاعداء عليهم في بعض الاحيان. ومجاهدة الاعداء بالقول والعمل. ونحو ذلك من الفتن التي ترجع كلها الى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة. والشهوات المعارضة للارادة. فمن كان عند ورود الشبهات يثبت - 00:01:10
ايمانه ولا يتزلزل ويدفعها بما معه من الحق. وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية الى المعاصي والذنوب. او الصرفة عن ما امر الله به ورسوله يعمل بمقتضى الايمان ويجاهد شهوته. دل ذلك على صدق ايمانه وصحته. ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه - 00:01:30
وريب وعند اعتراض الشهوات تصرفه الى المعاصي او تصديفه عن الواجبات. دل ذلك على عدم صحة ايمانه وصدقه. والناس في في هذا المقام درجات لا يحصيها الا الله فمستقل ومستكثر. فنسأل الله تعالى ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:01:50
وان يثبت قلوبنا على دينه. فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير. يخرج خبثها وطيبها اي احسب الذين همهم فعل السيئات ارتكاب الجنايات ان اعمالهم ستهمل. وان الله سيغفل عنهم او يفوتونه. فلذلك اقدموا عليها وسهل عليهم عملها - 00:02:10
ساء ما يحكمون. اي ساء حكمهم فانه حكم جائر. لتضمنه انكار قدرة الله وحكمته. وان لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب الله وهم اضعف شيء واعجزه يعني يا ايها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه. المسارع في مرضاته - 00:02:40
ابشر بقرب لقاء الحبيب فانه ات وكل ات انما هو قريب. فتزود للقائه وسر نحوه مستصحبا الرجاء الى الوصول اليه ولكن ما كل من يدعي يعطى بدعواه ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه فان الله سميع للاصوات عليم بالنيات - 00:03:10
فمن كان صادقا في ذلك انا له ما يرجو. ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه. وهو العليم بمن يصلح لحظه ومن لا يصلح. ومن ان الله لغني عن العالمين. ومن جاهد نفسه وشيطانه - 00:03:30
وعدوه الكافر فانما يجاهد لنفسه لان نفعه راجع اليه وثمرته عائدة اليه. والله غني عن العالمين لم يأمرهم بما امرهم به لينتفع به. ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا عليهم. وقد علم ان الاوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها - 00:03:50
الى جهاد لان نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير. وشيطانه ينهاه عنه. وعدوه الكافر يمنعه من اقامة دينه كما ينبغي كل هذا معارضات تحتاج الى مجاهدات وسعي شديد. والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم - 00:04:10
يعني ان الذين من الله عليهم بالايمان والعمل الصالح. سيكفر الله عنهم سيئاتهم. لان الحسنات يذهبن السيئات ولنجزينهم احسن الذي كانوا يعملون. وهي اعمال الخير من واجبات ومستحبات. فهي احسن ما يعمل العبد لانه يعمل المباحات ايضا وغيرها - 00:04:30
يعني وامرنا الانسان ووصيناه بوالديه حسنا. اي ببرهما والاحسان اليهما. بالقول والعمل وان يحافظ على ذلك ولا يعقهما ويسيء اليهما في قوله وعمله. وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم. وليس لاحد علم - 00:05:00
صحة الشرك بالله وهذا تعظيم لامر الشرك. فلا تطعهما فاجازيكم باعمالكم. فبروا والديكم وقدموا طاعتهما. الا على طاعة الله ورسوله. فانها مقدمة على كل شيء. والذين امنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين. اي من امن - 00:05:30
بالله وعمل صالحا فان الله وعده ان يدخله الجنة في جملة عباده الصالحين. من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. كل كن على حسب درجته ومرتبته عند الله. فالايمان الصحيح والعمل الصالح عنوان على سعادة صاحبه. وانه من اهل الرحمن والصالحين - 00:06:00
من عباد الله تعالى لما ذكر تعالى انه لابد ان فحين من ادعى الايمان ليظهر الصادق من الكاذب بين تعالى ان من الناس فريقا لا صبر لهم على المحن ولا ثبات لهم على بعض الزلازل. فقال - 00:06:20
ومن الناس من يقول امنا بالله اذا اوذي في الله بضرب او اخذ مال او تعيير ليرتد عن دينه وليراجع الباطل جعل فتنة الناس كعذاب الله ان يجعلها عن الايمان والثبات عليه. كما ان العذاب صاد عما هو سببه. ولئن جاء نصر من ربك ليقولن - 00:06:40
انا كنا معكم. ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم بانه موافق للهوى. فهذا الصنف من الناس من الذين قال الله فيهم ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه - 00:07:10
خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين. اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين حيث خبركم بهذا الفريق الذي حاله كما وصف لكم فتعرفون بذلك كمال علمه وسعة حكمته الذين امنوا وليعلمن المنافقين. اي فلذلك قدر محنا وابتلاء ليظهر علمه فيهم - 00:07:30
يجازيهم بما ظهر منهم لا بما يعلمه بمجرده. لانهم قد يحتجون على الله انهم لو ابتلوا لثبتوا كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا ولنحن خطاياكم. وما هم بحاملين من خطاياهم يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين الى دينهم. وفي ضمن ذلك - 00:08:00
تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم. فقال وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا. فاتركوا دينكم او بعض واتبعونا في ديننا فاننا نضمن لكم الامر ولنحمل خطاياكم. وهذا الامر ليس بايديهم. فلهذا قال - 00:08:30
كن بحاملين من خطاياهم من شيء انهم لكاذبون. وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل ولو رضي به صاحبه فانه لا يفيد شيئا فان الحق لله. والله تعالى لم يمكن العبد من - 00:08:50
التصرف في حقه الا بامره وحكمه وحكمه الا تزر وازرة وزر اخرى. ولما كان قوله وما هم بحاملين من خطاياه اهم من شيء قد يتوهم منه ايضا ان الكفار الداعين الى كفرهم ونحوهم ممن دعا الى باطله. ليس عليهم الا ذنبهم الذي ارتكبوه - 00:09:10
دون الذنب الذي فعله غيرهم ولو كانوا متسببين فيه. فقال مخبرا عن هذا الوهم وليحملن اثقالهم اي اثقال ذنوبهم التي عملوها واثقالا مع اثقالهم وهي الذنوب التي بسببهم ومن جرائهم. فالذنب الذي فعله التابع لكل من التابع والمتبوع حصته منه. هذا لانه فعله - 00:09:30
والمتبوع لانه تسبب في فعله ودعا اليه. كما ان الحسنة اذا فعلها التابع له اجرها بالمباشرة. وللداعي اجرهم وبالتسبب من الشر وتزينه وقولهم ولنحمل خطاياكم خمسين عاما فاخذهما الطوفان وهم ظالمون. يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبة الامم المكذبة - 00:10:00
وان الله ارسل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة والسلام الى قومه. يدعوهم الى التوحيد وافراد الله بالعبادة. والنهي عن الانداد والاصنام فيهم نبيا داعيا الف سنة الا خمسين عاما. وهو لا يني بدعوتهم ولا يفتر في نصحهم. يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا - 00:10:40
فلم يرشدوا ولم يهتدوا بل استمروا على كفرهم وطغيانهم حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام مع شدة صدره وحلمه فقال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. فاخذهم الطوفان - 00:11:00
اي الماء الذي نزل من السماء بكثرة ونبع من الارض بشدة وهم ظالمون مستحقون للعذاب فالسفينة وجعلناها اية للعالمين. فانجيناه اصحاب السفينة الذين ركبوا معه. اهله ومن امن به وجعلناها اي السفينة او قصة نوح اية للعالمين يعتبرون بها على ان من كذب الرسل اخر امره الهلاك - 00:11:20
من المؤمنين سيجعل الله لهم من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. وجعل الله ايضا السفينة اي جنسها اية للعالمين. يعتبر بها رحمة ربهم الذي قيد لهم اسبابها ويسر لهم امرها. وجعلها تحملهم وتحمل متاعهم من محل الى محل. ومن قطر الى - 00:11:50
قطر. وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوا ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يذكر تعالى انه ارسل خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى قومه يدعوهم الى الله فقال لهم اعبدوا الله اي وحدوه - 00:12:10
واخلصوا له العبادة وامتثلوا ما امركم به. واتقوه ان يغضب عليكم فيعذبكم. وذلك بترك ما يغضبه من المعاصي ذلكم اي عبادة الله وتقواه خير لكم من ترك ذلك. وهذا من باب اطلاق افعال التفضيل. بما ليس في الطرف الاخر منه شيء. فان ترك - 00:12:30
بعبادة الله وترك تقواه لا خير فيه بوجه وانما كانت عبادة الله وتقواه خيرا للناس لانه لا سبيل الى نيل كرامته في الدنيا والاخرة الا بذلك وكل خير يوجد في الدنيا والاخرة. فانه من اثار عبادة الله وتقواه. ان كنتم - 00:12:50
تعلمون ذلك فاعلموا الامور وانظروا ما هو اولى بالايثار. فلما امرهم بعبادة الله وتقواه نهاهم عن عبادة الاصنام. وبين لهم نقصها وعدم استحقاقها للعبودية فقال تنحتونها وتخلقونها بايديكم وتخلقون لها اسماء الالهة وتختلقون الكذب بالامر بعبادتها والتمسك - 00:13:10
ذلك ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند والله الرزق واعبدوه. ان الذين تدعون من دون الله في نقصه. وانه ليس فيه ما يدعو الى عبادته. لا يملكون لكم رزقا - 00:13:40
فكأنه قيل قد بان لنا ان هذه الاوثان مخلوقة ناقصة. لا تملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. وان من وصفه لا يستحق ادنى ادنى ادنى مثقال مثقال مثقال ذرة من العبادة والتأله والقلوب لابد ان تطلب معبودا تألهه وتسأله - 00:14:00
حوائجها فقال حاثا لهم على من يستحق العبادة. فابتغوا عند الله الرزق فانه هو الميسر له. المقدر المجيب لدعوة من دعاه في امر دينه ودنياه واعبدوه وحده لا شريك له لكونه الكامل النافع الضار. المتفرد بالتدبير. واشكروا له وحده - 00:14:20
لكون جميع ما وصل ويصل الى الخلق من النعم فمنه وجميع من دفع ويندفع من النقم عنهم فهو الدافع لها يجازيكم على ما عملتم. وينبئكم بما اسررتم وما اعلنتم. فاحذروا القدوم عليه وانتم على شرككم. وارغبوا فيما يقربكم اليه - 00:14:50
ويثيبكم عند القدوم عليه البلاغ المبين. اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده. او لم يروا كيف يبدء الله الخلق ثم يعيده يوم القيامة. ان ذلك على الله يسير. كما قال الله تعالى وهو - 00:15:10
الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الاخرة. قل لهم ان حصل معهم ريب وشك في الابتداء سيروا في الارض - 00:15:40
وقلوبكم فانظروا كيف بدأ الخلق. فانكم ستجدون امما من الادميين والحيوانات. لا تزال توجد شيئا فشيئا. وتجد هنا النبات والاشجار. كيف تحدث وقتا بعد وقت؟ وتجدون السحاب والرياح ونحوها مستمرة في تجددها. بل الخلق دائما في بدء واعادة - 00:16:00
فانظر اليهم وقت موتتهم الصغرى النوم. وقد هجم عليهم الليل بظلامه فسكنت منهم الحركات وانقطعت منهم الاصوات. وصاروا في فرشهم ومأواهم كالميتين. ثم انهم لم يزالوا على ذلك طول ليلهم. حتى انفلق الاصباح. فانتبهوا من رقدتهم. وبعثوا من موتتهم - 00:16:20
قائلين الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور. ولهذا قال نشأة الاخرة. ثم الله بعد الاعادة ينشئ النشأة الاخرة. وهي النشأة التي لا تقبل موتا ولا نوما وانما هو الخلود والدوام في احدى الدارين - 00:16:40
تعالى لا يعجزها شيء. وكما قدر بها على ابتداء الخلق فقدرته على الاعادة من باب اولى واحرى ويرحم من يشاء. اي هو المنفرد بالحكم الجزائي. وهو اثابة الطائعين وتعذيب العاصين والتنكيل بهم. واليه تقلبون اي ترجعون الى الدار التي بها تجري - 00:17:10
احكام عذابه ورحمته. فاكتسبوا في هذه الدار ما هو من اسباب رحمته من الطاعات. وابتعدوا من اسباب عذابه وهي المعاصي ايا هؤلاء المكذبون المتجرؤون على المعاصي لا تحسبوا انه مغفور عنكم او معجزون لله في الارض ولا في السماء فلا تغرنكم قدرتكم وما - 00:17:40
لكم انفسكم وخدعتكم من النجاة من عذاب الله. فلستم بمعجزين الله في جميع اقطار العالم بالله من ولي ولا نصير. وما لكم من دون الله من ولي يتولاكم. فيحصل لكم مصالح دينكم - 00:18:10
ولا نصير ينصركم في دفع عنكم المكاره اولئك يئسون الرحمة اولئك يئسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم يخبر تعالى من هم الذين الذين زال عنهم الخير وحصل لهم الشر وانهم الذين كفروا به وبرسله وبما جاءوهم به وكذبوا بلقاء الله فليس عندهم الا الدنيا - 00:18:30
فلذلك اقدموا على ما اقدموا عليه من الشرك والمعاصي. لانه ليس في قلوبهم ما يخوفهم من عاقبة ذلك. ولهذا قال تعالى اي فلذلك لم يعملوا سببا واحدا يحصلون به الرحمة. والا لو طمعوا في رحمته - 00:19:10
لعملوا لذلك اعمالا والاياس من رحمة الله من اعظم المحاذير. وهو نوعان. قياس الكفار منها وتركهم جميع سبب يقربهم منها واياس العصاة بسبب كثرة جناياتهم. اوحشتهم فملكت قلوبهم فاحدث لها الاياس - 00:19:30
اولئك لهم عذاب اليم اي مؤلم موجع وكأن هذه الايات معترضات بين كلام ابراهيم عليه السلام لقومه وردهم عليه والله اعلم بذلك اي فما كان مجاوبة قوم ابراهيم ابراهيم حين دعاهم الى ربه. قبول دعوته والاهتداء بنصحه. ورؤية نعمة الله عليهم بارساله اليهم - 00:19:50
وانما كان مجاوبتهم له شر مجاوبة. قالوا اقتلوه او حرقوه اشنع القتلات. وهم اناس مقتدرون لهم السلطان فالقوه في النار فانجاه الله منها. فيعلمون الصحة ما جاء به الرسل وبرهم ونصحهم وبطلان قول من خالفهم وناقضهم. وان المعارضين للرسل كأنهم تواصوا وحث بعضهم بعضا على - 00:20:30
تكذيب وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. وقال لهم ابراهيم في جملة ما قاله من نصحه. انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. اي غاية ذلك مودة في الدنيا - 00:21:00
ستنقطع وتضمحل ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعض ان يتبرأ كل من العابدين والمعبودين من الاخر. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. فكيف يتعلقون بمن يعلم انه يتبرأ من عابديه ويلعنهم. وان مأوى الجميع العابدين والمعبودين النار. وليس احد ينصرهم - 00:21:20
من عذاب الله ولا يدفع عنهم عقابه هو العزيز الحكيم. اي لم يزل ابراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو قومه وهم مستمرون على عنادهم. الا انه امن لهم بدعوته لوط الذي نبأه الله وارسله الى قومه كما سيأتي ذكره. وقال ابراهيم حين رأى ان دعوة قومه لا تفيدهم شيئا - 00:22:00
اني مهاجر الى ربي اي هاجر ارض السوء ومهاجر الى الارض المباركة. وهي الشام انه هو العزيز الذي له القوة وهو يقدر على هدايتكم. ولكنه حكيم ما اقتضت حكمته ذلك. ولما اعتزله - 00:22:30
ثم فارقهم وهم بحالهم لم يذكر الله عنهم انه اهلكهم بعذاب. بل ذكر اعتزاله اياهم وهجرته من بين اظهرهم. فاما ما في الاسرائيليات ان الله تعالى فتح على قومه باب البعوض. فشرب دماءهم واكل لحومهم واتلفهم عن اخرهم. فهذا يتوقف - 00:22:50
الجزم به على الدليل الشرعي ولم يوجد فلو كان الله استأصلهم بالعذاب لذكره كما ذكر اهلاك الامم المكذبة. ولكن لعل من اسرار ذلك ان الخليل عليه السلام من ارحم الخلق وافظلهم واحلمهم واجلهم. فلم يدعوا على قومه كما دعا غيره. ولم يكن الله ليجري بسببه عذابا عاما - 00:23:10
ومما يدل على ذلك انه راجع الملائكة في اهلاك قوم لوط وجادلهم ودافع عنهم وهم ليسوا قومه والله اعلم بالحال ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتابة. ووهبنا له اسحاق - 00:23:30
ويعقوب اي بعدما هاجر الى الشام. وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. فلم يأت بعده نبي الا من ذريته. ولا نزل كتاب الا على ذريته حتى ختموا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين. وهذا من اعظم المناقب والمفاخر ان تكون مواد الهداية والرحمة - 00:23:50
السعادة والفلاح في ذريته. وعلى ايديه مهتدى المهتدون. وامن المؤمنون. وصلح الصالحون. واتينا واجره في الدنيا واتيناه اجره في الدنيا من الزوجة الجميلة فائقة الجمال والرزق واسع والاولاد الذين بهم قرت عينه. ومعرفة الله ومحبته والانابة اليه. وانه في الاخرة لمن الصالحين. بل هو - 00:24:10
محمد صلى الله عليه وسلم. افضل الصالحين على الاطلاق واعلاهم منزلة. فجمع الله له بين سعادة الدنيا والاخرة. ولوطا تقدم لوطا عليه السلام امن لابراهيم وصار من المهتدين به. وقد ذكروا انه ليس من ذرية ابراهيم. وانما هو ابن اخي ابراهيم. فقوله تعالى - 00:24:40
واجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. وان كان عاما فلا يناقض كون لوط نبيا رسولا. وهو ليس من ذريته. لان الاية جيء بها لسياق المدح والثناء على الخليل. وقد اخبر ان لوطن اهتدى على يديه. ومن اهتدى على يديه اكمل ممن اهتدى من ذريته بالنسبة الى فضيلة الهادي - 00:25:10
والله اعلم فارسل الله لوطا الى قومه وكانوا مع شركهم قد جمعوا بين فعل الفاحشة في الذكور وتقطيع السبيل وفشو المنكرات في مجالسهم. فنصحهم لوط عن هذه الامور وبين لهم قبائحها في نفسها وما تؤول اليه من العقوبة البليغة فلم يرعوا ولم يتذكروا - 00:25:30
فايس منهم نبيهم وعلم استحقاقهم العذاب وجزع من شدة تكذيبهم له فدعا عليهم ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا انا مهلك اهل هذه القرية اهلها كانوا ظالمين. قال ربي انصرني على القوم المفسدين. فاستجاب الله دعاءه فارسل الملائكة لاهلاكهم. فمروا بابرة - 00:26:00
ابراهيم قبل وبشروه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. ثم سألهم ابراهيم اين يريدون؟ فاخبروه انهم يريدون اهلاك قوم لوط فجعل يراجعهم ويقول ان امرأته كانت من الغابرين. ان فيها لوطا فقالوا له لننجينهم - 00:26:40
واهله الا امرأته كانت من الغابرين وبهم درعا وقالوا لا تخف ولا تحزن. وقالوا لا تخف ولا تحزن انا منجوك واهلك الا ثم مضوا حتى اتوا لوطا فساءه مجيئهم وضاق بهم ذرعا بحيث انه لم يعرفهم - 00:27:10
وظن انه من جملة ابناء السبيل الضيوف فخاف عليهم من قومه فقالوا له لا تخف ولا تحزن. واخبروه انهم رسل الله انا منزلون يا اهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. ان منزل - 00:27:40
على اهل هذه القرية رجزا. اي عذابا من السماء بما كانوا يفسقون. فامروه ان يسري باهله ليلا. فلما اصبحوا قال الله عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وامطر عليهم حجارة من سجيل متتابعة حتى ابادتهم واهلكتهم فصاروا - 00:28:10
او ثمرا من الاسمار وعبرة من العبر اي تركن من ديار قوم لوط اثارا بينة لقوم يعقلون العبر بقلوبهم فينتفعون بها. كما قال الله تعالى وانكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل افلا تعقلون - 00:28:30
يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر ولا تعسوا في الارض مفسدين. فكذبوه فاخذتهم الرجفة اي وارسلنا الى مدين القبيلة المعروفة المشهورة شعيبا فامرهم بعبادة الله وحدهم لا شريك له والايمان بالبعث ورجائه والعمل له. ونهاهم عن الافساد في الارض ببخس المكاييل والموازين. والسعي بقطع الطرق - 00:29:00
عذبوه فاخذهم عذاب الله ساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم. وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل كانوا مستبصرين. اي وكذلك ما فعلنا بعاد وثمود. وقد علمتم قصصهم وتبين لكم بشيء تشاهدونه بابصاركم - 00:29:30
من مساكنهم واثارهم التي بانوا عنها. وقد جاءتهم رسلهم بالايات البينات المفيدة للبصيرة. فكذبوهم بدلوهم وزين لهم الشيطان اعمالهم حتى ظنوا انها افضل مما جاءتهم به الرسل. وقارون وفنان وهامان - 00:30:00
ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين. وكذلك قارون وفرعون وهامان. حين بعث الله اليه موسى ابن عمران بالايات البينات والبراهين الساطعات. فلم ينقادوا واستكبروا في الارض على عباده - 00:30:20
عباد الله فاذلوهم وعلى الحق فردوه. فلم يقدروا على النجاح حين نزلت بهم العقوبة. وما كانوا سابقين. وما كانوا سابقين الله ولا فائتين بل سلموا واستسلموا. فكلا من هؤلاء الامم - 00:30:40
اخذنا بذنبه على قدره. وبعقوبة مناسبة له. اي عذابا يحسبه كقوم عاد حين ارسل الله عليهم الريح العقيم وسخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. فترى القوم فيها صرع كأنهم اعجاز نخل خاوية - 00:31:00
ومنهم من اخذته الصيحة كقوم صالح ومنهم من خسفنا به الارض كقارون ومنهم من اغرقنا كفرعون وهامان وجنودهما وما كان الله اي ما ينبغي ولا يليق به تعالى ان يظلمهم. لكمال عدله وغناه التام عن جميع الخلق - 00:31:30
لكن كانوا انفسهم يظلمون. منعوها حقها التي هي بصدده. فانها مخلوقة لعبادة الله وحده. فهؤلاء وضعوها في غير موضعها واشغلوها بالشهوات والمعاصي فضروها غاية الضرر من حيث ظنوا انهم ينفعونها - 00:32:00
اولياءك مثل العنكبوت اتخذت بيتا. وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره. يقصد به التعزز والتقوي والنفع. وان الامر بخلاف مقصوده - 00:32:20
فان مثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتا يقيها من الحر والبرد والافات كانوا يعلمون. وان اوهن البيوت اضعفها واوهاها لبيت العنكبوت. فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة. وبيتها من اضعف البيوت فما ازدادت باتخاذه الا ضعفا. كذلك هؤلاء الذين يتخذون من دونه اولياء. فقراء عاجزون من جميع الوجوه - 00:32:40
نتخذ الاولياء من دونه يتعززون بهم ويستنصرونهم. ازدادوا ضعفا الى ضعفهم ووهنا الى وهنهم. فانهم اتكلوا عليهم في كثير من والقوها عليهم وتخلوهم عنها على ان اولئك سيقومون بها فخذلوهم فلم يحصلوا منهم على طائل ولا انالوهم - 00:33:10
من معونته اقل نائل. فلو كانوا يعلمون حقيقة العلم حالهم وحال من اتخذوهم. لم يتخذوهم ولتبرأوا منهم ولتولوا الرب القادر الرحيم الذي اذا تولاه عبده وتوكل عليه كفاه مؤنة دينه ودنياه وازداد قوة الى قوته في قلبه وفي بدنه وحاله - 00:33:30
واعماله. ولما بين نهاية ضعف الهة المشركين ارتقى من هذا الى ما هو ابلغ منه. وانها ليست بشيء. بل هي مجرد اسماء سموها وظنون اعتقدوها وعند التحقيق يتبين للعاقل بطلانها وعدمها. ولهذا قال - 00:33:50
ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء اي انه تعالى يعلم وهو عالم الغيب والشهادة. انه ما يدعون من دون الله شيئا موجودا. ولا اله حقيقة كقوله تعالى - 00:34:10
ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. وقوله وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون. وهو العزيز الحكيم الذي له القوة جميعا. التي - 00:34:30
بها جميع المخلوقات. الحكيم الذي يضع الاشياء مواضعها. الذي احسن كل شيء خلقه. واتقن ما امره وتلك الامثال نضربها للناس اي لاجلهم انتفاعهم وتعليمهم لكونها من الطرق الموضحة للعلوم. ولانها تقرب الامور المعقولة بالامور المحسوسة. فيتضح المعنى المطلوب بسببها - 00:34:50
فهي مصلحة لعموم الناس. ولكن ما يعقلها بفهمها وتدبرها على ما ضربت له وعقلها في القلب الا العالمون. اي اهل العلم الحقيقي الذين وصل العلم الى قلوبهم. وهذا مدح للامثال - 00:35:20
التي يضربها وحث على تدبرها وتعقلها ومدح لمن يعقلها. وانه عنوان على انه من اهل العلم. فعلم ان من لم يعقلها ليس من العالمين. والسبب في ذلك ان الامثال التي يضربها الله في القرآن انما هي للامور الكبار والمطالب العالية. والمسائل - 00:35:40
الجليلة فاهل العلم يعرفون انها اهم من غيرها. لاعتناء الله بها. وحثه عباده على تعقلها وتدبرها. فيبذلون جهدهم في معرفتها واما من لم يعقلها مع اهميتها فان ذلك دليل على انه ليس من اهل العلم. لانه اذا لم يعرف المسائل المهمة - 00:36:00
عدم معرفته غيرها من باب اولى واحرى. ولهذا اكثر ما يضرب الله الامثال في اصول الدين ونحوها اي هو تعالى المنفرد بخلق السماوات على علوها وارتفاعها وسعتها وحسنها وما فيها من الشمس والقمر والكواكب والملائكة والارض وما فيها من الجبال والبحار والبراري والقفار والاشجار ونحوها - 00:36:20
وكل ذلك خلقه بالحق اي لم يخلقها عبثا ولا سدى ولا لغير فائدة وانما خلقها ليقوم امره وشرعه ولتتم نعمته على عباده وليروا من حكمته وقهره وتدبيره. ما يدلهم على انه وحده معبودهم ومحبوبهم والههم. ان في ذلك - 00:36:50
على كثير من المطالب الايمانية اذا تدبرها المؤمن رأى ذلك فيها عيانا اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله وهو هذا الكتاب العظيم. ومعنى تلاوته اتباعه بامتثال ما يأمر به واجتناب ما ينهى عنه. والاهتداء بهداه وتصديق اخباره وتدبر - 00:37:10
معانيه وتلاوة الفاظه. فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه. واذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب علم ان اقامة الدين كله في تلاوة الكتاب فيكون قوله واقم الصلاة من باب عطف الخاص على العام لفضل الصلاة وشرفها واثارها الجميلة وهي - 00:37:50
ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. والفحشاء كل ما اعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس. والمنكر كل معصية تنكرها العقول والفطر. ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ان العبد المقيم لها المتمم لاركانها وشروطها وخشوعها. يستنير قلبه ويتطهر فؤاده. ويزداد ايمانه وتقوى رغبته في الخير - 00:38:10
وتقل او تعدم رغبته في الشر. فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه. تنهى عن الفحشاء والمنكر. فهذا من اعظم مقاصدها وثمراتها. وثمة في الصلاة مقصود اعظم من هذا واكبر. وهو ما اشتملت عليه من ذكر الله بالقلب واللسان والبدن. فان الله تعالى - 00:38:40
انما خلق الخلق لعبادته. وافضل عبادة تقع منهم الصلاة. وفيها من عبوديات الجوارح كلها. ما ليس في غيرها. ولهذا قال ويحتمل انه لما امر بالصلاة ومدحها اخبر ان تعالى خارج الصلاة اكبر من الصلاة. كما هو قول جمهور المفسرين. لكن الاول اولى لان الصلاة افضل من الذكر خارجها - 00:39:00
لانها كما تقدم بنفسها من اكبر الذكر. والله يعلم ما تصنعون من خير وشر. فيجاز على ذلك اكمل الجزاء واوفاه. ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم - 00:39:30
ينهى تعالى عن مجادلة اهل الكتاب اذا كانت من غير بصيرة من المجادل او بغير قاعدة مرضية والا يجادلوا الا بالتي هي احسن بحسن خلق ولطف ولين كلام. ودعوة الى الحق وتحسينه. ورد عن الباطل وتهجينه. باقرب طريق موصل لذلك. والا يكون - 00:39:50
منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو. بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق. الا من ظلم من اهل الكتاب بان ظهر من قصده وحاله لا ارادة له في الحق. وانما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة. فهذا لا فائدة في جداله. لان المقصود منها ضائع - 00:40:10
تمنى بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحدون ونحن له وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد. اي ولتكن مجادلتكم لاهل الكتاب نية على الايمان بما انزل اليكم وانزل اليهم. وعلى الايمان برسولكم ورسولهم. وعلى ان الاله واحد. ولا تكن مناظرتكم اياهم على وجه - 00:40:30
يحصل به القدح في شيء من الكتب الالهية او باحد من الرسل. كما يفعله الجاهل عند مناظرة الخصوم. يقدح بجميع ما معهم من حق فهذا ظلم وخروج عن الواجب واداب النظر. فان الواجب ان يرد ما مع الخصم من الباطل. ويقبل ما معه من الحق. ولا يرد الحق - 00:41:00
لاجل قوله ولو كان كافرا. وايضا فان بناء مناظرة اهل الكتاب على هذا الطريق فيه الزام لهم بالاقرار بالقرآن وبالرسول الذي فانه اذا تكلم في الاصول الدينية التي اتفقت عليها الانبياء والكتب. وتقررت عند المتناظرين وثبتت حقائقهما عندهما. وكانت - 00:41:20
الكتب السابقة والمرسلون مع القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم. قد بينتها ودلت عليها واخبرت بها فانه يلزم التصديق بالكتب كلها والرسل كلهم. وهذا من خصائص الاسلام. فاما ان يقال نؤمن بما دل عليه الكتاب الفلاني دون الكتاب الفلاني. وهو الحق الذي - 00:41:40
تصدق ما قبله فهذا ظلم وجور. وهو يرجع الى قوله بالتكذيب. لانه اذا كذب القرآن الدال عليها المصدق لما بين يديه من التوراة فانه مكذب لما زعم انه به مؤمن. وايضا فان كل طريق تثبت به نبوة اي نبي كان. فان مثلها واعظم منها - 00:42:00
على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وكل شبهة يقدح بها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فان مثلها او اعظم منها يمكن توجيهها الى نبوة غيره. فاذا ثبت بطلانها في غيره فثبوت بطلانها في حقه صلى الله عليه وسلم اظهر واظهر. وقوله - 00:42:20
ونحن له مسلمون. اي منقادون مستسلمون لامره. ومن امن به واتخذه الها. وامن بجميع كتبه ورسله واتقاه وانقاد لله واتبع رسله فهو السعيد. ومن انحرف عن هذا الطريق فهو الشقي - 00:42:40
يؤمنون به. اي وكذلك انزلنا اليك يا محمد هذا الكتاب الكريم المبين ان كل نبأ عظيم الداعية الى كل خلق فاضل وامن كامل. المصدق للكتب السابقة المخبر به الانبياء الاقدمون. فالذين - 00:43:00
اتيناهم الكتاب فعرفوه حق معرفته. ولم يداخلهم حسد وهوى يؤمنون به. لانهم تيقنوا صدقه بما لديه من الموافقات وبما عندهم من البشارات وبما تميزوا به من معرفة الحسن والقبيح والصدق والكذب - 00:43:20
وما يجحد باياتنا الا الكافرون. ومن هؤلاء الموجودين من يؤمن به ايمانا على بصيرة لا عن رغبته ولا رهبته وما يجحد باياتنا الا الكافرون الذين دأبهم الجحود للحق والعبادة له وهذا حصر لمن كفر به. انه لا يكون من احد قصده متابعة الحق. والا فكل من له قصد صحيح فانه لا بد ان يؤمن به - 00:43:40
لما اشتمل عليه من البينات لكل من له عقل او القى السمع وهو شهيد. ومما يدل على صحته انه جاء به هذا النبي الامين. الذي عرف قومه صدقه وامانته ومدخله ومخرجه. وسائر احواله. وهو لا يكتب بيده خطا ولا يقرأ خطا مكتوبا. فاتيانه به في هذه - 00:44:10
الحال من اظهر البينات القاطعة التي لا تقبل الارتياب انه من عند الله العزيز الحميد. ولهذا قال تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لا اغتاب المبطلون. وما - 00:44:30
ما كنت تتلو اي تقرأ من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. اذا لو كنت بهذه الحال فقالوا تعلمه من الكتب السابقة او استنسخه منها. فاما وقد نزل على قلبك كتابا جليلا تحديت به الفصحاء والبلغاء - 00:44:50
الاعداء الالداء ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله. فعجزوا غاية العجز بل ولا حدثتهم انفسهم بالمعارضة لعلمهم ببلاغتهم وفصاحته وان كلام احد من البشر لا يبلغ ان يكون مجاريا له او على منواله. ولهذا قال - 00:45:10
بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون. اي بل هذا القرآن ايات بينات لا خفيات في صدور الذين اوتوا العلم وهم سادة الخلق وعقلاؤهم واولوا الالباب منهم والقمل - 00:45:30
منهم فاذا كان ايات بينات في صدور امثال هؤلاء كانوا حجة على غيرهم. وان كانوا غيرهم لا يضر. ولا يكون ذلك الا ظلما ولهذا قال لانه لا يجحدها الا جاهل تكلم بغير علم - 00:45:50
ولم يقتدي باهل العلم وهو متمكن من معرفته على حقيقته. واما متجاهل عرف انه حق فعانده. وعرف صدقه فخالفه وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما - 00:46:10
اي اعترض هؤلاء الظالمون المكذبون للرسول ولما جاء به. واقترحوا عليه نزول ايات عينوها كقولهم وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا. فتعيين الايات ليس عندهم ولا عند الرسول صلى الله عليه وسلم. فان في ذلك - 00:46:30
تدبيرا مع الله وانه لو كان كذلك وينبغي ان يكون كذلك وليس لاحد من الامر شيء. ولهذا قال عند الله وانما انا نذير مبين. قل انما الايات عند الله ان شاء انزلها او منعها - 00:46:50
وانما انا نذير مبين. وليس لي مرتبة فوق هذه المرتبة. واذا كان القصد بيان الحق من الباطل. فاذا حصل المقصود باي طريق كان اقتراح الايات المعينات على ذلك ظلما وجورا. وتكبرا على الله وعلى الحق. بل لو قدر ان تنزل تلك الايات ويكون في قلوبهم - 00:47:10
انهم لا يؤمنون بالحق الا بها كان ذلك ليس بايمان. وانما ذلك شيء وافق اهواءهم. فامنوا لا لانه حق بل لتلك الايات فاي فائدة حصلت في انزالها على التقدير الفرضي؟ ولما كان المقصود بيان الحق ذكر تعالى طريقه فقال - 00:47:30
انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم اولم يكفهم في علمهم بصدقك وصدق ما جئت به؟ انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. وهذا كلام مختصر جامع فيه من الايات البينات والدلالات الباهرات شيء كثير فانه كما تقدم اتيان الرسول به بمجرده وهو - 00:47:50
وامي من اكبر الايات على صدقه. ثم عجزهم عن معارضته وتحديه اياهم. اية اخرى ثم ظهوره وبروزه جهرا علانية يتلى عليهم ويقال هو من عند الله قد اظهره الرسول وهو في وقت قل فيه انصاره وكثر مخالفوه واعداؤه فلم يخفه - 00:48:20
لم يثني ذلك عزمه بل صرح به على رؤوس الاشهاد. ونادى به بين الحاضر والباد بان هذا كلام ربي. فهل احد يقدر على معارضته او ينطق بمباراته او يستطيع مجاراته. ثم اخباره عن قصص الاولين وانباء السابقين والغيوب المتقدمة والمتأخرة - 00:48:40
مع مطابقته للواقع ثم هيمنته على الكتب المتقدمة وتصحيحه للصحيح ونفي ما ادخل فيها من التحريف والتبديل ثم هدايته سواء السبيل في امره ونهيه. فما امر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به. ولا نهى عن شيء فقال العقل. ليته لم ينه عنه - 00:49:00
بل هو مطابق للعدل والميزان. والحكمة المعقولة لذوي البصائر والعقول. ثم مسايرة ارشاداته وهدايته واحكامه لكل حال وكل تمام بحيث لا تصلح الامور الا به. فجميع ذلك يكفي من اراد تصديق الحق. وعمل على طلب الحق فلا كفى الله من لم يكفه القرآن - 00:49:20
لا شفى الله من لم يشفه الفرقان ومن اهتدى به واكتفى فانه خير له. فلذلك قال وذكرى لقوم يؤمنون. وذلك لما يحصلون فيه من العلم الكثير والخير الغزير وتزكية القلوب والارواح - 00:49:40
وتطهير العقائد وتكميل الاخلاق والفتوحات الالهية والاسرار الربانية كن شهيدا يعلم ما في السماوات والارض. قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا. فانا قد استشهدته فان كنت كذبا احل بي ما به تعتبرون. وان كان انما يؤيدني وينصرني وييسر لي الامور. فلتكفيكم هذه الشهادة الجليلة من الله - 00:50:00
فان وقع في قلوبكم ان شهادته وانتم لم تسمعوه ولم تروه لا تكفي دليلا فانه يعلم ما في السماوات والارض. ومن جملة حالي وحالكم ومقالي لكم فلو كنت متقولا عليه مع علمه بذلك وقدرته على عقوبة لكان قدحا في علمه - 00:50:30
وقدرته وحكمته. كما قال الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون حيث هم خسروا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وحيث فاتهم النعيم المقيم وحيث حصل لهم - 00:50:50
في مقابلة الحق الصحيح كل باطل قبيح. وفي مقابلة النعيم كل عذاب اليم. فخسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ولولا اجل مسمى لجاءه العذاب يخبر تعالى عن جهل المكذبين للرسول وما جاء به. وانهم يقولون استعجالا للعذاب وزيادة تكذيب. متى هذا الوعد ان - 00:51:20
صادقين يقول تعالى ولولا مسمى مضروب لنزوله. ولم يأتي بعد لجاءهم العذاب بسبب تعجيزهم لنا وتكذيبهم الحق. فلو اخذناهم بجهلهم كان كلامهم اسرع لبلائهم وعقوبتهم. ولكن مع ذلك فلا يستبطئون نزوله - 00:51:50
وهم لا يشعرون. فانه سيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فوقع كما اخبر الله تعالى لما قدموا مطرين مفاخرين. ظانين انهم قادرون على مقصودهم. فاهانهم الله وقتل كبارهم. واستوعب جملة اشرارهم. ولم - 00:52:20
وفيهم بيت الا اصابته تلك المصيبة. فاتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا. ونزل بهم وهم لا يشعرون هذا وان لم ينزل عليهم العذاب فان امامهم العذاب الاخروي الذي لا يخلص منهم احد منه. سواء عوجل بعذاب الدنيا او امهل - 00:52:40
ليس لهم عنها معدن ولا متصرف. قد احاطت بهم من كل جانب كما احاطت بهم ذنوبهم وسيئاتهم وكفرهم. وذلك العذاب هو العذاب الشديد من فوقهم ومن تحت ارجلهم. ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون - 00:53:10
فان اعمالكم انقلبت عليكم عذابا. وشملكم العذاب كما شملكم الكفر والذنوب. يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. كل نفس ثم الينا ترجعون والذين امنوا وعملوا الصالحات لنبوأنهم من - 00:53:40
لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من من تحتها الانهار تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نعم اجر العاملين يقول تعالى يا عبادي الذين امنوا بي وصدقوا رسولي ان ارضي واسعة فاياي - 00:54:20
يعبدون فاذا تعذرت عليكم عبادة ربكم في ارض فارتحلوا منها الى ارض اخرى. حيث كانت العبادة لله وحده. فاماكن العبادة ومواضعها واسعة والمعبود واحد. والموت لا بد ان ينزل بكم ثم ترجعون الى ربكم. فيجازي من احسن عبادته وجمع بين الايمان والعمل الصالح - 00:54:50
بانزاله الغرف العالية والمنازل الانيقة الجامعة لما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون فنعم تلك المنازل في جنات النعيم اجر العاملين لله على ربهم يتوكلون. الذين صبروا على عبادة الله وعلى ربهم يتوكلون في ذلك. فصبرهم على عبادة الله - 00:55:10
يقتضي بذل الجهد والطاقة في ذلك. والمحاربة العظيمة للشيطان الذي يدعوهم الى الاخلال بشيء من ذلك. وتوكلهم يقتضي شدة اعتمادهم على الله وحسن ظنهم به. ان يحقق ما عزموا عليه من الاعمال ويكملها. ونص على التوكل وان كان داخلا في الصبر. لان - 00:55:40
انه يحتاج اليه في كل فعل وترك مأمور به. ولا يتم الا به لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم. وهو السميع العليم اي الباري تبارك وتعالى قد تكفل بارزاق الخلائق كلهم. قويهم وعاجزهم. فكم من دابة في الارض ضعيفة القوى - 00:56:00
وضعيفة العقل لا تحمل رزقها ولا تدخره. بل لم تزل لا شيء معها من الرزق. ولا يزال الله يسخر لها الرزق. في كل وقت الله يرزقها واياكم. فكلكم عيال الله القائم برزقكم. كما قام بخلقكم وتدبيركم - 00:56:30
العليم. فلا يخفى عليه خافية ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب انها خافية عليه. كما قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتاب مبين - 00:56:50
انت ممن خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر وسخر الشمس يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم. ولئن سألتهم من نزل من - 00:57:10
سماء ماء ماء ماء ماء فاحيا به الارض من بعد بعد موتها ليكونن الله قل الحمدلله بل اكثرهم لا يعقلون. هذا استدلال على المشركين المكذبين بتوحيد الالهية والعبادة. والزام لهم بما اثبتوه من توحيد الربوبية - 00:57:50
فانت لو سألتهم من خلق السماوات والارض ومن نزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ومن بيده تدبير جميع الاشياء فيقولن الله ليقولن الله وحده ولاعترفوا بعجز الاوثان ومن عبدوه مع الله - 00:58:20
على شيء من ذلك فاعجب لافكهم وكذبهم وعدولهم الى من اقروا بعجزه. وانه لا يستحق ان يدبر شيئا. وسجل عليهم بعدم العقل وانهم السفهاء ضعفاء الاحلام. فهل تجد اضعف عقلا واقل بصيرة ممن اتى الى حجر او قبر ونحوه. وهو يدري انه لا - 00:58:40
ولا يضر ولا يخلق ولا يرزق. ثم صرف له خالص الاخلاص وصافي العبودية. واشركه مع الرب الخالق الرازق النافع الضار. وقل الحمد لله الذي بين الهدى من الضلال. واوضح بطلان ما عليه المشركون. ليحذره الموفقون. وقل الحمد لله الذي خلق العالم العلوي - 00:59:00
والسفلي وقام بتدبيرهم ورزقهم وبسط الرزق على من يشاء وضيقه على من يشاء. حكمة منه ولعلمه بما يصلح عباده وما ينبغي لهم وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب يخبر تعالى عن حالة الدنيا والاخرة. وفي ضمن ذلك التزهيد في الدنيا والتشويق للاخرى. فقال وما هذه الحياة الدنيا في الحقيقة - 00:59:20
الا لهو ولعب تلهو بها القلوب وتلعب بها الابدان. بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات. والشهوات الخالدة للقلوب المعرضة الباهجة للعيون الغافلة المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة. ثم تزول سريعا وتنقضي جميعا ولم يحصل منها محبها الا على - 00:59:50
الندم والحسرة والخسران. واما الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا فانها دار الحيوان اي الحياة الكاملة التي من لوازمها ان تكون ابدان اهلها في غاية القوة وقواهم في غاية الشدة. لانها ابدان وقوى خلقت للحياة. وان يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة - 01:00:10
وتتم به اللذات من مفرحات القلوب والشهوات الابدان. من المآكل والمشارب والمناكح وغير ذلك. مما لا عين رأت لا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لو كانوا يعلمون لو كانوا يعلمون - 01:00:40
ما اثر الدنيا على الاخرة ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان ورغبوا في دار اللهو واللعب. فدل ذلك على ان الذين يعلمون لابد ان يؤثروا الاخرة على الدنيا لما يعلمونه من حالة الدارين - 01:01:00
فلما نجاهم الى البر الى هم يشركون ليكفروا بما اتيناهم قليلا ثم الزم تعالى المشركين باخلاصهم لله تعالى في حالة الشدة عند ركوب البحر من امواجه وخوفهم الهلاك. يتركون اذا اندادهم ويخلصون الدعاء لله وحده لا شريك له. فلما زالت عنهم الشدة ونجا من - 01:01:20
اخلصوا له الدعاء الى البر اشركوا به من لا نجاه من شدة. ولا ازال عنهم مشقة. فهلا اخلصوا لله الدعاء في حال الرخاء والشدة واليسر والعسر ليكونوا مؤمنين به حقا. مستحقين ثوابه مندفعا عنهم عقابه. ولا تشركهم هذا بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من - 01:01:50
بحر ليكون عاقبته كفر ما اتيناهم ومقابلة النعمة بالاساءة. وليكملوا تمتعهم في الدنيا. الذي هو كتمتع الانعام ليس لهم هم الا بطونهم وفروجهم. فسوف يعلمون حين ينتقلون من الدنيا الى الاخرة. شدة - 01:02:10
اسف واليم العقوبة ثم امتن عليهم بحرمه الامن. وانهم اهله في امن وسعة رزق. والناس من حولهم يتخطفون ويخافون. افلا يعبدون الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. افبالبر يؤمنون وهو ما هم عليه من الشرك والاقوال والافعال الباطلة. وبنعمة الله هم يكفرون. فاين ذهبت عقولهم وانسلخت احلامهم - 01:02:30
حيث اثروا الضلال على الهدى والباطل على الحق والشقاء على السعادة. وحيث كانوا اظلم الخلق ومن اظلموا ممن افترى على الله كذبا فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل الى الله. او كذب بالحق لما جاءه على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولكنها - 01:03:10
الظالم العنيد امامه جهنم اليس في جهنم مثوى للكافرين؟ يؤخذ بها منهم الحق ويخزون بها وتكون منزلهم الدائم الذي لا يخرجون منه الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله والذين جاهدوا فينا وهم الذين هاجروا في سبيل الله وجاهدوا اعداءهم - 01:03:40
يبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته. لنهدينهم سبلنا اي الطرق الموصلة الينا. وذلك لانهم محسنون. وان الله لمع المحسنين بالعون والنصر والهداية. دل هذا على ان احرى الناس بموافقة الصواب اهل الجهاد. وعلى ان من احسن فيما امر به اعانه الله - 01:04:20
له اسباب الهداية. وعلى ان من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي. فانه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه امور الهية خارجة عن مدرك اجتهاده. وتيسر له امر العلم. فان طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله. بل هو احد نوعي الجهاد الذي - 01:04:40
لا يقوم به الا خواص الخلق وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين. والجهاد على تعليم امور الدين. وعلى رد نزاع المخالفين للحق ولو كانوا من المسلمين - 01:05:00
التفريغ
المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم فلكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يحتاجون - 00:00:00
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمن الكاذبين. يخبر تعالى عن تمام حكمته وان حكمته لا تقتضي ان كل من قال انه مؤمن. وادعى لنفسه الايمان - 00:00:30
ان يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن. ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم ايمانه وفروعه. فانهم لو كان الامر كذلك لم يتميز الصادق من الكاذب والمحق من المبطل. ولكن سنته وعادته في الاولين. وفي هذه الامة ان يبتليهم بالسراء والضراء - 00:00:50
العسر واليسر والمنشط والمكره والغنى والفقر. وادانة الاعداء عليهم في بعض الاحيان. ومجاهدة الاعداء بالقول والعمل. ونحو ذلك من الفتن التي ترجع كلها الى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة. والشهوات المعارضة للارادة. فمن كان عند ورود الشبهات يثبت - 00:01:10
ايمانه ولا يتزلزل ويدفعها بما معه من الحق. وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية الى المعاصي والذنوب. او الصرفة عن ما امر الله به ورسوله يعمل بمقتضى الايمان ويجاهد شهوته. دل ذلك على صدق ايمانه وصحته. ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه - 00:01:30
وريب وعند اعتراض الشهوات تصرفه الى المعاصي او تصديفه عن الواجبات. دل ذلك على عدم صحة ايمانه وصدقه. والناس في في هذا المقام درجات لا يحصيها الا الله فمستقل ومستكثر. فنسأل الله تعالى ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:01:50
وان يثبت قلوبنا على دينه. فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير. يخرج خبثها وطيبها اي احسب الذين همهم فعل السيئات ارتكاب الجنايات ان اعمالهم ستهمل. وان الله سيغفل عنهم او يفوتونه. فلذلك اقدموا عليها وسهل عليهم عملها - 00:02:10
ساء ما يحكمون. اي ساء حكمهم فانه حكم جائر. لتضمنه انكار قدرة الله وحكمته. وان لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب الله وهم اضعف شيء واعجزه يعني يا ايها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه. المسارع في مرضاته - 00:02:40
ابشر بقرب لقاء الحبيب فانه ات وكل ات انما هو قريب. فتزود للقائه وسر نحوه مستصحبا الرجاء الى الوصول اليه ولكن ما كل من يدعي يعطى بدعواه ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه فان الله سميع للاصوات عليم بالنيات - 00:03:10
فمن كان صادقا في ذلك انا له ما يرجو. ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه. وهو العليم بمن يصلح لحظه ومن لا يصلح. ومن ان الله لغني عن العالمين. ومن جاهد نفسه وشيطانه - 00:03:30
وعدوه الكافر فانما يجاهد لنفسه لان نفعه راجع اليه وثمرته عائدة اليه. والله غني عن العالمين لم يأمرهم بما امرهم به لينتفع به. ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا عليهم. وقد علم ان الاوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها - 00:03:50
الى جهاد لان نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير. وشيطانه ينهاه عنه. وعدوه الكافر يمنعه من اقامة دينه كما ينبغي كل هذا معارضات تحتاج الى مجاهدات وسعي شديد. والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم - 00:04:10
يعني ان الذين من الله عليهم بالايمان والعمل الصالح. سيكفر الله عنهم سيئاتهم. لان الحسنات يذهبن السيئات ولنجزينهم احسن الذي كانوا يعملون. وهي اعمال الخير من واجبات ومستحبات. فهي احسن ما يعمل العبد لانه يعمل المباحات ايضا وغيرها - 00:04:30
يعني وامرنا الانسان ووصيناه بوالديه حسنا. اي ببرهما والاحسان اليهما. بالقول والعمل وان يحافظ على ذلك ولا يعقهما ويسيء اليهما في قوله وعمله. وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم. وليس لاحد علم - 00:05:00
صحة الشرك بالله وهذا تعظيم لامر الشرك. فلا تطعهما فاجازيكم باعمالكم. فبروا والديكم وقدموا طاعتهما. الا على طاعة الله ورسوله. فانها مقدمة على كل شيء. والذين امنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين. اي من امن - 00:05:30
بالله وعمل صالحا فان الله وعده ان يدخله الجنة في جملة عباده الصالحين. من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. كل كن على حسب درجته ومرتبته عند الله. فالايمان الصحيح والعمل الصالح عنوان على سعادة صاحبه. وانه من اهل الرحمن والصالحين - 00:06:00
من عباد الله تعالى لما ذكر تعالى انه لابد ان فحين من ادعى الايمان ليظهر الصادق من الكاذب بين تعالى ان من الناس فريقا لا صبر لهم على المحن ولا ثبات لهم على بعض الزلازل. فقال - 00:06:20
ومن الناس من يقول امنا بالله اذا اوذي في الله بضرب او اخذ مال او تعيير ليرتد عن دينه وليراجع الباطل جعل فتنة الناس كعذاب الله ان يجعلها عن الايمان والثبات عليه. كما ان العذاب صاد عما هو سببه. ولئن جاء نصر من ربك ليقولن - 00:06:40
انا كنا معكم. ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم بانه موافق للهوى. فهذا الصنف من الناس من الذين قال الله فيهم ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه - 00:07:10
خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين. اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين حيث خبركم بهذا الفريق الذي حاله كما وصف لكم فتعرفون بذلك كمال علمه وسعة حكمته الذين امنوا وليعلمن المنافقين. اي فلذلك قدر محنا وابتلاء ليظهر علمه فيهم - 00:07:30
يجازيهم بما ظهر منهم لا بما يعلمه بمجرده. لانهم قد يحتجون على الله انهم لو ابتلوا لثبتوا كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا ولنحن خطاياكم. وما هم بحاملين من خطاياهم يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين الى دينهم. وفي ضمن ذلك - 00:08:00
تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم. فقال وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا. فاتركوا دينكم او بعض واتبعونا في ديننا فاننا نضمن لكم الامر ولنحمل خطاياكم. وهذا الامر ليس بايديهم. فلهذا قال - 00:08:30
كن بحاملين من خطاياهم من شيء انهم لكاذبون. وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل ولو رضي به صاحبه فانه لا يفيد شيئا فان الحق لله. والله تعالى لم يمكن العبد من - 00:08:50
التصرف في حقه الا بامره وحكمه وحكمه الا تزر وازرة وزر اخرى. ولما كان قوله وما هم بحاملين من خطاياه اهم من شيء قد يتوهم منه ايضا ان الكفار الداعين الى كفرهم ونحوهم ممن دعا الى باطله. ليس عليهم الا ذنبهم الذي ارتكبوه - 00:09:10
دون الذنب الذي فعله غيرهم ولو كانوا متسببين فيه. فقال مخبرا عن هذا الوهم وليحملن اثقالهم اي اثقال ذنوبهم التي عملوها واثقالا مع اثقالهم وهي الذنوب التي بسببهم ومن جرائهم. فالذنب الذي فعله التابع لكل من التابع والمتبوع حصته منه. هذا لانه فعله - 00:09:30
والمتبوع لانه تسبب في فعله ودعا اليه. كما ان الحسنة اذا فعلها التابع له اجرها بالمباشرة. وللداعي اجرهم وبالتسبب من الشر وتزينه وقولهم ولنحمل خطاياكم خمسين عاما فاخذهما الطوفان وهم ظالمون. يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبة الامم المكذبة - 00:10:00
وان الله ارسل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة والسلام الى قومه. يدعوهم الى التوحيد وافراد الله بالعبادة. والنهي عن الانداد والاصنام فيهم نبيا داعيا الف سنة الا خمسين عاما. وهو لا يني بدعوتهم ولا يفتر في نصحهم. يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا - 00:10:40
فلم يرشدوا ولم يهتدوا بل استمروا على كفرهم وطغيانهم حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام مع شدة صدره وحلمه فقال ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. فاخذهم الطوفان - 00:11:00
اي الماء الذي نزل من السماء بكثرة ونبع من الارض بشدة وهم ظالمون مستحقون للعذاب فالسفينة وجعلناها اية للعالمين. فانجيناه اصحاب السفينة الذين ركبوا معه. اهله ومن امن به وجعلناها اي السفينة او قصة نوح اية للعالمين يعتبرون بها على ان من كذب الرسل اخر امره الهلاك - 00:11:20
من المؤمنين سيجعل الله لهم من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. وجعل الله ايضا السفينة اي جنسها اية للعالمين. يعتبر بها رحمة ربهم الذي قيد لهم اسبابها ويسر لهم امرها. وجعلها تحملهم وتحمل متاعهم من محل الى محل. ومن قطر الى - 00:11:50
قطر. وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوا ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يذكر تعالى انه ارسل خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى قومه يدعوهم الى الله فقال لهم اعبدوا الله اي وحدوه - 00:12:10
واخلصوا له العبادة وامتثلوا ما امركم به. واتقوه ان يغضب عليكم فيعذبكم. وذلك بترك ما يغضبه من المعاصي ذلكم اي عبادة الله وتقواه خير لكم من ترك ذلك. وهذا من باب اطلاق افعال التفضيل. بما ليس في الطرف الاخر منه شيء. فان ترك - 00:12:30
بعبادة الله وترك تقواه لا خير فيه بوجه وانما كانت عبادة الله وتقواه خيرا للناس لانه لا سبيل الى نيل كرامته في الدنيا والاخرة الا بذلك وكل خير يوجد في الدنيا والاخرة. فانه من اثار عبادة الله وتقواه. ان كنتم - 00:12:50
تعلمون ذلك فاعلموا الامور وانظروا ما هو اولى بالايثار. فلما امرهم بعبادة الله وتقواه نهاهم عن عبادة الاصنام. وبين لهم نقصها وعدم استحقاقها للعبودية فقال تنحتونها وتخلقونها بايديكم وتخلقون لها اسماء الالهة وتختلقون الكذب بالامر بعبادتها والتمسك - 00:13:10
ذلك ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند والله الرزق واعبدوه. ان الذين تدعون من دون الله في نقصه. وانه ليس فيه ما يدعو الى عبادته. لا يملكون لكم رزقا - 00:13:40
فكأنه قيل قد بان لنا ان هذه الاوثان مخلوقة ناقصة. لا تملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. وان من وصفه لا يستحق ادنى ادنى ادنى مثقال مثقال مثقال ذرة من العبادة والتأله والقلوب لابد ان تطلب معبودا تألهه وتسأله - 00:14:00
حوائجها فقال حاثا لهم على من يستحق العبادة. فابتغوا عند الله الرزق فانه هو الميسر له. المقدر المجيب لدعوة من دعاه في امر دينه ودنياه واعبدوه وحده لا شريك له لكونه الكامل النافع الضار. المتفرد بالتدبير. واشكروا له وحده - 00:14:20
لكون جميع ما وصل ويصل الى الخلق من النعم فمنه وجميع من دفع ويندفع من النقم عنهم فهو الدافع لها يجازيكم على ما عملتم. وينبئكم بما اسررتم وما اعلنتم. فاحذروا القدوم عليه وانتم على شرككم. وارغبوا فيما يقربكم اليه - 00:14:50
ويثيبكم عند القدوم عليه البلاغ المبين. اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده. او لم يروا كيف يبدء الله الخلق ثم يعيده يوم القيامة. ان ذلك على الله يسير. كما قال الله تعالى وهو - 00:15:10
الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الاخرة. قل لهم ان حصل معهم ريب وشك في الابتداء سيروا في الارض - 00:15:40
وقلوبكم فانظروا كيف بدأ الخلق. فانكم ستجدون امما من الادميين والحيوانات. لا تزال توجد شيئا فشيئا. وتجد هنا النبات والاشجار. كيف تحدث وقتا بعد وقت؟ وتجدون السحاب والرياح ونحوها مستمرة في تجددها. بل الخلق دائما في بدء واعادة - 00:16:00
فانظر اليهم وقت موتتهم الصغرى النوم. وقد هجم عليهم الليل بظلامه فسكنت منهم الحركات وانقطعت منهم الاصوات. وصاروا في فرشهم ومأواهم كالميتين. ثم انهم لم يزالوا على ذلك طول ليلهم. حتى انفلق الاصباح. فانتبهوا من رقدتهم. وبعثوا من موتتهم - 00:16:20
قائلين الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور. ولهذا قال نشأة الاخرة. ثم الله بعد الاعادة ينشئ النشأة الاخرة. وهي النشأة التي لا تقبل موتا ولا نوما وانما هو الخلود والدوام في احدى الدارين - 00:16:40
تعالى لا يعجزها شيء. وكما قدر بها على ابتداء الخلق فقدرته على الاعادة من باب اولى واحرى ويرحم من يشاء. اي هو المنفرد بالحكم الجزائي. وهو اثابة الطائعين وتعذيب العاصين والتنكيل بهم. واليه تقلبون اي ترجعون الى الدار التي بها تجري - 00:17:10
احكام عذابه ورحمته. فاكتسبوا في هذه الدار ما هو من اسباب رحمته من الطاعات. وابتعدوا من اسباب عذابه وهي المعاصي ايا هؤلاء المكذبون المتجرؤون على المعاصي لا تحسبوا انه مغفور عنكم او معجزون لله في الارض ولا في السماء فلا تغرنكم قدرتكم وما - 00:17:40
لكم انفسكم وخدعتكم من النجاة من عذاب الله. فلستم بمعجزين الله في جميع اقطار العالم بالله من ولي ولا نصير. وما لكم من دون الله من ولي يتولاكم. فيحصل لكم مصالح دينكم - 00:18:10
ولا نصير ينصركم في دفع عنكم المكاره اولئك يئسون الرحمة اولئك يئسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم يخبر تعالى من هم الذين الذين زال عنهم الخير وحصل لهم الشر وانهم الذين كفروا به وبرسله وبما جاءوهم به وكذبوا بلقاء الله فليس عندهم الا الدنيا - 00:18:30
فلذلك اقدموا على ما اقدموا عليه من الشرك والمعاصي. لانه ليس في قلوبهم ما يخوفهم من عاقبة ذلك. ولهذا قال تعالى اي فلذلك لم يعملوا سببا واحدا يحصلون به الرحمة. والا لو طمعوا في رحمته - 00:19:10
لعملوا لذلك اعمالا والاياس من رحمة الله من اعظم المحاذير. وهو نوعان. قياس الكفار منها وتركهم جميع سبب يقربهم منها واياس العصاة بسبب كثرة جناياتهم. اوحشتهم فملكت قلوبهم فاحدث لها الاياس - 00:19:30
اولئك لهم عذاب اليم اي مؤلم موجع وكأن هذه الايات معترضات بين كلام ابراهيم عليه السلام لقومه وردهم عليه والله اعلم بذلك اي فما كان مجاوبة قوم ابراهيم ابراهيم حين دعاهم الى ربه. قبول دعوته والاهتداء بنصحه. ورؤية نعمة الله عليهم بارساله اليهم - 00:19:50
وانما كان مجاوبتهم له شر مجاوبة. قالوا اقتلوه او حرقوه اشنع القتلات. وهم اناس مقتدرون لهم السلطان فالقوه في النار فانجاه الله منها. فيعلمون الصحة ما جاء به الرسل وبرهم ونصحهم وبطلان قول من خالفهم وناقضهم. وان المعارضين للرسل كأنهم تواصوا وحث بعضهم بعضا على - 00:20:30
تكذيب وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. وقال لهم ابراهيم في جملة ما قاله من نصحه. انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. اي غاية ذلك مودة في الدنيا - 00:21:00
ستنقطع وتضمحل ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعض ان يتبرأ كل من العابدين والمعبودين من الاخر. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. فكيف يتعلقون بمن يعلم انه يتبرأ من عابديه ويلعنهم. وان مأوى الجميع العابدين والمعبودين النار. وليس احد ينصرهم - 00:21:20
من عذاب الله ولا يدفع عنهم عقابه هو العزيز الحكيم. اي لم يزل ابراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو قومه وهم مستمرون على عنادهم. الا انه امن لهم بدعوته لوط الذي نبأه الله وارسله الى قومه كما سيأتي ذكره. وقال ابراهيم حين رأى ان دعوة قومه لا تفيدهم شيئا - 00:22:00
اني مهاجر الى ربي اي هاجر ارض السوء ومهاجر الى الارض المباركة. وهي الشام انه هو العزيز الذي له القوة وهو يقدر على هدايتكم. ولكنه حكيم ما اقتضت حكمته ذلك. ولما اعتزله - 00:22:30
ثم فارقهم وهم بحالهم لم يذكر الله عنهم انه اهلكهم بعذاب. بل ذكر اعتزاله اياهم وهجرته من بين اظهرهم. فاما ما في الاسرائيليات ان الله تعالى فتح على قومه باب البعوض. فشرب دماءهم واكل لحومهم واتلفهم عن اخرهم. فهذا يتوقف - 00:22:50
الجزم به على الدليل الشرعي ولم يوجد فلو كان الله استأصلهم بالعذاب لذكره كما ذكر اهلاك الامم المكذبة. ولكن لعل من اسرار ذلك ان الخليل عليه السلام من ارحم الخلق وافظلهم واحلمهم واجلهم. فلم يدعوا على قومه كما دعا غيره. ولم يكن الله ليجري بسببه عذابا عاما - 00:23:10
ومما يدل على ذلك انه راجع الملائكة في اهلاك قوم لوط وجادلهم ودافع عنهم وهم ليسوا قومه والله اعلم بالحال ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتابة. ووهبنا له اسحاق - 00:23:30
ويعقوب اي بعدما هاجر الى الشام. وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. فلم يأت بعده نبي الا من ذريته. ولا نزل كتاب الا على ذريته حتى ختموا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين. وهذا من اعظم المناقب والمفاخر ان تكون مواد الهداية والرحمة - 00:23:50
السعادة والفلاح في ذريته. وعلى ايديه مهتدى المهتدون. وامن المؤمنون. وصلح الصالحون. واتينا واجره في الدنيا واتيناه اجره في الدنيا من الزوجة الجميلة فائقة الجمال والرزق واسع والاولاد الذين بهم قرت عينه. ومعرفة الله ومحبته والانابة اليه. وانه في الاخرة لمن الصالحين. بل هو - 00:24:10
محمد صلى الله عليه وسلم. افضل الصالحين على الاطلاق واعلاهم منزلة. فجمع الله له بين سعادة الدنيا والاخرة. ولوطا تقدم لوطا عليه السلام امن لابراهيم وصار من المهتدين به. وقد ذكروا انه ليس من ذرية ابراهيم. وانما هو ابن اخي ابراهيم. فقوله تعالى - 00:24:40
واجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. وان كان عاما فلا يناقض كون لوط نبيا رسولا. وهو ليس من ذريته. لان الاية جيء بها لسياق المدح والثناء على الخليل. وقد اخبر ان لوطن اهتدى على يديه. ومن اهتدى على يديه اكمل ممن اهتدى من ذريته بالنسبة الى فضيلة الهادي - 00:25:10
والله اعلم فارسل الله لوطا الى قومه وكانوا مع شركهم قد جمعوا بين فعل الفاحشة في الذكور وتقطيع السبيل وفشو المنكرات في مجالسهم. فنصحهم لوط عن هذه الامور وبين لهم قبائحها في نفسها وما تؤول اليه من العقوبة البليغة فلم يرعوا ولم يتذكروا - 00:25:30
فايس منهم نبيهم وعلم استحقاقهم العذاب وجزع من شدة تكذيبهم له فدعا عليهم ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا انا مهلك اهل هذه القرية اهلها كانوا ظالمين. قال ربي انصرني على القوم المفسدين. فاستجاب الله دعاءه فارسل الملائكة لاهلاكهم. فمروا بابرة - 00:26:00
ابراهيم قبل وبشروه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. ثم سألهم ابراهيم اين يريدون؟ فاخبروه انهم يريدون اهلاك قوم لوط فجعل يراجعهم ويقول ان امرأته كانت من الغابرين. ان فيها لوطا فقالوا له لننجينهم - 00:26:40
واهله الا امرأته كانت من الغابرين وبهم درعا وقالوا لا تخف ولا تحزن. وقالوا لا تخف ولا تحزن انا منجوك واهلك الا ثم مضوا حتى اتوا لوطا فساءه مجيئهم وضاق بهم ذرعا بحيث انه لم يعرفهم - 00:27:10
وظن انه من جملة ابناء السبيل الضيوف فخاف عليهم من قومه فقالوا له لا تخف ولا تحزن. واخبروه انهم رسل الله انا منزلون يا اهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. ان منزل - 00:27:40
على اهل هذه القرية رجزا. اي عذابا من السماء بما كانوا يفسقون. فامروه ان يسري باهله ليلا. فلما اصبحوا قال الله عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وامطر عليهم حجارة من سجيل متتابعة حتى ابادتهم واهلكتهم فصاروا - 00:28:10
او ثمرا من الاسمار وعبرة من العبر اي تركن من ديار قوم لوط اثارا بينة لقوم يعقلون العبر بقلوبهم فينتفعون بها. كما قال الله تعالى وانكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل افلا تعقلون - 00:28:30
يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر ولا تعسوا في الارض مفسدين. فكذبوه فاخذتهم الرجفة اي وارسلنا الى مدين القبيلة المعروفة المشهورة شعيبا فامرهم بعبادة الله وحدهم لا شريك له والايمان بالبعث ورجائه والعمل له. ونهاهم عن الافساد في الارض ببخس المكاييل والموازين. والسعي بقطع الطرق - 00:29:00
عذبوه فاخذهم عذاب الله ساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم. وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل كانوا مستبصرين. اي وكذلك ما فعلنا بعاد وثمود. وقد علمتم قصصهم وتبين لكم بشيء تشاهدونه بابصاركم - 00:29:30
من مساكنهم واثارهم التي بانوا عنها. وقد جاءتهم رسلهم بالايات البينات المفيدة للبصيرة. فكذبوهم بدلوهم وزين لهم الشيطان اعمالهم حتى ظنوا انها افضل مما جاءتهم به الرسل. وقارون وفنان وهامان - 00:30:00
ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين. وكذلك قارون وفرعون وهامان. حين بعث الله اليه موسى ابن عمران بالايات البينات والبراهين الساطعات. فلم ينقادوا واستكبروا في الارض على عباده - 00:30:20
عباد الله فاذلوهم وعلى الحق فردوه. فلم يقدروا على النجاح حين نزلت بهم العقوبة. وما كانوا سابقين. وما كانوا سابقين الله ولا فائتين بل سلموا واستسلموا. فكلا من هؤلاء الامم - 00:30:40
اخذنا بذنبه على قدره. وبعقوبة مناسبة له. اي عذابا يحسبه كقوم عاد حين ارسل الله عليهم الريح العقيم وسخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. فترى القوم فيها صرع كأنهم اعجاز نخل خاوية - 00:31:00
ومنهم من اخذته الصيحة كقوم صالح ومنهم من خسفنا به الارض كقارون ومنهم من اغرقنا كفرعون وهامان وجنودهما وما كان الله اي ما ينبغي ولا يليق به تعالى ان يظلمهم. لكمال عدله وغناه التام عن جميع الخلق - 00:31:30
لكن كانوا انفسهم يظلمون. منعوها حقها التي هي بصدده. فانها مخلوقة لعبادة الله وحده. فهؤلاء وضعوها في غير موضعها واشغلوها بالشهوات والمعاصي فضروها غاية الضرر من حيث ظنوا انهم ينفعونها - 00:32:00
اولياءك مثل العنكبوت اتخذت بيتا. وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره. يقصد به التعزز والتقوي والنفع. وان الامر بخلاف مقصوده - 00:32:20
فان مثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتا يقيها من الحر والبرد والافات كانوا يعلمون. وان اوهن البيوت اضعفها واوهاها لبيت العنكبوت. فالعنكبوت من الحيوانات الضعيفة. وبيتها من اضعف البيوت فما ازدادت باتخاذه الا ضعفا. كذلك هؤلاء الذين يتخذون من دونه اولياء. فقراء عاجزون من جميع الوجوه - 00:32:40
نتخذ الاولياء من دونه يتعززون بهم ويستنصرونهم. ازدادوا ضعفا الى ضعفهم ووهنا الى وهنهم. فانهم اتكلوا عليهم في كثير من والقوها عليهم وتخلوهم عنها على ان اولئك سيقومون بها فخذلوهم فلم يحصلوا منهم على طائل ولا انالوهم - 00:33:10
من معونته اقل نائل. فلو كانوا يعلمون حقيقة العلم حالهم وحال من اتخذوهم. لم يتخذوهم ولتبرأوا منهم ولتولوا الرب القادر الرحيم الذي اذا تولاه عبده وتوكل عليه كفاه مؤنة دينه ودنياه وازداد قوة الى قوته في قلبه وفي بدنه وحاله - 00:33:30
واعماله. ولما بين نهاية ضعف الهة المشركين ارتقى من هذا الى ما هو ابلغ منه. وانها ليست بشيء. بل هي مجرد اسماء سموها وظنون اعتقدوها وعند التحقيق يتبين للعاقل بطلانها وعدمها. ولهذا قال - 00:33:50
ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء اي انه تعالى يعلم وهو عالم الغيب والشهادة. انه ما يدعون من دون الله شيئا موجودا. ولا اله حقيقة كقوله تعالى - 00:34:10
ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. وقوله وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون. وهو العزيز الحكيم الذي له القوة جميعا. التي - 00:34:30
بها جميع المخلوقات. الحكيم الذي يضع الاشياء مواضعها. الذي احسن كل شيء خلقه. واتقن ما امره وتلك الامثال نضربها للناس اي لاجلهم انتفاعهم وتعليمهم لكونها من الطرق الموضحة للعلوم. ولانها تقرب الامور المعقولة بالامور المحسوسة. فيتضح المعنى المطلوب بسببها - 00:34:50
فهي مصلحة لعموم الناس. ولكن ما يعقلها بفهمها وتدبرها على ما ضربت له وعقلها في القلب الا العالمون. اي اهل العلم الحقيقي الذين وصل العلم الى قلوبهم. وهذا مدح للامثال - 00:35:20
التي يضربها وحث على تدبرها وتعقلها ومدح لمن يعقلها. وانه عنوان على انه من اهل العلم. فعلم ان من لم يعقلها ليس من العالمين. والسبب في ذلك ان الامثال التي يضربها الله في القرآن انما هي للامور الكبار والمطالب العالية. والمسائل - 00:35:40
الجليلة فاهل العلم يعرفون انها اهم من غيرها. لاعتناء الله بها. وحثه عباده على تعقلها وتدبرها. فيبذلون جهدهم في معرفتها واما من لم يعقلها مع اهميتها فان ذلك دليل على انه ليس من اهل العلم. لانه اذا لم يعرف المسائل المهمة - 00:36:00
عدم معرفته غيرها من باب اولى واحرى. ولهذا اكثر ما يضرب الله الامثال في اصول الدين ونحوها اي هو تعالى المنفرد بخلق السماوات على علوها وارتفاعها وسعتها وحسنها وما فيها من الشمس والقمر والكواكب والملائكة والارض وما فيها من الجبال والبحار والبراري والقفار والاشجار ونحوها - 00:36:20
وكل ذلك خلقه بالحق اي لم يخلقها عبثا ولا سدى ولا لغير فائدة وانما خلقها ليقوم امره وشرعه ولتتم نعمته على عباده وليروا من حكمته وقهره وتدبيره. ما يدلهم على انه وحده معبودهم ومحبوبهم والههم. ان في ذلك - 00:36:50
على كثير من المطالب الايمانية اذا تدبرها المؤمن رأى ذلك فيها عيانا اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله وهو هذا الكتاب العظيم. ومعنى تلاوته اتباعه بامتثال ما يأمر به واجتناب ما ينهى عنه. والاهتداء بهداه وتصديق اخباره وتدبر - 00:37:10
معانيه وتلاوة الفاظه. فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه. واذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب علم ان اقامة الدين كله في تلاوة الكتاب فيكون قوله واقم الصلاة من باب عطف الخاص على العام لفضل الصلاة وشرفها واثارها الجميلة وهي - 00:37:50
ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. والفحشاء كل ما اعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس. والمنكر كل معصية تنكرها العقول والفطر. ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ان العبد المقيم لها المتمم لاركانها وشروطها وخشوعها. يستنير قلبه ويتطهر فؤاده. ويزداد ايمانه وتقوى رغبته في الخير - 00:38:10
وتقل او تعدم رغبته في الشر. فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه. تنهى عن الفحشاء والمنكر. فهذا من اعظم مقاصدها وثمراتها. وثمة في الصلاة مقصود اعظم من هذا واكبر. وهو ما اشتملت عليه من ذكر الله بالقلب واللسان والبدن. فان الله تعالى - 00:38:40
انما خلق الخلق لعبادته. وافضل عبادة تقع منهم الصلاة. وفيها من عبوديات الجوارح كلها. ما ليس في غيرها. ولهذا قال ويحتمل انه لما امر بالصلاة ومدحها اخبر ان تعالى خارج الصلاة اكبر من الصلاة. كما هو قول جمهور المفسرين. لكن الاول اولى لان الصلاة افضل من الذكر خارجها - 00:39:00
لانها كما تقدم بنفسها من اكبر الذكر. والله يعلم ما تصنعون من خير وشر. فيجاز على ذلك اكمل الجزاء واوفاه. ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم - 00:39:30
ينهى تعالى عن مجادلة اهل الكتاب اذا كانت من غير بصيرة من المجادل او بغير قاعدة مرضية والا يجادلوا الا بالتي هي احسن بحسن خلق ولطف ولين كلام. ودعوة الى الحق وتحسينه. ورد عن الباطل وتهجينه. باقرب طريق موصل لذلك. والا يكون - 00:39:50
منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو. بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق. الا من ظلم من اهل الكتاب بان ظهر من قصده وحاله لا ارادة له في الحق. وانما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة. فهذا لا فائدة في جداله. لان المقصود منها ضائع - 00:40:10
تمنى بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحدون ونحن له وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد. اي ولتكن مجادلتكم لاهل الكتاب نية على الايمان بما انزل اليكم وانزل اليهم. وعلى الايمان برسولكم ورسولهم. وعلى ان الاله واحد. ولا تكن مناظرتكم اياهم على وجه - 00:40:30
يحصل به القدح في شيء من الكتب الالهية او باحد من الرسل. كما يفعله الجاهل عند مناظرة الخصوم. يقدح بجميع ما معهم من حق فهذا ظلم وخروج عن الواجب واداب النظر. فان الواجب ان يرد ما مع الخصم من الباطل. ويقبل ما معه من الحق. ولا يرد الحق - 00:41:00
لاجل قوله ولو كان كافرا. وايضا فان بناء مناظرة اهل الكتاب على هذا الطريق فيه الزام لهم بالاقرار بالقرآن وبالرسول الذي فانه اذا تكلم في الاصول الدينية التي اتفقت عليها الانبياء والكتب. وتقررت عند المتناظرين وثبتت حقائقهما عندهما. وكانت - 00:41:20
الكتب السابقة والمرسلون مع القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم. قد بينتها ودلت عليها واخبرت بها فانه يلزم التصديق بالكتب كلها والرسل كلهم. وهذا من خصائص الاسلام. فاما ان يقال نؤمن بما دل عليه الكتاب الفلاني دون الكتاب الفلاني. وهو الحق الذي - 00:41:40
تصدق ما قبله فهذا ظلم وجور. وهو يرجع الى قوله بالتكذيب. لانه اذا كذب القرآن الدال عليها المصدق لما بين يديه من التوراة فانه مكذب لما زعم انه به مؤمن. وايضا فان كل طريق تثبت به نبوة اي نبي كان. فان مثلها واعظم منها - 00:42:00
على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وكل شبهة يقدح بها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فان مثلها او اعظم منها يمكن توجيهها الى نبوة غيره. فاذا ثبت بطلانها في غيره فثبوت بطلانها في حقه صلى الله عليه وسلم اظهر واظهر. وقوله - 00:42:20
ونحن له مسلمون. اي منقادون مستسلمون لامره. ومن امن به واتخذه الها. وامن بجميع كتبه ورسله واتقاه وانقاد لله واتبع رسله فهو السعيد. ومن انحرف عن هذا الطريق فهو الشقي - 00:42:40
يؤمنون به. اي وكذلك انزلنا اليك يا محمد هذا الكتاب الكريم المبين ان كل نبأ عظيم الداعية الى كل خلق فاضل وامن كامل. المصدق للكتب السابقة المخبر به الانبياء الاقدمون. فالذين - 00:43:00
اتيناهم الكتاب فعرفوه حق معرفته. ولم يداخلهم حسد وهوى يؤمنون به. لانهم تيقنوا صدقه بما لديه من الموافقات وبما عندهم من البشارات وبما تميزوا به من معرفة الحسن والقبيح والصدق والكذب - 00:43:20
وما يجحد باياتنا الا الكافرون. ومن هؤلاء الموجودين من يؤمن به ايمانا على بصيرة لا عن رغبته ولا رهبته وما يجحد باياتنا الا الكافرون الذين دأبهم الجحود للحق والعبادة له وهذا حصر لمن كفر به. انه لا يكون من احد قصده متابعة الحق. والا فكل من له قصد صحيح فانه لا بد ان يؤمن به - 00:43:40
لما اشتمل عليه من البينات لكل من له عقل او القى السمع وهو شهيد. ومما يدل على صحته انه جاء به هذا النبي الامين. الذي عرف قومه صدقه وامانته ومدخله ومخرجه. وسائر احواله. وهو لا يكتب بيده خطا ولا يقرأ خطا مكتوبا. فاتيانه به في هذه - 00:44:10
الحال من اظهر البينات القاطعة التي لا تقبل الارتياب انه من عند الله العزيز الحميد. ولهذا قال تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لا اغتاب المبطلون. وما - 00:44:30
ما كنت تتلو اي تقرأ من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. اذا لو كنت بهذه الحال فقالوا تعلمه من الكتب السابقة او استنسخه منها. فاما وقد نزل على قلبك كتابا جليلا تحديت به الفصحاء والبلغاء - 00:44:50
الاعداء الالداء ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله. فعجزوا غاية العجز بل ولا حدثتهم انفسهم بالمعارضة لعلمهم ببلاغتهم وفصاحته وان كلام احد من البشر لا يبلغ ان يكون مجاريا له او على منواله. ولهذا قال - 00:45:10
بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون. اي بل هذا القرآن ايات بينات لا خفيات في صدور الذين اوتوا العلم وهم سادة الخلق وعقلاؤهم واولوا الالباب منهم والقمل - 00:45:30
منهم فاذا كان ايات بينات في صدور امثال هؤلاء كانوا حجة على غيرهم. وان كانوا غيرهم لا يضر. ولا يكون ذلك الا ظلما ولهذا قال لانه لا يجحدها الا جاهل تكلم بغير علم - 00:45:50
ولم يقتدي باهل العلم وهو متمكن من معرفته على حقيقته. واما متجاهل عرف انه حق فعانده. وعرف صدقه فخالفه وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما - 00:46:10
اي اعترض هؤلاء الظالمون المكذبون للرسول ولما جاء به. واقترحوا عليه نزول ايات عينوها كقولهم وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا. فتعيين الايات ليس عندهم ولا عند الرسول صلى الله عليه وسلم. فان في ذلك - 00:46:30
تدبيرا مع الله وانه لو كان كذلك وينبغي ان يكون كذلك وليس لاحد من الامر شيء. ولهذا قال عند الله وانما انا نذير مبين. قل انما الايات عند الله ان شاء انزلها او منعها - 00:46:50
وانما انا نذير مبين. وليس لي مرتبة فوق هذه المرتبة. واذا كان القصد بيان الحق من الباطل. فاذا حصل المقصود باي طريق كان اقتراح الايات المعينات على ذلك ظلما وجورا. وتكبرا على الله وعلى الحق. بل لو قدر ان تنزل تلك الايات ويكون في قلوبهم - 00:47:10
انهم لا يؤمنون بالحق الا بها كان ذلك ليس بايمان. وانما ذلك شيء وافق اهواءهم. فامنوا لا لانه حق بل لتلك الايات فاي فائدة حصلت في انزالها على التقدير الفرضي؟ ولما كان المقصود بيان الحق ذكر تعالى طريقه فقال - 00:47:30
انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم اولم يكفهم في علمهم بصدقك وصدق ما جئت به؟ انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. وهذا كلام مختصر جامع فيه من الايات البينات والدلالات الباهرات شيء كثير فانه كما تقدم اتيان الرسول به بمجرده وهو - 00:47:50
وامي من اكبر الايات على صدقه. ثم عجزهم عن معارضته وتحديه اياهم. اية اخرى ثم ظهوره وبروزه جهرا علانية يتلى عليهم ويقال هو من عند الله قد اظهره الرسول وهو في وقت قل فيه انصاره وكثر مخالفوه واعداؤه فلم يخفه - 00:48:20
لم يثني ذلك عزمه بل صرح به على رؤوس الاشهاد. ونادى به بين الحاضر والباد بان هذا كلام ربي. فهل احد يقدر على معارضته او ينطق بمباراته او يستطيع مجاراته. ثم اخباره عن قصص الاولين وانباء السابقين والغيوب المتقدمة والمتأخرة - 00:48:40
مع مطابقته للواقع ثم هيمنته على الكتب المتقدمة وتصحيحه للصحيح ونفي ما ادخل فيها من التحريف والتبديل ثم هدايته سواء السبيل في امره ونهيه. فما امر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به. ولا نهى عن شيء فقال العقل. ليته لم ينه عنه - 00:49:00
بل هو مطابق للعدل والميزان. والحكمة المعقولة لذوي البصائر والعقول. ثم مسايرة ارشاداته وهدايته واحكامه لكل حال وكل تمام بحيث لا تصلح الامور الا به. فجميع ذلك يكفي من اراد تصديق الحق. وعمل على طلب الحق فلا كفى الله من لم يكفه القرآن - 00:49:20
لا شفى الله من لم يشفه الفرقان ومن اهتدى به واكتفى فانه خير له. فلذلك قال وذكرى لقوم يؤمنون. وذلك لما يحصلون فيه من العلم الكثير والخير الغزير وتزكية القلوب والارواح - 00:49:40
وتطهير العقائد وتكميل الاخلاق والفتوحات الالهية والاسرار الربانية كن شهيدا يعلم ما في السماوات والارض. قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا. فانا قد استشهدته فان كنت كذبا احل بي ما به تعتبرون. وان كان انما يؤيدني وينصرني وييسر لي الامور. فلتكفيكم هذه الشهادة الجليلة من الله - 00:50:00
فان وقع في قلوبكم ان شهادته وانتم لم تسمعوه ولم تروه لا تكفي دليلا فانه يعلم ما في السماوات والارض. ومن جملة حالي وحالكم ومقالي لكم فلو كنت متقولا عليه مع علمه بذلك وقدرته على عقوبة لكان قدحا في علمه - 00:50:30
وقدرته وحكمته. كما قال الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون حيث هم خسروا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وحيث فاتهم النعيم المقيم وحيث حصل لهم - 00:50:50
في مقابلة الحق الصحيح كل باطل قبيح. وفي مقابلة النعيم كل عذاب اليم. فخسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ولولا اجل مسمى لجاءه العذاب يخبر تعالى عن جهل المكذبين للرسول وما جاء به. وانهم يقولون استعجالا للعذاب وزيادة تكذيب. متى هذا الوعد ان - 00:51:20
صادقين يقول تعالى ولولا مسمى مضروب لنزوله. ولم يأتي بعد لجاءهم العذاب بسبب تعجيزهم لنا وتكذيبهم الحق. فلو اخذناهم بجهلهم كان كلامهم اسرع لبلائهم وعقوبتهم. ولكن مع ذلك فلا يستبطئون نزوله - 00:51:50
وهم لا يشعرون. فانه سيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فوقع كما اخبر الله تعالى لما قدموا مطرين مفاخرين. ظانين انهم قادرون على مقصودهم. فاهانهم الله وقتل كبارهم. واستوعب جملة اشرارهم. ولم - 00:52:20
وفيهم بيت الا اصابته تلك المصيبة. فاتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا. ونزل بهم وهم لا يشعرون هذا وان لم ينزل عليهم العذاب فان امامهم العذاب الاخروي الذي لا يخلص منهم احد منه. سواء عوجل بعذاب الدنيا او امهل - 00:52:40
ليس لهم عنها معدن ولا متصرف. قد احاطت بهم من كل جانب كما احاطت بهم ذنوبهم وسيئاتهم وكفرهم. وذلك العذاب هو العذاب الشديد من فوقهم ومن تحت ارجلهم. ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون - 00:53:10
فان اعمالكم انقلبت عليكم عذابا. وشملكم العذاب كما شملكم الكفر والذنوب. يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. كل نفس ثم الينا ترجعون والذين امنوا وعملوا الصالحات لنبوأنهم من - 00:53:40
لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من من تحتها الانهار تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نعم اجر العاملين يقول تعالى يا عبادي الذين امنوا بي وصدقوا رسولي ان ارضي واسعة فاياي - 00:54:20
يعبدون فاذا تعذرت عليكم عبادة ربكم في ارض فارتحلوا منها الى ارض اخرى. حيث كانت العبادة لله وحده. فاماكن العبادة ومواضعها واسعة والمعبود واحد. والموت لا بد ان ينزل بكم ثم ترجعون الى ربكم. فيجازي من احسن عبادته وجمع بين الايمان والعمل الصالح - 00:54:50
بانزاله الغرف العالية والمنازل الانيقة الجامعة لما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون فنعم تلك المنازل في جنات النعيم اجر العاملين لله على ربهم يتوكلون. الذين صبروا على عبادة الله وعلى ربهم يتوكلون في ذلك. فصبرهم على عبادة الله - 00:55:10
يقتضي بذل الجهد والطاقة في ذلك. والمحاربة العظيمة للشيطان الذي يدعوهم الى الاخلال بشيء من ذلك. وتوكلهم يقتضي شدة اعتمادهم على الله وحسن ظنهم به. ان يحقق ما عزموا عليه من الاعمال ويكملها. ونص على التوكل وان كان داخلا في الصبر. لان - 00:55:40
انه يحتاج اليه في كل فعل وترك مأمور به. ولا يتم الا به لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم. وهو السميع العليم اي الباري تبارك وتعالى قد تكفل بارزاق الخلائق كلهم. قويهم وعاجزهم. فكم من دابة في الارض ضعيفة القوى - 00:56:00
وضعيفة العقل لا تحمل رزقها ولا تدخره. بل لم تزل لا شيء معها من الرزق. ولا يزال الله يسخر لها الرزق. في كل وقت الله يرزقها واياكم. فكلكم عيال الله القائم برزقكم. كما قام بخلقكم وتدبيركم - 00:56:30
العليم. فلا يخفى عليه خافية ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب انها خافية عليه. كما قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتاب مبين - 00:56:50
انت ممن خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر وسخر الشمس يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم. ولئن سألتهم من نزل من - 00:57:10
سماء ماء ماء ماء ماء فاحيا به الارض من بعد بعد موتها ليكونن الله قل الحمدلله بل اكثرهم لا يعقلون. هذا استدلال على المشركين المكذبين بتوحيد الالهية والعبادة. والزام لهم بما اثبتوه من توحيد الربوبية - 00:57:50
فانت لو سألتهم من خلق السماوات والارض ومن نزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ومن بيده تدبير جميع الاشياء فيقولن الله ليقولن الله وحده ولاعترفوا بعجز الاوثان ومن عبدوه مع الله - 00:58:20
على شيء من ذلك فاعجب لافكهم وكذبهم وعدولهم الى من اقروا بعجزه. وانه لا يستحق ان يدبر شيئا. وسجل عليهم بعدم العقل وانهم السفهاء ضعفاء الاحلام. فهل تجد اضعف عقلا واقل بصيرة ممن اتى الى حجر او قبر ونحوه. وهو يدري انه لا - 00:58:40
ولا يضر ولا يخلق ولا يرزق. ثم صرف له خالص الاخلاص وصافي العبودية. واشركه مع الرب الخالق الرازق النافع الضار. وقل الحمد لله الذي بين الهدى من الضلال. واوضح بطلان ما عليه المشركون. ليحذره الموفقون. وقل الحمد لله الذي خلق العالم العلوي - 00:59:00
والسفلي وقام بتدبيرهم ورزقهم وبسط الرزق على من يشاء وضيقه على من يشاء. حكمة منه ولعلمه بما يصلح عباده وما ينبغي لهم وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب يخبر تعالى عن حالة الدنيا والاخرة. وفي ضمن ذلك التزهيد في الدنيا والتشويق للاخرى. فقال وما هذه الحياة الدنيا في الحقيقة - 00:59:20
الا لهو ولعب تلهو بها القلوب وتلعب بها الابدان. بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات. والشهوات الخالدة للقلوب المعرضة الباهجة للعيون الغافلة المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة. ثم تزول سريعا وتنقضي جميعا ولم يحصل منها محبها الا على - 00:59:50
الندم والحسرة والخسران. واما الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا فانها دار الحيوان اي الحياة الكاملة التي من لوازمها ان تكون ابدان اهلها في غاية القوة وقواهم في غاية الشدة. لانها ابدان وقوى خلقت للحياة. وان يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة - 01:00:10
وتتم به اللذات من مفرحات القلوب والشهوات الابدان. من المآكل والمشارب والمناكح وغير ذلك. مما لا عين رأت لا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لو كانوا يعلمون لو كانوا يعلمون - 01:00:40
ما اثر الدنيا على الاخرة ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان ورغبوا في دار اللهو واللعب. فدل ذلك على ان الذين يعلمون لابد ان يؤثروا الاخرة على الدنيا لما يعلمونه من حالة الدارين - 01:01:00
فلما نجاهم الى البر الى هم يشركون ليكفروا بما اتيناهم قليلا ثم الزم تعالى المشركين باخلاصهم لله تعالى في حالة الشدة عند ركوب البحر من امواجه وخوفهم الهلاك. يتركون اذا اندادهم ويخلصون الدعاء لله وحده لا شريك له. فلما زالت عنهم الشدة ونجا من - 01:01:20
اخلصوا له الدعاء الى البر اشركوا به من لا نجاه من شدة. ولا ازال عنهم مشقة. فهلا اخلصوا لله الدعاء في حال الرخاء والشدة واليسر والعسر ليكونوا مؤمنين به حقا. مستحقين ثوابه مندفعا عنهم عقابه. ولا تشركهم هذا بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من - 01:01:50
بحر ليكون عاقبته كفر ما اتيناهم ومقابلة النعمة بالاساءة. وليكملوا تمتعهم في الدنيا. الذي هو كتمتع الانعام ليس لهم هم الا بطونهم وفروجهم. فسوف يعلمون حين ينتقلون من الدنيا الى الاخرة. شدة - 01:02:10
اسف واليم العقوبة ثم امتن عليهم بحرمه الامن. وانهم اهله في امن وسعة رزق. والناس من حولهم يتخطفون ويخافون. افلا يعبدون الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. افبالبر يؤمنون وهو ما هم عليه من الشرك والاقوال والافعال الباطلة. وبنعمة الله هم يكفرون. فاين ذهبت عقولهم وانسلخت احلامهم - 01:02:30
حيث اثروا الضلال على الهدى والباطل على الحق والشقاء على السعادة. وحيث كانوا اظلم الخلق ومن اظلموا ممن افترى على الله كذبا فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل الى الله. او كذب بالحق لما جاءه على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولكنها - 01:03:10
الظالم العنيد امامه جهنم اليس في جهنم مثوى للكافرين؟ يؤخذ بها منهم الحق ويخزون بها وتكون منزلهم الدائم الذي لا يخرجون منه الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله والذين جاهدوا فينا وهم الذين هاجروا في سبيل الله وجاهدوا اعداءهم - 01:03:40
يبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته. لنهدينهم سبلنا اي الطرق الموصلة الينا. وذلك لانهم محسنون. وان الله لمع المحسنين بالعون والنصر والهداية. دل هذا على ان احرى الناس بموافقة الصواب اهل الجهاد. وعلى ان من احسن فيما امر به اعانه الله - 01:04:20
له اسباب الهداية. وعلى ان من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي. فانه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه امور الهية خارجة عن مدرك اجتهاده. وتيسر له امر العلم. فان طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله. بل هو احد نوعي الجهاد الذي - 01:04:40
لا يقوم به الا خواص الخلق وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين. والجهاد على تعليم امور الدين. وعلى رد نزاع المخالفين للحق ولو كانوا من المسلمين - 01:05:00
قراءة تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) - (حسب سور القرآن) - كبار العلماء
29 من 114\تفسير سورة العنكبوت\قراءة من تفسير السعدي\عبد الرحمن بن ناصر السعدي\كبار العلماء