التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم نون والقلم وما يسطرون. ماء بنعمة ربك بمجنون. وان لك لاجرا غير ممنون. وان فستبصر ويبصرون بسم الله الرحمن الرحيم نون والقلم وما يسره. نون هذا من الحروف - 00:00:00ضَ
مقطعة التي تفتح بها تفتح بها اوائل بعض السور. وقد اختلف العلماء فيها فقيل انها مما استأثر الله بعلمه. ام الا هذا الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله وقيل ان هذه الاحرف ليس لها معنى ولكن لها مغزى. هي حروف لا معنى لها لكن لها مغزى. ما هو هذا المغزى - 00:00:55ضَ
الاشارة الى اعجاز هذا القرآن الكريم. وان هذا القرآن الكريم حروف من جملة حروفكم التي يتكلمون بها. ومع ذلك تأتوا بمثله هنا بعشر سور ولا بسورة. وهي اشارة الى التحدي به - 00:01:18ضَ
دليل ذلك عامة السور التي افتتح استفتحت بهذه الاحرف يذكر القرآن بعده الى اربع سور وهي قلمنا قاف ليش ليش قاف فيها يا اخوان؟ خاف القرآن من جديد الروم الف لام ميم غلبة الروم ليش البقرة ذلك الكتاب يا اخوان؟ كلها كلها مرة. سورة مريم احسنت - 00:01:34ضَ
ذكر رحمة ربك باجي صورة قريبة من الروم اي نعم العنكبوت. الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا. مريم والعنكبوت والروم والقدم لم يذكر القرآن بعدها وما عداها ذكر. وقرأوا في ال عمران وفي الاعراف في يونس وهود ويوسف. والراعة وابراهيم والحجر - 00:02:04ضَ
قال تعالى والقلم وما يسرون. من يعرب لي يا اخوان والقلم الواو قسم وجر وقلم اسم مقسم به مجرور وما يسرنا اين الجواب والقسم؟ ما انت بنعمة ربك بمشغول القسم لها اركان ثلاثة - 00:02:27ضَ
حرف القسم والمقسم به وجواب القسم وهو المقسم عليه. والقلم هنا قيل هو جنس الاقدام. التي يكتب بها وما يسطرون ما يسطرون الناس وما يأتون به ان هذا اية من ايات الله ونعمة من نعمه. ذكر ربنا هذا في اول ايات نزلت في كتابه - 00:02:51ضَ
به على خلقه حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. فذكر وسيم من وسائل العلم عظيمتين - 00:03:13ضَ
في ايات هي اول ما نزل ايات تنوه بالعلم وتشيد به وذكرت فيها اداتان من اداته ما هما؟ القراءة والايش؟ القراءة والقلم والكتابة ما انت بنعمة ربك بمجنون ما انت بسبب نعمة ربك وتفضله عليك بمجنون كما زعموا - 00:03:28ضَ
لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو احسن الناس باعترافهم هم وكانوا يلقبونه قبل مجيئه الرسالة يلقبونه بماذا والامين فلما جاءهم بما لا تهواه انفسهم عكسوا القضية وتخبطوا فيما يصفونه به فمنهم من يقول انه مجنون وهم والله اليق بهذا - 00:03:50ضَ
اعقل الناس واحكم الناس واحلم الناس صلوات الله وسلامه عليه وقال هذا الكلام لكن ليس هذا بدعة. قيل للانبياء ماذا يا اخوان؟ الانبياء قبله كذبت قبلهم قوم نوح وقالوا تتولى بركنه وقال - 00:04:19ضَ
ساحر او مشلول موسى عليه السلام بعضهم قال ما هو موجود هو شاعر طيب ائتوا ببيت واحد قاله محمد وما علمناه سر وما ينبغي له لما اورد بيتا صلوات الله وسلامه عليه عكسه - 00:04:41ضَ
فطره ابن العبد ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار قال يأتيك بالاخبار ما لم تزوجي ستبدي لك الايام فقال ابو بكر اشهد انك رسول الله ليس البت هكذا يا رسول - 00:04:59ضَ
قال بعضهم لا ليس بشاعر. لكنه ساحر كان الناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا انا لهم قال اذا صدق عند ربهم قال الكافرون ان هذا - 00:05:13ضَ
قال بعضهم هو كاهن في دليل فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون. طيب من يقول انه كاهن؟ يوافق انه شاعر؟ ها؟ لا ومن يقول له شاعر يتفق مع من يقول انه ساحر؟ لا. اذا هذه اقاويل مضطربة - 00:05:28ضَ
تدل على ماذا على فسادها وفساد عقول قائلها لا يحتاجون ان يرد عليهم فهم يردون على انفسهم ولهذا برأ الله محمدا صلى الله عليه وسلم من كل هذه التهم ما انت بنعمة ربك مجنون - 00:05:53ضَ
بل ان لك اجرا غير ممنون غير مقطوع. وانك لعلى خلق عظيم ومن كان على خلق عظيم يوصف بهذه الاوصاف ولما سئلت عائشة ويأتي لعله يأتي ان شاء الله وقت ذكر - 00:06:12ضَ
حديث السيدة عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن. يعني كان القرآن سجية له لا يتكلف في امتثال ما جاء فيه امتثال الأمر كان على خلق عظيم صلوات الله وسلامه عليه - 00:06:32ضَ
كان يجب دعوة من دعا ويقضي حاجة من استقضاه. كان يستشير اصحابه كان لينا معهم فبما رحمة من الله؟ لنت لهم ولو كنت فظا غليظا قليلا من حولك كان حريصا فعليهم غاية الحرص اشد من حرصهم على انفسهم. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيزنا عليه ما انيتم حريص عليكم - 00:06:53ضَ
كان اكرم الناس كان احلم الناس. كان ارحم الناس. كان اكثر الناس صبرا. واكثرهم شكرا كل خلق كان متصفا به صلوات الله وسلامه عليه. ورضي الله عن ام المؤمنين عائشة. قالت كان خلقه القرآن ولم تبصر. كل ما - 00:07:21ضَ
في القرآن من خلق به صلوات الله وسلامه. يقول انا استخدمت النبي عشرة سنة اف قط وما قال لشيء فعلت لما فعلته ولا شيء لم افعله الامام لم لم تفعله - 00:07:47ضَ
تقول عائشة ما غرب النبي صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة ولا شيئا الا ان يجاهد في سبيل الله وما خير بين امرين الا كان احب اليه ايسرهما ما لم يكن اثما. فيكون ابعد الناس لعنة. ومن - 00:08:03ضَ
انتقم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله عز وجل فينتقم لله عز وجل يا اخوان ما ناله من المشركين من الاذى ومع ذلك كان يصبر عليهم ويحلم عليهم ويقول اللهم اهد قومي فانهم - 00:08:23ضَ
وقد بلغوا به من الاذى ما بلغوا حتى خرج من مكة. صلوات الله عليه وسلم وشهد الطائف وحصل له في الطائف ما حصل. ثم رجع وجاءه ملك الجبال يستأذنه في ان يطبق عليهم الاخشبين ويهلكهم - 00:08:44ضَ
فقال له لكني انتظر لعل الله يخرج من اصلابهم من يعبده لا يشرك به شيء وللدعاة الى الله اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. بالصبر واحتساب الاجر. ابعد النظر - 00:08:59ضَ
الحلم والاناة. واقتفاء هديه والاتصاف باوصافه صلوات الله وسلامه عليه. فستبصر يا محمد ويبصرون بايكم المفتون ايمن مفتون من هو الظال ومن هو المجنون؟ سيتضح الامر وينكشف وينجلي ان ربك هو اعلم بمن ظل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين - 00:09:16ضَ
وتعالى اعلم بمن هو اهل للظلال. واعلم بمن هو اهل للهداية. اعلم بمن هو اهل للضلالة فيضله ومن هم اهل الهداية؟ فيديه سبحانه وبحمده فيمن يضله وفضلنا فيمن يأتيه. نعم - 00:09:44ضَ
بنميم كان ذا مال وبنين. اذا تتلى عليه اياتنا. قال اساطير الاول اصحاب الجنة اذ اقسموا اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون قال عز وجل فلا تطع المكذبين اذ انعم الله عليك بهذه النعم وتفضل عليك بهذه المنن فلا تطع المكذبين. ودوا لو تدينوا - 00:10:15ضَ
تمنوا لو صنعتهم ومالأتهم يصانعونك ويمارعونك. قال تعالى وان كادوا ليفتنونك الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره واذا لاتخذوك خليلا. ولولا ان ثبتناك فقط كنت تركن اليهم شيئا قليلا الايات - 00:11:15ضَ
ولا تطع كل حلاف مهين. كثير الحلف. وعندما يكثر الانسان الحلف فان هذا دليل على صدقه او كذبه. كذب الحقير هماز مشاء بنميم هماز يعيب الناس والهمز قالوا بالفعل واللمز - 00:11:35ضَ
في الكون بمعنى انه يعيب ويغتاب مشاء بنميم يسعى بالنميمة بين الناس للوقيعة والافساد فيما بينهم بعد ذلك زنيم وتل غليظ جاف فيه من الاخلاق اما لا ينتهي بعد ذلك زنيم بعد هنا ومعروف بعدها تكون للترتيب لكنه ليس الترتيب. هي ترتيب في الاوصاف. وليس ترتيبا في الزمن - 00:11:55ضَ
وذنيم يعني دعي ملصق بالقوم وليس منهم معدنه معدن شر لا خير فيه بوجه من الوجوه. قيل نزلت الايات في الاخنس بن شريق وكان داعيا من ثقيف وانتسب الى بعض بطون قريش. وقيل بل نزلت في الوليد ابن مقيرة - 00:12:34ضَ
على كل حال ما يتعلق بالنزول وباسبابه. هناك قاعدة معروفة وهي ان العبرة بماذا؟ بعموم الافضل بخصوص السبب. فمن في هذه الاوصاف مشينا ولا قوة الا بالله. تتناول هذه الايات - 00:13:01ضَ
بعد ذلك ازنيم ان كان ذا مال وبنين يعني لاجل ان كان ذا مال وبنين طغى وبغى وفجر وكفر وكان الواجب ان يشكر نعمة الله سبحانه وتعالى علي بما حباه من الباني والبنين لكن من كانت تلك اوصافه - 00:13:17ضَ
ليس خليقا ولا قوة الا بالله الخير. اذا اتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين. عندما يسمع كلام الله عز وجل يقول هذه حكايات الاولين واساطيرهم التي سطروها عن الخرطوم واي سنجعل له علامة على الخرطوم. الخرطوم هو خرطوم السبب. الانف السبع. السعير له امتهانا وتحقيرا - 00:13:39ضَ
اي ستكون عليه علامة على انفه يعاب ويعير بها. قيل انه ختم انفه في غزوة بدر عن الوليد ابن مغيرة ثم قال عز وجل انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة - 00:14:04ضَ
ولا يستثنون فطاف عليها طائفون فاصبحت كالصريم فتنادوا مصلحين ان اغدوا فانطلقوا وهم يتخافون الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين. وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا انا لضالون بل نحن - 00:14:28ضَ
قال اوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون. قالوا انا كنا ظالمين. فاقبل بعضهم على ربنا راغبون كذلك العذاب والعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون. نعم. انا بنيناهم اي اختبرناهم. المراد بهم قريش كما بلونا اصحاب الجنة - 00:15:18ضَ
الله قريشا بنعمة عظمى ومنة كبرى من الله عليهم وهو او وهي مبعث هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فلما لم يشكروا هذه النعمة عاقبهم الله عز وجل وادعى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:16ضَ
فقال اللهم اجعلها عليهم سنيا كسني يوسف فابتلوا بمجاعة اكلوا بسببها الجلود بل ان قريش كما بلغنا اصحاب الجنة والجنة حديقة وبستان اذ اقسموا لا يصومنها المصلحين اي حلفوا لها يذهبن اليه - 00:16:36ضَ
جدها وسرامها في وقت الصباح ولا يستثنون في قسمهم. قيل لا يقولون ان شاء الله وان شاء الله استثناء في القسم ولهذا لو حلف الانسان وقال ان شاء الله ابو حنف هل عليه كفارة - 00:16:56ضَ
من حلف فقال في يمينه ان شاء الله فلا حلف عليه وقيل لا يستثنون حق المساكين فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون حل بها عذاب ونكال في الليل. وهم نائمون فاصبحت هذه الحديقة كالصريم كالليل المظلم. احترقت ولم يبقى - 00:17:13ضَ
فتنا ادم مصبحينا انقذوا على حرفكم ان كنتم صائمين. نادى بعضهم بعضا على حرثكم في اول النهار ان كنتم صارمين. فانطلقوا وهم يتخافون وباي شيء يتخافتون يا اخوان الا يدخلن اهل العلم وعليكم مسكين. فتخافتهم واصرارهم في كلامهم. وآآ عدم نيتهم ان يعطوا - 00:17:34ضَ
المساكين كلامه حتى لا يسمع به احد ولكن سمعه من لا تخفى عليه خافية سبحانه وبحمده. وغدو على حرب قادرين يعني ذهبوا في وقت الغداء على حرد قيل منع وغلظة قادرين في زعمهم الهم يقطفون - 00:18:05ضَ
ويصرمونها ويستأثرون بها. قيل كان لهم اب وكان ينفق على المساكين ويعطيهم منها. فقالوا انها ابى كان يعطي المساكين ولتركناه لوفرناه علينا. فلما رأوها كالصريم سوداء مظلمة. قالوا انا لضالون ليست هذه - 00:18:30ضَ
في حديقتنا ثم تنبهوا بعد ذلك فقالوا بل هي حديقتنا ولكننا محرومون منها بسبب ما حصل منا من البخل والشح والنفاق في سبيل الله عز وجل قال اوسطهم اعدلهم وخيارهم. الم اقل لكم لولا تسبحون؟ لولا تنزهون الله عز وجل والتسبيح - 00:18:50ضَ
الذكر والعبادات كلها مظهر من مظاهر شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه. فنسبحوا الله لشكروه ولشكروه. لا نفع خلقه قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون يلوم بعضهم بعضا - 00:19:17ضَ
قالوا يا ويلنا انا كنا راغين وطغيان تجاوزوا الحد. عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها. انا الى ربنا راغبون وفيها نوم تابوا ورجعوا الى ربهم وطمعوا في ان يجددهم الله تعالى خيرا منها فهم راغبون - 00:19:38ضَ
الى الله عز وجل متضرعون اليه ان يبدلهم وان ابدلهم الله عز وجل وليس في الايات ما يدل ولكن روي ان الله سبحانه وتعالى ابدلهم خيرا منها والله اعلم المقصود ان الانسان يا اخوان لا يستأثر بما عنده - 00:19:59ضَ
ويشح به على من حوله من المحتاجين من اقاربه وغيرهم فان انفاق المال يا اخوان زكاة له. ومعنى الزكاة معنى الزكاة؟ نعم معنى الزكاة انما الزيادة وتذكير التطهير ايضا المال يزكو من نفقة - 00:20:22ضَ
ويأكل بعضه بعضا عياذا بالله بالشح والبخل كذلك العذاب والعذاب الاخرة اي مثل عذاب هؤلاء يعذب غيرهم كقريش وغيرهم والعذاب الاخرة اشد وانكى واعظم وافظع لو كانوا يعلمون يعقلون ويشكرون الله على نعمه. نعم. ان للمتقين عند ربهم - 00:20:43ضَ
افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ام لكم كتاب فيه تدرسون. ان لكم فيه لما تخيرون بالغة الى يوم القيامة ان لكم ام لهم شركاء كانوا صادقين. يوم يكشف عن - 00:21:15ضَ
نعم ان المتبعين عند ربهم جنات النعيم المتقين هم من اتصفوا بهذا الوصف الجليل العظيم وهو تقوى الله عز وجل. والتقوى هي ان يجعل الانسان بينه وبين عذاب وقاية من ثاني عمره واجتناب نواهيه. عند ربهم جنات النعيم والجنات التي وفيها غاية - 00:22:05ضَ
اللذة والسرور ونهاية البهجة والحبور هي سلعة الله الغالية هي غاية مسلم وطلبته السلعة التي يعرضها ربنا عز وجل على عباده ليبذلوا الاسباب الى للجنة اسباب يا اخوان واسبابها الاعمال الصالحة. كما قال عز وجل وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. الباء هنا - 00:22:45ضَ
ها بأس بي لكن ليس الجنة ثمن. قال صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. طيب كيف نجمع بين هذا الحديث وبين الايات؟ الاية تدل على ان الانسان يدخل الجنة بعمله - 00:23:15ضَ
والحديث لن يدخل الجنة بعمله. الباء في الايات باء السبب. والباء في الحديث باء العوظ فليست الاعمال عوضا ولا ثمنا للجنة الانسان يفعل الاسباب ولكن يظل مع ذلك رحمة الله عز وجل - 00:23:37ضَ
مناسبة ذكر الجنة هنا يا اخوان للايات السابقة شو مناسبة؟ وهي مسألة مهمة في التفسير انك تنظر للاية وما قبلها وما بعدها اي سياق الايات السابق واللاحق يعين كثيرا في فهمها - 00:23:55ضَ
لما ذكر جنة الدنيا سبحانه وبحمده ومآلها وما انتهى اليه حال اهلها جنات النعيم التي لا يحول نعيمها ولا يزول هنا يبغي اهلها عنها حولا. تريبا وتهييجا للنفوس في طلبها والسعي اليها - 00:24:09ضَ
ثم قال عز وجل افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ هل نجعل المسلمة المستسلمة المنقاذ الخاضع لله عز وجل. كالمجرم الفاشل الكافر قال تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ لسواء ولا يمكن ان يكون هذا - 00:24:28ضَ
امثل هذا؟ والله سبحانه وتعالى يرد على المشركين الذين يزعمون انهم كالمسلمين بل يرون انهم خير منهم مالكم كيف تحكمون؟ كيف تحكمون بانفسكم بهذا الحكم وعلى اي شيء تستندون؟ ام لكم كتاب فيه تدرسون - 00:24:49ضَ
هل لكم كتاب؟ نزل من السماء تدرسون فيه ان لكم لما تخيرون؟ يعني هل نزل عليكم كتاب ونص في هذا الكتاب ان لكم ما تتخيرون وما تطلبون. وانكم في الدنيا كفار. وفي الاخرة ابرار اطهار. ام لكم ايمان علينا بال - 00:25:11ضَ
الى يوم القيامة ان لكم لما تحكمون؟ ام هل لكم علينا عهود وايمان بالغة مؤكدة موثقة الى يوم القيامة ان لكم هذا الحكم الجائر الذي حكمتم به لانفسكم ان كان ذلك فان الزعيم الذي يكفل لكم هذا - 00:25:31ضَ
ولهذا قال سلهم ايهم بذلك زعيم؟ ايهم يكفل لهم هذا الامر؟ لا يجد احدا يكن. ولكن هذا من الغرور والعجب بالنفس عياذا بالله قال تعالى ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولئن رجعت الى ربي - 00:25:51ضَ
ان لي عنده للحسنى. ينكر البعث ويكفر. ومع ذلك يزعم انه لو ان رجع الى الله عز وجل ان له الحسنى ويعجب الغرور يا اخوان عياذا بالله والطغيان ام له شركاء؟ هل لهم شركاء؟ يكفلون لهم اما قالوا ويضمنون لهم - 00:26:11ضَ
ما زعموا فليأتوا بشركائهم ان كانوا اصادقهم. ليأتوا بهؤلاء الشركاء ان كانوا صادقين فيما زعموا. يوم يكشف عن ساق يدعون الى السجود فلا يستطيعون. يوم يكشف عن ساق. في ذلك اليوم المهول الشديد الذي يبلغ فيه الامر - 00:26:31ضَ
شدته وغايته به الرب عز وجل عن ساقه الشريفة وتلك صفة من صفات ربنا عز وجل كما ثبت بذلك حديث مخرج في الصحيح من حديث ابي سعيد. يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة. ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء - 00:26:51ضَ
فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا ويدعون الى السجود فلا يستطيعون يوم القيامة لا يستطيعون ان يسجدوا لماذا؟ هم نعم لانهم دعوا الى السجود في الدنيا فابوا واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون - 00:27:13ضَ
ما سلككم في سفر قالوا لم نك من المصلين فلا صدق ولا صلى. الايات كثيرة يا اخوان فلما لم يسجدوا لله تذللا وخضوعا لو طمع ان يسجد يوم القيامة ليست دار تكليف. انما هي دار حساب وجزاء فلا يمكنون ولا يتمكنون من - 00:27:32ضَ
السجود خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة ابصارهم ذليلة ابصارهم قد علت الذلة وجوههم وانصارهم وجوه يومئذ خاشعة عامرة ناصب ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود هذا هو سببه وهم سالمون فاي مكان في الدنيا وكانوا سالمين وبامكانهم ان يسجدوا كانوا يدعون الى السجود فيابون وفيه انذار وتحذير - 00:27:54ضَ
لمن يتهون في هذه العبادة الجليلة قد ورد ذكرها في هذا الجزء في مواضيع عديدة. فاذا كان لا ينشد في الدنيا فهل يسجد في الاخرة فعلى الانسان ان يحرص يا اخوان - 00:28:30ضَ
على تربية ابنائي واهله ودعوة اخوانه الى المحافظة على هذه الصلاة فان لها شأنا عظيما وقدرا كبيرا عند الله عز وجل. نعم فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت لولا ان تداركه نعمة من رب - 00:28:44ضَ
فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. وان يكاد الذين كفروا ليزرقونك بابصار ويقولون انه لمجنون فذرني ومن يكذب بهذا الحديث. يعني وهذا الكافر العنيد المكذب بهذا الحديث. ما هو الحديث يا اخوان؟ هذا القرآن الجليل العظيم. لا تستعجل امره - 00:29:44ضَ
عقوبته. فان الله حليم يملي ولا يهمل. سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. اي يدنيهم من العذاب بدرجة درجة. ايش معنى استدراج؟ يدنيهم من العذاب درجة درجة. بحيث لا يشعرون قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مغرسون. هذا ليس ادراج - 00:30:34ضَ
فلما نسوا يعني تركوا ما ذكروا به فتحت عليهم النعم وجاءتهم من كل حدب وصوب فليشكروا الله عليها وظنوها نعمة تتتابع عليهم وهي نذور. وتحذير بالعقوبة والعذاب قال سفيان ابتليهم بالنعم واسلبهم الشكر. يعني معنى استدراج - 00:31:02ضَ
ابتليهم بي النعم واصلهم الشكر. فاذا كانت النعم تزيد والشكر ينقص هذا هو الاستدراج عياذا بالله فلا ينظر الى هذه النعم انها نعم محضة بل لا تكون نعما الا يا اخوان - 00:31:24ضَ
اذا قابلها العباد بالشكر ام ان يقابلوها بالتقصير وبالاهمال لا يفشى ان تكون استدراجا ولا قوة الا بالله وسلف صالح يا اخوان كانوا يخشون من كثرة النعم حتى ان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه لما قدم له افطاره وهو صائم - 00:31:45ضَ
وذكر اخوانه الاول السادة الغرر الاولين وتذكر منهم مصعب ابن عمير رضي الله عنه وارضاه قال قتل مصعب يوم احد وكان عليه برد ان غطي به رأسه بدت رجلاه وان غطيت رجلاه بدا رأسه - 00:32:06ضَ
وقال عليه السلام غطوا رأسه واجعلوا على رجليه من الاذخر واليوم فتح لنا من النعم ما فتح واعطينا منها ما اعطينا فنخشى ان تكون طيباتنا عجلت لنا مبشر بالجنة يا اخوان - 00:32:32ضَ
اعمال ابن عوف رضي الله عنه وارضاه. السابقين الاولين والعشرة المبشرين مع ذلك يخشى ان تكون هذه النعم التي جاءت في الدنيا طيباتهم وحظهم. ولا قوة الا بالله فالانسان لا ينظر الى النعمة على انها نعمة وكفاها - 00:32:56ضَ
يراها نعمة عندما تقيد بالشكر ويقابلها الناس يا اخوان بعبادة الله تعالى وطاعة المنعم بها قال تعالى ولو انها القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون - 00:33:15ضَ
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون لا يعلمون. يظنون انها نعم تأتيهم. من كل مكان. وهم يستدرجون ويمهلون ولا قوة الا بالله واملي لهم ان كيدي متين امهلهم. ان كيدي بهم كيدي بالكائدين. والعاصين المذنبين - 00:33:33ضَ
شديد ومتين انت تسألهم يا محمد اجرا على تبليغ الرسالة. فهم من غرم ذلك الاجر مثقلون كلا ما سأل محمد احدا شيئا ولاخذ محمد ولا غيره من الانبياء والرسل من الناس شيئا - 00:33:53ضَ
وتملوا يا اخوان قصص الانبياء في سورة الشعراء كل واحد منهم يقول لقومه وما اسركم عليه من اجر؟ لماذا؟ ان اجري الا على رب العالمين عندهم الغيب فهم يكتمون لديهم غيب - 00:34:13ضَ
فهم يكتبونه يشهد لهم ويدل على صحة ما ما هم في فلا غير لديهم ولا علم لديهم وما سألهم محمدا شيئا يثقلهم لكنه الهوى والليل الى الدنيا وشهواتها وملذاتها هي التي اطقتهم وجعلتهم يتمادون في ظلالهم - 00:34:31ضَ
اصبر لحكم ربك فانك باعيننا. نعم فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكلوم. اصبر يا محمد بحكم ربك الشرعي والقدري. ولا تكن كصاحب الحوت يونس عليه السلام - 00:35:00ضَ
الذي خرج من قومه مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه. وحصل له من الامر ما حصل. والقي في اليم والتقمه الحوت وهو فنادى ربه وهو مظلوم مغموم في الظلمات فنادى في الظلمات - 00:35:23ضَ
ودعوته العظيمة والتي كانت من اسباب تفريج كربته ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين قال عليه السلام دعوة اخي ذي النون ما دعا بها مكروب الا فرج الله كربه - 00:35:46ضَ
سمعت الملائكة صوته وهو يتضرع الى ربه وهو في بطن الحوت يجوب به البحار فقالوا صوت ضعيف معروف ببلاد غريبة. او صوت ضعيف بعيد من بلاد غريبة قال اما تعلمون عز وجل - 00:36:03ضَ
قالوا لا. قال هذا لعبدي يونس قالوا هذا الذي كان يصعد له عمل صالح ودعاء مستجاب. قال نعم قالوا الا ترحم ما كان يعمل في الرخاء فتنجيه من هذا البلاء - 00:36:28ضَ
فامر الله الحوت فقذفه العراء فشبه لولا ان تداركه نعمة من ربه. لنبذ بالعراء لولا ان تداركوا فضل به ونعمته ومنته لطرح في العراء وهو مذموم وقد نبذ في العراء لكنه نبذ في العراء ومحمود - 00:36:47ضَ
عليه الصلاة والسلام واصطفاه واختاره ربه. وجعله من الصالحين وفي اشارة الى الصبر وان المسلم يجب عليه ان يصبر. يصبر على طاعة ربه عن المعاصي والاثام ويصبر على الاقدار. المؤلمة. وان يكاد الذين كفروا ليزلكونك بابصارهم - 00:37:11ضَ
لما سمعوا الذكر يجزئونك وقيل يهلكونك قالوا نظر اليه نظرة كاد ان يصرعه وقيل بل يصيبونك بالعين. والعين حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. العين حق. ولو ان شيء يسبق قدرا لسبقت العين واذا استبسلتم - 00:37:38ضَ
تكاد الذين كفروا يشرقونك ويهلكونك اما بالنظر اليك نظرا حادا واما بالعين لما سمعوا الذكرى القرآن ذكر وصف بانه ذكر لمعان يا اخوان منها ها يا اخوان تأملوا فيها. شرف احسنت شرف شرف لك. يا عبد الله اذا انتميت اليه - 00:37:58ضَ
وانتسبت اليه وعملت بما فيه وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. اثنين تذكير فيه مواعظ التي لا توجد في غيره حتى ان ربنا لما ذكر فضائل القرآن ومزاياه صدرها بالوعظ. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم - 00:38:27ضَ
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. وايضا فيه ذكر كل شيء. احوال الامم والاحكام وغيرها. كما قال تعالى ونزلنا الكتابة تبيانا لكل شيء. وايضا باقي واحد يا اخوان ها من افضل ذكر الاحسان - 00:38:48ضَ
كونه ذكرا من الاذكار بل هو افضل الاذكار هذه اربعة معان لوصف القرآن الكريم بهذا الوصف. فهو ذكر لك ولقومك ويكاد الذين كفروا يسرقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون عود على - 00:39:09ضَ
تهمة التي اتهموا بها عقل الخلق واكرمهم صلوات الله وسلامه عليه وما هو الا بكم للعالمين؟ ما هو هذا الذكر الذي جئت به؟ الا ذكر للعالمين جميعا وفيه عموم رسالته صلى الله عليه - 00:39:31ضَ
وسلم فالقرآن ذكر ومحمد مذكر وداع للعالمين جميعا يدعوهم الى الرشاد والهدى والسداد. فكيف مع ذلك يوصف بهذه الاوصاف المشينة والتي تليق بقائليها ويكرم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. جزاك الله خير شيخ. اه نتمنى من الاخوة يتركون الشيخ اه يرتاح - 00:39:47ضَ
درسنا وقت طويل جزاكم الله خير - 00:40:18ضَ