(مكتمل) المحاضرات الجامعية في تفسير الآيات القرآنية

3- تفسير سورة ق ٩-١٥ | المحاضرات الجامعية في تفسير الآيات القرآنية 1430 | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ايها الاخوة الفضلاء سلام الله عليكم - 00:00:03ضَ

وبركاته. وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد مع تفسير القرآن العظيم المستوى السابع من قسم اللغة العربية وهذه الحلقة التي بين ايدينا هي الحلقة التاسعة عشرة هي الحلقة التاسعة عشرة نواصل فيها - 00:00:23ضَ

حديث عن هذه السورة الجليلة العظيمة سورة وتوقف بنا الكلام عند قوله سبحانه وتعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب لما قال سبحانه وتعالى حث الحث المكذبين حث من انكر البعث الجزاء والحساب حثه بقوله تعالى - 00:00:45ضَ

افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والارض مددناها والقينا فيها وانبتنا فيها من كل زوج بهيج لما حث في النظر في السماء والنظر في الارض قال - 00:01:11ضَ

سبحانه وتعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب اي ابصار هذه المخلوقات ابصار هذه المخلوقات ومشاهدتها بالبصر وما فيها من الايات العظيمة هي في الحقيقة تبصرة للعقل ودلالة وذكرى لكل عبد منيب اي خاضع خائف منيب راجع الى ربه يتفكر في نفسه ثم يعود الى خالقه - 00:01:31ضَ

وقوله تبصرة وذكرى اي هذا النظر في هذا الكون في السماء وما حوته والارض وما اشتملت عليه كل ذلك هو تبصرة لعمر قولهم تحريك لعقولهم وتذكير لهم في فيما لماذا خلقوا؟ لماذا خلق الله السماوات والارض - 00:02:05ضَ

ولذلك نلاحظ ان الله سبحانه وتعالى لما يذكر خلق السماوات والارض يبين الحكمة من ذلك. وما خلقنا السماوات والارض وما بين لاعبين وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. وكل خلق هذا الخلق انما خلقه الله الحكمة ليجازي - 00:02:27ضَ

على احسانه ويجازي المسيء على اساءته تتواصل الايات في بيان قدرة الله عز وجل على الجزاء والحساب والبعث والنشور فيقول سبحانه وتعالى ونزلنا ما من السماء لما لفت الانظار الى السماء وما خلق فيها ولفتها الانظار الى الارظ وما خلق فيها وبين الحكمة منه لفت الانظار - 00:02:47ضَ

لعقولهم وتذكير لهم في مآلهم. قال سبحانه وتعالى ايضا ونزلنا من السماء ماء مباركا مباركا اي كثير البركة والخير والنفع. فانبتنا به جنات وحب الحصيد. لاكل بني ادم انبت الله بهذا الماء المبارك الجنات الكثيرة وحب الحصيد - 00:03:17ضَ

لاكل بني ادم واكل بهائم لهم كلوا ورعوا انعامكم كلوا ورعوا انعامكم متاعا لكم ولانعامكم ومنافع لكم ولانعامكم. وخص من تلك المنافع بالذكر الجنات المشتملة على الفواكه اللذيذة من العنب والرمان والاتروج والتفاح وغير ذلك من اصناف الفواكه جنة - 00:03:45ضَ

قال سبحانه وتعالى بعد ذلك والنخل باسقات لها طلع نظيد. من النخيل ما هو باسق اي طويل والشيخ رحمة الله عليه يفسر كلمة الباسط بتفسير التفسير الاول هو انها عالية جدا ورفيعة - 00:04:13ضَ

ولذلك نلاحظ النخيل في طولها ها وعلو ارتفاعها. فيقول والنخل باسقات اي عالية جدا. طويلة والنخل باسقات لها طلع نظير. يقول عالية طويلة هذا التفسير الاول. او قد التفسير الثاني قد يراد بالطول هنا - 00:04:38ضَ

الطول في نفعها فهي طويلة النفع فينتفع الناس بثمرها مدة طويلة تمضي السنة والسنتان والثلاث اكثر على انتفاع بثمرها بخلاف الفواكه الاخرى التي يكون نفعها مدة يسيرة ثم تفسد اما التمر يحتمل ان يكون قوله باسقات اي طويلة المدى في نفعها. والشيخ رحمة الله عليه فسر - 00:04:59ضَ

كلمة فاسقات بتفسير التفسير الاول باسقاط اي طويلة في خلقتها وفي شكلها فهي طويلة فهي طويلة في خلقته وفي شكلها او طويلة في نفعها ومدة بقاء آآ ثمرها يقول هنا - 00:05:28ضَ

لها طلع نظير اي تخرج هذا الطلع الطلع الطيب المفيد للانسان وهذا الطلع يأتي على شكل النظيد اي المنضود المرتب ولذلك نلاحظ في في قنوانها وفي شماليخ في في شماريخ ثمرها انه يأتي نظيد اي منقود مرتب حبة حبة وآآ بشكله الجميل - 00:05:53ضَ

فاذا اخذنا الشمراخ من شماريخ هذه النخلة ومن ثمرها نجد الثمر منضود فيها اجده منضودا فيها مرتبا فيها فكلمة نظير بمعنى منضود اي تأتي تأتي ثماره مرتبة الواحدة فوق الاخرى - 00:06:20ضَ

قال رزقا للعباد اي ما هو رزق للعباد قوتا وادما وفاكهة يأكلون منه يدخرون هم ومواشيهم ومواشيهم وكذلك ما ما يخرج الله بالمطر مما هو اثره من الانهار التي على وجه الارض والتي تحتها من حب الحصيد. ولذلك يقول سبحانه وتعالى - 00:06:40ضَ

ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد احب الحصيد اي الحب المحصود وهو الزرع من الحبوب كالبر والشعير والدرة والارز ونحو وذلك كل ذلك من الزروع من الحبوب التي يحصلها الناس وينتفعون بها - 00:07:09ضَ

قال فان من فان اه في النظر في هذه الاشياء. اذا الحكمة من التفصيل في ما انزله الله من السماء انبت به على الارض من الاشجار المختلفة وانواعها وتعددها ما الحكمة؟ قال انظروا في هذه الاشياء فان في - 00:07:34ضَ

نظريها كمبصرة. فان في نظرها تبصرة يتبصر بها من من عمل جهل. من من عمل جهل الذي يجهل هذه الامور فانه يبصر بها وذكرى اي تذكر بها ما ينفع في الدنيا وما ينفع في الدين وما ينفع في الدنيا - 00:07:54ضَ

يتذكر بها من ما اخبر الله سبحانه وتعالى به واخبرت به رسله ورسله وليس ذلك لكل واحد بل لكل عبد منيب منيب من كل عبد منيب الى الله اي مقبل على على عليه بالحب والخوف والرجاء - 00:08:14ضَ

واجابة داعيه واما المكذب والمعرظ فما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون لو لو اه يعني امرناه بالتأمل في الكون وفي السماء وفي الارظ وما فيها والماء الذي ينزل من السماء الى الارض وينبت به الزرع والاشجار والنباتات المختلفة اذا لم يؤمن بهذه الايات - 00:08:34ضَ

فهو معرض فهو معرض قد عمي بصره وعميت بصيرته وحاصل هذا ان ما فيها من الخلق الباهر والشدة والقوة دليل على كمال قدرة الله تعالى وما فيها من الحسن والاتقان وبديع الصنعة وبديع الخلقة دليل على ان الله احكم الحاكمين - 00:09:04ضَ

وانه بكل شيء عليم. وما فيها من المنافع والمصالح للعباد. دليل على رحمة الله على حكمه على حكمته على رحمته على قدرته على علمه على رحمته التي وسعت كل شيء وجوده - 00:09:32ضَ

الذي عم كل حي وما فيها من عظم الخلقة وبديع النظام دليل على ان الله تعالى هو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا احد وانه الذي تنبغي - 00:09:51ضَ

العبادة والذل والحب له سبحانه وتعالى وما فيها من احياء الارض بعد موتها. دليل على احياء احياء الله الموتى ليجازيهم باعمالهم. ولذلك قال واحيينا به بلدة ميتة. احيينا بهذا الماء - 00:10:11ضَ

البلدة الميتة البلدة المغبرة الارض اليابسة الارض الخاشعة انزل من السماء ماء فتحركت وماجت وانبت من كل زوج بهيج كل ذلك دليل على قدرة الله على احياء الموتى ولذلك هنا يقول واحيينا به بلدة ميتا قال كذلك - 00:10:35ضَ

الخروج كما اخرجنا هذه النباتات من العدم وجعلناها في احسن صورة فان الله سبحانه وتعالى قادر على ان يخرج من تحت الارظ الى فوق الارظ من المخلوقات وممن مات وهلك وتمزقت اشلاؤه واصبح رفاتا وذهبت عظامه - 00:11:00ضَ

فان الله سبحانه وتعالى قادر على بعثه كما قدر على احياء هذه الارض الميتة. ولما ذكرهم سبحانه وتعالى هذه الايات السماوية وهذه الايات الارظية وخوفهم ولما ذكرهم خوفهم عاقبة الامم السابقة. ماذا كانت عاقبة الام السابقة؟ لما استمروا في غيهم وطغيانهم وتكذيبهم لرسلهم - 00:11:25ضَ

اه اه واستمرارهم في ظلالهم اصابهم ما اصابه من العذاب ولذلك يقول سبحانه وتعالى في المقطع الذي بعده وهو المقطع الثالث من هذه السورة يبين الله سبحانه وتعالى فيه ذكر هلاك - 00:11:55ضَ

الامم السابقة وسبب هلاكهم. والتحذير لهذه الامة وللمكذبين ان يحل بهم ما حل السابقة. يقول انتم انكرتم رسالة النبي وانكرتم وحدانية الله وحدانية الله وانكرتم البعث والجزاء والحساب. اتيناكم بالادلة القوية الباهرة العقلية التي - 00:12:15ضَ

لا ينكرها الا جاهل او متمرد فان لم ان لم تذعنوا وان لم تفكروا في انفسكم وتعودوا الى ربكم فانه سيحل بكم ما الامم السابقة. فاحذروا ان ينزل بكم من العذاب ما نزل بالامم السابقة. فيقول سبحانه وتعالى - 00:12:42ضَ

فيقول في تمام هذه الايات كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود وعادوا وفرعون واخوان نوح واصحاب الايكة وقوم تبع بل هم في لبس من خلق جديد اي كذب الذين من قبلكم من الامم - 00:13:08ضَ

السابقة كذبت رسلهم كذبوا رسلهم الكرام وانبيائهم العظام كقوم نوح عليه السلام فان الله ارسله الى قومه فاستهزأوا وسخروا منه وكذبوا وردوا رسالته فاهلكهم الله بالطوفان قال واصحاب الرس وهم قوم بعث اليهم رسول - 00:13:46ضَ

ردوا رسالته وكفروا به بل وصل بهم الامر الى ان قتلوا نبيهم ودفنوه تحت الارض ولذلك سموا بالرس. لانهم رصوا نبيهم تحت الارض. هذا على قول بعض المفسرين. والله سبحانه وتعالى هنا - 00:14:14ضَ

اجمل ولم يفصل لا بمكانهم ولا باسم نبيهم ولا بنوع العقاب الذي عوقبوا به وانما كما قال اصحاب الرس قال وسمود كذبوا نبيهم صالحا عليه السلام الذي جاءهم بالايات الباهرة فردوا رسالته وكذبوه فاهلكهم - 00:14:34ضَ

الله سبحانه وتعالى الصيحة وعاد قال وعاد عاد كذبوا نبيهم هودا عليه السلام فاهلكهم الله بالريح واخوان لوط فانهم كذبوا نبيهم لوط لما دعاهم الى عبادة الله والى الاخلاق الحسنة - 00:14:56ضَ

ابوه وردوا رسالتهم فاهلكهم الله بان طلب ديارهم عليهم واتبعهم الحجارة فماتوا عن اخرهم. قالوا اصحاب الايكة وهم اهل مدين ارسل الله اليهم شعيبا فردوا رسالته وكذبوه فاهلكهم الله عن اخرهم - 00:15:19ضَ

عذاب يوم الظل وبالصيحة قال وقوم تبع وقوم تبع قال وتبع كل ملك ملك اليمن كالزمان السابق وكل آآ من ملك الحبشة سمي نجاشي وكل من ملك مصر سمي فرعون وكل من ملك اهل اليمن سمي - 00:15:43ضَ

تتبع في ذلك الزمان السابق قبل الاسلام وقوم تبع كذبوا كذبوا رسولهم الذي ارسله الله اليهم ولم يخبرنا الله سبحانه وتعالى بتفاصيل هذا القوم وما جرى لهم وصف نبيهم ونوع الهلاك الذي حل بهم - 00:16:08ضَ

وانما جاء مجملا فنقف عند هذا القدر. قال ولم يخبرنا الله من هو ذلك الرسول. واي تبع من التبابعة لانه والله اعلم كان مشهورا عند العرب لكونه من العرب العرباء الذين لا تخفى - 00:16:31ضَ

ما مجرياتهم على العرب خصوصا مثل هذه الحادثة العظيمة. فهؤلاء كلهم كل كذب الرسل. كلهم كذبوا رسلهم وكل آآ انكر رسالة نبيه فحط عليهم وعيد الله وعقوبة كل كذب الرسل فحق وعيد - 00:16:51ضَ

اي حقا وعيد الله وعقوبته ولستم ايها المكذبون لنبينا محمد صلى الله الله عليه وسلم لستم خيرا واطهر من هؤلاء ولا رسلهم اكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم فاحذروا فاحذروا جرمهم لئلا يصيبكم ما اصابهم. ثم استدل سبحانه - 00:17:17ضَ

بالخلق الاول وهو المنشأ الاول. انكرتم البعث فتذكروا تذكروا خلقكم انتم. فالذي خلقكم الخلق الاول قادر على ان يخلقكم مرة اخرى وهو المنشأ الاول على الخلق الاخر. وهي النشأة قياس النشأة الاخرى على النشأة الاولى. فكما ان الذي اوجدكم من العدم - 00:17:47ضَ

قادر على ان يعيدكم بعد موتكم وصيرورتكم الى الرفات والرمم. فقال سبحانه وتعالى افعيينا اي اعجزنا وضاعفت قدرتنا بالخلق الاول ليس الامر كذلك فلم نعجز ونعي عن ذلك وليسوا في شك من ذلك. وانما هم في لبس. هم لا يشكون بان الذي خلقهم قادر على ان يخلقهم - 00:18:14ضَ

مرة اخرى بل هم في لبس في شك في لبس من خلق جليل هذا الذي شكوا فيه والتبس عليهم امره مع انه لا محل للبس فيه لان الاعادة اهون من الابتلاء كما قال سبحانه وتعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم - 00:18:40ضَ

ويعينه وهو اهون عليه. اذا ختاما لهذا المقطع في اثبات قدرة الله على البعث بادلة عظيمة. اولها النظر في الكون في السماوات وفي الارض وما بينهما ثم النظر في خلق الانسان. انظر في خلق السماوات والارض. ثم انظر في نفسك الذي خلقك اول مرة قادر على ان يخلقك مرة اخرى - 00:18:59ضَ

لعلنا نقف عند نهاية المقطع الثالث ونستكمل المقطع الرابع في لقاء قادم باذن الله استودعكم الله وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته - 00:19:24ضَ