شرح العقيدة الواسطية

(٣) شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

محمد ابن طوق المري

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال الله قال وذروا الذين يلحدون في اسمائه ما معنى الالحاد في اسمائه سبحانه وتعالى - 00:00:00ضَ

طب مين دلوقتي ؟ وحشني. احسنت. والميل بها عن الواجب فيها. لو ذكرتم سورة من صور الالحاد في الاسماء الحسنى. انكار ما تدمنوه من الصفات. احسنت. احسنت لماذا اثر شيخ الاسلام ابن تيمية استعمال لفظ التحريف آآ لفظ التأويل - 00:00:20ضَ

بسبب ايه؟ نعم؟ السبب الاول هو انكار التحرير هو الوارد في الشرق يشرفونا كتير من المواضيع. نعم. احسنت. احسنت. هو دل على المراد التحريف. احسنت احسنت احسنت بارك الله فيكم. اثار استعماله في التحريف في التأويل. بان لفظ التحريف هو الوائل في الفاظ الكتاب والسنة - 00:00:50ضَ

الثاني انه ادل على المقصود فالتأويل له معان وليست كلها مذمومة يعني قد يطلق مثلا على التفسير وقد سبقت تفسير هذا امس. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين رحمه الله تعالى - 00:01:20ضَ

لانه سبحانه وتعالى لا سمي له ولا كفؤ له. ولا سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه ولغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم رسلوا صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليهم ما لا يعلمون. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما - 00:01:40ضَ

والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصف وسلم على المرسلين بسلامة ما قالوه من الناقص والعين. وهو سبحانه قد جمع فيما صفا وسمى به نفسه بين النفي والاقبال. فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فانه الصراط المستقيم - 00:02:10ضَ

الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. نعم احسنتم بارك الله فيكم. احسنتم بارك الله فيكم قال رحمه الله ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. كما قال الامام مالك الاستواء - 00:02:40ضَ

معلوم وكيف مجهول؟ واهل السنة والجماعة قاطبة لسان حالهم ومقادهم في جميع صفات الله تعالى ما قاله الامام مالك في صفة الاستواء. قال رحمه الله لانه سبحانه لا سمي له. وهذا مأخوذ - 00:03:00ضَ

من قوله تعالى هل تعلم له سميا؟ وهي استفهام انكاري معناه النفي. المعنى انه سبحانه فهنا مثيل له. هو سبحانه لا سمي له. اي لا مثيل له. وايضا يدخل في معنى الاية انه لا - 00:03:20ضَ

له يستحق مثل اسمه انه لا نظير له يستحق مثل اسمه. فاسماؤه سبحانه وتعالى لما تختص به من الجلال والعرش والكمال لا يشركه فيها غيره. فهذان معنيان في تفسير الاية كلاهما صحيح. لا مثل له ولا نظير - 00:03:40ضَ

وله يستحق مثل اسمه. قال ولا كفؤ له كما قال تعالى ولم يكن له كفوا احد. اي لا مكافئ له ولا مساوي. قال ولا ند له. كما قال تعالى الا فلا تجعلون لله اندادا وانتم تعلمون. وهذه الثلاثة السمي والكفؤ والند متقاربة في المعنى. فالله سبحانه وتعالى - 00:04:00ضَ

لا مثل له ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. قال ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى يعني انه لا يجوز استعمال شيء من الاقيسة التي ترتظي مماثلة والمساواة في هذا الباب - 00:04:20ضَ

ويدخل في ذلك نوعان من الاقيسة. النوع الاول قياس التمثيل المعروف عند الفقهاء والاصوليين. وهو الذي يلحق فيه الفرع باصل في حكم لجامع بينهما كالحاق النبيل بالخمر في الحرمة بجمع الاسكار - 00:04:40ضَ

فقياس تمثيلي هذا مبني على وجود مماثلة بين الفرع والاصل. والله عز وجل لا يجوز بشيء من خلقه. والنوع الثاني من القياس الممنوع. قياس الشمول المعروف عند المنطقيين. وهو والاستدلال بكلي على جزئي بواسطة ذلك الجزئي مع غيره تحت هذا الكلية - 00:05:00ضَ

والاستدلال بكلي على جزئي بواسطة اندراجي. كذلك الجزئي مع غيره تحت هذا الكلي. فيعرف حكم كل جزئي كقولهم كل ذهب معدن وكل معدن يتمدد بالحرارة ختان النتيجة فكل ذهب يتمدد بالحرارة. وكأن تقول الزاني فاسق. والفاسق ترد شهادته. النتيجة - 00:05:30ضَ

الزاني ترد شهادته. وتقول مثلا كل فاعل مرفوع. وكل مرفوع معرب. النتيجة كل فاعل معرب. وتقول مثلا النبيذ مسكر. وكل مسكر حرام. النتيجة النبيذ حرام. هذا يسمى عند المنطقيين بالقياس الاقتراني يسمى بالقياس الاقتراني يدرج يدرس في مبحث الاستدلال من كتب المنطق - 00:06:00ضَ

فهذا القياس لا يستعمل في حقه تعالى. لانه مبني على استواء الافراد المندلجة تحت ولذلك يحكم عليها جميعا بما حكم به على الكلي. ومعلوم بانه لا مساواة بين الله تعالى - 00:06:30ضَ

وبين شيء من خلقه. الخلاصة ان هذين القياسين لا يستعملان في حقه تعالى. لماذا؟ لانهما يقتضيان مساواة الله تعالى بخلقه وهو سبحانه ليس كمثله شيء. وانما يستعمل في حقه تعالى قياس الاولى. ومضمونه ان كل كمال لا نقص فيه بوجه - 00:06:50ضَ

بين وجوهي فالخالق اولى به. وظنونه ان كل كمال لا نقص فيه بوجه من من الوجوه فالخالق اولى به وهذا من معنى قوله تعالى ولله المثل الاعلى اي نصف الاعلى فيدخل في معنى الاية ان كل صفة كمال وكل كمال - 00:07:10ضَ

في الوجود لا نقصى فيه فالله احق به. فالذي يصح في هذا المقام من القياس انما هو قياس الاولى دون قياس التمثيل قال رحمه الله فانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيل واحسن حديثا من خلقه ثم رسله - 00:07:30ضَ

مصادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. هذا الذي قاله هنا تعليل لما سبق تقريره من ان الواجب ففي هذا الباب هو ان نصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ويتجاوز القرآن والحديث لانه - 00:07:50ضَ

اذا كان الله عز وجل اعلم بنفسه وبغيره. وكان اصدق قولا واحسن حديثا من خلقه. وكان رسله الصلاة والسلام صادقين مصدقين في كل ما يخبرون به عن الله تعالى شنو النتيجة؟ النتيجة ان الواجب التعويم - 00:08:10ضَ

على ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. وان نضرب صفحا عن اقوال الذين يقولون على والله ما لا يعلمون. تقرأ في كتب عقيدتهم قديمها وحديثها. تقرأ مائة صفحة واكثر - 00:08:30ضَ

اتجد فيها اية ولا حديثا؟ لكنك تجد في كل صفحة قاتل حكماء. تقال المعلم الاول ونحوها من العبارات ولا تجد اية ولا حديثا. اللهم الا ان يكون ذلك على السنة الخصوم. ويتبعون ذلك بتأويلها الذي هو تحريف لها. هذا في - 00:08:50ضَ

والسنة المتواترة. اما الاحاد فلا يجب الاشتغال بها عندهم حتى على سبيل التأويل. فهذان منهجان متميزان غاية التمايز. منهج الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام. ومنهج الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فاختر لنفسك. واريد ان اذكر هنا شيئا حتى يكون منهجا نرجع اليه. ونستحضره - 00:09:10ضَ

في كل ما سيأتي مما يتعلق باسماءه والصفات. وهو ان نبينا صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق بالله واقدرهم على البيان والافصاح. واحرصهم على هداية الخلق. ومع كمال علم النبي - 00:09:40ضَ

صلى الله عليه وسلم بربه وكمال فصاحته وابانته. وكمال نصحه للامة يستحيل مع في معي هذه الثلاثة يستحيل ان يريد بكلامه غير ظاهره في اشد ما تحتاج اليه الامة وهو العلم بالله - 00:10:00ضَ

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ينزل ربنا ويقول انكم سترون ربكم. ويقرر الجارية على انه سبحانه وتعالى في السماء. ثم سيكون المقصود بكل ذلك خلاف ظاهره هذا من ابين المحال وهو طيب باطل. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى قصة - 00:10:20ضَ

حصلت لشيخه عبد الله ابن تيمية. وهو اخو شيخ الاسلام احمد ابن تيمية. ذكرها في فصل عقده في الصواعق المرسلة. في انه يستحيل مع علم المتكلم وفصاحته ونصحه ان يريد بكلامه غير ظاهره. ذكر قصة حصلت - 00:10:40ضَ

في عبد الله ابن تيمية مع بعض الدهمية. وكيف انه افحم هذا الجهمية بتقرير مسألته على هذا الوجه. انه يستحيل مع توفر هذه الثلاثة ايها الاكرام غير ظاهره. وكأن ابن القيم كان مستحضرا هذه القصة حين قرر هذا المعنى في النونية - 00:11:00ضَ

في احسن تقرير حين قرر هذا المعنى في النونية باحسن تقرير والطف اسلوب فقال رحمه الله تعالى الفساد المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان. ماذا تقول؟ اكان يعرف ربه - 00:11:20ضَ

هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا كل النصيحة ليس بالخوان ام لا؟ وهل حاز بلاغة كلها فاللفظ والمعنى له طوعان فاذا انتهت هذه الثلاثة فيه كاملة مبرأة من النقصان - 00:11:40ضَ

فلاي شيء عاش فينا كاتما للنفي والتعطيل في الازمان يعني ما قال مرة واحدة ينزل امر ربنا او ينزل ملك من ملائكته بالله وناصح للامة وقادر على الابانة فلماذا لم يصرح ولا مرة واحدة بانه استولى وليس وليس استوى فلماذا - 00:12:00ضَ

لم يصرح ولا مرة واحدة بانه استولى وليس استوى. او بانه ينزل امره او ينزل ملك من ملائكته وليس ينزل هو سبحانه وتعالى. فرحمه الله فباي شيء عاش فينا كاتما للنفي والتعطيل في الازمان بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح موضحة لكل بيان - 00:12:20ضَ

ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحتموه في ربنا الرحمن. ابعزه عن ذاك؟ ام تقصيره في النصح؟ ام لخفاء هذا الشأن حاشاه بلدة وصفكم يا امة التعطيل للمبعوث بالقرآن. وهذا الدليل كما ذكر ابن القيم رحمه الله يقضي التعطيل - 00:12:40ضَ

للبطلان ثم قال رحمه الله ولهذا اي لما تقدم من كمال كلام الله تعالى وكمال كلام رسوله صلى الله وسلم قال سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح - 00:13:00ضَ

نفسه اي نزه نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل هذا في قوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلم على المرسلين ما قالوه من النقص والعيب. هذا في قوله تعالى وسلام على المرسلين. بغي ان تقول وحمد نفسه لما له من نعوث - 00:13:20ضَ

مال واوصاف الجلال وحميد الفعال فهو المستحق لجميع انواع الحمد وحده لا شريك له وهذا في اخر السورة والحمد لله رب العالمين. ثم قال شيخ الاسلام رحمه الله وهو سبحانه قد - 00:13:40ضَ

جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. لما بين فيما سبق ان اهل السنة والجماعة يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه سهوا بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. بين هنا ان من ذلك ما هو اثبات ومنه ما هو نفي. وكلاهما - 00:14:00ضَ

يجري في الاسماء والصفات من الاثبات في الاسماء الرحمن الرحيم الكريم الخبير ومن النفي في الاسماء السبوح القدوس السلام ولاحظ ان هذا النفي ليس في لفظها بل في حقيقتها فهو نفي في المعنى لا في المبنى. هو نفي في المعنى لا في المبنى. ومن الاثبات في الصفات الرحمة - 00:14:20ضَ

المغفرة الكرم ومن النفي في الصفات نفي الظلم والسنة والنوم وينبغي ان تعلم ان كل نفي في هذا الباب فالمقصود به اثبات كمال الضد لله سبحانه وتعالى. لا مجرد النفي لان النفي - 00:14:50ضَ

اللحظة ليس كمالا فالنفي قد يكون لعدم قابلية المحل كما لو قلت فالجدار لا يظلم. وقد يكون العجز كما في قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل. السائر يهدون بهذا هم لا يغدرون ولا يظلمون - 00:15:10ضَ

لكن هذا لعجزهم ومثله قول اخر لكن قومي وان كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وانهانا يجزون من ظلم اهل الظلم مغفرة ومن اساءة اهل السوء احسانا كان ربك لم يخلق لخشيته سواهم في جميع الناس - 00:15:30ضَ

فليت لي بهم قوما اذا ركبوا شنوا الاغارة فرسانا وركبانا. فهذا النفي هنا ليس من ليسوا من الشر في شيء لا يظلمون سببه عزهم ليس مدحا. لذلك اذا وجدت نفيا في هذا الباب فالمقصود به اثبات كمال الضد - 00:15:50ضَ

مثلا ولا يظلم ربك احدا. نفي الظلم هنا يتضمن كمال عدله سبحانه وتعالى. وتوكل على الحي الذي لا يموت. نفي الموت عنه يتضمن كمال حياته. ولقد خلقنا السماوات والارض وبينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. نفي اللوب والتعب والاعياء نفي - 00:16:10ضَ

يتضمن اثبات كمال قدرته سبحانه وتعالى. وطريقة القرآن والسنة في هذا الباب التفصيل في الاثبات والاجمال في النفي هذا الغالب. وذلك لان التفصيل في الاثبات ابلغ في المدح. لذلك تجد الصفات الثبوتية كثيرة في الكتاب والسنة - 00:16:30ضَ

كسميع والبصير والعليم والقدير والغفور والرحيم. والاجمال في النفي اكمل في التنزيه من التفصيل. لذلك لذلك تجد الصفات السلبية قليلة. كنفي الظلم واللغوب والغفلة. ويكون التفصيل في النفي لمصلحة مقتضى ذلك - 00:16:50ضَ

مثلا ومسنا من لغوب هذا رد هذا التفصيل في النفي رد على اليهود. ولما ادعى النصارى الواد لمن جاء التفصيل في النفي عن دعاوي الرحمن وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ويدا. فالتفصيل في النفي يكون لمصلحة افترضته. والا - 00:17:10ضَ

الاصل هو الاجمال في النفي. ثم قال رحمه الله فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فرع على ما تقدم من صدق المرسلين - 00:17:30ضَ

وسلامة ما قالوه من النقص والعيب انه لا يصح العدول عما جاءوا به. لانه الطريق السوي الذي لا انحراف فيه والطريق المستقيم لا يكون الا واحدا. من زاغ عنه او انحرف فقد فارقه الى طرق الضلال وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه - 00:17:50ضَ

تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله. فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين وشهدائي والصالحين وحسن اولئك رفيقا. هذا اخره والله تعالى اعلم. بارك الله فيكم - 00:18:10ضَ

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك امين واياكم بارك الله فيكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:18:30ضَ