التفريغ
بشرى لنا يا راغب في كل علم نافع متطلعا لزيادة يأتيك ميسورا باي مكان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:00:00ضَ
انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه متفق عليه هو اول حديث خرجه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه - 00:00:29ضَ
ثم كرره في مواضع عدة وكذلك ايضا خرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى الصحيح وهذا الحديث تظافرت وتظاهرت كلمات العلماء والائمة على مكانته وجلالة قدره قال الامام احمد اصول الاسلام - 00:00:51ضَ
على ثلاثة احاديث وذكر منها هذا الحديث وكذا قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى انه يدخل في سبعين بابا من ابواب العلم. قال بعض العلماء تعليقا على كلمة الامام الشافعي - 00:01:16ضَ
لا يقصد لا يقصد بالسبعين الحصر. وانما يقصد انه يدخل في كل ابواب العلم وهو كذلك هذا الحديث جامع لامور الخير كلها فحري بالمؤمن الذي يريد نجاة نفسه ونفعها ان يفهم معناه - 00:01:36ضَ
وان يكون نصب عينيه في جميع احواله واوقاته ففيه الاخلاص للمعبود وهو شرط لكل قول وعمل. ظاهرا وباطنا فمن اخلص اعماله لله متبعا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:56ضَ
فهذا الذي عمله مقبول قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات هذا الاسلوب يسمى اسلوب الحصر بمعنى حصر الحكم المذكور ونفيه عما عداه من يقول مثلا انما الكريم حاتم. المقصود لا كريم الا حاتم - 00:02:14ضَ
وقد يكون الحصر مطلقا كما قال الله عز وجل انما الهكم الله وقد يكون الحصر ليس مطلقا قد يأتي ما يقيده كما قال الله عز وجل عن نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام - 00:02:43ضَ
انما انت منذر انما انت منذر. جاء ايضا قوله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. فقد لا يكون الحصر مطلقا قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات. الظاهر والله تعالى اعلم ان الحصر فيه مطلق - 00:03:02ضَ
وبناء على هذا فما المقصود لقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ما المقصود بالاعمال وما هو الكلام المحذوف انما الاعمال هل المقصود انما تصح الاعمال بالنيات ام المقصود - 00:03:29ضَ
انما الاجر على الاعمال بحسب النيات نعم في هذا وجهان الوجه الاول اذا كان المقصود بالاعمال وهي من وهي من اول ما يدخل في الحديث القربات المحضة مثل الصلاة ومثل - 00:03:55ضَ
الصيام ونحو ذلك فان المقصود والله تعالى اعلم والمضمر هنا انما تصح الاعمال بالنيات فلا تصح الصلاة لا بنية ولا يصح الصيام الا بنية ولا يصح الحج الا بنية وهكذا - 00:04:16ضَ
فالاعمال لا تحصل ولا تكون الا بالنية فهذا مدار صحتها وفسادها وكمالها ونقصها فمن نوى فعل الخير وقصد به وجه الله فله من الثواب والجزاء. الجزاء الكامل الاوفى ومن نقصت نيته وقصده نقص ثوابه - 00:04:40ضَ
هل هذه الجملة تكرار محض في الجملة السابقة الجواب كلا بل تضمنت هذه الجملة الثانية وهي قوله عليه الصلاة والسلام وانما لكل امرئ ما نوى تضمنت معاني عظيمة بل تضمنت منحا ربانية جليلة - 00:05:04ضَ
الجملة الاولى فيها ربط الاعمال بالنيات واما الجملة الثانية ففيها ان الجزاء من رب العالمين على قدر نية من نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هنا ملحظ مهم للمعلمين - 00:05:29ضَ
الا وهو يحسن اذا ذكر المعلم فائدة او قاعدة ان يذكر مثالا عليها وهكذا في هذا الحديث النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لما ذكر هذه القاعدة العظيمة الجليلة - 00:05:55ضَ
ان الاعمال بالنيات ذكر على هذه الاعمال مثالا الا وهو الهجرة كيف تكون قربة وطاعة بحسب النية وكيف لا تكون كذلك بحسب النية فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله - 00:06:15ضَ
هذا من بديع البلاغة جرت العادة في كلام العرب ان يقول الانسان من جاءني اكرمته ولا يقول من جاءني جائني لكن في هذا الحديث جعل جواب الشرط هو ذات فعله - 00:06:41ضَ
فقال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هجرته الى الله ورسوله هذا كأنه يقول من كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فيكفيه اجرا ورفعة ومكانة انه الى الله تعالى ورسوله - 00:07:00ضَ
نعم وهذا قد يقال في لغة العرب كما يقال من قصد فلانا فقد قصد فلانا اذا كان شهيرا مثلا بالنجدة او الاكرام او نحو ذلك. كانه يقول يكفي ان ان احيلكم الى ما استقر في اذهانكم - 00:07:23ضَ
من كرمه او شهامته او نحو ذلك فقوله عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله هذا من اساليب البلاغة العظيمة يكفيه انه قد هاجر الى الله ورسوله وماذا اعظم من ذلك قصدا ونية ان يكون ان تكون هجرته وارادته - 00:07:41ضَ
الله تعالى ورسوله النية هي القصد للعمل تقربا الى الله وطلبا لمرضاته وثوابه سيدخل في هذا نية العمل ونية المعمول له وهو الله سبحانه وتعالى ما المقصود بالنية في قوله صلى الله عليه واله وسلم انما الاعمال بالنيات - 00:08:05ضَ
تدور النية في كلام العلماء على معنيين اثنين نذكر نعرفهما اولا او نذكرهما اولا بالمثال المعنى الاول يقول القائل نويت ان اصلي صلاة الظهر نويت ان اصلي الفريضة امسكت عن الطعام والشراب لكن ليس لست ناويا للصيام - 00:08:32ضَ
ونحو ذلك. فالمقصود بها في هذا المعنى تمييز العبادات بعضها من بعض وكذا تمييز العبادات من العادات تمييز العبادات بعضها من بعض كمن ينوي صلاة الظهر ليست صلاة العصر او ليست السنة - 00:08:56ضَ
واما تمييز العبادات عن العادات فتمييز الصيام مثلا امسك عن المفطرات بنية الصيام ولم يكن بنية مثلا التخفيف او الصحة او غير ذلك هذان هذا المعنى الاول من معاني النية. المعنى الثاني - 00:09:16ضَ
من معاني النية من هو المقصود بالعمل هل المقصود وجه الله تعالى والدار الاخرة هل المقصود رضوان الله تعالى ما المقصود غير الله عز وجل رياء او سمعة او نحو ذلك - 00:09:35ضَ
ولهذا قال الامام عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى كلمة معناها رب عمل صغير تعظمه النية. يعني بصحة القصد والاخلاص لله. ورب عمل عظيم تحقره النية اي بضد ذلك تجري النية في المباحات والامور الدنيوية - 00:09:51ضَ
فان من قصد بكسبه واعماله الدنيوية والعادية. الاستعانة بذلك على القيام بحق الله. وقيامه بالواجبات والمستحبات واستصحب هذه النية الصالحة في اكله وشربه ونومه وراحته ومكاسبه انقلبت عاداته عبادات وقد جاء التوجيه الى هذا بقوله صلى الله عليه وسلم - 00:10:15ضَ
انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعل في في اي فم امرأتك اخرجه البخاري ومسلم ان المباحات تصير بالنيات الصالحات قربات كما تقدم - 00:10:43ضَ
التمثيل عليها نعم ومن الامثلة على ذلك ما جاء في السنة ما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قوله انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اثبت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك - 00:11:07ضَ
يكون الانسان يطعم اهله هذا بالنية الصالحة باداء ما ما اوجب الله عليه وبالنية الصالحة هذا يؤجر عليه الانسان. الجهر بالنية بعض الناس مثلا يقول نويت ان اصلي لله تعالى فرض الظهر اربع ركعات - 00:11:31ضَ
هل هذا له اصل الجواب لم يكن على هذا النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا صحابته الكرام. وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد - 00:11:56ضَ
الله عز وجل مطلع على ما في القلوب وهو سبحانه وتعالى يعلم ان الانسان ما نهزه الا الصلاة ولا اخرجه ولا اقامه الا الصلاة. فهو تبارك وتعالى يعلم فهل يريد الانسان ان يعلم الله تعالى بما هو به اعلم - 00:12:12ضَ
ولهذا فان التلفظ بالنية في العبادة مما لم يرد عليه دليل هو من البدع المحدثة ولذلك ينبغي الحذر من مثل هذا. فان الله تبارك وتعالى يعلم يعلم ان ان العبد - 00:12:31ضَ
اراد هذا العمل ويعلم سبحانه وتعالى من اراد العبد بعمله هذا برنامج اكاديمية زاد علم يزداد - 00:12:50ضَ