التفريغ
هذه هي القاعدة الاولى وقد تقدم تقريرها فيما مضى وهو ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بان الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر. اي كانوا مقرين بتوحيد الربوبية لا ينازعون فيه - 00:00:00ضَ
ولا يحتاجون فيه الى مزيد تعليم. ومع ذلك فعلمهم واقرارهم بهذا لم يدخلهم في الاسلام والشيخ رحمه الله يسوق هذا الكلام لمشركي زمانه الذين يطوفون بالاضرحة والقبور ويدعونها من دون الله - 00:00:20ضَ
وينذرون لها النذور ويقولون في نفس الوقت نحن مؤمنون نحن مقرون بان الله هو الخالق المالك كبر الرازق وانه هو منزل المطر وهو مدر الضرع ومنبت الارض يقرون بهذا ان اقرارهم بهذا هو الايمان. فبين الشيخ رحمه الله ان هذا ليس هو فيصل التفرقة بين - 00:00:40ضَ
بين المؤمنين والكفار. بل فيصل التفرقة بين المؤمنين والكفار هو توحيد العبادة. والا فمجرد الاقرار بان الله هو الخالق. لا خالق سواه. وانه المالك لا مالك سواه وانه المدبر لا مدبر سواه. هذا لا ينقلهم - 00:01:10ضَ
الى دائرة التوحيد ولا يجيهم من عذاب النار يوم القيامة. ولاجل ذا نرى ان عموم البشرية مقرون بهذا المعنى لا يكاد يعرف احد انكر توحيد الربوبية الا افراد شذاذ في الافاق - 00:01:30ضَ
كفرعون الذي قال وما رب العالمين والنمرود الذي قال انا احيي واميت بعض الافكار البائدة كالشيوعية التي تقول لا اله والحياة مادة ونحو ذلك. اما عامة بني ادم من اليهود - 00:01:50ضَ
والمجوس والوثنيون فانهم يقرون باله خالق مالك مدبر. وقد كان مشرك العرب الذي كان نبينا صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم يذكرون الله حتى انهم لما شرعوا في كتابة صلح الحديبية املى النبي صلى الله عليه وسلم على - 00:02:10ضَ
فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم. فقال مندوب قريش سهيل بن عمرو ما نعرف الرحمن ولا الرحيم. ولكن طب باسمك اللهم فكانوا مقرين بالله عز وجل. ويتقربون اليه ببعض انواع العبادة - 00:02:30ضَ
لكنهم يفسدون ذلك بالشرك. واوضح دليل على اقرارهم بالخلق والملك والرزق والتدبير. هذا الاية التي ساق الشيخ قل من يرزقكم من السماء والارض؟ هذا السؤال الاول امن يملك السمع والابصار؟ سؤال عن الملك - 00:02:50ضَ
ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. سؤال عن التدبير. اذا الرزق والملك والامر وجواب هذه الثلاث جميعا فسيقولون الله. فقل افلا تتقون. فما اعظم النكير عليهم وعلى امثالهم من مشركي الزمان. القاعدة الثانية التقى الشيخ رحمه الله درجة ثانية في بيان - 00:03:10ضَ
في حال حال هؤلاء المشركين من مشرك الزمان ليقارنهم بالمشركين الاوائل. فهؤلاء فاولئك الاوائل يبررون شركهم بالله وعبادتهم غير الله بامرين بالقربى بطلب القربى والشفاعة. فيقول الله تعالى حاكيا عنهم. انا لله الدين الخالص. هذا هو الاصل - 00:03:40ضَ
الذين اتخذوا من دونه اولياء اي المشركون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. اي يزعمون انهم ما عبدوا هؤلاء الاولياء والانداد والشركاء الا ليقربوهم الى الله. اي بمعنى ان هؤلاء - 00:04:10ضَ
لم يتنصلوا من عبادة الله ولكنهم اتخذوا هذه الوسائط يتقربون اليها الى الله لتقربهم الى الله زلفى. ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ان الله يحكم بينهم فيما فهم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. فحكم الله تعالى عليهم بالكذب في مقالتهم وبالكفر - 00:04:30ضَ
في في حكمهم فمقالتهم كذب لانها مخالفة للواقع. وحكمهم انهم كفار لم يشفع لهم وانهم ما عبدوهم الا ليقربوهم الى الله زلفى. وهذه الدعوة يرعاكم الله هي الدعوة التي يدعيها سدنة القبور - 00:05:00ضَ
والطائفون بالاضرحة الذين ينادون الاموات يقولون هؤلاء لهم مقام هؤلاء لهم جاه عند الله نعم من نحن؟ نحن متلطخون بالذنوب والمعاصي؟ لا نستطيع ان ان ندخل على الملك في سلطانه لابد لنا من وساطات - 00:05:20ضَ
هكذا زين لهم الشيطان صور لهم ان القربى والشفاعة عند الله عز وجل كالشفاعة عند ملوك الدنيا وهذه ورطة عظيمة وقع فيها المشركون الاوائل والمشركون الجدد. قال الله تعالى عن دعواهم في الشفاعة - 00:05:40ضَ
قال ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. ظنوا ان هؤلاء الذين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا يشفعون لهم عند الله. وهذه دعوة باطلة بنوها على اساس - 00:06:00ضَ
حيث ظنوا ان الشفاعة عند الله كالشفاعة عند ملوك الدنيا. وتأملوا الفرق الكبير ايها الاخوان. ان ملوك الدنيا يقبلون شفاعة الشافعين ان رغبة او رهبة. اما رغبة في استمالة الشافع. واتخاذ يد عنده - 00:06:20ضَ
واما رهبة من شره واتقاء لكيده. فلذلك يقبلون وجهاتهم. اما ربنا سبحانه وبحمده فلا يستقل من فلا يستكثر بنا من قلة ولا يستعز بنا من من ذلة. بل هو الغني بالرحمة سبحانه وبحمده. فالله تعالى - 00:06:40ضَ
لا احد يشفع عنده الا باذنه. فالشفاعة عند الله لا تصح الا بشرط طيب اذن الله للشافع ان يشفع ورضاه عن المشفوع له. وهذان الشرطان يدلان على ان الشفاعة له جميعا. وان الله تعالى هو مالكها وهو الذي يمنحها من شاء. لا انها تفرض عليك او يدخل - 00:07:00ضَ
بها عليه سبحانه وبحمده. يقول الله عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. اي لا احد يشفع الا بعد اذنه. ويقول سبحانه ولا يشفعون الا لمن ارتضى. اي الملائكة لا يشفعون الا لمن - 00:07:30ضَ
اي لمن رضي الله ان يشفع له. وجمع الله هذين هذين الشرطين في سورة النجم. فقال سبحانه وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. اذا - 00:07:50ضَ
اذا كان لا احد يشفع عنده الا باذنه. ولا يمكن ان يشفع لاحد الا وهو مرضي عند الله عز وجل. فلم الشفاعة اذا لقاء يقول فلم الشفاعة اذا؟ والجواب عن ذلك ان يقال ان في الشفاعة اكرام للشافع - 00:08:10ضَ
واظهار لمنزلته وقدره ورحمة بالمشفوع له. هذا هو الحكمة من الشفاعة. ان فيها اكراما للشافع ورفعة ورفعة لمنزلته على رؤوس الملأ وفيها رحمة للمشفوع له. فلاجل ذا قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فالله تعالى لو تأملنا لو - 00:08:30ضَ
تدعي انه في كتابه ذكر شفاعة منفية وشفاعة مثبتة. اصل الشفاعة في اللغة مأخوذة من شفع والشفع ضد الوتر. فالشفع هو الزوج او العدد الزوجي. والوتر هو الفرض او العدد - 00:09:00ضَ
فوجه تسمية الشفاعة شفاعة لان الشافعي انضم لان الشافعي انضم الى المشفوع له صار شفعا بعد ان كان المشفوع له وترا. هذا اصل وظعها في اللغة. ومعنى الشفاعة في الاصطلاح سؤال الخير - 00:09:20ضَ
للغيب. سؤال الخير للغيب. واقرب معانيه المتداولة عندنا ما يسمى الان بالواسطة. هذه هي الشفاعة. ولو اما في كتاب الله لوجدنا ان الله تعالى في مواضع ينفي الشفاعة. وفي مواضع يثبتها مشروطة. فمن شواهد نفي الشفاعة - 00:09:40ضَ
قول الله عز وجل فيما استدل به المصنف يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي هي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. ما ذلك اليوم؟ يوم القيامة. فنفى الله تعالى الشفاعة. ما هذا - 00:10:00ضَ
الشفاعة المنفية؟ هي الشفاعة التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله او فيما هو ملك فلا تنفعهم هذه الشفاعة كما قال في الاية الاخرى فما تنفعهم شفاعة الشافعين. هذه هي الشفاعة - 00:10:20ضَ
طيب ما هي الشفاعة المثبتة؟ الشفاعة المثبتة هي التي اثبتها الله تعالى بشروطها فهي التي تطلب من الله سبحانه يتحقق فيها شرطان كما اسلفنا اذن الله للشافعي ان يشفع ورضاه عن المشفوع له. كما قال - 00:10:40ضَ
فربنا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. الم تروا ان نبينا صلى الله عليه وسلم حين يهم بالشفاعة لي الخلائق يوم القيامة الشفاعة العظمى ان يقضى بينهم. يقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها. قال - 00:11:00ضَ
فاسجد تحت تحت العرش. واحمد ربي بمحامد لم لم يذكر الشفاعة بعد. وانما شرع في ذكر حامد فيفتح الله علي محامد لا احسنها الان. فيقال له بعد ذلك يا محمد ارفع رأسك وسل - 00:11:20ضَ
واشفع تشفع. اذا اذن الله تعالى له بالشفاعة فلما اذن قال يا ربي امتي امتي. اذا لابد في الشفاعة المثبتة من هذين الشرطين ابن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له. وقد بين الشيخ رحمه الله ثمرة الشفاعة - 00:11:40ضَ
للشافع قال والشافع مكرم بالشفاعة. اذا المقصود من منح الشفاعة للشافع ان يكرم وان يظهر فضله وهذا يكون يوم القيامة بمكان. وعلى هذا فانه لا حرج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول قائل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اشفع لي عند ربك. مثل - 00:12:00ضَ
يقول يا رسول الله استغفر لي عند ربك لان هذه شفاعة. لان هذه شفاعة. وكما ان المؤمنين اذا اصطفوا بالصلاة على الجنازة فانه في الحقيقة يشفعون للميت. يدعون له. فهذه شفاعة شرعية. لكن - 00:12:30ضَ
لا يحل ان يخاطب ميت او غائب ويقال له اشفع لنا عند ربك. ولن صلى الله عليه وسلم لا يحل ان يقال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره يا رسول الله اشفع لنا عند ربك. هذه - 00:12:50ضَ
دعوة او دعاء بدعي. وانما يطلب ذلك منه في حياته صلى الله عليه وسلم. وكذلك يطلب منه في عرصات القيامة لانه يخاطب بهذا يملك بما ملكه الله تعالى اياه. اما في حال الموت او الغياب - 00:13:10ضَ
فان هذا لا يكون. والشيخ رحمه الله يسوق هذا الكلام لمشركي زمانه الذين صاروا يهيمون القباب والقبور ويدعونها من دون الله ويزعمون انهم بذلك يطلبون الشفاعة فكأنما يقول لهم لا فرق بينكم وبين - 00:13:30ضَ
المشركين الاوائل فكما انكر الله تعالى على اوائلكم مقالتهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قالتهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله فكذلك ننكر عليكم صنيعكم لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما - 00:13:50ضَ
لا اله الا هو العزيز الحكيم - 00:14:20ضَ