شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - الشيخ د ناصر العقل
32 شرح العقيدة الطحاوية ( قوله : والرؤية حق لأهل الجنة ) - د ناصر العقل
التفريغ
وصلنا الى الاستدلال بالاية الثانية في معرض الكلام عن الرؤية. الكلام عن الرؤية بدأ المؤلف في ذكر الفرق التي انكرت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة. ثم بدأ يرد على الجميع والمعتزلة ومن - 00:00:00ضَ
نحن نحو الرؤية وبدأ الرد في دفع شبهاتهم حول النصوص. وقد استدلوا بايات زعموا انها دليلا لهم على انكار الرؤية منها. قول موسى عليه السلام آآ قول الله عز وجل لموسى عليه السلام - 00:00:20ضَ
لن تراني ولكن انظر الى الجبل. وقالوا ان قوله لن تراني دليل على انه لا تنكر رؤيته. اهل السنة ردوا عليهم بان هذا اي نفي الرؤية المقصود به نفي الرؤية في الدنيا. وليس المقصود به نفي الرؤية في الاخرة. لان الرؤيا في الاخرة ثبتت. ثم - 00:00:40ضَ
جاء المعتزلة بشورجهمية بشبهة اخرى او باية اخرى لبسوا بمعناها على الناس وهي قوله عز وجل تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. وقالوا بمعنى لا تراه وان هذا يشمل الدنيا والاخرة. وفي معرض - 00:01:00ضَ
الرد عليهم في استدلالهم بهذه الاية ساق الشارح يمنة من الردود الجيدة التي نقلها عن اهل العلم ونقرأها الان. فظله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. قال المؤلف رحمه الله - 00:01:20ضَ
قال واما الاية الثانية فالاستدلال بها على الرؤية من وجه حسن لطيف. وهو ان الله تعالى انما ذكرها في سياق التمدح ومعلوم ان المدح انما يكون بالصفات الثبوتية. واما العدم المقصود بالصفات الثبوتية الصفات - 00:01:40ضَ
التي تتضمن اثبات كمال سواء كانت في سياق سياق الايجاب او سياق النفي سواء كانت في سياق الاثبات او في سياق النفي. فمثلا النصوص التي وردت في تنزيه الله عز وجل كلها تدل على صفات الثبوتية. مثل قوله عز وجل لم يلد - 00:02:00ضَ
ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ومثل قوله عز وجل تأخذه سنة ولا نوم. ونحوها من الايات التي تنفي عن الله النقص. فانها لابد ان تدل على صفات ثبوتية بالمقابل. كما سيشرحه ويبينه - 00:02:30ضَ
الان. انما المقصود بالسيولة الثبوتية هي الصفات التي تدل على ثبوت كمال. سواء كانت بلفظ الاثبات او بلفظ النفي نعم. واما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به وانما يمدح الرب تعالى بالنفي - 00:02:50ضَ
اذا تضمن امرا وجوديا يريد بهذا ان يمهد للرد عليهم في قولهم بان قوله قول الله عز وجل تدركوا الابصار تراه يريد ان يمهد هذه القواعد ليثبت ان هذه الاية دليل على اثبات الرؤية ولا دليل على - 00:03:10ضَ
فيها بان العدم المحظ اه لان قولهم لا ترى تشبيه له بالعدم تعالى الله عما يزعمون. قولهم بان الله لا يرى تشبيها له بالمعدو لان الزنا الذي لا تمكن رؤيته هو المعدوم. اما المخلوق فتمكن رؤيته على اي وجه من الوجوه التي يقدر الله بها - 00:03:30ضَ
عباده على الرؤية. فكأنه يريد ان ان يقول لنفاة الرؤية قولكم ان معنى الاية لا تدركوا الابصار لا تراه تشويه له بالمعدوم لان الشيء الذي لا يرى وهو شيء موجود موصوف مسمى له افعال الى اخره. اذا كان لا - 00:04:00ضَ
وابدا فهو غير موجود. او لا تنكر رؤيته حتى ولو بما يقدر الله به عباده عليه فان هذا يعني المعدوم. هو الذي يقبل الوصف الوصف السلبي المحض. لانك ان نفيت عنه - 00:04:20ضَ
النفي المطلق قبل وان نفيت عنه الايجاب المطلق قبل. لانه لا يقبل الوصف. فمن هنا لا يقبل الرؤيا. اما ما يقبل الوصف هو يقبل التسمية ويقبل الكمال فلا بد ان يقبل الرؤية لكن هذا راجع الى اقدار الله عز وجل لعباده على الرؤيا - 00:04:40ضَ
نعم وانما يمدح الرب تعالى بالنفي اذا تضمن امرا وجوديا كمدحه بنفي السنة والنوم ضمن لك المتضمن كمال القيومية. ونفي الموت المتضمن كمال الحياة. ونفي اللغوب والاعياء المتضمن كمال القدرة ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتظمن كمال ربوبيته - 00:05:00ضَ
والهيته وقهره ونفي الاكل والشرب المتضمن كما كما لصمئديته وغناه. ونفي الشفاعة عنده الا باذنه المتضمن كمال توحيد توحده وغناه عن خلقه. ونفي الظلم المتضمن كما وعلمه وغناه ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه المتضمن كمال علمه واحاطته ونفي المثل - 00:05:30ضَ
المتضمن لكمال لكمال ذاته وصفاته. ولهذا لم يتمدح بعدم بعدم محض لا يتضمن امرا ثبوتيا. فان المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم. ولا يوصف الكامل بامر يشترك هو والمعدوم والمعدوم فيه. فاذا المعنى انه يرى ولا يدرك ولا يحاط به. فقوله لا - 00:06:00ضَ
تدركه الابصار يدل على كمال عظمته. وانه اكبر من كل شيء وانه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فان الادراك هو الاحاطة بالشيء وهو قدر زائد على الرؤية. كما قال تعالى فلما - 00:06:30ضَ
رأى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا فلم ينف موسى عليه السلام الرؤيا. وانما نفى الادراك فالرؤية والادراك كل منهما يوجد مع الاخر وبدونه. فالرب تعالى يرى ولا يدرك كما - 00:06:50ضَ
تكلموا ولا يحاط به ولا يحاط به عما. وهذا هو الذي فهمه الصحابة والائمة من الاية. كما ذكرت اقواله كما ذكرت اقوالهم في تفسير الاية بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائها من ادراكها على ما هي عليه. يعني - 00:07:10ضَ
لا يتمكن الرائي لاي مخلوق عظيم وكبير لا يمكن ان تمكن من الاحاطة به والاحاطة بحدوده او الاحاطة به بمعنى حوزته لا يستطيع ان يحوزه ولا ان يدرك حدوده اذا كان هذا في المخلوقات ولله المثل الاعلى. فالله عز وجل اعلى واعظم واجل. من ان تدركه الابصار. يعني تحيط - 00:07:30ضَ
على جهة الادراك. فلذلك كما قال اهل العلم وكما قال اهل اللغة الادراك معنى زائد عن رؤية لانك قد ترى الشيء لكن لا تدركه فقوله عز وجل لا تدركوا الابصار. لا يعني لا تراه انما تراه لكن لا تدركه. بل ربما يوحي معنى الاية وهذا ما قاله بعض - 00:08:00ضَ
العلم ان قوله لتدرك الابصار يعني انها تراه. ولا لماذا نفى الادراك؟ فعلا لو تأملتم بيحس اللغوي لادركتم فعلا ان معنى الاية ان ان معنى الاية يفهم ان المؤمنين يرونه لكن لا يدركونه - 00:08:20ضَ
تعالى الله. فالله عز وجل تراه الابصار يوم القيامة لكن لا تلجأ. ولو كان لا يرى لكان السياق لا تراه الابصار لكن قوله لا تدركه دل على ان هناك من ابصار المخلوقين ومؤمنين بالجنة من ما يرى - 00:08:40ضَ
الله عز وجل بقدرة الله عز وجل لكنه لا يحاط به سبحانه. نعم. واما الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم الدالة على على الرؤية فمتواترة. رواها اصحاب الصحاح والمسانيد والسنن - 00:09:00ضَ
فمنها حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله. قال هل تضارون في الشمس - 00:09:20ضَ
دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك. الحديث. مثل هذا الحديث صريح. صريح في اثبات بعدة وجوه بل انه محكم. هذا الحديث محكم وكثير من احاديث الرؤيا محكمة في اثبات الرؤيا - 00:09:40ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث عن عظمة الله عز وجل وعن الائه ونعمه وعن نعيم الجنة فسأله الصحابة في معرض ذكره للرؤية فسأله الصحابة سؤالا موجها اليه صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ عن ربه سؤالا صريحا في - 00:10:00ضَ
الاشارة الى الرؤية العينية. هل نرى ربنا يوم القيامة؟ هم يتكلمون بهم عرب. والنبي صلى الله عليه وسلم اوتي جوامع ويتكلم بلسان عربي مبين. وليس في الحديث ما في سياقه لا قبله ولا بعده. وكذلك الاحاديث الاخرى ما يدل على ان المقصود بالرؤيا - 00:10:20ضَ
غير رؤية البصر. بل الحديث يشهد اخره لاوله. هل نرى ربنا؟ اذا انما المتكلم عن الرؤية في مثل هذا السياق هل تنصرف لغير الرؤية البصرية؟ تأملوه الى هذا السؤال هل ينصرف او يمكن ان يحتمل ان المقصود به على هذا السياق غير رؤية البصر؟ طبعا - 00:10:40ضَ
ثم بعد ذلك اكد هذا في تشبيه رؤية الله عز وجل في تأكيدها جزم بها ووضوحها تحققها برؤية الناس للشمس والقمر ليس دونهما والشمس والقمر باي شيء ترى؟ العين باصرة هل يستطيع الاعمى الكفيف ان يدعي لنا انه - 00:11:10ضَ
رأى الشمس وهو لا يملك القدرة لا يملك الالة للرؤية. طبعا نكذبه. اذا فكن النبي صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونها سحاب؟ ايضا الاشارة الى السحاب مادي اشياء مادي - 00:11:40ضَ
يحجب العيون لا يحجب القلوب. يحجب العيون عن الرؤية. السحاب يحجب القلوب عن الرؤية. يحجب العيون عن الرؤيا. ولو كان كما قال المعتزل لان الرؤية قلبية لما كان لذكر السحاب فائدة. لان السحاب هو الذي يحجب رؤية - 00:12:00ضَ
لكنه لا يحجب رؤية القلب لان الرؤية القلبية امر ليس بمادي ولا يمكن ان يخضع للعوائق المادية المنظورة. اذا فالاشارة الى السحاب دليل على ان الرؤية بصرية فعلا. لان السحاب انما يحجب ابصارنا - 00:12:20ضَ
عن رؤية الشمس والقمر. فمن هنا صار الحديث محكم ودليل قاطع على ان المؤمنين يرون ربهم بابصارهم في الجنة لله عز وجل على ما يليق بجلاله. نعم. الحديث اخرجه في الصحيحين بطوله وحديث ابي - 00:12:40ضَ
الخدري ايضا في الصحيحين نظيره. وحديث جرير بن عبدالله البجلي قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة. فقال انكم سترون ربكم عيانا عيانا كما ترون هذا - 00:13:00ضَ
لا تضامون في رؤيته الحديث اخرجه في الصحيحين. وحديث صهيب رضي الله عنه متقدم رواه مسلم وغيره وحديث في هذا النص زيادة فائدة. وهي اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر - 00:13:20ضَ
في معرض نظره بعينه الى القمر. النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة عنده جلوسا فنظر الى القمر فلما نظر الى القمر تذكر الرؤيا. فقال انكم سترون ربكم. طبعا ليس المقصود - 00:13:40ضَ
تشبيه القمر بالله عز وجل. انما المقصود به تشبيه الله عز وجل بالقمر. انما المقصود به تشبيه رؤية الله عز وجل الجزم بها ووضوحها وتأكيدها برؤية القمر ليس دونه سحاب ليلة الرابع عشر اللي هو اوضح ما يكون الكون ثم في نفس - 00:14:00ضَ
قال انكم وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. انكم سترون ربكم عيانا. معنى عيانا بالعين الباصرة. بالعين الباصرة. هذا معنى عيانا تصريحا بالعيون العيان اللي هو آآ - 00:14:20ضَ
فعل العيون وهو فعل العين الباصرة في الرؤية. نعم. وحديث ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان يروا ربهم - 00:14:40ضَ
تبارك وتعالى الا رداء الكبرياء على وجهه في في جنة عدن. اخرجه في الصحيحين. ومن ايضا هذا فيه تصريح بامكان الرؤية. تصريح بامكان الرؤية. وقد رد وقد اه اورد هذا الحديث بعض المعاصرين الذين انكروا الرؤيا طبعا تبعا لمن سبقوه لكنه دندن هذا حولها الحديث كثيرا - 00:15:00ضَ
زعم به انه يرد الرؤيا. يقول ان الرؤيا غير غير ممكنة لان الله عز وجل جعل بيننا وبينها رداء الكبرياء. مع انها دليل على امكان الرؤية. لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم ما نفى رؤية الله عز وجل من قبل عباده. انما ذكر - 00:15:30ضَ
الحاجب الذي تحت قدرة الله عز وجل الذي يحجبهم عن الرؤية. ما بين القوم وبين ان يروا ربهم ما بين القوم وبين ان يروا ربهم تبارك وتعالى الا رداء الكبرياء. وهذا امر متعلق بقدرة الله عز وجل. فاذا الله عز - 00:15:50ضَ
عز وجل رفع عنهم هذا المانع رأوه. فدليل على ان الرؤيا مثبتة. لكن دونها حاجز. هذا الحاجز خاضع لقدرة الله. ما بينه وبين ان يروا ربهم الا كذا. اذا الرؤية ممكنة - 00:16:10ضَ
ممكنة لكن الله عز وجل حجبهم برداء الكبرياء. والله عز وجل الذي حجب برداء الكبرياء قادر على ان يرفع هذا الحجاب الى شأن وقد ثبت انهم يرونه. نعم. ومن حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه - 00:16:30ضَ
وليلقين وليلقين الله احدكم يوم يلقاه. وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان. يترجم له فليقولن الم ابعث اليك رسولا فيبلغك؟ فيقول بلى يا رب. فيقول الم اعطك مالا وافضل عليك فيقول بلى يا رب. الحديث اخرجه البخاري في صحيحه. طبعا هنا اشار الى الى امرين الى مسألة - 00:16:50ضَ
الرؤية والتكليف الى مسألة الرؤية والتكليم. وقوله ليس بينه وبينه حجاب يعني عن الرؤية ولا ترجمان يعني عن التكفير. وهذا متعلق بلقاء الله عز وجل. يوم القيامة في محشر قبل الرؤية التي تثبت للمؤمنين. متعلق بما يسميه اهل العلم الرؤية العامة. وهي ان جميع الخلائق يوم القيامة يرون ربهم - 00:17:20ضَ
لكن الرؤية تختلف ما بين شخص واخر. فالمؤمن يرى ربه رؤية المسرور والكافر ترى رأي رؤية ربه يرى ربه وهو حزين البصر نادم كئيب خجل من ربه عز وجل فلا - 00:17:50ضَ
تمتع بالرؤية كما يتمتع بها المؤمن. فلذلك قال وليلقين الله احدكم يوم القيامة ليس المقصود به مجرد اللقاء العام لانها لان هذا لقاء خاص لكل فرد. احدكم وليس بينه وبينه حجاب - 00:18:10ضَ
عن الرؤية ولا ترجمان في مسألة سماع كلام الله عز وجل. فيرى الله عز وجل ويسمع كلامه. هذا على القول بالرؤية العامة وهي محل خلاف هل هي بصرية خالصة؟ او قلبية او بعضها بصري وبعضها قلبي او هي بصرية - 00:18:30ضَ
ولغيرهم لا تثبت الرؤية البصرية انما اي الكفار والمنافقين يدركون ان هذا ربهم لكن لا يستطيعون رؤيتهم مما لقوا الله من اعمال غير صالحة. هذا مسألة خلافية. انما القطعي في رؤية المؤمنين لربهم - 00:18:50ضَ
ولا ترجمان يترجم له فلا الى اخره. نعم. سيأتي الكلام عن مسألة تكريم الله عز وجل لعباده بصوت نعم. وقد روى احاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيا. ومن احاط بها معرفة يقطع بان - 00:19:10ضَ
رسولا قالها ولولا ولولا اني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الاحاديث. ومن اراد الوقوف عليها تواظب فليواظب سماع الاحاديث النبوية. فان فيها مع اثبات الرؤية انه يكلم من شاء اذا شاء - 00:19:30ضَ
انه يأتي الخلق بفصل القضاء يوم القيامة. وانه فوق العالم وانه يناديهم بصوت يسمعه من بعد ما يسمعه من قرب وانه يتجلى لعباده وانه يضحك الى غير ذلك من الصفات التي سماعها على الجهمية - 00:19:50ضَ
بمنزلة الصواعق. هنا اشار الشارع صاحب الهامش الى ان حديث يناديهم بالصوت يسمعهم بعد كما سمعتم من قرب الى انه ضعيف. وخلص انه ليس هناك ظرورة الى اثباته. طبعا ليس من - 00:20:10ضَ
منهج السلف هذا الاسلوب. السلف رحمهم الله اذا ثبت عندهم الحديث قالوا به وقالوا بمقتضاه حديث اثبات الصوت لله عز وجل او اثبات صفة الصوت لله عز وجل اختلف فيها - 00:20:30ضَ
في معنى في في كلمة صوت اما مسألة النداء ان الله ينادي عباده. وانه عز وجل يكلمهم فهذا ثابت بنصوص قطعية. مسألة الصوت وردت باحاديث صححها كثير من اهل العلم. وبعضهم حسنها - 00:20:50ضَ
وبعضهم ضعفها والضعيف طبعا اذا لم يرتق الى درجة يصح معها فانه لا يثبت به صفة لكن الراجح والله اعلم ان احاديث اثبات الصوت مرتبطة باحاديث اثبات النداء واحاديث اثبات التكريم - 00:21:10ضَ
والنداء والتكريم ثابت باحاديث صحيحة. ولذلك قال كثير من السلف انه لا يعقل ان الله عز وجل عباده ويكلمهم بمجموعهم وبأفرادهم الا بصوت لانه ورد النصوص الاخرى ايضا اشارة الى السماع الى ان العباد يسمعون يسمعون كلام ربهم فالسماع لا يكون الا لصوت - 00:21:30ضَ
هذا قول السلف. فلذلك رجحوا اثبات صفة الصوت. بناء على ان الاحاديث التي وردت فيها حسنة بعضهم صححها. وقد اشار الالباني الى احاديث اثبات الصوت هذا الحديث نفسه اشار اليه في الاحاديث الصحيحة وحسنه وصححه - 00:22:00ضَ
وايضا ذكره في صحيح الجامع الصغير مع الاحاديث الصحيحة. فاذا مسألة الصوت كما قال سلف مرتبطة بمسألة اثبات النداء واثبات الكلام لله عز وجل على ما يليق بجلال الله. وليس في الصوت تكييف ولا تشبيه - 00:22:20ضَ
فإذا عقل ان يثبت في النصوص النداء ويثبت في نصوص التكليم كذلك يثبت الصوت اذا اذا ورد باسانيد صحيحة. فما ادري لماذا جنح الشارع عفا الله عنه الى مسألة التناصح - 00:22:40ضَ
من اثبات هذه الصفة وليته اشار الى ان الخلاف فيها وارد لان لا يجزم او يشعر كلامه بالجزم اما ان الخلاف فيها وارد فصحيح لان بعض السلف قال او بعض اهل العلم قالوا لا يلزم من اثبات النداء واثبات - 00:23:00ضَ
تكريم اثبات الصوت. ها هؤلاء لم يثبت عندهم احاديث حديث الصوت. ثم الذين ثبت عندهم فلا اشكال عندهم اطلاقا. نعم الذين انكروا الرؤية صنفا. صنف ينكر الاحاديث اطلاقا. ويؤول الايات مثل قوله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة - 00:23:20ضَ
قوله عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله عز وجل ولدينا مزيد. ونحو ذلك من الايات التي صريحة اثبات الرؤية والنبي صلى الله عليه وسلم فسرها باحاديث صحيحة باثبات الرؤيا فهم على هذه الايات يأولونها هذا الصنف الاول والاحاديث يردونها - 00:23:50ضَ
حتى وان كانت صحيحة قطعية. وصنف اخر كما يؤول الايات يؤول الاحاديث التي لا يمكن ردها لكن تأويل بتعسف. تأويل بتعسف. فهم يفسرون الرؤيا بانها رؤية قلبية. احيانا واحيانا يقولون يرى الى غير جهة مع نفي الفوقية والاستواء والعلو وهذا - 00:24:10ضَ
مذهب متكلمة الاشاعرة الماتوردية فانهم يقولون بالرؤيا الى غير جهة. مع انهم يعدون في الجملة من مثبتة الرؤية. لا يعدون من نفاة الرؤيا. لكن تفصيلاتهم حول الرؤية تشبه قول المعتزلة. بل يكاد بعض - 00:24:40ضَ
العلم يلزمهم بنفي الرؤيا. حتى ان المعتزلة قالوا لهم انتم تنفون الرؤية بهذا. اذا قلتم يرى الى غير جهة فهذا نفي للرؤيا. لانه لا يعقل ان يرى الى اذا قلتم طيرا فقولوا فوق واثبتوا الاستواء فوقية والعلو المهم ان - 00:25:00ضَ
اه الذين انكروا الرؤية منهم من يرد الحديث ومنهم من يتأولها. والتأول صعب جدا. وكيف تعلم اصول دين الاسلام من كتاب الله وسنة رسوله. صلى الله وسلم على نبينا محمد. يشير بذلك الى ان الذين اه انكروا الرؤيا لان الكلام هنا - 00:25:20ضَ
عن الرؤية. يشير بذلك الى ان الذين انكروا الرؤيا لم يكن انكارهم يعتمد على ادلة من الكتاب والسنة. بل بل معارض بل كانت آآ اصولهم معارضة التي انكروا بها القدر معارضة للكتاب والسنة - 00:25:40ضَ
الذين تولوا كبرهم في انكار القدر الجميل والمعتزلة. والجميع والمعتزلة مصادر التلقي عندهم اولا لا تنحصر بالكتاب والسنة. وثانيا لا يقدمون فيها الكتاب والسنة على المصادر الاخرى معنى انهم آآ حينما ضلوا في تقرير قواعد عقلانية وفلسفية قرروا - 00:25:56ضَ
العقيدة وعارضوا فيها الكتاب والسنة. حينما وقعوا في ذلك وقعوا ايضا في تقديم هذه القواعد على الكتاب والسنة وتحكيمها فيها. فالجهمية في شبهتهم في انكار الرؤية وكذلك المعتزلة تبعا لهم وكل من انكر الرؤيا شبهتهم عقلية - 00:26:26ضَ
فلسفي وليست من الوحي في شيء. فلذلك لما قيل لهم هذا كلام الله ورسوله فما تقولون به جاءوا بداهية اخرى وقالوا اذا كلام الله ورسوله نعود به الى العقل. كلام الله وكلام الرسول - 00:26:46ضَ
صلى الله عليه وسلم نعود به الى العقل فما صدقه العقل اخذنا به وما كذبه كذبناه او رددناه او اولناه. وهكذا الاهواء يجر بعضها الى ما هو اشد الى ان يقع صاحب الهوى في الكفر الصريح وهو يدعي انه ينصر الحق. اذا آآ هم علموا اصول دينهم - 00:27:07ضَ
اصول دينهم من غير الكتاب والسنة. بل اخذوها عن اراء الفلاسفة تماما وقواعد الفلاسفة ليست مبنية على الايمان بالوحي انما مبنية على الاوهام والتخرصات. نعم. وكيف اصول دين الاسلام من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكيف يفسر كتاب الله بغير ما فسره به - 00:27:30ضَ
رسوله صلى الله عليه وسلم واصحاب رسوله الذين نزل القرآن بلغتهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وفي رواية من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار - 00:27:57ضَ
وسئل ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى وفاكهة وابا. ما الاب؟ فقال اي سماء تظلني واي ارض تقلني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم. احسنت. نقف عند هذا الحد. والمقصود ان امور العقيدة - 00:28:17ضَ
هنا المقصود هنا في هذا المقطع نامر العقيدة لا تؤخذ الا من الكتاب والسنة. وانها لا تفسر الا ايضا عن علم. لا تفسر نصوص الكتاب والسنة الا عن علم. واتى بالكلام ابي بكر رضي الله عنه حيث توقف في تفسير امر من عالم الشهادة. الاب - 00:28:37ضَ
ليس من امور الغيب. انما هو من الانعام التي انعم الله بها على عباده. لكن نظرا لان ابا بكر رضي الله عنه وقتها لم يكن يعني يجزم بمعنى الاب لان العرب ربما تفسر الاب باكثر من تفسير فقد توقف عن ان يفسر - 00:28:57ضَ
نظرا لانها من كلام الله وهو لا يجزم بمراد الله عز وجل. هذا اذا كان في امور تتناولها عقول الناس وهو من عالم الشهادة ويدركها فكيف بالامور التي لا تدرك العقول وهي امور العقيدة كالرؤية وكلام الله عز وجل؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله - 00:29:17ضَ
وصحبه اجمعين - 00:29:37ضَ