شرح جامع العلوم والحكم الشيخ د ناصر العقل

32 شرح جامع العلوم والحكم الشيخ د ناصر العقل

ناصر العقل

بسم الله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم واله. ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد - 00:00:01ضَ

بعون الله وتوفيقه نستأنف الدرس لا نزال في حديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. نعم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام ابن رجب رحمه الله تعالى وهذا الحديث - 00:00:21ضَ

يدل على ان ترك ما لا يعني المرء من حسن اسلامه. فاذا ترك ما لا يعنيه وفعل ما يعنيه فقد كمل فقد كمل حسن اسلامه. وقد جاءت الاحاديث بفضل بفضل من حسن اسلامه وانه تضاعف - 00:00:41ضَ

وحسناته وتكفر سيئاته. والظاهر ان كثرة المضاعفة تكون بحسب حسن الاسلام ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احسن احدكم اسلامه فكل سنة يعملها تكتب بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف. وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها - 00:01:01ضَ

حتى يلقى الله عز وجل. مرد ذلك كله الى الى ما في القلب. كما ذكر الحسن البصري رحمه الله قال ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. بقدر ما يمتلئ القلب من محبة الله - 00:01:30ضَ

وخشيته ورجائه وتقواه وانابته يكون ذلك مما يدفع المسلم الى الاعمال الحسنة وايضا يعظم به اجره. اذا بحسب حسن الاسلام يعني قوة الايمان ودوافعه ومظاهره في عمل المسلم. كلما تقوى النية ويقوى القلب تتضاعف الاستقامة على الدين - 00:01:51ضَ

يكون مظاعفة الحسنات وتكفير السيئات. وكلما قلت قل ذلك. نعم. سنأتي بعشر امثالها لا بد منه والزيادة على ذلك تكون بحسب احسان الاسلام. واخلاص النية والحاجة الى ذلك العمل وفضله - 00:02:18ضَ

النفقة في الجهاد وفي الحج وفي الاقارب. وفي اليتامى والمساكين واوقات الحاجة الى النفقة ويشهد لذلك ما روي عن عطية عن عن ابن عمر قال نزلت من جاء بالحسنة فله عشر امثالها - 00:02:38ضَ

في الاعراب قيل له فما للمهاجرين؟ قال ما هو اكثر؟ ثم تلا قوله تعالى وان حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. تقصد في الاعراب آآ يعني الذين غالبا يقل في - 00:02:57ضَ

وهم في الدين وهم اقل آآ استقامة تمكن الدين في قلوبهم واعمالهم من المهاجرين ومع ذلك الله عز وجل وعدهم بالحسنة عشرة امثالها امثال المهاجرين الذين يعني تعمق فقههم في الدين ونصرهم للحق وهم افظل من الاعراب ولا شك - 00:03:17ضَ

اعظم من ذلك لان الله عز وجل يضاعف الى سبع مئة حسنة الى اكثر من ذلك وخرج النسائي من حديث ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اسلم العبد فحسن اسلامه - 00:03:40ضَ

كتب الله كل حسنة كان ازلفها. ومحيت عنه كل سيئة كان ازلفها ثم كان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف. والسيئة بمثلها الا ان يتجاوز الله وفي رواية وفي رواية اخرى وقيل ائتني في العمل - 00:03:58ضَ

العمل يعني استأنف من جديد. ابدأ صفحة جديدة. نعم. والمراد بالحسنات والسيئات التي كان ازلفها ما سبق منه قبل الاسلام. وهذا يدل على انه يثاب بحسناته في الكفر اذا اسلم وتمحى عنه سيئاته - 00:04:26ضَ

اذا اسلم لكن بشرط ان يحسن اتمامه. ويتقي تلك السيئات في حال اسلامه. وقد نص على ذلك الامام احمد ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله انؤاخذ بما - 00:04:46ضَ

ما عملنا في الجاهلية قال اما من احسن منكم في الاسلام فلا يؤاخذ بها ومن اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام. يعني يعني هنا انتقضت توبة بالعودة الى الذنوب اذا كانت الذنوب امتداد لما كان عليه في الجاهلية - 00:05:06ضَ

فهذا يؤخذ بعمله في الجاهلية على هذا على حسب هالسياق ولا الكلام محل خلاف. مثال ذلك ما يحدث من كثير من الذين يسلمون في هذا العصر مثلا ولهم عوائد ولهم - 00:05:29ضَ

يعني اخلاق معينة كانوا عليها قبل اسلامهم. نجد ان منهم خاصة في البلاد اللي فيها اقليات. لا تتوفر لهم بيئات خالصة كثير منهم يسلم ومع ذلك بعد اسلامه يبقى على بعض الاخلاقيات وبعض السمات التي كان عليها حال كفره. نعم - 00:05:43ضَ

يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وقد يقيم الفرائض لكن تبقى عنده شوائب المؤثرات الجاهلية التي كان عليها مؤثرات البيئة اقول هذا يلاحظ في البلاد التي يعني الصبغة العامة فيها صبغة جاهلية كالبلاد التي آآ غير المسلمة - 00:06:03ضَ

الاغلى اغلب اغلب او يكون فيها المسلمون اقلية نجد فيهم نماذج فعلا اذا رأيته تقول هذا ليس بمسلم ابتسامته وهديه وعاداته وتعاملاته لكن عندما يعني تستنطقه او عن حاله تجد انه يدعي انه اسلم. وهذا يوجد في كثير من البيئات اللي - 00:06:23ضَ

فيها الجهل فهذا والله اعلم هو الذي ينطبق عليه هذا الوصف من اساء اخذ بعمله في الجاهلية والاسلام. كذلك اذا كانت سيئاته امتداد لما سبق بمعنى لم يتخلى عن تلك الخصال - 00:06:46ضَ

فهو بذلك اسلم من حيث الجملة لكن من حيث التفاصيل آآ بقي على بعض اوضاره اوضار الجاهلية. نعم. اثابك الله يا شيخ هل يمكن ان يكون هذا الحديث من باب الوعيد؟ اي ممكن يعني - 00:07:01ضَ

ليش تبعد انه يكون من باب الوعيد؟ بهذا السياق نعم وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما اسلم اريد ان اشترط قال تشترط ماذا - 00:07:16ضَ

قلت ان يغفر لي قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وخرجه الامام احمد ولفظه ان الاسلام ايجب ما كان قبله من الذنوب. وهذا محمول على الاسلام الكامل - 00:07:32ضَ

الحسن جمعا بينه وبين حديث ابن مسعود الذي قبله وفي صحيح مسلم ايضا عن حكيم ابن حزام قال قلت يا رسول الله ارأيت امورا كنت اصنعها في الجاهلية من صدقة او عتاقة او صلة رحم افيها اجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:48ضَ

على ما اسلفت من خير. وفي رواية له قال فقلت والله لا ادع شيئا صنعته في الجاهلية صنعت الا صنعت في الاسلام مثله. وهذا يدل على ان حسنات الكافر اذا اسلم يثاب عليها - 00:08:14ضَ

ما دل عليه حديث ابي سعيد المتقدم. وقد قيل ان سيئاته في الشرك تبدل حسنات. ويثاب وعليها اخذا من قوله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر وليقتلون النفس التي حرم - 00:08:34ضَ

الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا واولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:08:54ضَ

وقد اختلف المفسرون في هذا التبديل على قولين. اول يلاحظ اولا ان سياق الاية في اهل الكبائر. هذا هو السياق المتبادر في الاية وان كان قد يدخل غيرهم بالمفهوم. اما منطوق الاية وظاهرها فان هذه في اهل الكبائر من المسلمين - 00:09:18ضَ

نعم منهم من قال هو في الدنيا بمعنى ان الله يبدل من اسلم وتاب اليه بدل ما كان عليه من الكفر والمعاصي. الايمان والاعمال الصالحة هذا هذا القول ماذا يعني؟ آآ يعني - 00:09:38ضَ

ان التبديل هنا تبديل الحال. لا تبديل السيئات والحسنات والفهم هذا ظروري لانه سيكون اكثر الكلام في القادم على هذا المفهوم او على هذين المفهومين اقول هذا القول الذي يقصدون الذين يقصدون بالتبديل - 00:09:57ضَ

اه بدل ما عليه من الكفر المعاصي يقصدون به ان الله يبدل حاله من حال اهل الكفر الى حال اهل الاسلام او من حال اهل المعاصي الى حال اهل الطاعة. وان هذا عند اصحاب هذا القول لا يعني تبديل الحسنات سيئات - 00:10:17ضَ

والسيئات حسنات لا يعني تبديل السيئات حسنات. والقول الثاني يقول لا المقصود تبديل هنا ان السيئات تبدل حسنات ولعل الجمع بين القولين هو الاولى. لان هذا لازم لهذا يلزم ممن بدل الله حاله من السيئات الى الحسنات - 00:10:37ضَ

ان تتبدل قصدي حاله من اعمال الصالحات من اعمال الفاسدة الى الاعمال الحسنة ان تتبدل حاله ايضا من السيئات الى الحسنات من بدل الله حاله من الاعمال الفاسدة الى الاعمال الحسنة - 00:10:57ضَ

فان الله يبدل له من السيئات الى الحسنات ها هذا يشمل هذا وهذا الايات السابقة فيها لها معنى سيأتي التفريق بين حال الكافر اذا اسلم وما معنى آآ ان الله ان - 00:11:13ضَ

لم يجب ما قبله وبين حال العاصي من المسلمين اذا تاب. هذي لها تفصيل وهذي لها تفصيل. هي التي يأتي الكلام عنها من خلال نعم وحكي هذا القول وحكى هذا القول ابراهيم الحربي في غريب الحديث عن اكثر المفسرين - 00:11:28ضَ

وسمى منهم ابن عباس وعطاء وعطاء وقتادة والسدي وعكرمة قلت وهو المشهور عن الحسن لان المقصود بالسيئات هنا عندهم الاعمال السيئة وليس الاجور وان كنت الاجور تأتي بالتبع هم فسروا قوله عز وجل فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:11:48ضَ

ان الله يبدل اعمالهم السيئة الى اعمال حسنة بينما القول الثاني يقولون ان الله يبدل اجورهم من الاجور السيئة الى الاجور الحسنة وهذا كما تلاحظون لازم لذاك فان الله اذا بدل احوالهم من احوال سيئة الى احوال الى احوال حسنة فانه من الطبيب ان الله يجزيهم ثوابا - 00:12:11ضَ

حسنا بدلا من الثواب او العقاب السيء. لكن الكلام على التفسير المباشر للاية. فهؤلاء الائمة وهم ائمة معتبرون يرون ان المقصود هنا بالحسنات والسيئات الاعمال الحسنة والاعمال السيئة. نعم. قال وقال الحسن وابو مالك - 00:12:35ضَ

غيرهما هي في اهل الشرك خاصة ليس هي في اهل الاسلام. قلت انما يصح هذا القول انما يصح هذا قول على ان يكون التبديل في الاخرة كما سيأتي. واما ان قيل انه في الدنيا فالكافر اذا اسلم - 00:12:55ضَ

المسلم اذا تاب في ذلك سواء. بل المسلم اذا تاب فهو احسن حالا من الكافر اذا اسلم. هذي ايضا ترجع الى التفصيل يعني ما معنى قوله في الدنيا؟ وما معنى قوله في الاخرة؟ فالذين قالوا تبديل الحسنات سيئات - 00:13:15ضَ

تبديل السيئات حسنات يقصدون الحال في الدنيا. لان الاخرة ما فيها عمل. يقصدون تبدل عقله في الدنيا من سيء الى حسنة. وهذا معنى قوله في الدنيا انه وقيل انه في الدنيا ان الله يبدل احوالهم من احوال سيئة الى احوال حسنة في اعمالهم. اما الاخر ليس فيها عمل - 00:13:34ضَ

سيكون في الاخرة المقصود الاجر. وفي الدنيا المقصود الاحوال والاعمال. نعم. قال وقال اخرون التبديل في الاخرة جعل لهم مكان كل سيئة حسنة منهم عمرو بن ميمون ومكحول وابن المسيب وعلي ابن الحسين قال وانكره ابو - 00:13:54ضَ

عالية ومجاهد وخالد سبلان وفيه موضع انكار ثم ذكر ما حاصله انه يلزم من ذلك ان ان يكون من كثرت سيئاته احسن حالا ممن قلت سيئاته. حيث يعطى مكان كل سيئة حسنة - 00:14:14ضَ

ثم قال ولو قال قائل انما ذكر الله ان يبدل السيئات حسنات ولم يكفر العدد كيف تبدل فيجوز ان معنى تبدل ان من عمل سيئة واحدة وتاب منها تبدل مئة الف حسنة - 00:14:34ضَ

مائة الف حسنة ومن عمل الف سيئة ان تبدل الف حسنة فيكون حينئذ من قلت سيئاته احسن حالة طبعا هنا التبديل على هذا القول يعني يكون الارجح فيه لئلا يكون هذه المعدلة التي قد لا تكون على - 00:14:54ضَ

قواعد الشرع لانه اذا قيل ان الله يبدل سيئاتهم حسنات الكافر المجرم الذي يعمل كل ما يمكن من السيئات ثم يسلم اخر لحظة تنقلب اعماله كالجبال المؤمن الذي يطيع الله طول عمره على ما - 00:15:16ضَ

يكون ربما يكون اقل منه عمل. هذه المعادلة لا تصح في قواعد الشرع. فلذلك القول الاول يجمع بين القولين ويكون هو الراجح هو ان المقصود بتبديل بالتبديل تبديل الحال اولا - 00:15:34ضَ

من حال سيئة الى حال حسنة من اعمال سيئة الى اعمال الحسنة ويكون عليها اجر. ثم يكون على ذلك ايضا مضاعفة الاجور. هذا شيء. الشيء الاخر انه ايضا هذه المعادلة التي قد يكون فيها خلل على قواعد - 00:15:49ضَ

الشرع ممكن تؤخذ بميزان اخر وهو انهم ان الحسنة السيئة تعد سيئة واحدة والحسنة من عشر فما فوق. فمن هنا مهما عمل الكافر من السيئات ثم بدلت تبدل السيئة بسيئة - 00:16:04ضَ

تبدل السيئة بحسنة واحدة قصدي لكن اعمال الخير نظرا لانها تضاعف. لا يمكن ان يوازيها عددا اعمال الشر اذا تحولت الى حسنات لصاحبها بعد التوبة فمن هنا ترجع الامور الى الموازين الشرعية ويكون القول الاول هو الراجح لانه يشمل هذا وذاك - 00:16:20ضَ

وهو ان الله يبدل الحال للتائب من حال واعمال سيئة الى حال واعمال حسنة. وايضا الله عز وجل يبدل سيئاته كل سيئة بحسنة واحدة. وايضا يؤجر على ذلك كله. واذا وفق للحال الحسنة في الدنيا تضاعف - 00:16:41ضَ

اجره في الاخرة. نعم. قلت هذا القول وهو التبديل في الاخرة قد انكره ابو العالية وتلا قوله تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ورده بعضهم بقوله تعالى ومن يعمل مثل - 00:17:01ضَ

قال ذرة شرا يره. وقوله تعالى ووضع الكتاب فتقى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجد ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. ولكن قد اجيب عن هذا بان التائب يوقف على سيئاته - 00:17:27ضَ

ثم تبدل حسنات. طبعا هذا جمع جيد. جمع جيد وهذه من طرائق اهل العلم في في يعني الجمع بين النصوص وبين خاصة التي يشكل معناها لغير العالم. فهذا الجمع جيد في العقيقة وتدل عليه النصوص. وان - 00:17:57ضَ

التائب يوقف على سيئاته ما معنى يوقف؟ يوم القيامة عند الحساب عند الحساب وعند العرظ تعرظ عليه سيئاته هذا معنى يوقف عليها تعرض عليه يحاسب يعني يعني تكشف له. وهذا الذي ينضبط تنطبق عليه هذه الايات. هو كشف - 00:18:16ضَ

وعرظ السيئات على المسيء. فمن هنا يكون هذا هو معنى هذه الايات لكن تأتي مرحلة اخرى بعد العرض والحساب الله عز وجل يبدل لمن شاء ويعفو عن من شاء فمن هنا يأتي - 00:18:37ضَ

معاني النصوص الاخرى التي فيها التبديل ومضاعفة الاجور. وان الله عز وجل بعد ان يوقف عبده بعد ان يحاسب عبده على السيئات يغفر له بعد ذلك فتنقلب الى زيادة حسنات عنده. فالنصوص التي يعني اوردها ابو العالية ومن - 00:18:55ضَ

رأى رؤية تنطبق على الحساب والعرض. والنصوص التي اوردها الاخرون تنطبق على ما بعد ذلك. حينما يقدر الله ان يغفر له نعم. ولكن قد اجيب عن هذا بان التائب يوقف على سيئاته. ثم تبدل حسنات. قال ابو عثمان النهدي - 00:19:15ضَ

ان المؤمن يؤتى كتابه في ستر من الله عز وجل فيقرأ سيئاته. فاذا قرأ تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع اليها لونه. ثم ينظر فاذا سيئاته قد بدلت حسنات - 00:19:37ضَ

وعند ذلك يقول هاؤم اقرؤوا كتابي. ورواه بعضهم عن ابي عثمان عن ابن مسعود. وقال بعضهم عن ابي عثمان عن سلمان وفي صحيح مسلم من حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لاعلم اخر اهل - 00:19:57ضَ

دخولا الجنة واخر اهل النار خروجا منها. رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال عروض عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها في عرض الله عليه صغار ذنوبه فيقول له عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول نعم. لا يستطيع ان - 00:20:17ضَ

ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه ان تعرض عليه. فيقال له فان لك مكان كل سيئة حسنة ويقول يا ربي قد عملت اشياء لا اراها ها هنا. قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:20:47ضَ

كما ضحك حتى بدت نواجذه فاذا بدلت السيئات بالحسنات في حق من عوقب على ذنوبه بالنار ففي حق من محى سيئاته بالاسلام والتوبة النصوح اولى لان محوها بذلك احب الى الله من محوها بالعقاب. وخرج الحاكم من طريق الفضل ابن موسى - 00:21:07ضَ

عن ابي العمت عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمنين اقوام انهم اكثر من السيئات قالوا بم يا رسول الله؟ قال الذين بدل الله سيئاتهم حسنات. وخرجه ابن ابي حاتم من طريق - 00:21:30ضَ

سليمان ابن سليمان ابي داود الزهري عن ابي العنبس عن ابيه عن ابي هريرة موقوفا. وهو اشبه من المرفوع ويروى مثل هذا عن الحسن البصري ايضا يخالف قوله المشهور ان التبديل في الدنيا. واما ما ذكره الحطيم - 00:21:50ضَ

في التبذير وان من قلت سيئاته يزاد في حسناته. ومن كثرت سيئاته يقلل من حسناته. فحديث ابي ذر صريح في رد هذا وانه يعطى مكان كل سيئة حسنة واما قوله يلزم من ذلك ان يكون من كثرت سيئاته احسن حالا ممن قلت سيئاته. فيقال انما التبديل - 00:22:10ضَ

من ندم على سيئاته وجعلها نصب عينيه. فكلما ذكرها ازداد خوفا ووجلا وحياء من الله سارعة الى الاعمال الصالحة المكفرة. كما قال تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا - 00:22:36ضَ

ما ذكرناه كله داخل في العمل الصالح. ومن كانت هذه حاله فانه يتجرع من مرارة الندم والاسف على اضعاف ما ذاق من حلاوتها عند فعلها. ويصير كل ذنب من ذنوبه سببا لاعمال صالحة ماحية - 00:22:56ضَ

فلا يستنكر بعد هذا تبديل هذه الذنوب حسنات وقد وردت احاديث صريحة في ان الكافر اذا اسلم وحسن اسلامه تبدلت سيئاته في الشرك حسنات الطبراني من حديث عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابي فروة شطب انه اتى النبي صلى الله عليه - 00:23:16ضَ

وسلم فقال ارأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة ولم يترك حاج حاجة ولا داجة فهل له من توبة؟ فقال اسلمت؟ قال نعم. قال فافعل الخيرات واترك السيئات - 00:23:42ضَ

فيجعلها الله لك خيرات كلها. قال وغدراتي وفجراتي؟ قال نعم. قال فما زال كبروا حتى توارى. وخرجه من وجه اخر باسناد ضعيف عن سلمة ابن النفير عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخرج - 00:24:00ضَ

ابن ابي حاتم نحوه من حديث مكحول مرسلا. وخرج البزار الحديث الاول وعنده عن ابي عن ابي طويل شطب ممدود انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بمعناه. وكذا خرجه ابو القاسم البغوي في معجمه. وذكر ان - 00:24:20ضَ

صواب عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير مرسلا ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم طوي شطب والشطب في اللغة الممدود فصحفه بعض الرواة وظنه اسم رجل. لان وصف الشطب هو الطويل الممدود. فيبدو انه في خلط من النساخ وتصحيف - 00:24:40ضَ

على الحديث او او الاسناد السابق طبعا هذا الحديث ضعيف الوقوف عند الضعيف في مثل هذا يعني لا ينبغي ما دام هناك احاديث صحيحة تقرر هذه المعاني وكما قلت هذه النصوص تلك النصوص الصحيحة. وان يعني اورد بعض اهل العلم معها احاديث ضعيفة هذا من باب الاعتظال - 00:25:05ضَ

فيرجع آآ الامر الى الخلاف السابق الذي ذكرته ويستقر عليه قول السلف والجمع بينه امر وارد جدا بل ليس بين القولين او بين الاقوال تنافي في النهاية. بل هي تتفق في النهاية والمحصلة سواء قيل ان التبديل تبديل الحال او تبديل الاجر - 00:25:28ضَ

تبدل الحال في الدنيا او تبديل الاجر في الاخرة فان المآل واحد. تبديل الاجر في الاخرة لا يكون الا بسبب اعمال بسبب اصول اعمال دنيا وكذلك تبديل الحال في الدنيا يكون عليه الاجر في الاخرة - 00:25:48ضَ

الان نستعرض بعض الاسئلة ذكر هذا يعني آآ يشير الى الى يعني الايات التي آآ تذكر الخلود لاهل الكبائر وبين مغفرة الذنوب لهم. نعم النصوص التي وردت في الاشارة الى الخلود اكل الربا والزاني وقاتل النفس. ونحوه تعني - 00:26:04ضَ

خلود فيما اذا لم يغفر الله له قبل الحساب انه يخلد خلودا محددا لان الخلود لا يعني دائما الابدية. هذا الشيء. الشيء الاخر ان هذا ان هذا من باب اعيد فيما اذا لو لم يغفر الله له - 00:26:24ضَ

ولو لم يقدر له الشفاعة فيكون خالدا. لكن لما الله عز وجل استثنى ذلك بما يشاء من مغفرته لبعض العباد. واستثمر من ذلك الشفاعات قيد هذا بهذا. وهذا يحكم نصوص الوعد ونصوص الوعيد - 00:26:43ضَ

وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:59ضَ