شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان

٣٣. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد | الشيخ د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

وكون الميت يسمع ما يدل على انه يتصرف ولا يدل على انه ينفع. وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى زار الكفار من قريش في بئر بدر وآآ - 00:00:00ضَ

جاء عليهم ثلاثة ايام ان الرسول صلى الله عليه وسلم ركب راحلته وقام على البئر وصار يناديهم باسمائهم يا فلان ابن فلان يا فلان ابن فلان يا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فاني وجدت ما وعدني - 00:00:30ضَ

ربي حقا. فقال له اصحابه يا رسول الله ما تنادي من قوم قد جيفوا. يعني صاروا جيف اموات لا حراك لهم ولا حياة فيه. قال لهم ما انتم باسمع منهم لما اقول الا انهم لا - 00:00:50ضَ

يستطيعون الاجابة. بين انهم يسمعون ولكن ما يستطيعون ان يجيبوا وهذا مناداته لهم وكلامه لهم من باب للتبكيت وباب التهديد والتعذيب. والتقريع يقرعهم بذلك. حيث كفروا بالله جل وعلا بعد ما - 00:01:10ضَ

جاءكم البينات وكذلك في الحديث الاخر النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا وضع الميت في قبره وولى عنه اصحابه وهو يسمع قرع نعالهم. يسمع قرع نعاله اتاه الملكان الى اخره. فكونه يسمع امر لا نعرف حقيقته - 00:01:30ضَ

ولكن نعلم نعلم علما يقينيا بانه لا يتصرف. وبانه لا يملك شيء. وبانه لا ينفع الداعي اذا دعاه. ولا يستطيع ان يشفع له او يقربه الى الله. او ان يكون واسعا - 00:02:00ضَ

الله عند الله. لان الشرع بين هذا واوضحه. غاية الايضاح. فالذي يخالف في هذا ويعتقد هذا لا عذر له. بعد البينات والايضاح الكامل من ربنا جل وعلا ومن رسولنا صلى الله عليه وسلم. وقال الشيخ صنع الله الحنفي رحمه الله في كتابه في الرد على من ادعى ان للاولياء - 00:02:20ضَ

تصرفات في الحياة وبعد الممات على سبيل الكرامة. هذا وانه قد ظهر الان فيما بين المسلمين يدعون ان للاولياء تصرفات بحياتهم. وبعد مماتهم ويستغاثوا بهم في الشدائد والباليات وبهممهم تكشف المهمات فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات - 00:02:50ضَ

مستدلين ان ذلك منهم كرامات وقالوا منهم ابدال ونقباء واوتاد ونجباء وسبعون وسبعة واربعون واربعة والقطب هو الغوث للناس وعليه المدار بلا التباس وجوزوا لهم الذبائح والنزول واثبتوا لهم فيهما الاجور قال وهذا كلام فيه تفريط وافراط بل فيه الهلاك - 00:03:20ضَ

والعذاب السرمدي لما فيه من روائح الشرك المحقق ومصادمة الكتاب العزيز المصدق ومخالفة بعقائد ومخالفة عقائد الائمة وما اجتمعت عليه الامة وفي التنزيل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. ثم - 00:03:50ضَ

فقال فاما فاما قولهم ان للاولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات فيرده قوله قوله تعالى االه مع الله؟ وقوله وقوله الا له الخلق والامر قوله تعالى لله ملك السماوات والارض ونحوها من الايات الدالة على ان المتفرد بالخلق والتدبير والتصرف - 00:04:20ضَ

التقدير ولا شيء لغيره في شيء ما على ان نعيش على انه المتفرد بالخلق والتدبير والتصرف والتقدير ولا شيء لغير في في شيء ما يوجئ بوجه من الوجوه فالكل تحت ملكه وقهره تصرفا وملكا واحياء - 00:04:50ضَ

وخلقا وتمدح الرب تعالى بانفراده بملكه في ايات من كتابه. كقوله تعالى هل من خالق هل من خالق غير الله؟ خير خير الله. وقوله؟ خير الله. هل من خالق غير الله؟ وقوله والذي - 00:05:20ضَ

ستدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة تكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وذكر ايات في هذا المعنى ثم قال - 00:05:40ضَ

في الايات كلها من دونه اي من غيره فانه عام يدخل فيه من من اعتقد من ولي من ولي وشيطان تستمده. فان من لم يقدر على نصر نفسه كيف يمد غيره الى ان - 00:06:00ضَ

قال ان هذا لقول وحين. وشرك عظيم. قوم وخيم. الى ان قال ان هذا لقول وخيم وشرك عظيم الى ان قال واما القول بالتصرف بعد الممات فهو اشنع وابدع من القول بالتصرف في الحياة - 00:06:20ضَ

قال جل ذكره انك ميت وانهم ميتون. وقال الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى وقال كل نفس ذائقة الموت - 00:06:40ضَ

وقال كل نفس بما كسبت رهينة وفي الحديث اذا مات ابن ادم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث الحديث فجميع ذلك وما هو نحوه دال على انقطاع الحس والحركة من الميت وان - 00:07:00ضَ

ارواحهم ممسكة ممسكة. وان ارواحهم ممسكة وان اعمالهم منقطعة عن زيادة ونقصان. فدل ذلك على انه ليس للميت تصرف في ذاته فضلا عن غيره. فاذا عجز عن حركة حركة نفسه - 00:07:20ضَ

وكيف يتصرف في غيره؟ فالله سبحانه يخبر ان الارواح عنده وهؤلاء الملحدون يقولون ان الارواح مطلقة متصرفة. قل اانتم اعلم ام الله؟ وقال واما اعتقادهم ان هذا ان هذه التصرفات لهم من الكرامات فهو من المغالطة لان الكرامة شيء من عند الله يكرم به - 00:07:40ضَ

يا اولياء الله لا قصد لهم فيه ولا تحدي ولا قدرة ولا علم كما في قصة مريم بنت عمران رضي الله عنها واسيد بن حضير وادي مسلم الخولاني قال واما قولهم فيستغاث بهم في الشدائد فهذا اقبح - 00:08:10ضَ

مما قبله وابدع وابدع لمصادمته قوله جل ذكره امن يجيب المضطر اذا اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله؟ وقال قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر - 00:08:30ضَ

تدعونه تضرعا وخفية. لان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. والا هو ينجيكم من ومن كل كرب ثم انتم تشركون. وذكر ايات في هذا المعنى. ان القرآن يقص علينا من اول ما بعث الله جل وعلا الرسل الى اخرهم. ان المشركين - 00:08:50ضَ

لدينا بعثت اليهم الرسل كانوا يؤمنون بان الله جل وعلا هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. كما قال الله جل وعلا عنهم ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. وقال في الاية الاخرى - 00:09:20ضَ

فان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ليقولن خلقهن العزيز العليم. وقال في الاية الاخرى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بظر هل هن - 00:09:40ضَ

كاشفات ضر او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمتك؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون الى غير ذلك من الايات الكثيرة التي تبين ان المشركين كانوا يعتقدون ويؤمنون بان التصرف لله وحده - 00:10:00ضَ

في الكون كله في الحياة والخلق والايجاد والرزق وغير ذلك. ولهذا يقول الله جل وعلا وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وايمانهم بالله انك اذا سألتهم قلت لهم من خلق هذه الاشياء ومن خلقكم ومن خلق من قبلكم؟ قالوا الله هو المتفرد بهذا الخلق - 00:10:20ضَ

وشركهم انهم يعبدون مع الله غيره. ويقول جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلق والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء. وانزل من السماء - 00:10:50ضَ

ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اقروا بان الله جل وعلا هو الذي خلقهم وهو الذي خلق من قبلهم. وهو الذي خلق الارض وجعلها على هذه الصفة. يمكن الانتفاع بها والاستقرار - 00:11:10ضَ

وعليها وهو الذي رفع السماء وهو الذي ينزل من السماء الماء فينبت به النبات الذي يأكل يقولونه وتأكله انعامهم فينتفعون منه. لا احد منهم ينازع في هذا او ينكره. ولهذا - 00:11:30ضَ

قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. تعلمون انه جل وعلا هو المتفرد بهذه الاشيا المذكورة ليس معه احد لا ولي ولا نبي ولا ملك ولا غير ذلك. فاعتقاد ان الاولياء - 00:11:50ضَ

يتصرفون في في الكون يتصرفون في العطاء والمنع والنفع والضر وغير ذلك خلاف افتقده المشركون فظلا عن عقائد المسلمين. فالذي يعتقد هذا في الواقع ظل في عقله وفي دينه وهو ظلال لم يصل اليه ظلال ابي جهل واظرابه من الكفار السابقين. فهو ظلال متناهي - 00:12:10ضَ

فالولي عبد من عباد الله جل وعلا اكرمه الله جل وعلا بان وفقه الى عبادته وطاعته وقد اخبرنا جل وعلا عن صفة الاولياء منهم؟ فقال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا - 00:12:40ضَ

وكانوا يتقون. هؤلاء هم الاولياء. الذين امنوا بالله جل وعلا واهتدوا بهداه واتبعوا كتابة واكتفوا اثر رسوله صلى الله عليه وسلم واتقوا ان يقعوا في المحرمات اتقوها بطاعة الله. ما ذكر عن هؤلاء في الواقع خلاف ما - 00:13:00ضَ

انا عليه القدامى من المؤمنين ومن المشركين. فهو شذوذ شذوذ عقلي وفكري. لا يدل على لديه لا عقل ولا وضع ولا فطرة فظلا عن الكتب التي نزلها الله جل وعلا فانها - 00:13:30ضَ

واما دعوى الكرامة فالكرامة مثل ما ذكر الكرامات من فعل الله جل وعلا وليس للانسان فيها صنع. لا دخل له فيها فانه شيء يمن الله جل قال به على عباده الذين يحتاجون الى ذلك. يكرمهم به. وليس من شرط ولي الله - 00:13:50ضَ

ان يظهر على يده كرامة. فالكرامة تكون للحاجة وهي من مقتضى الربوبية. من مقتضى ربوبية الله جل وعلا فان رب العالمين هو الذي يربيهم بنعمه فاذا احتاجوا الى شيء اياه مقتضى هويته جل وعلا. وذكر انها الامثلة لها مثل ما وقع - 00:14:20ضَ

مريم بنت عمران حينما ذكر الله جل وعلا ان زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عند لها رزقة. قال انى لك هذا؟ قالت هو من عند الله. ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. يعني بلا سعي منها - 00:14:50ضَ

وانما يأتي به الله جل وعلا. والمقصود بالمحراب المسجد. المصلى الذي يصلى فيه. المكان الصلاة تسمى محراب. وكذلك ما وقع لاسيد بن حضير حينما خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في - 00:15:10ضَ

ظلما وهو في المدينة هنا. وكان بيده سوط اضاء له السوط. صار في رأسه ضوءا يبصر به طريقه. ويراه واضحا جليا. وكان معه احد الصحابة ايضا كان معهم هذا السوط يضيء لهم كأنه سراج. ثم لما - 00:15:30ضَ

وصلوا الى مكان يفترقون فيه. كل واحد يذهب الى بيته. اشترط هذا الظوء فصار لكل واحد منه حتى وصلوا الى بيوتهما. وصلا الى بيتيهما. فهذه من من الله جل وعلا ليست منهم - 00:16:00ضَ

وكذلك ما ذكر انه وقع ابي مسلم الخولاني ابو مسلم الخولاني من التابعين هو الذي قال له الاسود العنسي اتؤمن بي لما ادعى النبوة قال لا اسمع. قال اتؤمن بمحمد؟ قال نعم. فامر به ان يلقى في نار - 00:16:20ضَ

فصارت النار عليه بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم. فهل هذا من صنع ابي مسلم؟ ليست من صنعه. هذا من صنع الله جل وعلا ومن فعلي لا دخل له فيه. وكذلك لما ذهب في الجهاد في سبيل الله فاعترضهم - 00:16:50ضَ

قال لهم سيروا خلفي فاننا عباد الله وفي سبيله. بسم الله وعلى الله توكلنا ولا حول ولا قوة الا بالله. فخاضة البحر على فرسه وعلى فخاض الناس خلفه. فلما عبروا وقف قال هل احد منكم فقد شيئا فادعو الله ان يأتي به؟ قال رجل منه فقدت قدحا - 00:17:10ضَ

سأل ربه فالتفت فاذا هو قد تعلق في خلف راحلته هذا وما اشبهه من الكرامات التي يكرم بها جل وعلا عباده هي من فعل من فعل الله جل وعلا وليست من فعل العباد ولا تصرفا للعباد فيها. وهي ايضا من ايات - 00:17:40ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم لان هذه لا تكون الا لاتباع الرسل. اما اذا كانت للعصاة ولمن يخالف كتاب الله وسنة رسوله فهي من امور الشيطان التي يلبس بها هي في الواقع اهانات وليست كرامات. والمقصود ان الملك كله لله والعبادة كلها لله - 00:18:00ضَ

لا يجوز ان يسأل مخلوق من المخلوقات سواء نبي او ملك او ولي او غير او غيرهم ان يسأل شيئا لا يقدرون عليه. ان يسألوا مما هو من الله جل وعلا. لا يستغاث بهم ولا ولا تطلب منهم الحاجات التي لا يقدرون عليها. وانما - 00:18:30ضَ

فيسأل الحي الحاضر المستطيع يسأل اذا كان مستطيعا ان يعطيك ما ويستغاث به في الشيء الذي يستطيعه. كما قال الله جل وعلا في قصة موسى عليه السلام فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. فبين ان الاستغاثة في مثل هذا جائزة - 00:19:00ضَ

الاستغاثة في الشيء الظاهر الامر المحسوس المشاهد المقدور عليه ممن يستطيع ذلك لا بأس به. اما الاستغاثة من ميت او من غائب او ان يستغيث بحي حاضر في ان يكشف عنه داء القلوب. او مرض الابدان - 00:19:30ضَ

او يجلب له الرزق او يوفقه او يهديه او ما اشبه ذلك من الامور التي هي بيد الله فهذا شرك بالله جل وعلا لانه صرف لحقه للمخلوق. فلا يجوز ان يقع المسلم في مثل هذه الامور - 00:20:00ضَ

ويجب ان ان يعرف امر الله عليه وما اوجبه الله جل وعلا على عباده. فان لله حقا على العباد لا يجوز ان يجعل منه شيء ان يجعل منه شيء لاحد من الخلق - 00:20:20ضَ

وليس طلب مثلا الدعاء والشفاعة من الذي يسمع الحاضر من هذا الباب؟ فان هذا جائز كون الانسان يطلب اخيه ان يدعو له او يشفع له في الشيء الذي يستطيعه ويقدر عليه فان هذا باستطاعته والخلاصة في هذا - 00:20:40ضَ

ان المخلوق لا يطلب منه الا ما في مقدوره واستطاعته والميت لا قدرة له ولا استطاعة له ولا تصرف له. وكذلك الغائب مثل الجني مثل الملك الذي لا يشاهد ولا يرى - 00:21:10ضَ

فانه لا يسأل ولا يطلب منه. وسواء ادعي انه ولي من اولياء الله او نبي من انبياء الله او ملك من الملائكة او غيره. فان فان الله جل وعلا تعبد العباد بانه - 00:21:30ضَ

النفع ويدفع الظر وانه لا احد من خلقه يشاركه في هذا ولهذا امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس قل لا املك لكم ضرا ولا نفعا امره ان يقول ولن يجيرني من الله احد احدا. ولن اجد من دونه ملتحدا. وهذا - 00:21:50ضَ

افضل الخلق افضل الخلق يأمره يأمره ربه جل وعلا ان يتبرأ الى الناس تبرأ الى الله جل وعلا انه لا يملك مما في يد الله شيء. ولما وقع له ما وقع - 00:22:20ضَ

يوم احد حينما شج وجهه صلوات الله وسلامه عليه. وكسرت رباعيته دخلت احد اه حلقة المغفر في وجنته صلوات صلوات الله وسلامه عليه. وصار الدم يسيل على وجهه ويقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم الى الله. ثم صار يدعو عليهم - 00:22:40ضَ

على هؤلاء الذين سألوا هذا الفعل الشنيع الفظيع يدعو عليهم باعينهم في الصلاة يقول اللهم العن فلان وفلان وفلان سادة الاولياء من صحابته خلفه يؤمنون يقولون امين. بقي شهرا يفعل ذلك فانزل الله جل وعلا عليه ليس لك من الامر شيء او يعذبهم او يتوب عليهم فانهم راجعون - 00:23:10ضَ

ليس لك من الامر شيء. ثم تاب الله جل وعلا عليه على هؤلاء فاسلموا فليس لاحد من الخلق مع الله تصرف. الامر كله بيد الله. والنفع الغيبي نفع القوى كلها بيد الله. ليس للخلق منها شيء. فضلا عن الاموات. اما - 00:23:40ضَ

الميت فهو مرتهن بعمله. كما قال الله جل وعلا كل نفس بما كسبت رهينة تعينه يعني محبوسة محتبسة بعملها. ليست مطلقة كما يقول هؤلاء الضلال. مطلقة تتصرف على الله جل وعلا وعلى دينه وعلى ملكه وتصرفه وامره - 00:24:10ضَ

وكذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله ينقطع ينتهي فاذا كان ينقطع عمله لنفسه فكيف يستطيع ان يعمل لغيره؟ كيف يستطيع ان يغيث غيره اما الشفاعة فان الله جل وعلا اخبرنا ان الشفاعة له جميعا وليست - 00:24:40ضَ

لاحد من وانما يأذن لمن يشاء. ولا احد يستطيع ويجرأ ان يطلب الشفاعة من الله الا اذا اذن له وقال له اشفع. كما قال الله جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه - 00:25:10ضَ

من ذا الذي هذا انكار يعني انه لا يوجد احد من الخلق يتقدم طالبا الشفاعة من الله الا اذا اذن له الله جل وعلا وقال له اشفع. وقد اخبرنا جل وعلا ان الشفاعة لا تكون - 00:25:30ضَ

لمن يطلبها من الخلق. وانما تكون لمن يطلبها من الله. ومن يخلص دعوته لله جل وعلا فالشفاعة لاهل التوحيد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل من اسعد الناس - 00:25:50ضَ

بشفاعتك يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم اسعدهم بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصة طمن قلبه خالصا من قلبه. تبين ان الشفاعة لاهل الاخلاص. اما الذي يقول لا اله الا الله وهو يدعو غير الله - 00:26:10ضَ

فلم يخلص وها وهو يأتي بالاسباب التي تمنع الشفاعة. يأتي الاسباب التي تمنع ان تقع له شفاعة. لان الشفاعة لاهل التوحيد الخالص. وهذا امر جلي وواضح اذا كثر الجهل وتتابع الناس على اوضاع اصطلحوا عليها او وجدوا - 00:26:30ضَ

وجدوا اهل بلادهم او اباءهم عليها اعتقدوا انها دين واستبعدوا ان يكون الناس قد تتابعوا على شرك وشيء باطل. فيقع هذا في نفوسهم ويتأصل. واذا قيل لهم او نوقش في هذا استبعدوا ان يكون المناقش والقائل هو المهتدي والناس الكثيرون - 00:27:00ضَ

هم الذين ظلوا في هذا. فصار الشيطان يصدهم عن اتباع الحق بهذا السبب ومعلوم ان الهدى لكتاب الله في كتاب الله جل وعلا وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة - 00:27:30ضَ

وقد بين هذا ووضحه. ليس فيه خفاء وانما يقع في مثل هذه الامور الجهال. الجهلة الذي لم يهتدوا بنور كتاب الله جل وعلا ولم يقتدوا برسول الله صلى الله عليه - 00:27:50ضَ

وهم في ذلك في الواقع مقصرون. يعني تركوا ما يجب عليهم. لان الواجب على الانسان ان يعتني بامر دينه اكثر من اعتنائه بامر دنياه. ما يجوز للعاقل ان الدنيا اهم عنده من امر اخرته وامر دينه. ومعلوم ان الجزر - 00:28:10ضَ

لا يقع على فعل الانسان في هذه الحياة فقط. اما اذا مات انتهى الامر لا يمكن ان الانسان يستعتب بعد موته ويتاب عليه ويطلب المغفرة تغفر له قد انتهى الامر وقد جاء النذير الى الناس الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:28:40ضَ

جاء اليهم في هذه الحياة وبلغهم واخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ان من بلغه ذكره انه قد وصل اليه البلاغ. ففي صحيح مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال والله لا يسمع بي احد - 00:29:10ضَ

احمروا او ابيض ثم لا يؤمن بي الا اقحمه الله النار. علق ذلك بمجرد السماع بذكره لان العاقل اذا سمع بذلك وجب عليه ان يبحث وجب عليه ان يتعلم مدينة ويعرفها وهو ميسور والحمد لله ليس ليس صعبا وكذلك الله جل وعلا يقول - 00:29:30ضَ

قل لانذركم به ومن بلغ. فمن بلغه القرآن بلغته الفاظه كفى في انه وصلت اليه الحجة وقامت عليه. فعليه هو ان يجتهد في معرفة الحق. يجب وقد اه جعل الله جل وعلا في الناس عقول وافكار فيجب ان يستعملوا عقولهم وافكارهم فيما - 00:30:00ضَ

فينفعهم استعملوها في امر الدنيا فقط. الدنيا امرها سهل. وميسور وهي عابرة وزائلة بسرعة ولكن المشكل بعد الموت لان الانسان ما خلق ليفنى ما خلق ليموت بل خلق للبقى البقر السرمدي الذي لا نهاية له - 00:30:30ضَ

ففي حياته هذه الحياة الدنيا اما ان يكتسب السعادة واما ان يجلب الى الشقاء الشقاء الابدي ولا فيه طريق غير هذا ما فيه طريق ثالث لان الاستقرار بعد حشر الناس وجمعهم يوم القيامة اما في الجنة واما في النار فقط. ما في - 00:31:00ضَ

ثالثة ثم النزول في الجنة وفي النار ليس مؤقتا ولا محددا يعني لا بالف سنة ولا بمليون سنة. ولا بمئة مليون سنة. بل ابد الاباد فيها ما دامت السماوات والارض. والمصيبة انه اذا وضعت النار - 00:31:30ضَ

لا يمكن انه يموت لا يموت. لا يموت فيها ولا يحيى. كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها العذاب. كلما وكلما للتكرار الذي لا نهاية له. فاذا كان الامر هكذا فانه يجب - 00:32:00ضَ

على العاقل ان يسعى في فكاك نفسه وفي خلاصها من العذاب ونجاتها وفي تحصيل السعادة. السعادة الابدية التي لا يشبهها سعادة يعرفها الانسان في هذه الدنيا فان الانسان اذا سعد بتقوى الله وبطاعته وبرضاه وقبول الله جل وعلا له - 00:32:20ضَ

يكون جارا لله جل وعلا في الجنة. ملائكة الله تخدمه وتدخل عليه تسلم عليه. تقول سلام عليكم بما صبرتم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. فكيف يذهب العاقل يتعلق بمخلوق؟ مخلوق ضعيف مثله - 00:32:50ضَ

لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. ما يليق بالعقل هذا. يجب ان يكون تعلقه بالخوف قالت جل وعلا للرب الكريم الجواد الرحيم الذي بيده ملكوت كل شيء. وقد استدل ربنا جل وعلا على المشركين في كونهم يقرون بان الله جل وعلا هو المتصرف وحده بوجوب اخلاص - 00:33:10ضَ

العبادة له في ايات كثيرة سيأتي شيء منها ان شاء الله. نعم. ثم قال رحمه الله فانه جل ذكره قرر انه الكاشف للضر لا غيره. وانه المتفرد لا غيره. للضر لا غيره - 00:33:40ضَ

وانه المتفرد باجابة المضطرين. وانه المستغاث لذلك كله. وانه وانه القادر على دفع الضر القادر على ايصال الخير فهو المتفرد بذلك فاذا تعين هو وجل ذكره خرج غيره من ملك ونبي وولي قال والاستغاثة تجوز في الاسباب الظاهرة العادية من الامور الجسية في - 00:34:00ضَ

قتال او ادراك عدو او سبع او نحوه كقولهم يا ال زيد ويا للمسلمين يا نزيد كقولهم يا نزيد للمسلمين بحسب الافعال الظاهرة واما الاستغاثة بالقوة والتأثير او في الامور المعنوية من - 00:34:30ضَ

كالمرظ وخوف الغرق والظيق والفقر وطلب الرزق ونحوه فمن خصائص الله لا يطلب فيها غيره قال واما كونهم معتقدين التأثير منهم في قضاء حاجاتهم كما تفعله جاهلية العرب الصوفية الجهال وينادونهم ويستنجدون بهم فهذا من المنكرات فمن اعتقد ان لغير الله من - 00:34:50ضَ

او غير ذلك في كشف كربة او قضاء حاجة تأثيرا فقد وقع في واد شهد خطير فهو على شفا حفرة من السعير. واما كونهم مستدلين على ان ذلك منهم كرامات. فحاش - 00:35:20ضَ

فلله ان يكون اولياء الله بهذه المثابة فهذا ظن اهل الاوثان كذا اخبر الرحمن قال تعالى هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقال ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقال اتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون - 00:35:40ضَ

فان فان ذكر ما ليس فان ذكر ما ليس من شأنه النفع ولا ولا دفع الظر من نبي وولي على وجه الامداد منه اشراك مع الله اذ لا قادر على الدفع غيره ولا خير الا خيره - 00:36:10ضَ

قال وقع ان المشركين القدامى ما كانوا في شركهم وفي دعوتهم لاصنامهم سواء كانت اصناما مثل الشجر والحجر او كان قبور مثل اللات ونحوها على قول من احد اقوال العلماء على احد قولي العلماء او مثل عيسى وعزير وام عيسى - 00:36:30ضَ

عليهم السلام او مثل الملائكة او مثل آآ الاجرام السماوية مثل الكواكب والشمس قمر وما اشبه ذلك. كلها كانت تعبد للقدامى. كل هذه كانت وغيرها كانت تعبد ولكن عبادتها ليست على وجه انها مشاركة لله جل وعلا في العطاء والمنع والدفع والنفع - 00:37:00ضَ

ما كانوا يعبدونها على هذا الاساس. وانما كانوا يعبدونها زاعمين انها تقربهم الى الله زلفى كما ذكر الله جل وعلا ذلك يعني انها تشفع لهم. يعني على وجه التبرك بها والتشفع بها والتوسل بها - 00:37:30ضَ

هذا هو شركهم الذي كانوا يفعلونه وهذا شيء معروف لمن نظر في التاريخ ونظر في طائعهم وفي حالتهم التي كانوا عليها. حروف جلي ولهذا السبب في هذا الامر كانوا اذا وقعوا في شدة تركوا هذه الاشياء. تركوها واتجهوا الى الله واخلصوا له الدعوة. كما اخبر - 00:37:50ضَ

قال الله جل وعلا ذلك عنه فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. يعني انهم اذا ركبوا وفي البحر فهبت بهم الرياح العاصفة التي يتوقعون ان انها تهلكهم وتغرقهم - 00:38:20ضَ

اتجهوا الى الله داعين له مخلصين. لا يدعون معه غيره. وقد جاءت الاخبار انهم اذا كانوا في مثل هذه الحالة وكانت معهم اصنام القوها في البحر. وقالوا انها لا تنفع. لا تنفعكم في مثل هذه - 00:38:40ضَ

فالمقصود ان عبادتهم لهم كان على سبيل الوساطة يتخذونهم سقط يجعلونهم وسائط بينهم وبين ربهم. يقولون نسأل الله بهم. يعني نسألهم يسألون الله لنا هكذا يقولون نطلب منهم ان يشفعوا لنا عند الله. هذا شركهم هذا حقيقة - 00:39:00ضَ

الشرك الذي وقعوا فيه اما ان احدا منهم يعتقد ان الشجرة تنزل المطر او تنبت النبات او تجلب الرزق او تدفع العدو فما كان احد منهم يعتقد هذا. وما كان احد منهم - 00:39:30ضَ

يفعل ذلك ويقول وكذلك الميت ما كان احد منهم يعتقد انه ينزل مطر او يحيي او يميت او انه يجلب الرزق او انه يدفع العدو او انه يزيل المرض او انه يمسك - 00:39:50ضَ

الخير ما كانوا يعتقدون ذلك وانما كانوا يقولون نطلب منه حتى يطلب من الله فيعطينا الذي نريده هذا هو شركهم حقيقة شرك المشركين. وما كان منهم احد يطلب مخلوقا على وجه الاستقلال او وجه المشاركة مع الله جل وعلا. نعم. نعم. ثم قال رحمه الله - 00:40:10ضَ

واما ما قالوا ان منهم ابدالا ونقباء واوتادا ونجباء وسبعين وسبعة واربعين والقدس هو الغوث للناس. فهذا من موضوعات افكهم كما ذكره القاضي المحدث في سراج المريدين وابن الجوزي وابن تيمية رحمهم الله انتهى باختصار. القاضي يعني ابن العربي المالكي - 00:40:40ضَ

وذكره غيرهم يعني ان هذا من الكذب. ليس لهذا اصل. وانما جاء الاثر في الابدال فقط وهو اثر ايضا فيه نظر في بعض العلماء وجاء ان ان الابدال انهم بالشام. ومعنى الابدال انهم كل - 00:41:10ضَ

ما ذهب واحد جاء بدله غيره. واذا صح ذلك فمعنى ذلك انهم الذين يقومون بالدعوة الى الله الذين يقومون بالحجة على عباد الله. لان حجة الله لا تظمحل ولا تزول ولا تنتهي. فهو قريب - 00:41:40ضَ

ومن الحديث المشهور يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. ومن كل عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين. وقريب من هذا ليس في هذا ان الابدال انهم يدعون مع الله وانهم يغيثون اما - 00:42:00ضَ

القطب الذي يسمونه القطب او النجباء او السبعين او السبعة او الاربعين والاربعة فهذا من الكذب ما فيه شيء يدل على هذا لا من كتاب الله جل وعلا ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا من اقوال الصحابة واتبعه - 00:42:30ضَ

واتباعهم. وانما هو من افتراءاتهم. وقد بين العلماء ان هذا لا اصل له. وآآ اذا كان هناك اولياء لله جل وعلا فهم لا يرظون بان يدعون مع الله. بل يغظبون لذلك ويكفرون - 00:42:50ضَ

الداعي ويبغضونه ويتبرأون منه. كما اخبر الله جل وعلا عنه كما سيأتي. والله جل وعلا يقول اتخذوا من دون الله الهة ليكونوا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ظدا. اش معنى يكونون عليهم ظدا؟ يكون ظدهم يوم القيامة - 00:43:10ضَ

بان يتبرأون منهم ويلعنونهم ويكفرون بهم كما في الاية الاخرى ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. وفي الاية الاخرى واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. يعني اذا جمعوا يوم القيامة وقيل لهم اذهبوا الى الذين كنتم تدعونه - 00:43:40ضَ

فيذهبون اليهم ويسألونهم انتم الذين نستغيث بكم ونسألكم فيتبرأون منهم ويقولون كذبتم نحن لا احدا ونحن نبرأ الى الله منكم ومن افعالكم. فماذا يكون مع الداعي؟ كن مع الخيبة الخيبة يكون الشيطان غرة فقط. الشيطان هو الذي غره في هذا. ومعلوم - 00:44:10ضَ

ان الانسان لا يجوز ان يفعل فعلا او يقدم على امر من الامور الا بدليل. بدليل من من كتاب الله او من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. العبادة محرمة كما يقول العلماء محرمة - 00:44:40ضَ

الانسان حتى يأتي الدليل. بخلاف اه الامور الامور مرور المعاملات وامور اه اه المطعومات والمشروبات فان الاصل فيها الحلال الحل حتى يأتي الدليل على التحريم. اما امور العبادة فبالعكس ولهذا اتفق العلماء على ان العبادة لها مبنية على - 00:45:00ضَ

على اساسين على شيئين احدهما ان تكون العبادة خالصة لله جل وعلا. والثاني ان تكون على ما جاء به الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم ان تكون بالشرع بشرع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء به من الله اما اذا كان - 00:45:30ضَ

بالرأي او بالعادة بالوضع الذي وجد عليه الناس فهي غير معتبرة وغير مقبولة بل مردودة ولهذا ثبت في صحيح مسلم حديث عائشة رضي الله عنها بل هو في الصحيحين ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهو مردود مردود - 00:45:50ضَ

على صاحبه كل عمل ليس عليه امر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون معتبر ولا يكون صحيح. نعم. قال والمقصود ان اهل العلم ما زالوا ينكرون هذه الامور الشركية التي عمت بها البلوى واعتقدها اهل الاهواء. فلو تتبعنا كلام العلماء المنكرين لهذه - 00:46:20ضَ

في الامور الشركية لطال الكتاب. والواقع انه ما وقع فيها الا الجهال. الجهلة والجهال ان لا عبرة فيه ولا يجوز للانسان يغتر به. اما العلماء فهم لا يزالون ينصحون الامة - 00:46:50ضَ

ها هو يحذرونها من الوقوع في مثل هذه الامور. لظهورها ووضوحها. فهي واضحة ومن الوم لدى المسلمين في عقائدهم ان الانسان مسئول عن اصول الدين في قبره يسأل من الذي يعبد؟ ويسأل باي شيء يعبد - 00:47:10ضَ

ويسأل من الذي جاءك بما تعبد بما تتعبد به؟ هذه الاسئلة هذا لا بد منها لكل ميت. فاذا كان الانسان عارف عالما بذلك يجيب بكل لسهولة وبلا تلعثم ولا تردد. يقول اعبد الله اعبد ربي - 00:47:40ضَ

يقول اعبده بالشرع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا قيل له من؟ قال رسول الله صلى علمت باني امنت بكتاب الله واتبعته وصدقته. اليس معنى ذلك ان الانسان - 00:48:10ضَ

اذا عرف اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم واسم ابيه واسم جده قال هو محمد ابن عبدالله ابن عبد المطلب ابن هاشم ان هذا يكفي ما يكفي هذا لا بد - 00:48:30ضَ

ان يعرفه يعرفه المعرفة الصحيحة بانه رسول من عند الله يعرفه بالايات التي جاء بها ويقتنع بذلك ويؤمن ايمانا لا يعتريه الشك. ومعرفته لها طرق كثيرة ومن اهم الطرق التي يتعرف بها على الرسول صلى الله عليه وسلم. سيرته - 00:48:50ضَ

صلوات الله وسلامه عليه. يعلم انه جاء الى امة كافرة مشركة. وهو فصار يقول لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا. وان لم تفعلوا فان الله جل وعلا سوف يسلطني عليكم فاقتلكم واخذ اموالكم. يمكن ان يأتي رجل وحده ليس - 00:49:20ضَ

سمعه جند ولا قوة. الى امة كبيرة معادية له. فيقول لهم هل القول وهو وحده معنى ذلك انه يغريهم بقتله. ويدعوهم الى قتله. ولا يقول ذلك فالا من يثق بالله جل وعلا. من كان الله معه من كان رسوله. وكذلك من المعلوم عند - 00:49:50ضَ

العقلاء ان الانسان اذا جاء الى الناس وقال انا رسول انا رسول الله فانه لا يخلو الامر من شيئين. اما ان يكون هو اصدق الناس وابر الناس قناص واقرب الناس الى الله او يكون اكذب الناس وافجر الناس وابعد الناس عن الله جل وعلا - 00:50:20ضَ

وهل يلتبس هذا بهذا؟ يمكن يلتبس هذا بهذا؟ ابدا. لان مدع النبوة من ابعد الخلق ومن اكذب الخلق ومن اخبث الخلق. اما النبي اذا جاء من الله صادقا فهو ابر الخلق واصدقهم واقربهم الى الله. هذا من الادلة التي تعتبر ومنها كونه يخرج - 00:50:50ضَ

بامور الغيب. يخبر بالشيء فيقع كما اخبر صلوات الله وسلامه عليه. ومنها كونه يسأل ربه فيعطيه ومنها الايات التي وقعت على يده وهي كثيرة جدا. ومن اعظمها هذا الكتاب الذي جاء به من - 00:51:20ضَ

عند الله. هذا هذه طريق هذا طريق معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. بهذه الطرق وليس بمعرفة اسمه وترديده وحفظه. كما قد يغتر به من يغتر. وكذلك معرفة الله جل وعلا بالادلة المقنعة وهذا امر ما يحتاج الى ذكر ادلته في ظهور او - 00:51:40ضَ

واما معرفة الدليل معرفة الاسلام فهو بالتعلم. لابد من تلقيه التعلم وتعلم وهذا امر يتعين على العبد. يعني يتعين عليه ان يعرف كيف يعبد الله. كيف سيعبد الله يعبد ربه. كيف يصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يتوضأ؟ لا يجوز ان يكون جاهل - 00:52:10ضَ

في كون هذا عبادة او غير عبادة. او كون مثلا الصلاة ركعتين او اربع او ثلاث او آآ يكون مثلا غير مميز ما لا لا يقول ويفعله في الصلاة ما يعرفه لا يجوز هذا المسلم. الشيء الذي يعني يتعين على العبد - 00:52:40ضَ

يجب عليه ان يكون حريصا على معرفته. كل الحرص. اليس عيب اذا كان الانسان يعني اجعل شيئا يسأل وان يحرص عليه بل هذا يدل على اهتمامه وهو يؤجر على ذلك. نعم - 00:53:10ضَ

مصير النبيل يدرك الحق من اول دليل. ومن قال قولا بلا برهان فقوله ظاهر البطلان مخالف ما مخالف لما عليه اهل الحق والايمان. المتمسكون بمحكم القرآن المستجيبون لداعي الحق والايمان - 00:53:30ضَ

والله المستعان وعليه التكلان. قال رحمه الله وقول الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وان يمسسك الله. قال - 00:53:50ضَ

قال ابن عطية كمل الاية وان يمسسك الله بضر فلا تخشع ذر. فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله - 00:54:10ضَ

يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. هذه الاية خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان الامة تبع له. الله جل وعلا يخبر عن رسوله الذي هو اقرب الخلق اليه. وينهاه ان يدعو ما لا ينفعه ولا ولا يضره. وهذا يصدق على - 00:54:30ضَ

قل لي مخلوق من المخلوقات سواء من الملائكة او من الرسل او من البشر. فضلا عن الجمادات ولا تدعو ما لا ينفعك ولا يضرك. يقول فان فعلت يعني دعوت دعوت ذلك فانك اذا من الظالمين. والظلم هنا المقصود به الشرك. وهذا كقوله - 00:55:00ضَ

جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. وكذلك لما اخبر عن اولياءه عن انبيائه قال ولو - 00:55:30ضَ

اشركوا لحبط ما كانوا يفعلون. يعني حبطت اعمالهم لو اشركوا بالله جل وعلا لحبطت. فليس بين اه العباد وبين الله صلة بقرابة او ما اشبه ذلك الا بالطاعة بطاعته من اطاعه فهو وليه. وهو الكريم عنده. ان اكرمكم عند الله اتقاكم - 00:55:50ضَ

اذا كان هذا الخطاب يوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بمن عاداه وقوله ولا تدعو يدخل فيه دعاء المسألة ودعاء العبادة. كلاهما يدخل في في هذا ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك وكل الخلق لا ينفعون ولا يضرون كما قال الرسول صلى الله عليه - 00:56:20ضَ

وسلم في حديث ابن عباس الذي رواه الترمذي وغيره. انما قال الرسول صلى الله عليه وسلم واعلم ان الخلق لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لن يستطيع ذلك - 00:56:50ضَ

ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يستطيعوا ذلك. وكذلك في حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه وقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه - 00:57:10ضَ

جل وعلا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكه شيء. ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص - 00:57:30ضَ

ذلك بملك شيء. وفيه انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فالامر كله بيد الله جل وعلا. هو الذي يملك النفع ويملك الظر. ولهذا قال له ولا ادعوا ما لا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين - 00:57:50ضَ

يعني اذا دعوت غير الله فقد وقعت في الظلم الذي هو الشرك. الشرك لان الظلم انواع واعظمها الشرك. والظلم في الاصل هو وظع الشيء في غير موظعه. ووظع العبادة لغير من يستحقها اعظم الظلم. اعظم الظلم. كونه يدعى - 00:58:20ضَ

اه من لا يجوز دعوته في وفي هذه الاية دليل على ان الاله المدعو يجب ان يكون مالكا للنفع والضر. يملك ما يدعى من اجله. وهذا لا يكون المخلوق على ما يكون الا لله جل وعلا. هو الذي بيده ملك كل شيء. وهو الذي اذا - 00:58:50ضَ

اذا اراد جل وعلا وشاء نفع عبده نفعه. وان شاء ضرة غره. اما الخلق فهم لا يستطيعون شيئا من ذلك الا اذا اراد الله جل وعلا. والله ما جعل الشرك سببا لجلب - 00:59:20ضَ

خير او دفع الشر. بل هو سبب بل هو بالعكس سبب للشرور. ثم قوله بعد ذلك يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. يعني ان هذا من في عن جميع الخلق وان يردك بخير فلا راد لفضله ما حد من الخلق يستطيع انه اذا - 00:59:40ضَ

اذا اذا الرب جل وعلا اصاب العبد بمصيبة بظر بمرض او ما اشبه ذلك ان الخلق يستطيعون هنا ازالته. وانما هو بيد الله هو الذي اذا شاء ان يزيل ازاله. وكذلك اذا اراد بعبده - 01:00:10ضَ

من صحة وعافية وهدى ورزق. وغير ذلك فانه لا احد يرد ما احد يستطيع رد فضله. فاذا الامر كله بيده. فيجب ان يعبد. وحده تكون العبادة لها الدعاء يكون له وحده. لا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده. يصيب بفضل - 01:00:30ضَ

فالامر الي ليس للانسان ولا للخلق يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم جل وعلا غفور رحيم مع كثرة خطأ الانسان وتجاوزه بامر الله جل وعلا مع ذلك يغفر جل وعلا اذا شاء. ويرحم فهو غفور لمن - 01:01:00ضَ

استغفر ورجع وتاب. ورحيم بالمؤمنين الذين يؤمنون وان كان عندهم ذنوب واخطاء. فانه يرفض لهم ويرحمون. نعم. قال ابن عطية معناه قيل لي ولا تدعو فهو عطف على اقم وهذا الامر والمخاطبة قبل هذا الاية اقم الصلاة. الله جل وعلا امره ان يقيم الصلاة ثم عطف عليه - 01:01:30ضَ

في قوله ولا تدعو. فهو امر. لان قوله اقم امر. وكذلك قوله ولا معطوف عليه فهو امر من الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم. والمقصود الامة امته فهي تبع له في ذلك. نعم. والمخاطبة للنبي صلى الله عليه واله وسلم - 01:02:00ضَ

اذا كانت هكذا فاحرى ان يحذر من ذلك غيره غيره. ان يحذر من ذلك غيره والخطاب خرج اخرج الخصوص وهو عام للامة. يعني ان الخطاب خطب به الرسول صلى الله عليه وسلم. والمقصود به العموم - 01:02:30ضَ

كل الخلق مخاطبون بذلك قال ابو جعفر ابن جرير في هذه الاية يقول تعالى ذكره ولا تدعو يا محمد من دون معبود بك وخالقك شيئا لا ينفعك في الدنيا ولا في الاخرة. ولا يضرك في دين ولا دنيا. يعني بذلك الالهة والاصنام - 01:02:50ضَ

لا تعبدها راجيا نفعها او خائفا ضرها فانها لا تنفع ولا تضر. فان فعلت ذلك فدعوتها من دون الله فانك اذا من الظالمين. يقول من المشركين بالله الظالم لنفسه. قوله يعني بذلك الاصنام - 01:03:15ضَ

ليس معنى هذا تخصيص الدعاء بالاصنام فقط. فان القرآن يكون عاما شاملا يدخل فيه كل مدعو. ولكن الواقع الذي نزلت الاية فيه وقيل خطب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ان القوم الذين قصدوا - 01:03:35ضَ

بهذا الخطاب يدعون الاصنام. فكذلك اذا كان غيرهم يدعو من يقوم مقام الاصل نعم مثل صالح من الصالحين ولي من الاولياء او نبي يدعوه الدعوة التي لا يجوز ان تكون الا لله كشف الظر او جلب النافع فانه يكون - 01:04:05ضَ

هذا الخطاب شاملا له. وهو مراد به. وهذا باتفاق العلماء انه لا يعتبر خصوص السبب. الذي نزل الخطاب من اجله وانما المعتبر عموم اللفظ. وهذا شيء مشهور العبرة بعموم اللفظ لا - 01:04:35ضَ

بخصوص السبب في جميع خطاب الشرع. نعم. قال قلت وهذه الاية لها نظائر كقوله تعالى فلا تدعوا مع الله الها اخر فتكون من المعذبين وقوله ولا تدعوا مع الله الها اخر لا اله - 01:05:05ضَ

يعني آآ نظيرها في مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم. انه يقال له ذلك ومعلوم ان الله جل وعلا كرمه ونزهه وحماه ان يقع منه دعوة لغير الله جل وعلا. ولكن - 01:05:25ضَ

هذا مثل ما ذكرنا ان يتنبه الانسان اذا كان اشرف الخلق لو وقع منه ذلك لوقع عليه العذاب فغيره من باب اولى هذا مقصود الخطاب يعني التنبيه. مقصود الخطاب توجيهه اليه صلوات الله وسلامه عليه - 01:05:45ضَ

نعم. ففي هذه الايات بيان ان بيان ان كل ان كل مدعو يكون الها والالهية حق لله لا يصلح منها شيء لغيره. ولهذا قال لا اله الا هو كما قال تعالى ذلك - 01:06:05ضَ

ان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير. وهذا هو توحيد الذي بعث بعث الله به رسله وانزل به كتبه كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له - 01:06:25ضَ

والدين كل ما يدان الله به من العبادات الظاهرة والباطنة. المقصود بالظاهرة مثل بالدعاء مثل القراءة مثل التسبيح والتكبير مثل الصلاة مثل الزكاة. هذا ظاهر اما الباطن فالمقصود به الخوف والرجاء والخشية والانابة. يعني افعال القلب. افعال القلب - 01:06:45ضَ

البنيات التي تكون في القلب يجب ان تكون ايضا هذه عبادة عبادات يجب ان تكون لله فقط. ليس فيها اه لاحد شيء من الخلق ولا يراد بها الدنيا. ولهذا توعد الذين تكون نياتهم - 01:07:15ضَ

يقصدون بها الدنيا. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها فيها لا يبخسون. يريد من كان يريد. فالارادة هي اعمال القلوب. ثم يقول اولئك الذين ليس لهم في الاخرة - 01:07:35ضَ

الا النار الذين يريدون الدنيا بالاعمال كن هذا جزاؤهم سيأتي بيان هذا ان شاء الله المقصود هنا تنبه لهذا الشيء يعني يكون الاعمال الظاهرة والباطنة ما معنى الظاهرة والباطنة في الظاهرة التي تظهر للرائي المشاهد او يسمعها السامع - 01:07:55ضَ

من قول تسبيح وغير ذلك هذه تسمى ظاهرة لانها تظهر للناس تسمع او ترى اما الباطنة فهي التي تكون في القلب. ما يطلع عليها الا رب العباد جل وعلا. ولهذا يكون العمل - 01:08:25ضَ

ظاهره انه لله. وفي الواقع يكون لغير الله. لان النية تراد بها غير ذلك وهذا يحاسب عليه رب العباد جل وعلا وقد جاءت اخبار بانه يأتي قوم لاعمال عظيمة يوم القيامة. فاذا جاءوا بها - 01:08:45ضَ

يقول الله جل وعلا لملائكته هذه حابطة وهم من اهل النار لانهم ارادوا بها غير وجه الله. ارادوا بها امور اخرى من امور الدنيا وغيرها. وآآ في الحديث من عمل عملا فاشرك فيه مع الله غيره فان الله يتركه وشريكه - 01:09:15ضَ

يعني يترك العمل للشريك فقط. لانه جل وعلا هو اغنى الشركاء. فهو لا يقبل عملا في اشتراك والعمل الذي يقبله هو ما كان خالصا له. كان خالصا لله جل وعلا. من كان - 01:09:45ضَ

لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فيشرك هنا يعم جميع العمل واحد يعم جميع الخلق نعم وفسره ابن جرير في تفسيره بالدعاء وهو فرد من افراد العبادة على عادة السلف في التفسير يفسرون - 01:10:05ضَ

اتى ببعض افراد معناها. نعم. قال فمن صرف منها شيئا لقبر او صام او وثن او غير ذلك فقد اتخذ له معبودا وجعله شريكا لله في الالهية التي لا يستحقها الا هو كما قال تعالى ومن يدعو مع الله - 01:10:35ضَ

الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فتبين بهذه الاية ونحوها ان دعوة غير الله كفر وشرك وضلال. وقوله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. فانه المتفرد بالملك والقضاء - 01:10:55ضَ

والعطاء والمنع والضر والنفع دون كل ما سواه فيلزم من ذلك ان يكون هو المدعو وحده المعبود وحده فان العبادة لا تصلح الا لمالك الظر والنفع. ولا يملك ذلك ولا شيئا منه غيره تعالى. فهو المستحق للعبادة - 01:11:25ضَ

في وحدة دون من لا يضر ولا ينفع وقوله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمتي؟ قل حسبي الله - 01:11:45ضَ

عليه يتوكل المتوكلون. هذا ايضا خطاب الله جل وعلا يتحدى الكفار. بان يدعون اصنامهم والهتهم في ان تجلب لهم شيئا من النفع والنعم التي لم يقدرها الله جل وعلا ويردها - 01:12:05ضَ

وان تدفع شيئا من النقم والمصائب التي قدرها ويقول جل وعلا في اول الاية ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله قل افرأيتم اخبروني هذه التي تدعونها من دون الله ان ارادني الله بظر - 01:12:35ضَ

تستطيع لو ارادني بمرظ اصابني بمرض او اصابني في فقر او اصابني بازالة عدو او ما اشبه ذلك. هل تستطيع ان تمنع هذا وتصرفه ما تستطيع؟ الجواب انها لا تستطيع. او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ تستطيع ان تمسك رحمته - 01:13:05ضَ

تأتي الى هذا الذي اراده اراده الله جل وعلا بالرحمة ما تستقيم. ثم يقول قل حسبي الله هو كافي. هو كافي الذي اعتمد عليه وادعو واعبد فقط لا غير. عليه يتوكل المتوكلون. كل - 01:13:35ضَ

جاهد رحمه الله هل هذا هو غيره؟ الرسول سألهم لان الله امرهم ان يسألهم قل افرأيتم؟ قل هذا امر من الله ان يقول لهم فسألهم قال لهم ارأيتم؟ هذه الاصنام هل - 01:13:55ضَ

تدفع الضر عن من اراده اراد الله جل وعلا به ظر او تمسك الرحمة ان تصل الى من اراد الله به الرحمة فسكتوا يقول سألهم فسكتوا ايش معنى سكتوا؟ لانهم يعلمون انها لا تفعل شيئا من - 01:14:15ضَ

ولكن مكابرين يكابرون لانهم يتمسكون بدين ابائهم فقط وليس لهم حجة ما عندهم اي حجة الا انهم وجدوا اباءهم يعبدون هذه الاصنام. عندهم انها شاركت الرب جل وعلا في التدبير او شاركته في الملك او شاركته في في الخلق والايجاد - 01:14:35ضَ

ما يعتقدون هذا ولهذا بدأ بخلق السماء بسؤالهم ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله الله يعني ما عندهم شك ان الخالق هو الله. يقرون بهذا. فمعنى هذا ان الله - 01:15:05ضَ

احتج عليهم جل وعلا لكونهم يقرون بان الله هو الذي يتفرد بخلق الخلق والنفع والضر ولا احد يشاركه فاذا كان كذلك فيجب ان يفرد بالعبادة. والا يدعى غيره. هذا وجه التحدي ووجه اه اقامة الحجة عليهم - 01:15:25ضَ

كثير جدا في القرآن كل الايات التي فيها النهي عن الشرك والامر بالعبادة تبنى على هذا الشيء كقوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين فمن قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. والسماء بناء وانزل من السماء - 01:15:55ضَ

ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. يعلمون ان الله هو الخالق وحده هو الذي خلق السماوات وخلق الارض على هذه الصفة. وهو الذي ينزل المطر فينبت النبات. يعلمونه حق - 01:16:25ضَ

ان الله هو وحده. المتفرد بهذا. فاذا كان يعلمون ذلك فلماذا يدعون معه غيره ما حجتهم؟ وما برهانهم؟ وما دليلهم؟ ما عندهم اي حجة ولا برهان الا انهم قالوا وجدنا ابائنا كذلك يفعلون - 01:16:45ضَ

فقط. وهكذا يقول من بعدهم. والناس يفعلون هذا الشيء. اذا قيل لهم لا تدعوا الاموات لا تطلبوا من الاموات شيء. وان كانوا يسمونها توسل او تقرب او او مثلا تشفع طلب الشفاعة. التسمية لا تغير من الواقع شيء. لو مثل سم - 01:17:05ضَ

الربا بغير اسمه او سمي الخمر بغير اسمه ما يتغير الحكم الحكم لا يتغير. لو غيرت الاسماء الاحكام لا تتغير. فالمقصود ان الناس من اولهم من اول ما وقعت المخالفة فيهم. الى اخر - 01:17:35ضَ

في امة ارسل فيهم اخر رسول صلوات الله وسلامه عليه. كلهم يقرون بان الله جل وعلا وحده هو الذي يخلق وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي ينزل المطر وهو الذي ينبت النبات - 01:18:05ضَ

ويدر الرزق وهو الذي يكشف السوء. وهو الذي اذا دعاه اهو المضطر ازال ما فيه من الضر. كلهم يقرون بهذا. كلهم يقرون بهذا فلماذا اذا يدعونا حجرا او شجرة او ميت؟ ما - 01:18:25ضَ

اعندهم الا التقليد وقع اباؤهم في ذلك فاتبعوهم عليه. وقال ابراهيم عليه السلام ما هذه التماثيل التي انتم لها عابدون؟ قالوا وجدنا ابائنا كذلك يفعلون فقط هذا دليل وجدنا اباءنا - 01:18:55ضَ

كذلك يفعلون. وكذلك قول جل وعلا في ايات اخر. وكذلك ما ارسلنا من قبلك من من رسول اه ما يأتي وكذا في الاية وكذلك ما ارسلنا وكذلك ما ارسلنا من قبلك من رسول الا - 01:19:15ضَ

اتى الذين من قبلهم نذير لقالوا انا وجدنا ابانا لا. الاية الاخرى آآ لقالوا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون. على امة يعني على دين المقصود بالامة هنا الدين وانا على اثارهم مقتدون فقط يقتدون بهم - 01:19:45ضَ

هكذا جميع الامم يقولون هذا الشيء حتى في الوقت الحاضر الناس الان اذا كانوا على شيء من المخالفات. فقلت له يا فلان لا تفعل هذا. فان هذا لا يجوز. كثير من الناس يقول لك - 01:20:15ضَ

الناس كلهم يفعلون هذا. كل الناس يفعلون هذا. هذا معنى قول الكفار انا وجدنا ابائنا على امة وان على اثارهم مقتدون. هو قوله نفس قولهم نفسه تماما. وكل الناس يفعلون هذا - 01:20:35ضَ

لان انت ما كلفت بالناس ولا كلفت بالنظر الى افعال الناس. وانما كلفت بالنظر الى الوحي الى الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا الذي كلف الانسان به ينظر اليه ويتعرف عليه - 01:20:55ضَ

ثم يعمل به. اما الناس اذا عذبوا ما ينفعونك. وهذه مصيبة ولهذا الانسان اذا وضع في قبره وجاءه الملك الذي يختبره يقول له ما دينك؟ يقول ها وجدت الناس يفعلون شيء. وجدت الناس يفعلون شيء ففعلته. ينفع هذا؟ يضره ما ينفعه - 01:21:15ضَ

وانما ينفع الانسان العلم الذي جاء بالوحي وهو الذي كلف به الانسان كلف بان يعلم ما نزل اليه. مكلف بهذا. اه المقصود ان الذي حين يدعون غير الله او يعبدونه ليس لهم حجة وليس عندهم برهان حتى ان الشيطان نفسه يقول - 01:21:45ضَ

لهم هذا الشيء. اذا جمع اهل النار في النار يقوم الشيطان خطيب فيهم. يخطب فين؟ يقول ان الله وعدكم وعد الحق. قال الشيطان لما قظي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعد - 01:22:15ضَ

اعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان. يعني ما كان لي عنده لي عليكم حجة. ما في حجة نحتج بها عليكم وانما دعوتكم فاستجبتم لي فقط. دعوة مجرد دعوة. ثم يقول فلا تلوموني - 01:22:35ضَ

ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم يعني ما انا بمنقذكم ولا مغيثكم ما استطيع وما انتم بمصرخي بمصرخي. يعني انتم لا تنقذوني من العذاب ولا تغيثونني من ذلك وانا كذلك طيب ماذا ماذا يكون؟ ماذا تكون الحالة؟ بعد هذا القول غرهم فضرهم - 01:22:55ضَ

ثم تبرأ منهم يعني مصيبة في الواقع. معنى هذا انها تجتمع عليهم انواع العذاب. انواع العذاب من جميع الجهات يعني لا يبقى شيء من انواع العذاب الا اجتمع لهم فالمقصود ان كل من تعلق بغير الله فليس له اي حجة واي برهان. وانما هي شبه - 01:23:25ضَ

تتعلل بها الانفس وترد بها الحق. شبه لاتباع الشيطان. تشبهون بها على انفسهم وعلى غيرهم فقط. اما البراهين والادلة فهي اه تدل على ان ما هم فيه باطل. نعم. قال وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا - 01:23:55ضَ

ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. فهذا ما اخبر به الله تعالى في كتابه من تفرده بالالهية والربوبية ونصب الادلة على ذلك. فاعتقد عباد القبور والمشاهد نقيض ما اخبر به - 01:24:25ضَ

الله تعالى واتخذوهم شركاء لله في استجلاب المنافع ودفع المكاره بسؤالهم والالتجاء اليهم بالرغبة والرهبة والتضرع وغير ذلك من العبادات التي لا يستحقها الا الله تعالى واتخذوهم شركاء لله في ربوبيته - 01:24:45ضَ

وهذا فوق شرك كفار العرب القائلين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله هؤلاء شفعاؤنا عند الله فان اولئك يدعونهم ليشفعوا لهم ويقربوهم الى الله وكانوا يقولون في تلبيتهم لبيك - 01:25:05ضَ

لا شريك لك الا شريكا هو لك. تملكه وما ملك. يعني معناه انهم يحجون. ويتعبدون لله جل وعلا يسألونه ولكنهم يشركون فيه. ومن المهم المهم جدا عند المسلم ان يعرف حقيقة الشرك الذي كان عليه المشركون. لان الانسان اذا لم يعرف اه الباطل - 01:25:25ضَ

ما يعرف الحق. وكثير من الناس يتصور ان شرك المشركين هو السجود للاصنام وهو انهم يعتقدون انها تعطيهم الجنة وتمنعهم من النار. وانها ترزقهم وكذلك تسعدهم وتضرهم. وهذا ما كان المشركون يعتقدونه - 01:25:55ضَ

وانما كانوا كان شركهم انهم يسألونها لتشفع لهم. وهذا معنى قوله ما نعبده الا ليقربونا الى الله زلفى. يعني انهم ليس بايديهم شيء. وانما فقط يكون وساطة لنا فيشفعوا لنا عند من يكون بيده النفع والضر هذا حقيقة - 01:26:25ضَ

شركان ما كانوا يعتقدون انها تستقل بشيء. هذه المعبودات. ومع ذلك صاروا من اهل جهنم. وهم يعلمون ان الامور كلها بيد الله. حتى منهم من تؤمن بالقدر ومنهم من يؤمن بالبعث الا انه وقع في هذا الشرك. انه جعل - 01:26:55ضَ

فبينه وبين ربه وسائط يدعوها لتشفع له الزلفى الى الله هو الشفاعة هي الشفاعة. التي طلبوها ولهذا جاءت الشفاعة في القرآن نوعين نوع مثبت واقع ونوع منفي. فالمنفي هو الذي يزعمه المشركون - 01:27:25ضَ

ان اصنامهم تشفع والمثبت هو الذي يقع باذن الله ولمن يوحد الله لان الشفاعة لا تكون الا لاهل التوحيد. ولا يشفعون الا لمن ارتضى. ولما قال ابوه هريرة رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله - 01:27:55ضَ

قلبي والذي يقول لا اله الا الله خالصا من قلبه هذا هو الموحد. هو الذي يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. وهذا هو اسعد الناس بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم اول ما يشفع - 01:28:25ضَ

للفصل بين الخلق فيسبق الذين يكونون مخلصين الى الجنة يكونون هما اسعد اهل الموقف ولكن المقصود ان الانسان عليه ان يتعرف على حقيقة شرك المشركين يعرف لان الذي لا يعرف الشرك يوشك ان يقع فيه وهو لا يدري. الذي لا يعرف الشرك لا يعرف التوحيد - 01:28:45ضَ

فهذا مهم جدا نعم. قال واما هؤلاء المشركون فاعتقدوا في اهل القبور والمشاهد ما هو واعظم من ذلك فجعلوا لهم نصيبا من التصرف والتدبير. وجعلوهم معاذا لهم وملاذا في الرغبات والرهبات. سبحان الله - 01:29:15ضَ

عما يشركون. وقوله يعني ان المقبورين يجعلونهم هكذا. يجعل الانسان المدفون في القبر الذي صار لحمه ترابا وعظامه متفتتة في القبر يسأل مثل ما يسأل الفرد الصمد تعالى الله وتقدس فيقال له انفعنا واعطنا ونحن بحسبك - 01:29:35ضَ

نحن داخلين عليك. ونحن جيناك لكذا ونحن فان قدر وقع القدر. الذي الله وحصل له مراده اظاف هذا الى هذا الولي وقال هكذا ينبغي ان يدعى او ان ننفع وان تقرب اليه. اما ان لم يقع له ما يريد فانه يعود على نفسه - 01:30:05ضَ

كل ما كان اعتقادي صادق بالولي او ان الولي غير غير راض عني لاني ما اديت حقه الذي ينبغي يعني يزدادون شرك سواء حصل مرادهم او لم يحصل مرادهم. نسأل الله العافية - 01:30:35ضَ

قوله ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا. فابتغوا عند الله الرزق. واعبدوه واشكروا له ترجعون. ففي هذه الاية بينوا جل وعلا ان الطلب الذي هو المسألة ومنه - 01:30:52ضَ

طلب الرزق. انه يجب ان يكون من الله جل وعلا وحده. وعطف العبادة على ذلك مما يدل على ان هذا ولهذا قدم المعمول مما يقتضي الحصر وابتغوا عند عند الله - 01:31:12ضَ

الرزق وهذا يدل على وجوب ابتغاء الرزق عند الله فقط. ولا يجوز ان يطلب من غيره لانه جل وعلا هو رب العباد. وهو الذي يتولى ارزاقهم وحده. هذا يدل على انه - 01:31:32ضَ

طلب الرزق من الله عبادة انه يثاب عليه وطلبه من غيره يكون شرك كان شركا بالله جل وعلا. والرزق الذي يطلب ليس معنى ذلك الاسباب التي يرتبها ربنا جل وعلا على المسببات وان كان كل شيء بامره. ولكن لا يجوز للانسان يعتمد على السبب - 01:31:52ضَ

على انه هو المؤثر وهو الذي يتحصن به ما يطلبه. وانما يفعل السبب على انه سبب جعله الله سببا. ولو شاء جل وعلا لعطله. ولا لم يأتي الاثر الذي يترتب عليه الا بمشيئة الله جل وعلا - 01:32:22ضَ