شرح كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
36 - جامع العلوم والحكم - الحديث التاسع عشر ( 6 ) - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. على اله وصحبه ومن والاه وصلنا في جامع العلوم والحكم الى قوله قوله صلى الله عليه وسلم جف القلم بما هو كائن - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله وغفر ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وقوله صلى الله - 00:00:20ضَ
قول صلى الله عليه وسلم جف القلم بما هو كائن. وفي رواية اخرى رفعت الاقلام وجفت الصحف. وكناية عن تقدم هو هو كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من امد بعيد - 00:00:35ضَ
فان الكتاب اذا فرغ من كتابتي ورفعت الاقلام عنه وطال عهده فقد رفعت عنه الاقلام. جفت الاقلام التي كتب بها من وجفت الصحيفة التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها. وهذا من احسن الكنايات وابلغها - 00:00:54ضَ
المداد الحبر الذي يمد منه يستمد منه. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي. فنفذ البحر نعم وقد دل الكتاب والسنة والسنن الكثيرة الصحيحة على هذا المعنى قال الله الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. من قبل ان - 00:01:14ضَ
من قبل الخلق مكتوب في الكتاب اللوح المحفوظ ها قبل خبر هذه المصيبة وهذه النازلة نعم وفي صحيح مسلم وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:44ضَ
ان الله ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وفيه ايضا عن جابر ان رجلا قال ان جابرا قال يا رسول الله ان رجل ان رجل قال يا رسول الله فيما - 00:02:04ضَ
اليوم افيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير؟ ام فيما يستقبل؟ قال لا بل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير قال ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:02:26ضَ
وخرج الامام احمد وابو داوود والترمذي من حديث عبادة ابن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول ما خلقت الله القلم. ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة. والاحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا يطول ذكرها - 00:02:44ضَ
قوله صلى الله عليه وسلم فلو ان الخلق كلهم جميعا ارادوا ان ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا عليه. وان ارادوا ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه - 00:03:04ضَ
هذي هذه رواية الامام احمد ورواية الترمذي بهذا المعنى ايضا والمراد انى ما يصيب العبد في دنياه. مما يضره او ينفعه فكله مقدر عليه. ولا يصيب العبد الا ما كتب له من - 00:03:22ضَ
ذلك في الكتاب السابق. ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعا. وقد دل القرآن على مثل هذا في قوله عز وجل قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وقوله ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم - 00:03:38ضَ
ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها وقوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم تخرج الامام احمد من حديث ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل شيء حقيقة. وما بلغ عبد حقيقة الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم - 00:03:54ضَ
ليخطئه ما اخطأه لم يكن ليصيبه فخرج ابو داوود وابن ماجة من حديث زيد ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى ذلك ايضا واعلم ان مدار جميعها جميع هذه الوصية على هذا الاصل. وما ذكر قبله وبعده فهو متفرع عليه. وراجع اليه - 00:04:18ضَ
فان العبد اذا علم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر او وان اجتهاد الخلق كلهم على خلاف مقدور غير مفيد البتة علم حينئذ ان الله وحده هو الضار النافع المعطي - 00:04:41ضَ
فاوجب ذلك العبد المانع. نعم شيخنا. هو الله النافع المعطي المانع. لا بأس ان شاء الله. ان الله وحده هو الضار النافع المعطي المانع. فاوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل. وافراده بالطاعة وحفظ حدوده. وحفظ حدوده - 00:05:01ضَ
وحفظ حدوده فان المعبود انما يقصد بعبادته جلب المنافع والدفع المضى. ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر. ولا يغني عن عابده شيئا فمن علم انه لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع غير الله اوجب له ذلك افراده بالخوف والرجاء - 00:05:21ضَ
والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء. وتقديم طاعته على طاعة الخلق جميعا. وان يتقي سخطه ولو كان فيه سخط ولو كان فيه سخط الخلق جميعا افراده بالاستعانة به. والسؤال له واخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء بخلاف ما كان المشركون عليه من اخلاص - 00:05:44ضَ
الدعاء له عند الشدائد ونسيانه في الرخاء ودعاء من يرجون نفعه من دون من دونه. قال الله عز وجل قل افرأيتم ما تدعون من دون ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هلن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه - 00:06:07ضَ
توكلوا المتوكلون وقوله طيب في هذا كفاية وبركة. الله اعلم وصلى الله وسلم. على نبينا محمد واله وصحبه ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم انا نسألك علما نافع وعملا متقبلا يا رب العالمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:06:27ضَ
- 00:07:02ضَ