كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

36 - كتاب التوحيد - باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ

صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم قراءتنا في كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في باب الرابع والثلاثين وهو باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله - 00:00:17ضَ

قول الله تبارك وتعالى ومن يؤمن بالله بقلبه قال ولهما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية الى اخر الباب مصنف رحمه الله ذكر في هذا الباب - 00:00:47ضَ

هذا الباب في كتاب التوحيد لتعلق الصبر على اقدار الله المؤلمة تعلقها بالتوحيد والايمان لان الايمان والتوحيد شيء واحد من حيث انه لا يصح ايمان العبد الا اذا وحد الله - 00:01:24ضَ

ولا يكمل او يصح توحيده الا اذا امن ولان القدر احد اركان الايمان الستة التي لا يصح ايمان العبد الا بتحقيقه ان يذكره هنا ولان عدم الصبر على اقدار الله - 00:01:50ضَ

ترك للواجب لان الصبر على الاقدار واجب وعدم الصبر ترك للواجب وترك الواجب نقص في كمال الايمان الواجب وكمال التوحيد الواجب ومن هذه الحيثية اورده الشيخ في هذا الباب وقد يكون - 00:02:15ضَ

ما هو اكبر من ذلك وهو الجزع ورد امر الله فيكون يرقى ذلك الى ما هو اشد من قضية عدم الصبر الى الجزع والتسخط واورد هذا الباب تعلقه بالتوحيد والايمان من هذه الحيثية - 00:02:44ضَ

وقد جاءت الادلة كثيرة وجوب الصبر وانه من الايمان الصبر ذكر العلماء انه ثلاثة اقسام صبر على طاعة الله بفعل ما امر به واجتناب ما نهى عنه وصبر عن معصية الله - 00:03:17ضَ

لترك ما حرم الله ونهى عنه وصبر على اقدار الله المؤلمة ما يقضي على عبده من شيء يسوؤه سواء في نفسه او في ماله او في اهله لو في اي شيء من الاشياء - 00:03:48ضَ

المؤلمة فيصبر قال تعالى ومن يؤمن بالله يهديك قال ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه الله بكل شيء عليم ان العلم من مراتب القدر - 00:04:12ضَ

ما اصاب من مصيبة اي اي مصيبة يصيب الانسان سواء كانت كبيرة او صغيرة والله سمى الموت مصيبة. قال اصابتكم مصيبة الموت وسمى ما يسوء الانسان من اي شيء يصيبه - 00:04:35ضَ

هنا يقول ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقدر الله ومن يؤمن بالله انه هو المقدر والخالق عز وجل وان ما شاء كان يهدي قلبه يسلم يهدي قلبه - 00:05:03ضَ

للتسليم والسكون والرضا كما قال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا - 00:05:29ضَ

بما اتاكم ان الله لا يحب كل مختال اخوك فكل مصيبة تصيب الناس او الانسان نفسه كونوا نازلة في الارض او في انفس الناس فانها باذن الله في كتاب مقدرة في اللوح المحفوظ - 00:05:51ضَ

للقلم اول ما خلق الله القلم قال اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة جرى القلم بما هو في حديث ابن عباس هذا في صحيح مسلم - 00:06:20ضَ

في حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا استعنت فاستعن بالله واذا سألت فاسأل الله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء - 00:06:38ضَ

لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف رفعت الاقلام اقلام المقادير - 00:06:58ضَ

اقلام المقادير اربعة الاول الكتابة في ام الكتاب في الاصل لوح المحفوظ الذي اول ما خلق الله القلم فجرى والثاني الكتابة او القلم العمر بعمر كل انسان كما جاء في الحديث - 00:07:18ضَ

حديث ابن مسعود قال حدثنا الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك - 00:07:51ضَ

فيأمر بكتب رزقه وعمله واجله وشقي او سعيد شقي او سعيد ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب نعوذ فيعمل بعمل اهل النار - 00:08:09ضَ

ويدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يبقى عليه الا ذراع بينه وبينها فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخله وبين ذلك في حديث وحديث الصحيح حديث - 00:08:41ضَ

بن سعد قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يرى الناس الظاهر اما الغيب فالى الله وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار فيما يرى الناس حتى ما يبقى بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب فيدخل - 00:09:00ضَ

يعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها قال وانما الاعمال بالخواتيم الشاهد ان هذه هذا الباب لا بد من يعني الانتباه له قوله عز وجل ومن يؤمن بالله اي بقدر الله وان كل شيء بقدر - 00:09:26ضَ

ما اصاب من مصيبة الا باذن الله بقدر الله قدرها الله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو اني فعلتك فان فاتك شيء فلا تقل ان لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا - 00:09:50ضَ

ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان اذا حرصت وبذلت السبب وجاء الامر على خلاف ما تحب اعلم ان قدر الله ماضي. وانك لا تستطيع ان تقدم شيئا - 00:10:14ضَ

او تؤخر شيئا بل لو اجتمع الناس كلهم لا يستطيعون تسلم للقدر وتقول هذا قدر الله وما شاء الاعتراظ بلو يا ليتني ولو فعلت لكذا ولو هذا يفتح على الانسان عمل الشيطان - 00:10:34ضَ

وسوسة ويفسد عليه قلبه وايمانه لكن اذا سلم لامر الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه كما قال ابن عباس باليقين ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه - 00:10:56ضَ

وفي هذا آآ ان الصبر على اقدار الله من الايمان قال المصنف ولهما اي للصحيحين البخاري ومسلم عن ابن مسعود مرفوعا يعني من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا - 00:11:18ضَ

من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية هذا عمل الساخطين على القدر الذين لم يرضوا ولم يسلموا ولم يصبروا يحصل منهم عند المصيبة التسخط علامة هذا التسخط انهم يضربون الخدود - 00:11:43ضَ

ويشقون الجيوب ويدعون بدعوى الجاهلية الدعوة الجاهلية انهم كما يدعون الى دعوى الجاهلية هي العصبيات العصبيات والنسبة اليها يا لي ال فلان يا لكذا دعوة الجاهلية وعن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير - 00:12:07ضَ

عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به او يوافى به يوم القيامة هذا يفيد ان ان الانسان اذا نزل به شيء من - 00:12:40ضَ

من قدر يسوءه انه بسبب لم كما قال تعالى فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس بما كسبت اي بسبب ما كسبت ايدي الناس - 00:13:01ضَ

فاذا الذنوب سبب للعقوبات يكثر العبد من الاستغفار التوبة والاحسان والعمل الصالح حتى يدفع بها نزول العقوبات ونزول المصائب او تخفيفها اذا نزلت لان الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد القضاء الا الدعاء - 00:13:29ضَ

يكثر العبد من ذلك تبين هذا الحديث ان الله اذا اراد بعبده خيرا عجل له العقوبة. بدل ما تؤخر ذنوبه التي ينالها او يقترفها ينال جزاءها في الدنيا والمراد بها الحديث - 00:13:59ضَ

ان العبد اذا الم به شيء من هم او غم او نصب او تعب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب ما يصيب المؤمن من هم ولا تعب ولا نصب - 00:14:18ضَ

ولا وصد حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه الا كفر الله بها من خطاياه فاذا نال الانسان شيء من ذلك يعلم ان الله اراد ان ان يخفف عنها - 00:14:33ضَ

وان الله واخذه بذنب قد يكون غافلا عليه يكثر من الاستغفار والتوبة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة لان الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ النار كما يطفئ الماء النار - 00:14:52ضَ

سيكون هذا الذي اصيب بسبب ذنب المهم انه كما ان العبد اذا اراد الله به شرا امسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة او يوافي هو به يوم القيامة - 00:15:18ضَ

سيحاسب على ذنوبه كله فدل هذا الحديث على ان ما يصيب الانسان في الدنيا من اشياء هي مكفرة لسيئاته عند ذلك يستغفر حتى يخفف الله عنه استغفر ويتوب حتى يخفف الله عنه - 00:15:36ضَ

فعند ذلك يرظى لذلك قال العلماء ان المصائب نعمة من الله على عبده لانها تكفر عنه الذنوب فيها ماء تكفير للذنوب وسبب للاقبال على الله والانابة اليه وسبب نزول المعونة من الله - 00:15:59ضَ

اذا صبروا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون والله مع الصابرين لذلك هي اصلا نعمة يقبل العبد على الله لكن الانسان اذا كان دائم الامور في رخاء يغفل - 00:16:25ضَ

اغفل اما اذا ناله اشياء يرجع الى الله ويقبل عليه وكما انها نزول المصائب تمحص المؤمن من الكافر فيها تمحيص كما قال تعالى ليميز الله الخبيث من الطيب طيب يسلم لله ويرظى - 00:16:42ضَ

ويشكر الله ويقبل عليه وينيب والخبيث يتسخط انا ماذا عملت انا كذا وينسى ذنوبه بل ويقبل على البواطن يزداد في الاثام نعوذ بالله قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء - 00:17:07ضَ

مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوم ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي هذا ايضا الحديث ان العبد اذا الم به شيء يصبر ويعلم ان الله عز وجل - 00:17:30ضَ

امتحنه امتحان اختبار رضي بقضاء الله وقدره فله الرضا من الله يرضى الله عنا ويرظي قلبه لان الله يقول ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يناله الرضا كما قال تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه - 00:17:53ضَ

يناله الرضا من الله وينال الرضا في قلبه فيسكن ويطمئن فمن رضي فله الرضا. ومن سخط اذا سخط على قضاء الله ناله السخط من وجهه نعوذ بالله سخط من الله - 00:18:16ضَ

يغضب عليه وقد تزيد عليه المصاعب والثاني ان قلبه لا يرظى. يكون ساخطا ومهموما ومتسخطا ويقنط من رحمة الله والله وعد انه ما ينزل من عسر الا ومعه يسرا قال تعالى فان مع العسر يسرا - 00:18:38ضَ

ان مع العسر يسرا قال ابن عباس لن يغلب عسر اي عسر يأس ينزل على الانسان وضيق فليعلم انه معه من الله يسرا وفرجان وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له - 00:19:03ضَ

مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله وهو حسبه اي كافيه يقابل العبد ما ينزل من الله من اشياء يكرهها او مصائب يسخطها يقابلها بالرضا ويقابلها بالتقوى والصلاح نسأل الله - 00:19:23ضَ

العافية والسلامة وان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يجعلنا من عباده المتقين. الفائزين المعافين الصابرين. انه جواد كريم والله اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:19:45ضَ