شرح أصل السنة واعتقاد الدين - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
4 - شرح أصل السنة واعتقاد الدين الدرس الرابع - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
التفريغ
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل لا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ
صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة الفضلاء درسنا هذه الليلة في اصل السنة واعتقاد الدين الرازيين رحمهم الله مسألة القدر في كلامه على القدر - 00:00:15ضَ
تفضل يا شيخ فاتح سبحان الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين - 00:00:38ضَ
قال رحمه الله تعالى والقدر خيره وشره من الله نعم ويعنيان في هذا ان من الاصول التي ادركوا عليها العلماء في جميع الامصار يعني علماء اهل السنة ان القدر خيره وشره من الله - 00:00:55ضَ
كله مقدر كما قال عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر قال تبارك وتعالى وكان امر الله قدرا مقدورا الايمان بالقدر خيره وشره وانه من الله عز وجل هو احد اركان الايمان الستة - 00:01:21ضَ
كما في حديث ابن عمر عن عمر وحديث ابي هريرة كان النبي يحدث جبريل المعروف ان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره وسببه هذا الحديث سبب روايته - 00:01:41ضَ
كما في صحيح مسلم ابن يحيى ابن يعمر قال كان اول من تكلم في القدر في البصرة معبد الجهني قال فانطلقت انا وحميد ابن عبد الرحمن الحمري حاجين او معتمرين - 00:01:59ضَ
وقلنا لو لقينا احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء وفق الله لنا عبدالله بن عمرو بن عمر داخلا في المسجد فاكتنفته انا وصاحبي فظننت ان صاحبي - 00:02:15ضَ
ليكلوا الكلام الي فقلت يا ابا عبدالرحمن فانه قد ظهر قبلنا او اناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم يقرأون من القرآن اية يحفظونه ويقرأونه ويتقفرون العلم اي يحرصون على العلم حتى انهم يردون او حتى انهم يردون على - 00:02:34ضَ
الاماكن القفر الخالية فكأنهم يدققون في المسائل ويطرقون ما لم يطرقه احد قبلهم هذا هذا الذي يظهر قال يتقفرون العلم ويزعمون ان لا قدر وان الامر انف اي مستأنف لا تقدير سابق على المراد - 00:02:56ضَ
فقال ابن عمر اذا لقيت اولئك فاخبرهم اني منهم بريء وانهم مني برءاء والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو ان لاحدهم مثل لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا - 00:03:20ضَ
فانفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:39ضَ
طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد فجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله - 00:03:54ضَ
وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت عجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان - 00:04:13ضَ
قال الايمان وان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره قال صدقت فاخبرني عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك فاخبرني عن الساعة - 00:04:32ضَ
قال ما المسئول عنها باعلم من السائل اخبرني عن امارتها او عن اماراتها ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي فانطلق فلبست مليا او في رواية فلبست ثلاثا - 00:04:48ضَ
ثم قال يا عمر اتدري من السائل الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم وهذا الحديث في صحيح مسلم من حديث آآ من حديث ابن عمر هذا وفي البخاري - 00:05:08ضَ
ومسلم عن حديث ابي ابي هريرة رضي الله عنه قال يعلمكم دينكم ومن هذا الدين ان الايمان بالقدر خيره وشره من الله وانه من اركان الايمان فمن لم يؤمن بالقدر - 00:05:24ضَ
خيره وشره فقد ترك اصلا من اصول الدين وجحده لان الجبرية عفوا القدرية النفاة يؤمنون ان الخير من الله. ان الله قدر الخير ولم يقدر الشر وبين في هذا الحديث انه كل ما قدر من خير وشر فانه - 00:05:45ضَ
بامر الله واذنه وقدره عز وجل قال الله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فمن امن ببعض القدر وكفر ببعضه فانه كافر في حديث عبادة ابن الوليد ابن عبادة - 00:06:05ضَ
اه رضي الله عنه قال حدثني ابي يعني الوليد بن عبادة بن الصامت قال دخلت على عبادة وهو مريض اتخايل فيه الموت قلت يا ابتاه اوصني واجتهد لي فقال اجلسوني - 00:06:25ضَ
ثم قال يا بني انك لن تجد طعم الايمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قلت يا ابتاه فكيف لي ان اعلم ما خير القدر وشره - 00:06:47ضَ
كيف لي ان اعلم ما خير القدر وشره قال اعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب - 00:07:05ضَ
تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار وفي رواية انه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره الله بالنار - 00:07:27ضَ
وهو حديث صحيح رواه الامام احمد وابو داوود والترمذي وحسنه وله شواهد عن ابن عباس ايضا وغيره في هذا الحديث بيان شمول علم الله تعالى واحاطته هو كائن وبما يكون - 00:07:48ضَ
كما قال عز وجل الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما ويتنزل الامر بينهن امره القدري كما - 00:08:11ضَ
ينزل امره الشرعي بالوحي الانبياء ذلك امره القدري ينزل لان الله على كل شيء قدير وانه احاط بكل شيء علما وذكر ذكر امره وهو امره كما في قوله عز وجل تنزل الملائكة والروح فيها لما قال - 00:08:31ضَ
تبارك وتعالى انا انزلناه في ليلة القدر سميت ليلة القدر لانه فيها تنزل مقادير العام في ليلة القدر من رمضان في هذا الحديث انه قال فيها في قوله اه انا انزلناه في ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها - 00:08:55ضَ
باذن ربهم من كل امر تنزل الملائكة والروح جبريل او الوحي في هذه الليلة لانها نزلت انزال الله على رسوله او نزول جبريل او نزول الملائكة بالاقدار باذن ربهم من كل امر - 00:09:26ضَ
من كل امر امر الله به سواء كان امرا شرعيا في الوحي او امرا قدريا بما يأذن به بنزوله يستنسخ من اللوح المحفوظ فينزل في ليلة القدر وفي السماء الدنيا كما قال ابن عباس - 00:09:49ضَ
في بيت العزة في السماء الدنيا في هذه الاية قال يتنزل الامر بينهن لتعلموا يعني اخبرنا الله بذلك لتعلموا ان الله على كل شيء قدير هذه القدرة وان الله قد احاط بكل شيء علما وهذا العلم مرتبة من مراتب القدر - 00:10:07ضَ
قال الامام احمد وقد سئل عن القدر قال القدر قدرة الرحمن قد استحسن ابن عقيل هذا الجواب من الامام احمد ولماذا لان المعنى انه لا يمنع الله عن قدره شيء - 00:10:25ضَ
عن قدرته لا يمتنع عن قدرة الله شيء اذا اراد شيئا وهو على كل شيء قدير. كما قال عز وجل انما امره اذا شيئا يقول له كن القول والامر والايجاد اذا اراد شيئا - 00:10:44ضَ
والمشيئة والارادة من مراتب القدر كما ان العلم من مراتب القدر وكما ان القدرة اه والايجاد من مراتب القدر كما سيأتينا الكلام على هذا ان شاء الله تعالى فنفاة القدر الذين ينفون قدر الله - 00:11:01ضَ
جحدوا اما جحدوا القدر كليا او جحدوا بعضه وهو مشيئته للمكروه اه جحدوا كمال قدرة الله تعالى سواء اقروا او اذعن لذلك او اه جحدوه. فهم في الحقيقة اه منكرون لكمال قدرة الله وشمولها لكل شيء - 00:11:21ضَ
ولذلك قال بعض السلف كمالك والشافعي واحمد وغيرهم قالوا ناظروا القدرية بالعلم فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا القدرية النفاة المعتزلة الذين ينفون القدر هؤلاء يقول ناظروهم بعلم الله من هل علم الله لانهم يقولون ان الله لم يقدر هذه الاشياء - 00:11:49ضَ
او لم يشأها قالوا آآ ناظروهم بالعلم هل علم الله بوجودها ام لا هذه الشرور التي يجحدونها هل علم الله بوجودها ام لا؟ لان العلم من من مراتب القضاء فان اقروا به خصموا - 00:12:15ضَ
وان جحدوه كفروا. لانهم جحدوا صفة العلم لله ووصفوه بالجهل ولذلك القدرية الاوائل ينفون مرتبة العلم ذلك يكفرهم يقول العلماء هم كفار ثم انقرض هذا الدين وبقي من يقر بالعلم ينكر المشيئة - 00:12:34ضَ
ينكر ان الله شاء المكروهات آآ ولا يفرق بين المشيئة القدرية والارادة الشرعية وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:12:58ضَ
وكان عرشه على الماء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كان عرشه على الماء وفي مسند الامام احمد والسنن وصححه الحاكم حديث ابن الديلمي اسمه عبد الله بن فيروز قال اتيت ابي ابن كعب - 00:13:24ضَ
فقلت له في نفسي شيء من القدر حدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي فقال لو ان الله عذب اهل السماوات واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ورحمهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم - 00:13:44ضَ
ولو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر اعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من اهل النار - 00:14:09ضَ
لاحظ ان هذه العبارة يشبه حديث عبادة بن الصامت المتقدم يدل على ان الصحابة اخذوا من مصدر واحد وهو مشكاة النبوة عن النبي عليه الصلاة قال ابن الديلمي فاتيت عبد الله بن مسعود - 00:14:27ضَ
مقال فمثل ذلك ثم اتيت حذيفة ابن اليمان فقال مثل ذلك مما يدل على ان هذا مما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم اتيت زيد ابن ثابت - 00:14:44ضَ
حدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في الحديث اخرجه الامام احمد وابو داوود وابن ماجة بسند صحيح زيد رضي الله عنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا. وابن مسعود وحذيفة وابي بن كعب - 00:15:01ضَ
ذكروه وصرحوا به ولم يرفعوه الى النبي صلى الله عليه وسلم ليس لانه ليس من كلامه بل لانهم تكلموا فيه بما العلم فلذلك قد ينشط المحدث فيحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد لا ينشط او يخبر به خبرا يعلم ان ان السام يكتفي به - 00:15:19ضَ
مما يدل على ان هذا الكلام اخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم ايضا في حديث عبادة في حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربع - 00:15:46ضَ
يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر خيره وشره رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الالباني رحمه الله في سنن ابي داوود - 00:16:03ضَ
عن ابن عمر انه عن النبي صلى الله عليه وسلم في المجوس وفي القدرية انه قال القدرية مجوس هذه الامة ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوه وهذا الحديث حسنه الشيخ الالباني - 00:16:21ضَ
شواهدي كما في تعليقي على لابن ابي عاصم وفي سنن اليهود قال الخطابي انما جعله مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذاهب المجوس في قولهم بالاصلين وهما النور والظلمة يزعمون ان الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة - 00:16:40ضَ
وكذلك القدرية يضيفون الخير الى الله والشر الى غيره يقولون ان الشر من فعل الانسان هو الخالق له ان القدرية يقولون ان افعال الانسان ليست من قدر الله بل هي من خلق الانسان - 00:17:06ضَ
لذلك هم ملاحدة في هذا الجان لانهم جعلوا خالقا اخر مع الله في خلق الافعال الله عز وجل قد رد عليهم تبارك وتعالى الله خلقكم وما تعملون شعبان العباد مخلوق كما انه - 00:17:26ضَ
يعني اما ان تكون ما تعملون اما ان تكون موصولة او مصدرية الله خلقكم وما تعملون ما هذه اما ان تكون موصولة خلقكم وخلق الذي تعملون واما ان تكون مصدرية - 00:17:44ضَ
معناك الله خلقكم وعملكم اي وخلق عملكم هي في كلا للاحوال فيها اثبات اه ان اثبات القدر وان اعمال العباد مخلوقة عنا مخلوق يعني كان لا كونوا فكانت الله لا يقول شيئا له كن فيكون الا اذا اراده - 00:18:06ضَ
سواء كان فيه خير او فيه شر لان الله تعالى يقول انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ولا يمكن ان يقول الله العبد كن بامر وهو يقول يفعل امرا غيره - 00:18:30ضَ
ان الله تعالى يقول ان كل شيء خلقناه بقدر قال وخلق كل شيء فقدره تقديرا لاحظ انه عبر قال قدره تقديرا يدل على دقة التقدير اه وقال عز وجل والله خلقكم وما تعملون - 00:18:50ضَ
فيها تصريح بان افعال العباد مخلوقة وهذا محل اجماع عند اهل السنة والجماعة حتى جاءت القدرية معبد الجهني ومن بعده ما انكروه قال الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته قال اجمع اهل قال واجمع ائمة السلف من اهل الاسلام - 00:19:13ضَ
على الايمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قليله وكثيره بقضاء الله وقدره انه كله بقضاء الله وقدره. قال لا يكون شيء الا بارادته ولا يجري خير وشر الا بمشيئته خلق ما شاء للسعادة اخلق من شاء لاستعادة - 00:19:36ضَ
اعمله بها فظلا تفضلوا عليه وخلق من اراد للشقاء واستعمله بها عدلا اي بعدله ولم يظلمهم فهو سر استأثر الله به وعلم حجبه عن خلقه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:20:01ضَ
قال عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس قال ولو تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين قال عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. انتهى كلام الشيخ - 00:20:24ضَ
محافظ عبد الغني المقدسي حكى الاجماع وذكر الادلة مفصلة ابيا رحمه الله وعلم الله عز وجل كامل لكل ما هو كائن لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء - 00:20:44ضَ
هو عالم بعلم ازلي لان العلم صفة من صفاته الله عز وجل علم ما هو كائن بعلمه الازلي وكتبه قدره وامر القدر ان يجري القلم ان يجري بذلك. والقلم لا يعلم الا ما علمه الله - 00:21:07ضَ
الله عز وجل علم ما الخلق فاعلون فكتبه عليهم وقدره واذا شاء انشره واظهره قال عز وجل ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - 00:21:34ضَ
ولو اسمعهم لتولوا وهم معذبون. تأمل هذه الاية في قضية ان ان الله علم ما الخلق عليه قدره له وانه لا خير فيهم وعلم انه لا خير في الكفار والفجار - 00:21:55ضَ
وبين انهم صم بكم عن مواعظ الله ولا يعقلونها ثم قال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعه. لانه لانه قد يقول قائل لماذا لم يسمعهم ولعلهم يرعوون يفتح قلوبهم واذانهم حتى تعي - 00:22:16ضَ
والصمم الذي في اذانهم ليس صمما عن سماع الاصوات انما هو صمم عن سماع الحق والقبول له لو قال قائل لماذا لم يسمعهم اجاب الله عن هذا السؤال بقوله ولو علم الله خيرا لاسمعوه - 00:22:40ضَ
لكن لا خير فيه ثم قال ولو اسمعهم لتولوا وهم واعلون لا يمكن ان يعني يكون فيهم كما قال عز وجل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون لانهم يوم القيامة سيقولون ربنا لو ارجعتنا واردت او رددتنا الى الدنيا وهم قد رأوا القيامة - 00:23:01ضَ
البعث يخبر الله يقول ولو ردوا الى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه من الشرك والكفر يقول السمعاني رحمه الله في كتابه في تفسيره قوله تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم قال - 00:23:26ضَ
اي لاسمعهم سماع التفهم لو علم انهم يصلحون لذلك كيف يستقيم قوله لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا قيل معناه لو علم فيهم خيرا لاسمعهم سماع التفهم ولو اسمعهم سماع الاذان لتولوا - 00:23:46ضَ
وقيل معناه ولو اسمعهم سماع التفهم لتولوا لما سبق لهم من الشقاوة وانهم لا يصلحون لذلك ولا خير فيهم هذا كلام رحمه الله وهذا هو هذا هو المعنى الظاهر ان الله يخبر انهم لا خير فيهم - 00:24:10ضَ
فمن هذا نعلم الجواب على قول من يقول لماذا قدر الله على الكافر ان يموت كافرا او انه لا يؤمن او ان ولذلك القدرية لماذا فروا من من اثبات القدر - 00:24:32ضَ
ظنا منهم ان اثبات القدر يعد ظلما ولذلك هم يسمون هذا الاصل عندهم نفي القدر يسمونه العدل يقول نحن اهل العدل قدرية المعتزلة القدرية لهم خمسة اصول فيها للاسلام وسموها - 00:24:50ضَ
باسماء جميلة تحسينا لهذا الباطن سموا التعطيل توحيدا تم نفي القدر عدلا وسموا اخراج المسلمين بالذنوب من الاسلام سموه منزلة بين منزلتين وسموا الخروج على المسلمين بالسيف بحكم بحجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سموه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:25:14ضَ
وسموا انفاذ الوعيد يعني الحكم على العصاة من المسلمين بالخلود في النار سموه انفاذا للوعيد وان الله لا يخلف الميعاد بزعمهم كل هذا من الظلال فهم آآ فلذلك هم يسمون انفسهم - 00:25:45ضَ
العدلية ويسمونها بقية من يثبت القدر الجبرية لا يفرقون بين المثبتة على الصورة الصحيحة وبين الجبرية الغلاة ويسمون كل من يثبت الصفات بالمشرك. لانهم يسمون التوحيد. نفي الصفات يسمونه التوحيد. على كل - 00:26:05ضَ
القدرية فروا من اثبات القدر بزعم انهم ينزهون الله عن الظلم والله عز وجل اجاب عن هذا عز وجل ان هؤلاء الذين حكم عليهم انهم قدروا وكتب ذلك عليهم انه كتبه - 00:26:27ضَ
بعد ان علم ماء انهم لا خير فيه ولو اسمعوا لن يسمعوا ولتولوا وهم بل لو ردوا يوم القيامة من البعث وساعات البعث وساحات القيامة الى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون - 00:26:45ضَ
طالبون في دعوة ولا اصدق من الله قيلا فيها الاجابة على هذا الاشكال قال البغوي رحمه الله تفسير هذه الاية ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اي لاسمعهم سماع التفاهم والقبول والقبول. ولو اسمعهم بعد ان علم ان لا خير فيه - 00:27:04ضَ
ما انتفعوا بذلك لتولوا وهم معرضون لعنادهم وجحودهم الحقة بعد ظهوره وقال القرطبي ايضا آآ قوله تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم قيل الحجج والبراهين يعني اسمعهم الحجج والبراهين اسماع تفهم - 00:27:29ضَ
ولكن سبق علمه بشقاوته سبق علمه عز وجل ان هؤلاء اشبياء لا خير فيهم ولو اسمعهم اي لو افهمه لما امنوا بعد علمه الازلي بكفرهم انتهى كلام قال عبد الرحمن ابن - 00:27:54ضَ
يزيد لقوله عز وجل ولو اسمعهم وهذا من اصحاب عبد الله بن مسعود قال ولو اسمعهم بعد اذ يعلم ان لا خير فيهم ما نفعهم بعد ان ينفذ علمه بانهم لا ينتفعون به - 00:28:13ضَ
بزمنين في تفسير رحمه الله قوله ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون هي كقوله عز وجل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه علم الله السابق هو الماضي في العباد ولا يظلم ربك احد - 00:28:35ضَ
ومن كذب بالقدر ايها الاخوة فانه نفى الايمان لا ايمان له ولا توحيد له لذلك قال ابن عباس رحمه الله رضي الله عنه الايمان بالقدر نظام التوحيد ومن امن وكذب بالقدر - 00:28:59ضَ
هو نقض للتوحيد ونقل للتوحيد رواه عبدالله بن الامام احمد في السنة ولا لكان لا يمكن ان يأتي شخص يزعم انه مؤمن بالله وهو ينكر القدر قال الامام احمد القدر قدرة الله - 00:29:20ضَ
اي توحيد لمن ينكر القدر يمكن قدرة الله صفة من صفات الله هي القدرة وينكر سبحان الله في حديث سلمان الفارسي الطحاوي باسناد صحيح قال الايمان بالقدر ان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك - 00:29:41ضَ
وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولا تقولن لشيء اصابك لو فعلت كذا كما في حديثه ابي هريرة النبي صلى الله عليه وسلم نحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل - 00:30:04ضَ
قدر الله وما شاء فعل هذا قدر الله وما شاء فعلوا يضبط بعض الضغوط قدر الله وما شاء فعل الاصح تضبط في الروايات قدر الله وما شاء فعل بهذا قدر الله - 00:30:24ضَ
حبيبي لابد الايمان بالقضاء والقدر. ما وما الفرق بين القضاء والقدر بالمناسبة القضاء والقدر ما تقول الايمان والاسلام ومثل ما تقول الربوبية والالهية بينهما يعني بينهما تداخل اذا افترق اجتمعا واذا اجتمع افترض - 00:30:45ضَ
اذا اجتمعا في الذكر في المعنى لكل منهما معنى ادق من الاخر واذا افترقا في الذكر اي ذكر كل واحد منهما في سياق مستقل اجتمع في المعنى الاخر مثل ايش؟ الفقير والمسكين والبر والتقوى والاسلام والايمان الى اخره - 00:31:21ضَ
ان هذه اه لكن اذا قلنا القضاء والقدر اه في ذكر واحد بينهما فرق دقيق. فقيل ان يعني بعض العلماء قال انهما اذا ذكرا معا يكون القدر هو التقدير السابق - 00:31:42ضَ
والقضاء هو الامر بنفوذه الامر به والابرام كما قال عز وجل وقضاهن سبع سماوات اي قدرهن اي خلقهن مع انه قدر ذلك في سابق امره لانه خلق القلم قبل خلق السماوات والارض - 00:32:03ضَ
من قوله عز وجل فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض اذا قضيت اذا تمت اه فيكون هنا القضاء ادق في هذا المعنى اذا قلنا القضاء والقدر يكون القدر بمعنى التقدير السابق - 00:32:23ضَ
والقضاء بمعنى الابرام والايجاد والخلق وهو جزء من القدر لانه مرتبة من مراتبه اه يكون القدر على هذا اسبق ومن العلماء يرى العكس يجعل القضاء هو السابق والقدر هو اللاحق - 00:32:42ضَ
التقدير هو اللاحق على كل القول الاول هو الاظهر واتكلم على هذا ابن القيم بالشفاء العليل وغيره من اهل العلم بقي الكلام على مسألة مسألة مراتب القدر مراتب القدر لا التي لا يصح - 00:32:59ضَ
الايمان بالقدر الا بالايمان بها الا بالايمان بها وهي ذكرها اخذها العلماء من دلائل الكتاب والسنة وهي اربعة مراتب بالترتيب احفظ بالترتيب العلم الكتابة ثم المشيئة العلم ثم الكتابة ثم المشيئة ثم الخلق - 00:33:21ضَ
لان علم الله سابق ازلي محيط شامل الكتابة جاءت بعد ذلك لما خلق القلم سيكون علمه سابق ولذلك يقول عز وجل ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم لكن علم انه لا خير فيه فعلمه سابق - 00:33:46ضَ
قوله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما لما ذكر المشيئة لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون الا ان يشاء الله وان الله كان عليما حكيم. التي في الانسان في سورة الدار - 00:34:06ضَ
اه هنا اخبر ان علمه سابق حكيم بمواقع ولا تشاؤم لان الا بمشيئة الله لانه قدر الامور على مقتضى علمي السابق عز وجل المرتبة الثانية من مراتب القدر مرتبة الكتابة - 00:34:23ضَ
وهي التي بعد القدر لان الله اللي بعد العلم لان الله كتب المقادير بعد ذلك كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض - 00:34:49ضَ
خمسين الف سنة بخمسين الف سنة هي مقدرة ولا شك انها بعد علمه لان علمه قديم كقدمه عز وجل لا ابتداء له الاول الذي لا شيء قبله وعلم صفة من صفاته - 00:35:01ضَ
ولم يكن علمه ناقصا ثم تم بل علمه كامل ككماله تبارك وتعالى المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة يعني لأ آآ لابد ان يشاء الله شيء والا لم يكن كما تقدم معا وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:35:20ضَ
رب العالمين وما تشاور الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيم لمن شاء منكم ان يستقيم فاثبت المشيئة لهم ثم قال ولا وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:35:40ضَ
المرتبة الرابعة مرتبة الخلق والايجاد الخلق والايجاد والانشاء ان الله اذا شاء شيئا انشأه قال عز وجل والله لو خلقكم وما تعملون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن اراد اي مشيئة - 00:35:54ضَ
والمشيئة الارادة من ان تكون مشيئة كونية او مشيئة شرعية فهي تشمل الارادة الشرعية والارادة الكونية. الارادة الكونية بمعنى المشيئة والارادة الشرعية بمعنى المحبة والرضا والامر بالشيء على هذا يجب على العلم بمراتب القدر وحفظها بالترتيب - 00:36:21ضَ
لان الله عز وجل لما ذكر ذلك قال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبسط. ان نبرأه تبين ان الكتاب قبل البرء قبل الخلق - 00:36:51ضَ
في كتاب اللوح المحفوظ من قبل ان نبرأ ثم بين عز وجل انه اذا اراد شيئا شاءه قال له كن غيركم اذن المشيئة قبل الخلق آآ من العلماء من سمى المراتب درجات كما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية - 00:37:07ضَ
في الوسطية قال وكلامه مفيد جدا ثم نعلق على يقول رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية من اهل السنة والجماعة القدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين - 00:37:33ضَ
قسمت الدرجة الاولى الى شيئين الدرجة الثانية لا شيء. اذا هي اربعة اشياء المراتب الاربعة تسمى درجات تسمى تسمى مراتب ما في الدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى عليم بالخلق - 00:37:57ضَ
وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا الاجل السابق قبل كل شيء الذي لا ابتداء له. والابد اللاحق الذي ننتهي عنه العلم عز وجل ابدي ازلي تبارك وتعالى لان صفاته لان صفاته كذلك - 00:38:16ضَ
يقول الدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى عليم بالخلق وهم عاملون بعلمي القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب ذلك كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق - 00:38:42ضَ
هذه المشيئة هذه الكتاب هذه الكتابة الشيء الاول العلم والشيء الثاني الكتاب ثم كتب اللوح المحفوظ مقادير الخلق عن الاقدار فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب - 00:39:08ضَ
قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه ما اخطأه لم يكن ليصيبه الاقلام وطوية الصحف كما قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض - 00:39:30ضَ
ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال لاحظ انه هنا في الاية قدم العلم معلومات الله يعلم ما في السماء ما في السماء والارض فهو في كتاب - 00:39:48ضَ
قال القلم اكتبه فكتب وقال عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأه ان ذلك على الله يسير وهذا التقدير - 00:40:05ضَ
التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات يعني تفصيل - 00:40:19ضَ
يقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد ونحو ذلك هذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل يعني هذا التقدير والكتابة العلم كانوا ينكرونه ينكرون العلم ولذلك كفرهم السلف - 00:40:40ضَ
ثم قال واما الدرجة الثانية لاحظ ان الدرجة الاولى مشتملة على علم الله وعلى الكتابة على مرتبتي الوان ما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة مسألة المشيئة والقدرة. القدرة الخلق والايجاد - 00:41:06ضَ
ذكر شيئين بدرجة واحدة مرتبتين قال وهو الايمان بان الله بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانما وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة - 00:41:26ضَ
ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه - 00:41:40ضَ
لا خالق غيره ولا رب سواه انتهى كلام شيخ الاسلام رحمه الله القدر الى درجتين وفي كل درجة شيئين شيئان وهي مراتب القدر الاربعة التي اه تتقدمت كلامه يعني رحمه الله واضح كنا - 00:41:58ضَ
قبل ان نبينه ونشرحه لكنه واضح يعني لا يحتاج الى اعادة كلام لكن نقول في ذلك يعني شيئا ذكره عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله لشرحه على الواسطية كذلك الهراس في كلامه عليه نقلوه - 00:42:37ضَ
عنه قال في مسألة يعني افعال العبد انها في طاعة الله ان شيخ الاسلام ذكر ان للعباد قدرة هي مسألة هل اثبات القدر ينفي قدرة العباد لا ينفي لان الله عز وجل اعطى العباد - 00:43:04ضَ
القدرة المشيئة ولكن كتب عليهم ما علم انهم سيفعلونه لم يكتب عليهم قهرا شيئا لم يفعلوه لابد ان تستحضر وانه اعطاهم وذلك الله عز وجل يعذر العبد اذا عجز عن الفعل - 00:43:26ضَ
في عجز عن عجز قدرة قال عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها ولا يعذره اذا كان قادرا ولكنه ترك وفرط لانه لا حجة له القدر انما له ان يحتج - 00:43:48ضَ
العجز لذلك قال عز وجل ليس على الاعمى حرج ولا على المرء حرج ولا على الى قوله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها. قوله ما جعل عليكم في الدين من حرج - 00:44:10ضَ
الى اخره اتقوا الله ما استطعتم فامر الله العباد بطاعته وطاعة رسله ومع ذلك نهاهم عن معصيته ومعصية رسله سبحانه وتعالى مع انه بين انه قدر فيجب ان الايمان القدر الشرعي - 00:44:23ضَ
الامر الشرعي عفوا القدر كوني والامر الكوني مع الايمان بالامر الشرعي وانه لا تعارض بين الشرع والقدر وانه لا تعارض بين الشرع والقدر وان الله عز وجل كلف العباد فامرهم بطاعته وطاعة رسله ونهاهم وبين لهم - 00:44:48ضَ
ذلك واقام عليهم الحجة بارسال الرسل وازال الكتب. وبيان الوعد والوعيد والثواب على من فعل الطاعة والعقاب على من فعل المعصية وامدهم بالقوة البدنية والقوة كذا. الى غير ذلك وتوعدهم وقال لمن شاء منكم ان يستقيم - 00:45:11ضَ
حتى لا يظنوا انهم اه بقوتهم وقدرتهم لا بحوله وقدرته قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين في اول الاية رد على الجبرية. الجبرية يقولون ليس للعبد مشيئة - 00:45:32ضَ
طائفة الجبرية يقول ليس للعبد مجيئا. فقال الله عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم والقدرية النفاة يقولون العبد له مشيئة خارجة عن مشيئة الله وله قدرة خارجة عن قدرة الله - 00:45:48ضَ
رد الله عليهم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وفي الاية الاخرى الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما قال عز وجل ان تكفروا انتم ومن في الارض ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرظى لعباده الكفر - 00:46:05ضَ
الله لكم تبين انه لا يرضى بالكون وانه يرضى عن اه عن الطاعة تبين فلا منافاة بين عموم خلقه وقدره وبين اه فعل العبد وكون العبد اه يفعل او لا يفعل. قال الشيخ السعدي نعود الى قراءة كلامه - 00:46:23ضَ
ان العبد اذا صلى وصام وفعل الخير لو عمل شيئا من المعاصي كان هو الفاعل لذلك العمل ذلك العمل الصالح وذلك العمل السيء وفعله المذكور بلا ريب قد وقع باختياره وهو يحس ظرورة - 00:46:48ضَ
انه غير مجبور على الفعل او الترك وانه لو شاء لو شاء لم يفعل كان هذا هو الواقع هو الذي نص الله عليه في كتابه ونص عليه رسوله حيث اضاف الاعمال الاعمال - 00:47:07ضَ
صالحة وسيئة الى العباد واخبر انهم الفاعلون لها وانهم ممدوحون عليها ان كانت صالحة ومثابون عليها وملومون عليها ان كانت سيئة ومعاقبون عليها وقد تبين بلا ريب انها واقعة منهم باختيارهم - 00:47:23ضَ
وانهم اذا شاؤوا فعلوا واذا شاؤوا تركوا. وان هذا الامر ثابت عقلا وحسا وشرعا ومساعدة. ومشاهدة العقل يدل عليه لانه امر واقع والحس يدل عليه لانه يفعله الانسان باختياره وكذلك شرعا لان الله امر بطاعته ونهى عن معصيته - 00:47:43ضَ
ومشاهدة انقسام الناس الى الفريقين قالوا مع ذلك اذا اردت ان تعرف انها كذلك واقعة منهم كيف تكون داخلة في القدر؟ وكيف تشملها المشيئة؟ فيقال بأي شيء وقعت هذه الأعمال الصادرة من العباد خيرها وشرها؟ فيقال بقدرتهم وارادتهم - 00:48:05ضَ
هو الذي فعل الامر ولذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن بفعله عوقب على فعله ولو كان بفعل الله دون ارادة العبد لم يكن له عليه - 00:48:30ضَ
عقوبة ولذلك العبد اذا فعل شيئا لا اختيار له فيه يرفع عنه القلم لا يكلف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم رفع عن امتي الخطأ والنسيان قال عز وجل - 00:48:45ضَ
اه ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال عز وجل في الحديث قد فعلت لما قال ذلك المؤمنون الى اخره قال عز وجل الا من اكلع وقلبه مطمئن بالايمان. لانه لم يفعل ذلك باختياره - 00:48:58ضَ
ما دام قلبه مطمئن بالايمان واكره على فعل الكفر لا يحاسبه الله معفو عنه لكن اذا اختار الفعل حوسب يقول الشيخ فيقال باي شيء وقعت هذه الاعمال الصادرة من العباد خير - 00:49:13ضَ
كل واحد يقال ومن وارادتهم ومشيئتهم؟ فالجواب الذي يعترف به كل احد ان الله هو الذي خلق قدرتهم وارادتهم والذي خلق ما به تقع الافعال هو الخالق للافعال عز وجل - 00:49:33ضَ
فهذا الذي يحل فهذا الذي يحل الاشكال ويتمكن العبد ان يعقل بقلبه اجتماع القدر والقضاء والاختيار ومع ذلك وتعالى امد المؤمنين باسباب والطاف واعانات متنوعة وصرف عنهم الموانئ. يعني تفضل منه - 00:49:51ضَ
كما قال عز وجل ولكن الله حبب اليكم ايمانا وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. لاحظ هذه الاية - 00:50:15ضَ
ما ذكر ذلك تحبيبه هذه الطاعات له بين انهم راشدون بين انه هو المتفضل فظلا من الله ونعمة نعم. ثم قال ان الله كان عليما علم بهؤلاء انهم اهل لها - 00:50:29ضَ
وحكيم في في اختياري وفعله لا يقال انه بغير حكمة كما تقول الجبرية جبريل يقولون ان خلق الله للافعال بمحض المشيئة بغير حكمة. تعارضوا اه بين انه حكيم وانه فعل ذلك عليم لان هؤلاء يستحقون التوفيق. ليسوا كالعصاة والكفار الذين الصم والبكم الذين لا يعقلون. الذين قال الله اه - 00:50:44ضَ
لا يعقلون ولو علم فيه الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم ما فيهم خير في علمه السابق حرمه واما المؤمنون تفضل عليهم لانه عليم بهم يقول الشيخ اه ومع ذلك فهو تعالى امد المؤمنين باسباب - 00:51:10ضَ
الطاف واعانات متنوعة وصرف عنهم الموانع كما قال صلى الله عليه وسلم اما من كان من اهل السعادة ييسر لعمل اهل السعادة هذا الحديث الصحيح صحيحين البخاري ومسلم عن علي بن ابي طالب - 00:51:31ضَ
وكذلك خذل الفاسقين وكلهم الى انفسهم لانهم لم يؤمنوا به ولم يتوكلوا عليه فولاهم ما تولوا لانفسهم انتهى كلام الشيخ السعدي كذلك الهراس في مع الموظفين هذا خلاصة هذه اه مسألة من عقائد اهل السنة والجماعة - 00:51:46ضَ
اما طوائف مخالفين في القدر فهم الجبرية والقدرية امرهم مشهور بقي امر مسألة وهي مسألة الفرق بين المشيئة والارادة مشيئة والارادة الشرعية اه دل على الفرق بين المشيئة والارادة ان المشيئة شيء واحد - 00:52:08ضَ
وهي كونية هي الخلق والتقدير الكوني المشيئة هي الخلق اه والتقدير الكوني والامر الكوني واما الارادة فهي نوعان نوع انها بمعنى المشيئة كونية ونوع اخر بمعنى المحبة والرضا تدلك على الفرق بين مدلل الكتاب والسنة على الفرق بينهما من هذا الوجه - 00:52:33ضَ
من هذا الوجه كما قوله عز وجل والله لا يحب الفساد قوله ولا يرظى لعباده الكفر دل على ان هذه الاشياء التي وجدت بخلق الله وتقديره من وجود الكفر ووجود الفساد ووجود كذا انه مع تقديره - 00:53:00ضَ
ومشيئته له قدرا انه لا يحبه ولا يرضاه ولذلك يقول عز وجل لما ذكر المنهيات عنها في سورة الاسراء الشرك والظلم والفواحش الى اخره وقتل النفس وقتل الاولاد. قال كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها - 00:53:19ضَ
هو يكرهه وفي صحيح البخاري ومسلم عن عن المغيرة بن شعبة النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال الله كره لكم ثلاثا يا وطن وكثرة السؤال واضاعة المال. طبعا هذه اشياء مكروهة لا يحبها الله - 00:53:39ضَ
وايضا في الحديث في السنن والمسند ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته فاذا هناك فرق نعيد الفرق بين المشيئة والارادة ان المشيئة نوع واحد وهي المشيئة القدرية. يقول او الكونية. يقول الشيكون فيكون - 00:53:57ضَ
بغض النظر عن ان يكون محبوبا او مكروه محبوبا اليه عز وجل ومكروها اما الارادة عفوا. هذي المشيئة نوع واحد اما الارادة فنوعان اما الارادة بنوعان. منها نوع هو المشيئة - 00:54:19ضَ
ومنها نوع هو القسم الثاني هو المحبة هذا من حيث التقسيم لهما وذكرهما العلماء وفصلوهما نكتفي لكن لكن هنا سؤال الوقت نقف عند هذا نكتفي به لان الوقت نعم ما في عندكم درس بعد هذا - 00:54:36ضَ
تفضل الله يحفظك. هنا سؤال ذكره العلماء ان من ذكره صاحب شرح الطحاوية وهو كيف يريد الله امرا ولا يرضاه ولا يحبون كيف يريد وكيف يشاء ويكونه قول يعني قسمة تقسيمها الى قسمين قوله عز وجل يريد الله بكم اليسر - 00:55:12ضَ
ولا يريد بكم العسر هذه بمعنى الارادة الشرعية اي يحب لكم اليسر ولا يحب لكم العسر وشرع لكم اليسر شرعا ارادة شرعية ولم يشرع لكم العسر. ولذلك كل ما فيه عسر وحرج رفعه الله - 00:55:38ضَ
بينما قوله عز وجل ان الله يفعل ما يريد هنا بمعنى ما يشاء يدل على ان الارادة بمعنى المشيئة في هذا الموضع الارادة التي في الاية الاخرى يريد الله بكم اليسر بمعنى - 00:56:03ضَ
الرضا والمحبة من يشرع لكم لذلك يكون الارادة الشرعية والارادة الكونية مراد الشرعية ما يحبه ويأمر به شرعا الارادة الكونية ما يقدره ويكونه كونا. يقول لو كن فيكون السؤال اه - 00:56:23ضَ
وهو لو قيل كيف يريد الله امرا ولا يرضاه ولا يحبه كيف يشاؤه وهو مكروه كالكفر مثلا الجواب هذا السؤال هو الذي جعل الناس تأتي القدرية من جهة والجبرية من جهة. لان الجبرية يقولون الخلق مجبرون على افعالهم كمثل ما كمثل الريشة في مهب الريح - 00:56:42ضَ
ليس لله اختيار وهذا انكار من المحسوسات الانسان يجد من نفسه انه يجلس في المكان الذي يريد ويقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ليس مكران وانكار للشرعية ان الشرع رفع رفع الاثم عن غير المريد - 00:57:12ضَ
بكرة او المخطئ الناس رفعت عنهم الاثام آآ على كل ذكر العلماء اذا شاء الله الشيء وهو مكروه الا يشاؤه مكروها مطلقا فليكونوا من ورائي يحبهم امثل ذلك بخلق ابليس - 00:57:32ضَ
امتحانه لابليس والملائكة من وراء ذلك شيء يحبه الله وهو تمييز الكافرين عن المؤمنين والمطيعين من العصاة البهار مسار قدرته وعلمه واثابتي للطائعين وعقوبتي للعاصين كل هذه لا تظهر لولا وجود هؤلاء انقسام الناس - 00:58:05ضَ
يقولون المراد نوعان مراد لنفسه ومراد لغيري المراد لنفسه المراد الاذاعة يكونوا محبوبا مطلوبا لذاته الايمان والتوحيد والصلاة. هذه يريدها الله عز وجل لانها محبوبة كلها خير اما الثاني فالمراد لغيره - 00:58:33ضَ
الذي لا يقصد لذاته انما يقصد لغيره لانه هو وسيلة الى ما وراءه وليست المصلحة بذاته انما المصلحة لما يتحقق من ورائه هذا اه يكون مكروه بذاته ومحبوب لما ينتج منه - 00:58:59ضَ
من هذه الجهة من ورائه قالوا كمثل الدواء الكريه للمريض هو مكروه لذاته لمرارته وتأذيه به ولكنه محبوب لما ينتج عنه من الشفاء الاشياء العقلية الواقعية اذا هو مراد لا لذاتي وانما - 00:59:22ضَ
بغيري وهو ما وراءه الشفاء ويجتمع فيه يعني اه ان يكون محبوبا من وجه ومكروها من وجه اخر ولكن لما كان نفعه اكثر من كراهته وضرره او اذن به وهكذا - 00:59:48ضَ
كذلك المخلوقات. كذلك المخلوقات كمثل خلق ابليس قالوا مثلا الذي هو مادة الفساد في اديان الناس واعمالهم واعتقاداتهم وتصرفاتهم سبب لشقاء كثير من الناس خلقه الله عز وجل تظهر اثار علمه عز وجل بعبادة - 01:00:14ضَ
الرويدة لما قال الله عز وجل اني خالق اذ قال ربك للملائكة اني خالق اني جاعل في الارض خليفة قال وتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن قال اني اعلم ما لا تعلمون - 01:00:37ضَ
من وراء هذا هنا ما نتج من وراءها قصة ابليس الى اخره وادم الى اخر ما كان من هذه فمن ذلك مثلا ذكروا انه تظهر بهذه القضية التي وراء خلق ابليس نتوج ما نتج من اغواء لبني ادم تظهر للعباد قدرة الله عز وجل - 01:00:51ضَ
على خلق المتضادات المتقابلات وخلق هذه الذات وهي اخبث الزواج البوليس مثلا لكل شر كما خلق في مقابلته ذات طيبة مدحه الله بانه قوي ها امين عند ذي العرش مكين. مطاعم ثم امين. وهو جبريل - 01:01:17ضَ
وكما وجد هذا وهذا كذلك آآ هذا من جهة. الجهة الثانية ظهور اثار اسمائه عز وجل كالقاهري والانتقام والعدل وانه آآ غير ذلك شديد العقاب سريع الحساب. كيف تظهر هذه لو لم يوجد من يقهر - 01:01:41ضَ
ينتقم منه ويحاسب ويعاقب الى اخره ولذلك نبه الله على مثل هذه الاشياء لما ذكر خلق السماوات والارض وانها سبع سماوات قال ذلك لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما - 01:02:04ضَ
تنبه على تنبيه على قدرته واسمائه وصفاته لما خلق المخلوقات هكذا كذلك اه اسماء النافع واسماء الرحيم واسماء الغفور لمن تاب لمن اه فعل الصالحات وكذا جزاء الى اخر اه - 01:02:23ضَ
ولذلك كذلك حصول العبودية من العباد اختيارهم لانه لو لم يكن هناك الرجوع الى العباد كمثل الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لانها لم تسلط عليهم الشهوة - 01:02:45ضَ
ولم تسلط عليهم اغواء ابليس لذلك لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون لكن ظهرت في بني ادم اه اثار ذلك ركبت فيهم الشهوة وركب فيهم اه ميول النفس وركب وسلط عليهم ابليس - 01:03:01ضَ
يعني بالاغواء كما الا من رحم الله الا الا عبادتك منهم المخلصين. هؤلاء ليس له عليك تصديق يا عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين هنا ايضا تظهر اثار ذلك - 01:03:18ضَ
يحصل يميز الله الخبيث من يميز الله الخبيث من الطيب على كل الكلام في هذا طويل لا نريد ان يعني نتجاوز اكثر من المدة التي قدرت للدرس نسأل الله تعالى ان يرزقنا - 01:03:35ضَ
العلم النافع والعمل الصالح او الايمان التام واليقين انه جواد كريم والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد السلام عليكم ورحمة - 01:03:50ضَ