رياض الصالحين للنووي

4- شرح رياض الصالحين- باب إجراء أحكام الناس على الظاهر25-2-1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. لقد الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض - 00:00:00ضَ

الصالحين في باب اجراء احكام الناس على الظاهر وعن عبد الله ابن عن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود قال سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول ان ناسا كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الوحي قد انقطع وانما نأخذكم الان بما ظهر - 00:00:20ضَ

ولنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا امناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء. الله يحاسبه في سريرته. ومن اظهر ظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه. وان قال ان سريرته حسنة. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن - 00:00:40ضَ

ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال ان اناسا كانوا يؤخذون بالوحي يعني انه ينزل الوحي بكشف استارهم واظهار ما ابطنوه من الشر. وقوله ان اناسا كانوا يؤخذون بالوحي الوحي في اللغة هو الاعلام بسرعة وخفاء - 00:01:00ضَ

والوحي ثلاثة انواع. وحي ارسال ووحي الهام ووحي من ام. فاما الاول وهو الارسال فهو على اقسام اربعة القسم الاول ان يلقي الله تعالى الوحي على قلب الرسول من غير ارسال ملك ومن غير - 00:01:28ضَ

بل يلقيه مباشرة والقسم الثاني ان يكلمه الله تعالى من غير واسطة. ولكن بحجاب يكلمه سبحانه وتعالى من غير واسطة ولا بحجاب كما كلم سبحانه وتعالى ادم وموسى وكلم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. والقسم - 00:01:52ضَ

ثالث ان يكون الوحي عن طريق الرسول الملكي. يعني يبعث الرسول الملكي فيلقي الوحي على الرسول. وهذه الاقسام الثلاثة قد ذكرها الله تعالى بقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او - 00:02:15ضَ

رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. والقسم الرابع ان ينفث في روعه يعني في صدره وقلبه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان روح القدس اتاني فنفث في روعي. وقال ان نفسا لن تموت حتى تستكمل اجلها - 00:02:35ضَ

النوع الثاني من الوحي وحي الهام وهو ان يلقي الله تعالى الهاما في قلب من اراد ان يلهمه من بني ادم ومن غيرهم. قال الله تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فالوحي هنا وحي الهام. وقال - 00:02:55ضَ

الا واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا. فالوحي هنا ليس وحي ارسال وانما هو وحي الهام الثالث من انواع الوحي وحي من ام. وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:16ضَ

انها اعني الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة. يقول عمر رضي الله عنه ان اناسا كانوا يؤخذون اي ان الوحي ينزل بكشف استارهم واظهار ما ابطنوه. ولهذا فضح الله تعالى المنافقين في قوله يستغفر - 00:03:36ضَ

من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. وقال عز وجل ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون - 00:03:56ضَ

نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. وقال عز وجل ومنهم من يلمزك الصدقات فان اعطوا منها رضوا. وقال عز وجل الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات. فكل هذه الايات - 00:04:16ضَ

مما اظهر الله تعالى فيه ما ابطنه المنافقون من الشر ومن السوء. قال عمر رضي الله عنه ان اناسا كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول صلى الله عليه وسلم. وان الوحي قد انقطع يعني بموت الرسول عليه الصلاة والسلام. وانما نأخذ الناس يعني نؤاخذهم - 00:04:36ضَ

بما اظهروا يعني ما اظهروا بالسنتهم وما عملوه بجوارحهم. فمن اظهر سريرته يعني اظهر وسريرته امناه وقربناه. يعني صار عندنا امينا عدلا مقربا. ومن اظهر سوءا لم نأمنه ولم نصدق وان قال ان سريرته حسنة. لان العبرة بما اظهر. ففي هذا الاثر دليل على مسائل منها اولا - 00:04:56ضَ

اجراء احكام الناس على الظاهر. فالاحكام في الدنيا انما تجرى على الظاهر يعني على ما يظهر من اعمال الناس ومن اقوالهم اما بواطنهم وسرائرهم فانها الى الله عز وجل هو الذي يحاسبهم عليها - 00:05:26ضَ

ويتفرع على هذا او فرع الفقهاء رحمهم الله على هذا ان الاحكام الشرعية التي يعامل بها المكلفون على نوعين النوع الاول ما يتعلق باعمال العباد بعضهم مع بعض. فان الحكم فيها لما - 00:05:46ضَ

وما يسمع منهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم تختصمون الي. ولعل بعضكم ان يكون الحن فبحجته من بعض وانما اقضي بنحو ما اسمع. فالقضاء بالنسبة للقاضي والحاكم الشرعي لا يكون بحسب - 00:06:07ضَ

بما اسر المدعي او المدعى عليه وانما يكون حكمه بحسب ما سمع من الدعوة وبحسب ما رأى من واما الثاني النوع الثاني وهو ما يتعلق بالعبادات اي علاقة الانسان بالله عز وجل فان الانسان - 00:06:27ضَ

فيها بما في قلبه. ويتفرع على هذا ان الانسان لو اجتهد في القبلة. بمعنى انه كان في برية واجتهد في تحري القبلة وغلب على ظنه ان القبلة في جهة معينة وصلى ثم تبين بعد الصلاة - 00:06:47ضَ

انه صلى لغير القبلة فان صلاته صحيحة. وكذلك ايضا لو صلى الانسان ثم تبين له بعد ما فرغ من صلاته ان عليه نجاسة فان صلاته صحيحة. وذلك لانه حينما صلى في المسألة الاولى يعتقد - 00:07:07ضَ

بقرارة قلبي انه مستقبل للقبلة. وحينما صلى في المسألة الثانية يعتقد انه على طهارة فلا يؤاخذ بذلك لان المؤاخذة في العبادة فيما ابطنه. الانسان في قلبه وفيما اعتقده ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. ولا يرد - 00:07:27ضَ

على هذا ان الانسان لو صلى ثم تبين له بعد صلاته انه على غير طهارة فانه يعيد الصلاة ولا يقال في هذه الحال انه يعامل بحسب اعتقاده حينما دخل في صلاته. لان هناك فرقا بين من صلى - 00:07:47ضَ

وعليه نجاسة وبين من صلى وهو محدث والفرق بينهما ان الطهارة شرط وجودي يعني الوضوء شرط وجودي والشرط الوجودي لا يسقط لا سهوا ولا عمدا لا جهلا فلا يسقط بحال من الاحوال. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى - 00:08:07ضَ

توضأ واما التخلي عن النجاسة فهي شرط عدمي. وليست شرطا وجودي والشرط العدمي اذا حصل من الانسان او فعله الانسان ناسيا او جاهلا فانه لا يؤاخذ بذلك. ومما يدل على الفرق بينهما ايضا ان - 00:08:32ضَ

الشرط الوجودي لا بد فيه من النية. والشرط العجمي لا تشترط له النية. فالوضوء يشترط لصحته النية. لقول النبي عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. واما ازالة النجاسة فلا يشترط لها نية - 00:08:52ضَ

ولذلك لو كان على ثوب الانسان نجاسة ونزل مطر من السماء او زالت بشمس او بريح فانها تطهر ولو لم ينوي المكلف اعني صاحب الثوب ان يطهرها من النجاسة. لان المقصود من النجاسة هو التخلي عنها - 00:09:12ضَ

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:32ضَ