التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ولا زلنا في هذا الاصل الاول لانه اصل الاصول. وهو الايمان بالله تعالى - 00:00:00ضَ
وقد تناولنا منه ثلاثة امور الايمان بوجوده والايمان بربوبيته والايمان بالوهيته ونحن اليوم بصدد الكلام عن الايمان باسمائه وصفاته والملاحظ ان الخلافة في الاصلين الاولين او في في الامرين الاولين وهما الايمان بربوبيته وهما الايمان بوجوده - 00:00:35ضَ
والايمان بربوبيته مع الملاحدة والمشركين واما الخلاف في الايمان في نعم. واما الخلاف في الايمان بالوهيته فمع المشركين في العبادة واما الخلاف في باب الاسماء والصفات اهل القبلة الذين هم من اهل الاسلام لكن وقع عندهم ضلال في هذا الباب كما سنرى - 00:01:07ضَ
اذا فالخلاف الايمان بوجوده مع الملاحدة الخلاف في الايمان بربوبيته مع مشرك الربوبية لا مع منكر الربوبية مع المشركين في الربوبية والخلاف في باب الوهيته مع المشركين في الوهيته. ثم ها هنا مع اهل القبلة الذين سلكوا - 00:01:36ضَ
المسالك الكلامية كما سيتبين استعن بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين - 00:01:59ضَ
قال المؤلف حفظه الله تعالى. رابعا الايمان باسمائه وصفاته وهو الاعتقاد الجازم بان الله تعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى واثبات ما اثبت لنفسه في كتابه او اثبته له نبيه - 00:02:19ضَ
صلى الله عليه وسلم في سنته من صفات الكمال ونعوت الجلال من غير تمثيل ولا تكييف. ونفي ما نفاه عن نفسه في كتابه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته من صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين من غير تحريف ولا تعطيل - 00:02:35ضَ
قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم الحمد لله قد سمى الله تعالى نفسه باسماء - 00:02:54ضَ
ووصف نفسه باوصاف هذا امر بين واضح في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالتعبير بالاسماء والصفات ليس بدعا من القول وقد قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى - 00:03:12ضَ
في عدة مواضع من كتابه اي عبر الله تعالى بالاسماء الحسنى في نحو اربعة مواضع في سورة الاعراف ولله الاسماء الحسنى وكذلك في سورة طه الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى - 00:03:28ضَ
وكذا في اخر سورة الاسراء فالتعبير بهذا تعبير قرآني وكذا الصفات فان بعض المتأخرين المجازفين تعبيره بالصفات وقال ان هذا مما احدثه اهل الحديث والحق ان هذا قد جاء به النص ففي حديث الرجل الذي امره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية - 00:03:45ضَ
وكان يقرأ بهم ويقرأ بسورة الاخلاص لا يدعها اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بصنيعه قال سلوه لاي شيء يصنع ذلك فقال انها صفة انا احب ان اقرأ بها قال فاخبروه ان الله يحبه كما احبه - 00:04:13ضَ
التعبير بالصفات تعبير نبوي شرعي لا غبار عليه. كما ان ناطق الكتاب جاء بذكر الصفات الله تعالى يقول وربك الغني ذو الرحمة اتفاق اهل اللغة ان الرحمة صفة من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. فالعزة صفة - 00:04:34ضَ
وهكذا القوة. فان القوة لله جميعا. وهكذا هذا مما لا يرتاب فيه عاقل فالايمان باسمائه وصفاته خلاصته الاعتقاد الجازم بان الله تعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى خلافا لمن نفى ذلك كما سيتبين. فربنا سبحانه وبحمده قدم الجار والمجرور - 00:04:57ضَ
اجل الاختصاص فقال فقال ولله الاسماء الحسنى. ولم يقل الاسماء الحسنى لله. كقوله اياك نعبد واياك نستعين. فهذا التقديم يفيد الاختصاص والحصر ان نثبت لله ما اثبت لنفسه في كتابه - 00:05:25ضَ
او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته وذلك ان سبيل العلم بما ينبغي لله تعالى من صفات الكمال لا يمكن الا ان يكون من من هذا الطريق - 00:05:48ضَ
الله سبحانه وتعالى غيب ولا يمكن لشخص ان يعرف صفة شيء مغيب عنه الا من احدى ثلاث طرق اما برؤيته رؤية نظيره خبر صادق عنه فلا يمكنك ان ان تصف او تخبر عن شيء مغيب - 00:06:04ضَ
الا ان تكون قد رأيته او رأيت نظيرا له او بلغك خبر صادق عنه اذا اردنا ان نطبق هذا في حق الرب سبحانه. فالاحتمال الاول ممتنع لما؟ لان الله تعالى لا يرى في الدنيا - 00:06:25ضَ
قال ارني انظر اليك. قال لن تراني وسئل النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربك قال نور انا اراه. وفي رواية رأيت نورا يعني رأى الحجاب فلم يرى ربه حتى قالت عائشة - 00:06:42ضَ
الله عنها من حدثك ان محمدا قد رأى ربه فقد اعظم على الله الفريان اذا هذا الاحتمال الاول ممتنع. الاحتمال الثاني اشد امتناع وهو رؤية نظيرك لكي يقاس عليك. فان الله لا نظير له ولا كفؤ له ولا ند له. ليس كمثله شيء - 00:06:56ضَ
بقي الاحتمال الثالث وهو الخبر الصادق عنه هل عندنا خبر في هذا؟ نعم الله عن نفسه فسمى نفسه بجملة من الاسماء ووصف نفسه بجملة من الصفات. وكل اسم من اسمائه فانه يتضمن - 00:07:16ضَ
كما ان نبيه صلى الله عليه وسلم قد حدث عن ربه وقال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة من دخل الجنة تحدث في مقامات مشهورة عن صفات ربه كقوله ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القسط - 00:07:33ضَ
ويخفضه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل الى اخر ذلك اذا الواجب علينا ان نثبت ما اثبته الله لنفسه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم. فسبيل ذلك الخبر فقط - 00:07:56ضَ
العقل العقل لا يمكن ان يستقل باثبات ما ينبغي لله. لكن يمكن ان يكون مؤيدا لاثبات ما جاء به الخطأ صفة العلو مثلا فانها قد تواترت الاخبار ثم العقل يؤيدها - 00:08:14ضَ
وان ننفي عن الله تعالى ما نفاه عن نفسه. او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك يا كرام ويا كريمات ومن بلغ انه لا يتم العلم بشيء من الاشياء الا بالنفي والاثبات - 00:08:33ضَ
حتى في حياة الناس حينما مثلا حينما يتقدم شخص لوظيفة يقال يشترط فيه ان يكون كذا وان يكون كذا وان يكون كذا والا يكون كذا والا يكون كذا والا يكون كذا - 00:08:51ضَ
حينما يتقدم خاطب لموليتك يقول معرفا به انه كذا وانه كذا وانه كذا من الصفات التي تتطلبها النساء وانه ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا من صفات النقص التي آآ تأباها آآ النساء وهكذا - 00:09:09ضَ
والمقصود ان العلم بالشيء لا يتم الا بالجمع بين النفي والاثبات لهذا نجد ان الله تعالى قال في سورة الاخلاص قل هو الله الله الصمد اثبات. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. هذا نفي - 00:09:29ضَ
وفي اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله لو تأملت لوجدت انها دائرة بين النفي والاثبات الله لا اله الا هو نفي واثبات كل اله سوى الله واثبات الالوهية خالصة له - 00:09:49ضَ
الحي القيوم اثبات لا تأخذه سنة ولا نوم. نفي من ذا الذي يشفع عنده نفي الا باذنه اثبات يعلم ما في يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم اثبات. ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء نفي - 00:10:06ضَ
وسع كرسيه السماوات والارض اتبعت ولا يؤده حفظهما نفي. وهو العلي العظيم اتبعه ارأيتم؟ وهكذا في كثير من المواضع في القرآن. وتوكل الحي الذي لا يموت الحي اثبات ولا يموت نفي - 00:10:24ضَ
انما تتم المعرفة بالجمع بين النفي والاثبات. والله تعالى قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات لهذا نثبت لله صفات الكمال ونعوت الجلال وننزه الله تعالى عن ماذا - 00:10:42ضَ
ينزه الله عن النقص والعيب ومماثلة المخلوقين ننزه الله عن هذه الامور الثلاثة. النقص النقص يعني ما ينافي الكمال مما ينبغي ان ان يكون في الاله المعبود اه كامل الربوبية كامل الالوهية - 00:11:00ضَ
والعيب وهو يعد منقصة او افة معلومة معهودة في الاذهان الصمم والخرس والمرض والموت ونحو ذلك. ومماثلة المخلوقين لان الله نفى ان تماثله المحدثات بهذا يتم الايمان باسمائه وصفاته وهذا الباب ايها الكرام - 00:11:21ضَ
من اشرف ابواب الدين لانه هو لب العلم لما كان القلب معلقا بالله متألها له كان من ضرورة ذلك ان ان يعرفه كلما ازداد العلم به ازداد التعلق به وبحمده - 00:11:50ضَ
فاذا ابحر الانسان في تملي اسماء الله وصفاته ومعانيها واتارها انتعش قلبه وحيا واحس بالعبودية وهانت عليه الطاعات الفضائل والرغائب. وهان عليه ترك المنكرات والمعاصي والمكروهات هذي اعتمرت هذا العلم - 00:12:07ضَ
وربما يجد بعض الطلبة في درس هذا الباب نوعا من الجفاف وسببه هو هذه التجاذبات التي شوش بها اهل البدع عليه والا فهو انقى ابواب الدين واصفاها وانعمها واطيبها وانعمها واطيبها - 00:12:32ضَ
لكن لما جاء هؤلاء الذين تأثروا بالمذاهب المنحرفة وخاضوا فيه بالباطل شوشوا عليه احتاج اهل الاسلام والسنة الى نقض شبهاتهم ورد باطلهم فنشأ عن ذلك هذا السجال الذي يشعر بعض الطلبة بان هذا الباب اه فيه شيء من الجفاف او فيه شيء من اه - 00:12:55ضَ
الصعوبة والا فهو اطيب العلوم واشرفها بتعلقه باشرف معلوم وهو الله سبحانه وتعالى وتأملوا في هذه الآية الكريمة ولله الاسماء الحسنى فقد نبهنا على انه قدم الجار والمجهور لاجل الحص - 00:13:21ضَ
لاجل الحصر والاختصاص والاسماء جمع اسم وهو ما دل على المسمى قيل انه مأخوذ من السمو وقيل انه مأخوذ من السمة العلامة والحسنى اه على وزن الفعلة صيغة مبالغة اصل الوضع في اللغة فعل اي التي بلغت في الحسن غايته - 00:13:42ضَ
فادعوه بها فامر الله تعالى بعد اثباتها ان يدعى بها دعاء مسألة ودعاء عبادة فدعاء العبادة بان يتمدح سبحانه وبحمده بهذه الاسماء ويثنى عليه بها فانه لا احد احب اليه المدحة من الله - 00:14:07ضَ
وبحمده ولهذا يحب ان يذكر ان يشكر وبحمده وكذلك آآ دعاء المسألة وهو ان يسأل الانسان ربه بالاسم المناسب ربه المغفرة بان يقول يا غفور اغفر لي. والرحمة يا رحمن ارحمني - 00:14:29ضَ
وهكذا وذروا الذين يلحدون في اية في اسمائه وسيأتينا ان شاء الله من يلحد في اسمائه اي يميل بها عما يجب اعتقاده سيجزون ما كانوا يعملون وهذا تهديد بليغ لهم - 00:14:50ضَ
فهذه الاية تدل على جانب الاثبات اما جانب النفي يعني تنزيه الرب عما لا يليق به فدل عليها قوله ليس كمثله شيء هذا تنزيه مطلق لله تعالى. ليس كمثله شيء - 00:15:07ضَ
وكل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك لا يحيطون به علما لا تبلغه الاوهام ولا تحيط به العقول لكنه قال اثرها وهو السميع البصير. اي لا يحملنكم المبالغة في التنزيه على الوقوع في التعطيل - 00:15:23ضَ
هذا هو الذي وقع فيه بعض المتكلمين انهم غلوا للتنزيه حتى وقعوا في التعطيل لهذا قال ربنا اثرها وهو السميع البصير لا يلزم من تنزيهه سبحانه عن مماثلة المخلوقين سلب معاني اسمائه وصفاته - 00:15:41ضَ
لله تعالى من الاسماء ما يليق به واتفاق الاسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات والحقائق ثم قال واسماؤه وصفاته سبحانه توقيفية لا يستقل العقل وحده باثباتها. لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه. او - 00:16:01ضَ
به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث ما سكت الله عنه ورسوله من الاوصاف الواجب السكوت عنه والتوقف فيه نفيا واثباتا. والاستفصال عن مراد قائله. فان اراد معنى صحيحا قبل المعنى ورد - 00:16:21ضَ
وان ذكر معنى فاسدا رد اللفظ والمعنى. قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد اولئك كان عنه مسئولا نعم لما بين المؤلف ما الواجب في باب الاثبات؟ وما الواجب في باب النفي - 00:16:40ضَ
بين ما يجب فيما لم يرد فيه نفي ولا اثبات علمك بهذا التقسيم يعني ينير عقلك فالواجب عليك في باب الاثبات امران والواجب عليك في باب النفي امران والواجب عليك فيما لم يرد فيه نفي ولا اثبات امران - 00:16:59ضَ
كيف ذلك اما الاثبات الواجب عليك في كل ما اثبت الرب لنفسه اولا ان تثبت ما اثبت الرب لنفسه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم ثانيا ان تسلم من المحتجزات الاربعة - 00:17:20ضَ
وهي التمثيل والتكييف والتحريف والتعطيل فهذه المحتجزات الاربعة لا بد من ان تسلم منها في الاثبات فتقع في التمثيل او التكييف ولا تغالى في التنزيه فتقع في التحريف او التعطيل - 00:17:37ضَ
وما الفرق بين التمثيل والتكييف والتحريف والتعطيل التمثيل يا كرام هو اثبات مماثل للشيء اقول هذه القنينة مثل هذه القنينة اليس كذلك لانهما خرجتا من مصنع واحد فهما متطابقات متطابقتان من جميع الوجوه. هذا يسمى تمثيلا - 00:17:56ضَ
التكييف حكاية كيفية الشيء وغالبا ما يتعلق التكييف بالافعال يقول الانسان كيفية نزول الطائرة كذا وكذا وكذا كيفية سير القطار كذا وكذا وكذا. كيفية عمل الحاسب كذا وكذا وكذا فحكاية الكيفية تسمى تكييف - 00:18:22ضَ
ففي حق الله تعالى لا يحل التمثيل ولا التكييف لا يحل ان يمثل احد صفة من صفات الله بصفة احد شيء من مخلوقاته لان الله ليس كمثله شيء ولا ان يكيف ايضا - 00:18:46ضَ
لا يحل لاحد ان يقول كيفية استواء الله على عرشك كذا وكذا كيفية نزوله الى سماء الدنيا كذا وكذا ولما دخل رجل على الامام مالك رحمه الله امام دار الهجرة - 00:19:02ضَ
هذه المدينة النبوية فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى. كيف استوى الامام مالك برأسه ساعة وعلته الرحباء اخذ يتفسد عرقا من هول وقع السؤال عليه وتأثره وتعظيمه لجناب الرب - 00:19:15ضَ
ثم رفع رأسه قائلا الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة او قال الاستواء غير مجهول. والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وظل هذا الجواب دستورا لاهل السنة الى يومنا هذا - 00:19:37ضَ
يجيبون به على كل من سأل عن كيفية صفة من الصفات فيثبتون الصفة ويثبتون اصل المعنى لان قوله الاستواء معلوم او الاستواء غير مجهول يتضمن اثبات الصفة ومعناها الكيف غير معقول او الكيف مجهول - 00:19:59ضَ
معناه تفويض العلم بالكيفية الى الله تعالى والايمان به واجب الواجب ان نؤمن بكل ما اخبر الله به. والا نستشنع شيئا من ذلك وننفيه بمحض عقولنا ما جاء به ناطق الكتاب وصحيح السنة فعلى الرأس والعين - 00:20:21ضَ
نواجهه بشيء من الوان التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل واما التعطيل والتحريف فما معناهما التعطيل مأخوذ من العطل وهو الخلو وهو الخلو وذلك ان العرب تقول امرأة معطاب اذا كانت خلية من الحلي - 00:20:39ضَ
ويقول الله تعالى وبئر معطلة لخلوها من الماء والمقصود بالتعطيل في هذا المقام انكار او نفي او جهد اسماء الله وصفاته كلها او بعضها تبين ان التعطيل معناه الانكار والجحد والنفي - 00:21:07ضَ
سواء كان كليا كفعل مولاة التعطيل كالجهمية او جزئيا بعضهم من الصفاتية واما التحريف فانه صرف المعنى المراد عن حقيقته الى مجازه الى مجازه الى مجاز مدعى كفعل بعضهم حينما يقول الاستواء هو الاستيلاء والوجه هو التواء - 00:21:26ضَ
بمعنى انه يأتي بمعنى بديل خلاف ما وضع له اللفظ في اصل لغة العرب بلا دليل ولا اثارة من علم. فيسمى ذلك تحريفا لهذا كان الفرق بين التعطيل والتحريف ان كل محرف معطل وليس كل معطل محرف - 00:21:55ضَ
لان المحرف عطل اولا وحرف ثانيا اولا بنفيه المعنى المراد لله تعالى وحرف ثانيا بان اقترح معنى من تلقاء نفسه بدلا عن المعنى الذي اراد الله تعالى او نبيه صلى الله عليه - 00:22:17ضَ
لهذا قلنا كل معطل محرك كل محرف معطل وليس كل معطل يكون محرفا اه هذا في في باب الاثبات طيب في باب النفي ما الواجب علينا ان ننفي ما نفاه الله عن نفسه - 00:22:36ضَ
وقد نفى الله عن نفسه امورا كثيرة قال سبحانه لم يلد ولم يولد. فننفي عن الله الولد والوالد. وقال لا تأخذه سنة ولا نوم. فنم في عن الله السنة وهي - 00:22:54ضَ
وقال وما ربك بظلام للعبيد فنا في عن الله الظلم وهكذا او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم كقوله ان الله لا ينام. ولا ينبغي له ان ينام فقط لا - 00:23:07ضَ
لابد من امر ثان وهو اعتقاد ثبوت كمال ضد الصفة المنفية ما معنى ذلك يعني اننا لا نكتفي بالنفي المجرد نعتقد ثبوتك ثبوتك مالي ضد ما نفيناه فاذا نفينا عن الله الجهل - 00:23:24ضَ
في قوله وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة كان لا بد ان يتضمن نفينا ذلك اثبات كمال ضده ما ظد الجهل العلم فنثبت لله كمال العلم حينما ننفي عن الله الظلم - 00:23:44ضَ
في قوله وما ربك بظلام للعبيد لا يكون كمالا حتى نثبت لله كمال العدل وهذا هو المراد من هذا النفي لان النفي المجرد ما يدل على الكمال النفي المجرد لا يدل على كمال لان النفي المجرد تارة يكون - 00:24:00ضَ
في غرض لعدم القابلية كان يقول هذه الطاولة لا تظلم قائل انني يقول الظلم والعدل ليس من خصائص الطاولات او قد يكون لعدم القدرة كقول ذلك الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل - 00:24:21ضَ
يعني هل اراد مدحهم؟ لا اراد هجاءهم وذمهم يقول قبيل حقرها بالتصغير لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل يعني انهم بلغوا من الضعف والهوان الى درجة انهم لا يجرؤون على غدر ولا على ظلم - 00:24:44ضَ
وقول الاخر فان قومي وان كانوا ذوي عدد او ذوي نفر ليسوا من الشر في شيء وانهانا. فقد يخيل للمرء انه بنفيه الشر عنهم اراد مدحتهم انه اراد غير ذلك - 00:25:02ضَ
بدليل قوله لو كنت من مازن لم تستبح ابلي فهو ينعى على قبيلته شدة ضعفهم الى درجة انهم لم يمنعوه اه من ان تستلب ابله اذا لا يتم النفي الا بان ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه. او نفاه عنه - 00:25:18ضَ
صلى الله ونعتقد ثبوت كمال ضد ذلك النفي هذا امر يعني دارج يعني حينما تقول مثلا لصاحبك حاشاك لست بخيلا هل تقصد فقط انه ليس بخيل لا تقصد انه كريم - 00:25:41ضَ
نريد بذلك ان تثبت كرم حينما تقول لصاحبك لا حاشاك انت لست جبانا ليس مرادك انه فقط ليس جبان لكنك تريد ما وراء ذلك يعني انك شجاع لابد من استصحاب هذا المعنى في كل - 00:26:01ضَ
فيه عن الله من صفات النقص بان نثبت كمال ضد ما نفينا بقينا في القسم الثالث الذي قرأناه اخيرا وهو ما لم يرد فيه نفي ولا اثبات لانه يوجد من الناس من - 00:26:18ضَ
يطلق على الله تعالى اوساط اما نفيا واما اثباتا ثم لا نجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤيد النفي ولا الاثبات هل هذا المسلك - 00:26:35ضَ
صحيح قال المؤلف واسماؤه وصفاته سبحانه توقيفية كيف توقيفية؟ يعني اننا نقف فيها عند موارد النصوص لا نتجاوزها ولا يستقل العقل وحده باثباتها فليس لاحد ان يقول الله ليس كذا. الله كذا من تلقاء نفسه - 00:26:51ضَ
لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث كما سكت الله عنه ورسوله من الاوساط فالواجب السكوت عنه الواجب السكوت عنه والتوقف فيه نفيا واثباتا. والاستفصال عن مراد قائله - 00:27:15ضَ
اذا الواجب علينا فيما لم يرد فيه نفس ولا اثبات امرا. الامر الاول التوقف في اللفظ بان نقول للقائل اتق الله الله تعالى لا يوصف الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله. اطرح هذه العبارات المحدثة - 00:27:35ضَ
التعبيرات قارئة واكتفي بما جاء في الكتاب والسنة ثم نقول له ثانيا ما مرادك فيما وصدت به الله نفيا او اثباتا فان ذكر لنا معنى صحيحا قبلناه وان ذكر معنى باطلا رددناه - 00:27:56ضَ
مع رد اللفظ من الاصل اضرب لكم مثال لو قال قائل هل يوصف الله بالجسمية هل يقال عن الله له جسم او يقال ليس له جسم قالوا هذا اللفظ ليس موجودا في الكتاب ولا في السنة - 00:28:18ضَ
فان اثبته فقد اخطأت وان نفيته فقد اخطأت فالواجب علينا التوقف في اللفظ ادبا مع الله واحتراما لجنابه فلا نضيف اليه ولا ننفي عنه ما سكت عنه ثم ثانيا نقول له ما مرادك - 00:28:38ضَ
بهذا التعبير قال مرادي الله عز وجل له ذات لا تشبه الذوات تقوم بها الصفات كالسمع والبصر والعلم والحياة والوجه واليدين والعينين؟ قلنا نعم هذا المعنى صحيح دلت عليه النصوص. لكنك اخطأت في التعبير - 00:28:59ضَ
وان قال ان مراده بالجسم الجسم المخلوق المكون من اجزاء وابعاد يحتاج بعضها الى بعض ويفتقر بعضها الى بعض. كافتقار القلب الى الرئتين والرئتين الى الكليتين فهذا جسم المخلوق ينزه الله تعالى عنه ولا يظن به هذا الظن - 00:29:19ضَ
مثال اخر لو قال قائل هل يوصف الله بالجهة قلنا لفظ الجهة لم ترد في الكتاب والسنة لا بنفي ولا اثبات فان قلت نعم اخطأت وان قلت لا اخطأت لانه في كلا الحالين سيقال لك اين الدليل على ما اثبت؟ - 00:29:40ضَ
او قال لك اين الدليل على ما نفيت؟ ولا دليل عندك وقد قال الله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم لكننا نسأله ثانيا فنقول ما مرادك بلفظ الجهة - 00:29:57ضَ
قال مرادي ان الله تعالى في جهة العلو فوق سماوات بائن من خلقه مستو على عرشه. قلنا نعم هذا معنى صحيح لكنك اخطأت في التعبير وان قال ان مراده الجهة جهة سفل - 00:30:12ضَ
بان يعتقد ان الله في كل مكان كالهواء والنور وغير ذلك. فقلنا قد اخطأت في اللفظ والمعنى الله تعالى له العلو المطلق في ذاته واسمائه وصفاته وهكذا في كل لفظ - 00:30:29ضَ
يطلق وليس له دليل من كتاب او سنة نجري عليه هذا القانون. التوقف في اللفظ والاستفصال عن المعنى فاذا ادركت هذه القاعدة الثلاثية ماذا يجب في الاثبات؟ وماذا يجب في النفي؟ وماذا يجب فيما لم يرد فيه - 00:30:45ضَ
ولا اثبات سرت على نور من الله وعرضت كل ما يطرأ ويلقى عليك على هذه على هذا القانون فتبين لك وجهه ثم قال الله اليكم واسماء الله تعالى قد بلغت من الحسن غايته وهي اعلام على ذاته - 00:31:04ضَ
واوصاف له سبحانه وصفاته كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه. قال تعالى وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. اي والله. سبحانه وبحمده يجب ايها الكرام ان يمتلئ القلب تعظيما للرب سبحانه وتعالى - 00:31:24ضَ
فان الله تعالى قال وله المثل الاعلى وقال ولله المثل الاعلى قال العلماء معنى المثل الاعلى يعني الصفة العليا كل ما وصف الرب به نفسه فله منه غاية الكمأ. فله من السمع اعلاه. وله من البصر اعلاه. وله من العلم - 00:31:44ضَ
اعلى وله من الحياة اعلاها وهكذا حتى وان اتفقت الاسماء بين الخالق والمخلوق فان الحقائق والكيفيات تختلف. اضرب لكم مثلا الله تعالى سمى نفسه الحي مسمى عبده الحي فقال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم - 00:32:05ضَ
وقال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي الاية الاولى تدل على اسمه الحي. والاية الثانية تدل على مخلوقه الحي لكن شتان بين حياة وحياة حياة الله تعالى ليست مسبوقة بثناء ولا يلحقها عدم - 00:32:29ضَ
وحياة المخلوق مسبوقة بثناء ويلحقها العدم. والله اخرجكم من بطون نعم. وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا وقال كل من عليها فان ارأيتم فلله المثل الاعلى من الحياة العلم وصف الله نفسه بانه عليم في كثر. وقال عن - 00:32:50ضَ
عبد من عباده وبشروه بغلام عليم لكن شتان بين علم وعلم. علم الله تعالى غير مسبوق بجهل. ولا يلحقه نسيان وعلم المخلوق مسبوق بالجهل ويلحقه النسيان. والله اخرجكم من بطون امهاتكم - 00:33:12ضَ
لا تعلمون شيئا اليس كذلك؟ حينما تحمل طفلا صغيرا بين يديك انظر اليك عيناه تزهران لا يعلم شيئا ابدا ولا اسمع ثم لا يزال يكبر وجعلنا لكم السمع والابصار والافئدة يتلقى المعلومات حتى يصبح عنده تراكم معلومات واذا به يحمل اعلى - 00:33:32ضَ
الالقاب العلمية ويصبح غاية في العلم البشري ثم ماذا من يرد ارذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا يمسح يتحلل هذه المعلومات التي بنيت على مدى تسعين سنة ثم يعود كما كان طفلا رضيعا لو قيل له ما اسمك لا يعرفه - 00:33:55ضَ
هكذا علم المخلوق هذا لون من الفروق الله تعالى له المثل الاعلى. وهذا مما اذا امعن الانسان فيه النظر في جميع اسماء الله الحسنى. ادرك معنى قول الله تعالى وله - 00:34:21ضَ
الاعلى ولله المثل الاعلى ثم قال وهي حق على حقيقتها فيجب اجراؤها على ظاهرها دون تحريف. ويحرم الالحاد فيها بتعطيل او تمثيل او ابتداع اسماء لم يسمى بها نفسه او اشتقاق اسماء للاصنام من اسمائه سبحانه - 00:34:36ضَ
او اشتقاقي اسماء للاصنام واشتقاق اسماء للاصنام من اسمائه سبحانه. كاللاتي من الاله والعزى من العزيز. ومنات من المنان ويجب هذا المعنى ايها الكرام تضمن مسألتين. اولا ان اسماء الله تعالى حق على حقيقتها - 00:34:59ضَ
نعم الله تعالى اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه وهو لا يريد سبحانه ان يلبس على المكلفين ونبيه صلى الله عليه وسلم اعلم بربه اصدق الناس قولا - 00:35:21ضَ
وابينهم بيانا وافصحهم لسانا وانصح الامة للامة فكيف يدعي مدع في اخر الزمان ان الله تعالى ما اراد بقوله كذا اراد كذا او ان نبيه صلى الله عليه وسلم ما اراد بقوله كذا اراد به كذا وكذا - 00:35:41ضَ
وصية على كلام الله وكلام رسوله. من الذي خولك ان تقدم وتؤخر وتصطفي وتنتخب هذه جرأة بالغة يجب ان نحترم كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم. وان نعتقد ان الله تعالى اعلم بما قال واصدق قيلا واحسن - 00:36:01ضَ
حديثة فليس لاحد يقول ظاهرها يدل على كذا وهي ليست كذا هذا من الجرأة والتجني على النصوص ولا ان يقول ذلك في حق النبي صلى الله عليه وسلم. بل الواجب علينا ان نجريها على ظاهرها - 00:36:24ضَ
وليس اجراؤها على ظاهرها كما يتوهمون يقفظ التشبيه اذا اخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بان له وجها كريما في قوله ويبقى وجه ربك ونحوها او قال نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:36:41ضَ
حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه الا ابتغاء وجه ربه الاعلى يريدون وجهه فيجب علينا ان نثبت لله ما اثبت لنفسه. ونقول انه حق على حقيقته ويجرى على ظاهره. ولا يلزم من ذلك ان يكون كوجوه المخلوقين - 00:36:59ضَ
كما توهم هذا المحرف الذي قال ليست على ظاهرها فعلته انه مثل اولا وحرف ثانيا اولا وحرف ثاني فقال الوجه هو الثواب من اين لك عندك اثارة من علم؟ هل عندك دليل من كلام الله او كلام رسوله او كلام صاحب او تابع؟ لا شيء. انما هي تخرصات - 00:37:19ضَ
وظنون اذا اخبر الله تعالى بان له يدان كريمتان كما في قوله مبسوطتان ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي تبارك الذي بيده الملك الى غير ذلك. وقول النبي صلى الله عليه وسلم يد الله ملأى لا تغيظها نفقة. سحاء الليل والنهار - 00:37:45ضَ
او قوله يقبض الله السماوات بيمينه ويطو الاراضين ويقول فجاء انسان وقال لا لا ليست على ظاهرها. المراد باليد النعمة. المراد باليد القدرة. سبحان الله انت اعلم بالله من الله؟ انت اعلم بالله من رسول الله؟ اانت اصدق من الله قيلا؟ اانت اصدق من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلام - 00:38:07ضَ
اانت كلامك احسن من كلام الله او من كلام نبيه وافصح وابين انت اشد حرصا ونصحا للامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى تنتصب لتقول ليس كذا المراد كذا. الا يسعك ما وسع - 00:38:31ضَ
والتابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين لهذا قلنا انها حق على حقيقتها. وانه يجب اجراؤها على ظاهرها دون تحريف فان هذا ضرب من الالحاد في اسمائه وصفاته فاولئك الذين تجرأوا وصاروا يقولون - 00:38:50ضَ
اه نصوص المشتبهات لا تجرى على ظاهرها انما وقع الاشتباه في عقولكم. اما عقول اهل السنة فهي في عافية بحمد الله. لم تصب بهذه اللوتة ولم يدخل فيها هذا الفيروس - 00:39:12ضَ
بل هي بحمد الله اعطت النصوص حقها ولم تشق بالقرآن. انتم شقيتم بالقرآن وقد قال الله تعالى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اهل السنة من الصحابة والتابعين وتابعيهم تلقوا كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:39:27ضَ
واغتبطوا به وعلموا انه حق على حقيقته وانه لا يمكن ان يدل الا على حق اما هؤلاء الذين عقولهم بالمقدمات المنطقية والمسالك الفلسفية فقد اصابهم هذا هذا الاضطراب فصاروا يدعون بانها ليست على ظاهرها وان ظاهرها يقتضي كذا وكذا - 00:39:48ضَ
وما ذاك الا لانهم مثلوا اولا مثلوا اولا اه حرفوا ثانيا. اضرب لكم مثالا بديعا يتبين به كيف كان الصحابة والسلف يتلقون كلام النبي صلى الله عليه وسلم بن عامر بن المنتفق. اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في اصحابه - 00:40:12ضَ
بعد صلاة الصبح سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين قانتين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. فجأة على ركبتيه وقال يا رسول الله اويضحك ربنا؟ قال نعم. قال لن نعدم خيرا من رب يضحك - 00:40:36ضَ
لم يتبادر الى ذهن هذا الصحابي العربي القح ما تبادر الى اذهان هؤلاء المتأخرين من انه يلزم من اثبات الضحك شفتيه ولسان واسنان ولهوات وغير ذلك لانه علم ان الله ليس كمثله شيء - 00:40:59ضَ
فكما نثبت له حياة لا تشبه حياة المخلوقين وعلما لا يشبه علم المخلوقين وسمعا لا يشبه سمع المخلوقين وبصرا لا يشبه بصر المخلوقين وكذلك ايضا يثبت له ضاحكا لا يشبه ضحك المخلوق - 00:41:16ضَ
من نفس الباب اذا كنت تعقل ذاتا لا تشبه الذوات فلتعقل صفات لا تشبه الصفات فان الصفات فرع عن الذات لهذا كان من الالحاد في اسماء الله وصفاته حرفها وصرفها والميل بها عن مراد الله - 00:41:35ضَ
كما هي طريقة بعض المتكلمين ايضا مما من الالحاد في اسمائه الذي نهى الله عنه بقوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه تعطيلها لنفي دلالتها كما فعل الجهمية التعطيل درجات اشد درجات التعطيل - 00:41:58ضَ
تعطيل القرامطة الذين يقولون بنفي النقيضين ويقولون لا حي ولا ميت لا عالم ولا جاهل لا موجود ولا معدود ينفون النقيضين هذا معلوم بطلانه ببداهة العقول فان النقيضين لا يجتمعان ولا يفتتعان. كما بينا لكم امس بدليل التمانع - 00:42:18ضَ
فمذهبهم اشد انواع التعطيل غلوا وانما حملهم فيما زعموه على ذلك قالوا لو قلنا بالاثبات لشبهناه بالموجودات. ولو قلنا بالنفي لشبهناه بالمعدود فنم في النفي والاثبات وخسروا لانهم وقعوا في شر مما فروا منه - 00:42:40ضَ
اتدرون لماذا؟ لانهم شبهوه بالممتنعات وتشبيهه بالممتنعات اشد جرما او اشد فظاعة من تشبيهه بالموجودات او المعدومات تشبيه بالممتنعات اشد غلوا يليهم في التعطيل الجهمية المنسوبون الى جهم بن صفوان السمرقدي. وهذا سيأتي ذكره لاحقا لكننا اه قدمناه - 00:43:02ضَ
ها هنا الجهمية ماذا يقولون؟ يقولون الله هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق. كيف؟ قالوا فقط يعني لا يجوز ان تعتقد في الله اي اي اسم واي صفة - 00:43:28ضَ
لان هذا ينافي الاطلاق. يقيده الجهمية نفت الاسماء والصفات ويقولون لا سميع ولا بصير ولا عليم ولا قدير ولا حكيم وليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة وقد انتدب السلف للرد على - 00:43:46ضَ
من صفوان وبشر المريسي والرد على الجهمية في كتب ومقامات ومنازلات كثيرة يليهم في التعطيل المعتزلة وهم قوم ارادوا ان يخففوا شناعة مقالة الجهمية قالوا نثبت الاسماء بلا صفات وهم يقولون نعم سميع بصير عليم قدير لكن سميع بلا سمع - 00:44:03ضَ
مصير بلا بصر بلا علم قدير بلا قدرة يعني جعلوا الاسماء الحسنى مجرد عناوين على الذات ولا تدل على صفات هؤلاء المذكورين فهؤلاء المذكورون كلهم اصحاب تعطيل كلي الجهمية المعتزلة - 00:44:28ضَ
اصحاب تعطيل كلي ثم يليهم من عنده تعطيل جزئي ومنهم مثلا الصفاتية والمقصود بالصفاتية قوم آآ الاصل فيهم الاثبات الاصل فيهم انهم يثبتون خلافا للمعتزلة والجهمية بمعنى انهم يقولون ان صفات الكمال تقوم بالله عز وجل - 00:44:48ضَ
لكنهم اشكل عليهم بعض شبهات المعتزلة فيما يتعلق بالصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين. والصفات الفعلية كالاستواء والنزول ونحوها فشرقوا بها وصارت غصة في حلوقهم لم يستطيعوا لها حلا فاتوا بمذهب ملفق - 00:45:14ضَ
بين السنة المحضة وبين الاعتزال. يقال عنهما الصفاتية ومن هؤلاء اتباع الحارث بن اسد المحاسبي وابي العباس القلنسي وآآ عبد الله بن سعيد بن كلاب وابي الحسن الاشعري وابو منصور - 00:45:35ضَ
ما تريدي يقال عن هؤلاء كلهم صفاتية لماذا؟ لان الاصل فيهم الاثبات. فهم خير من المعتزلة والجهمية قطعا هم خير منهم. يثبتون الصفات المعنوية ويعتقدون من حيث نبدأ ان الله تعالى تقوم به الصفات - 00:45:53ضَ
لكنه لكنهم لم يستطيعوا الخروج من بعض شبهات المعتزلة. فاتوا بمذهب هجين بين مذهب السنة المحضة الذي والاثر وبين مذهب المعطلة ومن هؤلاء ايضا المفوضة الذين يدعون التفويض في النصوص - 00:46:10ضَ
نصوص الصفات المشكلة كما يسمونها يقولون اثبت اللفظ ونفوظ المعنى فقط نفوظ الكيفية يفوضون المعنى كيف اعلموا يرعاكم الله ان كل صفة من صفات الله يتعلق بها ثلاثة امور ومعنى وكيفية - 00:46:33ضَ
فما الذي نثبته منها؟ وما الذي نفوضه اهل السنة يثبتون اللفظ والمعنى كما قال مالك الاستواء معلوم ويفوضون الكيفية والكيف مجهول اما من يسمون انفسهم اهل التفويض وهم في الواقع اهل التجهيل - 00:46:56ضَ
وهم في الواقع اهل التجهيد. فانهم يثبتون اللفظ فقط لا يقرأون الكتاب الا اماني واما المعنى فيقولون لا علم لنا به. ولا سبيل لاحد بالعلم به الله تعالى قد انزل كلاما عربيا - 00:47:16ضَ
بلسان عربي مبين وندب الى تعقله وتدبره. فقال انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. هل استثنى الله شيئا؟ ابدا امرنا الله بتعقل جميع كتابه. وتدبر جميع كتابه - 00:47:34ضَ
ان كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته هل استثنى شيئا من التدبر؟ ابدا وقال وقال بعض السلف حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن اه عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يتعلمونهن وما فيهن من العلم والعمل - 00:47:53ضَ
قال فاوتينا القرآن والعلم والعمل هؤلاء الذين يسمون انفسهم اهل التفويظ هم في الحقيقة اهل التجهيل والواجب ان نثبت اللفظ والمعنى الذي وضع في اصل اللغة ونفوض الكيفية الى الله عز وجل فانه لا سبيل للعلم بالكيفيات - 00:48:20ضَ
لاحد كائنا من كان ثم قال بعد ذلك احسن الله اليك. عفوا ايضا بقي من انواع الالحاد التمثيل. التمثيل هو فعل الممثلة الذين يغلون في الاثبات وهؤلاء في الاصل قدماء الروافض - 00:48:41ضَ
وقدماء الروافض ممثلة ومتأخروهم معطلة اول من قال بالتمثيل في امة محمد صلى الله عليه وسلم هشام ابن الحكم الرافضي هشام ابن سالم الجواليقي وداوود الجواربي وهؤلاء كلهم من قدماء الرافضة كما حكم قالتهم ابو الحسن الاشعري في مقالات الاسلامية - 00:48:59ضَ
ولا ريب ان التمثيل محرم شرعا ممتنع عقلا محرم شرعا لماذا لان الله سبحانه وتعالى ابطلت ابطل التمثيل بقوله ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الا امثال - 00:49:25ضَ
وهو ممتنع عقلا لانه لا يمكن للعقل القاصر ان يحيط به علما سبحانه فلا يمكن للمخلوق المربوب ان يحيط علما بالخالق المالك المدبر المألوف وبحمده ومن التحريف ان يسمى الله بما لم يسمي به نفسه - 00:49:43ضَ
كما يفعل الفلاسفة حين يسمون الله العلة الفاعلة او العقل الفعال او ما يفعله المتكلمون او غيرهم من استحداث اسماء ليست من الاسماء الحسنى وكذلك ايضا من الالحاد في اسمائه ان يشتق من اسمائه اسماء اسماء للاصنام - 00:50:01ضَ
كما فعل المشركون حينما اه سموا اصنامهم باسماء انثوية مشتقة من اسماء الله الحسنى فقالوا العزى ومنات واللات اللات من الاله والعزى من العزيز ومناة من المنان وكل هذا من - 00:50:26ضَ
في اسمائه الواجب في هذا الباب العظيم الخطير الشريف ان يلزم الانسان فيه النص ولا يخرج عنه يمنة ولا يسرة وان يعتصم بدلالة الكتاب والسنة يسلم ثم قال ويجب دعاؤه بها دعاء مسألة ودعاء عبادة - 00:50:43ضَ
وينبغي احصاؤها وفهم معانيها والتفكر في اثارها. والعمل بمقتضاها. وذلك اشرف العلوم. نعم قد بينا اه دعاءه بها من قول الله تعالى فادعوه بها وان دعاء الله باسمائه ينقسم الى قسم - 00:51:04ضَ
دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء العبادة كقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون - 00:51:21ضَ
هذا ثناء على الله. اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن. ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض ومن فيهن. ولك الحمد انت فاطر السماوات والارض ومن فيه هذا التنام على الله ودعاء له وتمدح له باسمائه وصفاته - 00:51:39ضَ
اما دعاء المسألة فهو ان يختار الاسم المناسب الذي يناسب طلبته. كأن يقول يا رزاق ارزقني يا رحمن ارحمني يا غفور اغفر لي فان هذا من حسن السؤال لا يقول مثلا يا ذا البطش الشديد ارحمني. هذا ليس مناسبا - 00:51:58ضَ
يختار الاسم المناسب في الطلب المناسب. هذا معنى قوله فادعوه بها قال وينبغي احصاؤها لقول النبي صلى الله عليه وسلم حاثا على ذلك من احصاها دخل الجنة اله الاسماء الحسنى فادعوه بها - 00:52:18ضَ
وقال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا وهذا لا يدل على الحصر لا يدل على الحصر لكن يدل على ان التسعة والتسعين يمكن استنباطها من نصوص الكتاب والسنة - 00:52:36ضَ
لكن لله اسماء كثر. لهذا قال في دعاء الكرب اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك ماذا استأثرت به في علم الغيب عندك - 00:52:51ضَ
اه واحصاؤها يا كرام يكون بامور ثلاثة اولا لان من معاني الاحصاء العد وذلك ان يستخرجها من نصوص الكتاب والسنة حتى يبلغ بها هذا الحد تسعة وتسعين وهذا امر قد كفناه العلماء ولا زال هذا الباب الشريف محل عناية العلماء قديما وحديثا - 00:53:08ضَ
كلهم يجتهد في استنباط اسماء الله الحسنى من نصوص الوحيين هذا من اشرف المهام العلمية الثاني معرفة معانيها لان الحصاة معناها التعقل من معاني الاحصاء التعقد وذلك بان يعرف الانسان معنى - 00:53:33ضَ
هذه الاسماء التي استنبطها ثم ثالثا العمل بمقتضاها فاذا علمت مثلا ان الله سميع علمك به ينبغي ان يحفزك على ان ان يسمع منك ما يرضيه من الكلم الطيب وان تعقل لسانك عما يسخطه من الغيبة والنميمة والشتيمة والقذف والخوف الى اخره - 00:53:55ضَ
اذا علمت بان الله بصير فينبغي ان يحملك علمك بانه بصير ان تتقدم بين يديه بالاعمال الصالحات التي اذا رآك عليها احبك وان تكف عن المعاصي والسيئات التي اذا رآك عليها سخط عليك - 00:54:19ضَ
فهذا من اثار الايمان بها ومن العمل بمقتضاها وبهذا يتبين لكم ان قوله من احصاها دخل الجنة ليس ان يتخذ الانسان سبحة فيها تسعة وتسعين حبة ثم يقوم بفرطها يا سميع يا بصير يا عليم - 00:54:40ضَ
لو كان الامر كذلك لكانت سلعة الله رخيصة. ما اهون هذا سهل. او اتخذ صحيفة فيها الاسماء الحسنى فيقوم بسرها وقراءتها وينتهي يعني عدها معانيها والعمل بمقتضاها قال والتفكر في اثارها والعمل بمقتضاها وذلك اشرف العلو. ثم قال - 00:54:58ضَ
الله اليكم وتنقسم صفات الله تنقسم صفات الله تعالى باعتبار تعلقها به سبحانه الى اولا صفات ذاتية وهي الملازمة لذاته المقدسة كالحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والارادة والحكمة والقوة وغيرها - 00:55:24ضَ
ثانيا صفات فعلية وهي المتعلقة بمشيئته وحكمته سبحانه. يفعلها اذا شاء كيف شاء بما تقتضيه حكمته الايواء والنزول والمحبة والبغض والفرح والعجب والضحك والمجيء وغيرها مما جاء في القرآن او صحت به السنة. نعم - 00:55:44ضَ
التقسيم تقسيم فني يعني يعلم بالاستقراء فمن نظر في اسماء الله وصفاته طبعا كل اسم من اسماء الله يدل ويتضمن صفة السميع يدل على السمع والبصير يدل على البصر وقد تأتي الصفة - 00:56:04ضَ
بنص مستقل كما تلونا انفا وربك الغني ذو الرحمة. من كان يريد العزة فان القوة لله جميعا ونحو ذلك المتأمل في صفات الله يجد انها اما صفات ذاتية واما صفات فعلية - 00:56:22ضَ
الصفات الذاتية هي الملازمة لذاته يعني التي لا يتصور خلو الله منها الحياة والسمع والبصر والعلم والارادة والقدرة والحكمة هذه الصفات يوما يكون الرب متصف بها متصفا بها لا يمكن ان تفارقه - 00:56:40ضَ
وهناك صفات فعلية متعلقة بمشيئته وحكمته اي يفعلها متى شاء كيف شاء اذا شاء. بما تقتضيه حكمتك النزول والاستواء والعجب والضحك والفرح فان هذه الافعال متعلقة بحكمته ومشيئته فلابد من اثبات هذا وهذا - 00:57:01ضَ
تثبت الصفات الفعلية نثبت الصفات الفعلية كما نثبت الصفات المعنوية لا نفرق بينهما نفعل كما فعل آآ متكلمون حيث اثبتوا الصفات الذاتية المعنوية وحرفوا الصفات الفعلية عن وجهها ثم قال - 00:57:24ضَ
الله اليكم ويقال عن بعضها كصفة الكلام ذاتية فعلية فهي ذاتية فهي ذاتية باعتبار اصل الصفة وفعلية باعتبار احاديها وافرادها او يقال قديم النوع حادث الاحاد. نعم هذا ملحظ وهو في الواقع لا يختص بصفة الكلام. بل بكل صفة فعلية - 00:57:48ضَ
لكن يتضح بصفة الكلام آآ اوضح من غيره ربنا سبحانه وبحمده لم يزل فعالا. ولم يزل متكلما يتكلم متى شاء كيف شاء وهو متعلق بمشيئته مثلا تكلم الله تعالى منذ الختام - 00:58:08ضَ
الابوين ادم وحواء فقال ولا تقرب هذه الشجرة ولما قرباها قال المهنكما عن تلكما الشجرة اليس كذلك ادم وكلم نوح وابراهيم تكلم بالتوراة تكلم بالزبور تكلم بالانجيل تكلم بالقرآن يكلم عيسى يوم القيامة - 00:58:26ضَ
فكلامه سبحانه متعلق ولا عجب في ذلك ارأيتم قول الله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه يدل على ان الكلام وقع بعد المجيء هكذا يفهم كل عربي قح ولما جاء موسى لميقاتنا ماذا؟ وكلمه ربه - 00:58:53ضَ
فدل ذلك على ان الله تعالى يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء ولكن يقال عن هذه الصفة انها قديمة النوع حادثة الاحاديث قديمة النوع يعني اصل هذه الصفة وصف قديم قائم بالله كالعلم والسمع والبصر - 00:59:15ضَ
لكن احاده تتجدد بما تقتضيه حكمته والواقع ان بقية افعال الله كذلك فعل الله قديم لم يزل الله فعالا وقد يكون فعله تارة استواء او نزولا او مجيئا او اتيان او غير ذلك مما تقتضيه حكمته - 00:59:34ضَ
ليس في اثبات صفات فعلية مقترنة بالمشيئة ادنى منقصة بل هي عين الكمال خلافا لما توهمه المتكلمون من ان اثبات الصفات الفعلية يلزم منه الحدوث ثم يقولون الله منزه عن حلول الحوادث. يقال هذا ليس بحادث. هذا قديم النوع لكن احده تتجدد. ما يأتيهم من ذكر - 00:59:56ضَ
من الرحمن محدث اين انتم؟ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث والله يحدث ما شاء وليس في هذا الاحداث وحصول وصف لم يكن من قبل. لا جنسه قديم واحاده متجددة - 01:00:20ضَ
ثم قال احسن الله اليكم. ويقال عن بعضها صفات خبرية وهي ما كان سبيل اثباتها الخبر المجرد دون العقل. كالوجه واليدين والعين والقدم وغيرها مما صح به الخبر. نعم هذا مما اصطلح عليه العلماء ايضا وهو تسميتهم لبعض الصفات بالصفات الخبرية - 01:00:37ضَ
لماذا قالوا خبرية؟ لان سبيل اثباتها الخبر مهما امعن الانسان في التفكير العقلي لا يمكن ان يستقل العقل باثباتها مثل الوجه واليدين والعينين هذه الصفات لولا ان الله اخبرنا ان له وجها كريما وان له يدين سحائين بالعطاء والنعم وان له عينين يبصر بهما - 01:00:58ضَ
وتعالى لما كان لنا سبيل للعلم. فلهذا يقال عن هذه الصفات صفات خبرية من صفات الله تعالى الثابتة ومن صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة والاجماع صفة العلو وهو ثلاثة انواع. علو القدر اي ان له سبحانه من كل صفة كمال اكملها واتمها واعلاها. قال تعالى - 01:01:23ضَ
ولله المثل الاعلى ثانيا علو القهر اي ان الله تعالى له العزة والقوة والغلبة والامتناع على جميع خلقه. قال تعالى وهو القاهر فوق عباده ثالثا علو الذات اي ان الله تعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا - 01:01:49ضَ
بخلقه شيء منه سبحانه وبحمده. قال تعالى امنتم من في السماء. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية فقال لها اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم اعتقها فانها مؤمنة - 01:02:13ضَ
وقد تظافرت ادلة وقد تظافرت ادلة الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة على اثبات هذا النوع. والادلة على ذلك اكثر من تحصى والعلو صفة ذاتية. نعم اراد المؤلف ان يضرب امثلة - 01:02:33ضَ
في بعض الصفات لا سيما الصفات التي جرى فيها الخلف بين اهل القبلة ومنها صفة العلو تبين ان العلو ثلاثة انواع علو القدر وعلو القهر وعلو الذات علو القدر فالمقصود به ما دل عليه قول الله تعالى وله المثل الاعلى - 01:02:50ضَ
اي ان له سبحانه وتعالى من كل صفة كمال اكملها واتمها واعلاها واما علو القهر ما اراد به ما دل عليه قول الله تعالى وهو القاهر فوق عباده الله تعالى - 01:03:13ضَ
الله سبحانه وتعالى له العزة والقوة والغلبة والامتنان واما النوع الثالث فهو الذي وقع فيه الخلف بين اهل القبلة النوع الاول والثاني لا يمكن ان ينازع فيهما مسلم. اما النوع الثالث فقد وقع فيه خلاف بين اهل القبلة مع بيانه ووضوحه. وهو - 01:03:35ضَ
قوة الذات اهل السنة مجمعون كما نقل ذلك ابو عثمان الصابوني وكما نقل عنه امام الائمة ابن كما نقل امام الائمة ابن خزيمة وغيرهم ان الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه. ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. بهذا الوضوح التام - 01:03:57ضَ
وتعالى قد دل على هذا المعنى الكتاب لقول الله تعالى امنتم من في السماء اي من على السماء وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للجاري اين الله؟ قالت في السماء. قال اعتقها فانها مؤمنة - 01:04:24ضَ
بل قد قال بعض علماء الشافعية ان في الكتاب والسنة ان في القرآن القرآن نحو الف دليل على اثبات علو الله وقد تظافرت انواع الادلة على اثبات علو الذات. الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة - 01:04:40ضَ
كلها متوافرة متضافرة على اثبات ذلك القرآن والسنة مليئان بهذا الاثبات وانعقد الاجماع وحكي كما آآ قال بعض السلف اه كنا نقول ولعله الاوزاعي كنا نقول والتابعون متوافرون. ان الله تعالى ذكره فوق عرشه - 01:04:58ضَ
ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات وكذلك ايضا دل عليه العقل فان العقل يرى ان العلو كمال وان السفلى نقص والله تعالى مستحق للكمال فينبغي ان ان يوصف بالعلو وينزه عن نقيبه - 01:05:22ضَ
كما ان مواهب الكمال اولى بالكمال الناس يرون ان العلو كمال فينبغي ان يكون لله تعالى اه قبل خلقه فان واهب الكمال اولى بالكمال كذلك الفطرة دلة الفطرة الصحيحة على اثبات علو الله - 01:05:42ضَ
ويحكون في هذا قصة مشهورة وقعت لابي المعالي الجويني وكان من كبار الاشاعرة المتكلمين الذين يأولون الصفات الفعلية والخبرية وقد كان يحدث في مجلسه وكان يقول كان الله ولا شيء - 01:06:01ضَ
وهذه عبارة صحيحة. فالله هو الاول ليس قبله شيء ثم قال وهو الان على ما كان عليه يعرض بنفي الاستواء اي بمعنى انه لم يفعل ما يشاء وهو الان على ما كان عليه. فتفطن لهذا احد الجالسين وهو ابو جعفر الهمداني - 01:06:21ضَ
فقال له من ذكر العلو والاستواء واخبرني عن هذه الضرورة التي يجدها احدنا في قلبه ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة - 01:06:41ضَ
ارأيتم هذا الدليل الفطري؟ يعني اي انسان يخطر في قلبه الله او يناجي الله او يدعو الله اين يسافر قلبه يمين يسار امام خلف تحت لا. يذهب الى العلو. هذا امر فطري. حتى البهائم. حتى البهائم مقطورة عليه - 01:06:58ضَ
قالوا ان البهائم اذا ضربت واوذيت رفعت طرفها اليه فهذا امر فطري انت تجده في قلبك حينما تقول يا ربي يا ربي بان قلبك يصعد الى اعلى. لان الله فطرك على ان الله تعالى له علو الذات - 01:07:16ضَ
ثم قال احسن الله اليكم. صفة الاستواء قال تعالى ثم استوى على العرش في ستة مواضع في القرآن الكريم وسابعها الرحمن على العرش استوى. والاستواء هو علو الله تعالى على عرشه بعد خلق السماوات - 01:07:36ضَ
علوا يليق بجلاله وعظمته. لا يماثل استواء المخلوقين والاستواء صفة فعلية. نعم. لا ريب ان الاستواء ثابت لله تعالى ثبوتا قطعيا فقد ذكره الله في كتابه في سبعة مواضع في ستة منها بلفظ ثم استوى على العرش - 01:07:52ضَ
خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم ولاحظوا ثم حرف يفيد الترتيب الترتيب والتراخي ثم استوى على العرش فدل ذلك على اصول الاستواء بمشيئته وحكمته بعد خلق السماوات والارض. وفي الموضع السابع قال الرحمن على العرش استوى - 01:08:12ضَ
اين يذهب منكر الاستواء؟ الله اعلم بما قال لكنهم والعياذ بالله قالوا المراد بالاستواء الاستيلاء ومقالتهم هذه ساقطة لانه لانه يترتب عليها الا يكون الله مستوليا على عرشه حين خلق السماوات والارض ثم استولى عليه - 01:08:35ضَ
هذا لازم قوله الى غير ذلك من اللوازم الباطلة ومنافاته للغة. لفهم الصحابة والتابعين. فهذا انما حملهم عليه مقدمات الفاسدة والظنون والاوهام الخاطئة. فالواجب ان نثبت لله ما اثبت لنفسه ونعتقد ان الله استوى على عرشه - 01:08:55ضَ
وعرشه حقيقي وهو اعظم مخلوقاته وهو سقف الكون وله قوائم كما اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ان الله استوى عليه استواء حقيقيا يليق بجلاله وعظمته لا يماثل استواء المخلوقين ولا ندرك كيفيته. كما قال مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول - 01:09:17ضَ
والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم قال احسن الله اليكم صفة الكلام قال تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي لو جئنا بمثله مددا. وقال وكلم الله موسى تكليما. وقال ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه - 01:09:41ضَ
وصفة الكلام هي ان الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي مسموع بحروف واصوات لا يماثل كلام المخلوقين. وانه يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء صدقا وعدلا بكلمات لا تنفذ لم يزل ولا يزال متكلما سبحانه - 01:10:04ضَ
وهو صفة ذاتية باعتبار اصله وصفة فعلية باعتبار احاده وافراده. نعم هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة في صفة الكلام ان الله ان الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي مسموع يعني يسمعه من شاء من خلقه - 01:10:24ضَ
فسمعه الابوان في الجنة حينما ناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة وسمعه موسى عند الشرع عند الشجرة حينما قال اني انا الله رب العالمين ويسمعه من شاء من ملائكته كما يسمعه جبريل حين يوحي الله تعالى اليه ما شاء فلا يمر على نفر من - 01:10:43ضَ
الملائكة الا قالوا يا جبريل ماذا قال ربنا؟ فيقول قال الحق. فيقولون قال الحق كما قال الله عز وجل حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير - 01:11:08ضَ
الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي ليس كما يدعيه المنحرفون انه معنى قديم قائم في النفس. هذا لا يسمى كلاما هذا علم انما الكلام كلام حقيقي. قد جاء في القرآن العظيم عشرات الايات في في اثباته - 01:11:22ضَ
لو كان البحر مدادا لكلمات ربي وكلم الله موسى تكليما ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. ما بعد هذا البيان بيان وبلبل انه سبحانه يجعله يجعل له انواع التصرفات. فقال وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. والمناداة - 01:11:40ضَ
الكلام لمن بعد والمناجاة الكلام لمن قرب وهكذا وهو كلام حقيقي مسموع بحروف واصوات لا يماثل كلام المخلوقين. لان الله ليس كمثله شيء كما انه ايضا متعلق بمشيئته. فهو يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء صدقا وعدلا. وتمت كلمة ربك صدقا - 01:12:03ضَ
يعني صدقا في اخبارها وعدلا في احكامها اه لم يزل ولا يزال متكلما اي انه سبحانه لم يزل متكلما لانه لم يزل فعالا وفعله سبحانه بكلامه. انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له - 01:12:27ضَ
كن فيكون. فحيث لم لم يزل فعالة اذا هو لم يزل متكلما ولا يزال سبحانه. اذا هذه الصفة صفة ذاتية باعتبار اصله وفعلية باعتبار احاده وافراده ولعلكم تلاحظون انه لما ذكر صفة العلو قال صفة ذاتية - 01:12:49ضَ
لان العلو لا يفارقه سبحانه ولما ذكر الاستواء قال صفة فعلية لانه سبحانه حين خلق السماوات والارض لم يكن مستويا على عرشه فهي متعلقة بمشيئة ولما ذكر الكلام قال صفة ذاتية فعلية - 01:13:12ضَ
وهي ذاتية باعتبار اصل الصفة وفعلية باعتبار احادها وافرادها ثم قال فجميع هذه الانواع من الصفات حق على حقيقتها. فيجب اثباتها وامرارها كما جاءت. واجراؤها على ظاهرها دون تحريف ولا تعطيل. ودون تمثيل ولا تكييف. وذلك مطرد في جميع الصفات. فالقول في بعض الصفات كالكون في الباقي سواء بسواء - 01:13:29ضَ
ومن فرط فقد تحكم بغير دليل. نعم. هذا هذه هي القاعدة وهو ان ان نقول ان جميع ما اخبر الله تعالى به او اخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق على حقيقته. يجب اثباتها وامرارها كما جاءت - 01:13:57ضَ
وقد اثر عن جمع من السلف ان قالوا امروها كما جاءت بلا كيف وقولهم امروها كما جاءت يقتضي امرارها لفظا ومعنى لا لفظا بلا بلا معنى وقد كان السلف يمرونها لفظا ومعنى. والدليل انهم يثبتون المعنى انهم قالوا بلا كيف - 01:14:17ضَ
ولا يحتاج الى نفث الكيفية الا من يثبت اصل المعنى من لا يثبت اصل المعنى كما يدعي اهل التفويض لا يحتاج ان يقول بلا كيد. تنبهوا لهذا المعنى هذا هو الواجب ان تجرى على ظاهرها والا يفرق بين الصفات الذاتية والفعلية لان القول في بعض الصفات كالقول - 01:14:38ضَ
البعض الاخر سواء بسواء فاذا كنت تثبت لله حياة وسمعا وبصرا وعلما مع انك تعتقد ان للمخلوق حياة وسمع وبصر لكن تقول لله حياة وسمع وبصر يليق به وللمخلوق حياة وسمع وبصر يليق به. فقل مثل ذلك في بقية الصفات - 01:14:59ضَ
سواء كانت صفات فعلية كالاستواء والنزول او كانت صفات خبرية كالوجه واليدين. فالقول في بعض الصفات كالقول البعض الاخر وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا - 01:15:23ضَ