تفسير سورة البقرة

40 - تفسير سورة البقرة - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير- 4 ربيع الأول 1444 هـ

سامي بن محمد الصقير

اقرأ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما. ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فاذلهما الشيطان - 00:00:00ضَ

عنها فاخرجهما مما كانا فيه. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. قلنا اهبطوا منها جميعا - 00:00:26ضَ

فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:46ضَ

وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد ففي قول الله عز وجل واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا فيها من الفوائد اولا اثبات القول لله عز وجل لقوله واذ قلنا - 00:01:06ضَ

ومنها ايضا اثبات عظمة الله سبحانه وتعالى ولا هنا دالة على العظمة ومن فوائدها اثبات الملائكة بقوله واذ قلنا للملائكة والملائكة عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور ومنحهم الانقياد التام لامره - 00:01:29ضَ

والقوة على تنفيذه فهم عباد مكرمون لا يعصون الله تعالى ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون كما قال عز وجل ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسنون يسبحون الليل والنهار لا يفطرون - 00:02:02ضَ

والايمان بالملائكة هو احد اركان الايمان الستة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل قال اخبرني عن الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:02:26ضَ

تؤمن بالقدر خيره وشره والايمان بالملائكة لا يتم الا بامور اولا الايمان بوجودهم وانهم حقيقة وليسوا مجرد خيالات ومنها ايضا الايمان وظائفهم واعمالهم التي وكل الله عز وجل اليهم ومنها ايضا الايمان بما علمنا من اسمائهم - 00:02:46ضَ

ورابعا الايمان باوصافهم الخلقية والخلقية اذا الايمان بالملائكة لا يتم الا بهذه الامور الاربعة اولا الايمان بوجودهم وحقيقتهم وان الله عز وجل خلقهم وثانيا الايمان بما يقومون به من اعمال ووظائف بامر الله - 00:03:24ضَ

وثالثا الايمان بما علمنا من اسمائهم كجبريل وميكائيل واسرافيل والرابع الايمان باوصافهم كانت هذه الاوصاف تتعلق بالخلقة وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام - 00:03:53ضَ

وله ست مئة جناح قد سد الافق ويستفاد من هذه الاية الكريمة ايضا فضيلة ادم عليه الصلاة والسلام وذلك لان الله عز وجل امر الملائكة بالسجود له اكراما له واظهارا - 00:04:14ضَ

بفضله ومنها ايضا ان السجود اذا كان بامر من الله تعالى فانه يكون عبادة بقوله واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فهو عبادة لان الله تعالى هو الذي امر به اظهارا - 00:04:35ضَ

بفضل ادم عليه الصلاة والسلام ولهذا لما ويدلك على هذا ان ان ابليس لما امتنع من السجود كان من الكافرين وسجود الملائكة لادم ليس سجود عبادة لان السجود لغير الله لا يجوز. وانما هو من باب الاحترام واظهار الفضل - 00:04:57ضَ

ومنها ايضا سرعة استجابة الملائكة لما امرهم الله عز وجل به لقوله فسجدوا والفاء تدل على التعقيب وان سجودهم كان عقب امر الله تعالى لهم ومنها بيان ما كان عليه ابليس - 00:05:24ضَ

من الاباء والاستكبار على الله عز وجل وعلى خلقه لقوله الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين ومنها ايضا فضيلة ادم عليه السلام عليه الصلاة والسلام من وجه اخر. وهو ان الله تعالى شرفه بالنداء - 00:05:53ضَ

في قوله وقلنا يا ادم وهذا من باب التشريف والتعظيم ومنها ايضا منة الله تعالى على ادم وزوجه باسكانهم الجنة وانهم وانهما يأكلان منها رغدا حيث شاء ومتى شاء وكيف شاء - 00:06:16ضَ

لقوله وكلا منها حيث شئتم رغدا حيث شئتما ومنها ايضا في قول وزوجك دليل على ان النكاح من سنن المرسلين هذه دليل على مشروعية النكاح وانه من سنن المرسلين ووجه ذلك من هذه الاية ان هذا شرع من قبلنا وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه - 00:06:45ضَ

وقد ورد شرعنا بما يوافق هذا بل ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على ذلك وقال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم - 00:07:19ضَ

فانه له وجاء فهذا يدل على مشروعية النكاح وهو من سنن المرسلين كما قال عز وجل ولقد ارسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم ازواجا وذرية والاصل في النكاح انه سنة - 00:07:36ضَ

الاصل انه سنة وتجري فيه الاحكام الخمسة فيكون واجبا ويكون محرما ويكون مكروها ويكون مباحا ويكون مستحبا وهو الاصل سيكون النكاح واجبا يكون النكاح واجبا اذا خاف زينا بتركه اي انه لو لم - 00:08:01ضَ

ينكح ويتزوج وقع في الحرام فحينئذ يكون النكاح واجبا ووجه ذلك ان اجتناب المحرم واجب ولا يمكن اجتناب المحرم عن محرم واجب ولا يمكن اجتناب المحرم الا بفعل هذا المباح. فكان واجبا - 00:08:35ضَ

ثانيا يكون النكاح محرما وذلك في حالين الحال الاولى نكاح ما زاد على الواحدة لمن خشي عدم العدل اذا كان الانسان يخشى عدم العدل فان النكاح في حقه يكون محرما - 00:09:01ضَ

لان الله عز وجل قال فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثة ورباع فان خفتم الا تعدلوا ها فواحدة والمسألة الثانية مما يكون فيه النكاح محرما قالوا النكاح في دار الحرب - 00:09:24ضَ

اذا كان يخشى على امرأته وبهذه الحال يحرم عليه النكاح ثالثا يكون النكاح مكروها لفقير لا شهوة له فقيه ليس عنده شهوة لانه يلزم نفسه التزامات من النفقة وغيرها وهو ليس في حاجة الى ذلك - 00:09:46ضَ

ويكون النكاح مباحا لغني لا شهوة له فهو مباح وخامسا يكون النكاح مستحبا ها وهو الاصل الاصل فيه الاستحباب لقول النبي عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج وقد تزوجوا الودود الولود - 00:10:17ضَ

والنكاح قد شرعه الله عز وجل بحكم يجمعها ثلاثة امور او ثلاث حكم اولا الايلاد هاي حصول الولد فمن حكم النكاح اصول الولد كما قال عليه الصلاة والسلام تزوجوا الودود الولود - 00:10:45ضَ

وثانيا من مقاصد النكاح المعاشرة بين الزوجين المعاشرة بين الزوجين يعني ان يجد الزوج من يتحدث معه ويتكلم معه ويختمه ويختمها وهكذا قال الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف والثالث من مقاصد النكاح الاستمتاع لما يحصل لكل واحد من الزوجين - 00:11:11ضَ

من الاستمتاع بالاخر ويستفاد من هذا الحديث ايضا ان حواء خلقت قبل دخول الجنة ان خلق حواء كان قبل دخول الجنة لقوله اسكن انت وزوجك الجنة ومنها ايضا ان ان الله عز وجل - 00:11:38ضَ

ابتلى ادم وزوجه وامتحنهما عن الاكل من شجرة معينة في الجنة لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى وحذر امه من ذلك وقال ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين ومن فوائد هذه الاية الكريمة ايضا - 00:12:07ضَ

ان ارتكاب الانسان بما نهى الله تعالى عنه ظلم ان كون الانسان يرتكب ما نهى الله عنه ان ذلك ظلم من وجهين الوجه الاول انه مخالف ان فيه مخالفة بما نهى الله عز وجل عنه - 00:12:32ضَ

وثانيا ان فيه ظلما للنفس لانه يعرضها لعقاب الله عز وجل وعذابه ولهذا قال ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين تبين سبحانه وتعالى ان قربانا ما نهى الله تعالى عنه ظلم - 00:12:53ضَ

ومنها ايضا بيان سعة فضل الله تعالى ورحمته وانه رفع الحرج عن عباده حيث اباح لادم وزوجه ان يأكل من الجنة متى شاء مما شاء حيث شاء لقوله فيما سبق - 00:13:17ضَ

حيث جئتما ومنها ايضا بيان شدة عداوة الشيطان بني ادم لانه اوقع ادم وزوجه في معصية الله والاكل من الشجرة بسبب وسوسته واغوائه ولهذا قال فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كان فيه - 00:13:39ضَ

وفئة اخرى فوسوس لهم الشيطان ليبدل لهما ما وري عنهما من سوءاتهما ومنها ايضا وجوب الحذر من الشيطان ووسوسته وفتنته وتزينه للمعاصي. فالشيطان حريص على اغواء بني ادم وعلى الوسوسة - 00:14:08ضَ

ونعم وعلى الوسوسة بالنسبة لهم وعلى ايقاعهم فيما يغضب الله ويسخط الله فهو عدو الواجب ان نتخذه عدوا كما امر الله تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فهو حريص على - 00:14:38ضَ

فتنة بني ادم واغوائهم واجزهم بالمعاصي حتى انه يأتي الانسان في عبادته لا يكتفي بالوسوسة في مخالفة امر الله بالمعاصي ولكن حتى حتى في العبادات حريص على ان المؤمن يأتي بالعبادة على وجه الناقص او مخل بها - 00:15:02ضَ

وذلك بما يلقيه في قلبه من الوساوس والشكوك وغير ذلك وكلما كمل ايمان العبد ازداد ازدادت وسوسة الشيطان وازداد اغواؤه بالنسبة له ولهذا لما قيل ابن عباس رضي الله عنهما - 00:15:30ضَ

ان اليهود يقولون انا لا نوسوس في صلاتنا وقال رضي الله عنه وما يصنع الشيطان بقلب الخراب خراب الشيطان لا يأتي الى قلب خرق لانه قد كفي لكنه يأتي الى قلب عامر لاجل ان يفسده - 00:15:55ضَ

اذا الواجب الحذر من الشيطان واغوائه ومن اعظم ما يعتصم به من الشيطان اولا الاقبال على الله عز وجل والاكثار من تلاوة القرآن والاكثار من الذكر فيكثر الانسان من الذكر لان الغفلة لان الانسان اذا غفل - 00:16:22ضَ

استهوت استهوته الشياطين واستحوذت عليه فيحرص على الاكثار من ذكر الله والمحافظة على اذكار الصباح والمساء وان يقرأ الاوراد الشرعية التي تحصنه من شياطين الانس والجن. ومن ذلك ان يقرأ - 00:16:46ضَ

اية الكرسي والمعوذات قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ومنها ايضا المحافظة على الطاعات - 00:17:11ضَ

والحرص عليها والزام والزام النفس بها لان النفس قد يحصل منها امتناع وجنوح وتكاسل وتفاؤل. لكن جاهد نفسك وانت اذا ارغمت نفسك على طاعة ذلت لطاعات وان تركتها على ما تهوى فانها تتايع شيئا فشيئا حتى تكسلك او حتى تكسل عن كثير - 00:17:31ضَ

نفسك ايها الانسان اذا ارغمتها والزمتها بطاعة فانها فانها لطاعات متعددة وستجد معاناة في اول الامر لكن مع الصبر والمصابرة والاستعانة بالله عز وجل يعينك الله لكن اذا تركتها تعمل ما تهوى - 00:18:04ضَ

فانها تثقل عليك الطاعات يبدأ اولا اول ما يبدأ ربما في السنن يقول مثل لا حاجة ان تصلي السنن الراتبة سنة ان فعلتها اجرت على ذلك وتثاب وان لم تفعل فلا شيء عليك - 00:18:30ضَ

ثم يبدأ ايضا بالاذكار ادبار الصلوات هذه سنة لا حاجة ان تذكروا ان تذكر الله عز وجل في المسجد اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم يبدأ اول ما يبدأ بهذه الطريقة - 00:18:52ضَ

ثم يثقله عن عن امور من السنن المؤكدة ثم يعني يأتيه حتى في الامور الواجبة لا حاجة ان تصلي جماعة من العلماء من يرى ان صلاة الجماعة سنة ليست واجبة - 00:19:07ضَ

وحتى على القول بانها واجبة فهي صحيحة نعم يأتي هكذا بالتدرج لا يأتيك ويقول دع صلاة الجماعة دع الامر هذا لا يأتيك شيئا فشيئا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:24ضَ

ومن وقع في الشبهات ها وقع في الحرام الشيطان يأتي تدريجيا على الانسان ان يحرص على الثبات على طاعة الله عز وجل وان يرغم نفسه على الطاعة ونفسك ايها الانسان - 00:19:40ضَ

ان اذللتها فقد اعززتها وان اعجزتها فقد اذللتها ان ادللتها بطاعة الله فقد اعززتها لان العزة لله ورسوله وان اعززتها بان تركتها تعمل ما تهوى وما تشاء فقد اذللتها لان مخالفة امر الله كل في الدنيا والاخرة - 00:19:58ضَ

ومنها ايضا من فوائد الاية الكريمة الاشارة لعلو وعظم ما كان فيه ادم وزوجه في الجنة من النعيم والرغد في قوله وكلا منها رغدا حيث شئتما ومنها بيان ان الجنة - 00:20:25ضَ

في مكان مرتفع عال لقوله عز وجل قل اهبطوا في الموضعين والهبوط انما يكون من الأعلى ومن فوائد هذا الحديث ان مستقر بني ادم ومتاعهم ومعيشتهم تقول في هذه الارض - 00:20:48ضَ

الى ان تنتهي هذه الدنيا الى ان يرث الله الارض ومن عليها ولهذا قال ولكم فيها مستقر يعني قرار ومتاع اي تمتيع الى حين وهذا الحين هو ان تقوم الساعة - 00:21:18ضَ

ومنها ايضا بيان نعمة الله عز وجل على بني ادم حيث هيأ لهم هذه الارض لتكون مستقرا لهم ومحلا لتمتعهم وعيشهم عليها بقوله ولكم فيها مستقر ومتاع ومنها ايضا ان فيها اشارة - 00:21:39ضَ

الى ان الاصل الاشياء هو الحل واباحة بقوله ولكم فيها ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين وهذا فيه اشارة الى ان كل ما في الارض مما يتمتع به بنو ادم - 00:22:09ضَ

وانه حلال وهذه الاشارة وهذا الايماء قد دلت عليه النصوص الاخرى كقوله عز وجل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وقال سبحانه وتعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا - 00:22:30ضَ

من على هذا نقول الاصل كل ما خلقه الله تعالى في هذه الارض من الاعيان سواء كانت من النباتات ام من الحيوانات الاصل فيه هو الحل والاباحة الا ما دل الدليل على تحريمه - 00:22:54ضَ

يؤخذ من هذه الاية من قوله ومتاع اي تتمتعون به ومن فوائد هذه الاية الكريمة ايضا منة الله تعالى على ادم عليه الصلاة والسلام حيث وفقه للتوبة ومنها ايضا منته سبحانه وتعالى من وجه اخر - 00:23:17ضَ

حيث لقنه كلمات كانت سببا لتوبته وهي قوله تتلقى ادم من ربه كلمات ومنها ايضا تشريف ادم عليه السلام وتكريمه لقوله ربه وهذه ربوبية خاصة ومنها ايضا فضيلة الدعاء بهذه الكلمات - 00:23:40ضَ

التي تلقاها ادم من ربه سبحانه وتعالى وانها سبب لقبول الدعاء والتوبة والمغفرة والرحمة وهي ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين هذه الكلمات ربنا ظلمنا انفسنا. اولا فيها - 00:24:12ضَ

توسل الى الله عز وجل بربوبيته ومنها ايضا اعتراف من الانسان الذنب والظلم لنفسه. ظلمنا انفسنا ومنها ايضا التوسل برحمة الله ومغفرته وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين - 00:24:42ضَ

اذا هذه كلمات عظيمة هي سبب من اسباب طابوري الدعاء وقبول التوبة والمغفرة والرحمة ولهذا ينبغي للانسان ان يدعو بها بل ينبغي للمؤمن ان يحرص كثيرا على الادعية الواردة في الكتاب والسنة - 00:25:07ضَ

هناك ادعية في القرآن وهناك ادعية في السنة ينبغي ان يحرص المرء عليها والادعية الواردة في الكتاب والسنة هي خير مما يختاره الانسان لنفسه بعض الناس قد يختار ادعية لم ترد في الكتاب والسنة - 00:25:34ضَ

يقول هذا في الواقع ليس بسديد ما دام ان ما ما دام ان هذه الادعية معناها او ما دلت عليه موجود في الكتاب والسنة فان الدعاء بما ورد افضل الادعية الواردة في الكتاب والسنة هي خير مما يختاره الانسان لنفسه - 00:25:57ضَ

بل ان بعض هذه الادعية قد يكون فيه اعتداء في الدعاء وقد يكون في بعضها اه سوء ادب مع الله عز وجل. هذه الادعية المؤلفة تجد ان في بعضها سوء ادب مع الله - 00:26:22ضَ

وان في بعضها ايضا في بعضها ايضا اعتداء من جهة الدعاء على الانسان ان يحرص على الادعية الواردة في الكتاب والسنة نعم هناك اشياء خاصة بالانسان قد لا تكون وردت باعيانها - 00:26:42ضَ

في الكتاب والسنة فلا حرج ان يدعو بها لكن اذا اراد ان يدعو بالمغفرة والرحمة والرزق والفضل والعطاء في الكتاب والسنة من الادعية ما يكفي ما يغني ويكفي ومن فوائد هذا الحديث ايضا اثبات اسم الله عز وجل - 00:27:02ضَ

التواب وهي صيغة مبالغة لكثرة توبته على عباده وقبول توبتهم ولكثرة من يتوب عليه اذا التواب صيغته مبالغة لكثرة من يتوب عليهم ولكثرة قبوله في توبة عباده وتوفيقهم لها ومنها ايضا اثبات اسم الرحيم لله عز وجل - 00:27:23ضَ

في قوله انه هو التواب الرحيم هذا يدل على اثبات هذا الاسم ورحمة الله عز وجل صفة من صفاتها فهي رحمة ذاتية ثابتة له ورحمة فعلية يوصلها منشأ يوصلها الى من يشاء من عباده - 00:27:55ضَ

ثم ثم ان رحمته تكون عامة وخاصة اذا صفة الرحمة لله عز وجل صفة ذاتية وصفة فعلية ثم هي ايضا رحمة خاصة ورحمة عامة كما تقدم ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث - 00:28:25ضَ

ان الهدى هدى الله. كما قال عز وجل قل ان الهدى هدى الله فمن تعبد لله عز وجل بغير هدى فليس بمهتد بل هو ضال فمن اراد الهدى من اراد الهدى - 00:28:48ضَ

فانه يكون من الله ومما اوحى الله تعالى به الى انبيائه ورسله بقوله فاما يأتينكم مني هدى الهدى يكون بما جاء الله تعالى به وما انزله من الوحي ومن ذلك - 00:29:06ضَ

القرآن القرآن اذا تدبره الانسان فهو سبيل للهداية والرشاد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من تدبر القرآن طالبا الهدى تبين له طريق الحق من تدبر القرآن طالبا هدى به - 00:29:26ضَ

تبين له طريق الهدى والحق وقال ابن القيم رحمه الله في نونيته فتدبر القرآن ان رمت الهدى. فالعلم تحت تدبر القرآن والله تعالى انزل هذا القرآن بالتدبر والتعقل والتأمل فعلى الانسان ان يحرص على التدبر والتدبر معناه - 00:29:52ضَ

هو التفكر في معاني كلام الله عز وجل التفكر معناه التأمل في معاني كلام الله عز وجل للوصول الى فهمها وادراكها هذا هو معنى التأمل وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله - 00:30:21ضَ

انه احيانا يمكث الاية الواحدة زمنا طويلا يتأمل ويتدبر ما فيها من العظات والعبر وقد لا يتبين له شيء والمراد لا يتبي له شيء يعني من جهة التدبر والا من جهة الاحكام فالاحكام ظاهرة. لكن قد لا يتبين له شيء من ما في هذه الاية - 00:30:45ضَ

من الحكم والاحكام اذا الهدى انما يطلب مما جاء به الله عز وجل وانزله على كما قال الله عز وجل فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا - 00:31:10ضَ

ومن فوائد هذا الحديث فوائد هذه الاية الكريمة ايضا الترغيب في اتباع هدى الله والوعد لمن اتبع هدى الله عز وجل بالامن والسرور وانتفاء الخوف والحزن لقوله فلا خوف عليهم - 00:31:37ضَ

ولا هم يحزنون فكل من سلك الطريق المستقيم والمنهج القويم الذي هو طاعة الله تعالى وعبادته فانه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فلهم فلهم الامن وهم مهتدون وقد قال الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن - 00:32:00ضَ

ولنحيينه حياة طيبة ولا تزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وقال تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور وقال عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم - 00:32:26ضَ

اولئك لهم الامن وهم مهتدون فاتباع هدى الله عز وجل سبب للامن وانتفاء الخوف والحزن وهو سبب ايضا لثبات المرء على دينه كما قال عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت - 00:32:50ضَ

في الحياة الدنيا فهو سبب للثبات لان القرآن من اعظم اسباب ثبات الانسان على دينه وعدم زيغه وظلاله قال الله تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك - 00:33:12ضَ

وهذا دليل على ان القرآن سبب للثبات ومن اسباب الثبات ايضا الاكثار من ذكر الله فان الاكثار من ذكر الله سبب لثبات الانسان على دينه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا ها واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون - 00:33:35ضَ

وهذا دليل على ان ذكر الله تعالى سبب بثبات الانسان على على دينه ومنها ايضا من فوائد هذه الاية ان طريق القرآن انه مثاني ان طريق القرآن مثاني يجمع بين الترغيب والترهيب - 00:34:01ضَ

والوعد والوعيد فاذا ذكر الخير ذكر الشر. واذا ذكر الجنة ذكر النار واذا ذكر النعيم ذكر العذاب واذا ذكر الهدى ذكر الضلال وهكذا وهذا هو طريق القرآن انه يجمع بين - 00:34:25ضَ

الترغيب والترهيب والوعد والوعيد والحكمة في ذلك كما سبق ظاهرة لاجل ان لاجل ان يكون الانسان في سيره الى الله عز وجل وسطا بين الخوف من الله وبين الامن من مكر الله - 00:34:47ضَ

ولهذا قال الامام احمد رحمه الله ينبغي ان يكون خوفه ورجائه واحدا فايهما غلب هلك صاحبه فيجعل الخوف والرجاء واحدا لا يغلب هذا او هذا لانه كما تقدم اذا غلب جانب الخوف ها قنط من - 00:35:12ضَ

من رحمة الله وعيسى من رح الله وقال لن يغفر الله لي واذا غلب جانب الامن وان الله تعالى غفور رحيم امن من مكر الله واستمرأ الذنوب والمعاصي فينبغي ان يكون سيره وسطا - 00:35:35ضَ

يجعل خوف يجعل خوفه ورجاءه واحدا. كما قال الامام احمد كجناحي الطائر لان جناحي الطائل اذا مال من احدى الجهات ها اذا مال الجناح فانه يسقط او يميل الى احدى الجهات - 00:35:58ضَ

ومن فوائد هذا الاية الكريمة ايضا التحذير من الكفر بالله والاستكبار عن طاعته والتكذيب باياته لقوله سبحانه وتعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وكل كفر فانه يرجع - 00:36:20ضَ

الى واحد من امرين الجحد والاستكبار جميع الكفر يرجع الى واحد من امرين الجحد والاستكبار الجحد الامور العلمية والاستكبار في الامور العملية الامور العلمية التي يطلب تصديقها. والايمان بها الكفر بها يكون بجحدها - 00:36:46ضَ

وتكذيبها والكفر في الامور العملية التي يطلب ايجادها وفعلها يكون بالاستكبار فمثلا الذي لا يؤمن بما اخبر الله تعالى به من اه يعني اليوم الاخر وغيرها مما مما جاء في القرآن. ويقول هذا غير صحيح نقول هذا ايش؟ جاحد - 00:37:20ضَ

والذي يؤمن بها ولكن لا ينقاد لاوامر الله ولا يخظع بامره الشرعي نقول هذا مستكبر اذا كل كفر كل كفر بالله عز وجل فانه يرجع سببه الى واحد من امرين - 00:37:47ضَ

اما لماذا بالجحد وعدم التصديق والتكذيب واما بالاستكبار وقد يجتمع الامران قد يكون جحدا واستكبارا كما حصل من ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين اذا هذه الاية الكريمة فيها التحذير من الكفر بالله عز وجل - 00:38:08ضَ

والاستكبار عن طاعته ومن فوائد هذا هذه الاية الكريمة ايضا اثبات النار اثبات النار لقوله اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والنار تقدم انها الدار التي اعدها الله تعالى للكافرين - 00:38:36ضَ

وهي موجودة الان موجودة لقول الله عز وجل اعدت للكافرين اي هيئت ولان النبي صلى الله عليه وسلم اه صلاة الكسوف لما خطب الناس قال اريت في مقامي هذا الجنة والنار - 00:38:59ضَ

اريت الجنة وذلك حينما رأيتموني تقدمت ولقد هممت ان اخذ منها قطفا ولو اخذت منه لاكلتم منه ما بقيت الدنيا واريت النار وذلك حينما رأيتموني تأخرت مخافة ان يصيبني من لفحها - 00:39:22ضَ

هذا الشاهد قوله اريد النار اذا هي موجودة الان ومنها ايضا اثبات خلود الكفار ان وانهم فيها خالدون وقد سبق لنا ان النار مؤبدة ان النار مؤبدة وانها لا تفنى - 00:39:42ضَ

لان الله عز وجل ذكر تأبيدها ذكر تأبيدها في ثلاث ايات اولا في سورة النساء ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم - 00:40:09ضَ

خالدين فيها ابدا والثانية في سورة الاحزاب. ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. خالدين فيها ابدا والثالثة في سورة الجن ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا - 00:40:28ضَ

وهذا القول هو الذي عليه اهل السنة والجماعة بل عامة العلماء ان النار مؤبدة ومن العلماء من قال ان النار تفنى. انها تفنى ومما وممن مال الى ذلك ابن القيم رحمه الله - 00:40:47ضَ

ابن القيم ذكر انها تفنى يعني بعد ان يعذب فيها الكفار الى ما شاء الله انها تفنى وقد علق الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله على قول ابن القيم - 00:41:06ضَ

في مجالس السالكين او في تحضيرات السعادة نسيت علق على كلامه بالقول بان النار تفنى قال هذا كبوة من هذا الجواد هذا كبوة يعني هذا القول نبوة من هذا الجواد - 00:41:25ضَ

ووجه كونه كبوة ان القرآن صريح في ماذا في تأبيد النار وانها مؤبدة وليست مؤمدة ومنها ايضا في قوله اولئك اصحاب النار تحقير وانحطاط رتبة من اتصفوا بالكفر والتكذيب بايات الله - 00:41:45ضَ

وانهم مهما رأوا انفسهم في عز وفي مرتبة عالية ومرتبتهم دانية منحطة ووجه ذلك ان الله عز وجل قال اولئك فاشار اليهم باشارة البعيد تحقيرا لشأنهم وازدراء لهم اذا الكفر - 00:42:11ضَ

والتكذيب في اية الله سبب لحقارة الانسان وازدرائه وعلى العكس من ذلك الايمان بالله سبب لعزة اهله والمتمسكين به ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين من كان يريد العزة فلله العزة جميعا - 00:42:40ضَ

اذا العزة لله عز وجل ولمن اطاعه. وانقاد في امره والله اعلم - 00:43:05ضَ