التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ومن جميع المسلمين امين قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
باب فضل من مات له اولاد صغار عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنف الا ادخله الله الجنة بفضل - 00:00:20ضَ
اياهم متفق عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار الا تحلة القسم. متفق عليه - 00:00:33ضَ
القسم قول الله تعالى وان منكم الا واردها والورود هو العبور على الصراط وهو جسم منصوب على ظهر جهنم عافانا الله منها عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال - 00:00:49ضَ
جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك قال اجتمعنا يوم كذا وكذا فاجتمعن. فاتاهن النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال ما من - 00:01:03ضَ
كنا من امرأة تقدم ثلاثة من الولد الا كانوا لها حجابا من النار. فقالت امرأة واثنين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين متفق بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب فضل من مات له اولاد صغار - 00:01:23ضَ
المراد بالصغار هنا من دون البلوغ سواء كانوا ذكورا او اناثا. ثم ذكر الاحاديث في هذا الباب الحديث الاول حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنف - 00:01:40ضَ
في الاصل هو الذنب والاثم. ومنه قول الله عز وجل وكانوا يصرون على الحنف العظيم. والمراد بقوله لم يبلغ الحنف اي لم يبلغوا سن التكليف. بحيث تكتب عليهم بان من دون البلوغ يكتب له - 00:02:00ضَ
ولا يكتب عليه قال الا ادخله الله تعالى الجنة وقوله صلى الله عليه وسلم لم يبلغوا الحنف انما خص النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بهذا الحد من السن وهم الصغار - 00:02:20ضَ
الذين لم يبلغوا الحنف لامرين. الامر الاول ان التعلق بالصغار والشفقة عليهم والعطف يكون غالبا اكثر من البالغين الكبار والوجه الثاني ان الصغار لا يتصور منهم العقوق. لانهم ليسوا بمكلفين بخلاف الكبار فانه قد يحصل منهم - 00:02:36ضَ
عقوق قال الا ادخله الله تعالى الجنة بفضل رحمته اياهم. المراد بالرحمة هنا الرحمة العملية وذلك ان الرحمة بالنسبة للانسان نوعان رحمة معنوية وهي ما يكون في قلبه من حنو وشفقة ورحمة حسية وهي الفعلية. فالمراد هنا بفضل رحمته اياهم اي بفضل عنايته اياهم - 00:03:02ضَ
بتعليمهم وارشادهم والصبر على نكدهم واذاهم اما الحديث الثاني ايضا في فهو كالحديث الاول وفي قوله الا تحلة القسم القسم هو اليمين اي الا بقدر تحلة القسم وتحلة القسم هي قول الله عز وجل وان منكم الا واردها. والمراد به العبور على الصراط. والمراد ان - 00:03:32ضَ
انه لا يدخلها ولا تصيبه اصلا بفظل الله عز وجل ورحمته. ثم بفظل ما حصل له من هذه المصيبة. واما الثالث حديث ابي سعيد ان امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك يعني انه - 00:03:59ضَ
اختصوا بك دون النساء. فاجعل لنا يوما فجعل لهم النبي صلى الله عليه وسلم يوما يذكرهم فيهن ويعظهن ثم بين عليه الصلاة والسلام ان المرأة اذا مات لها ثلاثة من الولد ثم قال واثنين قال واثنين - 00:04:19ضَ
فهذه الاحاديث تدل على مسائل منها فضيلة من مات له اولاد صغار. وان ذلك يكون سببا لحجابه من النار وسببا لدخول الجنة. ولكن هذا مشروط بشرطين. الشرط الاول الصبر والاحتساب. ان يحصل منه - 00:04:37ضَ
صبر واحتساب عند الله عز وجل عند فقدهم. والشرط الثاني العناية بهم لقوله بفضل رحمته اياهم بان كان يعتني بهم في الدنيا بتعليبهم والشفقة عليهم والصبر على اذاهم ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه ينبغي للامام او العالم ان يخصص وقتا للنساء - 00:05:02ضَ
وارشادهن ووعظهن ومن فوائده ايضا ان المصائب التي تصيب العبد تكون كفارة لسيئاته. بل قد تكون سببا دخول الجنة واعلم ان تكفير السيئات محو الذنوب والاثام يحصل بامور منها اولا الاستغفار - 00:05:29ضَ
الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والاثام. ومنها ايضا التوبة النصوح. فاذا تاب توبة نصوحا تاب الله الله عز وجل عليه. كما قال عز وجل الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات - 00:05:56ضَ
وثالثا الاعمال الصالحة. والاعمال الصالحة سبب لزيادة الحسنات وتكفير السيئات وهذه الامور امور اختيارية باختيار من الانسان والسبب الرابع المصائب التي يقدرها الله عز وجل على العبد. وهذا سبب قهري لا اختيار للعبد ولا - 00:06:16ضَ
فما يقدره الله تعالى على العبد من المصائب فانها تكون سببا لتكفير سيئاته ورفعة درجاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها - 00:06:40ضَ
والا كفر الله تعالى بها من خطاياه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:00ضَ