قصص الأنبياء - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

(42) سليمان عليه السلام (1) عناية سليمان بجنوده | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

عبدالقادر شيبة الحمد

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد ايها المستمعون الكرام كان سليمان عليه السلام شديد العناية بجنوده من الجن والانس والطير وكان يتفقدهم ولا ولا يغفل التفتيش عليهم ليطمئن على انضباطهم - 00:00:00ضَ

وفي اثناء التفتيش تفقد الطير ولم يجد الهدهد فقال ما لي لا ارى الهدهد شيء يستره عني ام هو غير حاضر؟ فلما تأكد انه غير موجود قال لاعذبنه عذابا شديدا دون قتله. او لاقتلنه الا اذا جاء بعذر مقبول - 00:00:21ضَ

يدفع العقوبة عنه ولم تطل غيبة الهدود حتى حضر الى سليمان عليه السلام وبادره بقوله علمت ما لم تعلم وجئتك من ارض اليمن من مملكة سبأ بخبر عظيم قاطع لا شك فيه ولا ريب - 00:00:42ضَ

اني رأيت امرأة تتولى مملكتهم وقد اعطيت جميع اسباب ما يرغب في اقتنائه الملوك المقتدرون من الرغد والسعة والابهة. ولها عرش فاخر وجدتها مع قومها سبأ ابنائي يشجب ابن يعرب يعبدون الشمس لها من دون الله. وقد زخرف الشيطان لهم طريق الشرك - 00:00:58ضَ

وصدهم عن الحق وحال بينهم وبين اخلاص العبادة لله وحده الذي لا يجوز لاحد ان يعبد شيئا سواه وهم رغم انفتاح الدنيا عليهم وتقلبهم في نعماء الله لا يهتدون الى توحيد الله. يا حسرة عليهم - 00:01:21ضَ

لماذا لا يسجدون لله وحده؟ الذي يعلم غيب السماوات والارض ولا يخفى عليه شيء فيهما ولو كانت الخبيئة مثقال ذرة في السماوات او في الارض يأتي بها الله ياتي بها الله وفي تهجين الهدهد - 00:01:40ضَ

وفي تهجين الهدهد لما وفي تهجين الهدهد لما تفعله ملكة سبأ. هي وقومها من عبادة غير الله. لفت انتباه الى تقرير الحقيقة الكبرى التي من اجلها خلق الخلق وهي عبادة الله وحده لا شريك له. وان الهدهد في هذا السبيل اعقل من كثير من الناس واهدى. ولم يسارع - 00:01:57ضَ

عليه السلام لم يسارع سليمان عليه السلام الى تصديق الهدهد او تكذيبه. لم يسارع عليه السلام الى تصديق الهدهد او وتكذيبة بل توقف في قبول قبره حتى يقف على حقيقة هذا الامر. وكتب كتابا فيه من سليمان بسم الله - 00:02:23ضَ

الرحيم. الا تعلوا علي واتوني مسلمين وامر الهدود ان يكون هو الحامل لهذه الرسالة اليهم فذهب الهدهد والقى الرسالة على الملكة ووقف يرقب ماذا يكون من جوابهم على هذه الرسالة؟ وماذا ستحدث من اثر فيهم؟ وكان ذلك بارشاد سليمان عليه - 00:02:43ضَ

فلما قرأت الملكة الكتاب جمعت امراءها ووزرائها وكبار مستشاريها. وقالت يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. الا تعلوا علي واتوني مسلمين. وقالت ملكة سبأ ايضا يا ايها الملأ - 00:03:06ضَ

اشيروا علي بما ترونه في هذا الامر. فاني لا اقطع برأي ولا استبد في امر دون مشيرة. مشورتكم دون مشورتكم واخذ رأيكم فاجابوها بانهم جميعا يد واحدة. اقوياء اشداء في الحروب ورأيك مطالب - 00:03:30ضَ

وامرك نافذ فانظري اي رأي ترغبين فيه فنحن نسارع الى طاعتك. ولا نعصي لك امرا. فاخبرتهم انت انها تميم اخبرتهم انها تميل الى مصانعة سليمان. والتلطف معه ومحاولة اكتساب رضاه لان الملوك الاقوياء اذا - 00:03:48ضَ

اذا تمكنوا من بلد واستولوا عليها بالحرب حصل على اهلها ذلة ذلة وصغار وتخريب واني مرسلة بهدية وانتظر الجواب منهم مع رسل الذين ارسلتهم بالهدية. فلما وصل رسول ملكة سبأ لما وصل رسول - 00:04:08ضَ

ملكة سبأ بالهدية وعرضها على سليمان عليه السلام. وكانت وكانت اموالا جزيلة فردها سليمان عليه السلام ولم يقبلها وقال اتمدونني بمال؟ فما انعم الله علي به من النبوة والملك خير من جميع ما بايديكم من زخارف الحياة الدنيا. انما يفرح بما يقدم اليه من مثل هديتكم - 00:04:28ضَ

من كان من اهل المفاخرة والمكاثرة بزخارف الحياة الدنيا. وقد اعطاني الله وقد اعطاني الله عز وجل ما لم يعطه لاحد من ملوك الدنيا المعاصرين لي وغيرهم ثم امر رسول ملكة سبأ بالرجوع بهديتها واعلمه انه سيغزو بلادهم بجنود لا - 00:04:54ضَ

طاقة لاهل سبأ بها. وليخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون. ان لم ينقادوا لامر الله ويأتوني مسلمين. قبل توجهي بجنودي نحو بلادهم واراد سليمان عليه السلام ان يضرب لها مثلا محسوسا على قدرته باذن الله عليها. فقال يا ايها الملأ ايكم يأتي - 00:05:14ضَ

بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين فاجابه عفريت من الجن قائلا انا اتيك به قبل ان ينفض مجلسك هذا واني عليه لقادر فلا يعجزني حمله وامين فلن اضيع شيئا مما فيه من الجواهر. والعفريت هو القوي النافذ في - 00:05:37ضَ

الامور المبالغ فيها مع دهاء قال الذي عنده علم من الكتاب والظاهر انه جبريل عليه السلام لانه رسول الله بالكتاب الى الانبياء وهو يقرأه عليهم قال انا اتيك به في وقت اسرع وهو ان احضر لك عرش الملكة قبل طرفة عين. وفي الحال رأى سليمان عليه - 00:05:57ضَ

السلام العرش مستقرا امامه اقبل سليمان على شكر الله تعالى والثناء عليه. وقال هذا من فضل ربي ليبلوني اأشكر ام اكفر. واراد سليمان عليه السلام ان ينبه العباد الى انه يجب عليهم شكر الله عند تجدد النعم. وانه لا يجوز لاحد لا يجوز لاحد - 00:06:20ضَ

مده الله باسباب القوة ان يخطر له على بال بان يثبت لنفسه حولا او قوتان فانه لا حول ولا قوة الا بالله وهو على حد قول الشاعر اياكي اعني واسمعي يا جارة. ولذلك اتبعه بقوله ومن شكر فانما يشكر لنفسه - 00:06:43ضَ

ومن كفر فان ربي غني كريم. ولما علم سليمان ان ملكة سبأ توجهت اليه امر بادخال بعض تعديلات الطفيفة على العرش ليختبر ذكاءها وفطنتها. فلما جاءت ورأت العرش قيل لها اهكذا عرشك - 00:07:03ضَ

ولم يقل ولم يقل اهذا عرشك؟ يعني قيل لها اهكذا عرشك ولم يقل اهذا عرشك؟ لانه لو قيل اهذا فقالت نعم لم يكن نصا في نجاحها في الاختبار. لم يكن نصا في نجاحها في الاختبار. فلما قيل لها اهكذا عرشك - 00:07:23ضَ

اي اهو شبيه بهذا العرش؟ فاجابت اجابة الفطن الواعي. وقالت كانه هو. فلم تثبت ولم تنف ولكنها اكدت شدة الشبه بعرشها. وفرح سليمان والمؤمنون بذلك. وشكروا الله على انهم اسبقوا منها بالعلم والاسلام - 00:07:43ضَ

وكان قد صدها عن معرفة الله تعالى ما كان عليه قومها من عبادة غير الله. انها كانت من قوم كافرين فامرها سليمان عليه السلام بدخول الصرح وكان قصرا مملسا بالزجاج وارضه مملسة به حتى يحسبه من لا يعرفه - 00:08:03ضَ

كثيرا حتى يحسبه من لا يعرفه ماء كثيرا يحتاج الى رفع الثياب عن عن الساق التي عن الساق حتى لا تبتل الثياب ولذلك رفعت الملكة ثيابها وكشفت عن ساقيها فاخبرها انه ليس ماء وانه صرح ممرد من - 00:08:23ضَ

فايقنت ان ملكها ايقنت ان ملكها التي اوتيت فيه من كل شيء ضئيل بالنسبة الى ما اعطاه الله لسليمان. واعلنت اسلامها وانقيادها الى امر الله وطاعة سليمان عليه السلام واقرت بانها ظلمت نفسها عندما سجدت للشمس وعبدت - 00:08:43ضَ

خير الله وقالت ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين والى حلقة قادمة ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:07ضَ