التفريغ
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على حبيبه الذي اصطفى. وعلى جميع رسل الله اجمعين ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في برنامجكم شبهات حول القرآن - 00:00:00ضَ
قلنا بان القاعدة القرآنية واضحة افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. الكتاب الذي ناقض ليس من عند الله عز وجل لان الله لا يقدم معلومة ثم ينقضها بمعلومة اخرى - 00:00:18ضَ
فماذا عن التناقضات التي زعمها الزاعمون قالوا القرآن تناقض. اين يا هداكم الله؟ قالوا حين قال لا اقسم بهذا البلد فهو ينفي انه سيقسم بمكة المكرمة لكنه يقول وهذا البلد الامين وهذا اقسام بمكة. فقالوا هذا تناقض. مرة يقول لا اقسم بمكة ومرة - 00:00:36ضَ
يقسم بمكة اقول يا هداكم الله لقد ظمنتم ان لا في قوله لا اقسم هي لا النافية وهذا ليس بصحيح لو كانت هذه الاء لا النافية فكلامكم صحيح بان هناك تناقض. لكن هذه اللام ليست لا النافية النافية - 00:01:02ضَ
التي تعني نفي القسم بل هي لا التي مسماة بلا الصلة واحيانا يسميها بعض النحويين لا الزائدة ومقصودهم بالزائدة انه لا محل لها من الاعراب فهي زائدة من الناحية النحوية لكنها - 00:01:25ضَ
غير زائدة من الناحية البلاغية لانها تفيد معنى التأكيد. فلا اقسم بهذا البلد تعني اقسم وتؤكد على فالقسم بهذا البلد كيف هذا؟ كيف لا اقسم معناها اقسم وبالتأكيد هذه طريقة العرب في في التعبير كما سترون - 00:01:42ضَ
حتى في ايامنا هذه واحد يقول لاخر لا اوصيك بفلان هل مقصود انه يعني انا لا اوصيك به؟ ام المقصود انه يؤكد على انه يوصي بفلان؟ فكانه يقول لا احتاج ان اوصيك - 00:02:02ضَ
فلان. حتى الان هذا سائغ في لغتنا. لا اوصيك بفلان يعني انا اوصيك به وهذا مثله في القرآن ومثله في لغة العرب العرب كانوا يستخدمون هذه اللا وتسمى لا الصلة - 00:02:16ضَ
هذه المسألة طرحها رجل على ابي العباس ابن سريج رحمة الله عليه فسأله عن هذه الاية وعن تلك الاية وكيف الجمع بينهما؟ فقال اي الامرين احب اليك اجيبك ثم اقطعك يعني اقطع حجتك - 00:02:33ضَ
ام اقطعك ثم اجيبك؟ فقال الرجل اقطعني ثم اجبني فقال له اعلم ان هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال وبين ظهراني قوم كانوا احرص الخلق على ان يجدوا فيه مخزنا مغمزا وعليه مطعنا - 00:02:51ضَ
فلو كان عندهم مناقضة لتعلقوا به واسرعوا بالرد عليه لكن القوم علموا وجهلت فلم ينكروا ما انكرت فهذا قطعه. كيف كفار قريش وهم احرص الناس على اكتشاف اي خطأ في القرآن مر عليهم هذا الامر ولم يلحظوه - 00:03:14ضَ
لا ريب انهم رأوه لكن لم يروا فيه ما يستنكرونه كما يستنكره اعاجم العرب اليوم العرب تستخدم لا هذي لا الصلة ولا محل لها في النفي ابدا وهذا مشهور عند العرب في ابيات كثيرة نأخذ بعضها - 00:03:37ضَ
يقول النابغة فلا وحق الذي مسحت كعبته لا وحقي الذي مسحت كعبته وما اريق على الانصار من جسدي. ما معنى لا وحقي معناها هو حقي لا يعني انه ينفي القسم انما يعني تأكيد القسم. يعني فهو حقي الذي مسحت كعبته - 00:03:56ضَ
ايضا الشاعر يقول تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتصدع. والمقصود كاد صميم القلب ان يتصدع لكنه استخدم لا هذه لا ليست لا النافية انما هي لا الصلة - 00:04:21ضَ
ومثله قول طرفة فلا وابيك فلا وابيك ابنة العامري لا يدعي القوم اني افر. فلا وابيك. ايش المقصود؟ يعني فابيك وابيك ولا هنا لا تفيد النفي وهذا الحقيقة له امثال في القرآن فهذه ليست لا النافية انما هي لا صلة التي تريد التأكيد. فاذا جاءت قضية يريد القرآن ان يؤكد عليها - 00:04:41ضَ
يستخدم معها؟ لا. مثلا يقول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ماذا تعني؟ يعني فوربك هذه لا لا تنفي القسم انما هي لتأكيده. ومثله قول الله عز وجل - 00:05:09ضَ
فلا اقسم بمواقع النجوم ثم يقول وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم. ومثله قول الله عز وجل لا اقسم يوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ففي كل هذا اللا هنا ليست للنفي انما هي للصلة - 00:05:28ضَ
ايضا مثله قول الله عز وجل حين يقول فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم والمعنى لكي تحزنوا على ما ومثله قول الله عز وجل ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني. والمقصود ما ما منعك اذ رأيتهم ضلوا ان تتبعني. ولا - 00:05:50ضَ
ها هنا للتأكيد وليست للنفي. ومثله قول الله عز وجل ما منعك الا تسجد يعني ما منعك ان تسجد ما منعك الا تسجد اذ امرت هكذا العرب تستخدم هذه اللام. فجهلها من جهلها من اعاجم العرب - 00:06:16ضَ
فظن بان القرآن يتناقض مرة يقسم بمكة ومرة يقول لا اقسم بمكة بل المقصود ان القرآن اقسم بمكة واكده بقوله لا اقسم بهذا البلد اذا تبين هذا تبين لنا بان القرآن لم يتناقض في هذه المسألة بل كان بعضه يصدق بعضا ولو - 00:06:37ضَ
كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاصل ثم اعود اليكم باذن الله تبارك وتعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم من جديد ايضا من التناقضات المزعومة التي نسبوها الى القرآن الكريم - 00:07:02ضَ
ان القرآن اختلف في عدد الملائكة الذين نزلوا في يوم بدر فقالوا نجد في بعض الايات انه يذكر ان عدد الذين نزلوا كانوا الفا وفي موضع اخر كانوا ثلاثة الاف - 00:07:23ضَ
وفي موضع اخر كانوا خمسة الاف ولا ريب ان الالف لا تساوي الثلاثة الاف ولا الخمسة الاف اذا الامر فيه تناقض تعالوا نستعرض هذه الايات لنرى ما قصتها. سابدأ بالخمس - 00:07:38ضَ
الاف لنحيد هذه الاية وننطلق الى الايتين الاخريين يقول الله عز وجل للمسلمين وهو يعزيهم بعد هزيمتهم في يوم احد بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا. اجتمع المشركون في حمراء الاسود - 00:07:52ضَ
فقال لهم الله عز وجل اذا صبرتم لهم وعادوا من فورهم هذا جاؤوا اليكم يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين فهذه ليست في معركة بدر انما هي تتحدث بان الله عز وجل يعد المسلمين بخمسة الاف من الملائكة اذا رجع المشركون. الامر مشروط - 00:08:17ضَ
ولما لم يتحقق الشرط ان لم يحصل المشروط اما بخصوص الالف والثلاثة الاف يقول الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين وفي قراءة متواترة مردفين. ماذا تعني - 00:08:43ضَ
يعني يردف بعضهم بعضا. يعني متتابعين. فاذا هو لا يقول الفا فقط انما يقول الف وهناك غيرهم يردفهم متتابعين وهؤلاء كانوا الفين ردف الله بهم الالف الاولى فكان عدد النازلين ثلاثة الاف ولذلك يقول الله عز وجل اذ تقولوا للمؤمنين - 00:09:12ضَ
الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اذا عدد الملائكة الذين نزلوا في يوم بدر كانوا ثلاثة الاف وعدهم الله الفا مردفين فجاء ردفهم بعضهم رتفا لبعض حتى تكامل العدد الى ثلاثة الاف - 00:09:36ضَ
اما الخمسة الاف فانما كانت متعلقة بما حصل في يوم احد حين اصيب المسلمون فوعدهم الله ان عاد المشركون اليهم مرة اخرى ان يمدهم الله بخمسة الاف ولكن لما لم يعودوا لم يمدهم الله عز وجل بهذه الخمسة الاف. فاذا ليس هناك من - 00:10:01ضَ
اية تقول الف مردفين واية تقول ثلاثة الاف فكلاهما يتحدث عن نفس الموضوع اشكال اخر يزعمه البعض بانه تناقض يسألون هل اللهو يسأل المجرمين عن ذنوبهم؟ ام انه لا يسألهم - 00:10:21ضَ
يقولون القرآن يتحدث فيناقض نفسه بعضه كيف قالوا هناك نصوص تتحدث بان الله عز وجل لن يسأل المجرمين عن ذنوبهم كقول الله عز وجل ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. اذا لا يسألون عن ذنوبهم. واكده بقوله فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. قالوا هذه الايات تفيد - 00:10:44ضَ
اذ ان الله لا يسأل المجرمين عن ذنوبهم بينما هناك ايات اخرى تقول فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. هناك اية اخرى تقول ربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون فهل في المسألة تناقض؟ اقول لا. لماذا - 00:11:10ضَ
لان السؤال يأتي على انواع فهناك سؤال للاستفهام وهناك سؤال للتقريع او بالتوبيخ وهناك سؤال للتقرير وليس من داع عند الفصيح او البليغ اذا قال لن اسألك ان يقول لست اسألك على سبيل التقريع انما اسألك على سبيل الاستفهام - 00:11:34ضَ
نعم فالبلغاء والفصحاء لا يصنعون مثل هذا ابدا. لان السامع يستطيع ان يدرك نوع السؤال من السياق اقول ان الله عز وجل لن يسأل المشركين سؤال استعلام واستفهام عن ذنوبهم. لماذا؟ لان الله عز وجل يعلم كل شيء - 00:11:54ضَ
اقصاه الله ونسوه فالله عز وجل لن يسألهم سؤال استفهام لكنه سيسألهم سؤال توبيخ وتقرير تعالوا نقرأ بعض هذه النصوص التي ذكرت هذه الانواع من الاستفهام. يقول الله عز وجل - 00:12:17ضَ
اولم يعلم اي قارون. او لم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. ماذا تعني هذه الاية - 00:12:36ضَ
ان الله حينما يريد ان يأخذ مجرما فانه لا يستفهمه. لا يسأله عن شخصه لا يسأله انت فلان الذي اذنبت. لا يسأله عن ذنوبه انت اذنبت بكذا او كذا لان عذاب الله يأتي بغتة. يأتي فجأة الملائكة تعرف المجرمين بسيماهم - 00:12:54ضَ
ليس من داع ان تسألهم عن انفسهم يقول الله عز وجل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان فبأي الاء ربكم وما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام. اذا لا يسألهم الله عز - 00:13:14ضَ
وجل سؤال استفهام لان الملائكة تعرفهم فلا تسألهم لا عن اسمائهم ولا عن افعالهم لان عذاب الله ياتي بغتة يقول الربيع بن انس قوله ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون اي لا يسألون عن احصائها. فلا يقال لهم هاتوا فبينوها لنا ولا - 00:13:37ضَ
اعطوها في كتب فلم يشكو الظلم يومئذ لكن شكوا الاحصاء. احصاه الله ونسوه والله على كل لشيء شهيد هذا السؤال المنفي هو سؤال الاستفهام. لكن هناك سؤال اخر هو للتوبيخ والتقريع فهذا الله - 00:13:59ضَ
عز وجل اثبته للمشركين. يقول ربي تبارك وتعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. سيقررهم الله يوم القيامة بذنوبهم تقريرا وليس سؤالا عن استحقاقهم للعذاب من عدم استحقاقه. ومثله قول الله عز وجل وقفوهم انهم - 00:14:21ضَ
مسؤولون ما لكم لا تناصرون هذا سؤال في باب التوبيخ والتقرير. ومثله قول الله عز وجل وهو يسألهم افسحر هذا ام انتم لا تبصرون؟ ومثله الم يأتكم رسل منكم؟ فهذا ليس سؤالا في استفهميا انما هو في - 00:14:46ضَ
في باب التقريع ومثله قوله الم يأتكم نذير؟ اذا تبين لنا لان السؤال المنفي غير السؤال المثبت وليس من داع عند العقلاء لان يبين السائل فيقول لا يسأل المجرمون عن ذنوبهم - 00:15:07ضَ
سؤال استفهام انما يسألون سؤال تقرير فمثل هذا لا يصنعه البلغاء والفصحاء لانهم يتكلمون مع العقلاء الذين يفهمون مع السؤال من السياق فلا يشتبه عليهم هذا من ذا لكن دعونا نقول لهؤلاء المتحدثين عن القرآن بانه متناقض. ما رأيكم فيما جاء في سفر الملوك الثاني في الاصحاح اربعة وعشرين على ثمانية وهو يقول - 00:15:24ضَ
كان يهيا كين احد ملوك بني اسرائيل ابن ثمان عشرة سنة حين ملك. وملك ثلاثة اشهر في اورشليم كان عمره كم؟ لمن صار ملك كان عمره تمنتاشر سنة كان يكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم - 00:15:49ضَ
بينما يقول سفر الايام الثاني في الاصحاح ستة وتلاتين على تسعة في نفس الكتاب المقدس كان يهيا كين ابن ثمان سنين حين ملك. مرة يقول تمنطعش ومرة يقول ثمانية هل هذا تناقض ام ليس بتناقض - 00:16:12ضَ
هل يستطيع واحد من المتحدثين الطاعنين في القرآن ان يخبرنا ان يخبرنا كم بالتحديد عمر الملك يوهيا كين حين صار ملكا هل كان عمره تمنتاشر سنة؟ ام كان عمره ثمانية سنوات - 00:16:28ضَ
حتى اريحه فاني ارى ان يرجع الى قاموس الكتاب المقدس في صفحة الف وتسعة وتسعين ليرى ماذا يقول العلماء الذين انجزوا قاموس الكتاب المقدس تلك الموسوعة الكبيرة التي تربو على الف ومئتين صفحة - 00:16:43ضَ
يقولون بالحرف الواحد يرجح ان رواية سفر الملوك الثاني هي الصحيحة. اذا ثمنطعشر سنة هو الرقم الصحيح لعمر يوهياكين ثمان سنوات. نقول يا هؤلاء قبل ان تتحدثوا عن القرآن انظروا في كتبكم وما فيها من الاخطاء - 00:17:01ضَ
واياكم ان يكون حالكم كحال اولئك الذين اخبر المسيح عليه الصلاة والسلام عنهم بانهم يرون القذى في عيونهم ولا يرون الجزع وهو منتصب امام عيونهم. اسأل الله عز وجل ان يرينا الحق حقا وان يرزقنا اتباعه وان - 00:17:24ضَ
ان الباطل باطلا وان يرزقنا اجتنابه. وان وان يجعل لنا في دعاء الصالحين نصيبا. انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:44ضَ